Ch70 | SJUTM
منذ حادثة التتبع قبل بضعة ليالٍ ،
أصبح كلٌّ من شين آنتو وشي دوو أكثر حذرًا في لقاءاتهما —-
كان شين آنتو يتوقف أولًا عند حانة ليبدّل ملابسه ،
ثم يغيّر السيارة ثم يتوّجه إلى فيلا شي دوو —-
ويحرص دائمًا على التسلّل خارجًا قبل الفجر
بدا الأمر برمّته وكأنه علاقة سريّة
اقترح شي دوو أكثر من مرة أن يقلّلا من عدد لقاءاتهما ،
لكن شين آنتو رفض رفضًا قاطعًا
كان برنامج نجوم الفتيان للبقاء قد بدأ عرضه حديثًا ،
وتصدر على الفور قوائم الترند على الإنترنت
بعض المعجبين المتحمسين قاموا حتى باستئجار
شاشة LED العملاقة في ساحة مركز جينشنغ التجاري
للترويج لآيدولهم المفضلين
وفي طريقه إلى مزاد خيري ، لمح شين آنتو تلك الشاشة من نافذة سيارته
وسرحت مخيلته على الفور ،
متخيّلًا أنه في يوم زفافه من شي دوو ،
سيستأجر كل شاشات LED المميزة في الحي التجاري
لمدينة Z خلال ساعات الذروة ليعرض جملة واحدة فقط
{ [ تهانينا لشين آنتو وشي دوو على زواجهما ! ]
أو إن مثلاً لو أردت جعلها أكثر بساطة … مممم
[ شين آنتو ♥ شي دوو~ ] ! }
وصلت السيارة إلى وجهتها، وترجّل شين آنتو منها
كان يرتدي بدلة سوداء تبدو عادية للوهلة الأولى،
لكن تحت الأضواء، ظهرت عليها نقوش معقّدة خفية
شعره الكستنائي مموّجًا قليلًا ،
وحلق في أذنه أضفى عليه مظهر آيدول على السجادة الحمراء
وبمجرد دخوله ، جذب انتباه الكثيرين
كان شين آنتو قد حضر الليلة بمفرده،
وشعر بشيء من الغرابة لعدم وجود أحد إلى جانبه يتبادل معه الحديث
لكن لحسن الحظ، ما إن جلس في مقعده حتى اقترب منه أحدهم
: “ الرئيس شين أأنت تحضر المزاد أيضًا ؟”
: “ نعم يا الرئيس لي " لم يستطع شين آنتو تذكّر اسم
الرجل كاملًا ، فقط يعرف أن لقبه ' لي '
قال لي تيان بابتسامة ماكرة : “ يا لها من مفاجأة الرئيس شين
حضرت الليلة وحدك ؟
لا أحد يرافقك ؟”
ضحك شين آنتو : “ نعم، الذي في المنزل كان مشغولًا
الليلة ولم يتمكن من الحضور .”
رفع لي تيان حاجبيه بدهشة : “ الذي في المنزل؟
كنت أظن أنك وآنسة يو…”
لوّح شين آنتو بيده مقاطعًا : “ بالطبع ليست هي.
لديّ شخص جديد الآن .”
أشرق وجه لي تيان بالإعجاب ، وكان على وشك أن يعلّق،
لكن شخصًا ما ظهر فجأة إلى جانبهما
: “ عذرًا ، هل تسمحان لي بالمرور ؟”
رفع كلٌّ من شين آنتو ولي تيان نظرهما
وقف أمامهما شخص طويل القامة ذو حضورآسر—شعره مصفف بعناية ،
ملامحه حادة ،
ويمسك بعصا في يده ،
نظر شي دوو إليهما بنظرة صارمة وأشار إلى المقعد في
الداخل: “ أحتاج إلى المرور "
رغم أن الوصول إلى المقعد من الجانب الآخر كان أسهل،
فقد اختار شي دوو عمدًا أن يقترب من جهة شين آنتو ~~
وقف شين آنتو ليُفسح له المجال ،
وقال وهو يبتسم للي تيان: “ انظر ، شخصي الجديد قد وصل "
شحب وجه لي تيان رعبًا ،
وسارع إلى الوقوف ليفسح المجال ،
وقد أدرك فجأة مدى تعقيد العلاقة بين الاثنين ،
{ لقد تجرأ شين آنتو فعلًا على مناداة شي دوو بـ ' شخصي الجديد ' أمام الجميع !!! }
رمقه شي دوو بنظرة خالية من التعبير ،
متجاهلًا لي تيان تمامًا بينما مرّ ببطء متكئًا على عصاه ،
وملامح عدم الرضا بادية عليه
راقب لي تيان الموقف بقلق ،
ثم مال هامسًا إلى شين آنتو قائلًا بحذر : “ يبدو أن الرئيس شي ليس سعيداً تمامًا…”
شخر شين آنتو بازدراء ~ : “ ههءء ! ومن يهتم إن كان سعيداً أم لا؟”
لم يُكلّف شين آنتو نفسه عناء خفض صوته،
لذا لم يتّضح ما إن كان شي دوو قد سمعه أم لا
لم يستطع لي تيان كبح فضوله ،
فألقى نظرة خاطفة في اتجاه شي دوو
وحين رآه يحدّق إلى الأمام دون أي رد فعل،
وكأنه لم يسمع شيئًا،
تابع قائلاً: “بالمناسبة، الرئيس شين، هل سمعت الأخبار؟
يُقال إن شي دوو سيتزوّج من ابنة عائلة تشونغ.
مثل هذا التحالف بين السياسة والتجارة يمكن أن يُحدث ضجّة كبيرة .”
ضحك شين آنتو بصوتٍ عالٍ وقال : “ها!
تتحدّث وكأنني الوحيد الذي بلا زوجة .
على فكرة، أنا مخطوب أيضًا ، والزفاف سيكون بعد رأس السنة مباشرةً !”
كان صوته عاليًا لدرجة أن بعض الحاضرين التفتوا نحوه
شعر لي تيان أن هناك أمرًا ما غير مريح ~~
{ هل كان الزواج هو النقطة الجوهرية في حديثي ؟ }
لكن سرعان ما غلب عليه انطباع آخر —
{ هذان الاثنان حقًا خصمان بمعنى الكلمة ،
حتى إنهما يتنافسان على من يتزوّج أولًا !! }
⸻
: “ شين لين عديم الخجل فعلًا ” قالها شيوي تشانغ رئيس
سلسلة متاجر ' مينجيا '
والذي كان جالسًا إلى جانب شي دوو ،
كانت مينجيا قد تعاونت في السابق مع جينشنغ ،
لكن بعد حادث شين آنتو ،
أسرعوا بالتحوّل إلى جانب روي تشيان ،
مما جعلهم في موقع العداء مع شين آنتو
لذا لم يعد أمام شيوي تشانغ سوى التمسك
بـ ' روي تشيان ' بكل ما أوتي من قوّة ~
تذكر شي دوو صورة آنتو العارية الفاضحة التي أرسلها له
قبل ساعات فقط ، ثم أومأ موافقًا: “ بالفعل !! "
قال شيوي تشانغ: “ سمعت أن ’جينشنغ‘ بدأت تأخذ الكثير
من الأعمال من ’روي تشيان‘ مؤخرًا .”
ردّ عليه شي دوو ببرود: “ مجرد فتات تركناه نحن ~ .”
ثم أخذ قائمة المزاد لليلة ، في إشارة واضحة إلى أنه لا
يرغب في متابعة الحديث
لكن شيوي تشانغ لم يكن مستعدًا للتراجع بعد ؛
فما زال هناك سؤال يؤرقه ،
وبعد أن ألقى نظرة حذرة حوله ،
مال بجسده قليلًا وخفض صوته قائلًا: “ الرئيس شي هل
أُلقي القبض على من اعتدى عليك ؟”
رمقه شي دوو بنظرة باردة : “ لا. لما تسأل ؟”
قال شيوي تشانغ مترددًا : “هناك شائعات… لست متأكدًا
إن كنت سمعتها، لكن يُقال إن شين لين يعتقد أنك أنت من
دبّرت تحطّم طائرته ….
لذا…”
توقف عن الكلام وهو يراقب ملامح شي دوو بعناية
رغم كونها مجرّد إشاعة ، فإن أغلب الناس تعاملوا معها وكأنها حقيقة
في اليوم الذي تعرّض فيه شي دوو للإصابة،
أعلنت عائلة شي أنها ستلاحق شين لين
ولو لم يتوجّه شين لين إلى الشرطة في الوقت المناسب،
لا أحد يدري ما الذي كان سيحدث لو وقع في أيديهم
ومع ذلك، وبعد عودته، لم يتوارَى شين لين عن الأنظار،
بل استغل إصابة شي دوو كفرصة وبدأ بتوسيع سيطرته على
أعمال روي تشيان
كان شيوي تشانغ مقتنعًا تمامًا—شي دوو لا بدّ أن قلبه يضجّ
حقدًا على شين لين
في تلك اللحظة ، صعد المضيف إلى المنصّة وبدأت
فعاليات المزاد رسميًا
طوى شي دوو القائمة ببطء ،
ثم تحدّث بصوت خافت بالكاد سُمِع وسط ضوضاء الإعلان
الافتتاحي من المضيف…
“ لست مهتمًا بالشائعات ، أريد دليلًا حقيقيًا .
الرئيس شيوي، إن اكتشفت أي خيط، فسأكافئك بسخاء .”
مزاد الليلة يضمّ مجموعة من المخطوطات القديمة وبعض
الآلات الموسيقية الأثرية
وستُمنح جميع العائدات لمؤسسة تعليم الأطفال المحتاجين في مدينة Z
بدأ المزاد بعدة قطع خطية تعود لأسرة تشينغ،
وظلّ الجو هادئ
لكن حين عُرضت آلة ' شون ' على شكل حيوان من سلالة تانغ،
بطبقة زجاجية ملوّنة،
اشتعلت الأجواء فجأة—فقد دخل شي دوو وشين آنتو ساحة المزايدة معًا
“ رقم 1543 يبدأ من 300,000 يوان. 310,000… 320,000… 500,000!”
في البداية ، كانت المزايدات ترتفع بهدوء ،
لكن شين آنتو سرعان ما نفذ صبره وقفز بالسعر مباشرة إلى نصف مليون
وما إن أدرك الحضور أنه يشارك في المزايدة ،
حتى ترك الجميع عن المنافسة
لكن، ولدهشة الجميع ، رفع شي دوو لوحته ——
“ 600,000!
حسنًا، 600,000… 700,000… 800,000…”
بدأ الاثنان يتبادلان المزايدات بنظرات متّقدة من خلف
أربعة أو خمسة ضيوف جلسوا بينهما،
وكأن شررًا قد يتطاير بينهما في أية لحظة
أولئك الجالسون في المنتصف، فلم يجرؤوا حتى على التنفس
“ مليون وثمانمئة ألف لأول مرة… للمرة الثانية… بيعت!
مليون وثمانمئة ألف! تهانينا لهذا السيد!”
ومع ضربة المطرقة الأخيرة، فاز شي دوو بآلة “شون” بسعر 1.8 مليون يوان
صفق الجمهور مهنئًا،
بينما اكتفى شين آنتو بالاتكاء على ظهر مقعده بكسل،
يرمق شي دوو بنصف ابتسامة ساخرة
وقد التُقطت هذه اللحظة من قِبل الصحفيين وتصدّرت عناوين الصحف في اليوم التالي
أما الصورة البارزة ، فقد أظهرت ابتسامة شين آنتو
المستفزة، موجّهة مباشرة إلى شي دوو بعد خسارته للمزايدة
وتفنّن محررو المجلات في سرد العلاقة المتأرجحة بين
الاثنين على مدى السنوات الثلاث الماضية،
مقارنين إياهما بـ ' ليو بانغ ' و ' شيانغ يو ' ،
أو ' تشو غا ليانغ ' و ' تشو يو '
( ليو بانغ وشيانغ يو خصمان تاريخيان تنافسا على حكم
الصين،
بينما تشو غا ليانغ وتشو يو كانا استراتيجيين في معسكرين متعارضين. )
حتى أن بعض الشائعات ادعت أن كليهما مغرمان بـ ' تشونغ شيروي '
الابنة الوحيدة لعائلة تشونغ،
وأنهما يتنافسان سرًا على التقدّم لخطبتها
باختصار، كانت قصة درامية من الطراز الرفيع
حتى شين آنتو نفسه، حين قرأ المقال، قال:
“ تحفة فنية بكل معنى الكلمة ~ ”
لكن ما لم يكن أحد يعلمه هو أنهما، بعد مغادرتهما المزاد،
عادا إلى الفيلا نفسها، وتقاسما السرير ذاته
: “ اييييه … كانت مزايدتي أنا
أما كان بإمكانك أن تدعني أربح ؟”
كان شين آنتو ممددًا على ظهره، بيجامته مفكوكة الأزرار تمامًا،
كاشفاً عن بشرته الفاتحة المليئة بآثار حمراء أشبه بزهور
البرقوق المتفتحة ،
تأمّل شي دوو أثر ' عمله الفني ' للحظة ،
ثم أضاف عليه المزيد
قال وهو يضغط على شفتيه : “ ولِمَ لم تتابع المزايدة ؟
لو وصلتَ إلى 5.2 مليون ، كنتُ سأتوقف ~ .”
( في اللغة الصينية ، الرقم 520 يُنطق بطريقة تشبه عبارة “أحبك”.
5.2 مليون تُكتب بالصينية كـ 520 万، مما يجعلها إشارة ضمنية للحب. )
غضب شين آنتو بشدة حتى أنه عضّ كتف شي دوو :
“ من 300 ألف إلى 5.2 مليون ؟!
لِم لا أحوّل المبلغ لحساب الرئيس شي مباشرةً ؟
كم ليلة أشتري بها رفقتك بهذا المبلغ ؟”
ضحك شي دوو : “ سأمنحك خصمًا—ثماني ساعات ”
ثم مال ليقبّله ، لكن وفي لحظة غفلة ،
وجد نفسه فجأة أسفل شين آنتو الغاضب ،
متشابكين بعنف ، والفراش غارق في فوضى عارمة
في تلك الأثناء ،
كانت آلة ' الشون ' الأثرية التي كلفتهما قرابة مليوني يوان
مرمية بإهمال في مخزن الطابق السفلي ،
بجانب آلة حديثة لا يتجاوز ثمنها عشرين يوانًا ~~ ،
من الصعب تحديد أيٍّ منهما كان مصيرها أسوأ ~~~ ،
أما في الأعلى ،
فقد انغمس الاثنان في قبلة مشتعلة،
كما لو أنهما يحاولان التهام بعضهما البعض
وفجأة ، شعر شي دوو بشيء بارد معدني داخل فم شين آنتو—جسم صغير على شكل خاتم
فتح عينيه ، توقف ، ثم ابتعد قليلًا وبصق الشيء في كفّه
: “ ما هذا ؟” قالها شي دوو وهو يشغّل المصباح الجانبي بجوار السرير
ضحك شين آنتو بصوت خافت
كان ذلك خاتمًا قد دسّه في فمه خلسة حين لم يكن شي دوو منتبهًا
وبينما شي دوو يحدّق فيه مذهولًا ،
أخذ شين آنتو الخاتم من كفّه ،
وركع على السرير ، ثم رفعه قائلاً :
“ السيد شي دوو العزيز ، هل تتزوج شين آنتو ؟
هل تبقى إلى جانبه ، في الغنى والفقر ، في الصحة
والمرض ، طوال حياتك ؟”
لم ينبس شي دوو ببنت شفة ، واكتفى بالتحديق في شين آنتو بثبات
تابع شين آنتو مبتسمًا : “ صمتك يعني الموافقة ...
سأعتبره نعم .”
ثم أمسك بيد شي دوو وأدخل الخاتم في إصبعه البنصر
: “ واو ، المقاس مثالي تمامًا !
كنت واثقًا أنني أصبت المقاس .
التصميم رائع أيضًا… يليق بك جدًا .
كلفني هذا الخاتم ثروة .
حتى أنني طلبت من يو كيان أن تستعين بالمصمم الشهير
بييتر من الدولة A ليصمّمه خصيصًا لنا.
وقد نُقشت أسماؤنا في داخله أيضًا .”
ما لم يكن شين آنتو يعلمه ، هو أنه منذ اللحظة التي نطق
فيها ' هل تتزوج شين آنتو ؟ '
لم يعد شي دوو يسمع أي شيء بعدها ———-
كان شي دوو قد تقدّم لطلب يد شين آنتو في وقت سابق،
وقد وافق حينها،
لكن طوال ذلك الوقت، لم يكن متأكدًا أبدًا من صدق تلك الموافقة
لم يجرؤ يومًا على تصديق أن شين آنتو يحبه حقًا
إلى أن جاءت هذه اللحظة ———-
حين تقدم شين آنتو بنفسه ، ووضع الخاتم في إصبعه بيده
في تلك اللحظة ، مرّ الزمن أمام عيني شي دوو كالشريط المسرّع
رأى شين آنتو في الثلاثين ، ثم في الأربعين ، والخمسين…
بل حتى في الثمانين ،
دائمًا يبتسم له، والخاتم ما زال يلمع في إصبعه
كل تلك الرغبات المحرّمة التي لم يجرؤ يومًا على التلفّظ بها ،
كل الأمنيات اليائسة التي تمنى تحقيقها في ليالي الوحدة الطويلة ،
جميعها تحققت دفعة واحدة ——-
لأول مرة —- شعر شي دوو أن قدميه ثابتتان على أرض صلبة
لم يعد تائهًا ، لم يعد في قلبه شك ——-
وما إن أنهى شين آنتو حديثه ،
حتى دارت الدنيا من حوله ———
وفي غمضة عين، وجد نفسه مطروحًا على السرير ،
وفوقه جسد شي دوو المهيب
قال شي دوو بصوت خافت لكنه راسخ كالوعد:
“ أوافق ، شين آنتو . أوافق .”
“ آه! أعلم، أعلم!
شي دوو، أنت…
انتظر، تمهّل!
أنت… آه…”
كانت الليلة لا تزال في بدايتها فقط …..
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق