Ch13 بانغوان
أمسك شيه وون بالزهرة في كفه ، لكن ما إن لامست بتلاتها يده حتى انكمشت وذبلت ،
تحولت في غمضة عين إلى شيء ميت بلونٍ بنيّ ،
وبمجرد لمسة خفيفة من أصابعه ، تفتّتت البتلات وسقطت عن الزهرة
كان بصره منخفض ، يحدّق في الشيء الخالي من الحياة في يده ،
لا يُعرف ما الذي يفكر فيه ،
و بعد لحظة ، رفع رأسه ورأى وين شي يراقبه بجبين معقود
أنزل شيه وون يده وأخفاها خلف ظهره ، ثم قال ، وعلى بُعد
بضع خطوات بينهما تتخللها أغصان الأزهار :
“ ماهو الشيء السيّئ الذي فعلته لتنظر إليّ بهذه الطريقة؟”
“…”
شد وين شي شفتيه معًا
في الحقيقة قد التفت للخلف بعفوية فقط،
لكن مع هذا السؤال لم يعد أمامه إلا أن يتماسك ويقول بوجه جاد:
“ كنت أريد أن أسألك شيئ .”
شيه وون : “ وما هو؟”
وين شي: “…”
{ دعني أفكّر قليلًا ! }
لحسن الحظ، كانت سرعة بديهته جيدة
فما إن توقف لحظة قصيرة حتى خطر له شيء
“ أين تلك القطعة من الملابس ؟”
أنزل شيه وون رأسه، وألقى نظرة جادة على نفسه — قميص
وبنطال، كل شيء موجود
لا يعرف وين شي ما يقول : “ كنت أقصد المعطف الذي
كنت تحمله قبل قليل ، الأسود.”
حينها فقط بدا أن شيه وون تذكّر تلك القطعة
“ آه، ذاك ،
على الأرجح أني نسيته في مكان ما وسط الزحام والارتباك .”
: “ ألن تبحث عنه؟”
قال شيخ وون بلا مبالاة : “ لا بأس ،،
لم يكن مهمًّا أصلًا . و إن ضاع ، يمكنني أن أشتري غيره .”
كان وين شي يعيش في فقرٍ حاليًا ، لذا لم يستوعب بتاتًا
سخاء شيه وون في التخلّي بهذه السهولة
وبينما يرى عبوس وين شي يزداد عمقًا ، اقترح شيه وون:
“ ما رأيك أن تأتي لتبحث عنه معي في الجبل إذن؟
لكن ، هذا الجبل كبير قليلًا ...”
{ كبير قليلًا ؟ استمر في الحلم ، هذا الجبل بالكاد يمكن
وصفه بـ ' قليل الكِبر ' ! }
استدار وين شي ومضى مبتعدًا
ارتفع ضحك شيه وون من خلفه ، ثم عاد السعال المتكرر
كان صوته أكثر اختناقًا حتى من طريقهم إلى هنا،
كأن حالته الصحية ازدادت سوءًا
ومع أن الجيران والأصدقاء الذين جاؤوا لتشييع الجد شين
تشياو لم يكونوا يعرفون شيه وون —- إلا أنهم سألوا بقلق:
“ هل أنت مريض ؟
أن تأتي للجبل وأنت على هذه الحال… الجو هنا بارد جدًّا.”
لوح شيه وون بيده من مسافة ، مشيرًا إلى أنه بخير
مع أنه كان دائم المزاح ويبدو بالفعل ذو طبع حسن ، لكن…
بينما وين شي يسير على منحنى الطريق الجبلي، لم يستطع
إلا أن يلتفت خلفه مجدداً
رأى شيه وون يضغط يده على طرف أنفه وهو يسعل عدة مرات مكتومة
وعندما مرّ شيه وون بجانب شجرة ، رمى الشيء الذي كان يحمله في يده
كان تعبيره غير مبالٍ، وبشرته شاحبة بشكل مرضي ؛
كان وجهه صعب القراءة ،
بينما بدا في الوقت نفسه باهتًا بعض الشيء ،
فُوجئ وين شي للحظة ثم تذكر { ذلك الشيء كان على
الأرجح الزهرة التي أمسَك بها شيه وون سابقًا }
وبما أنهم خرجوا للتو من القفص ، كان وين شي متعبًا
وجائعًا في الوقت نفسه ،
مما جعل من الصعب عليه جمع طاقته ….
لكنه تماسك وجمع تركيزه ، محاولًا إلقاء نظرة على روح شيه وون
و ما إن أغلق عينيه ، حتى واجهه مشهد من الطاقة الشريرة اللامتناهية
كانت أكثر وفرة الآن بعدة أضعاف مما كانت عليه عند لقائهما الأول
تقفز وترقص بطريقة مهددة ، مُنبعثة منها إحساس كثيف
وثقيل بالوحشية
و في كل مكان ينتشر فيه الضباب الأسود ،
تصبح الأزهار والأشجار المتوهجة أكثر خفوتًا ،
كأنها على شفا الموت ،
سُمع همهمة تداعب عقل وين شي، وفتح عيناه فجأة
اختفى ذلك المشهد —- وكما هو الحال دائمًا، بدا شيه
وون ودودًا وطيب المزاج وهو يتجه نحو أسفل الجبل،
وعينيه للأسفل
⸻
الحافلة متوقفة عند سفح الجبل ، وتدفق الحشد تدريجيًا نحوها
لم يعد شيا تشياو يبكي ، لكنه لم يقل أي شيء أيضًا
عيناه متورمتين بشدة ، ووقف هناك ، في حالة ذهول
لم يستطع الجيران وكبار السن احتمال رؤيته على هذه الحال،
فقاموا بتوجيهه نحو الحافلة ،
نصفًا حاملينه ونصفًا يسحبونه ،
وأوصلوه إلى مقعده الأصلي
مرّت لحظة وألقى شيا تشياو نظرة فارغة حوله ثم سأل
بصوت مبحوح : “ أين وين-غا ؟”
إحدى الجارات، العمة ليو، جالسة خلفه مباشرة،
وذاب قلبها تمامًا كلما رأت هؤلاء الشباب نصف الناضجين يبكون ،
ربّتت على كتف شيا تشياو وأشارت خارج النافذة : “ إنه قادم ،
انظر، يتحدث مع شخص هناك .”
بعد لحظة تأخر الإدراك ، التفت شيا تشياو ونظر
رأى وين شي واقفًا على بعد خطوات قليلة من الطريق،
يتحدث إلى شيه وون الذي نزل للتو من الجبل…
كان شيه وون هو الأكثر حديثًا ، ووين شي كان يستمع
ربما كان مجرد شعور خاطئ، لكن شيا تشياو شعر وكأنهما
يقفان بعيدين عن بعضهما قليلًا
على أي حال، كانت المسافة أوسع قليلًا من المعتاد عند
محادثة شخصين، مما أضفى شعورًا خفيًا بالابتعاد والتحاشي
بالطبع لم يعرف شيا تشياو سبب ذلك؛ كل ما اعتقده أنه أمر غريب
اختصر شيه وون الحديث —-لوح بيده لوين شي ثم بدأ
بالسير في الاتجاه الآخر ، بينما
اتجه وين شي نحو الحافلة
ساقاه طويلتين، فأمسك بالدرابزين وهو يصعد أربع درجات بخطوتين
و جلس بجانب شيا تشياو بلا تعبير
سحب السائق سيجارته من فمه قم التفت وسأل : “ أنت هنا؟
هل ما زال ينقصنا أحد ؟”
وين شي: “ لا، لننطلق .”
تفاجأ شيا تشياو
أما العمة ليو والبقية فكانوا أكثر حماسًا،
وأشاروا إلى ظهر شيه وون من بعيد : “ ماذا عنه؟
صديقك هذا ألن يركب الحافلة ؟”
وين شي: “ لن يأتي .”
: “ لماذا ؟”
وين شي: “ هو مشغول ، لذا سيغادر أولًا .”
تسلل شيا تشياو بنظرة إلى وين شي
رغم أن وين-غا كان دائمًا يرتدي وجهه الجامد نفسه،
وكلماته قاسية وجافة كذلك،
إلا أن شيا تشياو شعر بأن وين شي لم يكن في مزاج جيد حاليًا
سأل شيا تشياو بصوت ضعيف خافت : “وين-غا ما الأمر؟”
رفع وين شي عينيه بلا فهم : “ ما الأمر؟”
تردد شيا تشياو ثم سأل ببطء: “ ماذا قال شيه وون؟
يبدو أنك غير سعيد .”
عبس وين شي بحاجبيه قليلًا ونظر إلى شيا تشياو بتعبير
يوحي ' ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه ؟ '
: “ آه؟”
تراجع شيا تشياو واستند إلى النافذة بلا حيوية : “ لا شيء،
فهمت الأمر خطأ، اعتبر أني لم أقل شيئ .”
لكن بشكل غير متوقع ، كانت العمة ليو هي من لم ترغب بترك الأمر
و في الطريق لتوديع الجد —- قد جلست بجانب شيه وون
الشاب كان جذابًا للغاية وله هالة أنيقة ، فمن لا يحبه؟
ربّتت على ظهر مقعد وين شي وقالت: “ هو جاء في هذه
الحافلة ، فالأفضل أن يغادر أيضًا في هذه الحافلة ،
وإلا فلن يكون الأمر مباركًا .”
هذا النوع من سوء الحظ بدا بعيد الاحتمال وغير ذي صلة
وين شي لم يسمع عنه من قبل
لكنه ألقى نظرة خارج النافذة
ورأى شيه وون يصعد إلى سيارة حمراء ، فجلس مجدداً في مقعده
سأل السائق : “ إذن هل هذا الجميع ؟ هل نغادر ؟”
وين شي: “ مم.”
أخرج السائق رأسه من النافذة وأخذ نفس طويل من السيجارة طويلة ، ثم ثانية ، ثم أطفئها
أمسك المقود ، قاد الحافلة عائدًا نحو المدينة
⸻
خيمة الجنازة في حديقة منطقة مينغهوا قد فُكّت بالكامل بالفعل
يمكن اعتبار مراسم الجنازة هذه، التي استمرت لعدة أيام،
قد انتهت أخيرًا
كانت العمة ليو تعيش في أحد المباني أمامهم، وكانت معروفة بطيبة قلبها
حتى بعد النزول من الحافلة، استمرت في إعطاء التعليمات بلا توقف،
خائفة من أن الشباب الاثنين لا يفهمان العادات وسيقومان
بالأمور بشكل عشوائي ، قالت: “ لاحقًا بعد أن تعبروا فوق الموقد ،
تذكروا أن تأكلوا بعض التمر والكعك الأبيض .
وعندما تعودون إلى المنزل ، حرّكوا الأسرة والأرائك وما إلى
ذلك، ونظفوا المكان .”
كان شيا تشياو لا يزال فاقدًا للحيوية — أومأ وقال:
“ شكرًا عمة "
العمة ليو: “ إذا لم تتمكنا من التعامل مع الأمر بأنفسكما،
فتعالوا فقط وطرقوا بابي .
ستذهب هذه العمة لمساعدتكما، حسنًا؟”
ثم تقدمت بضع خطوات في الصف لتتجاوز الموقد ثم
تحدثت مجدداً : “بمجرد أن تنظفوا كل شيء ، استحموا
قبل النوم . يجب أن تستحموا أولًا .”
أجاب شيا تشياو: “ حسنًا .”
أطاع كل أمر قدم له بلا وعي
كل ما وُضع في يديه ، وافق عليه ؛ وكل ما طُلب منه أن
يأكله ، وضعه في فمه
وعندما استعاد وعيه أخيرًا ، اكتشف أن الحشد قد تفرق
منذ زمن ، وأنه قد عاد بالفعل إلى منزله
المنزل فارغ ومهجور
وكان هو أيضًا فارغًا ومهجورًا ، كما لو أنه فقد روحه ،
ولحظة وجيزة لم يعرف ماذا يجب أن يفعل
فجأة، صفع أحدهم رأسه، ليس بشدة ولا بخفة
غطى شيا تشياو مؤخرة رأسه ونظر ليرى وين شي يمر بجانبه
وأى أنه يفرك إصبعه السبابة والابهام معًا برفق ،
لكن لم يكن واضحًا السبب
سأل وين شي وهو يتفقد المكان : “ هل تبقى أي بخور ؟”
تفاجأ شيا تشياو: “ نعم، هل تحتاجه ؟”
وين شي: “ اذهب وأحضِر عودًا وأشعله .”
كان وين شي دائمًا يوحي بهالة ' سأصبح عدائيًا في اللحظة
التي لا أرضى فيها ' كان شيا تشياو يريد الاقتراب منه كثيرًا ،
لكنه كان خائفًا قليلًا أيضًا ،
فذهب مسرعًا لتنفيذ الأمر الموكَل إليه ،
بعد أن عاد شيا تشياو مع عود البخور، سأل: “ لماذا تحتاج لإشعال البخور غا ؟”
أشار وين شي برأسه نحو الفناء الخلفي ، داعيًا شيا تشياو لفتح الباب
الفناء الخلفي لفيلا عائلة شين واسعًا جدًا وفارغ
سابقاً ، أراد شيا تشياو شراء بعض الزهور والنباتات للزينة،
لكن الجد شين تشياو كان دائمًا يقول إنهم بحاجة لـ “ترك
بعض المساحة "
لم يعرف شيا تشياو أبدًا ما الذي كانوا يحتاجون لترك مساحة له
عندما رأى وين شي هذه المساحة الواسعة ، لم يجدها
غريبة ، بل كان الفهم واضحًا على وجهه
تساءل شيا تشياو { ربما عندما كان الجد شين تشياو
يتحدث عن ' ترك بعض المساحة ' سابقًا ،
كان يقصد أنه يتركها تحديدًا لوين شي }
قال وين شي وهو يشير بيده الخالية : “ أعطني البخور "
أطاعه شيا تشياو بلا تردد
ركع وين شي وأفرغ رماد البخور على أصابعه التي كان يفركها برفق
فجأة ، كما لو أن عينًا ثالثة قد فتحت ، رأى شيا تشياو
الأشياء التي لم يكن قادرًا على رؤيتها إلا داخل القفص—تلك
الخيوط الدخانية السوداء التي كانت ملتفة حول جسد الجد شين تشياو قبل أن يقوم وين شي بإذابتها
وسعّت عيني شيا تشياو: “ أليس هذا…”
استمر وين شي بفرك أصابعه
لم يتبقَ الكثير من الدخان ، وشكّله كـ شريط طويل يشبه فرع شجرة
مدّ يده وأغلق قبضته ، فارتفع هذا الشيء باستقامة في التربة
هبت رياح من العدم
هبت رائحة البخور مباشرةً على أنف شيا تشياو
فأثارت دموعه و غطى وجهه وسعل لفترة طويلة
بعد أن تعافى من حرارة الإحراق وفتح عينيه مرة أخرى،
وجد شجرة صغيرة واقفة في الأرض أمامه، بفروع نحيلة ورشيقة
قفز شيا تشياو خوفًا وسقط على التراب : “ ما هذا ؟”
وين شي: “ شجرة البرقوق الأبيض .”
شيا تشياو { لم أسأل عن النوع } : “ من أين أتت ؟”
نظر وين شي إليه كما لو أنه غبي : “ ألست قد رأيتها للتو ؟”
شيا تشياو: “ أعلم ، أنا… رأيتها ... الطاقة السوداء التي
امتصصتها من الجد ، أعدت إخراجها ، ثم ظهرت هذه الشجرة .”
وين شي: “مم.”
فجأة، لم يجد شيا تشياو ما يقوله
مر وقت طويل، وبدأت عيناه تتسع ببطء، وسأل بدهشة: “ إذن فهي…”
تأمل وين شي وقال: “ يمكنك أن تعتبرها شين تشياو من منظور معين ،
أو يمكنك اعتبارها شيئ تركه شين تشياو لك "
حدق شيا تشياو في الشتلة بثبات
فجأة تذكر أن هناك أيضًا بستان صغير من أشجار البرقوق
الأبيض بالقرب من المكان الذي عاش فيه في طفولته
بدا كما لو أنه قد نما بين لحظة وأخرى
الآن، شعر كما لو أنه فهم فجأة من أين أتت—فشين تشياو
كان أيضًا بانغوان ،
وقد أرسل العديد من الأشخاص في رحلاتهم ،
فلا بد أنه قد فعل شيئًا من هذا النوع من قبل أيضًا ،
قال شيا تشياو وهو يبتلع الكلمات :
“ عندما… يرحل شخص ما هل سيصبح الجميع هكذا ؟”
وين شي: “ أفضلها بهذه الطريقة .”
أراد شيا تشياو أن يقول إنه هو الآخر يفصلها هكذا أيضاً
و فجأة ، لم يعد يشعر بالحزن كثيرًا ؛ وكأن شين تشياو لا
يزال يراقبه برفق ومحبة من مكان قريب
وقف وين شي و دلّك مفاصل أصابعه ،
قام شيا تشياو أيضًا متعثرًا بالوقوف
دار حول الشتلة عدة مرات، وكأنه يريد لمسها لكنه لم يجرؤ
شيا تشياو: “هل تحتاج هذه الشجرة إلى سماد ؟”
وين شي: “ ستنمو بمفردها .”
أخرج شيا تشياو صوت “أوه” ثم سأل: “ إذن، هل يمكنني ريّها ؟”
وين شي: “ لم أسقها من قبل ، لكن يمكنك المحاولة .”
مرة أخرى لم يجرؤ شيا تشياو على لمسها
قال وين شي بنفاذ صبر: “ تمطر في الخارج طوال الوقت
ولم تمت من كثرة الري من قبل .”
أخيرًا، خفت مخاوف شيا تشياو
ذهب ليجد إبريق الري ، وبدا كما لو أن روحه عادت إليه
اتكأ وين شي على المدخل، يراقب شيا تشياو وهو يشهق ويهتم بري الشتلة
فجأة، خطرت له فكرة مفادها أن الشخص الذي صنع هذه
الدمية في الأصل لابد وأنه كان استثنائيًا جدًا ،
وإلا فكيف له أن يصنع مثل هذا الأحمق
——————-
مع هذه الشتلة من البرقوق الأبيض ، عاد شيا تشياو للحياة أخيرًا
كان أول شيء يفعله كل صباح هو ريّ الشتلة وتشذيبها
ثم يتبع وين شي ويشعل عود بخور ، مقدمًا إياه للمؤسس الموقر تشين بوداو
اليوم ، بعد أن انتهى من البخور ، لمح لوحة سجل أسماء
البانغوان وهو يمر بجانبها
—— فجأة ، تجمد في مكانه وتوقف عن الحركة
سأله وين شي مستغربًا : “ ماذا تفعل؟”
حدق شيا تشياو في اللوحة دون أن يجيب، مرتبكًا وغير واثق—
قبل لحظات ظن أنه رأى اسم وين شي يلمع بصمت
{ و أيضًا ، بدا أن فرعنا قد… تحرك قليلًا إلى الأعلى !!
لكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟
لقد انتهى الفرع بالفعل مع جدي شين تشياو ….
هل يمكن لفرع ميت تمامًا أن يصعد مجدداً ؟؟
لا، لا، لا، مجرد هلوسة }
تردد شيا تشياو لبعض الوقت ثم هز رأسه : “ لا شيء ،
ربما رأيت شيئًا خطأ .”
توقف وين شي عن الانتباه إليه بعد ذلك
كان المنزل كبيرًا إلى حد ما، لذا كان من المتعب قليلًا
لشخصين غير بارعين في الأعمال المنزلية أن يرتبوه
مثل الهامستر الذي ينقل مخزونه من الطعام، أخذ وين شي
وشيا تشياو يومين ونصف لتحريك جميع الأرائك والطاولات
والكراسي في المنزل، قطعة قطعة
في فترة بعد الظهر ، وبعد أن أنهى شيا تشياو ترتيب كل شيء ، خطط لتنظيفه مجدداً جيدًا
لذا، أخرج شيئًا من الخزانة
كان وين شي يبحث عن المكنسة عندها سمع ذلك الجسم
الدائري يُسرع باتجاهه ، ملتصق بالأرض ، ثم اصطدم صدفةً بقدمه
: “ ما هذا ؟” نظر وين شي إلى الأسفل، وارتسم على وجهه مزيج من ' ابتعد عني ' و ' سأدوسه بقدمي '
أسرع شيا تشياو وأبعد الشيء الصاخب بركلة ، قال مطمئنًا: “ هذا مكنسة روبوت .”
: “ إذن، هل نزال بحاجة إلى مكنسة؟”
“لا، لا.” لوّح شيا تشياو بيديه
أجاب وين شي بـ “أوه”، متقبلاً وجودها بسهولة وهدوء
شيا تشياو { كما توقعت ، وين-غا هو وين-غا
لا يتأثر بأي شيء
من نظرة واحدة ، يمكن أن ترى أنه شخص عاش الحياة وخبرها }
لكن بمجرد أن أنهى هذا التفكير ، اكتشف شيا تشياو أن وين شي أخرج علبة أخرى من أعواد البسكويت من الثلاجة
ثم بدأ وين شي، بلا أي تعبير على وجهه، بمضغها للساعتين التاليتين،
محدقًا في المكنسة الروبوتية وهي تقوم بعملها
قال شيا تشياو وهو يقترب منه: “وين-غا ...” مشيرًا إلى
العلبة ، سأل: “هل يمكنك أن تشبع من أكل هذا فقط ؟”
لم ينظر وين شي إليه حتى : “ لا "
شيا تشياو: “إذن، ألن تكون جائعًا جدًا الآن ؟”
وين شي: “ ماذا تعتقد ؟”
شيا تشياو : “ في هذه الحالة ماذا يجب أن تأكل لتشبع؟”
رد وين شي باختصار : “ البشر .”
“…“
بفضل هذا الأحمق ، بدأ الجوع الشديد الذي كان وين شي
قد كبحه لفترة طويلة يحترق من جديد
الآن، كان لديه مشكلة: بمجرد أن يشعر بالجوع ، يبدأ في
التفكير بشخص معين…
{ لا لا لا، انقلع بعيدًا عني }
بعد ذلك، ذهب ليفتح الثلاجة مجدداً
تحرك شيا تشياو جانبًا أيضًا
عندما ألقى نظرة داخل الثلاجة، وجد أن جميع أعواد
البسكويت قد اختفت بالفعل
فتوقف نظر وين شي عند صف المشروبات
كان شيا تشياو هذه المرة أكثر نشاطًا : “ وين-غا
دعني أعرفك على هذه—”
قبل أن يكمل كلامه ، أخرج وين شي علبة صودا من الداخل
و بصوت فرقعة ، فتح العلبة وقال ببرود: “ لقد مت في 1995، وليس 1965.”
شيا تشياو: “…“
{ حسنًا ... يمكنني أن أشعر أن مزاج وين شي أصبح أسوأ }
لم يجرؤ شيا تشياو على قول أي شيء آخر،
لكنه أيضًا لم يكن لديه الجرأة للهرب،
فجلس على الجانب ولعب بهدوء على هاتفه
بعد فترة، سمع وين-غا يسأل، كما لو أن عليه أن يخفض
نفسه ليتحدث عن الموضوع: “هل سمعت أي خبر من شيه وون؟”
شيا تشياو: “هم؟؟؟“
عبس وين شي : “ ألّم يقل أنه سيستأجر غرفة وينتقل للعيش فيها ؟”
منذ اليوم الذي نزلوا فيه من الجبل، لم تصله أي أخبار من شيه وون،
وكأنه اختفى من على وجه الأرض ،
ولم يتابع أيضًا مسألة استئجار الغرفة ،
شعر وين شي أن الأمر غريب بعض الشيء…
بالطبع الغرابة كانت في الأساس شعور وين شي
في النهاية، بالنسبة لشيا تشياو، يومان ونصف ما زالا فترة
قصيرة نسبيًا، تمر في لحظة
لم يكن هناك أي مشكلة في عدم التواصل مع شخص ما لمدة يومين ونصف
لكنه لم يجرؤ على قول ذلك لوين شي، لأنه شعر أن وين-غا
على الأرجح قد بدأ يفقد صوابه من شدة الجوع
سأل شيا تشياو : “ إذن يمكنني… التواصل معه؟”
لم يجب وين شي
تمامًا عندما كان شيا تشياو يبحث عن رقم شيه وون، قال
وين شي فجأة: “أين معرض شيبينغ؟ هل تعرف كيف تصل إليه ؟”
رمش شيا تشياو : “ نعم، أعرف .”
{ ماذا ؟ هل ستتوجه هناك لتأكله ؟ }
يتبع
أزهار البرقوق تحظى بتقدير كبير في الثقافة الصينية
فهي ترمز إلى المثابرة والأمل والولاء والتفاني،
حيث تتحدى أزهار البرقوق برد الشتاء بانتظار الربيع
وترتبط هذه الأزهار بزوال الحياة ، مما يجعلها نباتًا مناسبًا
بشكل خاص لـ وين شي لاستخدامه كطريقة أخيرة لتخليد ذكرى شخص ما ..
تعليقات: (0) إضافة تعليق