Ch61 | TDVWD
الجميع يعلم أن سو يو هو من يحرس التابوت،
لكن لا يعرف من بالضبط بداخل ذلك التابوت،
وشي هواي لم يكن استثناء
لكن بعد سماع كلمات سو يو — بدا وكأن لهذا الشخص داخل التابوت علاقة به
والد شي هواي — شي لين،
ووالدته مدفونة في قمة تشونغ تشينغ في طائفة تشينغ زي.
بخلاف هذين الاثنين، لا أحد في العالم يستحق منه ثلاث سجدات
وهكذا، فإن من في التابوت كان استثناء
غادر الآخرون واحدًا تلو الآخر ، تاركين شي هواي وحده في برج الساعة
بدأ يتمشى حول البرج، ثم انحنى لينظر إلى الخرزة داخل الجدار
لم يكن مستعدًا للاستسلام بعد،
فقد شعر أن هذا الأثر مناسب جدًا لتشي مو ياو كي يحمي به نفسه
كيف له أن يتخلّى عنه بهذه السهولة ؟
وضع شي هواي يده على الساعة ،
وفجأة شعر بشيء غريب
عندما لامس بأصابعه البرج ، ضحك فجأة
بعد ذلك، تراجع جانبًا، يراقب تشي مو ياو وهو ينادي على يي تشيانشي
لم يعد يبدي أي رفض في أن يحاول الآخرون
لكن يي تشيانشي لم تتمكن من الحصول على الأثر أيضًا
فاتجه تشي مو ياو ليجرب مع آخرين
هذه المرة ، ذهب للبحث عن يو يانشو وشي زيهي
والمفاجأة أن يو يانشو لم يُختر أيضًا، مما جعل تشي مو ياو يشعر بالغرابة
نظر إلى شي هواي —
{ يو يانشو من المفترض أنه ما زال أعذر
وصاحب خلق رفيع
حتى هو لم يختره الأثر؟
إذًا، هل هذا الأثر يبحث عن شخص “مُقدّر له”؟ }
لكن شي هواي لم يبدُ عليه الاستغراب كثيرًا
لم يكن يُعير يو يانشو اهتمامًا من الأصل،
فكيف به أن يعتبره ذا خلق رفيع ؟
بل واعتبر هذه فرصة كي يدرك تشي مو ياو أن يو يانشو
ليس قديسًا كما قد يظن
ولم يكن الأمر حتى رأى تشي مو ياو شي زيهي يأخذ الخرزة
بسهولة حتى أدرك الحقيقة — هذه هي “هالة البطل”
كان هذا هو الإصبع الذهبي الذي يجب أن يحصل عليه بطل الرواية
وبعد ذلك ، توقف عن التفكير بالأمر
لا يعرف لماذا، لكنه شعر بالسعادة
لقد رأى مشهد قبلة البطل والبطلة،
والآن يشهد لحظة حصول البطل على فرصته الذهبية
أي معجب بالرواية الأصلية كان ليشعر بالسعادة
لقد كان محظوظًا بما يكفي لينجو لسنوات عديدة بعد أن
انتقل إلى هذا العالم، فلم يكن هناك سبب يدعوه للتمسّك
بشدة بالحصول على هذا الأثر
كان شي هواي يقف في الجوار،
ينظر إلى يو يانشو بنظرات ساخرة،
وشفتيه مرفوعتين بابتسامة ذات مغزى
أمال يو يانشو رأسه قليلًا ، ولاحظ نظرات شي هواي
نظر إليه ببرود لتحذيره ، ثم تجاهله
قالت يي تشيانشي بدهشة وهي تقترب من الخرزة:
“ ما هذه الخرزة ؟”
تبع تشي مو ياو الجميع وقال : “ ربما تكون قدرة التطهير القوية في هذا المكان بفضل هذا الأثر .
أعتقد أنه قادر على الفصل والتطهير ،
وربما حتى الإنذار المُسبق ' مثل الرؤى المستقبلية ' .”
بالفصل ، كان يقصد قدرة هذا الأثر على فصل حدود
واضحة بين غابة الضباب السام الميازما والأرض النقية ،
وكذلك فصل الظلال عن الأشخاص
وبالتطهير، كان يشير إلى قدرته على تنقية الهجمات الروحية
وهجمات الطاقة الروحية
حتى هجمات مزارع في مرحلة ولادة الروح يتم تطهيرها
عند دخولها دائرة حمايته
أما الإنذار المُسبق ، فقد كان يقصد به تلك الظلال على
الجدار التي تُظهر ما سيحدث بعد عدة أيام
وإذا تم استغلالها بشكل صحيح، فربما يمكن حتى التنبؤ
بتحركات الخصم في المعركة
لم يكن هذا أثرًا عاديًّا على الإطلاق،
بل كان أداة إلهية بحق
وبوجوده، يمكن أن يصبح أحدهم لا يُقهر
أومأ يو يانشو أيضًا وقال: “ إذا قمنا بتحريك هذه الخرزة ،
فإن الأرض النقية ستتحرك معها .
الآن يمكننا الذهاب إلى أي مكان .”
ابتهجت يي تشيانشي : “ إذًا يمكننا الخروج من غابة المايزما بأمان الآن ؟!”
وبعد لحظة صمت، قال تشي مو ياو :
“ الأخ شي زيهي ، هل يمكنك أن تأخذني وشيجي إلى
المذبح السفلي لطائفة شيانغ هوانغ ؟
حتى لو خرجنا، فإن الضباب السام سيبقى .
علينا التخلص من مصدره جذريًا ،
وإلا فسيكون من الصعب علينا مغادرة هذه الغابة .”
في أسوأ الحالات ، قد يرفض الشيوخ فتح التشكيلة الكبرى
التي تغلق الجبل حتى لو وصلوا إلى حدوده
في خذه اللحظة ، كان شي زيهي لا يزال في حيرة
لم يتوقع أبدًا أن يُعترف به فجأة كمالك لمثل هذا الأثر العظيم
وكان يجد صعوبة في استيعاب الحديث الجاري حوله
لكنّه ما زال أومأ بسرعة وقال : “ نعم صحيح ، علينا حقًا أن
نذهب إلى طائفة شيانغ هوانغ ونحاول.
وإن لم ننجح، فلن يكون الأوان قد فات لمغادرة الغابة .”
وبعد أن توصلوا إلى اتفاق ، أبلغوا الآخرين بالأمر
وقد فرح البعض عند سماع الخبر، بينما شعر آخرون بالحسد
حتى أن بعضهم حاول لمس الخرزة في يد شي زيهي ،
على أمل أن يعترف بها الأثر
لكن للأسف، الخرزة لم تعترف إلا بشي زيهي
وبما أن خرزة التطهير قد اختارت صاحبها،
لم يكن أمام الجميع إلا أن يتبعوا شي زيهي
فهي الآن ملكه، وإن لم يتبعوه، فسيضلّون في الغابة وحدهم
لكن بعضهم كان لا يزال مصابًا في الأرض النقية،
ولم يكن بإمكانهم سوى المشي كأناس عاديين بداخلها
كان عليهم أيضًا حمل الطعام معهم، ويفضل أن يكون
جاهزًا للأكل، وإلا فسيكون من غير المريح نصب المخيمات
وإشعال النار للطبخ في الطريق
لذا ، كان عليهم البقاء في أطلال المعبد ليومين أو ثلاثة قبل أن يتمكنوا
من بدء رحلتهم
عاد تشي مو ياو إلى غرفة التأمل ليحزم أمتعته
وأثناء ترتيبه للأشياء ، لاحظ أن الجدران خالية من أي ظلال،
مما أكد له أنهم لن يكونوا هنا بعد بضعة أيام
لم يستطع إلا أن يتنفس الصعداء
شعر بسعادة تغمره لمجرد أنهم سيتحررون أخيرًا
كان الثعلب الأزرق ملتفًا على حافة النافذة، وتحدث بصوته الروحي قائلًا:
“لقد وعدت بعدم إيذاءكم بضباب الأوهام الميازما فلماذا لا
تزال تطلب من ذلك التلميذ أن يأخذك إلى طائفة شيانغ هوانغ ؟”
: “ لا أريد أن يعرف أحد بوجودك ،
ولا أن يعلم أحد أن هناك ثعلبًا أزرق تمكن من الوصول إلى
هيئة بشرية في سلسلة جبال لينغ تشويه
إن اعتمدتُ عليك لتتحرك ، فذلك سيجلب لك المتاعب، أليس كذلك ؟”
حكّ الثعلب الأزرق أذنه بمخلبه وردّ بكسل:
“ حين تم تقديمي كقربان ، كنتُ مجرد وحش روحي من الدرجة السماوية .
ولم أتمكن من التحول إلى هيئة بشرية إلا بفضل تضحيات
أبناء جنسي ورغبتهم العميقة في الانتقام .
مع قوتي الحالية، المزارعون العاديون لا يمكنهم الإمساك بي.”
: “ لكن لا داعي لإقلاق راحتك بسببنا، أليس كذلك؟”
لم يكن الثعلب الأزرق في مزاج للدردشة أكثر ،
خاصةً بعد أن لاحظ اقتراب شخص ما،
فاستلقى في الشمس وأغلق عينيه لينام
دفع شي هواي باب غرفة التأمل ودخل قائلًا:
“ في يوم المغادرة ، اذهب أنت إلى طائفة شيانغ هوانغ أولًا.
سأتأخر قليلاً هنا لإنهاء بعض الأمور .”
كان تشي مو ياو يحزم أمتعته حين سأل:
“ لماذا ستبقى ؟ هل
ستستخدم مصباح تجديد الروح مجددًا ؟ هذا تبذير كبير .”
: “ يوجد بعض الأمور التي أودّ التأكد منها .
لا تقلق، سألحق بكم قريبًا .”
: “ أوه…”
حين فكّر في احتمال أن يستخدم شي هواي مصباح تجديد
الروح مرة أخرى، شعر تشي مو ياو بألم في قلبه
بالنسبة له، فإن شي هواي سيكون شريك زراعته في المستقبل
لا يمكنه السماح لشريكه بهدر موارد طائفة تشينغ زي في هذه الغابة المسمومة
فحاول أن يتواصل باستخدام صوته الروحي قائلًا:
“ أيها السلف الثعلب الأزرق، هل يمكنك…”
لكن الثعلب الأزرق تجاهله تمامًا
حاول مجددًا برجاء:
“ إنه ليس سيئ القلب ، فقط يبدو خشنًا من الخارج .”
هذه المرة تحرّك الثعلب الأزرق، ورفع عينيه لينظر إلى شي هواي، ثم تنهد وقال:
“ يا لك من شخص 'يرتدي نظارات وردية' حقًا ”
( تعبير مجازي يُستخدم لوصف شخص ينظر إلى الأمور
أو الأشخاص بنظرة حالمة أو مثالية ،
متجاهلًا الجوانب السلبية أو الخطرة )
{ كيف يمكن لشي هواي أن يكون فقط “خشنًا من الخارج”؟
حتى الناس العاديين لا يجرؤون على التنفس بصوت عالٍ أمامه !! }
ظل تشي مو ياو يتوسل : “ أرجوك؟”
أخيرًا ضاق صدر الثعلب الأزرق : “اووه .”
فأسرع تشي مو ياو يقول لشي هواي : “ شي هواي خذ هذا
الثعلب الأزرق معك.
بوجوده، يمكنك مقاومة ضباب الميازما لبعض الوقت.
ثم ألحق بنا.
لا حاجة لاستخدام مصباح تجديد الروح .”
نظر شي هواي إلى الثعلب الأزرق بشك، ثم أومأ : “ حسنًا ”
غادر شي هواي غرفة التأمل الخاصة بتشي مو ياو
لكنه لم يبتعد
بل وقف خارج النافذة يحدق في الثعلب الأزرق المستلقي على حافة النافذة
الثعلب الأزرق تجاهله تمامًا، ولم ينظر إليه حتى
اقترب تشي مو ياو من النافذة وسأله: “ ما الأمر ؟”
لم يُجب شي هواي، بل مدّ يده من النافذة وجذب ياقة تشي مو ياو نحوه،
وسحبه للخارج، ثم قبّله على شفتيه ثم انصرف
وضع تشي مو ياو يده على شفتيه ونظر إلى الثعلب الأزرق وهو يحمرّ خجلًا
الثعلب الأزرق: “…”
قال تشي مو ياو مسرعًا ليشرح : “ لم أكن أتوقع أنه سيفعل ذلك…”
تبادل القُبل أمام سلف مثل الجدّ الثعلب الأزرق أمر فعلاً غير لائق
الثعلب الأزرق: “…”
أشار تشي مو ياو نحو النافذة وسأل: “هل تريدني أن أغلق النافذة ؟”
الثعلب الأزرق : “ أريدك أن تصمت .”
أومأ تشي مو ياو بطاعة، وفعل تمامًا ما قيل له
⸻
في يوم المغادرة ،
رتّب تشي مو ياو أمتعته ثم انضم إلى الآخرين
بدا أنهم مشغولون بعدّ عدد الحاضرين
سألته يي تشيانشي: “أين شي هواي؟”
ونظر إليه جميع أفراد المجموعة
فخلال الأيام الماضية، اعتادوا أن يروا تشي مو ياو وشي هواي معًا على الدوام
فكونه وحده اليوم أثار فضولهم ، وكأن بينهما خلافًا ما
أجابهم تشي مو ياو بهدوء مصطنع : “ أراد البقاء لبعض الوقت .
قال إنه ينوي دفن البرج وإخفاء الطاقة الروحية باستخدام
أداة سحرية حتى لا يعثر عليه سو يو "
لم يجرؤ أحد من هذه المجموعة من المزارعين على
الحديث مع شي هواي مباشرة،
لذا أخذوا تفسير تشي مو ياو على محمل التصديق دون تشكيك
كانت يي تشيانشي مهتمة أكثر بأمر الثعلب الأزرق :
“ ولماذا لم يأتِ الثعلب الأزرق أيضًا ؟”
: “ لا تقلقي، إنه مع شي هواي ”
: “ آه…”
أما شي زيهي والبقية ، فلم ينتظروا شي هواي أكثر من ذلك
فبالنسبة لشخص مثل شي هواي، يمكنه دخول الغابة بنفسه في أي وقت
أخذ شي زيهي الخرزة وتحرّك ،
وإذا بالمنطقة النقية تتحرّك معه بالفعل
فوجئ بسرور ، وتقدّم باتجاه طائفة شيانغ هوانغ مع الجميع
تانغ مينغ كان يغلي من شدة الحسد ،
وبقي صامتًا طوال الطريق
كيف له أن يكون هادئًا بينما يحصل “مجهول” كهذا على كنز ثمين بهذه السهولة ؟
سلسلة جبال لينغ تشويه شاسعة،
وقد كانوا في سفح الجبل من قبل،
أما الآن، فقد أرهقهم الصعود وأخذوا عدّة استراحات خلال الطريق
في الاستراحة الثالثة، وصل شي هواي أخيرًا
وكان الثعلب الأزرق جالسًا على كتفه
بدا أنهما ينسجمان جيدًا
بعد أن لحق بهم، اقترب من تشي مو ياو وعلّق ساعة ذهبية صغيرة في خصره
سأل تشي مو ياو: “ما هذا؟”
: “ لقد صهرت الساعة في برج الساعة
وصنعتها كتذكار لك "
: “ هل كنت تفعل هذا كل الوقت ؟”
: “ اووه .”
شعر تشي مو ياو فجأة أنه استغل معروف الجدّ الثعلب
الأزرق هذه المرة { كل هذا فقط من أجل تذكار ؟
كان عليّ أن أسأل شي هواي مسبقًا عمّا كان ينوي التحقق منه
لو علمت أنه أمر بهذه البساطة ، لما أزعجت الثعلب الأزرق أبدًا }
وبعد مغادرة الخرز للمكان الأصلي ، فإن تقنية النقاوة معه
وأصبح الجميع الآن متأكدين من أن قدرة التنقية منبعها الخرز
لم يعد أحد يهتم ببرج الساعة
أما تشي مو ياو، فلم يعد يراه إلا كتذكار عادي، فلم يلقِ له بالًا
لم يكن من المناسب أن يشرح شي هواي الأمر الآن، لذا ظل صامتًا
جاءت يي تشيانشي إلى جانبهما وحملت الثعلب الأزرق بين ذراعيها
بدأ تشي مو ياو ينظر بفتور إليها وهي تداعب فرو الثعلب
وتشمّه، متعاملة معه كأنه حيوان أليف
أوقد شمعة لها في قلبه
{ أنت تلعبين بالنار، يا شِيجي ! }
أما الثعلب الأزرق ، فبدا غير مبالٍ بكل هذا،
وتركها تفعل ما تشاء
بل دفعها بكفه بضيق في لحظة ما،
لكنها انحنت مرة أخرى وقبلته عدة قُبَل على رأسه
تشي مو ياو: “…”
{ هل عليّ أن أوقف يي تشيانشي عن هذا التصرف غير اللائق ،
أم أشعر بالأسف فقط لأن الجد الثعلب يتعرض لهذه الإهانة ؟ }
وفي النهاية ، قرر أن يتظاهر بعدم رؤية شيء
استغرق سيرهم يومين حتى وصلوا إلى طائفة شيانغ هوانغ
وبما أن هان تشينغيوان والآخرين سبق أن زاروا مذبح
القربان هناك ، فقد تقدموا لقيادة الطريق
وأثناء المسير ، صادفوا بعض الجثث المتناثرة هنا وهناك
يبدو أن بعضهم جُنّ وقتل الآخرين،
بينما مات البعض بطرق غريبة،
على الأرجح بعد أن تعذّبوا حتى الموت وهم تحت وطأة الجنون
شعرت يي تشيانشي بالخوف،
فاقتربت من تشي مو ياو
وبعد بضع خطوات، أحست بمن يشدها من ثوبها ليبعدها عنه
نظرت إلى الأعلى بامتعاض لتجد أنه شي هواي
لكن ما إن رفعت رأسها حتى رأت تعبير وجهه العابس،
والذي كان مرعبًا أكثر من الجثث على الأرض
فاعتدلت فورًا في وقفتها دون أن تنبس بكلمة
لاحظ تشي مو ياو أن الثعلب الأزرق حرّك كفه،
وكأنه يهمّ بتأديب شي هواي
فسارع إلى وضع يده على كفه لإيقافه،
ثم قال لِيي تشيانشي: “ شِيجي مذبح القربان قد يكون أكثر
رعبًا مما رأيناه، هل تريدين حقًا القدوم معي؟”
فكّرت يي تشيانشي للحظة ثم أومأت : “ نعم!”
: “ حسنًا، إذًا عليك أن تكوني مستعدة.”
: “ اووه .”
دخلوا الفريق إلى مذبح التضحيات والقربان
بعضهم لم يتمالك نفسه وتقيأ بمجرد أن رأى ما في الداخل
وتوقّف بعض المزارعات عن المشي تمامًا
لم يكن من الغريب أن يشعر المرء بعدم الارتياح هنا
كان المذبح أشبه بقُمعٍ ضخم ،
وقد سُمّرت جثث ثعالب زرقاء بكثافة على الجدران ،
وقد استُنزف منها الدم بالكامل
أما المشهد الأكثر بشاعة ، فكان بركة الدم القرمزية في مركز القُمع،
والتي تفوح منها رائحة نتنة، وكانت هي مصدر الميازما
حتى مع أن تشي مو ياو كان قد هيّأ نفسه ذهنيًا،
إلا أن جسده ترنّح عندما رأى المذبح،
ولحسن الحظ، دعمه شي هواي بسرعة
انهارت يي تشيانشي على الأرض بعد أن خارت قدماها من الرعب
نظرت مذهولة إلى المذبح للحظة، ثم انفجرت باكية
كان الألم في قلبها لا يُحتمل
عبست حواجب يو يانشو قليلًا،
وألقى نظرة متفحّصة حول المكان،
ثم التفت إلى تشي مو ياو وسأله: “ما الذي ينبغي علينا فعله ؟”
فتح تشي مو ياو فمه ليرد، لكنه أدرك فجأة أنه لا يستطيع إخراج صوت
لقد فقد صوته
وبعد أن سعل قليلاً، رد بصوت ضعيف: “ يجب إنزال جميع
جثث الثعالب، وفصل كل واحدة منها بورق زيتي .
ويجب إلصاق تعويذة كبح الأرواح على كل جثة ،
ثم دفنها باحترام .”
لكن يو يانشو بدا مترددًا بعض الشيء : “ تعويذات كبح
الأرواح يجب أن نرسمها الآن ،
لكننا لا نستطيع استخدام الطاقة الروحية هنا .
فكيف سنتمكن من إنجازها ؟”
فكر تشي مو ياو قليلاً ، ثم التفت إلى الثعلب الأزرق وسأله:
“ هل يمكنك أن تتعاون معي؟ لنُشيّع رفاقك الثعالب هذه المرة .”
مرت لحظة طويلة حتى سمع صوت الثعلب الأزرق الخافت : “ ممم "
كان تشي مو ياو يعلم أن هذا المكان هو الأكثر إيلامًا للثعلب الأزرق،
ولا بد أنه يعاني بشدة الآن…
هل كان يُعاني من كوابيس؟
أسوأ الكوابيس غالبًا ما تنبع من الأماكن التي تركت في النفس أعمق أثر
وهنا كان مصدر كوابيس الثعلب الأزرق،
حيث الظلام من كل الجهات، وقاع الهاوية، وأقصى درجات الألم في قلبه
هذا كان قبر الثعالب ومصدر كراهيتها
تظاهر تشي مو ياو بأنه يحسب شيئًا بأصابعه،
ثم اختار مساحة في المذبح
عضّ إصبعه ورسم تشكيلًا بدمه، ثم ثبّت المسامير في أربع زوايا
وبمجرد تثبيت المسمار الأخير ، تفرّق الميازما المحيطة
وكأنها اختفت بسحر مفاجئ
حتى بركة الدم لم تعد تصدر ميازما
قال تشي مو ياو للواقفين حوله : “هذا التشكيل يمكنه كبح
المذبح لمدة ساعة . يجب أن نسرع ونبدأ بالعمل .”
تفاجأ الجميع، وبدأوا بتفقد المكان
وبالفعل، لم يكن هناك أي أثر للميازما
أما يو يانشو فقد ظلّ يحدّق في التشكيل على الأرض
لسبب ما، بدا وكأنه رآه من قبل في مكانٍ ما
وبعد أن أدرك الجميع أن طريقة تشي مو ياو قد تنجح فعلًا في تبديد الميازما
انتعشت أرواحهم وارتفعت معنوياتهم
رغم مشهد المذبح المؤلم ، بدأوا بالتعامل مع جثث
الثعالب حسب تعليمات تشي مو ياو
غادر شي زيهي حاملًا خرزة التطهير حتى لا تُعيق عملهم
إذ كانت هذه الخرزة حقًا محرجة في الاستخدام
طالما كان يمسك بها، يصبح شخصًا عاديًا لا يستطيع
استخدام الطاقة الروحية،
ولا يمكنه حتى وضعها في حقيبته الكونية،
فكان عليه حملها بيده هكذا فقط
حقًا، لم تكن هذه الكنز سهلة الاستخدام
ابتعد شي زيهي بالخرزة وحده، وهو لا يزال يُفكّر في طريقة مناسبة لاستخدامها
في هذا الوقت، استعاد تشي مو ياو طاقته الروحية أخيرًا
اختفى الألم من جسده، وامتلأ قلبه بالفرح
اقترب شي هواي منه وأمسك بمعصمه،
يتفقد إصبعه الذي عضّه ليستخدم دمه في تشكيل التشكيل
نفخ عليه بلطف مرتين، ثم وضعه في فمه
فقال له تشي مو ياو بسرعة : “ إنه متّسخ !”
لكن شي هواي تجاهله، وواصل التحديق فيه بينما إصبعه لا يزال في فمه
وبمجرد أن تلاقت نظراتهما، اهتزّ قلب تشي مو ياو فجأة
واحمرّت وجنتاه دون أن يستطيع التحكم في نفسه
عندما يحبّ الإنسان شخصًا، تصبح عواطفه خارجة عن السيطرة…
أي حركة عابرة من شي هواي كانت كفيلة بأن تلمس قلبه
حين انتهى تقريبًا، أخذ تشي مو ياو جثة الجد الأزرق الأصلية ولفّها بعناية بورق زيتي
وبينما الآخرون مشغولين، تسلل خارج المذبح وحده
وبعد أن تجوّل قليلًا، عثر على مساحة صغيرة مخفية،
على الأغلب كانت غرفة تخزين في طائفة شيانغ هوانغ، ودخلها
تبعه الثعلب وجلس بجانب جثته
حدّق فيها بهدوء ، ثم وقع في صمت طويل
قال له تشي مو ياو: “ سأبدأ قريبًا بمحاولة معالجة جسدك الأصلي .”
كان يعلم أن جسده لم يفقد حيويته بالكامل،
بل كان في حالة طاقة منخفضة، يتظاهر بالموت حتى لا يلفت الانتباه
لكن الثعلب لم يرد واختفى تدريجياً
فتح تشي مو ياو الورق الزيتي، فرأى أن الجثة الأصلية بدأت تتعافى تدريجيًا،
وبدأ الفراء الأزرق ينمو من جديد
ومع ذلك، فإن أماكن المسامير لا تزال مصابة
رفع ساق الثعلب بلطف ليتفقد حجم الإصابة،
ويقدّر مقدار الطاقة الروحية والروحانية التي سيضطر لإنفاقها لعلاجها
وفي تلك اللحظة ، جاء شي هواي باحثًا عنه
قال له وهو يقترب: “ ماذا تفعل هنا ؟”
على ما يبدو ، لاحظ مغادرته وتبعه
أعاد تشي مو ياو لفّ الجثة بسرعة بورق زيتي،
ثم وقف وقال: “ مشهد تلك الوحوش الروحية البائسة جعلني أشعر بالحزن .”
وبالمقارنة مع يي تشيانشي التي لم تكفّ عن البكاء، فقد كان
تشي مو ياو بالفعل متماسكًا جدًا
لم يعرف شي هواي كيف يواسي الآخرين،
فقال له فقط: “ طائفة شيانغ هوانغ هي من فعلت هذا،
وقد نالوا جزاءهم. لا تحزن كثيرًا .”
أغلق تشي مو ياو باب الغرفة مجددًا ، ثم سار نحو شي هواي
رفع رأسه وسأله: “ شي هواي هل يمكنني امتصاص بعض الطاقة الروحية ؟”
كان على وشك إنفاق قدر كبير من الطاقة ،
وإذا تمكن من امتصاص القليل من طاقة شي هواي،
فإن العلاج سيمضي بسلاسة أكبر
نظر إليه شي هواي من أعلى بدهشة
هذه المرة الأولى التي يطلب فيها تشي مو ياو أمرًا كهذا
ومع ذلك ، وافق : “ أوه طبعًا ”
اقترب تشي مو ياو منه ، ووضع يده على كتفه ،
ووقف على أطراف أصابعه ليقترب بحذر
لامس شفتي شي هواي بشفتيه ، ثم نظر في عينيه
ولما رأى أنه لا يمانع، قبّله مرة أخرى
كانت هذه أول مرة يُقبّل فيها شي هواي بمبادرة من تشي مو ياو
لا في الظلام ، ولا وهو يحجب بصره ،
ولا مرتديًا قناع أزهار الخوخ
كان وجهه شديد الجمال ، وفي الوقت نفسه مترددًا خجولًا،
ومع ذلك بادر بالقبلة
بدأها بلمسة خفيفة ، ثم تعمّق فيها بخجل
كان محرجًا بوضوح، لكنه مع ذلك اقترب منه بثبات
شعر شي هواي وكأن قلبه يتعرض لضغطة ناعمة من كف صغير
وارتجف قلبه للحظة
أنزل شي هواي عينيه، فرأى رموش تشي مو ياو ترتجف قليلًا
فمدّ يده على الفور ليمسك رأسه ويقربه إليه أكثر
شعر تشي مو ياو بالارتباك للحظة ، وتمايل قليلًا وكاد أن يفقد توازنه،
لكنه مع ذلك رفع يديه ليحاصر كتف شي هواي،
مستسلمًا تمامًا
يتبع
ركن الكاتبة :
الثعلب : اها ! هل أقول شكرًا !؟
تعليقات: (0) إضافة تعليق