Ch63 | TDVWD
عندما عاد تشي مو ياو وشي هواي إلى المذبح،
كان كل شيء قد استُتبّ بالفعل
كان الهدف الرئيسي لطائفة لوو شا في هذه المرة هو شي هواي،
والذي أباد دمى الجثث مرة أخرى،
وقضى على أكبر عدد ممكن من تلاميذ طائفة لوو شا
بحسب ما سمحت له به حواسّه الروحية
وبعد زوال الخطر ، أمكن اعتبار هذا الحدث قد انتهى
اقترب تشي مو ياو في الوقت المناسب ليسمع أحدهم يقول:
“ لقد اختفى الضباب السام حقًا .
يبدو أنه كان ناتجًا بالفعل عن طقوس القربان الزرقاء .
لقد دفنّا جثث الثعالب الزرقاء ودمّرنا المذبح ،
لذا من المفترض ألا يظهر مجددًا .”
لكنهم لم يعلموا أن السبب الحقيقي وراء اختفاء الضباب
كان قيام تشي مو ياو بعلاج الثعلب الأزرق،
مما جعله يفقد الرغبة في الانتقام من الآخرين
إلا أن تقدير المزارعين الآخرين لم يكن ضروريًا
فعلى كل حال، لم يكن بالإمكان كشف قدرة تشي مو ياو العلاجية
ورغم ذلك، لم يكن هؤلاء المزارعون يشعرون بالارتياح، بل قالوا بقلق:
“ ماذا عن القمر الأحمر في السماء…؟”
: “ غضب السماوات لم ينحسر بعد .
أخشى أن هناك كوارث قادمة .”
رفع يو يانشو رأسه ونظر إلى القمر الأحمر الذي غطّت الغيوم نصفه ،
و ملامح القلق بادية على وجهه أيضًا
ومع ذلك، لم يستطع سوى مواساة الجمع قائلًا:
“ لقد دفنّا جثث الثعالب الزرقاء وتصرّفنا حيال الضباب .
أي شيء آخر يمكن تأجيله إلى أن نغادر سلسلة جبال لينغ تشويه .”
لم يرغب في التطرق إلى المصفوفة الكبرى التي أغلقت الجبل
فكلما تذكر كيف قام شيوخهم بإغلاقهم داخل الجبال،
يشعر بالحزن، حتى وإن تفهّم دوافعهم
غضب السماوات لا يزال قائمًا ،
لكنهم لم يكونوا قادرين على فعل شيء حياله
لذا كان من الأفضل التركيز على الحاضر
بعد أن انتهى الفريق من التعامل مع جثث الثعالب الزرقاء،
توجّه تشي مو ياو إلى وسط المذبح برفقة عدد من التلاميذ الآخرين،
ووضعوا معًا مصفوفة لإغلاقه مؤقتًا
بعد ذلك، تنفس الجميع الصعداء عندما لاحظوا أن
الضباب السام لم يعد يتسلل مجددًا
عندها فقط وجد تشي مو ياو بعض الوقت للذهاب لرؤية شي هواي
اقترب منه ليجده يحدّق في القمر الأحمر ، على الأرجح كان قلقًا هو الآخر
فالمظاهر غير الطبيعية في السماء دائمًا تنذر بوقوع المصائب ،
ومن غير المعروف إن كانوا سيتأثرون بها
لاحظت يي تشيانشي أن هناك أمرًا غير طبيعي في حالته،
فاقتربت وسألته:
“ شيدي ماذا جرى لزراعتك؟”
أجاب: “ لقد أغلقتُ المذبح بالقوة ، لذا—”
صرخت فيه متألمة:
“ أأنت أحمق؟!
لقد كان من الصعب الوصول إلى منتصف مرحلة تأسيس الأساس ، والآن…”
ردّ مطمئنًا :
“ لا بأس، ما زلت أستطيع الزراعة .”
عبست :
“ هل سيتوجب تأجيل عزلتك إذًا ؟
لم تحصل على الحبة بعد ، ومن يعلم متى ستُستأنف الاختبارات ...” ثم عدّلت وضعية الثعلب الأزرق في ذراعيها وقالت باستغراب:
“ لماذا أصبح أثقل فجأة ؟
لم يأكل شيئًا في الطريق، أليس كذلك؟ أشعر وكأنه نما .”
أجاب تشي مو ياو بعبارة مبهمة :
“ حسنًا… لا يزال في طور النمو ”
بعد استراحة قصيرة ،
قرروا النزول من الجبل فورًا ،
إذ لم يكن هذا مكانًا مناسبًا للبقاء طويلًا
توجه المزارعون إلى أماكن معزولة لاستخدام تقنية التنظيف البسيطة
لتجديد مظهرهم ،
وبعضهم بدّل ملابسه أيضًا
قام تشي مو ياو بالمثل ، لكن ملابسه الجديدة كانت لا تزال بسيطة وعادية
وأثناء الاستراحة ، لاحظت يي تشيانشي كيف أن تشي مو ياو
ظلّ يختلس النظر إلى شي هواي، الذي بدا وكأنه يتجاهله تمامًا
انقلبت الأدوار الآن ——-
لم تستطع إلا أن تهمس له:
“ ما الأمر بينكما؟”
أجاب تشي مو ياو وهو يقرّب الإبهام من السبابة ليُظهر أنها مشكلة صغيرة 🤏🏼 :
“ مجرد سوء فهم بسيط .”
فغيّرت يي تشيانشي إلى النقل الصوتي الإلهي وسألته:
“ ما الذي حدث بالضبط ؟”
: “ شيجي، هل تعرفين كيف يُلاحق المرء شابًا يعجبه ؟”
“…”
نظرت إليه يي تشيانشي بصدمة، ثم تنهدت وقالت:
“ لا أصدق أنك تسألني !
هل ستذهب إلى طبيب بيطري إن مرضت أيضًا ؟”
تنهد تشي مو ياو :
“ آهههخ الحب معقّد حقًا "
لكن يي تشيانشي شعرت أن هناك أمرًا غير طبيعي، فسألته:
“ انتظر ، أنت من يُلاحقه الآن ؟
ظننت أنه هو من يحبك ؟”
قال وهو يبدو محرجًا :
“ الأمر طويل .
حين كان يحبني، لم أكن أظن أنني أحبه .
وقلت له مرارًا إنني لا أبادله المشاعر .
لكن بعد أن افترقنا، اكتشفت أنني أفكر فيه كثيرًا وأحمرّ
خجلًا حين أتذكره ، ما يعني أنني أحبه فعلًا .
غير أنني حين أخبرته بذلك… لم يعد يصدقني .”
قالت يي تشيانشي وهي تهز رأسها بأسى :
“ يا لتبدّل الأحوال…”
ألقى تشي مو ياو نظرة محرجة على شي هواي ثم تمتم:
“ كل ما أفكر فيه الآن هو كيف أجعله
يصدق أنني أحبه فعلًا "
: “ اذهب وأخبره بذلك مباشرةً "
: “ لكنّه لا يصدقني !”
شعرت يي تشيانشي بالصداع، ولوّحت بيديها قائلة:
“ أنا لست خبيرة في هذا .
لو كان روحًا حيوانيًا لأمكنني مراقبته ومعرفة متى يدخل
موسم التزاوج وأخبرك بأفضل توقيت ، لكنه إنسان !”
: “ إذًا سأحاول التفكير في شيء بنفسي…”
بعد انتهاء الاستراحة ، حدث شيء ما في جهة شي زيهي
لم يكن أمام شي زيهي خيار سوى السير حاملًا الخرزة ،
إذ لم يكن بوسعه استخدام أي أداة سحرية ضمن نطاق تأثيرها
أما بقية المزارعين، فكانوا يريدون بطبيعة الحال النزول من
الجبل باستخدام أدواتهم الطائرة ليصلوا بسرعة إلى أسفله،
لذا لم يكن أحد منهم مستعدًا لمرافقة شي زيهي والسير
كل تلك المسافة على الأقدام
في هذه اللحظة، أدرك تشي مو ياو أن هذا الأثر السحري قوي فعلًا، لكنه أيضًا شديد الإزعاج
وبما أنه لا توجد طريقة مؤقتة لتخزينه، فقد بات كأنه جمرة بين يديه
أصرّ شي زيهي على الاحتفاظ بالخرزة ،
لكن كيف سيعود إلى طائفة نوان يان وهو لا
يستطيع استخدام أدوات الطيران؟ على ظهر حصان؟
سيستغرق الأمر شهور !
لكن شي زيهي لم يكن يرغب في إزعاج الآخرين، لذا بادر بالقول:
“ لا داعي لانتظاري . سأنزل الجبل وحدي
وسأجد طريقة لأعود إلى طائفة نوان يان .”
شعر تانغ مين بشيء من الشماتة وقال:
“ هذه الخرزة لا فائدة منها الآن ، أليس كذلك؟
لماذا لا تعيدها مكانها بدلًا من أن يُتعبك ؟”
فما كان من هان تشينغيوان إلا أن عبست بانزعاج وردت عليه :
“ لو أنك كنت أنت من نال اعتراف هذا الخرز،
أما كنت ستحرص على الاحتفاظ به؟!
ثم إنه ما دام قد اعترف بشي زيهي، فهو ملكه الآن.
ما معنى كلامك عن إعادته؟
نحن لا نعرف كيف نستخدمه بعد، لكن كبار الطائفة قد يعرفون .
لذا احتفظ بآرائك التافهة لنفسك، مفهوم ؟”
أطلق تانغ مين شخيرًا ساخرًا ولم ينبس ببنت شفة بعدها
اقتربت هان تشينغيوان من شي زيهي لمواساته، وقالت له:
“ لا بأس، سأنزل الجبل معك .”
تأثر شي زيهي كثيرًا بكلماتها، وأومأ برأسه
ثم قالت هان تشينغيوان للبقية:
“ شكرًا لمساعدتكم جميعًا هذه المرة .
نراكم في قصر طائفة نوان يان.”
فهم تشي مو ياو أن هذه فرصة جيدة ليتقارب البطلان،
فلم يتدخل
واكتفى بالإيماء لهما واتجه نحو شي هواي
لاحظ شي هواي اقترابه ، فمال برأسه ينظر إليه
فقال تشي مو ياو وهو ينظر إليه بعينين متوسلتين:
“ شي هواي طاقتي الروحية لا تزال غير مستقرة
خذني معك ،
أرجوك ؟”
: “ همم، حسنًا.” قالها شي هواي وهو يخرج أداة طيران من
جرس كنوزه و تصلح لراكبين
سارع تشي مو ياو إلى ركوبها ، واستقام واقفًا على ظهرها
وعندما أقلع شي هواي بالأداة عن الأرض،
التفت تشي مو ياو ينظر إلى الوراء نحو طائفة شيانغ هوانغ
لقد كانت طائفة عظيمة، لكنها الآن صارت ركامًا
الجو مشبع بالموت، وحتى الطيور لا تجرؤ على التحليق طويلًا في هذه الأرجاء
لم يستطع منع شعور بالاحتقار من التسلل إليه
{ لقد جلبوا طائفة شيانغ هوانغ دمارهم بنفسهم بسبب جشعهم }
ثم سحب بصره، وأمسك كم شي هواي، بادر قائلًا:
“ لنُطابق حواسنا الإلهية حتى نتمكن من التواصل لاحقاً .”
هذا التصرف المبادر أربك شي هواي قليلًا
لكن بما أنه لطالما أراد ذلك، فلم يرفض:
“ أوه، حسنًا .”
وأثناء قيادته للأداة ، ضخ شي هواي طاقة روحية في سبابته،
ثم نقر بها على جبين تشي مو ياو
استدعى تشي مو ياو أيضًا طاقته الروحية
ولما رأى شي هواي ينحني بتعاون ليُسهّل عليه المهمة،
ابتسم بسعادة وربّت جبينه بطرف إصبعه
بعدها، تلاقت حواسهما الإلهية كما تلتقي الأنهار في البحر
في هذه اللحظة، استطاع كل منهما أن يشعر بحالة الآخر ومزاجه
وتأكد شي هواي من أن تشي مو ياو كان سعيدًا جدًا الآن
بل إن سعادته كانت مُعدية ،
فشعر شي هواي نفسه بالارتياح ،
وتبددت مشاعره المضطربة إلى حد كبير
وبما أنهما أصبحا قادرين على التواصل عبر الحواس الإلهية،
فمن الطبيعي أن يجرّبا ذلك
فقال تشي مو ياو بخجل عبر الارسال الصوتي :
“ شي هواي طاقتي الروحية غير مستقرة حاليًا…
عندما نخرج من سلسلة جبال لينغ تشويه، هل يمكننا أن…
نمارس الزراعة المزدوجة؟”
: “ هاه ؟!”
صُدم شي هواي لدرجة أنه رد بصوت مسموع،
ثم التفت ينظر إليه بذهول
أُحرج تشي مو ياو من نظرته، فسارع يضيف بتلعثم:
“ إذا كنت مرهقًا ، يمكنك فقط أن تستلقي وسأتولى أنا كل شيء ”
كانت أداة الطيران مضادة للرياح ، ومع ذلك أخذ شي هواي
يسعل بعنف كما لو أنه اختنق بشيء ما
فأسرع تشي مو ياو يربت على ظهره بقلق
لكن قلب شي هواي كان في فوضى
{ ما الذي يحدث مع تشي مو ياو ؟
لماذا يتصرف هكذا فجأة ؟ لماذا أصبح المبادر ؟ }
تذكّر كيف أنه في المرة السابقة حين بادر تشي مو ياو وقبّله،
كان قد سَقاه النبيذ وهرب بعد ذلك واختفى لعامين
{ والآن ، ها هو يعرض عليّ الزراعة المزدوجة…
فهل ينوي الهرب مجددًا ؟
هل اكتشف طريقة ما لمواجهة أثر يشبه اليشم الهوانوو؟
هل لدى طائفة هي هوان طرقًا أخرى للهروب؟
كان عليّ أن أسأل زونغ سيتشن عن هذا مسبقًا !!!!!
الوضع مربك للغاية !
هل لأن تشي مو ياو شعر بالغيرة وانزعج من غضبي فقرر
استغلال هذا الوقت ليُفلت مني مجددًا باستخدام حيلة ما؟
' اخدعني مرة، العار عليك. اخدعني مرتين، العار عليّ…'
لا شك أن هناك أمرًا مريبًا !!!!!! }
قبض شي هواي يده بإحكام، وكبح مشاعره ، ثم بادر بالاعتذار :
“ كنت مخطئًا ”
: “ هاه ؟” تشي مو ياو لم يفهم
: “ لن أغضب فجأة مجددًا ”
“…”
أنزل تشي مو ياو عينيه بصمت
{ شي هواي غاضب حقًا ،
غاضب إلى درجة أنه لم يعد يرغب حتى في مناقشة الأمر ،
لدرجة أنه رفض عرض الزراعة المزدوجة الذي بادرت إليه بنفسي
…هل هذا عقابي لأنه لم أُدرك مشاعري في وقت أبكر ،
وكنت أرفض شي هواي مرارًا وتكرارًا ؟ }
لم يكن أمام تشي مو ياو سوى المحاولة مجددًا، فقال:
“ شي هواي لقد تراجعتُ في زراعتي ، وسيكون من الصعب
تكوين جوهر ذهبي .
عندما نغادر الجبل، سأعود أولًا إلى مدرسة يو تشونغ لأتفقد
عشبة الييشان ، ثم أعود معك إلى طائفة تشينغ زي هل هذا مناسب ؟”
دخل شي هواي في حالة تأمل وتفكير عميق ~~
{ المجيء إلى طائفة تشينغ زي بمحض إرادته …
هل يمكن أن يكون هناك ممر سري لا أعرفه يمكن لتشي مو ياو استخدامه للهرب ؟
بما أنه فعل المستحيل لتجنب دخول الطائفة من قبل،
فهذا احتمال وارد فعلًا ! }
لذا لم يجد شي هواي خيارًا إلا المراوغة، وقال:
“ لمَ نذهب إلى طائفتي من دون سبب وجيه ؟”
صُدم تشي مو ياو
{ حتى الذهاب إلى طائفة تشينغ زي لا يُسمح لي به ؟
هل شي هواي غاضب إلى هذه الدرجة ؟ }
لم يستطع تشي مو ياو التفكير في شيء آخر فورًا ،
لذا أمسك بذراع شي هواي واتكأ عليه بدلال ، قائلاً:
“ رأسي يؤلمني…”
رفع شي هواي رأسه لا إراديًا وابتعد عنه ،
وكان حذرًا من أن يستخدم تشي مو ياو خدعة وهمية أثناء اقترابه منه ،
تشتته لفترة كافية ليهرب
{ عليّ أن أبقى يقظًا وواعياً في كل الأوقات كي لا يسمح
لتشي مو ياو بالهرب مني مجددًا !!!
يجب ألا أنخدع بمكائد تشي مو ياو !
يُمكنك أن تلهو ما دمت أنا مستيقظًا ،
لكن ما إن أغفل… سأخسر !!!
شي هواي قااااوم ! }
يتبع
ركن الكاتبة :
تشي موياو : سألاحقه !
شي هواي : إنه يحاول الهرب !
تشي موياو : أنا معجب به !
شي هواي : أنا خائف !
تعليقات: (0) إضافة تعليق