Ch56 | TMCTM
كانت تشياو ييتانغ قلقة طوال الطريق،
تراقب كيف تصدّر المنشور قائمة المواضيع الرائجة في ويبو
وكيف تدفّق المزيد والمزيد من الناس إلى قسم التعليقات،
يشتمون تاو شي دون تمييز ،
حتى مدرسة وينهوا الأولى الثانوية ومنظّمي مسابقة CAC
نالهم من الشتائم نصيب
رمقت تاو شي بنظرة جانبية،
فرأته قد أغلق عينيه وأسند رأسه إلى ظهر المقعد وكأنه يُريح ذهنه
أغلقت هاتفها بغضب فجأة، وهي تفكّر في ضيق
{ يبدو أن هذا الفتى قد تلبّسه لين تشينهي !!
فكيف له أن يتجاهل أمرًا بهذه الضخامة ؟! }
أخيرًا توقّفت سيارة الأجرة أمام فيلا عائلة تشياو
نزلت تشياو ييتانغ مع تاو شي من السيارة،
وسحبته بسرعة إلى داخل البيت،
ثم اندفعت نحو جدّها لتشكو له،
وتطلب منه حلًّا للمشكلة
لكنها فوجئت بجدّها، تشياو هنيان، يهرع فور رؤيته لتاو
شي، ويمسكه من أذنه صارخًا فيه:
“ أيها الشقي، كم مرة قلت لك ألا ترسم مسودة المسابقة في بيوت الآخرين ؟!
خذ لوحتك واقفل عليها ولا تتركها هنا وهناك ،
لكنك لا تسمع الكلام!
والآن نسخوا رسمتك وصفعوك بها!”
اختفت ملامح الهدوء عن وجه تاو شي في الحال ،
وأسرع يتوسل إليه قائلاً:
“ كنت مخطئًا، مخطئ فعلًا يا جدي!”
في تلك اللحظة ، كان الجد تشونغ تشيوشنغ يلاعب الببغاء
في غرفة الجلوس، فتقدّم بخطوات هادئة وقال لتاو شي:
“ لقد تحدّثتُ مع رئيس لجنة التحكيم لهذا العام، ستجري
معهم لاحقًا مكالمة فيديو ،
قدّم لهم الأدلة وتحدث عن أفكارك الفنية في العمل،
وسيفهمون كل شيء على الفور .”
أطلق تشياو هنيان سراح أذن تاو شي
ثم صفعه على ظهره قائلاً :
“ اذهب وأحضر شهادة حقوق النشر التي سجّلتها سابقًا !”
ركض تاو شي إلى الأعلى بسرعة
أما تشياو ييتانغ —- فظلت واقفة في مكانها مذهولة مصدومة ،
تنظر إلى جدها تارة ، وإلى الجد تشونغ تشيوشنغ الذي لا
تدري ما الذي جاء به تارة أخرى ،
ثم سألت في حيرة :
“ شهادة حقوق النشر ؟ أي شهادة ؟”
ولم تفهم ما الذي يحدث بالضبط إلا حين عاد تاو شي ومعه الشهادة ،
ثم دخل إلى غرفة المكتب مع تشونغ تشيوشنغ ليجري
مكالمة الفيديو مع لجنة التحكيم في مسابقة CAC
حينها فقط شرح لها جدها الوضع ، وفهمت ما يجري
قبل نصف شهر ——— ، ‼️
كان تاو شي قد زار فيلا عائلة تشياو بعد انتهائه من رسم مسودة المسابقة ،
ثم ذهب مع تشياو هنيان لتسجيل حقوق النشر للوحة
من الناحية النظرية ، فإن أي عمل فني يُكتسب له حق
النشر تلقائيًّا بمجرد اكتماله ،
ولكن إذا لم يُنشر علنًا ، يصبح من الصعب إثبات أن العمل
أصليّ ومن إبداع صاحبه ،
هناك الكثير من الحالات التي استُغلّت فيها هذه الثغرة لسرقة جهود الآخرين
وبما أن تاو شي كان ينوي المشاركة في المسابقة ،
فلم يكن من الممكن نشر عمله الفني علنًا مسبقًا
لكنه سجّل حقوق النشر ، فصار الأمر مختلفًا
تاريخ إتمام العمل الموجود في شهادة حقوق النشر أسبق
بكثير من تاريخ نشر فنغ يادونغ للرسم في الكأس الذهبي
ولن يستطيع فنغ يادونغ أبدًا أن يُثبت أن لديه دليلًا سابقًا على النشر
وليس هذا فقط ، بل إن تاو شي كان قد زار أيضًا
تشونغ تشيوشنغ في ذلك اليوم برفقة تشياو هنيان ——
ويُعد هذا الأستاذ الكبير في الرسم من الأسماء المرموقة،
وكان سابقًا رئيسًا ومستشارًا في لجنة التحكيم
لمسابقة CAC لسنوات عديدة
وقد تلقت اللجنة هذه المرة عددًا كبيرًا من البلاغات،
ولو لم يكن لتشونغ تشيوشنغ موقفٌ داعم لتاو شي
لربما تم استبعاد لوحته من المنافسة تحت ضغط الرأي العام
استغرقت المكالمة نصف ساعة ——-
طوال الاجتماع ، كان تاو شي هو المتحدث الوحيد أمام
الكاميرا للجنة التحكيم،
في حين جلس تشونغ تشيوشنغ بعيدًا يراقب فقط
رئيس لجنة التحكيم لهذا العام، تان شان، كان أحد تلامذة
تشونغ تشيوشنغ،
لكنه لم يُظهر أي محاباة لتاو شي، بل سأله العديد من الأسئلة بوجه جاد
وأظهر تاو شي خلال اللقاء هدوءًا وثقة،
حيث شرح أفكاره الفنية وتفاصيل عمله،
وقدّم للجنة عددًا من “الأدلّة” التي تثبت أصالة العمل
إحدى هذه الأدلّة جعلت ملامح الحكّام تلين قليلًا
بل إن تان شان أطلق مزحة لتاو شي وقال:
“ أنت شاب صغير ، ومع ذلك أعددت كل شيء بهذا الشكل ؟
الآن من افترى عليك لن يجد ما يقوله .”
وبعد انتهاء الاجتماع ، دخلت تشياو ييتانغ إلى المكتب بسرعة وسألت:
“ ما الذي قالوه ؟ هل صدّقوك الآن ؟”
أومأ تاو شي برأسه ، وقال بهدوء :
“ سأحتفظ بحقي في المشاركة .”
تنفّست تشياو ييتانغ الصعداء ، وكادت تقفز من الفرح:
“ رائع! هذا يعني أنه يمكنك مواصلة المنافسة في التصفيات !”
شكر تاو شي الجد تشونغ تشيوشنغ بامتنان
فقال له الأخير وهو يربّت بلطف على كتفه مبتسمًا:
“ أما ما يحدث على الإنترنت ، فلن أستطيع مساعدتك فيه.
لكنني واثق أنك قادر على التعامل معه بنفسك .”
أوصل تاو شي تشونغ تشيوشنغ إلى غرفة المعيشة في الطابق السفلي،
ثم عاد إلى المكتب لينضم إلى تشياو ييتانغ ويناقشا كيف
يردّان بهجوم مضاد على ويبو
قالت تشياو ييتانغ وهي تجلس أمام اللابتوب وتبدأ بصياغة منشور طويل :
“ أظن أن شهادة حقوق النشر هذه كافية ،
فنغ يادونغ بالتأكيد لا يستطيع تقديم دليل على نشرٍ أسبق .”
رد تاو شي بهدوء وهو يسند ذقنه بيده :
“ لكنه قد يواصل نشر الترهات ،
ويدّعي أن عدم احتفاظه بدليل يعود لإهماله ،
ثم يتراجع لاحقًا عن كلامه .”
عقدت تشياو ييتانغ حاجبيها، وفكّرت لوهلة
بالفعل، كما قال تاو شي، من الناحية القانونية فإن له حقوق
النشر الكاملة، ويمكنه رفع دعوى قضائية بتهمة التعدّي
على الحقوق والتشهير
لكن الطرف الآخر اشترى بالفعل جيشًا إلكترونيًّا وأثار الغبار
على الإنترنت متقمّصًا دور الطرف الضعيف
بل إنه من المحتمل أن يكون ما حدث حملةً تشهيريةً
مدبّرة ومقصودة ، تستهدف الإطاحة بتاو شي عبر التشكيك
في قانونية تسجيله لحقوق النشر
فمثل هذه الأمور حصلت من قبل
وبينما تفكر بقلق، رأت فجأة تاو شي يمسك الفأرة ويفتح
اللوحة التي رسمها
ظهرت تفاصيل اللوحة بوضوح على شاشة اللابتوب الكبيرة
قال تاو شي ذلك بابتسامة خفيفة ، ثم مال إلى الوراء واتكأ
على ظهر الكرسي، بينما ينظر إلى الشاشة
كانت اللوحة تُعرض أمامهما بكامل تفاصيلها على الشاشة الكبيرة
اسمها “الذات”، وهي لوحة زيتية ذات طابع تجريدي بحت،
تأخذ بأسلوب قريب من “السوبرماتية”،
تمتلئ بخطوط غير منتظمة وأشكال هندسية تبدو عشوائية،
لكنها تنبض بحركة داخلية، وتصادمات حسية،
وتنقل استكشافًا للذات والكون بلونيات محدودة ومكثفة
حدقت تشياو ييتانغ في اللوحة بدهشة ،
رغم أنها رأتها من قبل عدة مرات،
إلا أنها شعرت فجأة أن هناك شيئًا مختلفًا في الزاوية اليمنى السفلى
كان جزءًا صغيرًا للغاية من اللوحة،
مدمجًا بانسيابية مع التصميم العام،
ولا يمكن ملاحظته دون تدقيق عميق
قالت بتردد وهي تشير إلى الزاوية:
“ ما هذا؟”
أجابها تاو شي بهدوء وثقة :
“ هذا توقيعي ، مكتوب بشيفرة مورس .”
تسعت عينا تشياو ييتانغ، ثم أدركت الأمر فجأة
كانت تستطيع قراءة شيفرة مورس
الخطوط التي في تلك الزاوية كانت متفاوتة في الطول والسماكة ،
وقد بدت مبعثرة في البداية ، لكنها شكّلت عند دمجها معًا
الحروف الإنجليزية الخمسة التي تُكون اسمه: TAOXI
كان الرسامون يستخدمون أساليب مختلفة لتوقيع أعمالهم
بعضهم يوقع اسمه بشكل مباشر في زاوية اللوحة،
وآخرون يُدمجون توقيعهم في تفاصيل العمل كأن يكون
على مزهرية أو حافة كتاب في الرسم
حتى فان جوخ ، في إحدى لوحاته الشهيرة لدوار الشمس،
وقع اسمه على إناء الخزف
أما تاو شي، فقد اختار دمج اسمه في قلب العمل،
بشيفرة لا يمكن فهمها إلا لمن يعرف كيف يقرأها
أسرعت تشياو ييتانغ بفتح لوحة فنغ يادونغ على اللابتوب من جديد،
وكبّرت الصورة حتى وصلت إلى الزاوية اليمنى السفلية
وبينما تحدق بدهشة، شهقت فجأة:
“ حتى هذا التوقيع نسخه !”
لقد نسخ فنغ يادونغ اللوحة حرفيًا —— ،
إلى درجة أنه أعاد رسم توقيع تاو شي بشيفرة مورس من
دون أن يعرف ما الذي يعنيه ،
ناسخًا الاسم ذاته الذي يُدين انتحال العمل ——-
قال تاو شي بنبرة خفيفة ساخرة وهو ينظر إلى ' النسخة المقلدة ' :
“هذا الاسم كان السبب الرئيسي في تصديق لجنة التحكيم في CAC لي.”
كانت اللوحة قابلة للسرقة، وتاريخ النشر قد يكون غير واضح،
لكن توقيع الفنان، خاصةً عندما يكون مدمجًا بطريقة فريدة
في العمل، لا يمكن تزويره بسهولة — حتى لو كان ذلك
التوقيع، في مفارقة حزينة ، لا يحمل اسمًا يخصه بحق
ضحكت تشياو ييتانغ بقوة واستندت على ظهر الكرسي:
“ هذا الفينغ يادونغ أحمق حقيقي .
حتى التوقيع نسخه كما هو - ولم يفكر بتغيير أي شيء .”
رفع تاو شي كوب الماء وشرب رشفة،
ثم قال بنبرة جازمة:
“ هذه اللوحة لا يمكن أن تكون من عمله .
رأيت لوحاته السابقة .”
تمامًا كما قال أحد معلمي الرسم ذات مرة ،
الرسم يشبه الكتابة اليدوية
يمكن للمرء أن يميز خطّ كاتب معين مهما حاول التنكر،
فبعض السمات في الخط لا تتغير مدى الحياة — والرسم
كذلك، له بصمته الخاصة التي لا يمكن تقليدها بالكامل
تجمدت تعابير تشياو ييتانغ قليلاً، ثم تساءلت:
“ إذا لم تكن لوحته ، فمن الذي رسمها ؟”
ثم أمالت رأسها مفكرة :
“ يعني ،،،، هو طالب جامعي ولا يعرفك ، من أين حصل على لوحتك ؟”
عقد تاو شي ذراعيه أمام صدره ، ثم رفع حاجبيه وقال بهدوء :
“ بالضبط ،،،، من أين حصل عليها ؟؟؟”
استدارت تشياو ييتانغ فجأة لتنظر إلى تاو شي
الذي ظلّ هادئًا على نحو يثير الريبة منذ البداية
ضيّقت عينيها وسألته :
“ هل تعرف مسبقًا من فعل ذلك ؟”
بل إن فكرة أكثر جنونًا خطرت لها
{ هل بعد أن انتهى من رسم المسودة الخاصة بالمسابقة ،
بادر فورًا بتسجيل حقوق النشر ،
ثم حمل اللوحة للقاء رئيس لجنة التحكيم السابق في CAC، تشونغ تشيوشنغ
وقد ترك توقيع اسمه بشيفرة مورس في اللوحة ، دون أن
يترك أي أثر ظاهر…
يمكن تفسير ذلك على أنه شدة حرص منه ،
لكن كيف لشخص بهذه الدرجة من الحذر أن يسرّب لوحاته بالخطأ ؟
وكأنه نبيّ .. }
هزّ تاو شي رأسه وهو يبدو بريئًا وقال:
“ لا أعرف .”
ظلت تشياو ييتانغ متشككة ، لكنها اكتفت بالقول :
“ دعنا نتحقق لاحقاً ، ولنركّز الآن على صفع فينغ يادونغ على وجهه أولًا .”
بدأ الاثنان في كتابة منشور طويل على منصة ويبو
كتب تاو شي نص التوضيح بنفسه ،
بينما ساعدته تشياو ييتانغ في تنظيم التسلسل الزمني
والأدلة .
إلى جانب شهادة حقوق النشر ، أدرجوا أيضًا صورًا توثق
مراحل تطور اللوحة يومًا بيوم ، منذ أول مسودة ،
وقد ذُيّلت كل صورة بتاريخها لتوضيح سير عملية الإبداع بشكل واضح ودقيق
وفي تمام الساعة الثامنة مساءً ،
نُشر مقال طويل من حساب جديد على ويبو ،
بعنوان من سبع كلمات فقط —— :
[ إلى السارق فنغ يادونغ ]
عرض المقال الطويل بوضوح مختلف الأدلة :
شهادات حقوق النشر ،
صور توثيقية لتطور العمل ،
توقيع مخفي في اللوحة ،
بالإضافة إلى الإلهام والأفكار وراء عملية الإبداع…
كما احتوى على توضيح لخلفية تاو شي العائلية ،
لكنه لم يأخذ باقتراح تشياو ييتانغ في تضخيم فقر أسرته ،
بل ذكر الأمر ببساطة وموضوعية ، موضحًا أنه استفاد من
مشروع البث المباشر للمناطق النائية ،
مما أتاح له فرصة الدراسة في مدرسة وينهوا الثانوية الأولى .
أما الجملة الأخيرة في المقال فكانت :
[ سأقاضي فنغ يادونغ والمفترين قانونيًا ]
لم يكن هناك أي مجال للتسامح مع فنغ يادونغ
لم يلقَ المنشور الجديد أي اهتمام في البداية ،
لكن لحسن الحظ، كانت السكرتيرة سو يون قد ساعدتهما في التواصل
مع شركة علاقات عامة على الإنترنت،
مما أتاح لعدد كبير من المدونين المؤثرين (Big V) في هذا
المجال إعادة نشر المنشور ،
كما تم التواصل مع بعض وسائل الإعلام الإلكترونية لتغطية الحدث
وبفضل هذا الترويج الواسع ، قفز عدد المشاركات
والتعليقات على المنشور بشكل حاد ،
وانتشر بسرعة كبيرة على منصة ويبو ،
متجاوزًا بكثير منشورات التشهير السابقة
المقال برمّته كُتب بأسلوب عقلاني ومتزن ،
دون أي انفعال أو مبالغة
الأدلة واضحة ، والحقيقة جلية لا لبس فيها
وهكذا انهار منشور التشهير تمامًا : من ادّعى السرقة هو
السارق الحقيقي ،
والطالب الثانوي الذي قيل إنه صاحب نفوذ ويسلك الطرق
المختصرة ، لم يكن سوى شاب فقير ، يعتمد على اجتهاده وتفوقه الدراسي
لطالما كان الانقلاب الدرامي في الأحداث يلفت انتباه روّاد
الإنترنت ويشعل النقاشات ،
لا سيما أن توقيع شيفرة مورس في اللوحة قد أطاح بجميع
الافتراءات والشكوك
فبالنهاية ، لا أحد غبيّ بما يكفي ليوقّع باسم شخص آخر على لوحته الخاصة !
[ كنت أظن أن التهمة كانت مؤكدة لا محالة ،
لكن النتيجة انقلبت ؟
وانقلبت بهذا الشكل الكاسح ؟!
كنت في الظهر مجرد مستخدم عادي أساند فنغ يادونغ في
البلاغات وأشتم الآخرين، والآن أشعر وكأنني ابتلعت ذبابة ! ]
[ أعتذر عن التعليقات التي كتبتها في الظهر .
المقال التوضيحي هذا أقوى بكثير من منشور ويبو السابق ،
خصوصًا موضوع التوقيع .
فنغ يادونغ الأحمق لم يسرق اللوحة فقط ، بل حتى الاسم !
كيف سيكون شعور والديه عندما يعرفان أن ابنهما غيّر اسمه ؟! ]
[ فنغ يادونغ شخص خبيث فعلًا .
طالب جامعي لا يمتلك القدرة على الإبداع ، فيلجأ لنسخ
رسومات طالب الثانوي ويسكب عليه الوحل !!؟
كيف يمكن أن يوجد شخص خسيس إلى هذا الحد ! ]
[ هذا الطالب في الثانوية ذكي للغاية . لو أنه لم يترك
توقيع ، لكان تم سحقه تمامًا من قبل فنغ يادونغ ومجموعة
المغفلين على الإنترنت ]
[ سمعت أن هذا الطالب الثانوي أُتيحت له فرصة الدراسة
في مدرسة وينهوا الأولى لأنه حقق المركز الأول في امتحان
بمقاطعة فقيرة .
لو نجحت خطة فنغ يادونغ اليوم، لكان على الأرجح طُرد
وعُبث بحياته كلها .
أؤيد بشدة أن يقاضي فنغ يادونغ !
هذا النوع من القمامة لا يستحق أن يواصل استنزاف موارد التعليم الوطني ]
[ أشكّ بشدة أن كل جوائز فنغ يادونغ السابقة مزيفة أيضًا.
هل هناك من يستطيع التحقق منها ؟ ]
[ كيف خرج شخص تافه مثل فنغ يادونغ من أكاديمية وينهوا للفنون الجميلة ؟
إن لم يُطرد ، ألن يستمر في إيذاء الآخرين ؟ ]
…
انفجر الغضب بين رواد الإنترنت الذين خُدعوا سابقًا،
وامتلأت منطقة التعليقات في منشور التشهير بالإدانة
الشرسة والشتائم
وتم تتبّع الحساب الاحتياطي لفنغ يادونغ على ويبو ونشره
في التعليقات، وصار كل منشور له هدفًا لهجوم
المستخدمين، خاصة آخر منشور سيلفي، حيث تعرّض
لوابل من السباب المهين
حتى الحساب الرسمي لأكاديمية وينهوا للفنون الجميلة لم
يسلم من الغضب ؛
فقد امتلأت تعليقات على تدوينة [ تصبحون على خير]
المعتادة بالبصق والسخرية ،
وطالب كثير من المستخدمين المدرسة باتخاذ إجراءات تأديبية ،
بل وبطرد فنغ يادونغ،
مما دفع المسؤول عن إدارة حساب ويبو الرسمي إلى فتح
التعليقات طوال الليل وهو مذعور
وسرعان ما أصدر الحساب الرسمي لمسابقة CAC إعلانًا
جاء فيه أنهم رفضوا البلاغ الذي تلقوه سابقًا،
وأنهم سيستمرون في الاحتفاظ بمشاركة تاو شي في المسابقة
كما أصدر الحساب الرسمي لتلك المسابقة غير البارزة ' الكأس الذهبي ' بيانًا على ويبو خلال الليل ،
أعلن فيه سحب العمل الفائز الخاص بـ فنغ يادونغ
لكن الانسحاب وحده لم يكن كافيًا ليهدئ غضب رواد الإنترنت
فقد اكتشف البعض سريعًا أنه من بين العديد من
المسابقات التي شارك فيها فنغ يادونغ خلال العامين
الماضيين،
هناك عدة لوحات كانت في الواقع منسوخة عن أعمال
لفنانين محليين وأجانب،
وأن معظم سيرته الذاتية المزيفة ذات اللمعان الملفت
كانت مجرد ادعاءات كاذبة
و تواصل بعضهم بهؤلاء المبدعين الذين تعرضت أعمالهم للسرقة ،
وأعرب أحد الرسامين عن نيته مقاضاة فنغ يادونغ أيضاً
اقترب الوقت من التاسعة مساءً حينما انتهوا من كل شيء
استمرت تشياو ييتانغ في متابعة تعليقات منشوريّ الويبو ،
وكانت تضحك بصوت عالٍ من حين لآخر
أخبر تاو شي تشياو هينيان وتشونغ تشيوشينغ عن الوضع على الإنترنت
و استرخى العجوزان أخيرًا ، ونهض تشونغ تشيوشينغ لوداعهم
رافقه تاو شي حتى مدخل الفيلا ،
وشاهد الرجل العجوز يغادر بسيارته ،
ثم تنهد تنهيدة طويلة من الارتياح ،
إذ ارتخى توتر أعصابه الذي استمر أغلب اليوم
وقف تاو شي وحيدًا بهدوء ، ومدّد ظهره ،
ورفع رأسه لينظر إلى السماء الليلية
بعد تساقط ثلج الشتاء مباشرةً ، لم تكن السماء صافية بعد،
والقمر نصف مخفي خلف غيوم رقيقة تتدفق ببطء، ناعمة وضبابية
فجأةً اشتاق إلى لين تشينهي قليلاً
بعد يوم مزدحم كهذا ، لم يكن لديه مع لين تشينهي سوى
تواصل عبر الـ ويتشات
اهتز هاتفه ، أخرجه بسرعة ونظر إليه، كانت مكالمة من لين تشينهي
قفز تاو شي على الطاولة الحجرية وجلس ،
وقال ورأسه مرفوع قليلًا بفخر :
“ دعنا نتحدث في الأمر !!!! أخبرتك أنه يمكنني التعامل معه بنفسي !”
صوت لين تشينهي عميقًا وجادًا بعض الشيء : “ المسألة
لم تُحلّ بالكامل بعد، لقد تواصلت مع محامٍ سيساعدك في
مقاضاة فنغ يادونغ والمشهور بالتشهير المجهول .”
توقف قليلاً ،
ثم تعمق صوته : “ أما المحرك وراء كل هذا،
فماذا تريد أن تفعل به؟”
أنزل تاو شي عينيه ، وبعد صمت قال: “ لو أردت أن أُحاسبه
أيضًا ، هل سيكون الأمر صعبًا عليك ؟”
لم يذكر من هو المحرك ، لأنه أمر مفهوم بينهما ——
فنغ يادونغ مجرد واجهة —-
من سرق لوحاته ، من نسخها ، ومن وظف فنغ يادونغ —-
هذه الأسئلة كانت واضحة له منذ زمن بعيد ——-
قال لين تشينهي بلا تردد : “ قلت لك مهما أردت أن تفعل ،
افعلها ، لا تقلق بشأن وضعي .”
تذكر تاو شي قول لين تشينهي أنه سيؤيده بلا شروط
رفع رأسه ونظر إلى القمر المغبش في السماء ،
وهو يهز ساقيه ويضحك مجددًا :
“ حسنًا ، إذًا أنت شارك في المسابقة ، سأنتظرك لتعود .”
تحدث الاثنان لبعض الوقت
بدا أن كلمات تاو شي لا تنفذ ، وعندما انتهى من الحديث ،
بقي صامتًا مع لين تشينهي ، يستمعان لتنفس بعضهما البعض
رأت تشياو ييتانغ تعليقًا طريفًا على ويبو ،
فحاولت مشاركته مع تاو شي
وعندما دخلت الفناء ، رأت تاو شي جالسًا على الطاولة الحجرية ، يجري مكالمة هاتفية ،
يد واحدة تدعم الطاولة من الخلف ،
وساقاه تتدليان مثل طفل ، وابتسامة هادئة ونقية ترتسم على وجهه
ذلك الشعور بالاعتماد الذي ملأ زوايا عينيه وحاجبيه كان
مختلفًا تمامًا عن هدوئه الذي رأته اليوم
وجدت نفسها فجأة في حالة تأمل عميق
لطالما كانت ترى تاو شي كشخص ممول ومحمي من قبل لين تشينهي ،
وحتى بعد حادثة اليوم ، كان ردّ فعلها الأول هو التفكير في حمايته كما يفعل لين تشينهي ،
لكنها الآن أدركت فجأة أن تاو شي لم يكن يومًا شخصًا
ضعيفًا يحتاج للاعتماد على الآخرين للحماية ،
بل استطاع أن يمشي في هذا الطريق لأنه ذكي وشجاع بما فيه الكفاية ——
و بعد ليلة من الترقب ، استقر الأمر على الحقيقة
حساب [ أخبار عن أكاديمية وينهوا للفنون الجميلة ]
حذف منشور الويبو المجهول منتصف الليل،
وأصدروا بيان خاص يوضحون فيه أن المنصة تقبل فقط
المشاركات، وأن محتوى المشاركات لا يعبر عن وجهة نظر
المنصة، مما يدل بوضوح على محاولة للتبرؤ من المسؤولية
مع إعادة النشر والتقارير التي قام بها عدد من كبار
المدونين والمؤثرين ووسائل الإعلام الإلكترونية،
بدأ المزيد والمزيد من رواد الإنترنت يتابعون الأمر عن كثب
تجمهر العديد من الغاضبين من رواد الإنترنت نحو موقع
التصويت الإلكتروني لمسابقة CAC، وهرعوا للتصويت
للعمل رقم 82 لتاو شي، حتى أن خادم الموقع تعرض
للتعليق لساعات عدة
تاو شي لم يكن يعلم بالأمر ولم يهتم به
في صباح اليوم التالي، عاد إلى المدرسة كالمعتاد مثل باقي الطلاب
وما إن دخل الفصل، حتى تجمع زملاؤه فجأة للاحتفال بـ”نصره على الظالم”،
وكانت فرحتهم أكثر حماسًا من المتورط نفسه
قال بي تشنغفي وهو يضغط على كتفي تاو شي ويصيح: “ قلت لك !!! سيكوّن كل شيء على ما يرام !!!
كنت سعيدًا جدًا لما حدث الليلة الماضية
حتى أنني استخدمت حسابي الأساسي لأشتم ذلك الأحمق فنغ يادونغ!”
اهتمت جين جينغ بالحادث طوال الليل وبقيت مستيقظة لفترة ،
وعند هذه اللحظة ابتسمت لتاو شي وبدا تحت عينيها هالات سوداء : “ هذا الأمر خاصتك مثير حقًا .
كنت غاضبة جدًا عندما رأيته ظهر البارحة .
كنت قلقة ألا تتمكن من توضيحه ، لكن لحسن الحظ كنت
مستعدًا جيدًا ووجهت له ضربة قاضية ولم تترك للشرير فرصة للنجاح !”
كان لي شياويان أكثرهم تفكيرًا ،
فإلى جانب الفرحة سأل تاو شي بقلق : “ أعتقد أن الويبو قد
تم حذفه . هل سيُنكرون الأمر لاحقاً ؟”
ابتسم تاو شي : “ لا بأس ، المحامي قد جمع كل الأدلة ،
حتى لو حُذف ، فلن ينفعهم ذلك .”
تنفس الجميع الصعداء وبدأوا يتحدثون مجددًا عن التصويت لتاو شي
كان رئيس الفصل، لي شياويان، قد دعا بالفعل الطلاب في
المجموعة الصفية للتصويت لتاو شي،
وأقام الطالب المشهور بي تشنغفي “فريق تصويت CAC”
لنشر رابط التصويت بين طلاب المدرسة
أما هوانغ تشينغ، التي كانت دائمًا بمفردها، فقد علقت رمز
الاستجابة السريعة الخاص بالتصويت على باب محل الشاي
بالحليب الذي تملكه عائلتها
عرف تاو شي أن التصويت لن يؤثر كثيرًا ،
لكنه عبر عن شكره الصادق لزملائه
و أرسل عدة ' أظرف حمراء ' متتالية في المجموعة ،
وانتهت كلها في ثانية واحدة
وبعد إرسالها، لم يتبقى لديه مال في حسابه على ويتشات
في الواقع —- منذ أن تم اتهامه بسرقة السماعات
كان حذرًا من كثيرين في الفصل،
لكن هذه المرة كان جميع الصف إلى جانبه منذ البداية،
وكان ذلك غير متوقع ومؤثر جدًا بالنسبة له
في استراحة الصباح ،
جاء المعلم تشو تشيانغ إلى الفصل ووجد تاو شي
فتحدث معه في ركن هادئ لا يوجد فيه أحد
قال تشو تشيانغ لتاو شي: " لا تقلق ،
المدرسة تولي هذا الأمر أهمية كبيرة.
المدير تشياو قال في اجتماع الصباح إنه سيدعمك في
الدفاع عن حقوقك .
و إذا احتجت لأي مساعدة ، فقط أخبرني وسأرفع الأمر للمدرسة ."
بالطبع كان المدير تشياو مهتمًا جدًا بهذا الموضوع ،
فبالإضافة إلى أن تاو شي هو تلميذ والد مدير المدرسة ،
فإن الأمر له تأثير كبير ويثير الكثير من المشاكل
إذا لم تكن أدلة تاو شي قوية بما يكفي لعكس القضية،
فسيتضرر سمعة مدرسة وينهوا الأولى الثانوية
كما أن هوية تاو شي مرتبطة بمشروع البث المباشر عن بعد
الذي وافقت عليه الحكومة مؤخرًا ،
ولا يرغب أي مسؤول في المدرسة أن يلوث هذا المشروع
وعلاوة على ذلك، كان الأمر مشبوهًا جدًا
كيف يمكن لطالب من مدرسة وينهوا الأولى الثانوية أن
تُسرق لوحته من قبل طالب من جامعة
و الطالب لا علاقة له بأكاديمية وينهوا للفنون الجميلة؟
ومن سرق لوحات تاو شي؟
بمجرد التفكير بعمق في هذه الأسئلة ، يدرك المرء أن هناك خطبًا ما
سأل تشو تشيانغ السؤال الذي كان يشغل باله هو وقادة
المدرسة: " تاو شي .. تذكر جيدًا ، مع من تواصلت أثناء رسم اللوحة ؟
هل سبق ورسمت خارج المدرسة ؟"
نظر تاو شي إلى تشو تشيانغ وقال: " أنا أرسم فقط في
السكن الطلابي، واللوحة كانت دائمًا في السكن ."
تشو تشيانغ بدهشة: " فقط في السكن ؟"
كان لدى تشو تشيانغ تخمين في ذهنه ،
فهو من أخذ تاو شي عند تسجيل الدخول للسكن ،
وقلق من عدم تأقلمه ، لذا كان يولي هذا الأمر اهتمامًا خاصًا
و تذكر أن هناك زميلين في السكن ،
أحدهما طالب في الفصل الثاني والآخر من صف الفنون
ومن الظاهر أنهما قد يكونان من طلاب صف الفنون
وبدا أن تشو تشيانغ قد كشف شكوكه
فقال له تاو شي: " لن يكون بان يان .
رغم أنه يدرس الرسم أيضًا ، لكنه على علاقة جيدة معي."
فهم تشو تشيانغ فورًا أن تاو شي لديه مشتبه به،
فأومأ برأسه بجدية وقال: " لا تقلق ، إذا كان الطالب من
مدرستنا هو من سرق لوحتك في السكن، فلن تتسامح
المدرسة معه أبدًا.
سأعود وأتحدث مع المدير لأبدأ التحقيق فورًا ."
شكر تاو شي تشو تشيانغ، وسرعان ما دق جرس الحصة
مشى مع تدفق الطلاب باتجاه الفصل،
ونظر إلى داخل الفصل الثاني وهو يمر بجانبه
جلس شو تسيتشي في الصف الأول ،
وعندما التقى نظره بنظره ،
شحب وجهه فجأة وأثارت عينيه خوفًا
رفع تاو شي طرف فمه وابتسم
ثم صرف نظره ومضى نحو الفصل الأول
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق