القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch57 | TMCTM

 Ch57 | TMCTM



لم تتوقف النزاعات على الإنترنت عند هذا الحد —-

ففي الساعة التاسعة صباحًا، 

نشر الحساب الرسمي لأكاديمية وينهوا للفنون الجميلة على 

ويتشات بيانًا جاء فيه أن المدرسة عقدت اجتماعًا طارئًا 

وبدأت تحقيقًا بشأن قضية فنغ يادونغ


كما نشر المحامي الذي عيّنه لين تشينهي لمساعدة تاو شي 

رسالةً موجّهة إلى فنغ يادونغ على ويبو ، 

أعلن فيها أنه سيُساعد موكّله في رفع دعوى قضائية


تطوّر الأمر في اتجاه لم يكن متوقّعًا في البداية، 

واتّسع نطاقه. وربما بفعل ضغط المدرسة والدعوى القانونية، 

نشر فنغ يادونغ أخيرًا ردًا على حسابه البسيط في ويبو عند 

الساعة العاشرة صباحًا، بعدما انهالت عليه تعليقات روّاد الإنترنت


اعترف في منشوره أن اللوحة لم تكن من إبداعه ، 

بل أعطاها له شخصٌ آخر وطلب منه تقديمها للمسابقة ، 

وأنه خُدع من قبل هذا الشخص ، 

كما أن الشخص الذي قدّم المقال المجهول الذي اتّهم تاوشي بالسرقة الإبداعية ليس هو  

وعلى امتداد المنشور ، حاول فنغ يادونغ تبرئة نفسه ، 

وفي نهايته أشار إلى حساب ويبو معيّن ، 

موحيًا بأن هذا هو الشخص الذي يقف خلف الأمر


ضغط روّاد الإنترنت على الحساب المذكور ، 

ليكتشفوا أنه حساب موثّق ، ويعود لـ نائبة رئيس جمعية 

تشينغهوا للرسم في مدينة وينهوا ——-


( حبيبة يانغ تشنغمينغ / غوان فانيوان )


قال بي تشنغفي، وقد كتم رغبته في تصفّح الإنترنت طوال الصباح، 

وما إن جاءت استراحة الغداء حتى اندفع ليلقي بالخبر بحماس:

“ شي غا هل تعرف شخصًا يُدعى غوان فانيوان ؟”


كان قد رأى أن بعض روّاد الإنترنت بدأوا بالكشف عن 

حساب ويبو مليء بصور السيلفي لامرأة تُدعى غوان فانيوان


أما تاو شي، فكان يُقلب في هاتفه أيضًا، 

لكن لم يكن لديه متّسع من الوقت للثرثرة، 

بل كان يترقّب بقلق رد لين تشينهي


فقد أُقيم في الصباح مسابقة الرياضيات الوطنية، 

وكان الوقت قد شارف على نهايتها


نظر إلى محادثته مع لين تشينهي في ويتشات وقال بشرود :

“ أعرفها ، أنا أيضًا عضو في هذه الجمعية .”


كوّن بي تشنغفي سيناريو في ذهنه، 

حيث أن نائبة الرئيس تحسد عضوًا موهوبًا ، 

فتقوم بتشويهه وتلفيق التهم له ،

واصل تصفّح ويبو ، وبعد قليل فتح فمه فجأة وقال:

“ شخص ما نشر أن غوان فانيوان هي حبيبة رئيس شركة مينغوي للتكنولوجيا !”


كان حساب غوان فانيوان على ويبو مليئ بصورها الشخصية 

واستعراضها لعلاقتها العاطفية


ومع لهفة روّاد الإنترنت على الفضائح ، 

بدأوا يبحثون عن هوية حبيبها ، 

وتكهّن كثيرون بأنها ليست حبيبته رسمياً بل عشيقته ، 

بالنظر إلى فارق العمر بينهما ——


سأل تاو شي باستغراب:

“ مينغوي للتكنولوجيا ؟”


ردّ بي تشنغفي:

“ لا تعرفها ؟ مينغوي للتكنولوجيا شركة طبية ضخمة، ورئيسها هو…”

غطى فمه واقترب من تاو شي وهمس:

“ والد يانغ داولي من الصف الثاني .”


قال تاو شي باختصار :

“ اووه .”


دون أن يُظهر أي ردة فعل ، 

وظل يُحدق في محادثته مع لين تشينهي في ويتشات


وفجأة قفزت واجهة الهاتف إلى إشعار بمكالمة واردة


انتفض في مكانه، نهض وهو يحمل هاتفه، 

وركض نحو الممر خارج الفصل


أجاب على المكالمة وسأل بسرعة:

“ هل أنهيت الامتحان ؟”


كان يبدو أن الأجواء في جهة لين تشينهي صاخبة بعض الشيء، 

فأجابه لنعم، دون أن يذكر شيئًا عن أدائه في الامتحان، بل قال:

“ سأعود إلى مدينة وينهوا بعد الظهر . 

سأأتي لاصطحابك من المدرسة مساءً .”


صُدم تاو شي :

“ ألم يكن لديك مقابلة في بكين بعد الظهر ؟”


كان جدول لين تشينهي في بكين مزدحم للغاية هذه المرة، 

فبالإضافة إلى المسابقة صباحًا، 

كان من المفترض أن يجري مقابلتين مع أساتذة أمريكيين 

بعد الظهر ، وكان من المخطط أن يعود غدًا


قال لين تشينهي بهدوء :

“ أجّلت المقابلة إلى موعد لاحق .”


شعر تاو شي أن هناك أمرًا غير طبيعي



لين تشينهي لم يكن من النوع الذي يغيّر خططه بهذه العشوائية ،

فكّر قليلاً ثم قال:

“ هل هناك ما يدفعك للعودة على عجل ؟ 

إن كان الأمر بسببي ، فلا داعي للقلق ، 

لقد تعاملت مع الوضع بالفعل .”


بدا أن لين تشينهي قد انتقل إلى مكان أكثر هدوءًا ، 

إذ أصبح صوته أوضح وأعمق:

“ تاو شي .. أريد أن آخذك غدًا صباحًا لرؤية جدك وجدتك "


أخذ تاو شي نفسًا عميقًا ، 

وانقبضت أصابعه لا إراديًا على الهاتف ، 

ثم سأل بصوت خافت :

“ لماذا ؟ 

ألم نتفق على أن نذهب يوم السبت ؟”


كلما تذكّر ذلك المشهد ، لم يستطع منع نفسه من التوتر


صمت لين تشينهي للحظة :

“ لا أريد أن يحدث شيء آخر ”


سمع تاو شي نبرة من اللوم الذاتي في صوت لين تشينهي، 

فعضّ شفته ، وتردد قليلًا ثم رد :

“ حسنًا ، سأستمع إليك .”


بعد أن أنهى المكالمة ، 

فتح ويبو وبحث عن حساب غوان فانيوان ، 

ليجد أن محتوى الحساب قد حُذف بالكامل ، 

وأصبح اسم المعرّف سلسلةً من الرموز المشوّشة


كان تاو شي قد توقّع أن يكشف فنغ يادونغ عن أمر غوان فانيوان ، 

لكنه كان أكثر فضولًا تجاه رد فعلها هي


غوان فانيوان بلا شكّ اتّهمته بالسرقة الإبداعية من أجل 

إرضاء يانغ داولي ،

والآن وقد وصلت الأمور إلى هذه المرحلة ، 

و لم يعُد بالإمكان التراجع 


{ تُرى … هل ستحاول التغطية على “ابن” يانغ تشنغمينغ 

وتحجب كل شيء لأجله ؟ 


وأما شو تسيشي …. الذي كان دائمًا منزعجًا مني ويحاول 

التقرّب من يانغ داولي .. هل سينكر سرقته للوحة ويُخفي 

الحقيقة لصالح يانغ داولي حين يواجهه قادة المدرسة ؟ }


أعاد تاو شي الهاتف إلى جيبه، 

وبعد أن عاد إلى الفصل، 

خرج مرة أخرى إلى الممر


أوقف فتى كان على وشك الدخول إلى الصف الثاني ، 

وسلّمه ورقة مطوية قائلاً :

“ هل يمكنك إيصالها إلى شو تسيشي في صفّك ؟”


أومأ الفتى بالموافقة ودخل إلى الفصل بسرعة


أما تاو شي، فاتّكأ على حاجز الممر ، 

وخفَض رأسه يُقلّب في ويبو


لم تمضِ سوى لحظات حتى خرج شو تسيشي، 

رمقه بنظرة متصلّبة، ثم نظر حوله، 

وحين تأكّد أن لا أحد يمرّ، قال بوجه عابس :

“ ما الذي تقصده بهذا ؟”


وقع بصر تاو شي على أصابع شو تسيشي المشدودة بعنف


لم يقل شيئًا، 

بل استدار ودخل إلى فصل فارغ في نهاية الممر


تردّد شو تسيشي خلفه قليلًا ، ثم تبعه ببطء


كان الفصل الفارغ يحوي عدد قليل من الطاولات والكراسي، 

و كرسي مكسور القدم في الزاوية بجانب الحائط


نظر تاو شي إليه ، وبعد أن أغلق شو تسيشي الباب بتوتر، 

قال تاو شي بنبرة خافتة :

“ شو تسيشي، أذكر أنني قلت لك منذ وقت طويل ألا تعبث بأغراضي دون إذني .”


رأى شو تسيشي الكرسي، ويبدو أنه تذكّر شيئ ، 

فتراجع خطوتين للخلف لا إراديًا ، 

وحدّق فيه بغضب :

“ من الذي عبث بأغراضك ؟ لا تتّهم الناس زورًا !”


تقدم تاو شي خطوة للأمام ،  

وركّز نظره في عيني شو تسيشي المتهربتين وقال:

“ ربما لا تعرف أن لدي عادة سيئة ، 

وهي أنني أتذكّر كل شيء أضعه ، وكيف وضعته ، 

وأين وضعته بدقّة .”


وقف شو تسيشي في مكانه ، 

شفتيه مزمومتين بإحكام ، 

وبعد لحظة صمت ، أدار وجهه جانبًا وقال:

“ لا أعلم عمّاذا تتحدث .”


قال تاو شي بهدوء وهو يضع يده في جيبه ممسكًا بهاتفه، 

وأمال رأسه وكأنه يتذكر:


“ إذًا سأساعدك على التذكُّر …. 

في السابع عشر من ديسمبر ، 

بان يان حصل على إجازة ليوم واحد ليعود إلى المنزل، 

وعدتُ أنا متأخرًا إلى غرفة النوم ، 

وكنتَ أنت الوحيد الموجود فيها أليس كذلك ؟”


تجمّد وجه شو تسيشي للحظة، 

فهذا هو التاريخ المكتوب في الورقة


قلبه كان ينبض بذعر كما لو أن طبولًا تُقرَع داخله ، 

لكنه حاول جاهدًا الحفاظ على هدوئه وقال :


“ ما معنى هذا ؟ 

بان يان أيضًا كثيرًا يبقى وحده في السكن .”


ابتسم تاو شي بهدوء وقال بنبرة هادئة:

“ ألم تلاحظ ؟ في كل مرة أنتهي فيها من الرسم ، أُغطي 

الحامل بقماش أبيض، 

لكن في ذلك اليوم عندما عدت، وجدت أن القماش قد تم تحريكه. 

بان يان لم يكن هناك، فبرأيك، من الذي حرّكه ؟”


أخفض شو تسيشي بصره فجأة، 

واشتدت الحدة في عينيه، 

وبعد لحظة عاد للهدوء وضحك بسخرية :

“ هل يمكن اعتبار هذا دليلًا ؟”


لم يرد تاو شي، بل سأله فجأة :

“ ألم تتمكن من التواصل مع يانغ داولي مؤخرًا ؟”


ظل وجه شو تسيشي قاتمًا ولم ينبس بكلمة


فمنذ أن انقلب الوضع ليلة أمس، أصيب بالذعر، 

أرسل رسالة عبر ويتشات إلى يانغ داولي واتصل به، 

لكن لم يتلقَ أي رد


واليوم لم يأتِي يانغ داولي إلى المدرسة أصلًا، 

وسيتوجه لاحقًا إلى مكتب شؤون الطلاب لمقابلة المدير فنغ


اقترب تاو شي قليلًا وقال بنبرة بطيئة:


“ شو تسيشي، أنا أعلم أن يانغ داولي هو من طلب منك 

القيام بهذا الأمر . 

وبالإضافة إليك، هناك أيضًا حبيبة والده ، 

وقد فضحها فنغ يادونغ الآن . 

برأيك، هل ستضحي بك من أجل يانغ داولي ؟”


قبض شو تسيشي على قبضته بقوة ، لكنه ظل صامت


: “ لقد أصبح الأمر فضيحة الآن ، 

والمدرسة بدأت بالتحقيق أيضًا. 

هل تظن أنه لا يزال بإمكانك إخفاؤه ؟” نظر تاو شي إلى وجه 

شو تسيشي الشاحب و بصوت بارد: “ إذا اكتشفوا في النهاية 

أنك أنت من زودهم برسوماتي ، 

فماذا تعتقد أن المدرسة ستفعل؟ 

هل ستكتفي بإجراء تأديبي ؟ أم ستفصلك من المدرسة ؟”


ارتجف بؤبؤا عيني شو تسيشي بشدة ، وابتلع ريقه وقال بسرعة:

“ أنا لم أكن أعلم أنهم سيستخدمون رسوماتك بهذا الشكل !”


سأل تاو شي بنبرة غير مصدقة ، وهو يضغط على الهاتف داخل جيبه :


“ أأنت حقًا لا تعلم ؟”


احمر وجه شو تسيشي وبدأ يدافع عن نفسه بسرعة :


“ أنا فقط ذكرت ليانغ داولي أنك ستشارك في مسابقة CAC، 

فقال إنه يريد أن يرى كيف تبدو لوحاتك ، 

وطلب مني أن ألتقط لها صورة ، فوافقت . 

أنا حقًا لم أعلم أنه سيقوم بذلك .”


ضحك تاو شي بسخرية ، 

مدركًا أن شو تسيشي كان يحاول تبرئة نفسه



لم يقل شيئ ، واستدار ليغادر ، 

لكن شو تسيشي ركض خلفه وأمسك بذراعه ، وتوسل قائلًا:


“ تاو شي … أنا حقًا لا أستطيع ترك مدرسة وينهوا الأولى، 

والديّ سيصيبهم الجنون إذا علما بذلك !”


توقف تاو شي في مكانه، 

ونفض يد شو تسيشي عنه، 

ثم نظر إليه ببرود وقال:

“ حين قررتَ أن تفتري عليّ، لماذا لم تفكر أنني أنا أيضًا لا 

يمكنني مغادرة مدرسة وينهوا الأولى؟”


فتح شو تسيتشي شفتيه الشاحبتين، لكنه لم يقل شيئ



———————



في فترة ما بعد الظهر ، 

ذهب تاو شي إلى الصف مع الآخرين كالمعتاد


حتى الساعة الخامسة تقريبًا، 

وبعد انتهاء حصة اللغة الإنجليزية مباشرة

دخل تشو تشيانغ من الباب الخلفي وطلب منه الخروج


تبع تاو شي تشو تشيانغ إلى خارج الصف، 

وقاده الأخير باتجاه مبنى الإدارة وهو يقول:

“ المدير بنغ من قسم التربية السياسية استدعى شو تسيتشي في الظهيرة ، 

وكلامه لم يختلف كثيرًا عن التسجيل الذي أعطيتني إياه ، 

ثم ذهب إلى يانغ داولي ، لكن يانغ داولي لم يكن في 

المدرسة، وأخذ إجازة منذ الليلة الماضية .”


ابتسم تاو شي ، وفي هذا الوقت 

{ هل لم يكن أمام يانغ داولي سوى الاختباء كجبان ؟ }


لم يكن تشو تشيانغ يتوقع أن الأمر سيتعلق بـ يانغ داولي من 

الصف الثاني، وواصل كلامه بنبرة مليئة بالصداع:


“ اضطر المدير بنغ إلى التواصل مع والدي يانغ داولي

والآن هما موجودان ، وهما في غرفة الاجتماعات…”


وقبل أن يُنهي حديثه ، لاحظ أن تاو شي قد توقف فجأة ، 

وعُقدت حاجباه بشدة ، وظهر في عينيه توتر وقلق واضحان


ظن تشو تشيانغ أن تاو شي خائف من مواجهة والديه، فطمأنه قائلًا :


“ لا داعي للتوتر ، المخطئ في هذه المسألة هو يانغ داولي ، 

ووالداه بالتأكيد جاءا ليتحدثا معك ويعتذرا، لن يحرجاك .”


أخذ تاو شي نفسًا عميقًا ، ثم أومأ برأسه ببطء



عندما هرع الأب يانغ تشنغمينغ إلى مدرسة وينهوا الأولى بعد الظهر ، 

لم تصل والدة تشينهي لوو تشنغيين والجدان من عائلة 

فانغ بعد ——-


استقبله المدير بنغ وأخذه إلى غرفة الاجتماعات، 

فلم يستطع يانغ تشنغمينغ تمالك نفسه وأشعل سيجارة


كان وجهه ، الذي طالما بدا لطيفًا ودافئًا ، 

مكسوًا بطبقة من الصقيع الثقيل


كانت غوان فانيوان قد اتصلت به ظهر اليوم ، 

وبعد أن عرفت بانكشاف أمرها ، 

أخبرته بما حدث — قالت إن ذلك الطالب المدعو تاو شي 

لا تعلم ما الذي فعله لابنه حتى يكرهه بهذا الشكل ، 

فقد أعطاها صورة للوحة التي قدّمها تاو شي لمسابقة CAC، 

وطلب منها أن تقوم بنسخها، 

ثم عثرت على طالب جامعي ليس له خلفية قوية ، 

واستأجرته ليقدّم النسخة المنسوخة باسمه في مسابقة الكأس الذهبية


الهدف من ذلك واضح —- 

لم يكن يعلم ما خطب ابنه ، أراد أن يدمّر مشاركة زميله في 

المسابقة من خلال الافتراء والسرقة ، 

والأسوأ من ذلك، أنه أراد تدمير مستقبله الفني بالكامل


قالت له وهي تبكي بنبرة هستيرية :

“ تشينغمينغ … أنا لا عداوة لي مع ذلك التاو شي


لقد فعلت هذا فقط من أجل ابنك، 

لا يمكنك أن تتهرب الآن! 

هم سيتقدمون بدعوى قضائية ، لا يمكنني تحمّل كل هذا 

وحدي من أجل ولدك ، هل يمكنك أن تجد حلًا ؟”


حينها كانت عروق جبين يانغ تشنغمينغ تنبض بشدة، 

واضطر إلى كبح غضبه الشديد ليقاطع صراخ غوان فانيوان ، 

ويأمرها بحذف جميع المنشورات من منصات التواصل 

الاجتماعي، وألا تُصدر أي رد عليها


كان غاضبًا بشدة من تصرفات يانغ داولي، 

ويريد جره إلى البيت وضربه فورًا، 


ولم يكن يتوقع أن غوان فانيوان قد تركته يتصرف على هواه بهذا الشكل


وأخيرًا ، بعد أن تمالك نفسه ، 

دخل إلى الإنترنت سريعًا لفهم الوضع ، 

وعلم أن الأمر قد خرج عن السيطرة ، 

ولم يعد من الممكن تهدئته حتى بوجود فنغ يادونغ


وبأي حال ، قرر الذهاب إلى المدرسة للاستفسار من يانغ داولي بنفسه ، 

لكنه تلقى اتصالًا من معلم صف يانغ داولي، الذي أخبره 

بنبرة لطيفة أن عليه إحضار ابنه إلى المدرسة


وعندها فقط — علم أن يانغ داولي لم يذهب إلى المدرسة أصلًا ، 

فاضطر إلى الاتصال بـ لوو تشنغيين، التي بالكاد كانت 

تتواصل معه


فقالت له إن يانغ داولي في حالة نفسية سيئة ، وذهب إلى منزل أحد أصدقائه


لم يتمالك يانغ تشنغمينغ نفسه من الغضب


لطالما كان غير راضٍ عن تدليل عائلة فانغ ولوو تشنغيين 

الزائد ليانغ داولي، 

وها هو اليوم بسبب دلالهم ارتكب داولي خطأً فادحًا


لذا—— ، لم يتمالك نفسه وأخبر لوو تشنغيين بما فعله داولي


لم يتوقّع أن تكون لوو تشنغيين في زيارة لعائلة فانغ وقتها، 

فسمع الجدان بالأمر


ارتبك الثلاثة وقلقوا بشدة ، ولم يصدقوا أن يانغ داولي هو من فعلها


فُتح باب غرفة الاجتماعات ——- 


رأى يانغ تشنغمينغ لوو تشنغيين تساعد الجد فانغ زوتشينغ 

و الجدة يي يورونغ على الدخول ، 

لكنه لم يرَى يانغ داولي ، فسأل بنبرة عميقة:

“ أين يانغ داولي ؟ 

لماذا لم تحضريه معك ؟”


قالت لوو تشنغيين بتعب ظاهر على وجهها:

“ ذهبتُ إلى منزل صديقه لأحضره وسألته عن الأمر ، 

لكنه لم يعترف ولم يرغب في المجيء إلى المدرسة ،

لذا لم أحضره .”


في ذلك الوقت ، كانت تخشى أن تجرحه ، 

فسألته بلطف وتلميح ، 

لكن يانغ داولي انفعل بشدة ، وبدأ بالبكاء والإنكار


شعرت بالأسى عليه ولم تجرؤ على سؤاله مرة أخرى، 

ثم حاولت إقناعه بالذهاب للمدرسة لتوضيح الأمر، 

لكنه رفض بشدة ولم يوافق على مغادرة بيت صديقه، 

فاضطرت إلى التراجع وأخذت الجدان اللذين أصرّا على الذهاب إلى المدرسة


شعر يانغ تشنغمينغ أن الثلاثة باتوا مثيرين للشفقة


وقبل أن ينطق بكلمة، 

سمع الجد فانغ زوتشينغ يضرب الأرض بعصاه بقوة


كان وجهه الجاد أصلًا قد ازداد صرامة، 

وسأل بنبرة قاسية:

“ هل قامت عشيقتك بعملها الجيد الآن؟! 

كم مرة قلت لك، لا تدعها تعبث مع لي لي !”


أما الجدة يي يورونغ ، فقد كانت قلقة وغاضبة كذلك، 

لكنها خافت على صحة زوجها، فحاولت تهدئته قائلة برفق:

“ اجلس أولًا ودعنا نسأل المعلمين إن كان هناك أي لبس. 

أنا أؤمن أن لي لي طفل طيب، ولن يفعل شيئًا كهذا أبدًا .”


ساعدت لوو تشنغيين الجد فانغ زوتشينغ على الجلوس على 

الأريكة ، وهدّأت من روعه ، ثم أضافت:

“ لي لي أيضًا قال إنه لم يفعلها ، ربما يكون هناك فعلاً سوء فهم ما "


منذ أن ردّت على اتصال يانغ تشنغمينغ، لم يهدأ لها بال


كانت تتذكّر تصرفات يانغ داولي مؤخرًا وعداوته تجاه تاو شي فساورها الشك، 

لكن إنكاره جعلها تُسقط الشكوك من قلبها


لم تكن تصدق أن الطفل الذي ربّته بيديها قد يرتكب أمرًا كهذا


يانغ تشنغمينغ، الذي ظل صامتًا طويلًا، 

أطفأ سيجارته ومدّ يده ليمسك بجبهته المتجعدة من التوتر


كان يعرف أن الثلاثة لا يصدقون شيئ ، 

لكنه كان متيقنًا في داخله أن غوان فانيوان، رغم غبائها لم 

تكن لتكذب عليه في مثل هذا الأمر


قال أخيرًا :

“ لا بأس ، دعونا ننتظر المدير بنغ "


دخل المدير بنغ غرفة الاجتماعات بعد دقائق ، 

حيّا أولياء الأمور الأربعة بأدب ، وبدأ بصبّ الماء لهم


لم يتمالك الجد فانغ زوتشينغ نفسه وسأله بغضب عن تفاصيل الحادثة


فشرح مدير بنغ بهدوء كل ما جرى، 

بداية من اتهام لوحة تاو شي في مسابقة CAC بالسرقة

إلى أن ظهرت الحقيقة وانقلبت الأمور


سأل الجد فانغ زوتشينغ ووجهه متجهّم :

“ وما علاقة حفيدي بهذا كله ؟”


لم يعرف الطالب تاو شي أصلًا ، 

وكان كبيرًا في السن لا يفقه كثيرًا في ما يُنشر على الإنترنت


كان المدير بنغ قد تعامل مع كثير من نزاعات الطلاب، 

وكان يعلم أن أولياء الأمور دائمًا ينحازون لأبنائهم، 

فلم يغضب من كلامه، 

بل قال بهدوء إن شو تسيشي قد اعترف بأن يانغ داولي هو 

من طلب منه سرًا تصوير لوحة تاو شي

وأن فنغ يادونغ قال إن غوان فانيوان هي من حرّضته



عبس الجد فانغ زوتشينغ ثم لاذ بالصمت ، 

بينما يده اليمنى الذابلة تمسك بالعصا بإحكام ،

تنهدت الجدة يي يورونغ بخفة دون أن تنبس بكلمة


تجهمت لوو تشنغيين ما إن سمعت باسم غوان فانيوان، 

ثم رمقت يانغ تشنغمينغ بنظرة باردة وسألت بنبرة جافة:

“ هل يعقل أن تكون غوان فانيوان هي من طلبت من لي لي فعل ذلك ؟”


لم يتوقع يانغ تشنغمينغ أن تظل لوو تشنغيين متمسكة 

بإنكارها، فقال بنبرة متضجرة:

“ فانيوان لا تعرف تاو شي معرفة وثيقة ، لماذا تؤذيه من دون سبب؟ 

لقد أرتني سجل المحادثات بينها وبين لي لي ، 

وكان بالفعل ليلي من طلب منها أن تفعل ذلك .”


تردد في أن يخبرهم بما قالته غوان فانيوان عن أن يانغ داولي طلب منها اقتراض المال، 

وطلب منها أن “تؤدب” تاو شي خلال حفلة عيد ميلاد أحد 

الزملاء، خشية ألا يحتمل العجوز سماع ذلك


وربما فهم الجد فانغ زوتشينغ من تلك الكلمات أن يانغ 

تشنغمينغ يحاول الدفاع عن غوان فانيوان ، 

فصرخ به غاضبًا:

“ انظر إلى المرأة التي جلبتها لنا ! 

لولا أفكارها السخيفة، هل كان لي لي سيفهم مثل هذه 

الأساليب من تلقاء نفسه؟!”


وضع يانغ تشنغمينغ يده على جبينه بانزعاج


فعلى مدى هذه السنوات، نادرًا ما دار بينه وبين الجد فانغ زوتشينغ حديث هادئ


فاستياء الشيخ منه لم يكن وليد اللحظة، 

لذا لم يُجب وتركه يفرغ غضبه


أما لوو تشنغيين، فقد كانت ما تزال غير قادرة على التصديق


بدت عليها الصدمة والريبة، 

وكأن وقع الكلمات هزها من الأعماق، فتمتمت قائلة:

“ كيف يمكن لـ لي لي أن يفعل هذا…؟”


كانت ملامح الجدة يي يورونغ مليئة بالجدية ، 

وقلبها مضطربًا بشدة


ورأت أن لوو تشنغيين لا تحتمل الأمر ، 

فأخذت يدها برفق وتنهدت بأسى:

“ الولد كان طائشًا وارتكب خطأ ، ونحن أيضًا كراشدين 

نتحمل جزءًا من المسؤولية ، لم نحسن تربيته كما ينبغي.

مدير بنغ، ما رأيك أنت في أفضل طريقة للتعامل مع هذه المسألة ؟”


كان المدير بنغ في وضع لا يُحسد عليه، 

فلما رأى أن أحدًا أخيرًا وجّه إليه السؤال، أجاب على عجل:

“ هذه المسألة أصبحت الآن خطيرة نوعًا ما، 

والمتابعة يجب أن تتم من قبل إدارة المدرسة العليا. 

أما رأيي الشخصي، فهو أن يقوم يانغ داولي بالاعتذار لتاو شي، 

ثم يمكنكم الحديث مع تاو شي لتروا ما إذا كان يقبل التسوية .”


فهم يانغ تشنغمينغ مغزى كلام المدير بنغ

وبعد لحظة من التفكير سأل:

“ ألا ينبغي استدعاء والدي تاو شي أيضًا ؟ 

ربما يكون من الأفضل أن نتحدث كأولياء أمور فيما بيننا .”


وافق الجد فانغ زوتشينغ على كلامه على غير عادته، وقال:

“ نعم، فالأطفال في بعض الأحيان لا يستطيعون اتخاذ القرار بمفردهم .”


أجاب المدير بنغ:

“ تاو شي أحد طلاب مشروع البث المباشر من المناطق 

النائية في مقاطعة تشينغشوي، 

ولا يوجد لدينا رقم اتصال بأسرته، ووالداه غير مقيمين هنا .”


عادت لوو تشنغيين إلى وعيها ، 

غطى وجهها ظلال الحزن ، وأومأت برأسها قائلة:

“ أنا أعرف تاو شي، هو بالفعل من مقاطعة تشينغشوي.”


سادت لحظة من الصمت بين الثلاثة الآخرين، 

فمقاطعة تشينغشوي كانت مكانًا لا يرغب أحدهم في تذكّره


لم يتوقعوا أن الطفل الذي تورط في حادثة يانغ داولي كان 

من تلك المقاطعة بالذات


وفي النهاية، قال يانغ تشنغمينغ لمدير بنغ:

“ شكرًا لك، سنتباحث فيما بيننا أولًا ثم نعود إليك .”


قال المدير بنغ:

“ حسنًا. إن أردتم مقابلة تاو شي، يمكنني إحضاره .”


ثم ودّعهم وغادر ، 

وأغلق باب غرفة الاجتماعات خلفه ، 

لكنه حين سمع صوت الجدال الخافت يتسرب من الداخل، 

هزّ رأسه بأسى


كان تاو شي قد وصل إلى باب غرفة الاجتماعات برفقة المعلم تشو تشيانغ، 

ويداه المتدلّيتان إلى جانبيه مشدودتان بقوة حتى أبيضّت مفاصلهما


لقد عرف من المعلم تشو تشيانغ أن الآباء الذين حضروا 

اليوم هم والده ، وجدّه وجدّته ، ووالدة لين تشينهي


في الأصل ، كان قد استعد لزيارة جدّيه غدًا مع لين تشينهي، 

لكن من كان يتصور أنه سيلتقي بأقاربه أولًا في ظرفٍ كهذا ؟


وقف تاو شي متصلباً أكثر ، 

وسعل خفيفًا في محاولة لتصفية صوته ، 

بينما تشو تشيانغ يقرع باب غرفة الاجتماعات ، 

وكل طرقة كانت تهوي على قلبه بثقل


سرعان ما سُمعت خطوات من الداخل ، تلاها فتح الباب


رأى تاو شي وجه يانغ تشنغمينغ الشاحب يبتسم له بود، وقال له:

“ تاو شي ادخل "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي