Ch18 | DSYOM
[ عشرين ليلة يقِظة ومرهقة ومملة ؛ وإن فُزتَ ، فربما يكون الفوز شؤماً ]
خطط وين دي بعناية ، وبالفعل سارت المواعدة بسلاسة
بعد دخولهما قاعة الحفل ، انحنى العازف احتراماً ،
ولم يتكلم بيان تشينغ بعدها ،
جالساً بصمت وهدوء وسط الألحان العذبة
الدفء المحيط ، والنغمات الرومانسية ، والجو الهادئ…
وجد وين دي مجدداً الحماس الأول الذي شعر به في قاعة المحاضرة ،
وقلبه يرتجف مع كل صعود وهبوط في عزف عازف البيانو
لكن كان هناك عيب واحد في الخطة — وين دي لم يكن
يملك أي معرفة موسيقية ؛ نادراً يستمع حتى للأغاني
الشعبية ، فما بالك بالموسيقى الكلاسيكية
لم يعرف من الرومانسيين الكبار إلا أسماءهم ،
أما حين واجه الأداء الفعلي ، فلم يكن قادراً حتى على
التمييز بين صوت التشيلو وصوت الكمان
ساعتان من الموسيقى الكلاسيكية كانتا بمثابة ساعتين من التهاليل
وليزداد الأمر سوءاً، فقد كان منذ أيام يسرع لإنهاء أطروحته
ويغرق في قراءة المراجع ،
بنوم قليل وسهر شديد ، أما مقاعد قاعة الحفل فكانت
ناعمة ومريحة… مريحة جداً
أجبر وين دي نفسه على إبقاء جفونه مفتوحة والتركيز على
امتصاص الموسيقى،
لكن بعد مرور ثلاث دقائق فقط من عزف ' ربيع دريسدن '
قد غفا ~
في البداية مال بجسده جانباً ،
ولأنه لم يجد نقطة ثابتة ارتجف ذهاباً وإياباً ، وفي النهاية ،
وبـ ' طَبطَبة ' خافتة ، سقط على كتف الشخص الجالس بجانبه
كتف عريض ، بعضلات متماسكة… تماماً كمخدة مثالية
نام نوماً عميقاً حتى نهاية الحفل ،
إلى أن أيقظه فجأة تصفيق الجمهور الهادر —-
وعندما فتح عينيه على عجل ، كان بصره مشوشاً
رمش مرتين ، فظهرت أمامه ملامح أنف وفك مألوفة
كان البروفيسور جالساً بوضع مستقيم تماماً،
وكأنه لم ينزعج من الوزن الإضافي على كتفه
الحفاظ على هذا الوضع لساعتين كاملتين — لو كان الأمر
بيد وين دي — لكان ذراعه قد انهارت منذ زمن
شعر بإحراج شديد — فهو من اقترح الموعد ، وهو من
اشترى التذاكر بنفسه ، لكنه انتهى لا يحترم لا الموعد ولا
الموسيقى الكلاسيكية
رفع وين دي عينيه ببطء ، يراقب بحذر ليرى إن كان أمامه
أي علامة على الغضب
للوهلة الأولى، لم يجد شيئ
لكن، من الصعب الجزم؛ فقد أصبح تعبير البروفيسور أشبه
بالقناع — ثابت ودقيق ، أبدي لا يتغير
ثم لاحظ ما كان البروفيسور يمسك به
منديل أبيض ، مكرمش ومكور في يده
{ الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية الرومانسية…
لا يُفترض أن يجعل أحدهم يبكي، أليس كذلك؟
قد يكون البروفيسور ذا وجهين ، شخص عاطفي يتأثر بكآبة
الربيع والخريف ؟ }
جاء تعليق في وقته من جانبه: “ لقد سال لعابك "
ارتجف وين دي فجأة ورفع رأسه مستقيمًا ،
فشعر على الفور بألم وتنميل في رقبته
أمسك رقبته وبدأ يتأوه من الألم
تحول الحلم الجميل فجأة إلى مشهد كارثي اجتماعياً —
{ محرج للغاية !! }
بدأ سريعاً في رسم مسار للهروب في رأسه،
بينما الشخص الجالس بجواره رفع يده ومدها نحوه
قبل أن يتمكن وين دي من التفاعل،
هبطت اليد على مؤخرة عنقه وضغطت فجأة على نقطة معينة
و انتشرت إحساسات وخز من رقبته، وتلاشى الألم سريعاً
بيان تشنغ : “ نقطة وخز فنغتشي”
لم تتوقف اليد ، بل واصلت التدليك لثلاث دقائق ،
ثم مد البروفيسور يده الأخرى ، ممسكاً بمعصم وين دي،
وضغط بإبهامه على منطقة بارزة من كفه
: “ نقطة وخز هووشي.”
حدق وين دي فيه دون أن يرمش ،
ومع ذلك بدأت عضلات رقبته بالاسترخاء ،
ولم يبقَ سوى إحساس طفيف بالألم
ومع تلاشي الألم ، ابتعدت اليدان عنه،
فمد وين دي يده بشكل غريزي ليلمس خلف رقبته،
ولا يزال يشعر بأثر التدليك في نقاط الضغط
بيان تشنغ: “ إذا أصبت بتشنج في الرقبة أو كنت متعباً جداً ،
فالتدليك لثلاث إلى خمس دقائق فعّال جداً .
تبدو وكأنك لم تنم جيداً في الفترة الأخيرة .”
وين دي: “ اووه .” وقد احمر وجهه من دفء التدليك
نهض بيان تشنغ وبدأ بتحريك كتفيه،
أما المذنب فنظر إلى تلك الحركة وهو يشعر بالذنب: “ آسف ، عادةً أنام بوضعية سليمة .”
ألقى بيان تشنغ نظرة خلفه
أقسم وين دي : “ أنا لا أتنفس من فمي أبداً ”
أدخل بيان تشنغ يديه في جيبي معطفه الطويل،
واتجه نحو الممر الفارغ،
ثم توقف منتظراً وين دي ليلحق به
سار وين دي بجانبه وهو يحدق في كتفيه بلا توقف
كان البروفيسور يرتدي اليوم معطفاً داكناً بطول الركبة ،
وأسفله سترة بدلة وسترة صوفية من الكشمير الرمادي
المائل إلى الأزرق
{ من كان يظن أن قماشاً فاخراً كهذا سيخدم كوسادة مجانية ؟ }
وبينما يفكر في ذلك، أخرج وشاحه
كانت الرياح باردة لدرجة أنه ارتجف رغم انكماشه داخل ياقة معطفه المنفوخ
وعندما رأى رقبة البروفيسور مكشوفة في مهب الرياح
الباردة ، سأله : “ ألا تشعر بالبرد ؟”
بيان تشنغ : “ نسيت أن أحضر وشاحاً عندما خرجت .”
ارتدى وين دي غطاء معطفه المنفوخ ، وشعر الفراء يتطاير أمام عينيه مع الرياح
أخذ الوشاح والتفت أمام بيان تشنغ ،
ولفه حول رقبته لفتين بلا أي لمسة جمالية
نظر بيان تشنغ إلى هذه اللفتة اللطيفة وقال فجأة:
“ أنت لا تحب الموسيقى الكلاسيكية صحيح ؟”
تفاجأ وين دي، وتذكر كيف غفا بعمق،
فلم يجد مهرب من الاعتراف : “ لا أحبها .”
: “ إذن لماذا دعوتني إلى الحفل؟”
{ أكان الأمر بهذا الغموض ؟ } . “ ألستَ أنت من يحب الموسيقى الكلاسيكية ؟” تسارعت أفكار وين دي : “ أم أنني
تذكرت بشكل خاطئ ؟”
بيان تشنغ : “ صحيح ، أنا أحبها . الموسيقى رياضيات عاطفية .”
: “ هل هناك أي صلة بين الموسيقى والرياضيات ؟”
بيان تشنغ : “ إذا كانت نسبة الجزء المهتز من الوتر إلى
طوله الكلي ثلاثة إلى اثنين ، ستحصل على خامسة تامة ؛
وإذا كانت النسبة أربعة إلى ثلاثة ، تحصل على رابعة تامة .
الألحان الآسرة غالباً تتوافق مع المبادئ الرياضية .”
: “ هل توجد صيغ رياضية في مقطوعات شومان أيضاً؟”
: “ في الواقع مقطوعات باخ هي الأكثر التزاماً بالمبادئ
الرياضية ، فهي شديدة البنية .
يوجد من يعتقد أن باخ هو الأكثر احتمالاً لأن تتعرف عليه
الكائنات الفضائية، ولهذا السبب وُضعت ثلاث مقطوعات
له على مركبة فوياجر الفضائية .”
: “ إذن أنت تحب باخ كثيراً؟”
: “ ليس بالضرورة .”
: “ لماذا ؟”
: “ مقطوعاته صعبة جداً .”
لم يتمالك وين دي نفسه من الضحك ،
{ حتى العباقرة قد يشعرون بالإرهاق؟ } :
“ هل يعزف البروفيسور الكمان كثيراً ؟”
: “ نوعاً ما "
{ هاه !!! أرأيتِ يا جينغيي! } رفع وين دي سؤالاً انتصارياً
نحوها من بعيد، واستنتاجه كان صحيحاً بالفعل:
“ هل تعزف بإتقان ؟”
لزم بيان تشنغ الصمت لحظة، ثم قال:
“ هذا التقييم يختلف من شخص لآخر ….”
وبعد توقف قصير ، أضاف : “ هناك من يراه أشبه بنشر
الخشب ، وهناك من يجده ممتعاً .”
: “ وما تقييمك أنت ؟”
: “ هاوٍ جداً "
اعتبر وين دي ذلك تواضعاً من عبقري ؛ فمستوى ' الهواية '
لديه لا بد أن يكون أعلى بكثير من مستوى الناس العاديين
: “ إذا كان هناك من يستمتع بعزفك ، فهذا يعني أنك تعزف جيداً يااه !” لمّح : “سيكون رائعاً أن أحظى بفرصة لسماعه .”
لكن بيان تشنغ لم يلتقط التلميح ، بل نظر إليه باستغراب: “ من الأفضل ألا تتاح تلك الفرصة ~ .”
{ ولماذا يُسمح للآخرين بالاستماع ولا يُسمح لي ؟ }
شعر وين دي بالإحباط وسأل : “ إذن ما رأيك في عازف اليوم ؟
رأيت على الإنترنت أنه مشهور إلى حد ما "
كان يتوقع أن يكون لدى بيان تشنغ الكثير ليقوله عن مهارة العازف ، وكان مستعداً لذلك ،
لكن بيان تشنغ أجاب ببساطة : “ جيد جداً .”
شعر وين دي بفرح يغمره بسبب نجاح اختياره
{ بدا أن تقييمي السابق للبروفيسور كان أحادياً أكثر مما
ينبغي ؛ فلا يزال بإمكاننا التواصل بسعادة }
لكن بيان تشنغ قال بعدها: “ فقط كتفاي كانتا تؤلماني كثيراً ،
وهذا أثر على استمتاعي بالموسيقى .”
اختفت الابتسامة عن وجه وين دي
{ يبدو أن الوسيم يكون أكثر جاذبية حين يصمت ! }
كانت قاعة الحفل الحمراء تتلاشى تدريجياً وراءهما،
والرياح الباردة في بكين تتسلل إلى كل فجوة في ملابسهما،
مسببة وخزاً وتنميلاً في الأذنين
سارا تحت أشجار الجنكو الذابلة ،
والغربان متجمعة بصمت ،
عاجزة عن إصدار صوت
وعندما وصلا إلى الطابق الأرضي من مبنى ونتو
دخل بيان تشنغ إلى المقهى في الطابق الأول وطلب
مشروبين ساخنين
جلسا بجانب النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف،
والرياح الشمالية اللاذعة على بُعد بوصة فقط،
بينما أجسادهما غارقة في دفء التدفئة،
يشعران بنوع من الرضا وكأنهما ينتقمان من الشتاء
شرب وين دي قهوته ،
فنظر إليه بيان تشنغ وسأله فجأة :
“ هل تفعل هذا كثيراً ؟”
كان وين دي ما يزال منشغلاً بخوفه من أن يشتكي الآخر من
ثقله على كتفه، فأجاب بغضب: “ ماذا ؟”
: “ دعوة الآخرين إلى أماكن لا تحبها ،
وأكل أشياء لا تفضلها .”
حدق فيه وين دي بغضب،
وابتلع جرعتين كبيرتين من السائل البني
{ من الذي يجلب المعاناة لنفسه عن طيب خاطر ؟
أليس السبب أنني معجب بك ! }
بيان تشنغ : “ لا تفعل أشياء لست مهتماً بها فقط لأنك
تعتقد أنني مهتم بها .
فكرة أن هناك شخصاً آخر يقاوم النعاس من أجل إسعادي
تجعلني أشعر بالذنب—”
صُدم وين دي : “ هاه ؟
أأنت تشعر بالذنب فعلاً ؟”
: “— وكل نغمة أشعر وكأنها ضربة لضميري—”
: “ هل جعلك الاستماع إلى شومان ضميرك مليئ بالثقوب ؟”
: “— مقطوعة عاطفية لا أقدّرها إلا أنا ، مهما كانت رومانسية ،
تظل تحمل لمحة من الوحدة —”
صرخ وين دي وهو يفرك يديه بالقرب من المدفأة :
“ ألستُ أنا الأتعس هنا ؟
أنا دفعت المال ، ولم أحصل على أي متعة ، ومع ذلك آلمت ضميرك !”
: “ إذن…”
: “ ماذا تريد ؟”
: “ ما الذي يُعجبك ؟”
ضغط وين دي على كوب القهوة، مما جعل الغطاء يميل وكاد يسقط : " ماذا ؟”
بيان تشنغ : “ لنقم في المرة القادمة بما يعجبك أنت .”
وضع وين دي الكوب جانباً وحاول تهدئة نفسه
مزيج الفرح والحزن المفاجئ جعله في حالة ارتباك
بيان تشنغ : “ أخبرني… أريد أن أعرف ما الذي تحبه ويعجبك .”
{ هل الدفء الذي شعرت به قبل قليل إحساساً بالتأثر ؟
هل انبهرت فعلاً أثناء الموعد مع البروفيسور ؟ }
شعر وين دي أن وقع هذه الحقائق الجديدة كان شديد :
“ انتظر .. عقلي مرتبك قليلاً .”
بيان تشنغ : “ ابدأ بأكثر شيء يعجبك .”
فكّر وين دي قليلاً ثم تردد قبل أن يتكلم : “ قد لا يكون مناسباً لشخصين .”
: “ فقط أخبرني .”
: “ الاستحمام .”
بدا بيان تشنغ مصدوماً بوضوح، وهو ممسك بكوب الورق
دون حركة لوقت طويل
ثم، وكأنه بحاجة لإعادة تشغيل عقله ، سأل مجدداً :
“ ماذا ؟”
وين دي: “ الاستحمام .
عندما كنت صغيراً في مسقط رأسي، كنت أعيش مع والديَّ،
وعائلة عمي، وجدّي وجدتي، وكنا نصطف ليلاً للاستحمام،
فلم يكن لدينا وقت للاستحمام في حوض. وعندما كبرت
وعشت في المدرسة، لم تكن هناك تجهيزات للاستحمام في
حوض أيضاً .”
أما الآن، فشقة المعلمين المستأجرة قديمة وصغيرة،
وحمامها لا يحتوي سوى على مرحاض ورأس دش، فلا
فرصة لحمام استرخاء
تابع وين دي: “ كثيراً ما تظهر مشاهد الاستحمام في
المسلسلات، مع فقاعات وصور الشموع، ويبدو الأمر مريحاً جداً .
أخذتُ حمامات قليلة خلال برنامج التبادل الدراسي ،
لكن منذ ذلك الحين لم تسنح لي الفرصة . أفتقد ذلك كثيراً .”
شرح وين دي أسبابه ونتائج هوايته ، لكن بيان تشنغ ظل بلا حركة
بيان تشنغ: “ غير مناسب لشخصين صحيح ؟”
صمتا في الوقت نفسه ، وكأنهما يتخيلان المشهد
وما إن تخيل وين دي حوض الاستحمام حتى اقشعر بدنه
موعد بين رجلين في حمام عمومي؟
لو كان هناك قسم للعلاقات الغريبة ، لكان هذا العنوان الأبرز
سأل وين دي: “ هل تظنني غريباً؟ تبدو مصدوماً جداً .”
بيان تشنغ : “ لا، لكنني ظننت أنك ستتكلم عن عروض شكسبير المسرحية .”
انتفض وين دي بحماس : “ أتراني في نظرك ذو ذوق راقٍ لهذه الدرجة ؟”
: “ ألستَ تحب شكسبير ؟”
وين دي : “ صحيح ،،
لكن لدي صدمة من العروض المسرحية .”
: “ صدمة؟”
لوّح وين دي بيده متجنباً الخوض فيها : “ إنها قصة طويلة
من أيام المدرسة الابتدائية ”
متردداً وكأن الأمر يصعب قوله ،
حريص على تغيير الموضوع ،
لكن فجأة انتقل ذهنه إلى فكرة ما، فعبس قائلاً:
“ كيف عرفت أنني أحب شكسبير ؟”
صمت بيان تشنغ لثانيتين ثم قال: “ صورتك الشخصية "
: “ اووه .” تلاشى العبوس
كان بالفعل يحب وضع صورة شكسبير الكرتونية كصورته الشخصية
قال بيان تشنغ مذكراً: “ تابع… ما الذي يعجبك أيضاً ؟”
بدأ وين دي يتحدث عن ذوقه في الطعام وهواياته
الحديث عن التفضيلات كان دائماً ممتعاً،
خاصة حين يكون المستمع شخصاً يعجبك
اختفت مرارة القهوة من فمه،
وعادت إلى أذنيه نغمات ربيع دريسدن
ربما، وهو نائم ، كانت الموسيقى قد تسللت بهدوء إلى أعماق ذهنه
بعد انتهاء ' استبيان التفضيلات الشخصية ' —- ودّع الاثنان
بعضهما على درج المكتبة
ركب وين دي دراجته متجهاً إلى مجمع هتشينغ غاردن
مسترجعاً في الطريق يومه الذي تأثر فيه بالفن
وبالطبع… صورة البروفيسور مع الوشاح
انتهى اليوم إجمالًا على نحو مثالي
كانت هناك لحظات محرجة أحيانًا ،
لكنها كانت في الأغلب منسجمة ودافئة ،
بل وخلّفت عذرًا للقاء التالي ،
عند عودته إلى غرفته ، تمدّد على السرير ، وأخرج هاتفه ،
وفكّر قليلًا في صياغة الكلمات قبل أن يرسل رسالة إلى بيان تشنغ
ون دي: [ بروفيسور ، تذكّرت للتو أن وشاحي ما يزال معك .]
لم يرد بيان تشنغ لفترة ،
وبدأ ون دي يقلق من احتمال أن يكتفي الآخر بتحويل ثمنه
إليه — فالبروفيسور قادر تمامًا على فعل شيء كهذا
لكن، ولحسن الحظ، ظهر الرد أخيرًا: [ لنحدد وقتًا للقاء وسأعيده إليك .]
ابتسم ون دي بانتصار: [ اووه حسنًا ، متى وأين ؟]
جاء رد الطرف الآخر: [ لم أقرر بعد .
عندما أحدد ، سأخبرك ]
أعاد ون دي هاتفه وتقلّب على السرير
{ مجرد إعادة وشاح لا تستدعي عناء اختيار مكان ….
هذا بالتأكيد موعد ! }
ثم اهتز الهاتف مجدداً
أخرجه ون دي وابتسامته عريضة ، لكن سرعان ما تلاشت في لحظة
بيان تشنغ : [ منذ متى لم تغسل هذا الوشاح ؟]
كانت مشاعر ون دي متضاربة ——
{ بالفعل ، لم اغسله منذ أن اشتريته ، لكن من ذا الذي يغسل الوشاح ؟ }
ظهر على الشاشة إشعار آخر
: [ هل تمانع إن غسلته ؟
لا أستطيع تحمّل النظر إليه ]
{ اغسل، اغسل، اغسل! اغسله كما تشاء !
اغسل كل البكتيريا، والعفن، والغبار، وحتى تلك الدفء
الطفيف الذي بدأ للتو بالتكوّن ! }
وضع ون دي هاتفه وتنهد تنهيدة عميقة
إذا كان الموعد السابق أشبه بالقفز بالحبال ،
فهذا كان أشبه بركوب قطار الملاهي
لا يدري إن كان هذا تقدّمًا أم تراجعًا
بعد لحظة تفكير ، انتفض فجأة ، وأعاد التمرير في سجل الرسائل
{ لقد قال إنه يحتاج إلى التفكير في مكان الموعد
أين يمكن لشخص لم يسبق له خوض علاقة ، ولا يملك
أدنى معرفة بالتعاملات الاجتماعية، أن يذهب في موعد ؟
أيمكن أن يذهب حقًا إلى حمام !!! }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق