Extra1 | SJUTM
شي دوو : “ هل تريد أن نتزوج ؟”
شين آنتو : “ بالتأكيد . متى ؟”
: “ الآن .”
: “ الآن ؟!”
وكان المقصود بـ “الآن” حرفيًا
أراد شي دوو أن يأخذ شين آنتو إلى دولة L فورًا لتسجيل زواجهما
عاصمة دولة L كانت مقصدًا عالميًا مشهورًا للأزواج
لم تكن هناك أي قيود تقريبًا على الزواج هناك،
و بإمكان أي شخص إتمام تسجيله مع شريكه في غضون عشر دقائق فقط
لم يستطع شي دوو الانتظار لحظة أطول
الآن بعد أن وافق شين آنتو ، لم يكن هناك أي سبب للتأجيل
بعد مغادرتهما مركز الشرطة ،
قاد شي دوو شين آنتو إلى المنزل ليجمع بعض الضروريات
وبحلول الصباح ، كانا يجلسان بالفعل في صالة الانتظار بالمطار
وبما أن القرار كان مفاجئًا ، لم يتمكنا إلا من الحصول على
مقاعد الدرجة الاقتصادية ،
لكن ذلك لم يكن مهمًا على الإطلاق
كان شين آنتو سعيدًا جدًا طوال الطريق لدرجة أنه رفض
الإفلات من يد شي دوو
متجاهلًا تمامًا النظرات الفضولية من حولهما
لم يكن من المقرر أن تقلع الطائرة إلا بعد الظهر
وبالنظر إلى أنهما لم يناما طوال الليل وكانا في حركة
مستمرة منذ الصباح ، سأل شي دوو شين آنتو إذا كان يريد أخذ قيلولة
التفت شين آنتو إلى شي دوو بابتسامة حلوة ، وعيناه تتفتحان كالأزهار : “ اووه .”
: “ إذن اترك يدي ، وسأحضر لك قناع النوم .”
لم يحب شين آنتو النوم بأي ضوء ،،
ورغم أن شي دوو نسي أن يحزم له ملابس إضافية ،
إلا أنه تذكر إحضار قناع نوم شين آنتو
ولكن بدلًا من الإفلات ، شد شين آنتو قبضته على يد شي دوو
مستندًا بذقنه على كتف شي دوو و همس: “ لا، لا أستطيع الإفلات .
في اللحظة التي أفعل فيها ذلك، سأشعر بسوء — دوار ،
غثيان ، وستبدأ أذناي أيضًا بالألم…”
كان شي دوو يعلم أنه يتصرف مدللًا عمدًا ،
لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالقلق : “ هل دوار الطائرة لديك بهذه الشدة ؟”
: “ هل هذا دوار الطائرة ؟ لا ! هذه متلازمة الانسحاب من شي دوو !” رد شين آنتو كلامًا ساخرًا
بجدية تامة : “ أنت
تطرح السؤال الخطأ ،،
يجب أن تقول، ‘ماذا علينا أن نفعل ؟’ حاول مجدداً .”
تظاهر شي دوو بالعجز ولعب اللعبة : “ ماذا علينا أن نفعل ؟”
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه شين آنتو على الفور :
“ الرئيس شي عليه أن يقبلني .
قبلة واحدة فقط وستصلح كل شيء .”
مهما كرر شين آنتو هذه الحيلة الصغيرة ،
لم يستطع شي دوو المقاومة أبدًا
التقى بنظرات شين آنتو مع لمحة من المرح ،
وعندما رأى الترقب في عينيه ، مال أخيرًا وقبّله
استمرت الرحلة إلى دولة L أكثر من عشر ساعات،
لكن الوقت مر بسرعة
غلبهما النعاس أحيانًا ، وشاهدا المناظر من نافذة الطائرة ،
وتحدثا عن خططهما بعد الهبوط
وبحلول الوقت الذي نزلا فيه الطائرة ،
كانت الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت المحلي
ومن دون أي تضييع للوقت ، توجها مباشرة إلى مكتب تسجيل الزواج
كانت التجربة برمتها مختلفة تمامًا عن أي شيء عاشاه من قبل
دون أي تخطيط مسبق ،
رسموا مسارهم في الحال باستخدام هواتفهم،
وحتى كادوا أن يستقلوا الحافلة الخاطئة في إحدى اللحظات
انفجر شين آنتو ضاحكًا من ملامح شي دوو المرتبكة ،
مما أكسبه بضعة صفعات على مؤخرته
وبحلول الوقت الذي تمكن فيه أخيرًا من استئجار سيارة
أجرة للوصول إلى مكتب التسجيل
كانت الشمس بدأت تغرب
ولحسن الحظ، ظل المكتب مفتوحًا حتى منتصف الليل
و عندما اكتشف السائق أنهما في طريقهما للزواج ،
شرع يشرح عملية التسجيل بحماس
: “ كل عام، يأتي آلاف الأجانب هنا لتوثيق زواجهم .
كل ما عليكم فعله هو ملء بعض المعلومات الأساسية في
استمارة التسجيل: أسماؤكم، أعماركم… أوه، وأيضًا أسماء والديكم…”
وعند سماع كلمة ' الوالدان ' جلس شين آنتو على الفور باستقامة
السائق شعر بتوتر شين آنتو ، فمدّ الجملة عمدًا :
“ أسماء والديكم… هههه ، استرخي ! لا تحتاجون
موافقتهم ، فقط أسماؤهم .”
انفجر شين آنتو ضاحكًا بقوة وأشار إلى شي دوو بجانبه :
“ لو استغرقت ثانية واحدة أكثر في الشرح، لكان حبيبي قد لكمك تعلم؟
لقد بذل كل هذا الجهد لخداعي لأأتي هنا لأتزوج .”
: “ حقًا ؟” نظر السائق إلى شي دوو في المرآة الخلفية
وأضاف بشكل غامض: “ حسنًا ، سيدي ، اسمح لي أن
أحذرك : راقب شريكك عن كثب .
من الأفضل أن تتبعه حتى إلى الحمام !
وإلا، بعد عشر دقائق ، قد ينتهي بك الأمر متزوجًا من
شخص آخر! ههههه…”
وجد شي دوو النصيحة مفيدة بشكل مدهش :
“ شكرًا على المعلومة . سأفعل ذلك بالفعل .”
بدا شين آنتو محتارًا من كيفية الرد : “ ماذا !!!؟”
قال للسائق : “ انظر إلى حبيبي ، فقط انظر إلى وجهه ،
هل يوجد في العالم أحد أجمل منه ؟”
هز السائق، وهو رجل يقترب من الخمسين، رأسه وتنهد :
“ يا للأسف أنك لا ترى أنني أكثر وسامة منه ~ .”
: “ ههههه…”
سرعان ما توقفت سيارة الأجرة على الرصيف،
وأشار السائق إلى مكتب تسجيل الزواج عبر الشارع
شكراه شي دوو وشين آنتو ، ثم مشيا يدًا بيد نحو المبنى
كان مكتب التسجيل فسيح ،
ولم يكن هناك سوى بعض الثنائيات في الانتظار
وبعد حوالي خمس عشرة دقيقة ، وصلا إلى العداد واتبعا
تعليمات الموظفين لتوقيع المستندات
لم يكن شين آنتو يعرف بعد الاسم الإنجليزي لشي دوو ،
فمال لينظر بينما شي دوو يوقع
ولاحظ شي دوو ذلك ، فمدّ الورقة نحوه وكتب بعض
الحروف بزخرفة فنية
[ Theodore ] ثيودور
ولعدم وجود أي صينيين آخرين حولهما ،
عبث شين آنتو براحة يد شي دوو بإصبعه السبابة وأثنى عليه
بالصينية: “ حبيبي اسمك الإنجليزي جميل جدًا ،
وخطك رائع أيضًا . أحبه .”
سلم شي دوو المستند مجددًا وبهدوء وبّخه :
“ اخفض صوتك عندما نكون في الأماكن العامة .”
تظاهر شين آنتو بالبراءة : “ ماذا ؟ لم أفعل شيئ .”
دون أن يلتفت لنفاقه، أمسك شي دوو بباطن رقبته،
أجبره على خفض رأسه، وأسكت فمه بقبلة
صفّق الأزواج خلفهما وهتفوا ،
لكن موظفة التسجيل قاطعت بصوت عالٍ: “ عذرًا
ما زلتم بحاجة للدفع !”
انفجر المكان بالضحك
ضحك شين آنتو بلا خجل وقال: “ سيدتي لو دفعنا ثلاثة أضعاف ، هل يمكننا التقبيل لفترة أطول ؟”
نظر إليه شي دوو بلمحة من السعادة ،
أخرج بطاقته الائتمانية وأدخلها في القارئ
الموظفة، التي اعتادت على رؤية العديد من الثنائيات العاشقين ، شغلت الجهاز وقالت بجفاف : “ إذا كانت
لديكم هذه الأموال ، من الأفضل أن تحجزوا غرفة في
الفندق المجاور . لا توقفوا الصف .”
دافع شين آنتو عن نفسه قائلاً: “ رجاءً سيدتي ، فقط انظري
إلى حبيبي! من يستطيع مقاومته ؟”
وبعد قوله مباشرةً ، صاح أحد الحضور موافقًا : “ لديك حق!”
امتلأ المكتب بالضحك
كان شين آنتو على وشك إطلاق ملاحظة مغازلة أخرى،
لكن شي دوو بعد أن أنهى الإجراءات الرسمية ،
وضع شهادة الزواج جانبًا وأخرجه من المكتب
بالقرب من مكتب التسجيل ،
توجد عدة كنائس ، وبعضها يقيمون حفلات زفاف في هذه اللحظة
أُعجب الاثنان بكنيسة صغيرة وجميلة تقع قطريًا عبر الشارع ،
وكانا على وشك التوجه إليها حينها أوقفهما رجل واقفًا على جانب الطريق
قدم نفسه كجزء من شركة تنظيم حفلات الزفاف،
وأعطاهم بطاقة عمل،
وشرح سريعًا عدة باقات زفاف
كانت أفخم باقة تتضمن إقامة حفل على متن طائرة ،
تحلق فوق أجمل معالم المدينة ،
مع وجود قس خاص لإتمام المراسم ،
أنزل شي دوو رأسه منتظرًا قرار شين آنتو
وكان شين آنتو سريعًا وحاسمًا : “ عذرًا ، لا وقت لنا للانتظار.
بعد عشر دقائق ، يجب أن نكون في السرير لنمارس الحب.
لقد أضعتم دقيقتين بالفعل ، لذا تبقى لنا ثماني دقائق فقط للحفل .”
صُدم الرجل للحظة ، ثم انفجر ضاحكًا
لم يشعر بالإهانة على الإطلاق ، بل منحهم حتى بركاته
بعد أن رحل الرجل ، واصل شي دوو وشين آنتو السير يدًا بيد نحو الكنيسة الصغيرة
ألقى شي دوو نظرة على أسفل شين آنتو ، المخفي تحت معطفه ، وضحك : “ متعجل لهذه الدرجة؟”
رفع شين آنتو رأسه ، وعيناه الزهريتان المتلألئتان تمتلئان
بالمشاكسة : “ عندما قبّلتني في مكتب التسجيل ، لم أعد
أستطيع الانتظار ،،،
لا تصدقني ؟ جرب بنفسك .”
رفع شي دوو حاجبه ، وقاد يديهما الممسوكتين إلى الأسفل
صُدم شين آنتو لدرجة أنه سحب يده على الفور :
“ لقد فعلت هذا فعلاً !”
ضحك شي دوو : “ إذا لم تكن لديك الجرأة ، فلا تمازحني .”
رفض شين آنتو الاستماع : “ سأمازح كما أريد !
هل تعرف كم انتظرت هذا اليوم ؟
أنا سعيد لدرجة الجنون .
أريد أن أركض في الشارع وأصرخ، ‘أحب شي دوو!’
كيف تستطيع أن تظل هادئًا هكذا ؟”
سمع شي دوو في صوته لمحة من الاستياء
فحدق شي دوو بنظرة شين آنتو لمدة ثانيتين ،
ثم فحص المكان للتأكد من عدم وجود أحد يراقبهم ،
و دون سابق إنذار ، أدخل يد شين آنتو داخل معطفه ——
تفاجأ شين آنتو وشعر بأصابعه تلمس شيئًا ما
احمر وجهه على الفور
توقف عن الصراخ وأصبح فجأة خجولًا كالأرنب،
ولم يجرؤ حتى على النظر إلى شي دوو
و بعد فترة طويلة من الصمت ،
تمتم أخيرًا بكلمة واحدة: “منحرف…”
كان من النادر أن يرى شين آنتو بهذا الخجل
آخر مرة احمر فيها وجهه هكذا عندما ارتدى زي الخادمة
وجد شي دوو الأمر ممتعًا واقترب من أذنه المحمرة، سائلاً:
“ هل أبدو هادئًا بالنسبة لك؟”
ألقى شين آنتو نظرة خاطفة على شي دوو { هذا الرجل شيء آخر …
يبدو مهذبًا ومهيبًا جدًا ، ومع ذلك يفعل شيئًا كهذا في الأماكن العامة ؟
حتى أنا لم أكن لأجرؤ !! }
حاول شين آنتو التفكير في شيء ليقولَه لاستعادة المبادرة،
لكنه لم يجد شيئ ،
كل ما استطاع فعله هو تكرار: “ منحرف !”
اقترب شي دوو عن عمد ، مستمتعًا بخدود شين آنتو المحمرة
حاول شين آنتو صدّه ، لكن شي دوو لم يرحم ،
أمسك بذقنه بقوة وأجبره على النظر إلى الأعلى : “ أليس
لديك عادة لسان معسول شين آنتو؟
لماذا ‘منحرف’ هو كل ما يمكنك قوله الآن ؟”
بقيا عند مدخل الكنيسة طويلاً لدرجة أن القس داخل
الكنيسة خرج في النهاية ليسأل إذا كانوا يخططون لإقامة حفل زفاف
انتهز شين آنتو الفرصة للهروب من قبض شي دوو : “ نعم!”
تطلبت المراسم شاهدين ، لكنهم لم يعرفوا أحدًا في هذا البلد الأجنبي
أضاءت عيون القس وهو يقدم لهم خدمات الكنيسة بحماس : “ مقابل رسوم بسيطة ، يمكنكم استئجار شاهدين .
وإذا رغبتم في دفع المزيد ، تقدم الكنيسة أيضًا باقات زفاف كاملة ~”
لم يرغب شين آنتو بأي شيء مبهرج ؛ كل ما أراده هو الزواج
بأسرع وقت ممكن. لوّح بيده : “ لا حاجة. فقط أعطني دقيقتين .”
عندما سأل شي دوو إلى أين يذهب، أجاب شين آنتو: “رأيت
متجر زهور بجانبنا . انتظر هنا .”
بعد دقيقتين —— ،
عاد شين آنتو ومعه باقة كبيرة من الورود الحمراء و' شاهدتان ' معه ~~
بوسامته وما أقره شي دوو رسميًا بأنه ' لسان معسول '
تمكن من ' إقناع ' فتاتين كانتا تشتريان الزهور بالانضمام إليه
ابتسامة شين آنتو أكثر إشراقًا من الورود نفسها :
“ حبيبي هذه لك "
وصلت الباقة مباشرة إلى صدر شي دوو
ألقى نظرة على الزهور ، ثم على الفتاتين اللتين تتلألأ
عيناهما من الإعجاب خلف شين آنتو ،
غير متأكد مما إذا كان عليه الشعور بالضحك أم الاستياء
{ انسَ الأمر الآن …. أولًا … حفل الزفاف— سيكون هناك
وقت لاحق لتسوية هذا ! }
بعد دفع الرسوم وإعطاء القس بقشيشًا سخيًا ،
سرعان ما رتبوا أنفسهم وبدأت مراسم الزفاف
مرتدين معاطف سوداء متطابقة ، وقفوا بأدب أمام القس لتبادل العهود
القس : “ ثيودور / أندرو ، هل تقبل به كزوجك الشرعي ،
لتعيشوا معًا وفقًا لأوامر الإله في بيت الزواج المقدس…”
: “ نعم، أقبل .”
كانت المراسم أبسط حتى من التسجيل الرسمي
غير قادر على الانتظار حتى ينهي القس كلامه،
اقترب شين آنتو وقبّل ' عروسه ' ناسيًا تمامًا تبادل الخواتم
لم يكن أمام القس خيار سوى مقاطعتهما
عند سماع ضحكات الفتاتين القريبتين ،
شعر شين آنتو ببعض الحرج ،
خاصة وأن شي دوو لم يمنعه وتركه يقبله بكل هدوء
وما زاد الطين بلة ، أن الرجل المثير للغضب ابتسم الآن
لكن عندما أخرج شي دوو صندوقًا صغيرًا مخمليًا ووضع
خاتم الزواج في إصبع شين آنتو ، ذاب كل آثار الاستياء
كانت خواتم الزواج نفسها التي استخدمها شين آنتو من أجل عرضه السابق
أما خاتم الماس البالغ خمسة قيراطات الذي أعدّه شي دوو،
فقد تخلّى عنه؛ إذ قال إنه يفضل الزوج الذي اختاره شين آنتو
أنزل شي دوو رأسه وقبّل الخاتم على يد شين آنتو
وعندما رفع عينيه ، بدت عيناه السوداء كحلكة الليل وكأنها
تحمل بحرًا من الحنان
شي دوو : “ أعرف أنك تحبني ، وأنا أحبك أيضًا .
شين آنتو .. أحبك —أحب كل شيء فيك .”
شعر شين آنتو بغصة ،، وضع خاتم زفاف محفور عليه اسمه
في إصبع شي دوو وقال بجدية نادرة : “ حتى لو كنت تعرف
بالفعل ، أريد أن أقولها مجدداً : شي دوو أحبك .”
صفق القس وعيناه تلمعان بمزيج من المزاح : “ والآن،
يمكن للعريس أن يقبّل العريس .”
انضم الشاهدتان بالتصفيق ، مرددين بركاتهما في أرجاء الكنيسة الصغيرة
لم يستطع شين آنتو كبح الابتسامة التي ارتسمت على زوايا شفتيه
قفز في أحضان شي دوو —- و انحنى فوق الباقة ،
وقبّله قبلة معطرة برائحة الورود —-
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق