Ch62 | SJUTM
بعد شهرين ونصف ، عاد شين آنتو إلى جينشنغ ليجد نفسه
غارقًا في جبل من الأعمال وكأن عليه أن يتوزّع على ثمانية أجساد دفعة واحدة ——-
بعد اجتماع دام ساعتين ، دخل مكتبه
ليجد أن مكتبه ، الذي تمّ تنظيفه مؤخرًا ، قد امتلأ مجددًا
بأكوام من الأوراق والمعاملات
قال وهو يتنهّد:
“ سايمون هل تعرف ما الذي أشعر به؟
أشعر وكأنني مركز ضخم لمعالجة النفايات.
يرمون عليّ كل الفوضى، ولا يكتفون بذلك—بل يجب أن أفرز
القمامة ، وأحوّل المواد القابلة لإعادة التدوير إلى منتجات
نهائية وأرسلها لهم من جديد ….”
ولم يتذكر إلا بعد أن أنهى تذمّره… أن سايمون لم يعد سكرتيره
سكرتيره الجديد كان يُدعى تانغ جون ، رجل صيني المولد ،
لم يكن طويلًا أو وسيمًا كسايمون،
ولم يكن بارعًا في قراءة الأجواء من حوله ،
لكنه عوّض ذلك بالطاعة والفعالية في الإنجاز ،
وبعد أن أخطأ في اسمه مرات لا تُحصى ، قرّر شين آنتو أن يجد حلاً عمليًا
: “ سكرتير تانغ هل تملك اسمًا إنجليزيًا ؟”
أجاب تانغ بصدق: “ لا رئيس شين "
قال شين آنتو دون أن يرفّ له جفن : “ حسنًا ، لديك الآن .
اسمك سايمون ... أي اعتراض؟”
: “… لا "
: “ عظيم . فلنبدأ العمل .”
تنهد شين آنتو مستسلمًا ، وغاص في كومة العمل أمامه
لم يستطع منع نفسه من الحنين إلى الأيام التي كان فيها
شي دوو يحتجزه في الفيلا ،
حيث يستطيع أن يأكل وينام كما يشاء ،
وجمال يتوسّد ذراعه
أما الآن ، فهو ينهك نفسه مقابل كمية من المال ،
وكل هذا بينما يتحمّل مشقّة علاقة بعيدة المسافة مع شي دوو
{ وكل اللوم يقع على شي شياودونغ… وسايمون
لكن أساسًا على شي شياودونغ !! }
قبل بضعة أيام فقط ، في هذا المكتب تحديدًا ،
افتعل شين آنتو مشهدًا كبيرًا حين طرد شي شياودونغ،
حرصًا منه على أن تصل أخبار الواقعة حتى لعاملة النظافة
في الحمام خلال عشر دقائق
حدث ذلك في اليوم التالي لمغادرته قسم الشرطة ——
كان لا يزال يسعل بسبب الزكام ،
لكنه رفض تضييع المزيد من الوقت
صعد مع فريقه إلى الطابق الأعلى من مبنى جينشنغ واتجه
إلى مكتب رئيس مجلس الإدارة ،
ثم أمر شي شياودونغ بأن يجمع أغراضه ويغادر
ورغم أن وجه شي شياودونغ قد تلبّد ،
إلا أنه حافظ على هدوئه ،
وأعلن أن التصويت الأخير للمساهمين قد نصّ على تنصيبه
رئيسًا لمجلس الإدارة ،
وأن شين آنتو هو من ينبغي عليه المغادرة
لكن شين آنتو لم يُضِع الوقت في الجدال ،
بل أمر أحد مساعديه بقراءة اللوائح الداخلية للشركة
إذ إن طلب شي شياودونغ لعقد اجتماع للمساهمين،
ثم انتخابه رئيسًا،
كان قد بُني على افتراض أن شين آنتو مفقود وغير قادر على
إدارة الشركة بعد حادثة الطائرة
أما الآن وقد عاد، فقد سقطت حُجّتهم،
ويجب إعادة النظر في عملية التصويت
وبحسب أنظمة الشركة ، يتوجب عقد اجتماع جديد
للمساهمين وإجراء تصويت آخر
وهنا، تدخّل الأخ الأكبر شين تشاو ——
و كما توقّع شين آنتو ، كان شين تشاو قد خُدع تمامًا في
الاجتماع السابق من قبل شي شياودونغ وأعوانه ،
الذين عقدوا صفقة معه : أن يساعدوه في السيطرة على جينشنغ مقابل نسبة من الأسهم
لكن شين تشاو لم يكن يدرك أنه مجرد أداة ،
و استخدموه ليقوم بالأعمال القذرة ،
ثم تخلّوا عنه لاحقاً ،
مما جعله أضحوكة أمام جميع العاملين في الشركة —-
ومع عودة شين آنتو ، اغتنم شين تشاو الفرصة للانتقام —-
كشف عن وجود مخالفات في عملية التصويت،
وأظهر أدلّة على أن عدد من المساهمين قد تمّ رشوتهم
وبحسب قوانين الشركات ، فإن أي قرار بُني على هذا التصويت يعتبر باطلًا
وإذا رفض شي شياودونغ التنحي ، فبإمكانهم رفع القضية إلى المحكمة
مع انتشار وثائق قانونية على المكتب أمامه ،
لم يُكمل شي شياودونغ الجدال ——
لكن قبل أن يغادر، انحنى بالقرب من أذن شين آنتو ،
وهمس بابتسامة :
“ أتمنى لك التوفيق في معرفة من كان وراء حادثة الطائرة رئيس شين ”
: “ شكرًا ”
كلما اتسعت ابتسامة شين آنتو ، ازداد حقده على شي شياودونغ في أعماقه
حتى وهو يغادر ، لم يستطع ذلك العجوز أن يُقاوم توجيه
طعنة أخيرة خبيثة
لكن شين آنتو فهم تمامًا ما الذي أراد تلميحه
صحيح أنه جرّد شي شياودونغ من منصب رئيس مجلس
الإدارة وأذلّه أمام أعين الجميع في الشركة،
لكنه لم يتمكن من إنزال عقوبة حقيقية به
كان يشكّ أن شي شياودونغ هو من دبّر حادثة الطائرة ،
لكن لا دليل بحوزته
الصندوق الأسود لا يزال مفقود ، و الأخت وو كانغيا أيضًا لم يُعثَر عليها
كاد شين آنتو وشي دوو أن يلقيا حتفهما
مجموعة جينشنغ كانت على شفا الانهيار
ومع ذلك، فإن المجرم الحقيقي لا يزال يعيش في راحة
تامة، لم تطله أي خسارة تُذكر
لن يسمح شين آنتو بمرور ذلك دون حساب
لكن في الوقت الراهن ،
لم يكن لديه ترف التركيز على الأمر—أولويته القصوى كانت
إنقاذ الشركة من حافة الهاوية
الفوضى التي شهدتها جينشنغ في الماضي ناتجة عن
الانقسامات الداخلية ،
حيث كان كل فصيل يسعى لمصلحته الخاصة على حساب مصلحة الشركة ،
أما الآن، ومع عودة شين آنتو، فقد بقيت سُمعته راسخة في
نفوس موظفي جينشنغ
ومن دون الحاجة لاتخاذ إجراءات قاسية،
عاد أولئك الذين تخلّوا عنه خلال غيابه إلى صفّه سريعًا
وبموازنة دقيقة بين الحزم والعدل،
نجح في استعادة توازن الشركة وإعادة تشغيل عملياتها
أما العقبة الأهم فكانت التمويل
لكن بفضل دعم يو كيان ، تبيّن أن الأمر أسهل مما ظنّ
كانت جينشنغ غارقة أصلًا في الديون ،
وهو أمر شائع في شركات العقارات
لكن بعد فضيحة اختلاس تشانغ شنغ ، لم تعد الشركة
تملك حتى ما يكفي لدفع رواتب الموظفين في الشهر التالي
ولهذا، حين اقترح شين آنتو جولة جديدة من جمع التمويل
وتوسيع الأسهم، لم يعترض أحد
وسرعان ما عجّت وسائل الإعلام بتقارير تُفيد بأن مجموعة فينميكا قد استحوذت على الحصة المسيطرة في جينشنغ
مما أشعل الشائعات حول موعد زفاف شين آنتو ويو كيان
فالثنائي كانا مخطوبان منذ وقت طويل ،
والآن بعد أن ضمنت عائلة ' يو ' جينشنغ،
رآى البعض كأنه مهر زواج قُدّم من شين آنتو ،
ولم يبقَ سوى مراسم الزفاف
لكن وعلى نحو مفاجئ، أعلن شين آنتو ويو كيان انفصالهما رسميًا ،
وأكّدا أنهما سيبقَيان من الآن فصاعدًا شركاء في العمل لا أكثر ،
القرار الذي أثار ضجّة في الإعلام ،
كان قد اُتّخذ ببساطة أثناء جلسة ودّية في مقهى صغير
مقابل مقر جينشنغ
حين وصلت يو كيان في ذلك اليوم ،
كان شين آنتو قد جلس في ركنه المعتاد
يرتدي بدلة رسمية، وقد قصّ شعره ليعود إلى طوله القصير السابق،
مُصففًا بعناية تُبرز جبهته الصافية
بدا نظيفًا، أنيقًا، وملامحه الرفيعة مشرقة—لا يختلف كثيرًا
عن هيئته قبل شهرين
لكن يو كيان استطاعت أن تلاحظ التغيير فيه
فشين آنتو القديم… ما كان ليبتسم بهذا الشكل الأبله وهو
يحدّق في شاشة هاتفه
جلست أمامه ، وطلبت كوبين من اللاتيه ،
ثم نظرت إليه بتمعّن وقالت :
“ يبدو أن مهمّة مطاردة الزوج تسير على ما يُرام ”
أعاد شين آنتو هاتفه إلى جيبه، وضبط تعابير وجهه :
“ بل العكس تمامًا—الأمر شاق جدًا
لم يردّ على رسائلي منذ أسبوع تقريبًا .”
رفعت يو كيان حاجبها : “ لكن لا يبدو عليك الحزن كثيرًا.”
فاكتفى شين آنتو بابتسامة خفيفة :
“ على الأقل لم يحظرني بعد .
لا يزال بإمكاني إرسال صور عارية له كل يوم ~ "
رمقته يو كيان بنظرة خالية من الكلمات
عندما جاءت النادلة بالقهوة ، شكرتها يو كيان ،
ثم عادت تتأمل شين آنتو
كان يبدو أفضل من أي وقت مضى،
كزهرة ظلت حبيسة الظلام طويلاً،
ثم أخيرًا لامست ضوء الشمس
هذا المشهد أعاد إلى ذاكرتها تلك الليلة قبل نصف شهر ،
حين علم شين آنتو أن شي دوو قد تعرّض لإطلاق نار ،
وحالته مجهولة ، وأن سكرتيره الموثوق ، سايمون ، قد خانه
حينها، اتصل بها وهو في حالة هستيرية كالمجنون
قال بصوت يائس: “ أحتاج لرؤيته …..
اللعنة، أحتاج لرؤيته الآن !
يو كيان، جهّزي لي طائرة
سأذهب إلى الدولة B، ويجب أن أتحرك فورًا !”
حاولت تهدئته قائلة : “ الشرطة تبحث عنك ، وعائلة شي،
وشي شياودونغ كذلك.
لو ركبت طائرتي، سيتم القبض عليك فور وصولك .”
: “ إذن سأتسلل بالقارب ،،، بأي طريقة كانت .
فقط أوصليني إلى الدولة B، وسأوافق على أي شروط !”
قالت بهدوء: “ اهدأ آندرو ...
القارب سيستغرق نصف شهر على الأقل للوصول إلى الدولة B
حينها قد يكون شي دوو قد خرج من المستشفى وعاد لمنزله ”
: “ سأعبر الحدود بحرًا ، ثم أركب طائرة بعدها .
تواصلت مع ابن عمه وأكّد لي أن إصابته في الفخذ ،
لذا لن يتمكن من الحركة بسهولة في الوقت الحالي .
يجب أن أراه يو كيان ...
أرجوكِ…”
تجمّدت يو كيان في مكانها وهي تمسك بالهاتف
في كل السنوات التي عرفته فيها، لم تسمعه يومًا يتوسل
حتى عندما كان في دولة Y يُجلد ويُعامل كالكلب ، لم يُظهر ضعف
ذلك الشين لين البارد ، المتحفظ ، والماكر …
أصبح الآن إنسانًا فاقدًا لكل عقلانية ،
مستعدًا لأن يدفع أي ثمن مقابل رؤية شخص واحد فقط
سألته عدة مرات لتتأكد : “ أنت تعرف أنك لن تستطيع
مساعدته بمجرد أنك بجانبه صحيح ؟”
: “ أعرف "
: “ وتعرف أيضاً أن من الأذكى تبقى هنا وتدير أزمة الشركة
بدلاً من الهروب بحماقة إلى البلد B للقاء حبيبك، أليس كذلك؟ "
: “ نعم ، أعرف ”
يو كيان: “ حسنًا، سؤال أخير ،،،
لطالما استخدمت حجة وجود ‘ القمر الأبيض’ لتخدع بها تلك الفتيات … لكن كان ذلك صحيحًا، أليس كذلك؟
ذلك الشخص هو شي دوو صحيح ؟”
أجاب شين آنتو دون تردد : “ نعم صحيح "
عندها، لم تجد يو كيان شيئًا آخر لتقوله :
“ استعد .
يمكنك الصعود إلى السفينة عند الفجر على أبعد تقدير .”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق