Ch45 | TMCTM
مع اقتراب نهاية العام ،
بدأت مدرسة وينهوا الأولى الثانوية تتعرض لسلسلة من الاختبارات المتلاحقة
تسبب اختبار اللغة الإنجليزية في خمول معظم طلاب الصف الأول
دخلت ممثلة الصف في مادة الإنجليزية، جين جينغ، حاملة
أوراق امتحان الصف بأكمله، وطرقت على المنصة قائلة:
“ استيقظوا ! استيقظوا ولا تغفو ، ستُوزع الأوراق قريبًا .
المعلمة بي قالت إن أداء هذه المرة ضعيف جدًا ،
وستكون هناك مشاكل في الصف لاحقاً .”
تذمر الطلاب من سرعة تصحيح الأستاذة بي آوشوي
الشديد ، فصاح أحد الأولاد لجين جينغ:
“ ممثلة الصف لماذا أشعر أنك سعيدة ؟
هل حصلت على درجة عالية في الامتحان ؟”
ابتسمت جين جينغ، ووبخت الزميل ببضع كلمات
ثم ظهر بي تشنغفي على المنصة ورفع يده قائلاً بصوت عالٍ:
“ أليس هذا حدثًا سعيدًا؟ خبر كبير ! ليلة الأحد القادم ،
الغرفة الخاصة الكبرى رقم 225، حفلة عيد ميلاد الجميلة جين جينغ.
الجميع يجب أن يأتي ! وأنا سأكون هناك أيضًا !”
عمت الهتافات والضجيج الصف
ضربت جين جينغ بي تشنغفي على رأسه بأوراق الامتحان، وقالت بغضب :
“ من قال إنك مدعو !”
كان تاو شي يعلم بالأمر ، فقد أعطته جين جينغ دعوة
مصنوعة يدويًا خصيصًا له للتو
نظر إلى لين تشينهي بجانبه وسأله:
“ هل ستذهب؟”
استولى لين تشينهي على الدعوة التي كانت مرسومًا عليها قلب :
“ سأذهب إلى منزل جدي ليلة الأحد .”
حتى لو لم يذهب إلى البيت القديم لعشاء العائلة ،
فغالبًا لن يذهب للحفلة
فسأل لين تشينهي :
“ هل ستذهب أنت ؟”
تردد تاو شي قليلًا ، ثم قال:
“ من المفترض أن أذهب .”
عندما أعطته جين جينغ الدعوة ، اعتذرت له عن حادثة
جيانغ شينيون القديمة،
لكن تاو شي لم يرَى أن جين جينغ فعلت شيئًا خاطئًا ،
بل حتى تحدثت نيابة عنه آنذاك
لين تشينهي:
“ سأأتي لأقلك بعد انتهاء الحفلة إذاً "
لمعت عينا تاو شي بالحماس ، وأومأ :
“حسنًا ! سأنتظرك !”
——————-
في ليلة الأحد ، استقل تاو شي الحافلة مرتين حسب
العنوان الذي أعطته له جين جينغ،
حتى وصل إلى النادي الكبير ذو المستويات الراقية
و بتوجيه من النادل ، دخل المكان
الأضواء الملونة والأصوات الخافتة للبكاء والغناء الوحشي
القادم من الغرف الخاصة تُشعره ببعض الانزعاج
كان تاو شي يعرف أن هذا مكان KTV كبير ، ( كاريوكي )
ولم يسبق له الذهاب إلى هناك،
ولم يكن يحب الغناء كثيرًا
كان يفكر في إيجاد عذر للرحيل مبكرًا ،
لكنه التقى بشخص غير متوقع في منتصف الطريق …
: " تاو شي ؟"
وقفت غوان فانيوان أمامه ، ترتدي فستان قصير عاري الرقبة
وترتدي قلائد ذهبية ،
ووجهها مليء بالمكياج ،
في يدها سيجارة رفيعة للنساء ،
ابتسمت وسألته: " هل جئت إلى حفلتنا ؟"
( حبيبة يانغ تشنغمينغ )
لم يتوقع تاو شي أن هذه المرأة ستتعرف عليه بسبب
معرضه الاستثنائي الذي أقامه مرة واحدة في حياته
تذكر بسرعة أن غوان فانيوان أرسلت دعوة للحفلة قبل عدة
أيام في قروب ويتشات لجمعية التشخيص في تشينهوا
قال لها: " لا، أنا هنا لحفلة عيد ميلاد زميل في صفي ."
ابتسمت غوان فانيوان : " أتمنى لك وقتًا ممتعًا .
حفلتنا في الغرفة الخاصة رقم 334 "
أخذت نفسًا من سيجارتها ، واقتربت وقالت :
" لدي أصدقاء كثيرون درسوا في الخارج ،
بعضهم موجودون هنا اليوم . ربما تلتقي بهم لاحقاً ."
مال تاو شي برأسه قليلاً ليجنب دخان سيجارتها ،
ورائحته الحلوة والدسمة جعله يعبس قليلاً
وجد حماس غوان فانيوان المفاجئ محيرًا بعض الشيء،
فأجاب بنبرة باردة : " شكرًا ،
لكن حفلة عيد ميلاد زميلي على وشك البدء ،
لذا يجب أن أذهب أولاً ."
ابتسمت غوان فانيوان : " لا بأس ، إذا وجدت الحفلة مملة،
يمكنك أن تأتي وتلهو معنا ."
بعد أن ودعها ، توجه تاو شي إلى الحمام ليغسل وجهه
ويتأكد من عدم وجود رائحة دخان عليه ،
ثم مشى على السجادة الناعمة متجهًا نحو الغرفة الخاصة
تذكر غوان فانيوان التي كانت بجانب يانغ تشنغمينغ في
المعرض المرة الماضية،
كانت ترتدي فستان أبيض ومكياجها خفيف ،
مختلفة عن اليوم
وتذكر أن في لوحة فانغ سوي —- فانغ سوي كانت ترتدي أيضًا فستان أبيض
ابتسم بابتسامة خفيفة ، ودفع باب الغرفة رقم 225
كان بي تشنغفي يمسك الميكروفون الواقف ويغني بصوت
عالٍ أغنية "قل أحبك"
موجّهًا الكلمات إلى جين جينغ في وسط الأريكة ~
عندما رآه بي تشنغفي يدخل، توقف عن الغناء ونادى عليه: " شي غااااا !"
يوجد مساحة واسعة في الغرفة الخاصة ،
ورأى أن معظم زملائه قد حضروا ،
حتى هوانغ تشينغ كانت موجودة
لاحظ تعبير جين جينغ الذي بدت عليها بعض خيبة الأمل حين دخل ،
لكنها سرعان ما نهضت لاستقباله وقالت
بإخلاص : " تاو شي شكرًا لقدومك . استمتع الليلة ."
ناول تاو شي جين جينغ الهدية التي في يده وقال مبتسمًا:
" عيد ميلاد سعيد "
حيّا باقي الزملاء ، ووجد مقعدًا فارغًا في زاوية الأريكة
بجانبه —- هوانغ تشينغ، التي كانت تجيب على أسئلة في هاتفها
و لما رأت جلوسه، سألته : " هل جاء لين تشينهي معك ؟"
توقف تاو شي للحظة، هز رأسه وقال: "لديه أمر الليلة."
تنفست هوانغ تشينغ الصعداء وأكملت إجابة الأسئلة
الطاولة مغطاة بالبيرة والمشروبات،
وجدران الغرفة المبطنة ناعمة و تتلألأ بانعكاسات ملونة من الأضواء
بعد أن طلب أحدهم أغنية “غسل الدماغ”
اندفع بعض الطلاب النشيطين عادةً في الفصل لسرقة
الميكروفون والغناء بجنون
و فجأة ، رقصوا الحشود بحيوية فائقة ،
حتى كادت طبلة أذنهم أن تنفجر من شدة الصوت
فتح تاو شي ويتشات ، وبحث عن دعوة الحفلة التي أرسلتها
غوان فانيوان في قروب [ جمعية تشينغهوا للرسم ]
على ويتشات ،
—— لكنه وجد أن العنوان المذكور في الرسالة ليس هو
هذا المكان ——-
فكر قليلاً، ثم ضغط على ويتشات دينغ يانان وسألها عن الحفلة
ردّت دينغ يانان سريعًا برسالة : [ الحفلات الرسمية
للجمعية ينظمها الرئيس .
نائبة الرئيس غوان لديها بعض الأصدقاء في الجمعية
يجتمعون كثيرًا وينظمون حفلات خاصة ،
لكننا عادةً لا نحضر معهم ]
لاحظ تاو شي المعنى الضمني في كلام دينغ يانان
ففكر قليلاً وأخبرها عن لقائه بغوان فانيوان
ردّت دينغ يانان: [ من الأفضل ألا تذهب .
كيف أقول لك، جمعية تشينغهوا للرسم مختلطة بعض
الشيء، وأنت ما زلت طالبًا في الثانوية، لا داعي لتكوين
صداقات من هذا النوع ]
ردّ تاو شي ببضع كلمات شكر ،
ونظر إلى سجل المحادثة وهو يفكر
في منتصف الوقت ، نهض وذهب إلى الحمام
وعندما خرج منه ، رأى شخصين مألوفين يمران عند زاوية الممر ،
وسمع صوت امرأة تقول : “ يا سلفي ، ليس لديّ الكثير من المال لأقرضك "
( السلف ' جدي او جد جد جدي ' لكن يقولونها كتشبيه
إنه الشخص كبير بسبب مكانته / زي لما اقول لشخص يا
عمي روّق / هو مو عمي فعلياً بس كذا طريقة مناداه )
عاد تاو شي بسرعة إلى الحمام ، غسل يديه مجددًا ،
ثم خرج بعد أن نشّف يديه بمنشفة ورقية
السجاد في الممر سميكًا وناعمًا، فلم يكن يصدر أي صوت
أثناء المشي عليه
تبع تاو شي الممر الذي سلكه الشخصان، وبعد أن استدار
عند زاوية، وجد باب أمني واحدًا فقط في نهاية هذا الممر
وكان من المفترض أن يكون هناك ممر طوارئ خلف الباب
تنفس بهدوء ومشى برفق نحو باب الخروج الذي كان مفتوح قليلاً ،
وسمع أصوات خافتة من الداخل ——-
غوان فانيوان قد دخنت سيجارتها منذ قليل،
وأعادت إشعال نفس النوع
نفخت دخانًا، ومشت ذهابًا وإيابًا لبضع خطوات،
ثم تنهّدت وقالت للفتى الذي أمامها :
“ يا سلفي ! لقد غيّرنا عنوان الحفلة تحديدًا من أجلك !!!
ودعوت ذلك الطفل أيضًا ، فماذا تريد مني أن أفعل ؟”
كان الضوء الأبيض خافتًا في مخرج الطوارئ
نظر يانغ داولي إلى الأعلى ،
و عيناه باهتتين في ظل الضوء والظلال، وقال:
" ألم أخبرك من قبل؟
أرجوك ساعديني في تعليمه درسًا ..." قالها بأدب، وتعبير
وجهه كأنه يطلب المساعدة ، ثم ابتسم بمكر وتابع:
" أليس أنتِ الأفضل في هذا النوع من الأمور ؟"
أمسكت غوان فانيوان سيجارتها بين أسنانها وحدقت في
ابن يانغ تشنغمينغ، و تغير تعبير وجهها للحظة
تاريخها الماضي لم يكن مشرفًا بالفعل
رغم أن والدها غوان شوون كان خطاطًا مشهورًا في الأوساط
الأدبية والفنية،
إلا أنها لم تكن سوى ابنة غير شرعية ذات سمعة سيئة ولم
تتلقى أي تأثير فني قبل سن السادسة عشرة
نفثت غوان فانيوان سحابة دخان : " ما مشكلتك مع ذلك الفتى؟
حتى تطلب مني مساعدتك في تأديبه ؟"
شعرت ببعض الانزعاج في قلبها ،
فهي لا ترغب حقًا في التورط في مشاكل مراهقي المدارس الثانوية
تغيّر تعبير وجه يانغ داولي وقال ببرود:
" هذا ليس من شأنك "
: " هل يعرف والدك أنك بهذا الشكل ؟
كان دائمًا يقول أنك فتى مطيع مهذب ..." ضحكت غوان فانيوان بخفة
{ إذا نجحت في الزواج من يانغ تشنغمينغ
قد يصبح يانغ داولي مضطرًا لمناداتي بـ"أمي" في المستقبل }
هذا الشعور جعلها تشعر ببعض السخرية
رفع يانغ داولي عينيه نحو غوان فانيوان وقال مبتسمًا:
" أنتِ بالتأكيد لن تخبريه ."
: " حسنًا. لحسن الحظ أنك قلت أن ذلك الفتى ليس لديه
خلفية عائلية قوية ، وإلا كنت سأقلق حقًا من المشاكل ."
أطفأت غوان فانيوان سيجارتها بالضغط على الجدار الأبيض
عندما عاد تاو شي إلى الغرفة الخاصة ،
كان بي تشنغفي المهووس بالميكروفون قد غير الأغنية
بالفعل ،
و يغني "الحب حتى الموت" لجين جينغ
وصوته النشاز جعل جين جينغ تتدحرج عيناها باستمرار
عاد إلى مقعده وجلس ،
ولاحظ أن هوانغ تشينغ ما زالت منحنية الرأس تحل المسائل
لم يمض وقت طويل على جلوسه حتى فتح باب الغرفة
الخاصة مجدداً
: " ياكولت! لماذا تأخرت هكذا !" كان لي شياويوان يمسك
الميكروفون ويغني، وعندما رأى يانغ داولي يدخل، كلمه
مباشرةً عبر الميكروفون
رفع تاو شي نظره ورأى يانغ داولي يحمل صندوق هدايا ملفوفًا بطريقة أنيقة
: " كان هناك ازدحام مروري طويل على الطريق ،
فهرعت مسرعًا عندما نزلت من السيارة للتو، ولا زلت ألهث ."
رد يانغ داولي مبتسمًا للي شياويوان
و بعد تسليم الهدية لجين جينغ
نظر حول الأريكة ثم اتجه نحو الفراغ في الزاوية
رأى تاو شي يانغ داولي يقترب منه وسأله مبتسمًا :
" تاو شي هل يمكنني أن أجلس بجانبك ؟"
كانت نظراته ونبرة صوته تحمل شيئًا من الألفة
تحرك تاو شي إلى الجانب وأومأ برأسه : " بالطبع "
قال يانغ داولي "شكرًا" ثم جلس
كانت تفوح منه رائحة دخان حلوة ودسمة لم تتفرق بعد
كان ينظر إلى لي شياويوان والآخرين وهم يغنون ،
و يبتسم ويصفق ، بدا سعيدًا للغاية
لاحظ تاو شي علبة سجائر غير مفتوحة تحت طاولة القهوة
ربما نسيها الضيوف السابقون هنا ولم يتم تنظيفها
أخرج علبة السجائر ، اخرج سيجارة وناوله إياها ثم رفع عينيه وسأله:
"هل تدخن؟"
عبس يانغ داولي و بدا عليه شيء من الاستغراب وهز رأسه:
" لا أدخن أبدًا "
ابتسم تاو شي، أعاد السيجارة إلى العلبة وقال: " أنا أيضًا لا أدخن ."
رمى السجائر مرة أخرى تحت طاولة القهوة واتكأ على الأريكة،
يشاهد لي شياويوان وهو يدعو يانغ داولي للغناء ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق