Ch54 | TDVWD
اجتمعت يي تشيانشي وتشي مو ياو معًا لتفقد عظام الوحوش الروحية،
وقد صُدم كلاهما لرؤية المسامير المثبتة فيها
لم يتخيلا أبدًا أن طائفة مشهورة من الطوائف الصالحة قد
يلجأون يومًا إلى مثل هذه الأساليب الوحشية
أخذ تشي مو ياو إحدى العظام بين يديه وقال:
“ يبدو أن هذه الجمجمة تعود لثعلب ،
وهذه على الأغلب عظمة ساقه الخلفية ،
والمسمار مغروز في نقطة تُعرف بنقطة الميل الثلاثي .”
سألت هان تشينغيوان بصدق وهي تشعر بغضبهما:
“ ما معنى ذلك ؟”
أجاب تشي مو ياو بصوت مليء بالاستياء :
“ بوجه عام ، يُقال إن للثعالب روحانية خاصة ،
وهذه الفكرة موجودة حتى في عالم البشر .
في سلسلة جبال لينغ تشويه هنا ، يوجد الكثير من
الثعالب الزرقاء ،
وقد سُميت بذلك بسبب عيونها اللازوردية،
والتي أُلِّفت عنها أساطير عديدة .
وقد سمعت بتقنية تُدعى ‘ القربان الأزرق ’،
وهو تقليد يعتمد على تقديم الثعالب الزرقاء كقرابين
للسماء لتحسين الفينغ شوي وحظ لـ مكان ما أو عشيرة .”
عندما سمع الجميع تفسير تشي مو ياو
تذكروا جميعًا الفينغ شوي الغريب في هذا الجبل
و ربما كان بالفعل مرتبطًا بـ ' القربان الأزرق '
سأل يو يانشو على الفور:
“ أليس ‘القربان الأزرق’ يهدف لتحسين الفينغ شوي؟
كيف آلت الأمور إلى ما نحن عليه الآن ؟”
نظر تشي مو ياو مجددًا إلى عظام الوحوش، وقال:
“ رغم أن الاسم يبدو غير مؤذي ، إلا أن الطريقة الحقيقية وحشية للغاية .
أولًا، يقومون بخياطة فم الثعلب الأزرق وهو حي،
ثم يُسمَّر في موقع محدد على المذبح.
كل ذلك يجب أن يتم بينما لا يزال الثعلب حيًّا…”
تخيل الجميع هذا المشهد ، وعبست وجوههم جميعًا بتقزز
ثم رفع تشي مو ياو رأسه وحدّق نحو الجبل:
“ لإحداث تغيير في فينغ شوي جبل بهذا الحجم ،
لزم الأمر استخدام عدد كبير من الثعالب .
ربما بالغوا وتجاوزوا الحد المسموح ، مما أغضب السماء ،
فانقلب تشكيل القربان إلى تشكيل قتل ،
وقلب فينغ شوي الجبل رأسًا على عقب .”
تنهدت هان تشينغيوان وقالت بأسى:
“ نعم ، يتطلب الأمر الكثير منها… أتذكر…”
لكنها لم تُكمل جملتها
أما الذين لم يكونوا يعرفون الكثير عن طقوس ' القربان الأزرق ' فسألوا بفضول ممزوج بالقلق:
“ هل هي خطيرة لهذه الدرجة ؟”
نظر تشي مو ياو إليهم وهو لا يزال ممسكًا بعظمة الوحش، وأجاب:
“ نعم، يُقال إن للثعالب روح . وبعد قتل هذا العدد
الكبير من الثعالب الزرقاء ، من الطبيعي أن يدفع أحدهم الثمن .”
أما يو يانشو —- فقد كان أكثر اهتمامًا بكيفية فك
التشكيل ، فسأل :
“ هل من طريقة لكسر التشكيل ؟”
هزّ تشي مو ياو رأسه وقال:
“ كيف يمكن تبديد غضب السماء بهذه السهولة ؟
أنا مجرد تلميذ بسيط من مدرسة يو تشونغ .
ومعرفتي بتقنية القربان الأزرق بحد ذاتها معجزة ،
أما كسر هذا التشكيل ، فلا قدرة لي عليه .”
فسأله أحدهم بقلق :
“ وماذا عن هذا المكان إذًا…؟”
هزّ تشي مو ياو رأسه مرة أخرى، ثم قال:
“ ما أستطيع استنتاجه حتى الآن ، هو أن هذا المكان
مرتبط بالبوذيين بطريقة ما.”
لم يكن أمامهم إلا التوقف والتفكير في حلول أخرى
وبعد أن تفرق الجميع، جاء مو رين ليبحث عن تشي مو ياو فقط ، بدافع القلق عليه
كان تشي مو ياو مترددًا قليلًا تجاه حماس مو رين ،،،
أول ما خطر بباله كان أن يتسلّل بعيدًا ،
لكن هذه المرة بدا أن مو رين يريد التحدث في أمر جدي
سأله مو رين:
“ هل تعتقد أن هناك خطبًا ما في يو شيشيونغ؟”
توقف تشي مو ياو على الفور وحدّق في مو رين
في الواقع ، كان يشعر بوجود أمر غريب… لكنه لم يستطع تحديده —-
و لم يعرف ما الذي ينبغي عليه قوله
اكتفى بالرد:
“ لماذا تسأل؟”
أجابه مو رين بصوت خافت:
“ في اليوم الذي تم أسرنا فيه ، أخذ سو يو يو شيشيونغ
إلى مكان بعيد على انفراد .
لا أحد يعرف عمّا تحدثا ، لكن يو شيشيونغ بدا كئيبًا جدًا
بعد ذلك… حزين؟ . نعم، حزين !!! .
سألته، لكنه لم يقل شيئ .
لو كان بخير حقًا ، لما تصرف بتلك السرية .
هناك شيء ما.”
فوجئ تشي مو ياو قليلًا { سو يو؟ —— ويو يانشو ! ؟
هذان الاثنان لم يتفاعلا إطلاقًا في الرواية الأصلية ،
فما الذي يحدث هنا ؟ }
لم يجد تشي مو ياو ما يقوله سوى:
“ يوجد شيء غريب بالفعل ، لكن يمكن تفهمه .
نحن عالقون هنا بلا سبيل للخروج ، ولا حل في الأفق .
من الطبيعي أن يشعر بالقلق، مثل الجميع .”
مو رين بعد تفكير:
“ ربما… ربما كنت أبالغ في التفكير .”
رحل مو رين بعدها ، لكن تشي مو ياو غرق في دوامة طويلة من التأمل
ولم يعد إلى وعيه إلا عندما شدّته يي تشيانشي ليبحثا معًا عن مكان مؤقت للإقامة
المكان عبارة عن معبد مهجور ، و فيه العديد من غرف التأمل
بعضها متداعٍ ، بينما يمكن ترميم البعض الآخر ليصبح مأوى مؤقتاً
طالما أنهم لا يستطيعون المغادرة ، فلا مفر من التأقلم مؤقتًا
خلف المعبد ، وجد تشي مو ياو جدول ماء صغير
ولعله بسبب مروره عبر الأرض النقية ، كان الماء فيه نقيًا وشفافًا وقابلًا للشرب
بوجود مصدر للماء ، حُلَّت معظم مشاكل البقاء الأساسية
وبينما تشي مو ياو يناقش مع يي تشيانشي طريقة تخزين الماء ،
لاحظا كيف أن يو يانشو لا يزال يواسي شيمي تبكي في الزاوية ،
كان لا يزال دافئًا وحنونًا كما عهدوه
{ ربما ، مجرد ربما… كنت أُبالغ في التفكير … }
—————
بعد يومين ——
يي تشيانشي واقفة بلا حول ولا قوة ،
تحدق في الحائط الذي اعتادوا التجمع عنده
{ لا يوجد هنا الكثير من الفرائس في الجوار
فكم من كائن يمكنه النجاة في بيئة قاسية كهذه ؟ }
غالبًا كانوا يعانون الجوع فوقفت هنا لعل دفء الشمس
يخفف من شعورها بالجوع
وفي تلك اللحظة ، اقترب منها تشي مو ياو وساعدها في
ترتيب ياقة ثوبها وهو يقول:
“ حتى ياقة ثوبك صارت متراخية .”
لم تقل يي تشيانشي شيئ في البداية ،
لكن حركة تشي مو ياو فجأة ذكرتها بشيء ما. قالت :
“ ألَم تكن الظلال التي رأيناها ذلك اليوم في وضع مشابه ؟”
توقف تشي مو ياو للحظة ونظر ، بدا الأمر حقًا كذلك
في هذه الأثناء ، اقترب شي زيهي وسأل:
“ الأخ تشي ، و الأخت يي ، اكتشفنا بعض الحيوانات هناك .”
لم يستطع تلاميذ طائفة نوان يان النجاة في مثل هذه الظروف القاسية
كانوا يعتمدون في كل شيء، من الصيد إلى الطهي، على
تلميذي مدرسة يو تشونغ، وكانت حياتهم صعبة للغاية
نظر الاثنان إلى شي زيهي وأخبراه بما اكتشفاه
تشي مو ياو مشى نحو اتجاه الحيوانات وحلل الوضع قائلاً:
“ بمعنى آخر ، الظلال هنا لا تُظهر ما يحدث في الحاضر ، بل المستقبل .”
وجد شي زيهي هذا غريبًا جدًا :
“ لماذا هناك هذا الانقسام ؟”
تشي مو ياو :
“ لا أعرف ، هذا المكان غريب للغاية لدرجة لا يمكن تفسيرها .”
شاركوا الخبر مع الآخرين ، الذين لم يعرفوا هم أيضًا كيف يفسرونه
وهكذا، ظلوا عالقين هنا لنصف شهر ———-
خلال هذه الفترة ، وصل تلاميذ آخرون ، وتم إنقاذ بعض الذين فقدوا أنفسهم
زاد عدد تلاميذ طائفة نوان يان وطائفة شيانغ هوان من
عشرة في البداية إلى واحد وثلاثين
وصلت أيضًا مينغ شاولو وتانغ مينغ الذي كان يبحث عنها
رغم أن تشي مو ياو لم يكن لديه انطباع جيد عنها ،
إلا أنه تنفس الصعداء لرؤيتها تصل بسلام
{ من الجيد أنهم لم يُقبض عليهم من قبل طائفة لوو شا }
في البداية ، كان لديهم بعض الأمل ،
معتقدين أن كبار طائفة نوان يان ربما سيأتون لإنقاذهم،
لكن خاب ظنهم
وهذا جعلهم يزدادون اكتئابًا
وأصبح تلاميذ الطوائف الصالحة ، الذين عادةً يكونون
مفعمين بالحيوية ، بلا حماس
لو تأملنا ، حتى الكبار سيواجهون صعوبة في مواجهة
غموض عظمة السماوات
خلال هذه الفترة ، تشي مو ياو ويي تشيانشي يشعران
بالملل ، يجلسان معًا يحدقان في الظلال
ربما ذات يوم لن توجد ظلال بعد ذلك، مما يعني أنهم قد هربوا
حتى جاء يوم لاحظا فيه ظلًا غريبًا على الحائط
داعبت يي تشيانشي وهي تمسك بذقنها مفكرة ،
ثم نظرت فجأة إلى تشي مو ياو:
“ هذا الشخص… لديه قرن تنين على رأسه "
رأى تشي مو ياو الظل أيضًا . نظر إلى الظل بدهشة ...
{ شي هواي جاء ؟
كيف دخل إلى هنا ؟
هل فقد وعيه في الغابة ؟ }
بينما لا يزال مستغربًا ، رأى ظل شي هواي يتداخل مع ظله
{ نحن… نتبادل القبلات ؟! }
جلست يي تشيانشي باستقامة وجلست تتابع بفضول شديد
تشي مو ياو سرعان ما غطى عينيها وتلعثم قائلاً:
“ ه، هُو… ربما يحاول قتلِي !”
تملصت يي تشيانشي من يده وأكملت المشاهدة:
“ هل يحتاج حتى لأن يُدير رأسه ليقتلَك؟
ماذا، هل ينقل السم عبر فمه ؟”
رأس تشي مو ياو على وشك الانفجار
{ هل هذه أقاويل تخرج من فتاة في عمر المراهقة ؟
كيف نضجت بهذه السرعة ؟! }
لكن يي تشيانشي لم تتوقف عند هذا الحد، وقالت:
“ إنه يقبلك لفترة طويلة… ألا ينبغي له أن يعطينا نحن
الأصهار المزيد من حبوب المئة نكهة كهدية ؟”
قال لها تشي مو ياو محرجاً :
“ شيجي! أنتِ- أنتِ… دعينا لا نلتقي مجددًا !”
ضحكت يي تشيانشي :
“ هاه، تقطع علاقتك بي؟”
ثم استمتعت بتعبيره الخجول ثم عادت للنظر إلى الظلال:
“ أيييييه ، لا يزال مستمرًا ؟
لماذا هذا الفتى التصق بهذا الشكل ؟”
أراد تشي مو ياو أن يسحب يي تشيانشي بعيدًا
{ هذه … هذه الظلال محرجة جدًا !!! }
بعد ذلك، لم يهدأ تشي مو ياو وأصبح يفكر في شي هواي كل يوم
و الآن، ازدادت كثافة الميازما في الغابة إلى درجة مرعبة
كان من المعروف أن المزارعين يبدأون بفقدان وعيهم منذ
أول خطوة يخرجون فيها من الأرض النقية
ويمكن ملاحظة عدة أشياء عن الذين سقطوا تحت تأثير السحر وفقدوا وعيهم
تزداد رغباتهم وطموحاتهم بشكل مبالغ فيه
فمثلًا ، من كان مهووسًا بالتدريب يدخل في حالة هوس
ومن كان يطمع بالمال يبدأ بسرقة جرس الكنوز المئة عنصر
الخاصة بالآخرين … ومن كان شهوانيًا يعتدي على المزارعات الإناث
ولذلك لم يرغب المزارعون في الخروج إلى الغابة مجددًا
لم يرغبوا بفقدان أنفسهم ، ولم يرغبوا في كشف طبيعتهم والتعرض للإذلال
وعلمًا بذلك، فكر تشي مو ياو فجأة في أن مينغ شاولو كانت
تهاجمه فقط حين تفقد السيطرة على نفسها
بل إنها طاردتهم إلى الغابة ، مما تسبب في وقوعه ويي
تشيانشي في الفخ داخل الأرض النقية
{ من الواضح أنها تكرهني حتى العظم رغم أنني لم أفعل لها شيئ }
كراهية مينغ شاولو كانت كارثة حقيقية عليه
و لم يكن يستطيع تفاديها
كثافة الميازما جعلت المزارعين لا يجرؤون على التحرك
حتى نصف خطوة خارج الأرض النقية
اضطروا إلى استخدام أدوات مختلفة أثناء الصيد ،
محاولين جاهدين جلب الفريسة إلى داخل الأرض النقية
كما حاولوا استخدام بعض التحف الأثرية المعزولة ،
لكنهم وجدوا أن هذه الميازما شريرة للغاية
يمكنها أن تآكل تلك التحف بهدوء وتتغلغل فيها ببطء
حتى الأدوات الخاصة بالتواصل ، مثل تعاويذ نقل الصوت،
كانت تختفي في الغابة
لم ينجُ أي منها من الاختفاء
ونتيجة لذلك ، لم يكن هناك أمل في تلقي المساعدة
الجميع كانوا محاصرين في الغابة ، معزولين وعاجزين
{ كيف سيتمكّن شي هواي من الدخول إلى هذا المكان في ظل هذه الظروف ؟
وهل سيكون في خطر إن اقتحم الغابة ؟
فقط أحمقٌ من يذهب إلى مكان يعلم يقينًا أنه يشكّل خطرًا عليه }
ضاقت نفس تشي مو ياو وهو يفكر في ذلك
كان يعلم أن شي هواي قادم من أجله
فهذا من طباعه و لا يتراجع حين يتعلّق الأمر به
لذا ظلّ قلقًا، وشعر بالذنب لعدة أيام،
يخشى أن يصيب شي هواي مكروه إن دخل إلى هذه الغابة الموحشة
وفي أوقات فراغه،
كان غالبًا يقف عند أطراف الأرض النقية،
يحدّق نحو الغابة منتظرًا أن يظهر شي هواي
ومع مرور الأيام ، بدأ الآخرون يلاحظون ظلّ شي هواي ويُدركون هويته ،
فقد كان قرن التنين علامة فارقة يصعب تجاهلها
وهذا أثار كثيرًا من الأحاديث والجدل بين الحاضرين
لم يكن أحد يطيق شي هواي من قبل،
كونه من طوائف الشياطين ومتغطرسًا بطبعه
ولكن الآن، صار قدومه المرتقب يبعث في نفوسهم الأمل
{ هل يعني هذا أننا على وشك أن نُنقذ ؟ }
قال أحدهم وهو يحدّق في الظلال: “ لِمَ يلازم صاحب قرن
التنين هذا تلميذ مدرسة يو تشونغ الشاب طوال الوقت ؟”
ضحك آخر ساخرًا وقال: “ إنه أجمل رجل في العوالم الثلاثة .
كان هناك شيء بينهما من قبل، والآن… يبدو أن العلاقة قد تطورت .”
ثم تنهد تنهيدة ذات مغزى
قال ثالث مترددًا: “ لكن… هما رجلان .”
ردّ أحدهم باستخفاف : “ وهل تظنون أن تلميذ من الطوائف الشياطينة سيهتم بذلك ؟”
سمع تشي مو ياو ذلك كله، وتنهد بعمق
إن هذه الأحكام المسبقة المتجذّرة يصعب زعزعتها
فعلى الرغم من أن شي هواي قام بالعديد من الأعمال
الجيدة في السنوات الماضية ،
وحافظ على سمعته العالية ، إلا أن نظرتهم له لم تتغير
{ ' طوائف الشياطين، طوائف الشياطين، طوائف الشياطين '
— يكررونها كما لو أنها كافية لمحو كل ما فعله من خير
حتى مافعله في برج الزجاج التسعة والتسعين لم تُحسّن صورته في أعينهم إلا بدرجة طفيفة
ومع ذلك ، ظلوا ينظرون بازدراء إلى أي أمر له صلة بالمشاعر أو العلاقات }
رجل يُقال إنه أجمل مَن في العوالم الثلاثة ،
ويتبعه مزارع من طوائف الشياطين كخاطب مجنون ؟
وما الذي يستدعي الفخر في ذلك ؟
بل إن مجرد الحديث عن الأمر يبدو مقززًا لهم
فصاحت يي تشيانشي غاضبة: “ تتحدثون هكذا طول اليوم؟
انقلعوا من هذا المكان !
أنتم لا تختلفون عن طائفة لوو شا بشيء !
ربما هذا الضباب الخبيث لا يؤثّر على أمثالكم أصلًا !”
فتدخّل تشي مو ياو لتهدئتها وقال: “ لا تكوني قاسية شيجي.
هم فقط يحبون الثرثرة .
يمكننا ببساطة التوقف عن إطعامهم ، وسيتولّون أمر أنفسهم .”
يي تشيانشي: “بالضبط!
يأكلون من طعامنا ويتحدثون عنا بسوء؟ يا للوقاحة !”
وعندما رأى أولئك الأشخاص أن الموقف يزداد سوءًا،
سارعوا إلى تقديم الاعتذارات
فقد كانوا لا يزالون بحاجة إلى الاعتماد على تشي
مو ياو ويي تشيانشي، واللذين بدورهما لم يُعرهم أي اهتمام
لدهشة تشي مو ياو، دخل فزّاع صغير
( دمية على شكل فزاعة )
إلى الأرض النقية قبل وصول شي هواي
كان يتهادى بخفة بين المزارعين، ثم قفز برشاقة إلى أحد الأسطح
رغم قصر قامته، إلا أنه استطاع أن يجلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى بكل أريحية
تشي مو ياو اقترب أيضًا ليرى ما يجري،
وكان متوترًا للغاية — لأن سو يو قد عاد
{ لماذا لا يزال هنا ؟ }
يو يانشو والبقية طاردوا الفزاع لبعض الوقت، لكن دون جدوى
كان الفزاع بحجم كف اليد ، حركته رشيقة أشبه بالكائنات
الحية ، يتنقّل بين الجموع بسهولة ويتفادى الجميع بمهارة
ثم قفز إلى أعلى تمثال متهدم ،
وتحوّل فجأة إلى رجل بالغ في العشرينات من عمره
ربط شعره الفضي ، الذي يصل إلى كتفيه ، بحركة عفوية ، ثم قال:
“ ألا يمكننا جميعًا أن نتعايش بسلام ؟”
كان مو رين أول من ردّ عليه بازدراء : “ بعد كل ما فعلته بنا؟
والآن تريد أن نتصالح؟”
ردّ سو يو بوقاحة لا توصف:
“ لم أكن أريد العودة في البداية ، لكنني عندما وصلت إلى
حافة الجبل ، اكتشفت أن كبار طائفة نوان يان في مرحلة
ولادة الروح قد أغلقوا الجبل بإحكام شديد .
حتى أنا لم أستطع الخروج ، لذا اضطررت إلى الرجوع .
أنا آذيتكم مرة ، وهم حاصروني مرة ، إذًا نحن متعادلون ، أليس كذلك ؟”
تفاجأ مو رين وقال: “ هم جاؤوا ؟” ثم سرعان ما أدرك أن هناك شيئًا غير صحيح :
“ أغلقوا الجبل؟ ولكننا ما زلنا في الداخل !”
أكمل سو يو وهو يربط شعره على شكل ذيل حصان،
ثم حرّكه يمينًا ويسارًا ليتأكد أنه ليس مشدودًا:
“ نعم. إنهم غير قادرين على التعامل مع المياسميا في الوقت الحالي، لكن الضباب ما يزال ينتشر بسرعة.
لذا، قرروا التضحية بكل من هو داخل الجبل ،
ووضعوا مصفوفة ختم عملاقة لمنع انتشار الميازما إلى الخارج .”
بمعنى آخر ، لم يكن السبب في عدم مجيء كبارهم هو
الجهل بوجودهم ،
بل لأنهم اختاروا التخلي عن الجميع داخل الجبل ،
مقابل احتواء الميازما أولًا ——-
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق