Ch72 | TDVWD
عانق شي هواي تشي مو ياو المرتجف بين ذراعيه برفق، وقلبه يتلوّى من الألم
لم يكن أمامه سوى أن يحاول تهدئة تشي مو ياو قدر استطاعته. قال له بصوت حنون :
“لا تبكِ… ولا تستسلم.
إن خضعتَ لشيطانك الداخلي الآن، فكل هذا الألم الذي تحملته سيكون بلا معنى.
تذكّر لماذا تحاول تكوين نواتك الذهبية…
أنت تفعل هذا لتخرج، لتصبح أقوى.
لا لتنهار بسبب وغد في عالم وهمي .”
لقد تعذّب تشي مو ياو في هذا العالم الوهمي لوقت طويل قبل أن يظهر شي هواي
والآن، حين رأى أمامه شي هواي الحقيقي، انهار تمامًا وبدأ بالبكاء
{ كم هذا غريب… استطعت التماسك كل ذلك الوقت حتى رأيت شي هواي }
ولحسن الحظ، كان الشاب المدلل حاضرًا ليواسيه.
بوجود شي هواي إلى جانبه، لم يعد هناك ما يخيفه
انسكبت مشاعره كالفرشاة تلطخ الورق بالحبر، عنيفة، واسعة
وبعد أن أفرغ ما في قلبه من بكاء، بدأ تشي مو ياو يهدأ شيئاً فشيئاً
شي هواي لم يكن بارعًا في مواساة الآخرين،
لذا بدأ يمسح دموع تشي مو ياو كمبتدئ مرتبك،
مستخدمًا كمّ ردائه المسحور
لكنه نسي أن رداؤه مقاوم للماء، فلم يفعل سوى نشر الدموع على وجه تشي مو ياو أكثر
هذا التصرف المحرج واللطيف جعل تشي مو ياو يضحك من قلبه
قال شي هواي وهو ينظر حوله: “ إذًا هذا هو شيطانك الداخلي؟
ماذا كان شكله في المرة السابقة ؟”
أجابه تشي مو ياو: “ قُطعت أصابعي … وأُلقِيَ برأس أحد زميلاتي عليّ ”
سأل شي هواي بنبرة خافتة ، وهو يدرك المعنى ضمنياً : “ ولماذا ظننت أنني سأفعل هذا بك؟”
ردّ تشي مو ياو وهو يشهق ويشمّت : “ هذا شيء قد تفعله أنت…”
وبالفعل، هذا ما كانت تسير نحوه أحداث الرواية الأصلية
ولم يكن بيده أن يتحكم في كيف أن الخوف الذي سكنه
لسنوات طويلة قد ترسّب في أعماقه، ليتحوّل أخيرًا إلى شيطان داخلي
وأثناء اجتياز مراحل الزراعة ، ما إن يظهر الشيطان الداخلي
حتى تصبح أبسط الكوابيس أهوالًا لا تُحتمل
فهو يضرب على أضعف نقطة في قلب المزارع
ولهذا كثيرًا ما يُقال في عالم الزراعة : “ ابتعد عن شواغل الدنيا، و اسعى إلى صفاء النفس .”
ثم حاول شي هواي مرة أخرى أن يمسح دموع تشي مو ياو،
وهذه المرة استخدم إبهاميه ليمسحها بلطف بحركة أشبه بالقرص الخفيف
تشي مو ياو بقي ساكنًا مطيعًا، لكن شي هواي كان لا يزال غاضبًا بشدة
وفي النهاية لم يستطع كتم ما بداخله أكثر، فقال بعصبية:
“ سأذهب لقتله بنفسي !”
فمن يدري ما العواقب التي قد تحدث إن لم يُمحَ هذا الشيطان الداخلي؟
إن تمكن من القضاء على شيطان تشي مو ياو الداخلي الآن،
فلن يُضطر الأخير لمواجهة نفس الكابوس عندما يحاول
اختراق مرحلة “الروح الناسكة” مستقبلاً
نهض تشي مو ياو وهو ممسك بكمّ شي هواي،
لكنه تعثّر وهو يخطو خارجًا،
فسارع شي هواي إلى الإمساك به
سأله بقلق : “ ما بك؟ هل إصابتك خطيرة؟”
أجاب تشي مو ياو: “ ركبتاي تؤلمانني .
بقيتُ مختبئًا هناك لوقت طويل…
صارت تؤلمني منذ أن خرجت من ذلك الكهف ،
وخصوصًا في الأيام الممطرة أو عندما أركض لمسافات طويلة ”
“…”
صمت شي هواي وهو يحتضنه لبعض الوقت
لقد تبدّدت رغبته في القتال تمامًا بعد أن سمع هذا الكلام
وبعد لحظات من خروجهما من قاعة الطقوس،
ظهر أمامهما الشيطان ' شي هواي ' الأصلي للرواية
كان يرتدي رداء أسود ،
ومعطف أحمر داكن
سيف شوكوانغ يستقر في يده، ولا يزال يقطر دمًا
طويل القامة ، بل أشبه بجبل يمشي على الأرض ،
كأنه قوّة لا يمكن إيقافها
نظر شي هواي إلى نظيره ، ثم نظر إلى نفسه
كانا يرتديان نفس الأردية تمامًا ، حتى أطراف شعرهما
المنحنية قليلاً ونظراتهما الحادة متطابقة
الفرق الوحيد…
أشار شي هواي إلى ' الشيطان ' وسأل تشي مو ياو:
“ لماذا هذا الوغد يمتلك زراعة في مرحلة الروح الناسكة؟”
{ آييه … شي هواي… قاسٍ لدرجة أنه يلعن نفسه ،
بل ولا يمانع في قتل نفسه أيضًا }
قال تشي مو ياو بشيء من الأسى: “ لا أستطيع التحكم في شيطاني الداخلي ”
أجاب شي هواي: “ لا بأس… هل لا تزال تستطيع استخدام
قدرتك على الشفاء ؟”
: “ نعم ...” لكنه أضاف بسرعة: “ لكن سرعة الشفاء التي
أملكها لا تقارن بسرعة القتل لدى هذا الشي هواي داخل
العالم الوهمي .
لولا ذلك، لما تحوّل المكان إلى حمّام دم.”
شي هواي : “ هل لا يزال لديك الساعة الذهبية؟”
بدأ تشي مو ياو يفتّش في أغراضه ثم قال:
“ اختفت .
استخدمتها لأحبس نسخة سو يو
ولهذا لم يدخل معي إلى هذا العالم الوهمي .”
شي هواي بحزم : “ إذًا ابحث عن أداة دفاعية واحمِ نفسك بها.
وركّز على شفائي حين أقاتله .”
: “ حسنًا "
عندما وقعت عينا ' شي هواي ' على أيديهما المتشابكة ،
تحوّلت نظرته نحو شي هواي إلى نظرة قاسية ومميتة ،
قال بازدراء : “وقح… تجرؤ على انتحال شخصيتي ؟”
تنهّد شي هواي وقد ضاق صدره من سوء الظن هذا، وقال بسخرية:
“ هل ينقصك الأوكسجين ~ لأن رأسك كبير جدًا ؟
وإلا فكيف تفسّر هذا الصوت الأجشّ ؟”
أخرج تشي مو ياو من جرس الألف كنز أداة دفاعية كان مترددًا باستخدامها،
لكنه تذكّر أن ما يحدث الآن مجرد عالم وهمي، لذا فلن تُستهلك الأداة في الواقع
عند رؤيته للأداة ، عبس ' شي هواي ' وسأل بنبرة حادة:
“ من أين حصلت على أغراضي ؟”
فأجابه شي هواي بدلًا عنه:
“ أنا من أعطاه إياها .”
نظر ' شي هواي ' إلى شي هواي بارتباك أكبر ، ثم هاجمه فجأة
اصطدم الاثنان ببعضهما،
يلفهما لهيب تنين هوي
النيران تتبع حركتهما أينما ذهبا،
مشهد مرعب في العادة،
لكنه بدا وكأنهما يتحكمان فيه بسهولة تامة
تشي مو ياو يعلم أن شي هواي، وهو في منتصف مرحلة
الجوهر الذهبي، لا يمكنه مجاراة نظيره الأصلي للرواية
وإذا أُصيب شي هواي داخل هذا العالم الوهمي ،
فإن أثر الإصابة سيترك ندوبًا على روحه
لذا فعل كل ما بوسعه لمعالجته أثناء بقائه في حالة حذر
كانت الجروح الطفيفة تلتئم بمجرد ظهورها ،
وحتى الأذى الداخلي الناتج عن فارق الزراعة تعافى بنسبة سبعين بالمئة
ولكن، فجأة، انسحب ' شي هواي ' للخلف خطوة وسأله:
“ هل أنت حقًا أنا ؟”
: “ بالطبع لا !!! ” أنكر شي هواي فورًا، ثم أضاف :
“ أنا لا يمكن أن أفعل شيئًا مرعبًا له بهذا الشكل .”
توقف شي هواي لحظة ،
إذ أدرك فجأة أنه في بداية دخولهم للتشكيل ،
{ كنت في حالة من الغضب الشديد والرغبة في القتل…
ألم أكن أشبه هذا “الشي هواي” أمامي حينها ؟
هل قُمت أنا أيضًا بشيء أرعب تشي مو ياو ؟ }
أشار ' شي هواي ' إلى تشي مو ياو وسأله:
“ أأنت تحميه ؟”
: “ صحيح. وسأقتلك أيضًا ”
: “ هل أنت أحمق ؟”
: “ أظن أنك الأحمق هنا.
يبدو أن قرن التنين في رأسك قد أصاب دماغك بالعطب .”
: “ كيف يمكنك الدفاع عنه بعد ما فعله في الكهف…؟”
: “ كان صوته مرتفعًا قليلًا فقط . تتعود عليه مع الوقت .”
كان تشي مو ياو يمسك بالأداة الدفاعية،
ويبذل جهده لمساندة شي هواي… ليفاجأ بالاثنين يتجادلان
مثل أطفال المدارس، وبسببه هو بالذات
شعر بالحرج قليلاً ، وحاول أن يحثّهما على الإسراع في القتال ~~
لكن ' شي هواي ' لم يهاجمه ، بل كوّن ختماً بيديه ،
واقترب من شي هواي ، وضربه ، ثم اخترق بحر وعيه بالقوة
بالطبع حاول شي هواي المقاومة ،
لكن فارق الزراعة سمح لنظيره الأصلي برؤية بعض الأمور من داخله
غضب شي هواي واستدعى تنين الهوي وهاجم 'شي هواي' بغضب
ظل ' شي هواي ' صامتًا لفترة ، ثم قال ببرود:
“ أنا وأنت مختلفان .”
ثم بدأ يهاجم شي هواي بشراسة أكبر ،
وكأن دافعه أصبح الغضب… أو الكراهية… أو حتى الغيرة
{ لماذا مرّرت أنا بسبع سنوات من العذاب ، بينما هذا الغبي
أمامي حظي بثلاث سنوات من النعيم ؟
أنا ذقت الإذلال ، والإجبار ، والإهانة ،
وفي النهاية أراد الرجل العجوز أن يقتلني
أما هذا الغبي… فقد حصل على قبلة ، ووعد أيضًا
أنا مختلف عن هذا الفتى }
اشتعلت سماء طائفة هي هوان بلهيب تنينَي هوي المتصارعين
النيران تعربدت بلا رحمة ،
والهياكل المهدّمة انهارت خلفهم وسط ضجيج المعركة
غطت ألسنة اللهب الشمس بينما الطائفة التي كانت
مزدهرة سابقًا تحترق
تساقط الرماد كأنه ثلج،
وانطلقت ألسنة اللهب لترسم ظلالًا متراقصة فوق شجرة صنوبر وحيدة
لم يتبقَى أحد ليستمتع ببستان أزهار الخوخ
اخترق الضوء النيران للحظة بينما الاثنان يتقاتلان،
مما أتاح لتشي مو ياو أن يرى حالة شي هواي بوضوح
كانت تقنية العلاج تدور باستمرار حول شي هواي
إلى أن انفصل الاثنان وسقطا في مكانين مختلفين
: “ شي هواي!”
اندفع تشي مو ياو ودار كلاهما لينظرا إليه في اللحظة نفسها
لم يكن بحاجة لاستخدام الإحساس الإلهي لاكتشاف
مستوى الزراعة ليميّز بينهما
على الرغم من أنهما كانا متطابقين من الخارج،
إلا أن تشي مو ياو تعرّف على من يعرفه على الفور وارتمى عليه
فحص تشي مو ياو شي هواي وسأله بقلق وهو يساعده على الشفاء : “ هل أنت بخير ؟
هل أُصبت بجروح خطيرة ؟
لما لا تغادر عالم الوهم خاصتي ، لا أريد أن يصيبك أي مكروه ”
جلس ' شي هواي' وحدق بهما، مذهولًا
وقبل أن يستوعب الأمر ، رأى تشي مو ياو ، الذي لم يكن
يملك إلا أن يتوسل إليه كي يرحم زميلاته من قبل،
يستدير ليواجهه ويقول: “ قلت لك أنا لم أفعل تلك الأمور!
اذهب وابحث عن الشخص الذي جرحك، لأني لست هو!
حتى لو كنت في جسده ، فلست هو!
فكّر بي كمن استحوذ على جسده أو كشخص آخر تمامًا .
على أية حال، لم أفعل شيئًا أندم عليه !”
' شي هواي ' لم يبدُو وكأنه فهم مجددًا
رأى تشي مو ياو هذا التعبير من قبل في آخر مرة هاجمه
فيها شيطانه الداخلي ،
عندما كان قد حجب السهام عن 'شي هواي' بجسده
الذهول التام ——
الارتباك الشديد ——
لم يهاجم 'شي هواي' مرة أخرى ،
بل رفع يده ليتوغّل في بحر وعي تشي مو ياو
حاول شي هواي النهوض عندما رأى هذه الإشارة،
وعانق تشي مو ياو بذراعيه ليحميه : “ اللعنه تلعنك ! لا تلمسه !”
ولكن بضع لحظات كانت كافية لـ 'شي هواي' ليرى ذكريات تشي مو ياو
: “ ما هذا بحق الجحيم…” همس 'شي هواي' وكأنه في
غيبوبة : “ إنه ضعيف هكذا، ومع ذلك تحبه كثيرًا ”
واقفًا وهو ينظر إلى الاثنين ومتعجب
عانق شي هواي تشي مو ياو وحدق في 'شي هواي '
وبعد لحظة ، استوعب تلك الكلمات ، والتفت بدهشة ليتطلع إلى تشي مو ياو
كان مزارعو مرحلة الجوهر الذهبي غير قادرين على دخول بحر وعي المزارعين الأدنى منهم ،
وحدهم مزارعو مرحلة ولادة الروح يمكنهم فعل ذلك بسلاسة
{ إذًا ،،،، ماذا رأى ' شي هواي ' ؟ }
تمتم 'شي هواي' : “ لماذا قابلته… لو كنت قد قابلتك…”
بعد ذلك ، لم ينظر إلى شي هواي سوى بنظرة سريعة
ثم ضحك بخفة ،
ثم اجتاحت جسده ألسنة اللهب واختفى
تشي مو ياو كان مذهولًا يراقب المشهد
ثم سمع شي هواي يسأل بقلق : “ أين أنت ؟
سأأتي لأجدك .”
عاد مو ياو إلى وعيه أخيرًا :
“ أنا في الطابق السفلي ، أبعد نقطة يمكن أن تصل إليها.
يوجد ينبوع روحي .”
تمتم هواي : “ إذًا … كنت ألاحق الهدف الخطأ …..
سنة وسبعة أشهر من البحث عنك دون جدوى ….”
وكان ذلك دون احتساب الفترة التي جن فيها وفقد فيها إحساسه بالزمن ——-
: “ هل مضى كل هذا الوقت ؟”
: “ نعم… ابق مكانك وانتظرني . سأكون هناك قريبًا .”
: “ حسنًا ….” أخرج تشي مو ياو بسرعة القلم والحبر من
جرس الألف كنز : “ سأرسم خريطة، فتأكد أن تتذكر—”
لكن عالم الوهم تلاشى قبل أن يكمل جملته ——
اختفى شي هواي أيضًا —-
⸻
في الينبوع الروحي …
حلّقت أعداد كثيرة من نيران التيار الخضراء حول تشي مو ياو
كانوا قلقين جدًا بعد رؤيتهم لتشي مو ياو يذرف دموع دموية خلال مواجهته مع شيطانه الداخلي
ظلوا يراقبونه عن كثب لعدة أيام
لحسن الحظ رأوا أن تشي مو ياو نجح
و تدفقت طاقته الروحية بسلاسة بينما غلف جسده هالة ذهبية
لقد نجح في تشكيل جوهره الذهبي
وبذلك ، دارت الطاقة الروحية الملموسة في الينبوع الروحي حول تشي مو ياو
امتصها واستوعبها بنهم كدوامة لا قاع لها
سيستغل هذه الفرصة الذهبية ليواصل تحسين زراعته —
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق