Ch84 | TDVWD
كان تشي مو ياو معتادًا على أن يترك لنفسه طريقًا للهرب دائمًا ——
فحتى قبل لقائه بشي هواي،
حين كان لا يزال في طائفة هي هوان،
كان قد بدأ بالفعل بتخزين ' حبوب النكهات المئة '
وهو يخطط أنه إن استطاع النجاة بمعجزة،
فسوف ينضم إلى طائفة يو تشونغ ويعيش هناك حياة
مزارع متقاعد لا طموح له
وقبل دخوله تشكيل السماء،
خطرت له فجأة فكرة أنها فرصة مثالية لتغيير هويته ،
فطلب من يي تشيانشي أن تخبّئ له مصباح حياته
حتى لو بدت فرص النجاة ضئيلة،
لم يكن ليتخلى أبدًا عن الأمل—تلك كانت دائمًا طريقة تشي مو ياو
والآن بعد أن نجح مع شي هواي في الخروج من تشكيل العقاب السماوي،
كان أول ما عليه فعله هو أن يُطمئن من يهتمون لأمره بأنه بخير
ثم يغيّر هويته بهدوء،
حتى يتمكن من الذهاب إلى طائفة تشينغ زي مع شي هواي
بطريقة أكثر أمانًا واستقرارًا
أما شي هواي، فبمجرد أن سمع أنهما سيفترقان، شعر بالقلق غريزيًا،
إذ إن ما حدث لهما في كل مرة انفصلا فيها سابقًا لم يكن جيدًا أبدًا
وبعد تردد قليل، قال على مضض: “سأرافقك إلى طائفة يو تشونغ،
سأرسل فقط رمز صوتي لأبي أطمئنه بأنني بخير ~ .”
تشي مو ياو: “ إن ذهبتَ أنت فسيكون الأمر لافتًا جدًا ،
الجميع يعرفك ، فكيف لي أن أخفي هويتي حينها ؟
سأستعمل تقنيات الأوهام والضباب الوهمية لطائفة هي
هوان لأغير مظهري قبل الذهاب .
الذهاب إلى طائفة يو تشونغ هدفه فقط طمأنتهم ،
وسأزور الغزال الصغير أيضًا ،
وبعدها أمرُّ على طائفة هي هوان ، ثم أذهب إلى طائفة تشينغ زي لأقابلك.”
: “ الغزال الصغير؟” سأل شي هواي باستغراب
عندها تنبّه تشي مو ياو فجأة ، وسأله : “ هل أنا لم أخبرك
بكل شيء عن غزال اليونّي ؟”
هز شي هواي رأسه بحزن، وقد بدأ يتصرف كزوج مهجور: “ لا، لم تخبرني .”
فقال له تشي مو ياو مبتسمًا : “ حين أصل إلى طائفة تشينغ
زي سأخبرك بكل شيء بهدوء، حسنا؟”
وافق شي هواي في النهاية، لكنّه لم يكن راضيًا عن فراقهما
رجل طويل القامة ، يمسك بطرف كمّ تشي مو ياو ،
ينظر إليه بعينين مملوءتين بالحزن، لا يقول شيئ
ولكن كل نظرته تقول أنه لا يريد فراقه
تشي مو ياو لم يجد ما يفعله سوى أن يواسيه بصبر
أخرج شي هواي مجموعة من رموز الصوت الجديدة،
وطلب من تشي مو ياو أن يُدخل طاقته الروحية فيها لتصبح خاصة به
في عالم الزراعة، كانت رموز الاتصال الصوتي وسيلة سهلة للتواصل،
وما يملكه شي هواي في جرس كنوزه كلها من الأنواع المتقدمة
ولا يتفوق على هذه الرموز إلا تلك التي يستخدمها مزارعو
مرحلة ولادة الروح، المعروفة بـ” البرق الأرجواني السماوي”
( ذُكر في Ch27 )
بعد أن أنهى كل هذا ، وافق شي هواي على مضض على فراقه
حددا موقعهما التقريبي ، ثم طارا باستخدام أدوات الطيران
نحو أماكن مألوفة لهما
استخدم تشي مو ياو هذه المرة أيضًا أداة الطيران على شكل
ورقة اللوتس التي أعطاها له شي هواي
جلس في مركز الورقة ، يراقب جمال العالم يمرّ من تحته،
و الطيور تطير إلى جانبه
عانقت الغيوم الضباب الخفيف ، والنسيم العليل جلب معه برودة لطيفة
وأغصان الصفصاف تتمايل، بينما الشمس المشرقة تضيء أعواد القصب
الوقت قد تجاوز الربيع ودخلت بدايات الصيف ،
ودرجة حرارة اليوم كانت معتدلة تمامًا ،
لا باردة ولا حارة ، مما جعل المزاج يبعث على البهجة والراحة
استمتع تشي مو ياو بهذا المشهد،
وارتسمت ابتسامة لا إرادية على شفتيه
{ بالفعل، العيش في هذا العالم الفسيح ، بين المناظر
الطبيعية الخلابة ، أفضل ألف مرة من البقاء محاصرًا داخل التشكيل }
خلال الطريق، عثر على تشكيلتي نقل ،
ثم طار لمسافة أخرى في السماء ،
وبعد سلسلة من التحولات والتعرجات ،
وصل أخيرًا إلى سلسلة جبال بو هي
لم يستقل قارب ، بل استخدم أداة الطيران حتى وصل إلى
بوابة طائفة يو تشونغ،
لكنه ما إن اقترب حتى رأى لافتة منصوبة عند المدخل كُتب
عليها: [ نعتذر، لا نستقبل الزوار ]
لم يستطع إلا أن يشعر بالريبة ،
فقلّما ما كانت طائفة يو تشونغ ترفع مثل هذه اللافتات؛
فبالرغم من أنهم كانوا يعيشون من التجارة، ويعانون من
الفقر، فإنهم نادرًا يغلقون أبوابهم في وجه الزوار
أن تتوقف طائفة يو تشونغ عن جني أحجار الروح، فذلك
كأنك تطلب منهم الانقراض—أمر مريب للغاية
راوده شعور غريب في قلبه،
فتقدم نحو الباب ينوي طرقه،
لكن صوتًا باردًا جاءه فجأة :
: “ لا حاجة للطرق ، لم يتبقَ في الطائفة سوى بعض التلاميذ الصغار
يعتنون بالوحوش الروحية ، أما الشيجي خاصتك يي تشيانشي ،
ومعلمك ، وزعيم الطائفة ، فجميعهم غير موجودين .”
تراجع تشي مو ياو بضع خطوات،
فرأى على حافة الجدار الثعلب الأزرق العجوز جالس ،
فلم يسعه إلا أن يسأله بدهشة:
“ إلى أين ذهبوا ؟”
أجاب الثعلب بكلمتين فقط:
“ لقتل الشياطين .”
هاتان الكلمتان أوقعت في قلب تشي مو ياو شعورًا سيئًا للغاية، فسارع يسأله:
“ أي قتل شياطين ؟”
اتكأ الثعلب الأزرق العجوز بكسل على الجدار،
ملابسه فضفاضة،
وبدا عليه الكسل حتى أنه لم يرفع جفنه،
لكنه مع ذلك أجابه بصبر:
“ يقولون إن طائفة تُدعى طائفة تشينغ زي، استخدمت
كامل قوتها لبناء تشكيل نقل، مما أنهكهم كثيرًا.
فقرروا طائفة نوان يان استغلال الفرصة لمهاجمة طائفة
الشياطين، فنظّموا حملة سموها ‘حملة قتل الشياطين’،
وحتى أنهم أصدروا أمرًا يُدعى ‘أمر قتل الشياطين’، وهؤلاء
الثلاثة ( يي تشيانشي والزعيم والمعلم ) جرى استدعاؤهم قسرًا للمشاركة .”
ما إن سمع تشي مو ياو هذا، حتى شحب وجهه تمامًا،
وتمايل خطوة للوراء،
ثم أخرج أداة الطيران بسرعة ليستعد للذهاب إلى طائفة تشينغ زي
قفز الثعلب الأزرق العجوز من على الجدار واقترب منه، وقال:
“ خذني معك، ربما يمكنني مساعدتك .”
ففي المرة السابقة حين كان تشي مو ياو في خطر،
كان الثعلب الأزرق هو الآخر ضعيفًا للغاية،
ولم يستطع مساعدته، وهذا ما جعله يشعر بالندم
ومع أن الثعلب وحش روحي، إلا أن له قلبًا يردّ المعروف،
ولهذا بادر هذه المرة بعرض المساعدة
: “ حسنًا !” قال تشي مو ياو دون تردد، فهو يعلم أن قوته
محدودة، وإذا استطاع الحصول على دعم الثعلب الأزرق ،
فسيزيد ذلك من فرصته بالنجاة
ركب الاثنان أداة الطيران معًا،
وبدأ الثعلب الأزرق في التذمّر:
“ مزارعو هذه الطائفة أغبياء لأقصى حد !
حتى الآن لم يدرك أحد أنني وحش روحي متحول ، ولا يُظهرون لي أدنى احترام !
بل يطعمونني اللحم النيء طوال اليوم ، وإذا لم آكله يظنونني مدللًا .”
لكن تشي مو ياو كان مشغول البال ومهمومًا ، فلم يتحدث كثيرًا، واكتفى بالقول:
“ أنت لم تُظهر سوى قوة وحش من المرتبة الغامضة (شوان).”
فأجابه الثعلب:
“ بعد أن أتحول إلى هيئة الإنسان، ثم أعود إلى هيئتي
الأصلية، لا أستطيع إلا الحفاظ على هذا المستوى .”
: “ مم.”
: “ لذا حين خرجوا، لم يفكروا حتى بأخذي معهم .”
ومن نبرة صوته ، اتضح أن الثعلب الأزرق كان لا يزال يشعر
بالحقد لأن يي تشيانشي لم تصطحبه معها
أما تشي مو ياو، فمنذ أن علم ببداية حملة قتل الشياطين،
وقلقه يزداد شيئًا فشيئًا،
فهو لا يخشى فقط على طائفة تشينغ زي، بل يخشى أن تُجرّ
طائفة هي هوان إلى هذه المعركة أيضًا
عرف تشي مو ياو من الثعلب الأزرق أنه خلال الفترة التي كان
فيها هو وشي هواي محاصرين داخل التشكيل
كان زعيم طائفة نوان يان السابق قد لقي حتفه
لقد أصيب الزعيم السابق بجروح بالغة على يد سو يو،
وبالتالي مات بشكل غير مباشر بسببه
أما معلم يو تشاولو فقد مات منذ زمن ،
ولا يُعرف ما إن كان هو الآخر ضحية لسو يو
أما الآن ، فإن السماوية الموقرة شيان يوي تتولى منصب الزعيم بالنيابة ،
ولكن بسبب عدم استقرار أساسها ووجود أصوات معارضة ،
لم تُنصّب رسميًا كزعيمة بعد
كان تشي مو ياو يتوقع أنه بعد مقتل زعيم طائفة نوان يان،
فلا بد أن تندلع حرب كبيرة بين العالمين،
لكنه لم يكن يتخيل أن الشرارة ستكون بناء طائفة تشينغ زي
لتشكيل النقل من أجل إنقاذه هو وشي هواي، مما أدى
لاستنزاف طاقتهم بشكل بالغ
وبالتفكير في الأمر، فلا بد أن السماوية الموقرة شيان يوي
أرادت اغتنام الفرصة لفعل شيء كبير، حتى تُثبت مكانتها
وتُرسّخ سلطتها كزعيمة
وبالفعل، هذه كانت فرصة ذهبية
لكنّ اندلاع حرب بين العالمين يعني وقوع ضحايا،
وحتى لو نجا شي هواي بأعجوبة، فسيشعر بذنب عميق
شي هواي، الذي لم تكن له شياطين داخلية من قبل،
ولم يكن يتأثر بأي شيء،
إن ظهر له شيطان داخلي بسبب هذا…
فذلك سيكون خطأ لا يُغتفر
ولهذا، لا يمكن أن يحدث أي مكروه
لاحظ الثعلب الأزرق العجوز القلق في ملامح تشي مو ياو، فسأله فورًا:
“ هل خرج رفيقك الشاب معك ؟”
عاد تشي مو ياو إلى وعيه، وأجاب:
“ نعم، نحن خرجنا عبر تشكيل النقل الذي أقامته طائفة
تشينغ زي، وبالمناسبة، هل كانت طائفة يو تشونغ بخير في
هذه الفترة؟”
وكما هي عادته، اتكأ الثعلب الأزرق بلا حياء على كتف تشي
مو ياو، إلا أن الأخير دفعه بعيدًا وهو يقول:
“ يا جدي ! رفيقي شديد الغيرة .”
فلم يكن أمام الثعلب إلا أن يتحول إلى هيئته الأصلية،
وجلس في حضن تشي مو ياو
أما تشي مو ياو فسارع إلى إخفاءه داخل معطفه
وبعد أن عاد إلى شكل الثعلب ، لم يستطع التحدث إلا باستخدام الإرسال الروحي، فقال:
“ في البداية كانت الشيجي خاصتك تبكي طوال الوقت،
لكنها الآن أفضل بكثير ،
بل بدأت تتفرغ للتدريب حتى أهملت النوم والطعام .
وقد وصلت مؤخرًا إلى أواخر مرحلة بناء الأساس ،
وإن تراكمت لديها طاقة روحية كافية خلال بضع سنوات،
وحصلت على حبة مناسبة ، فستتمكن من محاولة تشكيل
الجوهر الذهبي.”
تنفّس تشي مو ياو الصعداء،
فـيي تشيانشي فتاة طيبة حقًا،
وإذا كانت لم تتأثر واستمرت في عيش حياتها بشكل جيد،
فهذا وحده كافٍ ليطمئن قلبه
تابع الثعلب الأزرق :
“ أما الاثنان الآخران من مرحلة الجوهر الذهبي ، فقد ظلّوا
منشغلين بدراسة الأعشاب الخيالية طوال اليوم،
ويعاملونني وكأنني جدّهم !
حتى الغزال الصغير الذي أخفوه ، كان من أولويات
اهتمامهم، لكن لا يبدو أنهم يتدربون كثيرًا .”
حين سمع ذلك ، تذكر تشي مو ياو أنه كان عليه زيارة الغزال
الصغير، لكنه نسي الأمر وسط القلق والتعجل
ثم فكّر مرة أخرى، وفضّل ألا يزعجهم
فهو على يقين أن الزعيم يي رانغ والبقية سيحمون الغزال
جيدًا ، وإن ذهب بنفسه ، فقد يُربك ترتيباتهم دون قصد
وفي الطريق، تذكّر وسأل:
“ هل تعرف أين اجتمعوا ؟ ومتى خرجوا ؟ وما هو وضعهم الآن ؟”
الثعلب :
“ تقريبًا اجتمعوا وانطلقوا قبل تسعة أيام .
وطالما أن طائفة الشياطين لديهم جواسيس بين الطوائف
الصالحة ، فقد كانوا على علم بالخطة منذ البداية ،
واتخذوا احتياطاتهم.
لذا، لن يكونوا عاجزين تمامًا عن المقاومة .
لكن المشكلة أن قوتهم الرئيسية الآن ضعيفة ،
ولا يستطيعون مجابهة الطوائف الصالحه .
أما عن موقعهم الحالي أو وضعهم بالتحديد، فلا أعلم ،
لأنني تُركت في طائفة يو تشونغ .”
وخلال رحلته نحو أراضي طائفة الشياطين ،
لم يستطع تشي مو ياو كتم شعور بالندم
{ لو أنني لم أنفصل عن شي هواي ،،،،، لكنا معًا الآن في مواجهة كل هذا ،
وتشاركنا اتخاذ القرار والتخطيط لما هو قادم }
لكن الآن، لم يكن برفقة تشي مو ياو سوى الثعلب الأزرق العجوز،
وهذا ما جعله يشعر بتوتر شديد تجاه ما هو قادم ومجهول
لذا، قرر أن يستدعي خيط الارتباط بين شريكي الزراعة بطريقة تجريبية
اتّباع اتجاه هذا الخيط في البحث عن شي هواي كان أمرًا سهلًا للغاية،
كما أن وجود هذا الخيط بحد ذاته كان دليلاً على أن شي هواي بخير
فمن أقام طقس الزواج المزدوج ،
لا بد أن يوثّق بصمته الروحية على خيط الشريكين ،
وبهذا يمكن للطرفين استشعار حالة بعضهما البعض
{ لو كنت أعلم أن الأمر سيتطور إلى هذا الحد ،
لكنت أقنعت شي هواي أن ننشئ هذا الخيط سراً قبل أن نفترق …
من كان ليتوقع أن مجرد ذهاب كل مننا لإخبار طائفته بأنه
بخير ، سينتهي بكارثة كهذه ؟ }
بدأ يتنهد ويتحسر على غبائه ،
الأمر الذي أزعج الثعلب الأزرق بشدة ، فاختار تجاهله ،
ولفّ جسده ليستعد لأخذ قيلولة
أما تشي مو ياو، فانشغل بالتفكير في خطة للتعامل مع ما
هو قادم، ولم يزعج الثعلب
ظلّ الاثنان صامتين—شخص وثعلب—لفترة طويلة
وبعد حين، تذكّر تشي مو ياو أمرًا مهمًا، فسأل:
“ يا جدّنا العزيز لا أعرف حتى اسمك… كيف عليّ أن أناديك ؟”
“……”
تظاهر الثعلب الأزرق العجوز بالنوم
حين كان مجرد ثعلب ، لم يكن يملك اسم ، وحتى بعد
تحوله إلى هيئة بشرية، لم يمنح نفسه اسم
ولو أردنا الدقة، فإن الاسم الوحيد الذي أُطلق عليه كان ذاك
الذي منحته له يي تشيانشي… لكنه لا يريد الحديث عنه على الإطلاق ~~
——————-
في الجانب الآخر ،
شي هواي قد لاحظ أن رمز الصوت الذي أرسله لم يُفتح حتى الآن ،
فبدأ يشعر بوجود أمر غير طبيعي
وحين وصل إلى حدود أراضي طائفة الشياطين،
لم يُقدم على أي خطوة متهورة،
بل اختار التحليق على ارتفاع منخفض باستخدام أداة تخفي
وهي الأداة نفسها التي استخدمها سابقًا حين تسلل إلى غرفة تشي مو ياو
أما الآن، وقد بلغ مرحلة ولادة الروح،
فقد أصبح استخدام هذه الأداة أكثر فاعلية،
طالما لم يكن خصمه مزارعًا أعلى منه مرتبة،
فسيكون من المستحيل كشفه
وبهذا الشكل، دخل إلى أراضي طائفة الشياطين،
وكانت أول مجموعة تقع عليها عيناه تتكوّن من مزارعي الطوائف الصالحة
اندسّ شي هواي بينهم دون أن يثير الشك، وبدأ في التنصت على أحاديثهم
كان أغلب من في هذا المكان من مزارعي مرحلة بناء الأساس والجوهر الذهبي،
أما أصحاب المراتب العليا فكانوا في موقع آخر يتولّون القيادة،
وهذا ما جعل تسلل شي هواي أكثر سهولة
ظل يختبئ بين الحشود لفترة،
مستغلًا سمعه الحاد لالتقاط أي معلومة،
وبالفعل استطاع أن يستخلص الصورة العامة لما يجري
حتى وإن لم يكن كلامهم مفصلًا ، إلا أنه بمجرد الربط بين
المعلومات، تمكّن من فهم الوضع
وفي هذه اللحظة بالذات،
شعر شي هواي بالامتنان لأن تشي مو ياو لم يكن برفقته
ففي ظل هذا الفوضى، لو كان تشي مو ياو موجودًا، لاضطر
إلى تشتيت تركيزه لحمايته
وبعد أن أنهى جمع المعلومات،
انسحب بهدوء من بين الحشود،
وذهب إلى مكان آمن بما يكفي،
ليبعث منه رمزًا صوتيًا إلى تشي مو ياو
كان يعلم أن تشي مو ياو سيصل سريعًا ما إن يسمع بالأمر،
لذا كان عليه أن يطمئنه بأي طريقة
الوضع الآن ليس جيدًا على الإطلاق —
قادوا طائفة نوان يان عدة طوائف الصالحة وتمكنوا بالفعل
من القضاء على بعض الطوائف الصغيرة التابعة لطائفة الشياطين ،
وانتقلت ساحة المعركة حاليًا إلى طائفة تشينغ زي
صحيح أن طائفة الشياطين كانوا قد اختاروا سيد شياطين جديد ،
لكن هذا ' السيد ' سُحب إلى تشكيل العقاب السماوي ولم
يُنجز شيئًا يُذكر ،
لذا لا تزال طائفة الشياطين مجرد قوى متفرقة بلا نظام
لم تبدأ طائفة الشياطين بمحاولة الاتحاد إلا بعد وصول
الطوائف الصالحة إلى أراضيهم،
وبدأوا يتجمّعون شيئًا فشيئًا حول ' سماء الغيوم الخارجية ' ،
والآن فقط تذكّروا أن طائفة تشينغ زي هي الملاذ الأخير والأقوى لهم
فكر شي هواي لبعض الوقت،
ورأى أن من الأفضل أن ينضم إلى طائفة تشينغ زي في أقرب وقت
لكنه سرعان ما تراجع عن الفكرة ،
فبما أنه وصل إلى هنا، لا يصح أن يغادر من دون فعل شيء
استخرج من جرس كنوزه نسخة من تقنية قديمة كتبها له
تشي مو ياو بخط يده،
ثم بدأ يتمتم بتعويذتها، ويحرّك طاقته الروحية كما هو موضح فيها
وبعد أن تأكد من أنه أتقنها بما فيه الكفاية،
عاد إلى حيث كانت المجموعة السابقة من المزارعين
و قبل أن ينتبه إليه أحد ، كان شي هواي قد أطلق التعاويذ مستخدمًا طاقته
اهتزّ الهواء من حوله ،
ودوّى طنين مفاجئ في آذان كل الحاضرين ،
ثم أظلمت أعينهم بالكامل ،
وفي غضون نفسٍ واحد فقط ،
سقط مئات المزارعين أرضًا دفعة واحدة ——-
هذه تقنية هجوم جماعي قديمة ،
تتسبب في طنين حادّ في أدمغة الهدف ، يليه إغماء فوري
ولا يمكن لأحد فك هذا التأثير سوى شي هواي نفسه ،
وحتى يفعل ، فهؤلاء المغمى عليهم ليسوا سوى قشور
فارغة بلا أرواح أو وعي
هذه التقنية القديمة فعّالة للغاية ، لكنّ استهلاكها للطاقة الروحية كبير
ولهذا جلس شي هواي قليلًا ليتنفس ويعيد تنظيم طاقته
نظر إلى المزارعين الذين سقطوا أرضًا، وأعجبه ما فعل
بل وفكّر باعتزاز : { انظر يا مو ياو لم أقتل أحدًا !
ومع ذلك حيّدتُ مجموعة كاملة من الأعداء !
ولو أراد مزارعو الطوائف الصالحة استعادة هؤلاء ،
فلن يكونوا قادرين على إيذائي !! }
ثم لاحظ شيئًا… لقد بدأ يفتقد تشي مو ياو مجددًا
{ لو كان بجانبي ، لأثنى عليّ وأشاد بعملي ، وجعلني أشعر بالفخر }
في هذه الأثناء ، لاحظ المزارعون من الرتب العليا وجود خلل في المكان،
فسارعوا بالحضور، لكن شي هواي كان قد انسحب بالفعل
تفقد أولئك المزارعون حالة التلاميذ الساقطين،
وأصابتهم الدهشة، إذ لم يفهم أحدهم ما الذي حدث
إلى أن تعرف أحد الشيوخ على التقنية، فصرخ في ذهول:
“ هذه… هذه تقنية رنّة الأجراس وألف طائر كركي !
أليست هذه من التقنيات التي اندثرت منذ زمن بعيد ؟!
هل هذا يعني أن سو يو قد عاد ؟!”
“ يبدو أن الشخص الوحيد الذي يعرف هذه التقنية هو سو يو…
لكن ألم يكن عالقًا داخل تشكيل العقاب السماوي ؟!
هل خرج ؟!”
“ سو يو لطالما رفض الانضمام إلى أي طرف، ولا يؤمن بسلام بين العالمين…
فما الذي يحدث هذه المرة؟!”
{{ إن كانت طائفة الشياطين قد حصلت على دعم قوة مثل سو يو ….
فعلينا أن نعيد النظر في استراتيجيتنا تمامًا …!! }
يتبع
زواية الكاتبة :
التنين خاصتنا الغارق بالحب : " هذا المكان خطير جدًا ! ،
زوجتي ليست هنا هذا جيد ! … لكن أريدها أن تمدحني ! 💔😔 ،
آههخ اشتقت لزوجتي… لا، لا، هذا المكان خطير فعلًا…
آهههخ لكن اشتاق لزوجتي… "
عند مراجعتي الرواية من بدايتها : هذا الغونغ قد أصبح
مظلمًا لأن زوجته لم تقبّله …
و تدرب فقط لأنه خائف أن تهرب زوجته …
ثم أصبح سيد الشياطين لأنه يريد اللحاق بها سريعًا …
ما الذي كتبتُه بحق الجحيم ؟
للتنويه عن عالم الرواية :
( من الكاتبة نفسها وليس أنا 😂
' كلنا نحب نسولف ' ~ )
الاختلاف بين طائفة الشياطين وطوائف الصالحين يعود لطريقة الزراعة ——
فطائفة الشياطين تعتمد على أساليب غير تقليدية كالتحكم بالجثث ،
وامتصاص الدم، والزراعة المزدوجة ،
وكل ما لا يُعد من طرق الزراعة ' المشروعة '
وبسبب اعتمادهم الكبير على الطرق القاسية والمؤذية ،
أصبحوا مكروهين في العالم ،
وأُطلق عليهم وصف “ الشر” ….
تعليقات: (0) إضافة تعليق