القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra2 | SJUTM

Extra2 | SJUTM




شين آنتو يشعر ببعض التوتر بشأن لقائه شي تشانغتشينغ 

ولي وي غدًا ( والدي شي دوو ) 


في وقتٍ سابق من ذلك اليوم ، 

كان قد طلب من يو كيان قناع وجه يُقال إن ثمنه أربعة أرقام ، 

كما طلب عبر الإنترنت كتاب بعنوان [ دليل عملي للتعامل مع والدي زوجك ]


في المساء ، وبعد أن أنهى استحمامه ، 

جلس على السرير مرتديًا القناع ، منهمكًا في قراءة الدليل


دخل شي دوو إلى الحمام بينما شين آنتو يقرأ ، 

وحين خرج وجده ما زال مستغرقًا في القراءة ، 

بملامح جادة وتركيز كامل

و بين الحين والآخر ، كان يحدد على المقاطع بالقلم الملوّن ، 

أكثر التزامًا بكثير مما بدا قبل يومين حين كان يتصفح 

مستندات الشركة بنصف روح


وجد شي دوو المشهد مضحكًا فسأله:

“ ولماذا لا تقرأ دليل التعامل مع والدي زوجتك بدلًا من هذا ؟”


أجاب شين آنتو وهو ما زال يضع القناع وبكلمات غير واضحة تمامًا :

“ بحثت ، لكن لا يوجد كتاب كهذا .”


ولم يرغب شي دوو في إفساد حماسه ، 

فجلس إلى جانبه وفتح اللابتوب ليتفقد بريده ،

وبعد أكثر من ساعة ، حين حان وقت النوم ، 

حثّه شي دوو على التوقف ، لكن شين آنتو أصر :

“ انتظر ، ما زلت أستطيع أن أتعلم المزيد "


بعد نصف ساعة أخرى ، أنهى أخيرًا قراءة الكتاب كاملًا


أطفآ الأنوار وتمددا في السرير


لكن رغم استلقائه ، كان واضح أن عقل شين آنتو منشغل


فعادةً ، كان يختبئ بين ذراعي شي دوو أو على الأقل يمسك 

بيده عند النوم


أما هذه الليلة، فقد ترك مسافة كافية بينهما


وبعد فترة، ظنًا منه أن شي دوو قد غفا، 

بدأ شين آنتو يهمس لنفسه بصوت خافت


أصغى شي دوو بانتباه ، ليكتشف أنه يردد فقرات من الدليل 

العملي للتعامل مع والدي الزوج


لم يستطع شي دوو تمالك نفسه وانفجر ضاحكًا


تصلب جسد شين آنتو للحظة ، 

لكن سرعان ما طغى قلقه على إحراجه ،

استدار نحو شي دوو ونظر إليه بعينين متوسلة :

“ شي دوو … لا أستطيع النوم…”


: “ لا تستطيع النوم فبدأت تردد الكتاب ؟” حاصره شي دوو 

بذراعه وجذبه إلى صدره : “ لماذا لا تأتي إليّ إذا لم تستطع النوم ؟ 

زوجك هنا ليساعدك .”


بعدها —- ، خاض شي دوو مع شين آنتو جلسة عملية حول 

تقنيات تخفيف القلق والنوم بسرعة


وقد أثبت التطبيق العملي فعاليته بشكل مذهل


نام شين آنتو كأنه قُطع عن العالم حتى الصباح


باستثناء بعض الآلام في ظهره نتيجة ' جلسة الليلة الماضية ' المكثفة ، 

استيقظ دون أي أعراض أخرى ، وهمَّ بالنهوض من السرير


لكن شي دوو شدّه وأوقفه

“ اليوم عطلة ... و لن نذهب إلى القصر القديم حتى الظهر . 

لماذا تنهض باكرًا ؟”


: “… كنت أفكر بممارسة التمارين ... 

وبعد أن أنهي استحمامي ، ألن يكون الوقت قد حان تقريبًا للذهاب ؟” شعر شين آنتو بالحرج 

من الاعتراف بأنه في 

الحقيقة أراد أن يراجع الدليل العملي للتعامل مع والدي الزوج مجدداً 


لكن من دون أن يقول شيئ ، كان شي دوو قد خمّن معظم 

ما يجول في ذهنه ،

فعقد حاجبيه وهو ما يزال مغمض العينين وقال:

“ انسَ أمر القصر القديم . 

لن نذهب إلى أي مكان اليوم . 

ابقَ في السرير قليلًا .”


شين آنتو : “ مستحيل ! ألم تتصل بوالديك البارحة ؟”


فـ شين آنتو كان صاحب الاقتراح بزيارة شي تشانغتشينغ 

ولي وي من الأساس




منذ رأس السنة الصينية ، تسببت لي وي في عدة مواقف جديدة


وخلال تلك الفترة ، كان شي دوو قد أجرى مكالمات عديدة 

مع عائلته من وراء ظهر شين آنتو ، ليُبيّن موقفه بوضوح : 

لقد عقد العزم على البقاء مع شين آنتو —— 


لكن شين آنتو شعر أن الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا ، 

فليس من الصواب أن يتحمل شي دوو وحده كل ضغط عائلته


لذا أصرّ على لقاء والدي شي دوو


حتى لو لم يتمكن من كسب رضاهما ، 

كان يريد على الأقل أن يريهما أنه صادق في مشاعره ،


فتح شي دوو عينيه ، ومرّ على وجهه لمحة من الضيق ، 

ثم قال :

“ ما الفائدة من لقائهما ؟ حتى لو وافقا عليك ، فلن يتغير شيء . 

كل ما يستطيعان إعطاءك إياه ، أستطيع أن أمنحك أكثر منه بكثير .”


أراح موقف شي دوو أعصاب شين آنتو … فعاد إلى أسلوبه الثرثار المعتاد :

“ لا تنظر إلى الأمر هكذا . 

ما من امرأة في هذا العالم لا يستطيع شين لين أن يكسبها . 

قد لا أستطيع خداع والدك ، لكن أمك… أظن أن لدي فرصة . 

وإن نجحت ، فلن تضطر بعد اليوم لتضييع وقتك في تلك 

المكالمات الطويلة معها ، 

بل تستطيع استغلال ذلك الوقت في الجنس معي "


رفع شي دوو حاجبه وألقاه بنظرة عميقة :

“ أنت من قلت هذا بنفسك


شعر شين آنتو بالخطر فورًا ، فدفع شي دوو بعيدًا وقفز من السرير هاربًا :

“ لا تصدق ما يقوله رجل وهو في السرير !” ثم هرب هاربًا


————


مع اقتراب الساعة من العاشرة ، 

قاد شي دوو السيارة وأوصل شين آنتو إلى منزل عائلته


خلال الطريق ، جلس شين آنتو مشدود القامة ، 

مثبتًا عينيه إلى الأمام بملامح صارمة ، 

وكأنه في طريقه إلى ساحة معركة ،


لم يرغب شي دوو أن يشعره بالضغط ،، فبرأيه، لم يكن هذا 

اللقاء ضروريًا على الإطلاق


فالمشكلة بينه وبين والديه ، ولا تخص شين آنتو بشيء


لم يرغب أن يواجه شين آنتو أسئلتهم الحادة نيابة عنه


كل ما أراده هو أن يبقى بعيدًا عن هذه الدائرة ، 

داخل حدود الأمان التي رسمها له


ذلك وحده كان كفيلًا بأن يطمئن قلب شي دوو


وحين توقفا عند إشارة حمراء ، التفت شي دوو إليه وقال:

“ دعنا نلغي الأمر . 

يمكننا أن نتغدى في مكان ما، نشاهد فيلمًا بعد الظهر ، 

وننهي اليوم بموعد في الحديقة ، 

أليس ذلك أجمل من لقائهما ؟”


تظاهر شين آنتو بالغضب:

“ شي دوو لا يمكنك فعل هذا ! 

لقد قضيت الليل كله أحفظ ذلك الكتاب ، ووضعت قناع 

وجه باهظ الثمن للغاية !”


لم يجد شي دوو ما يرد به


وحين تحولت الإشارة إلى خضراء ، أعاد تشغيل السيارة ، 

وبعد تردد أضاف:

“ إن أظهروا لك أدنى عدم احترام ، ولو بكلمة واحدة فقط ، 

فسآخذك وأرحل فورًا .”


: “ مفهوم ... الرئيس شي لطيف جدًا .” ابتسم شين آنتو 

ومد يده ليشد طرف كمّ شي دوو

لكن الأخير قبض على يده وأمسكها في كفه


وفي تلك اللحظة، انخفض التوتر بينهما كثيرًا


وحين وصلا أخيرًا وواجها والدي شي دوو


لم يشعر شين آنتو بالتوتر على الإطلاق ؛ 

بل بدا والدا شي دوو أكثر قلقًا منه ——-


كان شي تشانغتشينغ ولي وي مثالًا للمثقفين التقليديين


وأسلوب تربيتهما وأدبهما منعهما من أن يُظهرا صعوبة 

علنية أمام شين آنتو ، حتى لو لم يطيقاه 


وبعد لقاء متوتر قصير ، اعتذر شي تشانغتشينغ ودخل مكتبه ، 

بينما انسحبت لي وي إلى المطبخ دون أن تقول بكلمة


ولم يبقَى في الصالة سوى الخادم العجوز العم تشانغ، كبير 

الخدم، الذي رحّب بحرارة بشين آنتو وقدّم له فنجان شاي ساخن


و من دون أن يخلع شي دوو معطفه حتى ، التفت إلى شين آنتو وسأله :

“ هل تريد أن نغادر ؟”


ابتسم شين آنتو :

“ عمّ تتحدث ؟ بالطبع لا.” ثم ضحك، وجذبه ليجلس معه على الأريكة

شرب بعض الشاي وجلس بهدوء للحظة ، 

ثم قال فجأة:

“ سأذهب لأتفقد المطبخ .”


أمسك شي دوو بمعصمه ، وعلى وجهه علامات اعتراض واضحة 



فقال شين آنتو مطمئنًا وهو يربّت على ظهر يده :

“ لا بأس ... 

أريد فقط أن أرى إن كانت الخالة تحتاج إلى أي مساعدة .” 

ثم اتجه نحو المطبخ


انزلقت بوابة المطبخ لتفتح بصوت خافت ، 

فظنت لي وي على الفور أنه شي دوو


خمّنت مباشرةً أنه جاء ليقنعها بمعاملة شين آنتو بلطف أكبر


{ مستحيل! } فكرت لي وي بغيظ وهي تشد على أسنانها


لكن ما سمعته لم يكن صوت ابنها ، بل:

“ يا خالة ، هل تحتاجين إلى مساعدة في شيء ؟”


استدارت لي وي بدهشة ، فإذا به شين آنتو


للحظة لم تعرف كيف ترد


فأدارت ظهرها له وقالت ببرود :

“ ماذا تفعل هنا ؟ اخرج فورًا "


ابتسم شين آنتو عند سماع نبرتها، 

فقد كانت مطابقة تمامًا لنبرة شي دوو حين يغضب


{ لا شك أنهما أمّ وابن }

قال بلطف :

“ جئت لأساعد ... شعرت أن الجلوس بانتظار الطعام غير مناسب . 

أعرف القليل عن الطبخ ، فقلت أشارك في التحضير .”

كان واثق أنها لن ترحّب بعرضه ، و لم ينتظر ردها وتقدّم بنفسه :

“ سأقطّع البصل الأخضر ، سيسرّع ذلك من العمل .”


كانت لي وي على وشك أن توبخّه لئلا يلمس شيئ ، 

لكنها تفاجأت بمهارته ،


حركاته كانت دقيقة ومتقنة ، وكأنه معتاد على هذه الأعمال


شعرت بالانزعاج ، 

لكنها لم تستطع التنفيس عن غضبها ،

{ طالما أنك تحب المساعدة إلى هذا الحد ،،، 

فسأتركك حتى تملّ منها }


لذا بعد أن أنهى تقطيع البصل ، 

أعطته مهمة تقطيع الخضار ، ثم هرس الثوم ،  

ثم التعامل مع اللحم النيء


كانت نيتها أن تصعّب الأمر عليه ، 

لكن لدهشتها أنجز كل مهمة بإتقان تام ، 

دون أن يترك لها ثغرة واحدة لتعترض ،


ولم يكتفِ بذلك ، بل ذكّرها أيضًا :

“ يا خالة ، انتبهي للزيت في المقلاة ، لا ينبغي أن تكون النار عالية جدًا "


تجمدت لي وي للحظة ، ثم سارعت إلى خفض النار


كانت بصدد تحضير طبق الروبيان المقلي —— ، 

الطبق الذي تتقنه أكثر من غيره —— ، 

حتى أنها تستطيع إعداده وعيناها مغمضتان —— ، 

لكن وهي تنتظر سخونة الزيت ، تسلّل إليها خاطر مُرّ 

{ لو أن شي دوو وجد يومًا زوجة صالحة ، 

فهل ستكون ماهرة في المطبخ إلى هذا الحد … }

في تلك اللحظة ، 

بلغ الزيت درجة الحرارة المناسبة


وبينما هي شاردة في أفكارها ، 

رمت الروبيان في المقلاة بلا انتباه


فانفجر الزيت الساخن فجأة فارتدت إلى الوراء بفزع

 

“آخ!”



وما إن صرخت لي وي حتى تقدّم أمامها جسد طويل القامة، 

حاجبًا إياها عن المقلاة، 

وأغلق بسرعة بالغطاء


قال شين آنتو بتوتر وقلق يملأ عينيه وهو يتفقدها :

“ يا خالتي هل أنت بخير؟”


أنزلت لي وي رأسها بخجل وقالت:

“ أنا بخير…”


كانت قد تراجعت بسرعة كافية لتتفادى الزيت، 

لكن عينيها وقعت على بقع زيت علقت على الكنزة الفاتحة 

اللون التي يرتديها شين آنتو


ولاحظ شين آنتو نظراتها ، فخفض رأسه قائلاً:

“ لا بأس ، سأرسلها للمغسلة لاحقًا .”

مسح البقع بخفة ، لكن لي وي رأت بوضوح علامتين 

حمراء صغيرة على ظهر يده البيضاء — آثار حروق من الزيت المتناثر


قال مبتسمًا و مازالت ملامحه هادئة وبسيطة على نحو يثير الدفء :

“ لا بأس ….”


كان بعيدًا تمامًا عمّا توقعته أو صدّقته عن ' شين لين ' من شائعات


فجأة فُتح الباب ، ودخل شي دوو وقد سمع على الأرجح صرخة أمه


: “ ماذا حصل ؟”


خفق قلب لي وي بقلق ، خشية أن يبالغ شين آنتو في الأمر


لكنه ، على العكس ، استدار بهدوء ، 

ورفع الغطاء ليتفقد الروبيان ، 

حريصًا على إخفاء بقع الزيت على ثيابه ويديه المصابة عن نظر شي دوو


و قال بنبرة طبيعية تمامًا :

“ لا شيء ، كاد الزيت أن يتناثر فقط ... 

عد واجلس ، سننتهي قريبًا .”


لم يشك شي دوو في شيء


اكتفى بالتحديق في ظهر شين آنتو لحظة ، 

ثم تبادل مع لي وي نظرة عابرة ثم خرج من المطبخ


ازداد انزعاج لي وي { ابني لم يُبدِي اهتمامًا بأمه كما فعل 

هذا ' المشاغب ' في المطبخ }


وبعد أن غادر شي دوو


التفت شين آنتو إلى لي وي بابتسامة ، 

وتجاهل ما حدث تمامًا ، و قال:

“ خالتي هل يمكنك أن تريني الخطوة التالية ؟ 

لست بارعًا كثيرًا في قلي الروبيان .”


ترددت لي وي قليلًا ، ثم تقدمت لتفقد القدر ، : 

“ أي صعوبة في ذلك؟ 

متى ما تغيّر لونها ، تكون جاهزة .”


لم يطل الوقت حتى نضج الروبيان


وضعتهم لي وي في الطبق بصمت ، 

بينما انشغل شين آنتو بتقطيع اللحم على لوح التقطيع


لم يتبادلا الكلام ، لكن التوتر السابق قد خفّ بشكل ملحوظ


وبعد لحظة تفكير ، قالت لي وي ببرود :

“ مهما حاولت إرضائي ، فلن أوافق عليك أبدًا "


ردّ شين آنتو بهدوء :

“ أفهم ذلك . 

أنا من أصررت على أن يحضرني شي دوو إلى هنا اليوم ، 

لذا من الطبيعي أن تظني أنني بلا حياء ….”

تنهد قليلًا ثم تابع:

“ لكنني مع شي دوو منذ ما يقارب نصف عام، 

وشعرت أن الوقت قد حان لأقابل والديه . 

لا أطلب رضاك ، إنما أؤمن أن من أبسط أشكال الاحترام أن 

يُظهر الأصغر وده للكبار .”


كان صوته صادقًا، وموقفه متواضعًا، 

مما لم يترك مجالًا كبيرًا للوم


لكن لي وي لم تكن لتتركه يمرّ بسهولة


فقد كان ابنها يومًا على وشك الزواج من امرأة وتأسيس عائلة ، 

لكن ظهور شين آنتو قلب الأمور رأسًا على عقب ،


قالت ببرود:

“ لا تبدو لي شخصًا غير عاقل . لذا إن كنت تفهم حقًا ، 

فلماذا لا تترك شي دوو وشأنه ؟ 

إن كنت تحبه بصدق ، أليس عليك أن تدعه يتزوج امرأة 

وينجب أطفالًا مثل أي رجل طبيعي ؟”


ابتسم شين آنتو ابتسامة باهتة وهو يضع شرائح صدور الدجاج في طبق ، وقال بهدوء:

“ أنتِ على حق تمامًا . 

أن تحب شخصًا يعني أن تحترم رغباته . 

أنا لم أجبر شي دوو يومًا على البقاء معي . 

نحن معًا لأننا نحب بعضنا ونرغب في أن نقضي حياتنا معًا. 

أما إجباره على الزواج والإنجاب ضد إرادته ، فذلك هو قمة 

عدم الاحترام أليس كذلك ؟”


شعرت لي وي بالغضب يتصاعد في صدرها ، 

لكنها لم تجد ردًا أقوى ، فاكتفت بعناد :

“ أن يكون رجلان معًا… هذا خطأ من الأساس !”


قال شين آنتو بابتسامة مريرة :

“ نعم ، هذا ما يعتقده أغلب الناس . وأنا أعلم ذلك .  

حين نسير معًا في النهار ، لا نجرؤ حتى على الإمساك بأيدي بعضنا . 

وبسبب الشائعات ، لا يمكننا الاقتراب كثيرًا أيضًا . 

لكن ما حيلتنا ؟ 

ليس لدينا خيار آخر . 

أن نكون معًا أمر صعب بما فيه الكفاية ، أما أن نفترق… 

فسيكون أصعب بملايين المرات .”


لم يكن شين آنتو قد دحض أي كلمة قالتها مباشرة ، 

ومع ذلك شعرت لي وي وكأنها هي الخاسرة في النقاش


لم تعرف كيف ترد


شين آنتو ليس شي دوو

لذا لم تستطع أن تستخدم حجتها المعتادة ' الأم تفعل هذا 

من أجل مصلحتك ' 


ومع هدوئه واتزانه ، لم تستطع أن تفقد أعصابها ، 

لأن ذلك لن يجلب لها سوى فقدان الوقار ،


وحين لزمت لي وي الصمت ، تابع شين آنتو قائلًا :

“ كما قلتُ من قبل ، جئت لرؤيتك أنتِ وعمي ، 

ولأساعد في المطبخ . 

لا أنكر أنني تمنيت رضاك ، لكنه كان مجرد خاطر عابر . 

إن كنت قد أزعجتك بوجودي ، فأنا أعتذر بصدق . 

وإن كان وجودي يثير غضبك ، فلن آتي مجدداً . 

وإن أردتِ أن تُفرغي غضبك ، فتفضلي ...”


ثم ربت على جيبه كأنه تذكّر شيئ ، وأضاف مبتسمًا:

“ بطاقتي في معطفي ، عليها رقمي . 

إن غضبتِ في أي وقت ، اتصلي بي وافرغي غضبك عليّ. 

شي دوو ابنك، والتضييق عليه لا يزيد الأمر إلا صعوبة عليكِ أنتِ . 

و في الحقيقة غضبك موجّه نحوي أنا ، وليس نحوه . 

فلتُنزلي غضبك عليّ أنا ،،

وإن لم يكفِي ذلك… يمكنك حتى أن تلعني أبي "


عبست لي وي بحاجبيها وقالت:

“ أيّ كلام هذا ؟ مهما كان الأمر ، شين كايبينغ يظل والدك .”


ضحك شين آنتو:

“ لو سمعت أمي هذا الكلام ، لأصيبت من الغيظ حتى عادت إلى الحياة .”


رأى علامات الحيرة على وجهها ، فشرح موضحًا :

“ أبي لم يهتم بي يومًا منذ ولدت .  

لكن بعد أن توفي ابنه من زوجته الشرعية ، فجأة أراد أن يعترف بي. 

أمي رفضت، فدبّر حادث سيارة … وهكذا ماتت . 

كان ذلك بعد تخرجي مباشرةً من المتوسطة .”


جعلها كلامه تصمت مذهولة


واصل شين آنتو الحديث بينما تتحرك يداه بلا توقف وقد 

استولى تمامًا على المطبخ ، 

فلم يترك للي وي شيئًا تفعله ،


“ لاحقًا ، لأنني أغضبته ، لم أتمكن حتى من التقدّم لامتحان 

القبول الجامعي . 

و تاهت بي السبل في الخارج لعامين ، لكن لحسن الحظ 

التقيت بمن ساعدني . 

هكذا عدت إلى مساري ، وأكملت دراستي ، وشققت طريقي 

حتى التقيت بشي دوو "


مرّ سريعًا على ماضيه وهو يذكر بإيجاز دور ' يو كيان ' 


ثم قال بابتسامة هادئة :

“ لذا حتى إن لم توافقا علي أنتِ أو عمي أبدًا ، فهذا لا يهم . 

طالما أن شي دوو إلى جانبي ، فأنا راضٍ وسعيد أكثر مما كنت أتمنى .”


لم تمضِي فترة طويلة حتى انتهى الغداء


ساعد شين آنتو لي وي على نقل الأطباق إلى المائدة


كان وجهها لا يزال متجهّمًا كما في الصباح ، 

لكن قبل بدء الطعام نهضت ، ثم عادت تحمل مرهم حروق 

من حقيبة الإسعافات، ووضعته أمام شي دوو


أمسك شي دوو بالمرهم ، وهمّ أن يسأل عن سببه ، 

لكن شين آنتو سبقه قائلًا :

“ شكرًا خالتي "


لم تجب لي وي، لكن شي دوو شعر بتحوّل خفي في الموقف


استغرب قليلًا {  هل تمكّن شين آنتو فعلًا من كسب شيء من ودّها ؟ }

 

تحت الطاولة ، دفع شي دوو ساق شين آنتو بركبته ، 

مشيرًا له أن يُرِيه أثر الحرق


لكن شين آنتو أساء الفهم وظنها حركة غزل ، 

فأدخل قدمه بين ساقي شي دوو وصار يداعب ساقه بكعبه


جلس الأبوان في الجهة المقابلة ، 

بينما بدا شين آنتو فوق الطاولة مطيعًا مهذبًا، 

يسكب الحساء والأرز لهما، 

لكن ما تحتها كان بعيدًا كل البعد عن الأدب ~~


كاد شي دوو ينفجر ضاحكًا من شدة الضيق



————————-



في طريق العودة إلى المنزل ، 

فكّر شي دوو أن يسأل شين آنتو عمّا قاله لوالدته ، 

إذ بدت أقل رفضًا لعلاقتهما


لكن شين آنتو الذي كان متوترًا سابقًا استرخى بمجرد ركوبه 

السيارة ، وسرعان ما غلبه النوم


وحين وصلا ، 

قرر شي دوو ألّا يثير الموضوع ، 

خشية أن يظن شين آنتو أنه مهتم بالأمر أكثر مما ينبغي ،


—————


بعد أسبوع ، 

اتصلت لي وي بابنها —- ولم تقل له أن يترك شين آنتو كما اعتادَت ، بل قالت فجأة :

“ وصلتنا شحنة روبيان من دولة V. 

سمعتُ أنه ممتاز . 

هل تود أن تأخذ بعضًا منه معك إلى منزلك ؟”


لم يسبق للي وي أن أرسلت له مكونات طعام من قبل ، 

خاصةً أن شي دوو نادرًا يطبخ في المنزل


كان على وشك الاعتذار وهو يقف في شرفته ، 

لكن عينيه وقعت عبر الزجاج على شين آنتو الممدد فوق السرير ، 

نصف ميت وهو يراجع ملفات ،

توقف لحظة ، ثم غيّر جوابه :

“ حسنًا ... سأمر غدًا مع شين لين لأخذه .”


ساد صمت قصير ، ثم أجابت لي وي:

“…هم. أخبرني قبل أن تأتي .”



في الغرفة ، لاحظ شين آنتو نظرات شي دوو نحوه ، 

فأرسل له قبلة في الهواء من بعيد 😘


ابتسم شي دوو :

“ حسنًا "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي