القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch97 | TDVWD

 Ch97 | TDVWD




في طريقهم نحو طائفة تشينغ زي، 

كان موكب الزفاف يمرُّ على عدد من الطوائف الأخرى


ووفقًا لعادات عالم الزراعة، 

فإن الطوائف التي سمعت بخبر دَعوة طائفة تشينغ زي 

وعقدها لمراسم رباط شريك الزراعة ، 

وأرادت التعبير عن التهنئة ، كانوا يعلّقون فوانيس حمراء عند مداخلهم ، 

و أشعلوا نيران روحية رمزية ، 

كما أرسلوا بعضًا من مزارعيهم لحضور الوليمة داخل طائفة تشينغ زي


أما أولئك الذين لم تُوجّه إليهم الدعوة ، 

سواء كانوا مزارعين مستقلين أو تجّارًا عابرين ، 

فكانوا يصطفّون على جانبي الطريق ، يراقبون المشهد باحترام، 

ويُؤدّون تحية التقدير حين يمرّ الموكب ، تمامًا كما حدث 

في مؤتمر الطوائف الألف


هذه المرة الأولى التي ترى فيها يي تشيانشي مثل هذا الموكب المهيب ، 

وقد غمرتها الفرحة والدهشة معًا


فقط بين المرافقين كان هناك أكثر من ثلاثين مزارعًا في 

مرحلة ولادة الروح، 

و أغلبهم من طائفة تشينغ زي، جاءوا لمرافقة العريس، 

وبعضهم من أصدقاء شي هواي المقرّبين


{ يا له من موكب عظيم، مُهاب بكل معنى الكلمة، 

وقد خيّم على الأجواء هالة من الرهبة، لا يمكن لأي أحد تجاهلها }


رغم أن موقع طائفة يي تشيانشي في موكب الطيران كان في الأخير بعض الشيء، 

ولم تتمكّن من رؤية المشهد في مقدمته، 

إلا أن ما شعرت به من صدى وهيبة في الخلف كان كافيًا 

ليجعل قلبها يخفق سعادة


لقد شعرت حينها أن شيدي خاصتها لم يُظلَم ، 

بل حظي بما يستحق وأكثر


أما تشي مو ياو — فقد كان يُمسك بطرف الشريط الأحمر بيدٍ حذرة ، 

يخشى أن تفلت منه وتُعدّ إشارة نحس في يوم كهذا


و صوت الجرس المُعلّق في منتصف الخيط يرنّ خفيفًا مع كل خطوة ،


بينما يرفع عينيه بين الفينة والأخرى ليتأمل الرجل الذي 

يسير أمامه، مرتديًا رداء الزفاف الأحمر


كان ذلك الرجل شابًا طويل القامة ، 

عريض المتفين ، يركب وحشًا روحيًّا مهيب


حركاته المتمايلة مع وقع خطوات الوحش ذكّرته بما يحدث 

في ليالي النار الخافتة والهمسات الدافئة… 

في الغرفة حيث كان هذا الجسد يتمايل أيضًا


عندها لم يتمالك تشي مو ياو نفسه ، فاحمرّت وجنتاه خجلًا


وكأن شي هواي شعر بنظرته ، فالتفت نحوه ، 

وبالرغم من أن ملامحه كانت باردة حادة ، 

تحمل دومًا لمحة من الشراسة ، 

إلا أن ابتسامة رقيقة ارتسمت على وجهه في تلك اللحظة


فقط نظرة واحدة كانت كفيلة بأن يقرأ كلٌّ منهما ما في قلب الآخر من حبّ وسعادة ، 

ثم تبادلا الابتسام بصمت ، دون حاجة إلى كلمات


هو ينظر إليه —


وهو أيضًا ينظر إليه ——


في هذا اليوم قام تشي مو ياو بلفّ شعره بتاج اليشم من أجل هذا الرجل ، 

وقرّر أن يبني قصر في خضمّ فوضى العالم، 

ويجعل من هذا الحب موطنًا، 

يحتفلان فيه بجمال الجبال واتساع الأنهار، 

ويشعلان معًا الألعاب النارية الملوّنة


هو من يصدّ عنه الرياح ، ويحجب عنه المطر ، 

ومن يلازمه بخطوات هادئة كأوتار تعزف معًا


بدأت مراسم الزفاف في وقت الظهيرة ، 

واستمرت حتى توشّحت السماء بلون الخمار القرمزي ، 

ثم غفت الشمس ، وخرجت النجوم ، 

مصطفّةً في الفضاء كقادةٍ يستعرضون جنودهم


وفي يومٍ واحد ، حظوا بجمال المنظر ، 

وسُمِح لمزارعي طوائف الشياطين بأن يشهدوا موكب حبٍّ نادر


وأخيرًا، وصل الموكب إلى سلسلة جبال ' سماء الغيوم الخارجية  ' وعند تشتيت الضباب ، 

ظهرت قمم الجبال متلألئة تحت وهج دافئ ، 

وسار الموكب وسط الليل، يشقّ الظلام بنور مهيب


في الظلام ، أُضيئت أدوات الإنارة السحرية الموحّدة ، 

لونها الأحمر يتمايل وسط أسراب من الحشرات الطائرة الخضراء المضيئة


في تلك اللحظة فقط ، بدأ الناس يُلاحظون أن موكب تشي 

مو ياو كان يحيط به دائمًا مجموعة من نيران الجحيم 

الخضراء تحوم حول أداة الطيران في تناغم جميل


كما أن طائره الأصفر البدين تشيوتشيو 

يجلس فوق السقف ، 

يرمق تلك النيران بنظرات متوجّسة ، لكنه لم يقدم على التهامهم


كان تشي مو ياو قد أطعمه حتى التخمة قبل الانطلاق ، 

خوفًا من أن يبدأ في مهاجمة نيران الجحيم النادرة


وها هو الآن ، ممتلئ حتى إنه بالكاد يطير ، 

وقد أصبح مطيع على غير عادته 


ضوء الفوانيس الحمراء امتزج مع وهج نيران الجحيم


والموكب شقّ طريقه عبر الغابة ، 

ليُشكّل في عمق السكون شريطًا من الضوء الأخّاذ


راقبهم أحد المزارعين المتخفّيين ، 

ثم عاد مسرعًا إلى طائفة تشينغ زي ليبلّغ بقدومهم


وما إن اقترب الموكب ، حتى فُتحت بوابات الطائفة عن آخرها ، 

مرحّبة بقدومهم



سلالم شاهقة تتقدّم البوابة ، وإذا رفعت بصرك ، 

لن ترى نهايتها… فالطائفة عظيمة البنيان ، فارهة ، تقبع 

هناك كعرش ملك لا يُطاول




وفي هذه الليلة ، مضيئة كألف شمس ، 

تعجّ بالزوّار والضيوف ، في مشهد صاخب


أما مزارعو طائفة تشينغ زي الذين كانوا ينتظرون وصول العروسين ، 

فقد نهضوا من أماكنهم ، 

متلهّفين لرؤية العريسين وهما يدخلان معًا


أمسك شي هواي بطرف الشريط الأحمر ، 

وقاد تشي مو ياو إلى أسفل من على الأداة الطائرة ، 

وما إن تقدّما بضع خطوات حتى ظهرت سي روييو في انتظارهما


سارت سي روييو في المقدمة ، يتبعها العروسان ، 

ومن خلفهم تتابع دخول أخوات طائفة هي هوان ، 

وكذلك يي تشيانشي، و الثعلب الأزرق ، 

وغيرهم من المدعوين إلى داخل بوابة طائفة تشينغ زي


“ أوه، وصلوا أخيرًا!”


“ ما ذلك ؟ يرقات مضيئة ؟”


“ ليست يرقات ! إنها نيران الجحيم الطافية! 

كيف يعقل أنهم أطاعوا الأوامر ؟!”


نيران الجحيم تتراقص حول العروسين بلا أي عدائية ، 

بل وكأنهم يرافقوهم في سكون وبهاء


وهكذا —- بدا وكأن هالة من النور الناعم قد أحاطت بهما ، 

يتراقص من حولهما ، 

ومع زينة الزفاف الفخمة ، 

بدى المشهد حالم كأنها صورة من عالم الخيال


و رنات الجرس المعلّق على الشريط الأحمر تمازج بلحنها 

الرقيق مع أكمام ثيابهما التي رفرفها النسيم ، 

ليبدو العروسان كأنهما مخلوقان سماويان نزلا إلى الدنيا


وفي نظرات الحاضرين ، تقدّمهما سي روييو إلى القاعة 

الكبرى لطائفة تشينغ زي


وقف خلف السماوي غوان نان تلميذيه ' يانشو و زيهي ' ، 

و وقف على جانبيه هاو شيا ويي رانغ بقلق شديد


نظرات السماوي غوان نان لم تكن موجهة للعروسين، 

بل إلى سي روييو، بردائها الوردي ، 

رافعة ذقنها باعتداد وثقة


لم تكن تلك المرأة الرقيقة من طائفة نوان يان ، 

بل الآن أكثر سطوعًا وبريقًا


وتلك النظرة التي حملت شيئًا من العمق ، 

كانت كفيلة بأن تعكر صفو داخله


يو يانشو حدق أولًا في العروسين ، 

ثم لم يلبث أن سرق نظرة إلى سي روييو، 

وما إن التقت عيناه بعيني شريكة معلمه حتى انتفض وأشاح 

بوجهه بسرعة ، 

خشي أن يكون فضوله قد أغضب غوان نان


الأمر نفسه فعله شي زيهي ، 

إذ خشي أن ينفجر سيده غضبًا ويُفسد الزفاف أمام الجميع


أما هاو شيا ويي رانغ فقد كانا مذعورين ، 

فالمكان يعج بمزارعي طائفة الشياطين ، 

ولو حدث صدام الآن ، فغوان نان وتلميذيه قد لا يصمدان


راقبا الوضع برهبة ، وما إن التفت إليهما تشي مو ياو بنظرة 

هادئة حتى ارتاحت قلوبهم بعض الشيء


تمتم هاو شيا: “ لا تخف… هو موجود "


وأردف يي رانغ : “ صحيح ، طالما هو هنا فلن يجرؤ أحد 

على افتعال الفوضى في يوم زفافه .”


أعلن زعيم قصر زون يوي الذي تولى دور المقدم ، بصوت عالٍ:

“ ليُعلّق العروسان الجرس .”


تقدّم تلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي، 

يحمل صينية عليها الجرس والخيط


أمسك العروسان طرفي الخيط، وثبتاه معًا في المنتصف، 

الجرس اهتز بخفة ، أعلن عن ارتباط الأرواح


الجرس رمز التنبيه والإعلان ، 

و صوته يقول ' انظروا إلينا ، لقد أصبحنا واحد '


أما الخيط الأحمر ، فكان وعدًا بالرباط الأبدي


ومنذ تلك اللحظة ، سيُعلّق هذا الشريط في قاعة الارتباطات بطائفة تشينغ زي


أعلن السيد بعدها :

“ فليُقدّم العروسان الشاي ”


نهض كل من تشي مو ياو وشي هواي ، 

وأخذا أكواب الشاي، ليقدماها إلى كبارهم


“ يا زعيمتي ، تفضلي الشاي.”


“ أبي، تفضل الشاي.”


في تقاليد الزفاف ، يُقدّم الشاي للوالدين والمعلم معًا


لكن تشي مو ياو قد فقد والديه ، 

ومعلّمته قد توفيت ، فلم يبقَ له إلا الزعيمة


أما شي هواي، فلم يكن له معلم قط، 

وتولّى والده تربيته بعد وفاة والدته، 

فلم يكن هناك من يُقدَّم له الشاي سواه


لحظة فارغة بدا فيها مشهد التقديم ناقص ، 

لم يلتفت إليها أحد… سوى السماوي غوان نان ، 

الذي بدت ملامحه غير راضية ، فزم شفتيه بصمت


ثم جاء الدور الثالث في المراسم :

“ ليتبادل العروسان اعتراف الأرواح .”



وهي المرحلة التي تربط فيها الأرواح بعضها ، 

فيتمكّن كل طرف من استشعار حال شريكه ؛ غضبه ، حزنه، 

وحتى مقدار استهلاكه من الطاقة الروحية


وإن بلغ التناغم بين الأرواح ذروته ، 

يمكن أن يشعر أحدهم بموقع الآخر فورًا ، لينقذه من الخطر إن اقتضى الأمر


غير أن قلة قليلة من الأزواج في عالم الزراعة استطاعوا وصول هذه المرحلة النادرة


رفع تشي مو ياو يده ، وما إن مال شي هواي قليلًا نحوه ، 

حتى قبّل قبلة خفيفة على جبهته، همس بين الأرواح


بعد أن أنهى تشي مو ياو لمس جبهة شي هواي، 

مدّ الأخير يده بدوره ولمس جبهة حبيبه بحنان


لكن ما إن لامست روحه روح تشي مو ياو ، 

حتى تحفّزت طاقة روحه بشكل لا إرادي ، 

وظهرت قرون الأيّل فجأة وبعشوائية


كادت القرون أن تصيب شي هواي، الذي تفاجأ ووقف فجأة 

مستقيمًا من شدة الذعر


سارع تشي مو ياو إلى سحب قرونه بارتباك، 

ثم ألقى نظرة محرجة نحو الحضور، 

ولم يخِب ظنه إذ دوّت ضحكات خافتة في الأرجاء



أما سيد قصر زون يوي الذي كان يتولى تقديم المراسم، 

فقد بدت عليه رغبة بالضحك هو الآخر، 

لكنه قاومها بشدة، ثم استعاد رسميّته وقال بصوت عالٍ:


“ ليتقدّم العروسان لتقديم البخور !” ~ محاولًا السيطرة 

على الموقف بإعادة الجميع إلى جو الطقوس ~


ارتبك تشي مو ياو قليلًا من الموقف الذي جرى، 

لكن لحسن الحظ، أمسك شي هواي بذراعه مطمئنًا، 

وناولَه ثلاث عيدان بخور


أمسك الاثنان البخور ، 

ثم مرّر شي هواي إصبعه فوق أطرافها ، 

فاشتعلت فورًا بطاقة روحية لطيفة


ركعا معًا أمام المذبح ، وقدّما البخور باحترام وهدوء


وبعد أن أنتهوا ، تراجع تشي مو ياو بخفة خطوتين إلى الوراء، 

يتأمل الدخان الأزرق وهو يتصاعد ببطء من البخور نحو السماء


ثم التفت نحو شي هواي ، وابتسم


وفي تلك اللحظة، أعلن سيد القصر:


“ تمّت المراسم!”



على عكس شي هواي، الذي لا يزال عليه حضور بقية المراسم واستقبال الضيوف ، 

نُقل تشي مو ياو إلى جناح آخر في الطابق العلوي ليأخذ فترة من الراحة


في هذا الوقت ، سُمح لأصدقائه وإخوته في الطائفة بزيارته


تسلّل المعلم هاو شيا ويي رانغ بخفية إلى هناك ، 

ولم يتوقعا أن يرافقهما يو يانشو و شي زيهي أيضًا


تردّدا قليلًا قبل الدخول ، لكن في النهاية لم يتمكنا من تجنّب اللقاء ، 

فالجميع يدرك تمامًا ما يجري خلف الكواليس ، وإن لم يُصرَّح به


دخل الأربعة الطابق العلوي ، ليجدوا يي تشيانشي قد 

خلعت قناعها الزهري، 

وجلست على الطاولة بكل أريحية تأكل من صحن المكسرات بلا خجل


أما الثعلب الأزرق، فقد كان مستندًا على النافذة، 

متكئًا على السور بإهمال، كأن جسده بلا عظام


رداؤه الخارجي انزلق عن كتفه، ولم يكلف نفسه عناء تعديله، 

و نسيم المساء يداعب خصلاته الزرقاء المخضرة، 

مانحًا إياه سحرًا غريبًا يجمع بين الكسل والفتنة


والمفاجأة الكبرى كانت أن العريس نفسه ، تشي مو ياو، كان 

يجلس على الأريكة مستخدمًا إصبعه في تقشير بذور عباد الشمس، 

فيما تتدلّى خيوط اللؤلؤ من تحت قناعه الزهري دون أن تعيق حركته في الأكل


حين رأى أصدقاءه ، أشرق وجهه بالسعادة وقال بحفاوة:


“ أوه ، جئتم أخيرًا ؟”


تفاجأ يو يانشو و شي زيهي من نبرة صوته ، 

إذ بدا مختلف عمّا اعتادوه


لكن ملامحه لم تكن غريبة ، فهو تشي مو ياو بلا شك


ابتسم تشي مو ياو وقال ضاحكًا :

“ مجرد حيلة صغيرة من طائفة هي هوان .”


فاطمأنوا على الفور


لكن بوجود العديد من فتيات طائفة هي هوان في المكان، 

بدوا متوترين قليلًا ، فجلسوا باستقامة وتحفّظ


بعد فترة ، تردد شي زيهي قليلًا حتى تحدث  :

“ تشي مو … أقصد…”


فقال تشي مو ياو بلطف:

“ يمكنك مناداتي بـ تشي جيو ”


كان صادقًا ، رغم أنه في الحقيقة لا يحب هذا الاسم المستعار كثيرًا ، 

إذ يشبه في لفظه عبارة “دائم الاستمرار”، مما يجعله يبدو غريبًا بعض الشيء


قال شي زيهي بحماس:

“ آه نعم ، تشي جيو ، كنت أودّ إخبارك أنني أنا وهان تشينغيوان أصبحنا شريكي زراعة . 

صحيح أن مستوانا لا يسمح بإقامة مراسم كبرى ، 

لكن إن حالفنا الحظ وارتقينا لاحقًا ، وأقامت الطائفة لنا 

مراسم، نأمل أن تحضر حينها .”


بالنسبة لـ شي زيهي ، كان تشي مو ياو قد أنقذ حياته 

وحياة هان تشينغيوان، كما أنه خاض معهم أوقاتًا عصيبة، 

فبينهم رابطة من المحن والشدائد


وأمر كهذا، كان من الطبيعي أن يرغب في مشاركته مع تشي مو ياو


قال مو ياو بحماس :

“ حقًا ؟!”

تفاجأ  { هل وصل البطلان الرئيسيان إلى نهاية الرواية ؟! }

نقل نظره تلقائيًا إلى يو يانشو، 

فرأى أن الأخير لا يبدو متأثرًا، 

وكأنه لا يُبالي، فابتسم وقال مهنئًا:

“ حقًا أبارك لكما !”


ابتسم شي زيهي بخجل : “ شكرًا ...

في الحقيقة، هي أيضًا أرادت المجيء… لكن…”


لكنه لم يُكمل


فهان تشينغيوان كانت تلميذة السماوية شيان يوي 

وهذه الأخيرة لم تكن لتسمح لها بالحضور


أومأ تشي مو ياو بلطف :

“ ممم ، أفهم ذلك تمامًا .”


ومع انفتاح باب الحديث ، اقترب كل من هاو شيا ويي رانغ من حوله، 

وبدأوا يسألونه عن حاله ويطمئنون عليه


وبعد لحظات، انفجر هاو شيا بالبكاء مجددًا:

“ قبل مدة ظننت أنك ميت ، حفرت لك قبرًا… 

والآن لا أعلم، هل يجب أن أُزيل القبر؟ 

هذا فأل سيئ… ايييييه لماذا أتحدث بهذا في يومٍ سعيد كهذا ؟!”


سارع تشي مو ياو إلى طمأنته:

“ لا بأس، لا تهتم ، دعه هناك… 

ليتحوّل في المستقبل إلى تلة ترابية صغيرة .”


: “ حسنًا.”


وفي النهاية، لم يتسنَّ ليو يانشو الحديث معه إلا لاحقًا


نظر تشي مو ياو إلى الآخرين، 

ثم أخذ يو يانشو جانبًا، 

وحدّثه بصوتٍ داخلي عبر الإرسال الروحي:

“ كنت مترددًا بخصوص هذا ' الجرس' 

( جرس كنوز يو تشاولو ) ، 

لا أعلم لمن يجب أن أُعطيه . 

فكّرت أن أقدّمه إلى السيد السماوي غوان نان ، 

لكن شعرت أنه ليس الأنسب… 

لذا سأعطيك إياه، لا بد أنك تعلم ما بداخله .


أنت تحمل نية صادقة في قيادة طائفة نوان يان نحو الأفضل ، 

وهذا على الأرجح ما كان يريده كبيرنا يو تشاولو


عند وفاته ، أوصى ألا يُدفن في طائفة نوان يان ، 

لكنني فكّرت : هو لم يكره الطائفة نفسها ، 

بل كره ما آلوا إليه… 

فإن عادوا يومًا لما كان يريده ، 

فلا شكّ أنه سيختار أن يستقر هناك .


احتفظ بهذا الجرس ، اعتبره تذكير لك. 

يا أخ يو أنت لست وحدك . 

عائلة يو طيبون وصادقون ، 

وما لم يتمكّن سلفك من تحقيقه … دَعْه يتمّ على يديك .”


ذهل يو يانشو وهو يتأمل الجرس في يده ، 

وكأنه لم يتوقع أن يكون في حوزة تشي مو ياو ، 

ثم أومأ برأسه بجدية:

“ حسنًا .”


ابتسم له تشي مو ياو وقال:

“ شكرًا لك على رعايتك لي طوال الفترة الماضية .”


ففي طائفة يو تشونغ، كان يو يانشو يعامله بلطف، 

ويدافع عنه في أكثر من موقف، وهو لم ينسَى ذلك أبدًا


رد يو يانشو ببساطة:

“ هذا واجبي .”


“ مم.”


نظر إليه يويانشو أخيرًا وتكلّم بما كان يختلج في صدره:

“ إن نجحت يومًا ما، وإن احتجت إليّ في أي وقت، 

فبإمكانك أن تأتيني… سأظل دومًا أخاك يو يانشو ”


ابتسم تشي مو ياو برقة :

“ حسنًا ، سأفعل .”


غادر يويانشو حاملاً الجرس ، 

ونزل الدرج بوجه يغشاه لمحة من التأمل والقلق ، 

وكأن فكره مشغول بما هو قادم


وصادف أن التقى في طريقه بسي روييو ، التي تسير 

بخطوات مترنحة، و يبدو أنها شربت أكثر من اللازم


ولمّا لمحته ، تلاشت الابتسامة من وجهها تدريجيًا ، 

وتحولت بجهدٍ ظاهر إلى تلك الهيبة الرصينة التي 

اعتاد الناس رؤيتها بها


كان تغيّير غريزي ، حتى أن سي روييو نفسها بدت مصدومة 

من ردّ فعل جسدها


قال يويانشو على الفور ، وقد بادر بالتحية :

“ معلمة .”


لوحّت سي روييو بيدها، وقالت:

“ لم أعد كذلك بعد الآن .”


أصرّ بإخلاص ظاهر:

“ لقد أوليتِني الكثير من الرعاية ، 

وستبقين في عيني دومًا معلمة .”


: “ كما تشاء "



تردد يويانشو وهو يحدق فيها، ثم تكلّم أخيرًا :

“ معلمة … مؤخرًا، معلمي لم يكن سعيدًا أبدًا ”


لم يكن متأكدًا إن كان حديثه هذا يُعد تدخلاً غير محبب، 

لكنه لم يستطع كبح قلقه


وما إن ذُكر اسم السماوي غوان نان، 

حتى رفعت سي روييو عينيها وتمتمت :

“ حين كنت بجانبه لم يكن سعيدًا ، 

هو لم يكن سعيدًا يومًا ! 

حتى الخط الذي بين حاجبيه يشبه الحرف ‘川’ 

وكأنه مطرز هناك من فرط العبوس !”


ضحك يويانشو بخفة ، ثم قال بنبرة صادقة:

“ أظن أن المعلم ما زال يفكر بك "


: “ يفكر بي؟ ليصفي حسابًا متأخرًا ؟”


فكر يويانشو إلى أنه ربما تجاوز حدوده ، 

فسكت على الفور ، 

وانحنى مودعًا ، 

ثم ركض مسرعًا إلى أسفل الدرج ، 

تاركًا سي روييو وحدها في ممر الدرج


كانت قد فهمت ما يجري ، 

وحين أرادت الصعود أدركت فجأة أن قدميها لا تتحركان


نظرت إلى الأرض ، لتكتشف أنها واقعة داخل دائرة تعويذة 

لم تدرِي متى ظهرت ، 

لكنها كانت متقنة ، قد أحكمت تقييدها بالكامل


تنهّدت باستسلام، ثم نظرت إلى الأسفل، 

فوقع بصرها على رجل يخطو ببطء نحوها من أسفل الدرج ، 

يرتدي رداء داكناً بلون السَّماء ، 

ملامحه وسيمة ونقية ، لا تشوبها شائبة


كان السماوي غوان نان


كما عهدته دومًا ، وجهه كالجليد ، 

ملامحه باردة حادة ، 

وكأن الصقيع تسرّب إلى كل تعبير فيه


رداؤه المهيب يزيده رهبة ، 

وكأن به هالة من النفور تدفع الآخرين بعيدًا ، 

رجل لا يتحدث كثيرًا ، وكأن لا شيء في هذا العالم يستحق اهتمامه


لكن ، أمام سي روييو ، ليس كذلك


يتبع


غوان نان و سي روييو : 





  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي