القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch96 | TDVWD

 Ch96 | TDVWD



( الصور الي بالفصل ليست رسمية ، مجرد توضيحات ) 


كان الاحتفال بطقوس الارتباط بين شركاء الزراعة في فصيل 

الشياطين يبلغ ذروته مع حلول الليل —-


ففي عالم الزراعة ، لا تُقام مراسم الزواج كما في عالم البشر ، حيث يبدأ 

موكب التزويج مع شروق الشمس وتتهيأ 

“العروس” منذ الفجر الباكر


في عالم الشياطين ، تبدأ طقوس الزواج عند منتصف النهار، 

ومع ذلك، فإن هناك من سمع بالحدث وسبق فتجمّع عند 

أطراف طائفة هي هوان لمشاهدة هذا الاحتفال الفريد المميز


لم يكن أحد يعرف من هو هذا التلميذ الذكر من طائفة هي هوان ، 

وما نوع جماله الخارق الذي دفع وريث طائفة تشينغ زي ـ 

شي هواي، سيد الشياطين نفسه ـ إلى إقامة هذا الاحتفال المهيب لأجله


الأدوات الطائرة المصممة خصيصًا مصطفّة عند بوابة الطائفة في طابور طويل، 

مرتبة ومنسقة، ترفرف الستائر المعلّقة على أطرافها مع نسيم خفيف، 

تتحرك جميعها بنمط موحّد ، 

وترتفع أصواتها وهي تخترق الهواء بانسجام آسر ، 

مشهد شديد الفخامة


أوراق الأشجار تصدر خشخشة هادئة ، 

وأشعة الشمس الدافئة تتخلل من بين زهرات الخوخ ، 

وتفوح في الخارج رائحة حلوة خانقة من كثافتها ، 

حتى أن بعضهم لم يعرف كيف يتعامل مع ذلك الجو 

المليء بالسكر والعطر


وعندما بدأت الأدوات الطائرة في الانطلاق ، 

لم يكن تشي مو ياو هو من يقود الموكب ، 

بل كانت من في المقدمة هي سي روييو، في رمزيةٍ تُشير إلى 

أن زعيمة الطائفة نفسها ترافق تلميذها إلى طائفة تشينغ زي ——-



أما تشي مو ياو ، فقد كان في الأداة الطائرة الثانية


وفي الداخل، طائفة هي هوان قد بدأت تنشغل استعدادًا، 

حيث أن تشي مو ياو يرتدي اليوم رداء الاحتفال الأحمر


ورغم أنه من سـ”يُزف” إلى طائفة تشينغ زي، 

إلا أنه في نهاية المطاف رجل، 

كما أنه يشغل منصب سيد القصر الثلاثة والثلاثين هناك ، 

لذا كان زيه يحمل طابع الوقار والرصانة ، 

ليس بأنثوي ولا مبالغ فيه ، و يرتدي تاجًا تقليديًا على رأسه


ردائه ذا أكمام واسعة ، بينما رداء شي هواي ذا أكمام 

منسدلة أقصر ، وهو ما جعل حركته أسهل


كما أن النقوش المطرزة على الأردية كانت مختلفة بين الاثنين


رداء شي هواي عليه تنين يحلق بين الغيوم ، 

رمزًا لسيد التنانين في السماء ما وراء الغيم


أما رداء تشي مو ياو، فكانت الأزهار تتفتح عليه بجمال، 

وإحدى الزوايا ظهر فيها مخلب تنين واحد فقط


لم يكن في الرداء أي معنى رمزي عميق … 

فقد كان من تصميم شي هواي ، 

الذي قال له: “ هذه الزهرة… يعني أنا من قطفها ”،

ثم ظل يضحك مسرورًا لفترة طويلة



———————


داخل طائفة هي هوان / غرفة ' العروس ' ——— 


تشي مو ياو لا يزال داخل طائفة هي هوان ولم يخرج بعد، 

و الأخوات من التلميذات مشغولات للغاية


فهن في العادة صاخبات ، واليوم ازددن صخبًا ، 

وكأن مئة طائر أوريول قد تجمّعوا ، وكلٌّ منها يغني على هواه


الصوت الواحد ناعم رقيق ، لكن عند تجمّع كل أصواتهم 

جعل الأمر أشبه بجلبة


في تلك اللحظة ، دخلوا مجموعة من الفتيات

وبدأن الحديث في ما بينهن، ثم ركض إحداهن مسرعة نحو 

تشي مو ياو، وسألته بحماس :

“شيدي هل سترتدي القناع في احتفال الارتباط أيضًا ؟”


ابتسم لها تشي مو ياو برقة وأجاب:

“ نعم، هذا من تقاليد طائفة هي هوان. 

وحتى في طائفة الشياطين، سأظل أرتدي القناع دائمًا .”


كانت لوو تشيونغتشي قد وصلت سابقًا إلى طائفة تشينغ 

زي برفقة جماعة المعلم السماوي غوان نان، 

لكنها ـ مثل بقية الزوار ـ لم يكن مسموح لها بحضور 

لحظات الاستقبال أو المسير


فأمر تشي مو ياو شو رانتشو أن تذهب خلسة وتُحضر لوو تشيونغتشي إلى داخل الطائفة، 

وتمنحها زيًّا من طائفة هي هوان وقناع الخوخ، 

حتى يمكنها الانضمام إلى موكبه والمشاركة في جولة الليل داخل طائفة الشياطين


فهو كان يفضّل أن تكون لوو تشيونغتشي ضمن جماعته، 

بجانبه، و ليس مجرد ضيفة كباقي الحضور


لكن بسبب اختلاف الجنس، لم يتمكن المعلم هاو شيا 

والزعيم يي رانغ  من التسلل إلى الموكب مع الآخرين


أما يي تشيانشي، فكانت في غاية الحماسة، 

تدور حول تشي مو ياو بضع لفات وهي تندهش قائلة بإعجاب:

“ يا شيدي، مظهرك في الأيام العادية دومًا أنيق وهادئ، 

يعطي انطباعًا بالنقاء والبراءة ،

لم أتوقع أنك حين ترتدي الأحمر ستبدو بهذا القدر من الجاذبية !”


فأجابها تشي مو ياو مبتسمًا:

“ إذا كنا نتحدث عن الجاذبية ، فالثعلب الأزرق هو الأجمل .”


: “ هو مجرد ثعلب، ما الجميل فيه ؟”


: “ الثعالب مخلوقات جذابة بطبيعتها ! 

بالمناسبة ، أين ذهب الثعلب الأزرق ؟”


: “ لم أحضره .”


“……”

كما هو متوقَّع ، يي تشيانشي لا تعتبر الجدّ الأزرق سوى 

حيوان أليف عادي


بعد أن تأكدت من حال تشي مو ياو واطمأنت عليه، 

بدأت يي تشيانشي تتجول في المكان بفضول بالغ، 

فهذه المرة الأولى التي تدخل فيها أراضي فصيل الشياطين 

دون أن يكون ذلك في مهمة قتال


وقفت عند باب القاعة ، وأطلت برأسها خارجه ، 

متأملة ما حولها وقالت بانبهار :

“ طائفة هي هوان كبيرة جدًا !”


أجابها تشي مو ياو:

“ نعم، أراضي فصيل الشياطين واسعة، 

لأن عدد الطوائف التي أُسست في بداياته كان قليلًا، 

لذا كل طائفة أخذت لنفسها مساحة كبيرة. 

ورغم أن طائفة هي هوان لم تُخرج مزارعين في المراحل 

العليا كثيرًا ، إلا أنها من أقدم الطوائف في الفصيل .”


تابعت يي تشيانشي انبهارها :

“ الطائفة تبدو فخمة وفارهة .”


: “ صحيح، في ذلك الوقت كان مفهوم العمارة لدى فصيل 

الشياطين بدائيًا، فاستعاروا تصميماتهم من القصور الإمبراطورية في عالم البشر ، 

معتقدين أن هذا ما يُسمى بالهيبة . 

بخلاف طائفة نوان يان ، التي تضم أهل موهبة ، فبنوها 

بشكل أنيق بعيد عن الابتذال .”


ضحكت يي تشيانشي :

“ ومع ذلك، تظل أفخم من أكواخ طائفة يو تشونغ الخشبية .”


ثم اقتربت من المرآة ونظرت إلى نفسها بانبهار:

“ هذا القناع جميل حقًا، هل تراني أبدو جميلة في هذا الزي ؟”


رد تشي مو ياو بابتسامة لطيفة :

“ جميلة جدًا .”


أخذت تدير رأسها يسارًا ويمينًا ثم سألت:

“ فتيات طائفة هي هوان كلهن جميلات، أليس كذلك؟ 

هن يبدون أنيقات للغاية، خفيفات الحركة، وكأنهن راقصات .”


: “ صحيح ، تلميذات طائفة هي هوان بارعات في الغناء 

والرقص، كما أن مظهرهن مميز .”


كانت يي تشيانشي اجتماعية بطبعها، فبدأت تتقرب من تلميذات الطائفة وتحادثهن، 

بل طلبت من بعضهن خلع الأقنعة لترى وجوههن، فانبهرت بهن أكثر:

“ أنتن جميعًا رائعات الجمال !”


ولأنهن كن يعرفن أن تشي مو ياو هو من دعاها بنفسه، 

لم يُبدِ أيٌّ منهن حذرًا تجاهها أو تحفظًا


بعد أن أنهت جولتها، عادت إلى تشي مو ياو وسألته بدهشة :

“ كيف استطعت أن تصبر وتعيش وسط كل هذه الفتيات الجميلات ،

 ثم ترجع إلى طائفة يو تشونغ حيث لا يوجد إلا 

الوحوش الروحية ؟”


فأجابها مبتسمًا:

“ لأني أحب الحيوانات ، ثم إن مناظر بو هي خلابه .”


وفي هذه اللحظة ، دخل شخص جديد إلى الطائفة، 

فتجمعوا بعض الفتيات حوله ، وكأنهن منجذبات إلى وسامته اللافتة ، 

حتى لم يقدرن على صرف أنظارهن عنه


إحداهن سألت:

“ شيدي هل هو صديقك ؟”


وضع تشي مو ياو الدفتر الذي يقرأه وخرج ليلقي نظرة ، 

وما إن رآه حتى ابتسم— { لقد أتى الجدّ الثعلب الأزرق بعد كل شيء }


أجاب:

“ نعم، هو كذلك .”


بدأت الفتيات يتهامسن:

“ أذكره في المعركة السابقة كان مهيبًا للغاية ، 

يستطيع السيطرة على الآخرين وجعلهم يخضعون له.”


: “ شيدي يملك أصدقاء في مرحلة ولادة الروح أيضًا…”


أما الثعلب الأزرق ، فلم يعرهن أي اهتمام ، 

بل سار نحو غرفة تشي مو ياو، و نظرة جانبية نحو يي 

تشيانشي—رغم القناع، تعرّف عليها على الفور


لكن يي تشيانشي لم تلتفت إليه، 

بل بقيت منشغلة بالدردشة مع الأخوات الجميلات من الطائفة، 

وكان واضح أنها تهتم بهن أكثر بكثير من الثعلب


قال الثعلب باستياء وهو يتنهد بسخرية:

“ تسسك ”


ضحك تشي مو ياو وقال مازحًا :

“ تتبعني بإخلاص شديد أليس كذلك ؟”


: “ أنا جئت لأحضر احتفال ارتباطك !”


: “ آه، إذًا شكرًا لك يا جدّنا الأكبر ”


وقف الجدّ إلى جانبه ، وحدّق في ما بيده ثم سأل بدهشة:

“ أفي يوم الاحتفال ، وأنت لا تزال تراجع دفاتر الحسابات ؟!”


فأجابه تشي مو ياو:

“ نعم ، يجب أن أنهي المطابقة الآن ، وأفوض أي مشاكل 

إلى أعضاء الطائفة لحلها، 

وإلا فإنني بعد انتهاء الاحتفال لن أستطيع مغادرة الجبل لعدة أشهر .”


لم يكن تولّي تشي مو ياو لمسؤوليات قاعة الشؤون الإدارية محض صدفة ، 

بل لأنه بطبيعته شخص كثير الاهتمام ، 

ويحرص دائمًا على تنظيم الأمور بدقة متناهية ، 

ومع مرور الوقت أصبح التلاميذ في الطائفة يثقون به اعتمادًا تامًا


وحسابات الاحتفال بمراسم الارتباط هذه المرة قد ظهرت بعضها مؤخرًا فقط ، 

لذا أراد أن يراجعها بنفسه قبل أن يسلمها إلى شو رانشو حتى يطمئن


وبحسب مزاج شي هواي ، فمن المؤكد أنه في الأيام 

القادمة ، وبعد انتهاء الاحتفال، سيقيم حاجزًا صغيرًا لعزل الجبل مجددًا ، 

ويجلس ليعدّ الزهور الموشومة على ظهره ، واحدةً واحدة : 

كم زهرة ؟ وما أنواعها ؟


وقد يطول بقاؤهما على الجبل ، أقلّه لثلاثة أشهر ، وربما 

يصل إلى نصف عام


لهذا، كان عليه إنهاء كل الأعمال المتبقية قبل ذلك


وبينما يتفحص دفاتر الحساب ، تذكّر فجأة أمرًا ما، فسأل الثعلب بدهشة:

“ هييه أنت تعرف القراءة ؟”


عقد الثعلب حاجبيه بضيق، 

ورغم أنه لم يتحول إلى هيئة بشرية إلا مؤخرًا ، 

إلا أنه لم يكن بهذا الجهل:

“ اقتحام بحر وعي الآخرين يُتيح لي استخلاص بعض 

المعلومات واستخدامها كما أشاء .”


فقال تشي مو ياو بإعجاب :

“ هذه القدرة مريحة جدًا…”


فأجابه الثعلب:

“ وداخل بحر وعيك ، يمكن لشريكك الروحي أن يرى بعض الأشياء أيضًا .”


: “ هاه؟!”

لم يكن قد بلغ بعد مرحلة ولادة الروح، 

لذا لم يكن يعرف أن مثل هذه الأمور ممكنة


: “ ألم يخبرك بشيء عن ذلك من قبل ؟”


: “ أبدًا "


: “ إذًا لعلّ دماغك خالٍ تمامًا… 

لا شيء طريف فيه يُحتفظ به. 

المرء الغبي عادة لا يُخزن معلومات ممتعة .”


أخيرًا أدرك تشي مو ياو أن الثعلب من النوع الذي لا ينسى 

الإهانة ويردّها ولو بعد حين، وكان هذا تهكمًا منه


تنهد بملل ، ثم حمل الدفتر واتجه إلى شو رانشو ليسلمها إيّاه


وحين زالت حرارة الظهيرة ، وصل موكب الاستقبال


تشي مو ياو لا يزال راغبًا في مراجعة بعض الحسابات الأخيرة


هو لم يستخدم المعداد في حساباته ، 

بل كان يكتفي بالعدّ بأصابعه ، وكان دقيقًا وسريعًا


لكن حين خُطف منه دفتر الحسابات ، 

لم تكن أصابعه قد توقفت بعد، 

وبعدها دُفع ليجلس على الكرسي استعدادًا لاستقبال موكب العريس


تمتم بضيق:

“ أنتم عنيفون جدًا ، 

بهذه الطريقة لن تجدوا أي فرن مناسب !”


أجابت شو رانشو بتحدّي :

“ وأنت لأنك لطيف ، إذًا تزوجت وخرجت من الطائفة أليس كذلك؟”


: “ بالضبط!”


: “ نعم نعم نعم!”


كانت يي تشيانشي ولوو تشيونغتشي وغيرهنّ من الأخوات 

يتطلعن من خلف جدار الفناء، 

وهنّ يحاولن رؤية ما يجري في الخارج


وسرعان ما وصلت أخبار تقول إن طائفة تشينغ زي أرسلت 

أكثر من ألف صندوق هدية


في عالم الزراعة ، تُستخدم أدوات التخزين السحرية لحمل 

الأشياء، 

وتُعبّر هذه “الصناديق ” عن عدد الهدايا المُقدمة


وقد تكون تلك الهدايا عبارة عن أحجار روحية، 

أو أدوات سحرية، أو ملابس طقسية، 

أو حتى أعشاب روحية لم تُصنّع بعد، 

أو جثث وحوش روحية نادرة، وجميعها أشياء ذات قيمة كبيرة في عالم الزراعة


وخلال مراسم الارتباط، يقوم الطرف الذي يأتي للاستقبال 

بإرسال بعض الصناديق كنوع من الامتنان للطائفة التي نشأ فيها الشريك ، 

تقديرًا لرعايتهم له، وامتنانًا لإتاحة فرصة التعارف والارتباط


لكن طائفة تشينغ زي كانت سخية للغاية ، فقد أرسلوا أكثر من ألف


وعندما رأت لوو تشيونغتشي ذلك، أصابها القلق:

“ ما معنى هذا العدد الهائل؟ 

هل ينوون ألا يُعيدوا شيدي للطائفة ؟ 

هل لن يُسمح له حتى بالعودة إلى هنا ؟!”


فطمأنتها يي تشيانشي قائلة:

“ لا تتوتري ، ربما أرادوا فقط دعم شيدي ليبدو أكثر مكانة وهيبة ،  

فالكثيرون يتحدثون ويقولون إن شي هواي أخذ شريكًا من طائفة هي هوان ، وما إلى ذلك… 

هو فقط يريد أن يُظهر لهم كم هو يقدّره ويهتم به.”


نظرت يي تشيانشي إلى تلك الصناديق المحمّلة بالهدايا، 

وأطلقت تنهيدة إعجاب حماسية: “ وااااااااااو~”


وعندما اجتاز شي هواي جميع “الحواجز” ووصل أخيرًا إلى 

باب غرفة تشي مو ياو، 

ابتعدوا التلميذات من طريقه وفتحوا له المجال


أخذت سي روييو غصن “اللوتس المتشابك” وغمرته بماء 

السان شي المقدّس ، 

ثم وقف شي هواي وتشي مو ياو وجهًا لوجه ، 

وانحنيا برأسَيهما في تناغم تام


نقرت سي روييو بخفة على الغصن بين إصبعيها، 

لتنطلق قطرات نديّة بلورية نحو رأسيهما، 

تتناثر فوق شعرَيهما وتستقرّ بين خصلاتهما


“ أُعقد معك رباط اللوتس ، فتبقى هذه المحبة في القلب لثلاثة أعمار .

نحيا تحت مطرٍ واحد ، ونشيخ سويًّا ، 

نمسك الأيدي في لحظة فنمضي بها إلى الأبد .”


وبعد إتمام الطقوس ، قدّم شي هواي لتشي مو ياو شريط أحمر ، عُلّق في وسطه جرسٌ صغير ، 

تتدلّى من طرفيه شرّابات حريرية ، 

مرصّعة بأحجار الروح على هيئة الشمس والقمر


أمسك كلٌّ منهما بطرف من الخيط ، 

وسارا جنبًا إلى جنب خارجين من الطائفة


الجرس يصدر رنينًا خفيفًا مع كل خطوة ، 

والشرّابات تتمايل في أيديهما برفق


الشريط : 




سلكا طريق الحجارة وسط عبير زهور الخوخ المتصاعد، 

والضباب الخفيف المتناثر من حولهما، 

حتى وصلا إلى خارج طائفة هي هوان


عدد المزارعين من طوائف أخرى يقفون منذ وقت طويل 

عند المدخل لمشاهدة الحدث، فمدّوا أعناقهم وبدأوا 

يحدقون فيهما بفضول


ورغم أن تشي مو ياو كان يرتدي قناع الطائفة ، 

إلا أن هيئته ونقاء هالته كانا كفيلين بإبهار الجميع


' لا عجب أن سيد الشياطين مغرمٌ به إلى هذا الحد '


ركب تشي مو ياو على الأداة الطائرة ، 

بينما ركب شي هواي ظهر وحشٍ روحيّ مهيب


الأداة الطائرة :




ومع ذلك ، لم يُفرَج عن الشريط الأحمر أبدًا، 

فقد ظلّ يربط بين أيديهما طوال الطريق


هذه الدفعة من الأدوات الطائرة من نفس تصميم تلك التي 

صُنعت لمؤتمر الألف طائفة، 

لكنّها هذه المرة أكثر أناقة ودقة، 

ومزينة بستائرٍ حمراء احتفالية تتدلّى من أطرافها الأربعة


و على شي هواي أن يطير مائلًا إلى الأمام قليلًا ، 

مع الحفاظ على مسافة ثابتة من الأداة الطائرة ، 

حتى لا يعلَق الشريط الأحمر في الزينة ويتشوّه مظهره


كان زونغ سيتشن وسونغ وييو يرافقان الموكب أيضًا ، 

وبما أن زونغ سيتشن يمتلك جذور روح خشبية ، 

فقد بدأ يستخدم طاقته للتحكم بالنباتات المحيطة


وما إن مرّ موكبهم ، حتى بدأت الزهور تتفتح فجأة أينما مرّوا ، 

مشكّلةً بساطًا ساحرًا من الألوان والعطور


تفتّحت الأزهار مع كل خطوة ، 

تلاحقها أنغام الطبيعة من همس الغابة وهمهة المياه ، 

تزيد من بهاء الجبال والوديان ، 

وتحوّل المشهد إلى لوحة لا تُنسى


أطلّ تشي مو ياو برأسه من الأداة الطائرة ، 

متأمّلًا هذه الأزهار التي تفتّحت خارج أوانها ، 

غير قادر على كبح دهشته ،

وتمتم بصوت خافت : 


" يا لها من روعة… زهور تتفتح تحت أقدامي… 

كم أنا محظوظ أن أكون بطل هذا المشهد "


لم يتوقّع أن يكون هو المحور في مثل هذا الحدث الساحر


لكنّ هذه الفرحة سرعان ما أثارت غيرة شي هواي، الذي تمتم ببرود


“ أستطيع أيضًا أن أشعل نيرانًا وأجعل الأجواء أكثر صخبًا .”


تشي مو ياو سارع بسحب نظراته المبهورة عن الزهور ، 

خائفًا من أن يفعل شي هواي شيئًا جنونيًّا:

“ لا داعي لذلك… رجاءً .”


{ مزارعو النار لا يُجيدون الرومانسية .

رجاءً أرحمنا من المشاكل واصمت فحسب }





يتبع


زواية الكاتبة :

شي هواي : هاه ! وهل نسيت الألعاب النارية التي أشعلتها من أجلك ؟ 

عديم الضمير !

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي