القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch63 | SJUTM

Ch63 | SJUTM



: “ لماذا تنظرين إليّ هكذا ؟” بدا وجه شين آنتو ضبابيًا 

خلف بخار القهوة المتصاعد


عيناه نصف مغمضتين ، 

وكلّ تصرفاته تدل على راحة تامة ودون أي حذر


ضحكت يو كيان : “ لم تكن هكذا من قبل .”


في السنوات الأولى من علاقتهما ، كانت تراه أشبه بآلة —

تُعطيه هدفًا ، فيُحقق النتائج في وقت قياسي


فعلى سبيل المثال ، عندما ذكرت ذات مرة أنها ترغب في 

حبيب مطيع ، كان شين آنتو يظهر أمام مكتبها كل يوم في 

الموعد المحدد تمامًا ، حاملاً باقة من الورود ، 

وينظر إليها بعينين مفعمتين بالعشق


لأي شخص آخر ، ربما بدا عاشقًا بحق ، 

لكن يو كيان تعلم أن عينيه السوداوين لم تكن تخفي شيئًا على الإطلاق


ومع مرور الوقت ، أخبرته يو كيان أنه لا حاجة لأن يكون 

بهذه الدرجة من الإخلاص ، فالعلاقة بينهما كانت قائمة على 

عقد، والوفاء فيها ليس ضروري


بل إنها اعترفت له صراحةً بأنها كانت تبحث عن رجال أصغر سنًا


وبعد أن سمع هذا منها عدة مرات، اعترف لها شين آنتو 

أخيرًا بأنه لا ينجذب إلى النساء


قالت له يو كيان وقتها : “ إذن ابحث عن رجل . 

أستطيع أن أعرّفك على بعض الجيدين منهم .”


فأجابها شين آنتو ببساطة : “ حسنًا .”


لكنه لم يقابل أحدًا من أولئك الذين رشّحتهم له


ولم يمر وقت طويل حتى بدأت يو كيان تشك بأن في قلبه شخصًا ما بالفعل


فخلف ابتساماته اللامبالية، كان هناك دومًا لمحة خفيفة من الوحدة


وكان يُخفيها ببراعة شديدة لدرجة أن لا أحد لاحظها ، 

لكن ذلك جعله يبدو أكثر وحدةً في نظرها


وأثناء تحريكها لفنجان القهوة، قالت يو كيان:

“ ما أعنيه هو… أنني أفضّلك وأنت على هذه الهيئة ”


ابتسم شين آنتو هو أيضاً ، لكن شعورًا بالحكة في حلقه فاجأه ، 

فتسبب له في نوبة سعال حادّة استغرق بعض الوقت ليتعافى منها


أخرجت يو كيان منديلاً وناولته إياه : 

“ ما زلت لم تتعافَى من الزكام ؟ 

ماذا حدث بالضبط خلال رحلتك إلى الدولة B؟”


مسح شين آنتو فمه بالمنديل وتنهد قائلًا : “ قصة طويلة .”


فمن أجل الهرب من مطاردة ثلاث جهات مختلفة ، 

لم يكن أمامه خيار سوى التسلل إلى سفينة شحن لمغادرة البلاد


كانت خطته الأصلية تقضي بالعبور عبر الدولة X ثم السفر 

جوًا إلى الدولة B، 

ما كان سيختصر الرحلة إلى يومين فقط


لكن لسوء الحظ، اعترضت شرطة الدولة Y السفينة بعد 

بلاغ عن تهريب مخدرات، 

وتم إخضاع الجميع للتفتيش


وبسبب ذلك، اضطر شين آنتو إلى تغيير خطته بالكامل، 

والبحث عن طريق آخر من الدولة Y إلى الدولة B، 

مما أطال رحلته إلى خمسة أيام حتى وصل إلى وجهته أخيرًا


أما التحدي التالي فكان التسلل إلى المستشفى الذي كان فيه شي دوو


كان قد نسّق مع شي وينشوان مسبقًا ليراه في الليل حين لا 

يكون والدا شي دوو موجودين


لكن ما لم يكن يتوقعه هو شدّة الإجراءات الأمنية التي فرضتها عائلة شي


فأي شخص يرغب في زيارة شي دوو كان عليه أن يُثبت 

هويته أو على الأقل يُظهر وجهه،


والمشكلة أن وجه شين آنتو كان على رأس القائمة السوداء لعائلة شي


ولو ظهر، فإن كفاءة تلك العائلة كانت كفيلة بأن يُقبض عليه خلال ثلاث دقائق


لحسن الحظ ارتجل شي وينشوان فكرة سريعة ، وناول شين آنتو مسدس فارغ


فتظاهر شين آنتو بأنه يحتجزه كرهينة ، واستغل ذلك ليدخل غرفة شي دوو


كانت الرحلة شاقة جدًا لدرجة أن شين آنتو لم يكترث بسرد تفاصيلها


لكن مهما حدث، فقد وصل إلى شي دوو… وهذا وحده كان كافي


وحين رأت يو كيان أنه لا يرغب في الخوض في التفاصيل، 

لم تلحّ عليه 

واكتفت بالقول: “ مهما كنت مشغولًا ، لا تهمل صحتك .”


شرب شين آنتو من قهوته وقال: “ طالما أنك مهتمة ما رأيك 

أن تحضري بدلًا مني مراسم افتتاح المجمع التجاري الجديد غدًا ؟”


ردت بسخرية : “ محاولة لطيفة .”


: “ لمَ لا؟ جينشنغ أصبحت شركتك الآن . 

وبعد اجتماع المساهمين القادم ، ستكونين الرئيسة التنفيذية . 

أليس من الطبيعي أن تبدأي في تحمّل بعض المسؤوليات ؟”


أسندت يو كيان ذقنها إلى يديها ، وابتسامتها تتلألأ كضوء ناعم : 

“ أنا أعرف تمامًا ما يدور في رأسك ، لين لين


تريدني أن أذهب لحفل قص الشريط اليوم حتى تُلقي عليّ 

كل أعباء الشركة غدًا ، 

وتتفرغ أنت للركض خلف حبيبك الصغير


لا مجال لذلك ! كما اتفقنا ، لن تستعيد حريتك إلا عندما 

تُعيد جينشنغ إلى ما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر .”


وضع شين آنتو فنجان قهوته على الطاولة دون أي تعبير يُذكر ، 

ودوّى صوت واضح عند ارتطام الخزف بالقاعدة 


قال ببرود: “ سنتقاسم الفاتورة ! ”


: “ تبًّا كم أنت بخيل ” قالت يو كيان وهي تعبث بأظافرها المُعتنى بها


ظل شين آنتو يتأملها لوهلة ، ثم قال: “ كيان، شكرًا لك ”


حدّقت به يو كيان بذهول كأنها رأت شبح : “ لا داعي لذلك. 

لا يوجد شيء بيننا . 

أنا أساعدك بدافع المصلحة فقط . 

وإن تجاوزت حدودك يومًا ، فلن أتردد في إسقاطك .”


ضحك شين آنتو لكنه لم يُضف شيئ


ولهذا السبب بالذات كان معجب بيو كيان


فهما متشابهان إلى حدٍّ كبير : كلاهما يعرف ما يريد ، 

ويُدير كل شيء بوضوح وهدوء


و في الحقيقة لولا يو كيان ، لما تمكّن شين آنتو من الهرب 

من الدولة Y أصلًا ، 

فضلًا عن الذهاب للدراسة في الدولة A


ولولاها، لما استعاد السيطرة على جينشنغ بهذه السرعة عند عودته ، 

ولا كان سيصل إلى الدولة B لرؤية شي دوو


لكن الامتنان شيء ، والخطوبة شيء آخر تمامًا


شين آنتو: “ الآن بعد أن أصبحتِ واحدة من أعلى ثلاثة 

متخذي قرار في مجموعة فينميكا، وفتحتِ لهم أبواب 

السوق الصينية، لم يعد هناك من يجرؤ على التدخل في زواجك . 

أعتقد أنه بإمكاننا إنهاء هذا الجزء من الصفقة باكرًا

ما رأيك ؟”


غطّت يو كيان وجهها وتظاهرت بالبكاء:

“ يا لك من رجل بلا قلب ! ترمي حبك القديم من أجل حب جديد… ووووووو …”


راقبها شين آنتو وهي تؤدي مسرحيتها الصغيرة دون أن يُبدي أي انفعال


وحين لم تتلقَّ أي رد، تخلّت عن التمثيل وأخذت الأمر بجدية:

“ بالنسبة لي، لا مشكلة في ذلك، طبعًا. 

لكن فكّر بالأمر جيدًا. 

دعم عائلة يو يجعل مفاوضاتك التجارية أكثر سلاسة بكثير. 

وإذا أنهينا الخطوبة، فسيبدأ الناس بإعادة تقييم قيمتك في السوق .”


ردّ شين آنتو بهدوء :

“ لا يهم . 

لم أصل إلى ما أنا عليه الآن بالاعتماد على النساء أصلًا .”


وبما أن يو كيان تعرفه جيدًا ، لم تقلق

بل ابتسمت وقالت:

“ أعرف أنك لم تكن سعيدًا حقًا طوال هذه السنوات . 

لكن الآن، وقد حصلت أخيرًا على ما تريده ، فأنا سعيدة لأجلك بصدق . 

لا تنسَى أن تدعوني إلى حفل زفافك من شي دوو .”


: “ أنتِ مدعوّة بالتأكيد . 

هل تفضّلين بطاقة دعوة ورقية أم إلكترونية ؟”


: “ الإلكترونية تكفي . أنا ناشطة بيئية ملتزمة .”


تبادلا أطراف الحديث قليلًا بعد ذلك ، حتى اضطر شين آنتو 

إلى العودة إلى العمل



وقبل أن يغادر ، سألته يو كيان : “ هل قررت ما ستفعله 

بشأن شي شياودونغ؟”


عبس شين آنتو بحاجبيه :

“ من دون دليل ، يصعب إدانته . 

شي دوو ما زال يحقق في حادثة إطلاق النار . 

استئجار قتلة مأجورين أجانب يستلزم وسيط ، والشرطة 

حدّدت هوية الوسيط لكنهم لم يُلقوا القبض عليه بعد .”


قالت يو كيان بغضب :

“ يعني سنتركه يتنقّل في الشركة بحرّية ؟ 

كلما تذكرت حادثة تحطّم الطائرة ينتابني الرعب من جديد . 

وكلما رأيته يتبختر أمامي، أشعر برغبة في إطلاق النار عليه .”


ضحك شين آنتو وعمز لها بعينه:

“ وما زالت هناك حلول . 

قد يكون من الصعب إدخاله السجن الآن ، لكن لدينا الكثير 

من الطرق لجعل حياته جحيمًا .”


——————


عند منتصف الليل ، 

غادر شين آنتو جلسة شراب ، لكنه لم يتّجه إلى منزله ، بل 

فيلا شي دوو


في الآونة الأخيرة ، كان يحرص على البقاء في منزله حفاظًا 

على سرّية علاقتهما وتجنّبًا لإثارة حفيظة والدي شي دوو 


لكن هذه الليلة كان مرهقًا تمامًا ، وكل ما أراده هو التواجد 

في مكان يذكّره به، حتى وإن لم يتمكن من رؤيته


بعد أن أدخل رمز الدخول ، دخل شين آنتو إلى الداخل


رغم أن المنزل بقي خاليًا لأسبوعين، 

إلا أن كل شيء فيه كان نظيفًا ومرتبًا؛ 


{ لا بد أن الخادمة تشاو كانت تمر من حين لآخر لتنظيفه }


وهو شبه فاقد للوعي، بالكاد غسل وجهه ثم انهار على السرير البارد


كان في حالة سُكر ، وقد اصطدم إصبعه الصغير بحافة 

حوض الاستحمام، 

فصرخ من الألم مناديًا على شي دوو … لكن ، وكما هو 

متوقّع ، لم يأتِ أحد


فتح هاتفه ليتفقد الرسائل


كان قد أرسل له في الصباح رسالة [ صباح الخير ] 

مع إيموجي قبلة ، لكن كالعادة ، لم يتلقَى أي رد


ربما أضعفه الخمر ، فبدأ يشعر بالظلم


{ حتى لو كان شي دوو غاضبًا ، فليس من المفترض أن 

يتجاهلني كل هذا الوقت !!!!


لقد أرسلت له حتى صورًا عارية كاعتذار !!!  

فلماذا لا يزال يتجاهلني ؟ }


قرر شين آنتو أن يعاقبه … 


{ لن أرسل له رسالة ' تصبح على خير ' الليلة !!!! }



أغلق عينيه ولفّ نفسه بالبطانية بإحكام


لكن بعد بضع دقائق ، انهارت عزيمته تمامًا


أخرج رأسه من تحت الغطاء وهمس نحو السقف :

“ تصبح على خير…”


وبعد ثلاث ثواني فقط، اهتزّ هاتفه برسالة جديدة على ويتشات


X ( شي دوو ) : [ اعتنِ بنفسك تصبح على خير .]


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي