القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch52 | SJUTM

Ch52 | SJUTM



عندما تلقّى شين آنتو مكالمة أخرى من سايمون في الساعة 

الرابعة والربع من مساء اليوم التالي ، 

كان داخل متجر مجوهرات ، يختار خاتم


كان يعلم أن شي دوو قد اختار خاتم الزفاف بالفعل ،  

بل ورآه بعينيه — ماسة تقارب خمسة قيراط ، 

لامعة لدرجة كادت تعميه


عبّر شين آنتو بحماس عن فرحته وسعادته، 

لكنه لم يجرؤ على الإشارة إلى مدى ضخامتها وعدم عمليّتها


لاحقًا، علم أن الاقتراح كان من تشو مينغ هوي: “ إذا كنت 

تحبّه ، فاشترِ له أكبر وأغلى وأفخم ما يمكنك "


و على الفور شطب شين آنتو اسم تشو مينغ هوي من قائمة 

ضيوف الزفاف ~ ، وقرّر أن يعثر بنفسه على خاتم أكثر عقلانية


نزع نظّارته الشمسية ليتفحّص جودة الماس ، 

فاختار خاتم من البلاتين مرصّعًا بالألماس ، 

وإن لم يكن راضيًا تمامًا عن تصميمه بعد.


قالت له إحدى البائعات وهي تريه خاتم آخر:

“ سيدي ما رأيك بهذا ؟ 

إنه من أكثر التصاميم مبيعًا لدينا ، وخصوصًا خاتم النساء. 

الكثير من السيدات يعشقن هذا الطراز .”


نظر إليها شين آنتو ، وعيناه المنحنيتان كزهور الخوخ 

و كمامة تغطي نصف وجهه : 

“ آسف، لا أحتاج خاتمًا نسائي . خطيبي رجل أيضًا .”


تفاجأت البائعة للحظة ، لكنها سرعان ما استجمعت ابتسامتها وقالت :

“ ألف مبروك لكما . 

وإن لم تعجبك الخواتم المعروضة ، فقد وصلنا هذا 

الصباح بمجموعة جديدة كليًا . 

ربما تجد فيها ما يناسب ذوقك . 

أرجو أن تنتظر لحظة .”


أومأ لها شين آنتو شاكرًا، ثم جلس على مقعدٍ عالٍ


وبينما يتأمّل الخواتم في واجهة العرض بلا تركيز ، 

لمح بائعة أخرى في الجهة المقابلة تحدّق به


وما إن التفت نحوها حتى تظاهرت بالانشغال في هاتفها


لم تكن هذه المواقف جديدة عليه، 

لذا لم يُعرها اهتمامًا كبيرًا


لكن في تلك اللحظة، اهتزّ الهاتف الذي يستخدمه للتواصل مع سايمون 


ردّ دون تردّد: “ أخيرًا وجدت وقتًا تتصل فيه؟ ما الأمر ؟”


جاء صوت سايمون منخفض ، مشحونًا بنبرة تنذر بالخطر:

“ أين أنت الآن ؟”


أجاب شين آنتو باختصار : “ في المركز التجاري .”


قال سايمون بجدية :

“ أندرو عليك أن تغادر فورًا . 

سواء كنت في منطقة جينشينغ أو روي تشيان ، أخرج من 

هناك الآن . 

وتجنّب كاميرات المراقبة قدر الإمكان . 

أنت ترتدي كمامة صحيح ؟ لا تدع أحدًا يرى وجهك .”


من زاوية عينه ، لاحظ شين آنتو أن البائعة المقابلة ما تزال تحدّق به، 

ممسكة بهاتفها كما لو أنها تقارن صورة


خفق قلبه بقوة


أمسك بنظّارته الشمسية وتوجّه مباشرةً نحو باب المتجر



عادت البائعة التي ذهبت لإحضار الخاتم ونادت خلفه:

“ سيدي ألا تريد أن ترى الخاتم ؟”


لكن شين آنتو تجاهلها تمامًا، وخرج بخطى سريعة، 

متّجهًا نحو سيارة شي دوو التي كانت متوقفة على بُعد مئتي متر فقط


قال سايمون من الطرف الآخر:

“ إذا كنت قد استخدمت اسم شي دوو لحجز غرفة في فندق يوشوي، فاتركها . 

وكذلك فيلّته . 

وإن كنت تقود سيارته، فلا تفكّر أبدًا في إعادتها . 

تخلَّ عن أي جهاز إلكتروني أعطاك إياه . 

من الآن فصاعدًا ، تجنّب كل شيء له علاقة باسم ‘شي’ "


ما إن سمع ذلك حتى غيّر شين آنتو مساره فجأة ، 

مبتعدًا عن المنطقة التجارية ، وخفّض صوته قائلًا:

“ ما الذي يحدث ؟  

حتى لو شي شياودونغ ذهب إلى الشرطة ، فلن يؤثر ذلك 

على شي دوو . 

لماذا عليّ أن أقطع صلتي به؟”


ساد صمت قصير من جهة سايمون ، ثم جاء صوته مشوّشًا قليلًا عبر السماعة:

“ لأن شي دوو تعرّض هذا الصباح لهجوم مسلح في الدولة B 

وإن لم أكن مخطئ ، فشي شياودونغ هو من رتّب ذلك . 

لكن عائلة شي… يبدو أنها تعتقد أن أنت من يقف خلفه .”


توقّف شين آنتو في مكانه فجأة



دوى طنين مرعب في رأسه، 

غطّى على أصوات أبواق السيارات ولعنات المارّة من حوله


في هذه اللحظة —- ، لم يستطع أن يفكر أو يتحرك ، 

وكأن روحه قد انفصلت عن جسده


قال سايمون بسرعة :

“ الآن الشرطة ، وعائلة شي، وشي شياودونغ جميعهم يلاحقونك . 

أخبرني بمكانك وابقَ على الخط . سأصل إليك فورًا…”


سمع شين آنتو صوته يخرج منه كأنه ليس له، بجمودٍ أشبه بالصقيع:

“ كيف حاله… الآن ؟”


: “ شي دوو ؟ لا أعلم بالضبط . 

كل ما أعرفه أن أحد حراسه الشخصيين قُتل .”

ثم تابع سايمون، متحدثًا بسرعة أكبر:

“ أخبرني بموقعك أندرو . يبدو أن حولك ضجيج ،

هل ما زلت في الشارع ؟”


فجأة، دوّى رنين هاتف مألوف من جيبه— ذلك الهاتف الذي 

أعطاه له شي دوو


كان قد رفع صوته في وقتٍ سابق ، خشية أن يفوته أي 

اتصال أثناء تنقّله 

لكن الآن، ظهر رقم غريب على الشاشة، لم يتصل به شي 

دوو، ولا شي ونشوان ، ولم يرسلا له حتى رسالة واحدة


للحظة، نسي شين آنتو أين هو


نظر حوله بشرود ، ولمح أعينًا تتلصّص عليه ، نظراتهم 

حادّة ، شريرة ، تحاصره


صعد البرد من قدميه كأفعى تزحف ببطء ، 

تلتف حوله حلقة بعد أخرى ، تضغط عليه بلا رحمة


وحين بلغ الصقيع قمة رأسه ، أجبر شين آنتو نفسه على 

التحرك رغم الألم الذي كان يخنقه


أولًا، أطفأ الهاتف


ثانيًا، أخرج شريحة الاتصال ورماها في أقرب سلّة مهملات


ثالثًا، حطّم الهاتف على الأرض، 

ثم داسه بقدمه حتى تحطّمت شاشته تمامًا


قال بصوت منخفض، لكنه حاسم:

“ لا تأتِ للبحث عني . اذهب إلى بار ‘هيفن’. سأقابلك في المكان المعتاد .”


———-


في الزقاق خلف بار هيفن —- وقف رجل أجنبي


منحته أصوله الإسكندنافية قامةً فارعة ، 

وشعر أشقر مقصوص بعناية ، 

وعينين زرقاوين حادة ، وأنفًا مستقيم ، 

وملامح منحوتة بحدة ، كأنه خرج من تمثال ' ديفيد '


انتظر سايمون حتى حلول الليل


لم يتناول العشاء، ولم يتحرك قيد أنملة


شين لين تجاهل اتصالاته بإصرار. وبعد أن أغلق الخط مرتين أو ثلاثًا، أطفأ هاتفه تمامًا. ومع ذلك، استمر سايمون في الاتصال، وهو يدرك تمامًا أن لا فائدة من ذلك


بسجارة معلّقة بين شفتيه، دخّن ببطء، وقلبه يتأرجح بين التوتر والقلق ؛ 

فكرة رؤية شين لين مجددًا كانت كفيلة بأن تجعل صدره يضيق وأنفاسه تختنق


عاش سايمون إلى جانبه ثلاث سنوات ونصف، 

لكنه سمع باسم ' شين لين ' منذ خمس سنوات مضت


حينها، لم يكن سوى متدرّب صغير في فرع مجموعة ' فينميكا ' بينما كان يُعرف شين لين على أنه ' حبيب الآنسة يو الجديد '


لكن بعد أن ساعد يو كيان في استعادة إرثها والسيطرة على 

ثلث أسهم المجموعة ، 

بات الجميع يناديه بـ ' السيد شين '


ومع مرور الوقت ، أدرك سايمون أن السيد شين لم يكن 

رجلًا عاديًا على الإطلاق — بل هو الابن غير الشرعي لإحدى 

أضخم التكتلات الاقتصادية في الصين


ومع عزمه على استعادة ما يراه حقّه ، 

كان لا بد له من العودة إلى الصين للقيام بخطوته التالية

ولهذا، اختار سكرتيرًا يثق به ليسافر معه

وكان هذا الشخص هو سايمون


قال له شين لين ذات ليلة ، قبل مغادرتهم الدولة A :

“ سايمون قد أكون شخصًا بارد الدم ، لكن بما أنك بجانبي ، فأنت صديقي . 

وإذا رغبت يومًا في مغادرة الصين والعودة إلى وطنك ، فقط أخبرني . 

سأوفّر لك تذكرة الطيران وسيارة أجرة .”


أجابه سايمون، محافظًا على هدوئه اللطيف وسلوك الرجل الأوروبي النبيل:

“ شكرًا جزيلًا سيد شين. سأفعل .”


ومنذ تلك اللحظة، أصبح شين لين محور عالمه


ككوكبٍ صغير وقع في مدار نجمٍ ساطع، 

ظلّ سايمون يدور حوله بلا توقف


لكن النجم لم يطلب يومًا هذا الولاء، 

بل افترض ببساطة أنه قرار الكوكب وحده


هل لم يكن يلاحظ الجاذبية القاتلة التي يمارسها، 

أم أنه كان يراها شيئًا لا يستحق الاهتمام؟ من يدري


فالشمس في النهاية، تدور حولها أجرام لا تُعد ولا تُحصى


بل حتى الكواكب، عددها ثمانية


وكان سايمون هو الأضعف بينها، والأقل بريقًا 


حلّ الليل تمامًا، وتسلّل ظلام الزقاق العميق حتى بدا أشد 

حلكة من أي مكان آخر في المدينة


دخّن سايمون سيجارته حتى الفلتر ، لكنه لم يشعل واحدة جديدة


عندها، دوّى صوت خطوات من بعيد، تقترب شيئًا فشيئًا


فاعتدل سايمون في وقفته ، مستديرًا نحو الصوت


نجمه… قد وصل —-


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي