القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch6 | ALFKR

 Ch6 | ALFKR



 

وصل تشين وان مبكّرًا ؛ إذ لم يكن العميل قد حضر بعد …

تولّى الموظف المكلّف استقباله، وسلّمه المفاتيح، 

ثم اصطحبه إلى الجناح الخاص


العميل هذه المرة كان من شنتشن، وكان تشين وان قد علم 

مسبقًا أنّ هذا الرجل من هواة ألعاب الورق، 

لذا اختار فندق بوللي كموقع للّقاء ، 

وحجز جناحًا خاصًّا خصيصًا لهذه المناسبة


كانت الموظفة المرافقة شابّة أوكرانية طويلة القامة ، 

بيضاء البشرة ، تتقن الإنجليزية والصينية بطلاقة ، 

وحتى لهجتها الكانتونية كانت مصقولة بشكل لافت ،

قادت بتشين وان نحو المصعد الجانبي .


سألها إن كانت ثمّة فعالية تُقام في الفندق هذه الليلة ؛ 

فغالبًا يستخدم المصعد الرئيسي الذي يطلّ على برك المياه 

في حديقة الفندق


ابتسمت الشابة وأكدت له أنّ هناك بالفعل مناسبة لكبار 

الشخصيات، لكنها لم تذكر أيّ تفاصيل إضافية


لم يلحّ عليها تشين وان بالسؤال، بل اكتفى بمنحها بعض 

التعليمات المرتبطة بعادات العميل وتفضيلاته لهذه الليلة


وقد كانت الفتاة على قدرٍ عالٍ من المهنية


استمتع العميل بالسهرة كثيرًا ، 

وخلال فترة الاستراحة ، طلب تشين وان من أحد العاملين 

أن يفتح له زجاجة من مجموعته الخاصة المخزّنة في الفندق ، وشاركه الشراب. 


ولحسن الحظ، جرت مناقشات المشروع بسلاسة فاقت التوقّعات


وبعد بضع جولات ، عاد العميل إلى طاولة اللعب، 

مستأنفًا رهاناته الثقيلة


شعر تشين وان ببعض الدوار ، فخرج إلى دورة المياه ليغسل وجهه


“…  لم يُسلَّم إلى الطابق العلوي… اختفى…”


توقّفت يده تحت الماء الجاري ……


“… لم يأتِ… غير مؤكد… لم يكن واضح…”


تشين وان { تبيّن أن الطابق الثالث محجوز هذا المساء لمجموعة مينغلونغ —— } 

( شركات تشاو شينغهي )


“ غريب… تشاو… كان في السيارة… الأمر واضح…”


“ قبو النبيذ… المراقبة عن بُعد… المرّة القادمة…”


“ لا يُصدَّق…”


رفع تشين وان رأسه ، فرأى في المرآة وجهه الجامد الخالي من التعبير


جفّف يديه ، وسار نحو المقصورة التي خرجت منها الأصوات


التقط ممسحة ، وثبّت مقبضها بشكل أفقي على باب 

المقصورة من الخارج ليُحكم إغلاقه — ويحاصر الشخص بداخل الحمام


ثم التقط دلو مياه التنظيف وسكب محتواه من فوق الباب


“ ما هذا بحق الجحيم ؟!”


“ من اللعين الذي فعلها ؟!”


“ من بالخارج ؟! افتح الباب ! افتح هذا الباب اللعين !”


“ سأجعلك تندم أيها الوغد !”



أنزل تشين وان الدلو ، واتكأ على الباب ، وأشعل سيجارة ، 

يُصغي إلى سيل الشتائم المنهمر من الداخل بوجه بارد لا يشي بشيء


وحين خفتت الأصوات شيئًا فشيئًا من فرط التعب ، 

قذف عقب سيجارته داخل المقصورة


جاءت صرخة ألم مفاجئة لتؤكّد أنّه أصاب أحدهم


وسط الطرق العنيف على الباب ، 

عاد تشين وان بهدوء إلى المغسلة


ضغط كمية صغيرة من الصابون، وغسل أصابعه واحدًا تلو الآخر بعناية


شطف يديه، ثم جففهما ببطء، وغادر دورة المياه دون أن 

يلتفت، تاركًا خلفه كل الغضب والشتائم تتردّد في المكان 



وقبل أن يدخل الجناح مجددًا ، عدّل من تعابير وجهه ، 

ورفع زوايا فمه بابتسامة مهذّبة


بدا أمام العميل كرجل نبيل هادئ ، لا أثر عليه لما كان قبل قليل من ضيق أو تعب


وكان إنذار الإعصار رقم 8 قد انقضى في موعده ، 

لتتنفّس هايش نسماتٍ لطيفة نادرة


وبدأ الشبان من أبناء الطبقة الثرية بالخروج من منازلهم، 

يدفعهم الضجر إلى البحث عن الملذّات من طعام فاخر، 

وترفيه، ولهو لا ينقطع


وكعادته، لبّى تشين وان كل دعوة ، ورافقهم في كل ذلك


ما قاله لتشو تشي شوان عن أنه “لا يرغب في فعل أي شيء” كان حقيقيًا


لكنه أيضًا كان صادقًا في رغبته برؤية ذلك الشخص، ولو ألقى عليه لمحة واحدة


فالمشاعر ، إن كانت قابلة للكبت والتنظيم التام دون أن 

تفيض أو تتسرّب ، 

فلعلّها لم تكن عميقة بما يكفي منذ البدء


الشيطان الذي كُبح في قلبه لسنوات ، 

بدأ يخدش ويكشّر عن أنيابه


العقلانية تكافح لإبقائه مقيّدًا ، 

محافظاً على مظهر من التماسك السطحي


طالما أنّ وجوده لم يُزعج الطرف الآخر ، 

فقد كان الاكتفاء برؤيته من بعيد معركةً بين القلب والعقل

— ومتنفّسه الوحيد الذي سمح به لنفسه


لكنّ الواقع لم يكن كما تخيّله


فحتى لو لازم تان يومينغ ورفاقه طوال أربع وعشرين ساعة، 

فإنّ رؤية تشاو شينغهي كانت تظلّ أمرًا نادرًا


في الواقع كان أن يلمحه مرةً من بين عشر محاولات يُعدّ حظًا لا بأس به


لطالما ظنّ أن القول : “ رؤية تشاو شينغهي أصعب من 

الصعود إلى السماء”، مجرّد مبالغة


حتى أفراد عائلة تشاو أنفسهم كانوا مضطرين للمرور عبر 

مساعدين وسكرتارية لتحديد موعد معه


لكن الآن ، لم يبدُ ذلك مجرد كلام فارغ


ومع ذلك ، فإنّ الصبر والمثابرة كانا من خصال تشين وان


فإن سنحت الفرصة، اغتنمها. وإن لم تفعل، عاد ليحيا حياته كما يجب


إلا أنّ الأمر كان سيكون أهون لو لم تكن هناك أي بارقة أمل


فوجود احتمال، ولو ضئيل، كان كفيلًا بأن يدفعه لتقديم كل 

ما يستطيع، دون تردّد أو حساب


تشين وان لم يكن من أبناء الطبقة المخملية، ولم تكن له 

حرية كبيرة في التصرف


حين سمع أنّ تشاو شينغهي قد يحضر سباق تجديف ، عمل 

ليلًا ليصفّي جدول أعماله ويُفرغ يومه بالكامل، 

لكنّ تشاو شينغهي لم يظهر في النهاية


وحين ذكر تشو تشي شوان أن شين تسونغنيان قد دعا تشاو شينغهي لحضور سباق خيل، 

كان تشين وان في رحلة عمل في ماكاو


صمت للحظة، ثم حجز أول رحلة جوية صباح اليوم التالي، 

وقاد سيارته بمفرده لأربع ساعات إلى المزرعة


لكنه علم عند وصوله أن تشاو شينغهي كان قد غادر في منتصف السباق


وفي عرضٍ ملكيّ للتجديف في شيانغجيه، اندفع تشين وان 

إلى المكان مباشرةً بعد مفاوضات حاسمة

وهو لا يزال مرتديًا بدلته الرسمية ولسوء الحظ، تزامن دخوله 

مع مرور سيارة مايباخ التي أقلت تشاو شينغهي، 

وقد غادرت مسرعة، مثيرةً خلفها غبارًا كثيفًا تركه واقفًا في مكانه، يغطيه التراب


مُنهكًا من قلة النوم والإرهاق النفسي، 

أسند تشين وان جسده إلى الدرابزين، 

يراقب الخيول وهي تقفز فوق الحواجز بسرعة البرق، 

وتملّكه شعور بأنّ حظّه قد يكون سيئًا بالفعل



ومع ذلك، لم يشعر تشين وان بخيبة أمل كبيرة


ابذل جهدك، ثم سلّم الأمر بقلبٍ هادئ


في نهاية المطاف، كان يعيش في عالمٍ يخلو من تشاو شينغهي

وإذا ظهر، فذلك بمثابة هدية غير متوقعة


لكنّ تشين وان كان عليه أن يتقبّل أنّ غيابه هو الأصل


لم يكن تشاو شينغهي من محبّي الخروج أو الفعاليات الاجتماعية

وإذا حضر، فغالبًا يكون ذلك لأجل مجاراة الأعراف والعلاقات المحلية، لا أكثر


كما أنّه لم يكن من أصحاب الهوايات المتعددة


فبينما ينشغل غيره من أبناء الطبقة الثرية برياضات مثل 

الغولف والسباحة، أو بقضاء الوقت في النوادي الرياضية 

بعد العمل، كان هو يفضّل النوم


أعصابه كانت مشدودة منذ أيام الدراسة، ولم تتح له الحياة مجالًا للاسترخاء


لقد كان، بالفعل، مشغولًا للغاية


مشغولًا إلى الحد الذي يجعله ينسى الأشخاص أو الأحداث 

التي لا تمسّ حياته مباشرةً ، بل تقع على هامشها فقط


ذات مرّة، وفي خضم جدول مزدحم، تغيّر مسار رحلته 

فجأة، ولم يجد وقتًا لطلب طائرة خاصة أو حتى الدخول إلى 

صالة كبار الشخصيات فاضطر إلى الانتظار في الصالة العامة


كان يُحاول أن يغفو قليلًا ، لكنّ صراخ طفل من المتجر المجاور الفاخر أيقظه


كان الفتى ذو الشعر المجعّد يبكي بحرقة، 

متوسلًا إلى والدته أن تشتري له مسدس غالي الثمن من طراز فاخر


وبعد عشر دقائق من هذا الإزعاج، فتح تشاو شينغهي عينيه 

نصف المفتوحتين، وتأمّل الموقف بصمت، ثم نهض ومشى 

إلى داخل المتجر، واشترى آخر قطعة متبقية من ذلك المسدس


وبحقيبة الهديّة في يده، غادر المتجر بخطى ثابتة، 

وبسمة ساخرة على محيّاه، تاركًا الطفل المذهول خلفه


{ وأخيرًا، عاد الهدوء !!! }



في شهر يونيو ، استضافت هايش مؤتمرًا لرابطة رجال الأعمال


ومع تنامي التبادلات التجارية في منطقة الخليج خلال السنوات الأخيرة، 

جاء عدد من كبار المسؤولين من داخل البلاد للمشاركة في المحادثات


وقد كان المؤتمر هذه المرة أضخم وأرفع شأنًا من سابقاته


علم تشين وان بالأمر من تشو تشي شوان، الذي سمع بدوره 

من تان يومينغ، أن تشاو شينغهي سيحضر على الأرجح


كان قد عاد لتوّه إلى البلاد، ومن باب المجاملة، سيُظهر لهم 

بعض الاحترام بحضوره


فضلًا عن أنّ المؤتمر سيتناول آفاق هايش الاقتصادية 

وسياساتها المستقبلية في التجارة مع الداخل، وهي 

مواضيع ترتبط مباشرة بشركة مينغلونغ—أو بالأحرى، بـ تشاو شينغهي


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي