القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch69 | SJUTM

 Ch69 | SJUTM



كاد شين آنتو ألا يتعرّف عليه ، إذ بدا سايمون مختلفًا تمامًا 

عن رجل الأعمال الأنيق الذي كان عليه ذات يوم


وجهه مغطّى بلحية ، شعره أشعث ، 

وعيناه الزرقاوان باهتتان تفتقران للحياة


ومع ذلك، لم تُخفِي حالته المزرية وسامته الفطرية ، 

مما جعل شين آنتو يتساءل ساخرًا { لو انضم إلى وكالة 

يانشينغ الترفيهية، كم من الأرباح يمكن أن نكسبه ؟ }


: “ أندرو هل يمكن أن نتحدث ؟” 


بدا صوت سايمون مبحوحًا ومثقلاً بالزكام، 

و لا يزال مرتديًا نفس المعطف الذي كان عليه في لقائهما الأخير


: “ لا ...” جاء ردّ شين آنتو حاسمًا : “ وعلى حدّ علمي، أنا 

من حجز لك تذكرة طائرة قبل أسبوعين . 

لماذا لا تزال في مدينة Z؟”


حدّق سايمون فيه بنظرة فارغة : “ ذهبت إلى المطار ، لكن 

في اللحظة الأخيرة قبل الصعود ، تراجعت . 

أندرو أنا آسف… 

آسف حقًا…”


: “ حسنًا، اعتذارك مقبول . هل هناك شيء آخر ؟” 


أخرج شين آنتو هاتفه ليتفقّد الرسائل—{ لا جديد } 


انقبض قلبه قليلًا … 


{ لماذا لم يتواصل شي دوو معي منذ الصباح ، 

خاصةً بعد ' أحبك ' هذا الصباح ؟ }


قال سايمون بعينين متوسلتين: “ أعلم أن علاقتنا لا يمكن 

أن تعود كما كانت ، 

ولا أجرؤ حتى على طلب ذلك ….

لكن… هل تسمح لي بالبقاء والعمل بجانبك ؟ 

لا أحد يعرف نظامك وأسلوبك في العمل كما أفعل . 

وجودي سيسهّل عليك الكثير .”


ابتسم شين آنتو ببرود : “ للأسف لا أنوي توظيف سكرتيرين ….” 

ثم أشار خلفه إلى تانغ جون، الذي كان واقفًا بهدوء: 

“ اسمح لي أن أعرّفك على سكرتيري الجديد . 

سايمون الجديد .”


كان تانغ جون قد أحضر السيارة ويقف الآن خلف شين آنتو مثل ظلّه


لم يكن مجرّد سكرتير ، بل حارسه الشخصي أيضًا ، 

ويحمل ترخيص بحمل السلاح من دولة A


حدّق سايمون بتانغ جون بدهشة ، 

صدره يعلو ويهبط بغضب مكتوم : “ إذًا… حتى لو لم أكن 

سكرتير ، يمكنني أن أعمل في أي منصب آخر داخل جينشنغ!”


ردّ عليه شين آنتو بنبرة رسمية باردة : “ في هذه الحالة، 

يمكنك التواصل مع قسم الموارد البشرية في جينشنغ 

والاستفسار عن الشواغر المتاحة . 

إن اجتزت اختبار القبول والمقابلة ، فسيتم إعلامك .”

ثم التفت إلى تانغ جون وتابع :

“ سايمون هيا بنا.”


: “ لا! انتظر !”

مدّ سايمون يده ليمسك شين آنتو ، 

لكن تانغ جون كان أسرع ، فأمسك بمعصمه بثبات


كان سايمون يقارب المترين طولًا ، ورغم أن تانغ جون أقصر قامة ، 

إلا أن حضوره وهيبته لم يقلّا عنه


استدار شين آنتو ببطء ، نبرته مشبعة بنفاذ الصبر : 

“ هل هناك شيء آخر؟”


انتزع سايمون يده من قبضة تانغ جون بعنف ، 

وعيناه الزرقاوان تمتلئان بالحزن : 

“ أندرو طالما أنك لم تعد ترغب برؤيتي ، فلن أزعجك بعد الآن . 

لكن قبل أن أرحل… هل يمكن أن تعانقني مرة أخيرة ؟ 

فقط كصدقة لرجل بائس يودّعك ”


تردّد شين آنتو قليلًا …. 

ذكريات الأيام التي خاضا فيها المعارك جنبًا إلى جنب لا تزال حيّة في ذهنه


هو من جلب سايمون من الخارج ، 

وهو من يطرده الآن ببرود


{ ما الضرر في عناق أخير ؟ }


بيب بيب —

فجأة ، دوّى صوت منبّه سيارة في الجوار 


استدار شين آنتو ناحية الصوت ——-


بدا له أن السيارة التي أطلقت البوق تشبه تمامًا إحدى 

سيارات الفيراري التي يملكها — { مثل التي أهدتها لي يو 

كيان في عيد ميلادي العام الماضي …. }


وبسبب لونها الفاقع ، نادرًا يقودها ، 

وتركها لتتراكم عليها طبقات الغبار في المرآب


خطر ذلك في باله لثوانٍ فقط ، ثم تسلّل الشك إلى عقله


{ أنا أتذكر بوضوح أن تلك السيارة كانت متوقفة منذ أن 

وصلنا إلى المرآب ،،،،، دون أن تصدر عنها أي حركة ... 

فلماذا تطلق البوق الآن ؟؟؟ }


بدأت الفيراري تتحرّك باتجاههم ، ——- 


نوافذها سوداء قاتمة لا تكشف شيئًا من الداخل


راقبها شين آنتو بحذر ، 

وانتقلت نظراته من هيكل السيارة إلى لوحة أرقامها —-


اتّسعت عيناه ذات الشكل الخوخي فجأة

وفي اللحظة التالية ، 

التفت إلى سايمون وقال ببرود شديد :

“ لا. 

لا تأتِ للبحث عني مجددًا . 

أقبل اعتذارك، لكنني لن أغفر لك. 

سأحجز لك تذكرة طائرة غدًا ، وهذه ستكون الأخيرة . 

وإن رفضت الرحيل بعد ذلك ، فلن يهمني أمرك بعد الآن .”


ثم التفت إلى تانغ جون وأضاف : “ أصبح بين يديك . 

لستَ بحاجة لتوصيلي الليلة .”


الفيراري قد وصلت إليهم، 

فتقدّم شين آنتو بسرعة، 

فتح الباب وانزلق إلى الداخل في حركة واحدة سلسة


تحرّك بسرعة جعلت سايمون وتانغ جون غير قادرين حتى 

على رؤية من كان داخل السيارة


وبعد ثانيتين فقط ، انطلقت الفيراري بسرعة واختفت عن الأنظار


منذ أن بدأ شين آنتو بالظهور مجددًا إلى جانب شي دوو ، 

أصبح السكرتير تشن شو يشعر بأن عمله كسائق بات أقرب 

إلى حقل ألغام دائم


مثل هذه اللحظة — شين آنتو وشي دوو عالقان مجددًا 

في ' شبكة ' من المشاعر والهيجان 


تشن شو لم يجرؤ حتى على النظر في المرآة الخلفية ؛ 

يعلم جيدًا أن نظرة واحدة تكفي ليلقى عليه شي دوو نظرة قاتلة


كل ما أراده هو التركيز على القيادة… والبقاء حيًا ! 


بعد لحظات ، ابتعد شين آنتو أخيرًا عن شي دوو


وخوفًا من أن يُعيد الأخير ذكرى ما جرى لتوّه ، 

تعمّد شين آنتو أن يندسّ في حضنه وهمس بدلال:

“ هل انتظرت طويلًا ؟”


كان شي دوو قد انتظر لما يقارب الثلاث ساعات ، 

لكنه أجاب بصوت هادئ :

“ ليس كثيرًا . 

فقط عشر دقائق… منذ أن ناداك ذلك الأجنبي باسم أندرو .”


شعر شين آنتو بقشعريرة تسري في عموده الفقري، 

وسارع لتحويل مجرى الحديث:

“ كيف انتهى بك الأمر تقود سيارتي ؟ 

لو لم أنتبه للوحة السيارة ، لكنت ظننت أن معجبًا مجنونًا يلاحقني ”


ضحك شي دوو بسخرية:

“ لا عجب . 

يبدو أن الرئيس شين محبوب جدًا هذه الأيام ،

حتى لدى الأجانب .”


حاول شين آنتو جاهدًا إنقاذ الموقف الأخير :

“ أجل ، ألم تسمع؟ أنا ترند على الإنترنت . 

وبمجرد أن يُعرض برنامج تصفيات فرقة الفتيان ، سأصبح أكثر شهرة .”


لكن ما إن نطق بتلك الجملة حتى تجمّد في مكانه


{ لم أنجح في صرف انتباه شي دوو عن سايمون ، 

بل أضفت الزيت على النار بذكره لقضية يوان يي … 

اهههخ حقًا عبقريتي لا حدود لها ! … }


كما هو متوقّع، ازدادت برودة ابتسامة شي دوو:

“ برنامج تصفيات؟ يتنافسون على ماذا ؟ 

من الأفضل في الارتماء على حضن الرئيس شين ؟ 

أو من أكثر كفاءة ليكون سكرتيرًا شخصيًا له ؟”


توسل شين آنتو وضمّ كفيه كمن يؤدي طقس توبة 🙏🏼:

“ أخطأت الرئيس شي …. أرجوك ، ارحمني ! ”


لكن شي دوو أمسك بذقنه ، ثم عضّ شفتَيه بقوة ، 

وكأن تلك العلامة كانت ختمًا لإنهاء الموضوع


كان شين آنتو يقيم حاليًا في شقة أبعد من مقر الشركة ، 

بعدما اجتاح رجال شي شياودونغ فيلته السابقة ، 

لدرجة أنهم اقتلعوا حتى ألواح باركيه الأرضية

ولم تعد تصلح للسكن دون عمليات ترميم شاملة


وفي الساعة الحادية عشرة ليلًا ، ومع انحسار حركة المرور ، 

انطلقت الفيراري بسلاسة على الطريق ، 

مما جعل النعاس يتسلّل بسهولة


بعد تبادل بضع كلمات ، لاحظ شي دوو علامات التعب على وجه شين آنتو ، 

فاقترح عليه أن يغمض عينيه قليلاً ، 

ووعده أن يوقظه حالما يصلان


لكن بالكاد أنهى جملته ، 

حتى جاء صوت السكرتير تشن شو من مقعد السائق :

“ الرئيس شي، الرئيس شين ، حالة طارئة . 

الرجاء ربط الأحزمة والبقاء في أماكنكما . نحن مراقَبون .”


أمسك شين آنتو يد شي دوو بسرعة ، 

ثم التفت لينظر من النافذة الخلفية


سيارة سيدان سوداء تسير خلفهم بهدوء ، 

تقلد كل انعطاف ، ولم تتركهم طوال عدّة شوارع


لكنّه سرعان ما استعاد رباطة جأشه


{ من الواضح أن المراقبة بدأت اليوم فقط ،،، 

وإلا لكان تانغ جون قد لاحظ شيئ


وهذا يعني أن شخصًا ما بدأ يتتبّع حركتي سرًّا … 


روتيني في الأيام الأخيرة كان بسيط : بين المنزل والمكتب ، 

وحتى المناسبات المسائية كانت علنية


فقط اختفائي المفاجئ من الحفل الليلي بالأمس هو ما 

يمكن أن يكون قد أثار الشبهات …. }


ضغط شي دوو على يده بحنان وقال: " لا تقلق، هذه السيارة لك. 

تشن شو وأنا لم نغادرها للحظة حتى . 

لا ينبغي أن يعلموا بوجودي هنا "


عبس شين آنتو، وارتسم على وجهه تعبير عدائي واضح

قال بحزم : " تشن شو .. ابعدهم عنا "


أجاب تشن شو سريعًا ، واضعًا قدمه على دواسة البنزين، 

متقنًا المناورة بين السيارات والانعطافات الحادة


تبعت السيارة السوداء بهدوء من بعيد حتى اختفت من الأنظار تدريجيًا


قبّل شي دوو جبين شين آنتو مطمئنًا : " لقد انتهى الأمر الآن "


لكن شين آنتو لم يرد ، 

وبعد لحظة من الصمت والتفكير ، 

قال فجأة : " لدي فكرة "


—————-


جلس شي شياودونغ في مكتبه ، 

يدخن وهو يمسك هاتفه


عمّ الصمت المكان حتى رن الهاتف فجأة


أجاب ببرود : " كيف سارت الأمور؟ "


ردّت الصوت من الطرف الآخر بتوتر : " آسف يا مدير شي لقد لاحظوني "


صمت شي شياودونغ لحظة : " تابع مراقبته . 

حتى لو لم تستطع تحديد بمن يلتقي ، على الأقل تتبع وجهته "


أجاب المتصل : " مفهوم " 


بعد إنهاء المكالمة، 

استند شي شياودونغ إلى ظهر كرسيه، 

وأخذ نفسًا عميقًا


بعد لحظة طويلة، استعاد هاتفه، 

و تصفح سجل المكالمات إلى رقم غير مسجل، 

وأرسل رسالة نصية :


[ متى يناسبك اللقاء ؟ دعنا نلتقي .]



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي