القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch14 بانغوان

Ch14 بانغوان



اكتشف شيا تشياو أن وين-غا شخص صريح جدًا —-

الشيء الوحيد أنه كان صريحًا أكثر من اللازم


فبمجرد أن قال شيا تشياو إنه يعرف الطريق ، بدأ وين شي بالمشي نحو الباب


: “ انتظر انتظر!” اندفع شيا تشياو إلى غرفة نومه بسرعة، 

وارتدى هودي بغطاء رأس ، ثم أخذ واحدًا أكبر حجمًا ليعطيه لوين شي ، وقال : 

“ الجو اليوم بارد . 

عندما خرجت لأسقي الشجرة قبل قليل كان البرد واضح. 

ارتدِي هذا .”


ألقى وين شي نظرة وقال: “ لا حاجة .”


كان جلده شاحبًا، ويرتدي قميصًا رماديًا فاتحًا بأكمام قصيرة ، 

وغالبًا يرفع كمّه الأيمن حتى كتفه بلا سبب محدد ، 

كاشفًا عن خط ذراعه الوسيم ،


بالفعل كان هذا يجعله يبدو وسيمًا للغاية ، لكن…


سأل شيا تشياو بجدية : “ ألا تشعر بالبرد فعلًا؟”


: “ لا، أشعر بالحر ...” سحق وين شي علبة الصودا الفارغة 

في يده وألقاها في القمامة ، 

ثم توجه إلى الثلاجة وأخرج علبة زبادي ، 

مزقها وفتحها وقال: “هل ستخرج أم لا؟”


“…“


أدرك شيا تشياو أن وين شي كان عطشانًا بحق


: “ لنذهب، لنذهب .” رمى شيا تشياو الهودي على الأريكة، 

التقط هاتفه، وخرج من المنزل



لكن الطقس لم يكن جميلًا حقًا


السماء ملبدة بالغيوم الكثيفة، 

وسحب سوداء تجمعت في الأفق

بدا أن المطر سيهطل قريبًا


ضيق وين شي عينيه وحدق باتجاه الغيوم : 

“ كم من الوقت يستغرق المشي إلى هناك ؟”


: “ المشي؟؟؟” ارتعب شيا تشياو بسرعة ورفع هاتفه على 

عجل : “ لا داعي لذلك ، لقد طلبت سيارة . 

السائق في الطريق بالفعل .”


كانت هذه معلومة جديدة خارجة تمامًا عن نطاق خبرة وين شي 

لكنه لم يُظهر شيئًا على وجهه، متظاهرًا بأنه تقبّلها بشكل طبيعي


أما شيا تشياو —- فقد كان بالغ الحرص، وناول هاتفه إلى وين شي—


و على الشاشة —- ظهرت خريطة ، وسيارة صغيرة تتحرك 

ببطء شديد كأنها سلحفاة


لكنها بعد أن تقدمت مسافة ضئيلة ، توقفت فجأة


وبينما وين شي يشعر بالحيرة، ظهر إشعار يخبر أن الرحلة قد انتهت


في الأصل، أراد شيا تشياو أن يُعرّف سيده على راحة 

المجتمع الحديث، لكنه لم يتوقع أن ينتهي الأمر هكذا


أشار وين شي إلى الإشعار وسأل: “ ماذا يعني هذا ؟”


شيا تشياو: “…يعني أن السائق ألغى الطلب .”


تذمر وين شي : “ أليس هذا السائق عديم المصداقية ! 

يلغي بكل بساطة .” 


شيا تشياو. “ وين-غا انتظر قليلًا ، سأطلب واحدًا آخر .”


لكن من كان يتوقع أن يكون السائق التالي أسرع في الإلغاء


بعد ثوانٍ قليلة من قبول الطلب ، أنهى الرحلة


شيا تشياو: “؟؟؟“


طلب أربع سيارات متتالية، وجميعها انتهت بالإلغاء


ثم لم يعد قادرًا على طلب أي سيارة جديدة لفترة طويلة


تمسك شيا تشياو بهاتفه بكلتا يديه ، مذهولًا : “ هذا غير معقول …. 

ماذا يحدث اليوم ؟ هل نُصح بعدم الخروج ؟”



مع اقتراب الغيوم السوداء شيئًا فشيئًا، 

بدأت قطرات مطر خفيفة تتساقط، 

وأخيرًا تم قبول طلب الرحلة


وهذه المرة لم يُلغِ السائق المشوار، 

وكانت السيارة قريبة نسبيًا


سرعان ما توقفت أمام المدخل الرئيسي لمجمع مينغهوا


ألقى وين شي علبة الزبادي الفارغة في سلة المهملات، 

ثم انحنى ودخل المقعد الخلفي للسيارة


كانت السائقة امرأة في منتصف العمر، مستديرة الوجه، 

تبدو ودودة ولطيفة، وعلى خدها شامة صغيرة


نظرت إلى وين شي من خلال المرآة وقالت مازحة:

“ هاه كما توقعت، الشباب أجسادهم قوية . 

ترتدي قميصًا قصير الأكمام في مثل هذا الطقس ؟”


لم يكن وين شي معروفًا بحسن المزاج، ولا اعتاد أن يُولي 

الغرباء أي اهتمام


و عادةً إن واجه شخصًا يتحدث معه بألفة منذ البداية ، كان 

يترك كلامه يدخل من أذن ويخرج من الأخرى


أما شيا تشياو —- فكان يعلم بطبع وين شي

وخشي أن يسود صمت محرج

و كان على وشك الرد على السائقة ، لكنه فوجئ بأن وين شي قال :

“ الجو ليس باردًا .”


تجمد شيا تشياو من الدهشة


: “ ما الأمر؟” لمح وين شي من زاوية عينه ملامح الذهول على وجه شيا تشياو


: “ لا شيء ...” التفت شيا تشياو بسرعة وهمس : “ فقط تفاجأت قليلًا ... 

ظننتك ستتجاهلها .”


ألقى وين شي نظرة عليه، وبعد لحظة أجاب:

“ وجه مألوف .”


سمعت السائقة ذلك، فضحكت قائلة:

“ أتعني وجهي أنا ؟ وجهي عادي ، كثيرون يقولون إنني أشبه أحدًا يعرفونه .”




 قطرات المطر تتناثر على قميص وين شي الرمادي و لاحظت السائقة ذلك وسألت :

“ هل أنتما شقيقان ؟ ألم تحملوا معكما مظلة ؟ 

المطر سيزداد غزارة شيئًا فشيئًا .”


قال شيا تشياو بنبرة متحسرة:

“ حين خرجنا لم يكن المطر قد بدأ بعد .”


: “ وهل خرجتما منذ وقت طويل تنتظران؟”


تذمّر شيا تشياو : “ آههخ لا تذكري الأمر . حظنا سيئ اليوم ، طلبنا أربع 

سيارات وكلهم ألغوا الطلب .”


أومأت السائقة وقد فهمت : “ آوووه …. لم يكن حظكما سيئًا ….

في الفترة الأخيرة لا أحد يرغب في قبول الرحلات المتجهة إلى تلك الجهة .”


: “ ولِمَ ذلك ؟”


: “ لأن المنطقة ملعونة .”


كان وين شي يحدّق بالنافذة ، لكنه أعاد نظره على الفور 

عندما سمع هذه الكلمة


سأل شيا تشياو : “ ملعونة ؟ ماذا تقصدين ؟”


: “ ألم تطلع على المنتدى المحلي مؤخرًا ؟”


نظر وين شي إلى شيا تشياو —- فظهر على وجه الأخير تعبير محرج 

: “ اووه … لا أتابعه كثيرًا .”


ابتسمت السائقة محاولةً التخفيف عنه وقالت :

“ لا بأس ، قليلون من يتابعون الأخبار المحلية ،

أما نحن السائقين ، فلطبيعة عملنا الممل ، لا نجد ما نفعله 

سوى الاستماع إلى الراديو ، لذا نعرف أخبارًا أكثر من غيرنا .”


ثم لم تتركهما في حيرة ، بل استغلت الطريق الخالي لتشرح قائلة :

“ بالقرب من معرض شيبينغ للدمى يوجد طريق لا يمكن 

تفاديه يُسمّى طريق ' وانغتشيوان ' ،،، 

ذات مرة جاء مطوّر عقاري من خارج المدينة ، ولما أعجبه 

المكان ، أراد أن يبني حيًّا فاخرًا في وسط المدينة أطلق عليه 

اسم وانغتشيوان إيستيتس.”


قال شيا تشياو:

“ أوه، أعرفه . مررت بجانبه من قبل . المنازل هناك جميلة ، 

لكن يكاد لا يسكنها أحد. الأمر يشبه مجمعنا مينغهوا.”



ابتسمت السائقة وقالت :

“ الأمر مختلف قليلًا . مشكلة مينغهوا متعلقة بتخطيط 

الأراضي المحيطة ، 

أما مشكلة وانغتشيوان فهي أن الناس لا يريدون السكن هناك أصلًا ، 

لو سألت كبار السن في نينغتشو — سيقولون لك إن المنازل هناك مشؤومة .”


أومأ شيا تشياو وقد بدت عليه ملامح الفهم وقال:

“ صحيح ، سمعت شيئًا من هذا القبيل .”


في هذه الأثناء ، كان وين شي يشعر بشيء من الحيرة ، فسأل :

“ ولِمَ ليست جيدة ؟”


قبل أن يتمكن شيا تشياو من الكلام، ابتسمت السائقة قائلة:

“ أيها الوسيم لا بد أنك لست من هذه الأنحاء صحيح؟ 

في لهجتنا هنا في نينغتشو، يُنطق حرف وانغ تمامًا مثل هوانغ .”


{ وانغ وهوانغ؟

إذن ،،،، ألا يكون اسم طريق وانغتشيوان…؟ }

( الشرح بالهامش)

“…”

صمت وين شي لحظة ثم قال ببرود :

“ الشخص الذي اخترع هذا الاسم عبقري .”


ضحكت السائقة :

“ لحظة ، يوجد ما هو أدهى من ذلك . 

المنطقة هناك جيدة جدًا ، وحتى أن محطة مترو قريبة منها ،،

بعض المستثمرين لم يصدقوا بالخرافات ، فأرادوا إنعاشها ،،

أنشأوا شوارع مشاة ومحلات أجنبية متنوعة ، 

لكن بسبب ضعف التجارة انهار كل شيء تدريجيًا ،،

وبعد سنوات قليلة ، جاء شخص آخر مبذر للأموال ، وبنى 

مركزًا تجاريًا متكاملًا فيه مطاعم ومقاهٍ وسينما ،،،، 

خمن ماذا أطلقوا عليه ؟”


سأل وين شي:

“ ماذا ؟”


السائقة :

“ أطلال وانغتشيوان.”


“….”

وين شي { يا له من جوهرة نادرة ، بل وفاخرة أيضًا }

ثم سأل:

“ هل ازدهر المكان في النهاية ؟”


هزّت السائقة رأسها متنهدة :

“ لا ….. المشروع كان يتعثر بين حين وآخر ، ولم يكتمل 

رسميًا ويفتح أبوابه إلا مع بداية هذا العام . 

في البداية تدفق الناس لزيارته بدافع الفضول ، 

لكن الأعداد تناقصت لاحقًا ،، 

تلك المنطقة تحديدًا مشهورة بالظواهر الغامضة ، 

ودائمًا يزعم أحدهم أنه رأى شيئًا لا ينبغي أن يُرى .”


سأل شيا تشياو:

“ والمركز التجاري لم يُغلق بعد؟”


: “ كلا ،، الإيجار هناك رخيص ، والبضائع ليست باهظة الثمن . 

هناك أيضًا بعض متاجر الحِرف اليدوية النادرة التي يصعب 

العثور عليها في أماكن أخرى هذه الأيام، لذا لا يزال يتردد عليه بعض الزبائن .”


: “ آهاا "


تابعت السائقة:

“ قد لا يبدو الأمر مهمًا عندما تسمعني أتكلم ، لكن الحقيقة 

أن الناس يشعرون بالرهبة عند المرور بجانب تلك المنطقة. 

فقط البارحة كتب أحد أعضاء مجموعتنا في ويتشات أنه 

تعرض لتجربة مخيفة هناك، 

ووصفها بطريقة مذهلة، ولهذا السبب لا يريد أحد التوجه إلى تلك الجهة اليوم .”


قال شيا تشياو بعد تفكير:

“ لا عجب إذن . في هذه الحالة ، أنت شجاعة جدًا .”


أجابت السائقة بنبرة مستسلمة :

“ آوه اعتدت على الأمر . أنا أعيش بالقرب من هناك ، وأتنقل 

ذهابًا وإيابًا طوال الوقت . 

لا أستطيع أن أرفض العمل بسبب مسألة تافهة كهذه .”

تابعت وهي توقف السيارة عند التقاطع :

“ لا يُسمح لي بالوقوف داخل المجمع ، لذا سأنزلكما هنا .”


وحين رأت المطر المنهمر في الخارج ، مدت إلى وين شي مظلة وقالت :

“ ستضطران للمشي مسافة قصيرة ، فخذ هذه المظلة .”


نظر شيا تشياو إلى وين شي بصمت

: “ آه، كيف يمكن أن نقبل؟ سنصل لو ركضنا قليلًا .”


ابتسمت السائقة وقالت :

“ خذها ولا تكن رسميًا ، لدي الكثير من المظلات هنا .”


ظل شيا تشياو مترددًا وهو يقول :

“ حقًا لا داعي…”


وفي وسط رفضه ، امتدت يد شاحبة نحيلة وأخذت المظلة بهدوء


وين شي : “ شكرًا لك "


ضحكت السائقة قائلة :

“ آيييه هكذا يجب أن يكون الأمر !”


خرج وين شي من السيارة أولًا ، وفتح المظلة ثم حث رفيقه :

“ أسرع .”


فما كان من شيا تشياو إلا أن تبعه على عجل




المطر يهطل بغزارة ، وضباب أبيض يتصاعد من الأرض. 


انعطفت السيارة عند الزاوية واختفت سريعًا في عمق الضباب


سحب وين شي نظره ثم سأل شيا تشياو:

“ أين تقع معرض شيبينغ؟”


فتح شيا تشياو الخريطة على هاتفه وأشار نحو الأمام جهة اليمين:

“ ندخل من هذا الممر . إنه المتجر ذو الواجهة التقليدية .”



لقد تسرب أسلوب شارع وانغتشيوان إلى هذه الجهة أيضًا، 

فمعظم المباني هنا بُنيت على الطراز الغربي


ومن بينها، بدا المعرض شيبينغ الخاص ب‍شيه وون غريب 

على نحو واضح ، 

وكان من السهل تمييزه عن بقية المحلات


وقبل أن يدخلا ، سأل شيا تشياو بخجل :

“ وين-غا عندما نراه، ماذا تنوي أن تقول له؟”


{ فلا يمكننا بالتأكيد أن نقول ' المعذرة متى ستدفع الإيجار 

لتستأجر غرفتنا ؟ ' أليس كذلك ؟ بدا ذلك فظًا ومحرجًا 


لكن إن لم نقل ذلك، فماذا عسانا نقول ؟ 


أعظم ما فعلناه مع شية وون كان الدخول معه إلى قفص، 

فلا يمكن وصفنا بالغرباء تمامًا ، ولكن لم تكن بيننا معرفة وثيقة أيضًا }


لم يكن شيا تشياو مطمئنًا لوين شي، 

كان يشعر أن طباعه قد تدفعه لأن يقول مباشرةً ' أنا جائع '

وهذا أمر مرعب حقًا


وكما توقّع، قال وين شي:

“ لم أفكر في الأمر ، سنرى ما سيحدث .”


ارتبك شيا تشياو بشدة


معرض شيبينغ مزين على هيئة متجر تحف عتيقة ، 

لكن المعروضات الوحيدة بداخلها هو دمى


دمى غربية ، صينية ، دمى الظل ، خشبية ، خزفية —

مجموعة متكاملة من الأنواع المختلفة ، تملأ خزائن عديدة بانتظام


وخلف طاولة البيع جلس شخص قصير القامة ، 

في منتصف العمر ، شعره معقود في كعكة علوية


ملامحه غامضة بين الذكورة والأنوثة ، يصعب تمييز إن كان عم أم خالة


وفي جانب المتجر جلست شابتان جميلتان ، 

رشيقتا القسمات ، تتبادلان الأحاديث وهما تكسران بذور البطيخ


وما إن دخل وين شي إلى المتجر حتى التفتت الشابتان في 

اللحظة نفسها وقالتا بصوت واحد:

“ هاه ؟ شخص حي ”


ارتاع شيا تشياو لدرجة أنه تراجع خطوتين إلى الخارج فورًا، 

فانفجرتا بالضحك

ونادتا معًا:

“ لاو ماو ، لدينا زبائن .” ( لاو = العجوز )


استيقظ الرجل ذو الكعكة العلوية من غفوته ، 

وتثاءب وهو يلتفت


وعندما وقع بصره على وين شي، بدا عليه بعض الذهول


أغلق وين شي المظلة وهزّها بالخارج ليتساقط عنها الماء، ثم قال:

“ هل هذا متجر شيه وون؟”


انتبه لاو ماو وأومأ برأسه :

“ آوه نعم، هو كذلك .”


: “ وأين هو ؟” سأل وين شي وهو يتفحص المكان بعينيه


تلعثم لاو ماو:

“ إنه… غير موجود .”


حدّق به وين شي بحدة :

“ وأين هو إذن ؟”


لاو ماو مترددًا :

“ إنه مشغول .”


عبس وين شي حاجبيه :

“ لقد أخبرني بوضوح قبل ثلاثة أيام أن لديه بعض الأعمال 

في متجره للأيام القادمة ، وأنه مضطر للعودة مسرعًا للإشراف عليها .”


لاو ماو “….”

تلعثم :

“ هو… ذهب ليشرف على الأمر في الخارج .”


كان من الواضح أن هذا الرجل لا يُحسن الكذب ؛ فكلما تكلّم ، 

كانت عيناه الصغيرتان مثل حبة الفاصوليا تنزلقان بالنظر 

نحو الباب الصغير في زاوية المتجر ——

حتى الأعمى كان سيلاحظ ذلك ——


ترك وين شي المظلة في الحامل القريب من المدخل ، 

وبدأ يسير مباشرةً نحو ذلك الباب الصغير


قال لاو ماو على عجل :

“ انتظر ، ذاك هو الحمّام .”


فأجابه وين شي ببرود :

“ أوه حسنًا ، سأستخدمه إذن ، شكرًا .”


وبينما يصل إلى الباب ، سمع سعالًا مكتومًا يتسرّب من الداخل


وبعد لحظة، انفتح الباب من الداخل كاشفًا عن وجه شِيه وون الشاحب


من الواضح أن ذلك لم يكن حمّامًا، بل أشبه بغرفة خلفية 

مخصّصة للراحة


استطاع وين شي أن يشمّ خفوت رائحة البخور تتصاعد من الداخل ، 

كما بدا أن شيئًا ما يغلي هناك ، فالجو كان دافئًا للغاية


خرج شِيه وون وأغلق الباب بيده في حركة سريعة ، 


كان يبدو عليه بعض البرد؛ فرغم أنه متكوّر في غرفة حارة إلى هذا الحد، 

إلا أنه لا يزال يرتدي ملابس كاملة: أكمام طويلة وبنطال ، ملفوفًا بإحكام


قال وهو يسعل عدة مرات:

“ لماذا تبدو شرسًا هكذا وأنت تبحث عن شخص ما؟”


فأجابه وين شي وهو ينظر إلى لاو ماو المتلعثم بنظرة باردة 

ثم يعبس جبينه باستغراب :

“ ولماذا تختبئ إذن ؟ لستُ هنا لأطالبك بدَين .”


رد شِيه وون وقد أدار رأسه قليلًا وسعل مجددًا :

“ لم أكن أختبئ منك ،،،، لكن الجو كان باردًا جدًا مؤخرًا ، 

ولم أرغب بالخروج ، ولهذا طلبتُ منهم أن يقولوا بأني 

لست موجود مهما كان الشخص السائل .”


ولاحظ وين شي حينها أن شِيه وون يرتدي قفازات من حرير 

أسود رقيق ، تغطي يديه حتى المعصم   

وما إن تحرك حتى ظهر جزء ضئيل من جلده ، شاحبًا جداً


تابع شِيه وون وهو يتكئ على إطار الباب :

“ و أنا لست عرّافًا ، كيف لي أن أعلم أنك ستأتي ؟ 

هل تحتاج إلى شيء ؟”


وربما لأنهما كانا يقفان قريبين من بعضهما، شعر وين شي 

رغم أنه لم يغلق عينيه ولم يتفحّص روح شِيه وون بتيار 

متواصل من الطاقة الخبيثة يتدفق من جسده


وين شي بوجه بارد لعق شفتيه بسرعة ثم استدار وأومأ بذقنه نحو شيا تشياو:

“ إنه هنا ليشتري دمية .”


شيا تشياو: “؟؟؟!!”

{ أنا… !!! }

أومأ شيا تشياو بشرود وقال :

“ أ- أجل، أريد شراء دمية .”


واصل وين شي حديثه قائلًا :

“ وبما أننا هنا ، أردت أن أسألك : هل ما زلتَ تنوي استئجار 

الغرفة أم لا ؟ إن لم تكن كذلك ، فسوف نعرضها مجددًا .”


أنزل شِيه وون عينيه ، ولم يتضح ما الذي يفكّر فيه ، 

ظلّ صامتًا لحظة ، ثم أومأ أخيرًا برأسه وقال:

“ سأستأجرها ،،، 

ما رأيكما بيوم السبت ، بعد غد ؟ 

هل يمكنكما التفرغ وقتها ؟”


حسب وين شي الأمر في ذهنه ، فمهما يكن فالفارق يومان فقط ، 

وذلك يُعدّ سريعًا نسبيًا. عندها التفت نحو شيا تشياو


فكّر شيا تشياو { الآن تتذكر أن تسألني ، وكأن القرار بيدي 

أصلًا ،، } ثم تظاهر بالتماسك وأومأ قائلًا :

“ مم، نحن متفرغان .”


لعق وين شي شفتيه من جديد ، وخطر له أن عقله لا بد وأن 

فيه خللًا ما، وإلا فلماذا تكبّد عناء القدوم إلى هنا 


لقد كان قصده الأصلي أن يأتي للتفاوض ، ليفوز بهذه 

الوليمة الفاخرة أمامه ، 

لكن وجود هذا العدد الكبير من الناس في المتجر جعله غير 

قادر على التحدث في الأمر ،


ولذلك عقد أصابعه وأدار جسده قائلًا :

“ هذا كل شيء ، سنرحل الآن .”


أخذ شيا تشياو المظلة من الحامل، ثم تذكر فجأة… 

{ ماذا عن شراء الدمية؟ 

ألا يمكنك على الأقل احترام كذبة مجيئنا ؟ }


وقبل أن يهمّ بالمغادرة، أشارت التوأمتان فجأة نحو المظلة وقالتا:

“ من أين حصلتما على هذه ؟”


أجاب شيا تشياو:

“ آه، شخص ما أعطاها لنا، ما المشكلة ؟”


فقالت إحداهما:

“ لطالما كان هناك شائعة متداولة هنا .”


شيا تشياو بقلق:

“ أي شائعة ؟”


أجابت:

“ يُقال إنه إذا سرتَ في هذا الاتجاه يومًا ماطرًا ، ستصادف سائقة غريبة ، ذات وجه مستدير وودودة على نحو غير عادي ،،

وقبل أن تخرج من السيارة ، ستعطيك مظلة .”


كان صوت الفتاة خفيفًا عابرًا ، لكنه جعل شعر جسد شيا تشياو يقف من الفزع


فسأل بارتجاف :

“ ثم ماذا بعد ذلك ؟”


قالت :

“ إن لم تأخذ المظلة ، ستصاب بالزكام يومين ثم تشفى . 

لكن إن أخذتها… فستذهب لملاقاتها .”


شيا تشياو: “…”


وعندما تقدّم وين شي، رآه ملتصقًا بالباب، روحه قد تبعثرت نصفها بالفعل


أمسك وين شي بالمظلة بضيق وهمّ بالخروج ، لكن صوت 

شِيه وون ارتفع فجأة من جواره


يده المغطاة بالقفاز قد لمست وين شي لمسة خفيفة جدًا، 

ثم انسحب سريعًا ، قال بهدوء :

“ هل أنت مشغول ؟”


التفت وين شي ينظر إليه


ابتسم شِيه وون قليلًا :

“ ما رأيك أن تأكل شيئًا هنا قبل أن تذهب ؟ 

سأوصلك لاحقًا .”


يتبع


طريق وانغتشوان = 望泉路 (حرفيًا ، النظر إلى الينابيع). لكن 望 تنطق بنفس طريقة نطق 黄 في اللهجة المحلية ، 

مما يعني أن طريق وانغتشوان يصبح طريق هوانغتشوان – 

وهوانغتشوان (黄泉) هو اسم العالم السفلي ( الينابيع 

الصفراء ) في اللغة الصينية . 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي