Ch89 | TDVWD
في طائفة تشينغ زي، يوجد اثنان وثلاثون قصرًا،
كلّ قصر له سيده،
وقد تجمع هنا أكثر من عشرة من السادة المصابين إصابات بالغة،
بينما لا يزال الباقون يقاومون في الخطوط الأمامية،
يخوضون آخر جولة من القتال الشرس
نظر بعضهم إلى بعض ، ثم رمقوا الأب والابن وتشي مو ياو،
فتلخبطت مشاعرهم
كان شي هواي قد عاد ذات يوم وأعلن لهم فجأة أنه قد
أعجب بشخصٍ ما—تلميذ ذكر من طائفة هي هوان،
ذو جذور روحية مختلطة من ثلاث فئات،
ووفقًا لسنّه في عالم البشر، يمكن أن يكون جدّه
حين سمعوا ذلك شعروا بأن رؤيتهم قد اسودّت ،
ولم يلوموا شي لين حين أمسك بعصاه وضربه على الفور
كيف لوريث طائفة تشينغ زي أن ينحدر إلى أن يكون فرناً لطائفة هي هوان؟
والأسوأ أن ذلك “الفرن” رجلٌ أيضًا !
كان فيهم من حاول إقناع شي هواي بالتخلي عن هذه الفكرة
لكن… الآن، بعد أن رأوا تشي مو ياو بنفسه، لم يجد أحدهم ما يقوله
فهذا الشاب المغطى وجهه بقناع زهور الخوخ ،
بدت ملامحه كمراهق صغير في مقتبل العمر،
لكن لو أمعنت النظر إلى خطوط فكه، وشكل شفتيه،
وعنقه النحيل ، فستدرك أن ما أمامك هو جمالٌ لا مثيل له في هذا العالم
نظرة واحدة في عينيه تكفيك لتشعر وكأن النجوم قد حُطّمت لتُسكب في عينيه ،
يغرق الليل فيها كغريق ،
ويلتمع ضوءها فوق أمواج هادئة ،
تفتك بالأحلام وتربك صفاء القلب
نظرةٌ واحدة ، وروحك لا تعود كما كانت
وذلك دون أن نذكر المشاعر
في لحظة كهذه ، حين يهرب فيها الجميع طلبًا للنجاة ،
لم يتراجع تشي مو ياو — بل خاطر بنفسه وجاء لينقذهم
وهذا وحده كفيلٌ بإسكات كلّ أفواههم
هم أبناء طائفة تشينغ زي، ويعلمون جيدًا مدى الألم الذي
يسببه التعاقد الروحي مع الهوي،
وهو ما تحمّله هذا التلميذ من طائفة هي هوان… ونجح فيه
والآن، لا يكتفي بالمجيء على ظهر ذلك الوحش،
بل يعالجهم بيديه، ويبعث فيهم الحياة من جديد
كأنّه سار آلاف الأميال وسط الثلوج ليجلب دفئًا خافتًا ،
أو حلق كيعسوب لأيّامٍ ليستجيب لدعوة نجدة…
قد لا يكون فعله عظيمًا جداً ،
لكنه جاء في اللحظة الأشد حاجةً له، وجاء بصدق
أما ما صدمهم أكثر من أي شيء،
فهو أنه عقد عهدًا روحيًا مع غزال اليونّي —وهو أمر لا يكاد
أحد في عالم الزراعة الروحية يتجرأ حتى على التفكير فيه
حتى الأطباء الروحيون الحاضرون،
بدأوا يرمقونه بين الحين والآخر،
فسرعة علاجه تفوق قدرتهم بعدة أضعاف، والمزارعون
الذين يُعالجهم يعودون كأن لم يُصبهم أذى من قبل
إنه أمر لا يمكنهم حتى مقارنته
قدراته العلاجية تضاهي قوى الأطباء الروحيين من مرحلة
ولادة الروح،
لكن الوصول لتلك المرحلة بالنسبة لطبيب روحي أصعب
بكثير من أي مزارع آخر ،
وصعب إلى حد يكاد يكون مستحيلًا
رفع شي لين ذراعه ، وحرّكها قليلاً ،
ثم جلس جلسة التأمل والتنفس لفترة وجيزة ،
وما إن فتح عينيه حتى ظهر الذهول على وجهه —
شي لين :“ مهاراتك العلاجية باهرة حقًا .
أنا على استعداد لتعيينك سيدًا لأحد قصورنا ،
ما رأيك هل تنضم لطائفة تشينغ زي؟”
كان شي هواي لا يزال في جلسة العلاج ،
ينسّق تنفسه مع طاقة تشي مو ياو ليسرّع من شفائه،
وما إن سمع عرض والده حتى غضب بشدة:
“ إنه شريكي في الزراعة المزدوجة !”
: “ الشركاء لا يُعتمد عليهم دائمًا ،
حتى شريكة لوه العجوز تركته ،
ومع طبعك الكلب لا أحد سيبقى معك !
أما القصر فهو منصب مضمون !
في العلن يكون سيدًا لأحد قصورنا الثلاثة والثلاثين ،
أما ما تفعلونه في الخفاء فذلك شأنكما ! .”
شي هواي شتم غاضبًا :
“ اسكت ! لو صمتّ قليلًا هل ستموت ؟!”
: “ لو لم أكن مصابًا بجروح بالغة ، لكنت ضربتك الآن ،
أهذا أسلوب حديث مع والدك ؟!”
رأى تشي مو ياو أنه يجب أن يتدخل للتهدئة ،
فبدأ يختلق الأعذار قائلاً:
“ من الأفضل أن تتوقفا عن الكلام الآن ، وإلا فإن تقنيتي
العلاجية ستتسرب بلا فائدة .”
أما السادة من قصور طائفة تشينغ زي الآخرون،
فقد ظنّوا في أنفسهم أن ماقاله مو ياو مجرد خدعة لأطفال،
أيّ كذبةٍ سخيفةٍ هذه لإسكات هذين الاثنين ؟
لقد كانا يتشاجران لسنوات ، أيمكن أن تردعهما عبارة واحدة فقط ؟
لكن النتيجة كانت مذهلة — فالأب والابن هدآ فعلاً ~~
وتوقّفا عن الجدال ، وبدآ يتنفسان بانتظام لتنسيق طاقتهما مع العلاج
{ لقد صدّقاه فعلًا !!! }
عالج تشي مو ياو الأب والابن بكل جدية،
ثم انتقل لعلاج الآخرين واحدًا تلو الآخر
وحين بدأت الجولة الثانية من العلاج،
بدأوا السادة المصابون يدركون مدى قوة علاج تشي مو ياو
حين ينسّقون طاقتهم مع طاقته العلاجية ، يشعرون بطاقة
ناعمة تحيط بهم وتنساب مع قنواتهم الروحية،
كأنها أمطار ربيعية خفيفة،
دافئة ورطبة، تتغلغل بلطف في أجسامهم
وبهذه الطريقة، يصبح تمرير طاقاتهم الروحية في دورة
صغيرة أسهل بكثير من المعتاد
وأثناء علاج سيد قصر زون يوي اقترب شي هواي وسأل بقلق :
“ ألم يكن مؤلمًا حين استدعيت الهوي ؟”
فأجابه تشي مو ياو بسرعة :
“ لقد عالجت نفسي بالفعل !”
رفع شي هواي حاجبه وقال ببرود :
“ لو كنت قادرًا على تقسيم تركيزك بين الاستدعاء والعلاج،
لكنت تخطيت مرحلة الجوهر الذهبي الآن .
أنا وأبي لا نستطيع فعل ذلك حتى .”
صمت تشي مو ياو للحظة ، ثم قال بصوت أضعف:
“ أنا بخير الآن، لا داعي للقلق.”
نظر إليه شي هواي نظرة مليئة بالحزن والحنان،
ثم انحنى نحوه ليقبّل جبينه،
لكن قرن التنين الخاص به اصطدم بقرن الغزال الذي
يعلو جبهة تشي مو ياو، فحال بينهما بقوة
تجمّد الاثنان في موضعهما، وقد اعترتهما الدهشة
لكن شي هواي لم يستسلم ، فحرّك رأسه قليلاً،
ثم قبّله على شفتيه قبلة خفيفة،
ثم ابتعد وعاد إلى ساحة القتال
أما سيد قصر زون يوي ففتح عينيه بأسى ، ثم أغلقهما مجددًا بانكسار :
{ هذان الصغيران عديمي الحياء…
كيف يفعلان هذا أمامي ؟!
أما كان بإمكانهما اختيار مكان آخر؟
أنا شخص هجره شريكتي ، أهذا عدل !!!!!؟! }
( للتذكير سيد قصر زون يوي هو والد سونغ وييو /
قصة انفصالهم في الفصل 49 )
وبينما أنهى تشي مو ياو علاج معظم الحاضرين،
بدأ هؤلاء المزارعون يعودون تدريجيًا إلى المعركة
وقف تشي مو ياو للتوّ، لكنه شعر بدوارٍ شديد أفقده توازنه،
فسقط جالسًا على الأرض دون أن يقدر على الوقوف
لقد استنزف قدرًا كبيرًا من طاقته أثناء العلاج،
ورغم أن الأمر لم يستهلك من قاعدته الروحية كما حصل
عند معالجته لإصابة الثعلب الأزرق، إلا أنه أنهكه تمامًا
استدعاؤه القسري للهوي، تلاه جهد مفرط في العلاج،
جعله غير قادر حتى على الوقوف
جلس مو ياو داخل حاجز حماية وضعه له عدد من السادة،
ومن هنا رأى مزارعي طائفة تشينغ زي العائدين وقد
استعادوا السيطرة على ساحة المعركة بمساعدة الهوي والثعلب العجوز
وهكذا بدأوا يقلبون كفّة المعركة تدريجيًا لصالحهم ،
فتنهد تشي مو ياو بارتياح
لكن حين خفّ توتره ، أسودّت الدنيا في عينيه ،
وسقط على ظهره مستلقيًا
لم يتّضح إن كان قد أُغشي عليه، أم أنه غفا من شدة الإرهاق
فأسرع أحد الأطباء الروحيين القريبين منه، وسنده بهدوء،
ثم أخذه إلى مكان آمن للراحة ——-
—————-
لم يخطر ببال أحد من طائفة نوان يان قط أن يكون هناك
شخص ثالث قادر على استدعاء الهوي
وما زاد الطين بلّة، هو ذلك المزارع الغريب ذو الشعر الأخضر المائل إلى الزرقة،
والذي بدا شديد الغرابة، ( الثعلب )
فقد كان قادرًا على التحكم في مزارعين آخرين في مرحلة
ولادة الروح ليقاتلوا لصالحه
وفوق ذلك، أصبح كل ربع ساعة تقريبًا يظهر أحد مزارعي
طائفة تشينغ زي وينضم إلى المعركة من جديد
هؤلاء كانوا قد أصيبوا بجروح بالغة سابقًا ،
لكنهم الآن عادوا وكأن شيئًا لم يصبهم
باستثناء استنزاف طاقاتهم الروحية ، لم يكن هناك ما يُظهر عليهم آثار إصابات خطيرة
{ كيف يكون ذلك ممكنًا ؟!
و ذلك الشاب ذو قرني الغزال ، فهل يمكن أنه أبرم عقدًا
روحيًا مع غزال اليونّي ؟!
هذا غزال مقدّس، كيف يمكن لمزارع من فصيل الشياطين
أن يرتبط به روحانيًا ؟
هذا هراء لا يُصدّق ! }
لم يتصوروا يومًا أنهم قد يهزمون ، ولم يتوقعوا قط أن تكون الهزيمة بهذا الشكل الكارثي
من موقف الهجوم المُحكم ، إلى العجز الكامل عن المواجهة
حين قدموا ، كانت مواكبهم تملأ الطرق لعشرة أميال ،
والرايات تحجب نور الشمس
أما الآن، فلم يتبقَّى منهم سوى فتات من الجنود ،
يوشك كل فرد منهم أن ينهار من فرط استنزاف طاقته
ولأول مرة ، تسلل اليأس إلى قلوبهم ———
……
السماوية شياو يوي قد أُصيبت بجراح خطيرة،
فلهب تنين الهوي كان يحرق بشرتها وكأنه حمم بركانية
امتدت الحروق من وجنتها نزولاً إلى فكها وعنقها،
مخلفة وراءها آثارًا حمراء حارقة، يبدو أنها لن تختفي بسهولة
لقد كانت تعلم، إن كانت هذه الضربة من شي لين، فإن
الندوب لن تزول بالكامل، حتى مع استخدام المراهم
الروحية الفاخرة— وبالنسبة لحواس المزارعين، فهذه الندبة
ستكون واضحة كالشمس
{ وجهي … تشوّه ! }
وهذا بالنسبة لها، أشد قسوة من الإصابة البالغة نفسها
وما زاد جنونها، أن شي لين كان يهاجمها بجنون،
بينما السماوية تشي شان تلاحقها بضربات قاتلة
منذ أن عاد شي لين إلى المعركة ، تراجعت تشي شان تلقائيًا لدور الدعم ،
وكانت تظهر دومًا في اللحظة المناسبة لتُسدّد لها الضربة القاتلة
كانت تَغلي غيظًا ، تود قتل تشي شان أولًا ، لكن السماوي
غوان نان وقف في طريقها
صرخت :
" أحقًا اجتمعتم أنتم الثلاثة لتهاجموا امرأةً ضعيفة مثلي؟!"
رغم انشغاله في المعركة ، لم يمنع هذا شي لين من الضحك ساخرًا :
" ما دمتِ قد بلغتِ مقام الزعيمة ، فأين الضعف أو القوة ؟
أنتم هاجمتمونا ونحن في أضعف حالاتنا، وما زلتِ تجرئين على الكلام عن الشرف ؟!"
لكنها تجاهلته ، ووجّهت نظرتها الحقودة نحو السماوي غوان نان ، تصرخ بغضب:
" غوان نان! أما زلت تميّز بين العدو والحبيب ؟!"
فنظر إليها غوان نان ، ثم التفت بهدوء إلى تشي شان، وقال:
" أنا فقط أحمي شريكة زراعتي . لم أكن أنوي إيذاءك."
كادت السماوية شياو يوي تنفجر من شدة الغضب،
فهجمت بجنون على السماوية تشي شان
هربت تشي شان بسرعة ،
وها هو شي لين يعود ليشن هجومًا ضاريًا،
مُجبرًا إياها على التراجع وعدم ملاحقة تشي شان
ومع ذلك، لم تستسلم،
وصرخت وهي تتصارع مع شي لين:
" تشي شان ليست تحت سيطرة الثعلب الأزرق !!!
إنها تتظاهر بذلك!
الذين يتحكم فيهم الثعلب لا يملكون أي تفكير أو قدرة على
تفادي الضربات، أما هي فتقاتل بعقل واضح !"
في هذه اللحظة ، انضمّ بعض المزارعين الآخرين لمساعدة
السماوية شياو يوي،
وبعد اقترابهم منها، دخلوا حتمًا في مواجهة مع السماوية تشي شان
لكن سرعان ما لاحظوا أن هناك شيئًا مريبًا، فصاح أحدهم مشككًا:
" تشي شان هل أنتِ تساعدينهم؟!
لا يمكن أن تكون الجاسوسة من بين كبار طائفتنا نوان يان... كانت أنتِ ؟!"
ضحكت السماوية تشي شان، دون أن تخفف من حدّة هجماتها، وردّت ببرود :
" وإن كنت أنا، فماذا في ذلك ؟!"
: " تشي شان، لم أتوقع أن تكوني أنتِ... لقد خذلتِ ثقتنا ."
: " ثقتكم ؟
وما حاجتي لثقتكم أصلًا ؟!
وبالمناسبة، كفّوا عن مناداتي بـ'تشي شان'!
هذا اللقب الغبي السخيف ما كان ليظهر إلا من عندكم أنتم
يا نوان يان.
اسمي الحقيقي هو سي روييو!"
لقد ضاقت سي روييو ذرعًا بهذا اللقب منذ زمن
حين مُنحت هذا اللقب ،
كانت ضمن مجموعة من ثلاثة أشخاص أُطلق عليهم أسماء
"تشي رن" (عارف الناس)،
و"تشي شان" (عارف الخير)،
و"تشي دا" (عارف الفضيلة)،
بحجّة أن أسماؤهم رمزية وتحمل معاني تحثّ على السلوك الصالح .
سيدتها الرخيصة في طائفة نوان يان منحتها لقب ' تشي شان '
حين سمعت اللقب للمرة الأولى، كادت أن تقلب عينيها من شدّة الاشمئزاز ،
لكن وقتها كانت قد حصلت للتو على السماوي غوان نوان،
ولم تكن قد نامت معه سوى مرات قليلة ،
فاضطرت إلى الصبر والتحمّل
أما الآن، فقد طفح الكيل
لم تعد راغبة في البقاء داخل طائفة نوان يان،
ولا يعنيها ما يُسمّى بالأخلاق أو الشرف،
كل ما تريده هو أن تعيش كما يحلو لها، بحرية
الشيء الوحيد الذي كانت تتحسّر عليه قليلًا هو السماوي غوان نوان،
الذي كان مجرد "فرن زراعي" يبدو جيد المظهر
أما سواه، فلا شيء يستحق التعلّق به
كانت تعرف جيدًا أن عالم الزراعة الآن لا يضمّ مزارعين في مرحلة التجلّي،
وأنّ قوتها الحالية تمثل ذروتها،
{ فلمَا أستمر في التمثيل والتنازلات داخل طائفة نوان يان؟
لما لا أعود ببساطة إلى طائفة هي هوان حيث يمكنني أن
أكون على طبيعتي دون حساب ؟ }
صُدم الجميع
لم يتخيّل أحد أن مزارعة من طوائف الشياطين كانت
متخفّية طوال هذه السنوات في طائفة نوان يان،
بل وبلغت تلك المكانة العالية بينهم
فقد كانت تُعرف دائمًا بطبعها الهادئ وأحكامها العادلة،
ومحبوبة من الجميع
كيف تحوّلت تلك المرأة الرزينة إلى هذه الشخصية الوقحة المستهترة؟!
لم يتوقعوا أبدًا أن يكون تمثيلها بهذا الإتقان
أما شي لين، فقد أدرك أخيرًا أن الصوت يعود لسي روييو،
فالتفت ونظر إليها عدة مرات، ثم تمتم بدهشة:
" آه، أنتِ إذًا..."
تذكّر الآن أنها زارت طائفة تشينغ زي سابقًا لتسليم مخطط
تشكيل مصفوفة النقل لإنقاذ ابنه ،
وكانت وقتها تضع قناع وجه زهرة الخوخ
أما سي روييو، فلم تكن تعرف إن كان هذا الوقت مناسبًا
حقًا للحديث مع شي لين
حين رآها غوان نان قد تخلّت عن التنكّر وأصبحت تهاجم طائفة نوان يان علنًا،
توقّف لوهلة،
وانعكست في ملامحه خيبة أمل واضحة
لقد ظنّ، ربما، أنها ستبقى في طائفة نوان يان لأجله،
لكن ما جرى الآن أثبت له أنه توقع مكانة أكبر مما يستحق في قلبها
نعم، سي روييو قررت أن ترحل فعلًا
ثم رأى شي لين وكأنه يعرفها من قبل،
فاشتعلت نار مجهولة في قلبه، وانطلق بكل غضبه،
ليساعد السماوية شياو يوي في مواجهة شي لين
تصرّفه هذا كان أشبه بمشهد غيرة فوضوي،
وكأن سي روييو لمجرد أنها تعرف شي لين، قد تصبح فجأة
زوجة أب شي هواي
بالنسبة للسماوي غوان نوان، قد لا يُبالي بمعظم الرجال،
لكن شي لين، بقوته الحالية، قد يشكل تهديدًا حقيقيًا
يجذب انتباه سي روييو
أما شي لين، فلم يُفكّر بهذا العمق،
فما دام الطرف الآخر من طائفة نوان يان، فليضربه من دون تردّد
إلا أن سي روييو فجأة نظرت إليه وقالت:
" لا تضرب الوجه ! ."
أما لو كانت لا تزال تكنّ أي مودة تجاه السماوي غوان نوان،
فستكون لأجل وجهه فقط
ثلاثمئة عام من الزراعة المزدوجة معه لم تكن رائعة بشيء،
لكنها كانت تغفر ذلك كل مرة بسبب وجهه ذاك
فردّ عليها شي لين، متمتمًا على مضض:
" حسنًا..."
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق