القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch11 | DSYOM

 Ch11 | DSYOM



في عطلة نهاية أسبوع نادرة وهادئة ،

استيقظ وين دي على صوت مزعج لمثقاب كهربائي —-


كان أزيز ذلك الشيطان يخترق دماغه مباشرة


تأوه، واضعًا يده على أذنه بينما يمسك بطنه باليد الأخرى، 

وبدأ يتقلب في السرير


ربما لأنه لم يأكل طعامًا نيئًا منذ فترة طويلة ، 

وبعد تناول وجبة يابانية بالأمس ،  

صار يشعر وكأن عاصفة تهب في معدته ، 

وأي حركة بسيطة أو رفع لذراعه تجعله يشعر بالغثيان ،


و اقتحام هذا المثقاب المفاجئ كأنه شفرات تسير مع تلك 

العاصفة ، تنشرها على أعصابه الهشة


نهض وين دي وهو يغلي من الغضب، 

وتوجه نحو الشرفة، 

ناظرًا في اتجاه الصوت—وبالطبع، من غير المزعج الذي لا 

يُطاق ، الجار الذي لا يعرف للسكينة حرمة في عطلة نهاية الأسبوع ؟


أغلق النافذة ، وأخرج هاتفه ، 

وسجّل دخوله إلى حسابه البديل ، وأرسل رسالة غاضبة :

[ ما نوع الأعمال التي تُجرى في عطلة نهاية الأسبوع ؟!]


وبعد دقائق ، رد الشخص على الطرف الآخر:

[ أغلق الشرفة .]


صك وين دي على أسنانه :

[ ألم يكن بإمكانك فعل ذلك يوم الإثنين ؟]


فأجابه الجار :

[ الرياح قوية هذه الأيام . 

ماذا لو طارت ملابسي إلى شرفتك ؟]


وكأن الجملة بحاجة لتأكيد ، عاد صوت المثقاب يعوي بشراسة


أخذ وين دي وسادته ولفّها حول رأسه، 

لكن القطن لم يكن إلا محاولة يائسة لكتم الضوضاء


أضاءت شاشة الهاتف ، ووصلت رسالة أخرى :

[ عندما كنت تعصر القميص ، هل كنت تتخيل أنه أنا ؟]


امتلأ وجه وين دي بعلامات الاستفهام


الجار:

[ الآن الكمّ الأيسر من القميص أطول بمقدار مليمين من 

الأيمن . لا يمكن ارتداؤه .]


اتسعت حدقتا عيني وين دي فجأة { ما… ماذا … اثنان… آ؟! 


ربما ، وربما فقط ! كنت قد أفرغت بعض المشاعر السلبية 

أثناء عصر القميص لكن ما الفرق الذي تصنعه المليمان؟! }


ردّ وين دي:

[هل أنت متأكد أن ذراعيك بنفس الطول؟]


الجار:

[هل يمكنك أن تكون أكثر منطقية ؟ 

تظنني قست القميص بذراعي ؟]


وين دي:

[ ضفدع ، خنفساء ، خفاش .]


الجار:

[ أنت تضيّع حياتك في ترديد أعمال من الدرجة الثالثة . 

ألا تملك ما هو أكثر فائدة في حياتك ؟]


شعر وين دي بغضب يتصاعد في رأسه ، 

يرافقه انتفاخ معدته ، يثيران عاصفة في دماغه


بدأ يكتب على شاشة الهاتف كما لو أنها لوحة مفاتيح ميكانيكية :

[ احترم أجدادك ، فالمادة بطبيعتها أزلية لا تتغير ، 

وقد تكون ذرات شكسبير الآن تسكن جسدك .]


الجار:

[ وبهذا المنطق ، قد تكون هناك ذرات من الأميبا في 

جسدك أيضًا .]


صرخ وين دي:

“ اللعنة !”

وقف، ورمى هاتفه على السرير


وفي اللحظة نفسها ، دوّى صوت مطرقة تضرب الحائط من 

شرفة الجار المجاورة


حدّق في الحائط ، عيناه اللوزيتان مشتعلة بالغضب ، 

وكأنهما قادرتان على اختراق الجدار وتحويل من في الجهة المقابلة إلى منخل


{ أتمنى أن يصيبك الجدري في حلقك أيها الكلب الصاخب عديم القلب ! }


الشتائم اللفظية لم تجدِ نفعًا


كان صوت ارتطام إطارات الزجاج في الشقة المجاورة 

ينساب كإيقاع انتصار في ساحة معركة


سقط وين دي على السرير ، غطّى رأسه بالبطانية ، 

وتقلب مرتين، 

ولم يتوقف إلا بعدما اصطدم بالحائط


{ من غير المعقول أنني دخلت في شجار مع جاري أربع 

مرات حتى الآن ، 

وتبادلت معه مئات الكلمات اللاذعة ، 

ولم أربح في أي جولة !

يا له من عار على مسيرتي في المعارك الكلامية ! }


فرك شعره بغيظ، وعادت إليه مشاعر العجز تجاه التحوّلات 

المفاجئة في حياته


شيء جميل حدث ليلة البارحة ، وإذا به يصطدم بهذا 

النحس في اليوم التالي


وما إن فكّر في ليلة الأمس ، حتى توقف تنفسه فجأة ، 

أخذ هاتفه ، وبدأ يتفقد ما إذا كانت هناك رسائل غير مقروءة


خرج من التطبيق ، ثم عاد إليه ، حدّث الصفحة ، خرج 

ثانيةً ، ثم عاد وحدّثها مجددًا


لا طلبات صداقة ، ولا رسائل جديدة ، ولا مكالمات فائتة


{ يبدو أن البروفيسور لا ينوي التواصل معي في الوقت الحالي }


طمأن نفسه أن الوقت لا يزال في الصباح ، 

و بالكاد تجاوزت الساعة الثامنة ، 

وربما البروفيسور لم يستيقظ بعد ،


وتمنى سرًّا لو أن للحياة قانونًا يحكم التوازن ، 

كأن تُستبدل نهاية أسبوع مزعجة ببعض الحظ في الحب


لكن للأسف، بعد أن انتهى من تناول الطعام ، 

وغسل الأطباق ، 

وقضى الصباح كله في مراجعة بحثه ، بقي هاتفه صامت


حاول أن يعزّي نفسه بأن البروفيسور يحب الرياضة ، 

وربما خرج لتسلّق الصخور ، 

وبينما يتدلّى في الهواء لا يستطيع التحقق من هاتفه


في فترة بعد الظهر ، قرأ بعض الأدبيات ، 

واشتغل على عرض الشرائح للاجتماع الجماعي


إلا أن شعور القلق ظل يزداد حدة حتى اضطر إلى قفل 

هاتفه داخل درج، كي لا يُغريه بتحديثه كل ثانيتين


انتهت أصوات الحفر والضرب بالمطرقة من الشرفة ، 

وبدأت الشمس تغرب ، 

وأضواء الشارع تشتعل ، لكن الهاتف ظل بلا رسائل


واسَى نفسه مجددًا بأن البروفيسورات الأساتذة دومًا 

مشغولون ، ومن يدري في أي مشروع غرق البروفيسور هذه المرة


وعندما غطّى الليل السماء ، 

وتجمعت خيوط رقيقة من السحاب حول القمر وهو يصعد ، 

أدرك وين دي أخيرًا الحقيقة { لن يحدث أي تقدّم اليوم }


أجبر يده اليمنى على وضع الهاتف جانبًا ، وارتمى على السرير محاولًا أن ينام


{ ربما غدًا ، أو بعد غد… }


وفجأة، رنّ الهاتف ——-


جلس وين دي باستقامة في طرفة عين ، 

ورفع الهاتف وتفحصه بدقة


كان رقمًا دون اسم مُسجَّل ——


{ ليست رسالة نصية ، ولا طلب صداقة ، بل مكالمة مباشرة ؟


هل هذا من طبع البروفيسور ؟ }


ورغم شعوره ببعض الحيرة ، إلا أنه آثر الأمل على الشك


ضغط وين دي زر الإجابة


ساد الصمت من الطرف الآخر لثانيتين، 

وكأن المتصل تفاجأ بأنه رد بالفعل


ثم جاء صوت مألوف عبر الخط :

“ سام ، مضى وقت طويل ، أليس كذلك ؟”


وضع وين دي الهاتف جانبًا، أنهى المكالمة، حظر الرقم، 

ثم عانق نفسه بقوة وبدأ يفرك ذراعيه بعنف، 

محاولًا التخلص من قشعريرةٍ اجتاحت جسده للتو



{ ما كنت أريده هو زهور الخوخ ، ليس أوراق ميتة دُفنت 

منذ خمس سنوات وبلغ بها العفن مبلغًا ! 


كل ذلك الحديث عن ' قوانين التوازن ' لم يكن سوى هراء! 

الحياة سلسلة من المصائب ، 

والإله بارد المشاعر ، خاصةً تجاه التعساء أمثالي }


نظر إلى نافذة غرفته حيث يعلو الهلال الخافت


المكالمة انقطعت ، لكن صوته ظل يتردد في أذنه


ذلك الصوت استحضر ذكرى من صيف أغسطس الحار ، 

كدوامة سحبت وعيه فجأة إلى الزمان والمكان الماضيَين


شظايا الذاكرة تكدّست ، حادة وبراقة


لقد مضى على ذلك عشر سنوات ——


قبل عشر سنوات ——- ،

وفي حرّ أغسطس اللاهب ، 

استقل حافلة لأكثر من ساعة ، 

ثم انتقل إلى حافلة أخرى ، فمترو الأنفاق ، 

حتى وصل أخيرًا إلى المدرسة النموذجية المعروفة في المقاطعة


كانت الشمس معلقة في السماء تحرق كل شيء، 

حتى أن صراخ الزيزان بدا كأصوات المفرقعات من شدّة الانفعال 


مسح عرقه، ثم وضع حقيبته القماشية على السرير الخشبي العلوي


كان قماش النايلون ممتلئًا ومنتفخًا، ومربوطًا بإحكام بحبل 

لمنع السحّاب من الانفجار


وقبل أن يفكّ العقدة ، مرّ أمام النافذة ظلّ طويل القامة


رفع وين دي عينيه ، فرأى هيي ونشوان البالغ من العمر ستة عشر عامًا


كانت تلك النظرة كفيلة بإحداث ارتباك بسيط في قلبه


كان طويلًا عريض الكتفين ، شعره القصير نظيف ومرتب ، 

وظهره مستقيم كالسهم


يرتدي زي المدرسة القماشي الواسع المخطط وبنطال أسود مستقيم الساقين


بدا هذا اللباس رثًّا على الآخرين ، لكن عليه كان أنيقًا وعصريًّا


أنزل وين دي عينيه إلى نفسه ، فرأى طرف بنطاله مغطى بالغبار ، 

وقميص الزي المدرسي الذي يرتديه واسع جدًا


قالت له والدته إنه ما زال ينمو ، فاشترت له مقاسًا أكبر


لكن لكونه نحيف ، بدا القميص وكأنه يتدلى منه بلا حياة


{ فعلاً ،،،، طلاب العاصمة حقًا مختلفون }


في الأيام الأولى من التدريب العسكري ، 

كانت الشمس تحترق في السماء بلا رحمة


ولأنه كان جديدًا ولم يعتد على الطقس أو البيئة ، 

فقد أصبح ــ ويا للحرج ــ أول من أُصيب بضربة شمس في فصله


كل ما يتذكره أنه كان واقفًا في وضع الاستعداد ، 

وفجأة بدأ الإسفلت من تحته يدور ، 

ثم اندفع نحوه بسرعة


وحين فتح عينيه مجددًا ، كان أمامه ستار أبيض في عيادة المدرسة


كان المكيّف يعمل، والسرير نظيفًا، 

وجالسًا إلى جواره — ذلك الفتى الذي رآه في اليوم الأول


قال وين دي بخيط من الأمل :

“ أأنت أيضًا… أصبت بضربة شمس ؟”


ابتسم الفتى :  

" أنا من حملك إلى هنا ، ألا تتذكر ؟"


شعر وين دي بالإحراج ، من تلك الجملة غير المدروسة… 

ومن شيء آخر أيضًا


كان الفتى يحمل زجاجتين من الماء ، 

نظر إلى  قطرة العرق التي انسابت من جبين وين دي 

ووصلت نحو ذقنه ، 

ثم تساقطت على ياقة قميصه 

ناوله إحدى الزجاجتين وقال :  

" اسمي هيي ونشوان "


أخذ وين دي الزجاجة وهو يشعر بثقل في صدره ، 

كأن شيئًا يسد مجرى التنفّس في رئتيه


في ذلك الوقت لم يكن يعرف أن هناك شيئًا في العالم 

يُدعى ' المثلية ' —- لكن الحب غريزة


كانا يتبادلان الأسئلة من كراسة التمارين ، 

ويذهبان معًا إلى الملعب لمشاهدة المباريات


وحين التوى كاحل هيي ونشوان، قضى وين دي شهرًا كاملًا 

يجلب له الماء ، ويوصل له الطعام ، 

ويشتري له الوجبات الخفيفة ، بل ويساعده في غسل ملابسه


وفي ليلة خريفية ، وبينما هيي ونشوان يجرّ ساقه التي شُفيت لتوّها ، 

ويسير إلى جواره في أرجاء الحرم المدرسي ، 

كانت الإضاءة الخافتة تُلقي بظلالٍ ثقيلة على الأرض


وحين وصلا إلى ظلّ شجرة الكافور ، توقف وين دي فجأة ، 

جمع شجاعته وقال :  

" أنا… أنا معجب بك، فلنكن معًا ، ما رأيك ؟"


تفاجأ الآخر للحظة ، ثم ابتسم :  

" أتعرف كم انتظرت هذا ؟ ظننتك لن تقول شيئ أبدًا ."


كان عقل وين دي مشوش ، فطرح سؤاله بحذر:  

" يعني… هل هذه موافقة ؟"


ربّت هيي ونشوان على شعره وقال:  

" طبعًا "


كان والد هيي ونشوان رجل أعمال ، 

رئيس شركة ' بوكسين للبصريات '

وقد سافر إلى الخارج ضمن برنامج تبادل طلابي منذ المرحلة الابتدائية ، 

وكان يتحدث بطلاقة بلكنة أجنبية ، 

يناقش الشؤون الجارية ، ويذكر شخصيات شهيرة من الصين والخارج


أما أصدقاؤه فكانوا أبناء قضاة وباحثين ومهندسين


وحين كان وين دي برفقتهم ، شعر دائمًا وكأنه قطعة 

قلقاس موحلة وسط فواكه براقة على رف العرض


كان يشعر تجاه هيي ونشوان بمزيج من الإعجاب والعاطفة، 

ويظن أن شخصًا موهوبًا مثله، ينحدر من أسرة ميسورة، 

ويتمتع بتجارب حياتية واسعة، لا بدّ أنه يمتلك خططه 

الخاصة، وكل قرار يتخذه لا يكون إلا بعد دراسة وتحليل ، 

بعيدًا عن إدراك وين دي المحدود


لكنه لم يدرك الحقيقة إلا بعدما كبر ، ورأى العالم أكثر ، 

واحتكّ بأشخاص أكثر كمالًا


لم تكن هناك أي ' خطط ' — بل كانت أنانيةً بحتة ، لا أكثر


{ مرّت خمس سنوات على الانفصال ، ومع ذلك لا يزال 

يستطيع الاتصال بي بكل بساطة ، 

وإلقاء التحية وكأن شيئًا لم يكن


وهذا وحده كافٍ ليثبت أن ذلك الشخص لم يتغيّر أبدًا 


يا لها من لعنة… أن تصادف أطلال الماضي في طريقك }


تمدّد وين دي، أغمض عينيه، وهمس في سرّه متضرعًا:  

" يا إلهي أتوسل إليك لا تجعله يزور أحلامي الليلة ."  


ما إن مضت خمس دقائق من السلام ، 

حتى رن الهاتف مجددًا ، وهذه المرة من رقم مختلف


أخذ وين دي نفسًا عميقًا


{ لا بدّ أن حظي قد تحسّن أخيرًا ؛ لا يمكن أن يكون هو مجددًا… }


لكنه ما إن أجاب، حتى سمع صوتًا مألوفًا يقول :


“ ألن تقول لي شيئ ؟” تنهد : “ أنا حزين قليلًا "


تدحرجت عينا وين دي { كم رقم هاتف يمتلك هذا الشخص ؟ }


وربما لأنه شعر بأن وين دي على وشك أن يغلق المكالمة، سارع بالقول:

“ في أمريكا ، لا توجد قيود على شراء شرائح الاتصال .”


{ هؤلاء الأولاد الأغنياء لا يعرفون ماذا يفعلون بأموالهم }

صرّ على أسنانه وقال: “ قل ما تريد بسرعة . 

أنا سأنام ”


سكت هيي ونشوان ، وهذا الفراغ جعل الغضب يتصاعد في صدر وين دي


: “ اشتقت إليك كثيرًا ”


: “ لا تكن مقرفًا ”


: “ حقًا ، حين كنتَ بجانبي ، كنتُ أسعد الناس وأكثرهم راحة . 

كل مرة أمرّ فيها بـ‘تشاينا تاون’ وأرى بخار عربات الديم سوم ، أفكر بك. 

تتذكر عندما التوت قدمي؟ 

الابتسامة اللي كانت على وجهك عندما تفتح كيس الفطور 

من أجلي … مشهد لن أنساه ما حييت…”


رد وين دي وهو يفرك وسادته بانزعاج :

“ قلت لك، أنت لا تحبني، أنت فقط بحاجة إلى مربية . 

وأنت غني بما فيه الكفاية لتوظّف واحدة بعشرة أو عشرين ألف يوان ، 

وأضمن لك أنها ستخدمك براحة . فلماذا تبحث عني ؟”


تردّد الطرف الآخر لحظة، ثم قال بدهشة خفيفة :

“ كيف تقول ذلك ؟ 

نحن أول حب في حياة بعضنا ، أليس كذلك ؟”


{ يا إلهي… عندما كنت صغير تعثّرت بقطعة خشب 

والآن ' قطعة الخشب ' ( ونشوان ) يظن أنه 'ضوء القمر النقيّ '

هو حقًا بارع في تذهيب نفسه بالكلمات ! }


رفع وين دي ركبتيه وسند مرفقيه عليهما ليُهدّئ نفسه،

 ويخفف من اشتعال غضبه، ثم قال:

“هل أول حب شيء مقدّس ؟ 

كزهرة لوتس تنمو على قمة جبل ثلجي ؟ 

أم تمثال بوذا على منصة ؟

إنه مجرد سلسلة من الأخطاء .

أنت لا تتوقف عن التسكع في حياتي ، وتذكيري بالماضي طوال الوقت . 

وهذا مزعج للغاية .”


سكت هيي ونشوان للحظة ، ثم قال:

“ تلك كانت أجمل أيام حياتي . آسف لأنك لا تراها كذلك . 

ثق بي، سأعوّضك عنها . سأعيدها إلى ألوانها الزاهية .”


{ لم يتغير بعد كل تلك السنوات …

لا يزال بارعًا في الحديث المعسول ، 

يتحدث عن ' التعويض ' رغم أنه هو من دمّر كل شيء بنفسه }


وين دي : “ لا، شكرًا ،، 

لا تتصل بي مجددًا . 

لا تعرف كم كنت أكتم قدرتي على اللعن وأنا معك . 

أنصحك ألا تجلب المتاعب لنفسك .”


كان يظن أن بعدما وصل بالكلام إلى هذه الدرجة ، 

فإن هذا الابن المدلل سيغضب ويقفل الخط فورًا ، 

لكنه لم يسمع نغمة الإغلاق المعتادة ،


{ لا بأس ، سأغلق المكالمة بنفسي }


أبعد الهاتف عن أذنه وهمّ بأن يضغط على الزر الأحمر، 

لكن صوت الطرف الآخر سبقه:


: “ صحيح لقد كذبتُ عليك في ذلك الوقت 

لكن ألستَ أنت أيضًا كذبت علي؟”


في اللحظة التالية ، ضغط وين دي على زر الإغلاق ، 

وكاد يقفز من السرير من شدّة الغضب


" ما زال لديه الجرأة ليفتح الجروح القديمة !


تبا لك، أيها الكلب الحقير ! 

وقح، متغطرس، وصاخب! 

ليتك تموت بالطاعون والمرض، فقد جعلتني أقول أشياء كهذه ! "


اشتعل صدر وين دي بالغضب، ولم يجد له متنفسًا


حدّق في الشاشة بعينين مليئتين بالحقد، 

موجّهًا كراهيته نحو ذلك الشخص الذي اختفى بلا أثر


{ لو لم أكن بانتظار مكالمته ، لما وقعت في مثل هذه الكارثة 


ما الذي يفعله ذلك الوغد الذكي والوسيم خلال الأيام الماضية ؟ }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي