Ch53 | TDVWD

 Ch53 | TDVWD

زحف تشي مو ياو بصعوبة نحو يي تشيانشي،

 ومد يده ليمسك بمعصمها ويبدأ بمعالجتها باستخدام قدرة اليونّي

أخيرًا استعادت يي تشيانشي بعضًا من وعيها، 

ورفعت رأسها تنظر إليه بتعب:

“ لا… لا تفعل. السهم لا يمكن سحبه الآن، وذراعك…”

ابتسم تشي مو ياو بشفاه شاحبة وأجاب بصوت متهدّج:

“ لا بأس…”

وفي الجانب الآخر، 

هان تشينغيوان تمسك شي زيهي وهي تصرخ بألم:

“ شي-شيشيونغ!”

عندها فقط استدار تشي مو ياو ليرى حال شي زيهي 

بالنسبة له، فإن شي زيهي يمتلك هالة البطل الرئيسي—يمكن أن يُصاب، لكنه لن يموت

وبالفعل، كان هناك سهم مغروز في كتفه

وضعه لم يكن مثاليّ ، لكنه لم يكن في خطر حقيقي

{ بوسعي إنقاذه }

كان حال مجموعتهم يرثى له

لقد بذلوا كل ما بوسعهم للقضاء على واحدة فقط من دُمى سو يو ، ومع ذلك كانوا على وشك الانهيار

وكانت تلك الدمية حتى بلا طاقة روحية …..

{ لو أننا واجهنا سو يو بقوته الكاملة ، 

لكان بإمكانه القضاء علينا جميعًا برفّة يد واحدة }

بعد أن فُكّت قيود مو رين والبقية ، تجمعوا جميعًا ليرتاحوا ويتعافوا

تجرأ البعض على مغادرة الأرض النقية سريعًا لجلب بعض الدواء

وبعد استخدامه ، تنفسوا الصعداء

صحيح أن الأدوية قد فقدت طاقتها الروحية بعد دخولهم، 

لكنها ما زالت فعّالة بنسبة سبعين بالمئة على الأقل

جلس يو يانشو أمام تشي مو ياو ومزق قطعة قماش ليلفها 

حول ذراعه المصابة ، ثم فحص جرحه بعناية:

“ اصبر عليّ قليلًا ، سأقوم بسحب السهم الآن .”

أومأ تشي مو ياو برأسه، وبدا متماسكًا ، لكن جبينه كان يتصبب عرقًا

قطع يو يانشو جزءًا من السهم، 

ثم ضغط على نقاط الوخز في جسده

وبعد أن طلب من أحدهم تثبيت تشي مو ياو، انتزع السهم بحركة سريعة

صرخ تشي مو ياو من شدة الألم، 

وسرعان ما بدأ باستخدام قدرة الغزال لمعالجة الجرح

ومع ذلك، شعر بالدوار للحظة، ثم سقط بجسده إلى الخلف

لحسن الحظ كان يو يانشو حاضرًا ليمسكه

خشيت يي تشيانشي من أن يلاحظ الآخرون قدرة تشي مو ياو العلاجية، 

لذا مثلت أنها تنظّف الجرح ثم قامت بلفّه وتضميده

همست له:

“ هل أصبح أفضل الآن ؟”

كان لهذا السؤال معنى خفي

فأومأ تشي مو ياو :

“ نعم، أفضل بكثير .”

لقد فهم سؤالها ، وكان رده يشير إلى أن الجرح قد شُفي 

تقريبًا، وأن ما تألمه فقط كان لحظة سحب السهم

ألقى يو يانشو نظرة صامتة عليهما، 

ثم توجه بهدوء إلى حيث كان شي زيهي ليساعده

تبع تشي مو ياو شي زيهي، وأمسك بمعصمه بخفة أثناء سحب يو يانشو للسهم، 

وبدأ بمعالجة إصاباته باستخدام قدرة اليونّي لكنه تعمّد 

ترك الجروح السطحية الظاهرة دون شفاء

بهذه الطريقة لن تبدو إصابات شي زيهي خطيرة، 

وفي نفس الوقت لن يثير شكوك أحد بخصوص شفائه السريع

بعدها، تركه وجلس بجانب الجدار وكأنه قد أُنهك تمامًا

أسرعت يي تشيانشي إليه لتطمئن عليه

كان يو يانشو ما يزال ينظر نحو تشي مو ياو — تردد قليلًا ، 

وكأنه أراد الاقتراب وطرح بعض الأسئلة، 

لكن مو رين جاء في تلك اللحظة ومعه كميات من الدواء، 

وبدأ يحاول مساعدته بإعطائه بعضها أو وضعها عليه، 

إلا أن تشي مو ياو رفض

حينها، تراجع يو يانشو عن رغبته، ولم يُزعجه

أراد الجلوس والتأمل قليلاً، لكن غياب الطاقة الروحية جعله 

يشعر بالإنهاك، وألمه الجسدي كان شديد

لم يكن أمامه سوى أن يستلقي في زاوية المكان ويغطي جروحه، مستلقياً بهدوء

كان التلاميذ الآخرون يتنقلون ويسألون عن زملائهم، 

لكن يو يانشو كان متعبًا للغاية بحيث لم يتمكن من مجاراتهم

لقد وصل إلى حدوده

وبعد أن غفا لوقتٍ غير معلوم، 

استيقظ ليجد أن جراحه قد تحسنت بشكل ملحوظ

فتح عينيه، فرأى تشي مو ياو يسحب يده بسرعة

{ تمامًا كما حدث سابقًا }

نظر إلى تشي مو ياو، فابتسم له الأخير وسأله بلطف:

“ هل تشعر بتحسّن؟”

: “ نعم، أفضل بكثير” دفع يو يانشو نفسه ليجلس، 

وألقى نظرة حوله، فوجد الجميع مشغولين بشيء ما

شرح له تشي مو ياو:

“ الجميع سيشعر بالجوع في هذا المكان. 

بعد النقاش، قررنا أن نخرج للبحث عن طعام. 

ارتح أولًا، سأذهب مع شيجي.”

يو يانشو : “ سأذهب أيضًا .”

: “ لكنّك مصاب—”

: “ يمكنني التحمل ” وقف يو يانشو بسرعة ، ورافق تشي مو ياو والبقية

تقدّمت يي تشيانشي إلى حدود الأرض النقية ، 

وجثت على ركبتيها وهي تحدّق في الغابة بتركيز بحثًا عن فريسة

لم يستطع يو يانشو كبح فضوله وسأل:

“ هل يمكنها أن ترى شيئًا بهذه الطريقة ؟”

: “ نعم، شيجي ماهرة للغاية .”

ابتعد تشي مو ياو مسافة تقارب المئة متر عن يي تشيانشي، 

ثم جثا هو الآخر وبدأ يراقب معها

وبعد قليل، انضم إليهما يو يانشو وجلس بجانب تشي مو ياو

في البداية، لم يُعره تشي مو ياو اهتمامًا كبيرًا، إلى أن سمعه يتمتم بهدوء :

“ شكرًا لك "

: “ هم؟” ظنّ تشي مو ياو أنه يشكره على إنقاذهم سابقًا، فأجاب :

“ لا بأس… كان عليّ أن أكون أكثر حذرًا وأراقب السطح .”

لكن يو يانشو قال مجددًا:

“ في تلك المرة… وهذه المرة ، شكرًا لأنك عالجت إصاباتي .”

: “ ماذا ؟!” اتسعت عينا تشي مو ياو بصدمة

: “ في المرة الماضية… كنت أنت، صحيح؟ 

بدا لي أنني رأيت زهور خوخ وردية حيث كنت مختبئ .”

“…”

انهار تعبير تشي مو ياو على الفور

تابع يو يانشو كلامه بهدوء:

“ في ذلك الوقت ، ظننت أنني سأموت ، لكن إصاباتي 

تحسّنت فجأة . 

سمعت أصواتًا خافتة ، وعرفت أنك أتيت . 

أما هذه المرة ، فقد قضيت الليل أتلوّى من الألم ، 

لكن كل شيء تحسّن بعد مجيئك .”

: “ ربما… ربما جسدك يتعافى بسرعة بطبيعته؟”

رد يو يانشو بصوت منخفض وهو ما زال يراقب الغابة ، 

دون أن ينظر إليه:

“ لن أخبر أحد ”

كانت نبرته هادئة وثابتة ، لكنها أحدثت في نفس تشي مو ياو عاصفة من المشاعر

لم يكن الأمر أن يو يانشو اكتشف قدرته العلاجية فحسب…

بل كشف كذلك هويته كتلميذ من طائفة هي هوان

لقد كانت ضربة قاضية مزدوجة بكل معنى الكلمة ~

حدَّق تشي مو ياو في يو يانشو لفترة طويلة، إلى أن التفت إليه الآخر بابتسامة لطيفة

كانت عيناه منحنية بلطف ، وزوايا شفتيه مرفوعتان برقة ، 

وكأن الربيع أطلَّ من خلاله ، 

أو كأن دفء الشمس قد استقرّ على وجهه

يو يانشو مبتسمًا:

“ أنا مدين لك بحياتي . 

إن قُدِّر لي، فسأرد لك هذا الجميل في هذه الحياة ، 

وأتمنى أن يكون ذلك في ظروف أفضل من الآن .”

كان يو يانشو حاد البصيرة ، لكن في الوقت نفسه يعرف كيف يحتفظ بالأسرار

بطبيعة الحال كان تشي مو ياو يثق بشخصيته

فقد كان كاليشم النقي ، كطائر العنقاء الوقور ، 

أنقى شخص في هذا العالم

ومع ذلك ، فإن فكرة أن أحدًا ما قد اكتشف سره جعلته 

يشعر بالذعر ، أيًّا كان هذا الشخص

لم يستوعب أيضًا لماذا عبّر يو يانشو عن ذلك صراحةً

{ حسب شخصيته ، ألم يكن من المفترض أن يحتفظ بهذه الأمور في قلبه ؟ }

غرق كلاهما في صمت محرج

لم يتكلم تشي مو ياو لفترة طويلة ، 

أما يو يانشو فلم يكن على عجلة

و ظل ينظر إليه بهدوء وثبات ——

{ شعور غريب } —— شعر تشي مو ياو أن هناك شيئًا ما يتحطم داخله

كأن شيئًا خاطئ في يو يانشو بدأ يظهر ، لكنه لم يعرف ماهو بعد 

في هذه اللحظة ، حدثت فوضى في أحد المواقع الأخرى

يي تشيانشي أول من قفز وركض نحو مصدر الضوضاء

عاد تشي مو ياو إلى وعيه ولحق بها، وكان يعلم أن يو يانشو يتبعه

وعندما وصلوا إلى حيث احتشد التلاميذ، فهموا ما كان يجري

وسط الفوضى ، أشار أحدهم إلى الظلال على الحائط وقال:

“ يو-شيشيونغ الظلال هنا لا تتبعنا !”

نظروا نحو الحائط ، فرأوا ظلًّا يمر ، لكن لم يكن هناك أحد يتحرك بين التلاميذ

ألقى تشي مو ياو نظرة فاحصة حوله ، 

ولم يرَى سحابة ولا أي شيء يمكن أن يُسقِط ظلًا

وعندما نظر إلى الأسفل … لم يكن لديه ظل ——-

الظل شيء بديهي لدرجة أن المرء ينسى وجوده ، 

ولم يدرك تشي مو ياو حتى تلك اللحظة أن ظله قد اختفى

وهذا ببساطة… لا يُعقل —-

قال أحدهم:

“ انظروا إلى هذين الظلين ، أليسا ظل يي تشيانشي وتشي مو ياو ؟!”

تأمل تشي مو ياو جيدًا ، فلاحظ أن شكل الشعر والملابس يُشبهه ويشبه شيجي

لكن المشكلة أن هما الاثنان واقفان بلا حراك ، بينما الظلان يتحركان

المشهد كان غريبًا ومخيف

وفي هذه اللحظة ، بدأ الظلان يغيّران وضعيتهما 

صرخ أحدهم بدهشة:

“ تشي مو ياو يبدو كأنه يخنق شيجي! 

هل فقد عقله وأراد قتلها ؟ 

انظروا إلى الظل الآخر ، أليس هو شي زيهي؟! 

يبدو أنه يحاول منعه ! هل هذا تنبؤ بمستقبلنا ؟!”

نظر الجميع إلى الظلال ، ثم قال أحدهم بتحليل جاد:

“ هل يمكن أن تكون هذه الظلال انعكاسًا للرغبات الدفينة ؟ 

هل كان تشي مو ياو يرغب دائمًا في قتل شيجي؟”

الذين ذُكروا لم تعجبهم هذه الفرضية على الإطلاق

ركلت يي تشيانشي الشخص الذي قالها قائلة :

“ اخرس ! 

لا أحد يريد أن يرى وجهك حتى لو دفعت لهم !”

لكنه لم يتراجع، بل قال بإصرار:

“ أنا فقط أتكلم بمنطق ! 

ألا تشكين في شيء وأنتِ التي تتعرضين للهجوم ؟!”

ردّت بغضب :

“ أشك في ماذا ؟ شيدي هو الذي يهتم فيني طوال الوقت . 

حتى حبس نفسه في تشكيل قتل حتى ينقذ غيره ! 

أنا لن أكون غبية مثلك وأشك فيه!”

لوّح تشي مو ياو بيده ، يطلب من يي تشيانشي التوقف عن القتال

ثم رأى الظلال على الحائط وهي تنفصل عن بعضها، 

وكأنها لم تكن على وشك القتل قبل قليل، وعادت لتأدية أعمالها العادية…

وكأن شيئًا لم يحدث مطلقًا

تشي مو ياو:

“هذا المكان غريب فعلًا. يبدو أن ظلالنا قد فُصلت عنا. 

هل لاحظ أحدكم أمرًا آخر؟”

تبادل الحاضرون النظرات، ثم تمتم أحدهم:

“ أغرب شيء هو أن الطاقة الروحية تُمحى تمامًا هنا .”

تابع الجميع فحص المكان ، لكنهم لم يعثروا على أي شيء إضافي

في هذه الأثناء، اشتد ضباب الميازما في الغابة أكثر من ذي قبل

يبدو أن الوقت الذي يستطيعون فيه البقاء متيقظين قلّ كثيرًا مقارنة ببداية دخولهم

أحد المزارعين في مرحلة الجوهر الذهبي حاول الخروج، 

لكنه لم يتمكن من الاستمرار واضطر للعودة

هذه النتيجة جعلت الجميع يشعر بالإحباط، لكن لم يكن بيدهم حيلة

فطالما لم يجدوا مخرج ، سيظلون محاصرين هنا

حتى لو كان هذا المكان مشبوهًا وغريب ، 

إلا أنه ملاذهم الوحيد من الميازما

بعد ذلك ، أخذت يي تشيانشي تشي مو ياو وذهبا معًا للعثور على هان تشينغيوان

 وسؤالها عن الوحوش الروحية

يي تشيانشي لا تزال تهتم كثيرًا بهذا الموضوع

وأخيرًا استعادت هان تشينغيوان بعض عافيتها وتمكنت من الإجابة

خرجت من الأرض النقية وأخرجت عدة عظام من جرس الكنوز الخاص بها ذو المئة غرض ،

وسلّمتهم إلى يي تشيانشي قائلة:

“ ذهبنا إلى طائفة شيانغ هوانغ، وهناك اكتشفنا معبد للقرابين تحت الطائفة ، 

هذه العظام مسمّرة على جدرانه . 

من الواضح أنها عظام وحوش روحية. 

نعتقد أن الظواهر الغريبة التي تحدث هنا لها علاقة بانفلات الوحوش الروحية .”

يتبع