القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch2 | IOWY

 Ch2 | IOWY



بعد حلول الظلام ، 

انتهز يانغ شياولي فرصة الليل وغادر السكن


كان سكن طلاب الدراسات العليا في كلية الفنون قديمًا ومتهالكًا، 

ولم تكن أنوار الشارع عند المدخل تُضاء أبدًا


وكان هذا مثاليًا جدًا ليانغ شياولي ، 

الذي اعتاد الخروج في الإجازات وهو يضع المكياج الثقيل والتنانير


فحتى لو صادف أحدًا في تلك الشوارع المظلمة ، فلن يكون هناك ما يُرى بوضوح


وفوق ذلك، فإن معظم الناس إن رأوه، 

سيظنون أنه مجرد فتاة من سكان المبنى، ولن يُلقوا بالًا


وبعد ساعة من مغادرة يانغ شياولي ، 

نزل يان لان أيضًا لتناول العشاء


خلال العطلة الصيفية ، كانت كافيتريا الجامعة مغلقة، 

وكان على الطلاب المقيمين في السكن تدبير أمورهم بأنفسهم


لذا، اختار يان لان أن يتناول طعامه خارج الحرم الجامعي


توجه إلى مطعم صغير اعتاد الذهاب إليه، 

وطلب طبقًا بسيطًا من المقلي مع الأرز، 

وجلس في مكانه المعتاد


منذ سنته الأولى في الجامعة، 

كان يان لان يزور هذا المطعم كل صيف وشتاء أثناء العطل


وكان صاحب المطعم يعرفه جيدًا


وعندما يدخل، تكفي إيماءة واحدة من يان لان ليبدأ الطاهي 

بإعداد طبق المقلي المعتاد له


وفي هذه اللحظة ، هو الزبون الوحيد في المطعم


لم ينتظر طويلًا ، حتى جاءه صاحب المكان بطبق من 

الفلفل الأخضر المقلي مع كبد الخنزير، ووعاء من الأرز، 

وحساء القرع الشتوي


جلس في الزاوية المعتادة من المطعم الصغير، 

بينما المروحة الكهربائية القديمة تصدر صوتًا مزعجًا أثناء 

دورانها، تنفث نسمة هواء بالكاد تُذكر


كان صاحب المطعم الشاب وزوجته يجلسان معًا يشاهدان التلفاز


وبناءً على الصوت، كانا يشاهدان دراما صيفية مشهورة على 

إحدى القنوات، وهي دراما كان يان لان يعرفها أيضًا


كان يأكل بهدوء بينما يستمع إلى الحوار الدرامي، وفجأة، 

دخل مجموعة من الفتيان طوال القامة وذوي بنية قوية إلى المطعم


يرتدون تيشيرتات سوداء وبناطيل رياضية ، وأحذية رياضية باهظة الثمن


ضحكاتهم ملأت المكان، 

وازدحم المطعم الصغير الذي لم يكن واسعًا منذ البداية


لم يكلف يان لان نفسه عناء النظر إليهم، 

فقد كان يعرف دون أن ينظر أنهم من طلاب مدرسة الرياضة القريبة


فواقع كونه أبكم لم يكن سرًا في كلية الفنون، 

بل عُرف حتى خارج حدودها


حتى طلاب مدارس الرياضة والهندسة المجاورة كانوا 

يعرفون عنه— ' الطالب الأبكم من كلية الفنون '


ولأنه يتيم ، ولم يكن لديه مكان يذهب إليه خلال العطل ، 

كان دائم البقاء في السكن خلال الصيف والشتاء


وقد رأى بعض الناس أنه كان يتناول طعامه في هذا 

المطعم نفسه لسنتين متتاليتين، 

فنشروا منشورًا في منتدى الجامعة، جاء فيه عنوان مثير:

[ صادم ! 

أجمل طالب في كلية الفنون يتردد على مطعم مقليات 

شعبي خارج الحرم الجامعي لصيفين متتاليين ! ]


كان أكثر تعليق حاز على إعجابات تحت ذلك المنشور من 

يانغ شياولي نفسه، وقد كتب فيه:

[ هف! وما شأنك أنت ؟ ]


ورغم أن يانغ شياولي قام لاحقًا بالإبلاغ عن المنشور وتم حذفه، 

إلا أن بعض طلاب كليتي الرياضة والهندسة ظلوا يأتون من 

وقت لآخر بدافع الفضول، 

يريدون رؤية ذلك “الصامت الجميل” المسمى يان لان، 

والذي كان يُطلق عليه لقب “زهرة الكلية”، 

رغم كثرة الفتيات الجميلات فيها


لكن ، كل من رآه منهم لأول مرة ، عاد لرؤيته مرة أخرى


أما يان لان ، فكان كلما صادفهم ، يتوقف عن زيارة المطعم 

لعدة أيام ، وأحيانًا لأكثر من عشرة أيام


و بينما يتناول طعامه ، ويفكر في شراء بعض الشعيرية 

سريعة التحضير والخبز من السوبر ماركت في اليوم التالي 

لتخزينها في السكن، لفت نظره شيء عند باب المطعم


كان طالب رياضة ذو قصة شعر عسكرية قصيرة ، يرتدي تيشيرت أسود


جلس مباشرة على الكرسي المقابل له، 

وأسند ذراعيه المكسوتين بعضلات بارزة وسمراء اللون على حافة الطاولة


ثم مد يده اليسرى إلى طاولة يان لان، 

ولف نصف جسده وهو يتحدث مع رفاقه الآخرين الذين 

دخلوا معه، متجاهلًا وجود يان لان تمامًا


وحين انتهى يان لان من طعامه ونهض ليستعد للمغادرة، 

التفت صاحب القصة القصيرة إليه فجأة، 

وأدى ثلاث إشارات بلغة الإشارة، 

كانت آخرها أن أشار بإصبعه السبابة إلى يان لان


تلك الإشارة الأخيرة تعني “ أنا معجب بك ” بلغة الإشارة


وفور أن فعلها ، انطلقت ضحكات زملائه وصفّقوا وهللوا وصفّروا عاليًا


يان لان لم يغيّر تعابير وجهه، فقط ألقى عليه نظرة باردة، 

ثم مرّ من أمامهم وغادر المطعم دون أن يلتفت


لكن، وبمجرد أن قطع بضع خطوات خارجًا، 

لحق به صاحب القَصّة القصيرة وأوقفه


قال بصوت عالٍ:

“ يان لان أنا حقًا معجب بك .”


يان لان لم يُرد الاستماع، 

فحاول أن يتجاوزه بتغيير الاتجاه


لكن أيًا كانت الجهة التي تحرك نحوها ، كان الشاب يعترض طريقه


بدأت ملامح الانزعاج تظهر على وجه يان لان، 

وعبس بحاجبيه بشدة، وقد ازدادت برودة تعابير وجهه


لم يستخدم لغة الإشارة ، بل اكتفى بحركة جسدية واضحة :

تنحَّ جانبًا !


إلا أن الشاب لم يتراجع ، بل تقدم خطوة أخرى للأمام 

محاولًا الاقتراب منه أكثر


اضطر يان لان للتراجع إلى الخلف ، 

لكن الآخر واصل التقدم ، 

بعينين تحدقان بـ إثارة في ملامحه ، 

كأن وحشًا بريًا يوشك أن يدخل مرحلة الهيجان ،

قال بنبرة مصممة :

“ يان لان ، كن لي. سأعاملك جيدًا ”


في تلك اللحظة ، توقف يان لان فجأة عن التراجع ، 

ورفع يده ليعبث برأسه وكأنه في حيرة أو ضيق ،

ثم…

أدهش ذلك الشاب تمامًا ، بل جعله يظن أنه قد نال استجابة


فجأة ، مدّ يان لان يده وأمسك بعضلة ذراع الشاب القوية…


وفي لمح البصر ، 

رفع ركبته اليمنى بسرعة خارقة ، 

وضرب بها ساق الشاب ضربة مباشرة وساحقة



كانت تلك الضربة سريعة ، دقيقة، وقاسية


وفجأة، دوّى صراخٌ عالٍ في الشارع الهادئ


وفي اللحظة التالية ، استدار يان لان بسرعة حول الشاب 

الذي سقط أرضًا ، وانطلق راكضًا بأقصى سرعة


اختفى خلال ثوانٍ داخل بوابة كلية الفنون الشرقية، 

تاركًا خلفه شتائم الشاب المتألم الذي لم يتمكن حتى من النهوض


كانت هذه الحركة قد علّمها له يانغ شياولي بنفسه — فلسفتها :

“ اضرب عند المفاجأة ، واجعل الألم أكبر ما يمكن 

بأبسط الوسائل . 

والأهم: اركض بسرعة ، لا تسمح لأحد بالإمساك بك!”


حتى انطلاقة الركض كان يانغ شياولي يدربه عليها، يشدد عليه قائلًا:

“ إذا تعلمت الحركة ، فلا بد أن تتقنها تمامًا . 

قوة ‘ كسر النسل وإبادة الأحفاد’ ~ ليست مزحة . 

متى ما استُخدمت ، لا رجعة فيها .”


وقد اقتنع يان لان تمامًا بهذه النظرية ، 

ولهذا ركض بكل طاقته نحو مبنى السكن


لم يجرؤ على التوقف حتى وصل إلى الطابق الأرضي


هناك، انحنى فوق سلة قمامة في جانب الطريق، 

وتقيّأ كل ما أكله في العشاء قبل قليل


ظل يتقيأ ويشهق بشدة، وصدره النحيل يهتز بعنف من فرط الجهد


وبمجرد أن التقط أنفاسه، 

عاد إلى السكن ليغسل وجهه ويشطف فمه


لكن قبل أن ينهي حتى غسله، اهتز هاتفه فجأة، مرفقًا بصوت تنبيه


أخرج يان لان هاتفه من جيبه، 

فوجد رسالة على ويتشات من يانغ شياولي كتب فيها:


[ دورة مياه السيدات ، الطابق 15، فندق كيبسبين ! 

أنقذني ! شو شينان هنا أيضًا ! لقد وجدني ! ]


{ شو شينان… ذلك هو حبيب يانغ شياولي الذي خانه مؤخرًا


لم تتجاوز علاقتهما شهرًا واحدًا .. }



كان يانغ شياولي، في أيام العطل، يحب الخروج متنكرًا بملابس نسائية


وإذا صادف شابًا يُعجبه، لا يمانع في الدخول بعلاقة معه


لكن مع بداية الفصل الدراسي، يختفي من حياته فجأة


فلا يعرف ذلك الشاب أبدًا أن “الفتاة” التي واعدها، لم تكن 

سوى شاب اسمه يانغ شياولي


ما إن قرأ يان لان الرسالة ، حتى ركض خارج مبنى السكن دون تردد


اتجه نحو البوابة الجنوبية للكلية — وهي المدخل الرئيسي 

والأقرب لركوب سيارة أجرة


وما إن خرج من البوابة، حتى لمح سيارة أجرة فارغة


أسرع إلى الباب الأمامي، فتحه وأخرج هاتفه ليُري السائق عبارة ' فندق كيبسبين ' 

ثم أشار له بلهفة كي يُسرع


نظر السائق إليه بدهشة ، لكنه لم يسأل شيئًا… فقط بدأ القيادة


—————


هذه الليلة ، فندق كيبسبين يعج بالحيوية والضوضاء ، 

بمناسبة حفل عيد ميلاد نجمة السينما ياو جيني


تجمعت فتيات كثيرات في سن المراهقة والعشرينات أمام الفندق،

 بعضهن كنّ يحملن عصي الإضاءة المعتادة في الحفلات الغنائية


بعد أن دفع الأجرة، 

هرع يان لان باتجاه الفندق


لكن قبل أن يصل إلى المدخل الرئيسي، أوقفه اثنان من رجال الأمن


وكلما ازداد توتر يان لان، ازدادت ملامحه برودًا وجمودًا


وحدها إشاراته بلغة الإشارة كانت تعكس قلقه الشديد


لكن بما أنه لم يكن هناك من يفهم تلك اللغة، 

بدأ الحاضرون من حوله يتساءلون إن كان مصابًا بمرض عقلي


لكن ملامحه شديدة الجمال جعلت الشكوك تتردد في 

صدورهم، فلا أحد كان واثقًا مما يراه


بدأ رأس يان لان يدور


ظل يُلوّح بلغة الإشارة طويلًا دون فائدة، 

ثم تذكّر فجأة أنه يستطيع استخدام هاتفه


أخرجه بسرعة، وفتح رسالة ويتشات التي وصلته من يانغ 

شياولي، ثم أراها لرجال الأمن أمامه. وكتب لهم :


[ صديقتي في خطر داخل الفندق ! 

إنها تطلب مساعدتي ! ]


وقد استخدم كلمة “صديقتي” متعمداً ليؤكد أن الشخص المعني فتاة


ومع ذلك، لم يُظهر رجال الأمن أي رد فعل بعد قراءة الرسالة


تبادلوا النظرات، ثم هزّوا رؤوسهم، وقال أحدهم:


“ الفندق محجوز بالكامل لحفل خاص حاليًا . 

حتى تنتهي حفلة عيد ميلاد الآنسة ياو جيني تم تعليق 

كافة خدمات النزول أو الدخول. 

كما أن كل الطوابق فوق العاشر محجوزة بالكامل 

للضيوف المدعوين من قبل الآنسة ياو . 

لذا صديقتك لا يمكن أن تكون في الطابق الخامس عشر .”


بمعنى آخر، كانوا يعتقدون أن يان لان يكذب


أمسك يان لان هاتفه بإحكام ، وبدأ ذهنه يعمل بأقصى سرعة…


{ كيف تمكّن يانغ شياولي من دخول الفندق من الأصل 

رغم كل هذه الإجراءات الأمنية الصارمة ؟! }


وفي قمة توتره، ناداه صوت من الخلف، فتجمد في مكانه


استدار ، فرأى شيه يون تشي —- يرتدي بدلة سوداء أنيقة ، 

بشعرٍ مُصفف على شكل غُرة جانبية ، 

وملامحه يظهر عليها شيء من الدهشة بينما يقترب منه 


خلفه — ثلاثة أو أربعة رجال آخرين ببدلات سوداء أيضًا، 

يحيط بهم جو من الهيبة ، بل وربما قليل من الترهيب


ومع اقترابهم ، عبق عطرٍ فاخرٍ خفيفٍ ظلّ يرافق خطواتهم


وقف شيه يون تشي أمام يان لان ، 

نظر إليه ثم إلى رجال الأمن ، وسأل:


“ أستاذ ماذا تفعل هنا ؟”


ما إن سمع يان لان السؤال حتى استعاد وعيه الكامل


وربما لأن الشخص أمامه يعرف لغة الإشارة، 

أصبحت حركاته الآن أكثر هدوءًا وثباتًا من تلك التي أداها أمام رجال الأمن :


“ صديقتي داخل الفندق ، وقد طلبت مساعدتي . 

أريد أن أذهب إليها .”


وما إن أنهى الإشارات حتى أخرج هاتفه وأراه الرسالة لـ شيه يون تشي، خوفًا من أن لا يصدقه


ألقى شيه يون تشي نظرة سريعة على شاشة الهاتف، 

ثم أومأ برأسه وقال :


“ سآخذك معي، تعال ”


وبفضل شيه يون تشي —- لم يعترض رجال الأمن طريق يان لان هذه المرة


تبعه يان لان، وتحت إشراف موظفي الفندق، صعدا معًا إلى المصعد


بدأت الأرقام تضيء ، تصعد طابقًا تلو الآخر


وقف شيه يون تشي في وسط المصعد ، يده في جيبه ، 

وتحت حاجبيه الحادين ، عيناه الداكنتان تبدوان بلا قرار، 

عميقتين كبحرٍ لا يُقاس


ظل يُراقب بانتباه ظلّ يان لان المنعكس على باب المصعد المعدني، 

وتسللت إلى نفسه فكرة لم يستطع كبحها 


{ هل كان هذا الأستاذ في كلية الفنون دائمًا بهذه البرودة مع الآخرين ؟ }


توقّف المصعد بصمتٍ تام ، وكأنّ إبرة سقطت على الأرض، 

على الطابق الخامس عشر بعد وقتٍ قصير


وما إن انفتحت الأبواب ، 

حتى اندفع يان لان للخروج دون أن ينتظر ، 

ثم انحنى ليُعبّر عن امتنانه لـ شيه يون تشي 

وسرعان ما استدار يبحث عن دورة مياه النساء


أمال شيه يون تشي رأسه قليلًا ، 

ورفع يده ليمنع سكرتيره من الضغط على زر الطابق العلوي


وبعد لحظة من التفكير، خرج من المصعد ولحق بـ يان لان 

قبل أن تُغلق الأبواب تلقائيًّا


أما السكرتير الذي كان يسير خلفه مباشرة ، فقد نظر إلى 

ساعته ، ولم يستطع كبح تذكيره :

“ السيد شيه لقد تأخرنا عن الموعد .”


فأجابه بهدوء :

“ سأشرح الأمر لـ جيني لاحقاً ، هي لن تمانع .”



لم يجد السكرتير غير الموافقة


في هذه الأثناء ، يان لان غير مدرك بأن شيه يون تشي قد تبعه ، 

و يتنقّل في أرجاء الطابق الخامس عشر كذبابة تائهة بلا رأس


فندق كيبسبين فندقًا من فئة الخمس نجوم، 

و كل طابق فيه فسيحًا بشكل مفاجئ، 

تتفرّع منه شرفات تطلّ على مشهد ليلي ساحر للمدينة


أما في المنطقة العامة المخصّصة للاسترخاء، 

فكانت تُحيط بها نباتات كبيرة مزروعة في أوعية فخمة، 

نباتات لا يُفترض بها أن تنمو في الداخل، 

لكنها هنا تنبض بالحياة وسط فخامة راقية 


ظل يان لان يدور حول مساحة الاستراحة التي تُربك 

الحواس باتساعها وتصميمها، 

إلى أن وجد أخيرًا لافتة تشير إلى اتجاه دورات المياه


وعندما اقترب ونظر ، رأى بالفعل رجلاً يرتدي بدلة بيضاء 

يقف خارج دورة المياه، يدخّن سيجارة بهدوء


لم يكن يان لان يعرف شكل شو شينان ولم يسبق له أن رآه من قبل


يانغ شياولي لم يكن يتحدث أبدًا عن تفاصيل علاقاته أو من يقابلهم خارج الجامعة


لكن في هذه اللحظة ، لا يوجد غير احتمال أن يكون هذا الرجل ،

 الواقف أمام دورة مياه النساء في الطابق الخامس 

عشر من فندق كيبسبين ، سوى شو شينان


رمقه يان لان بنظرة حذرة ، ثم مرّ بجانبه ودخل دورة المياه


أخرج هاتفه بسرعة واتصل بـ يانغ شياولي


وسرعان ما دوّى رنين الهاتف داخل الحمّام


فأغلق يان لان الاتصال على الفور

واتجه نحو أحد الأبواب وبدأ يطرقه بخفّة


بفضل سنوات المعيشة المشتركة بينهما كزملاء في السكن، 

فهم يانغ شياولي فورًا أن من يطرق الباب هو يان لان


فُتح باب المرحاض الأبعد، 

وهبّت منه رائحة عطر قوية، 

واندفع يانغ شياولي إلى أحضان يان لان


“ آه، آه، آه، مومو … أخيرًا أتيت !”


ربّت يان لان بلطف على ظهره ، ثم أشار بيده نحو الخارج ، 

مُقلدًا حركات التدخين


فهم يانغ شياولي قصده فورًا ، 

فزم شفتيه المغطّاة بأحمر الشفاه وقال بضيق:


“ يا لسوء الحظ ! 

لو كنت أعلم أنه موجود هنا ، لما جئت من الأصل !”


أمسك يان لان بهاتفه وكتب :

[ ماذا نفعل الآن؟ لا يزال بالخارج ]


رفع يانغ شياولي عينيه المتزينتين بمكياج وردي فاتح وقال:

“ تمسك بي عندما نخرج ، وتصرف وكأنك أخي . 

أظهر ملامح باردة ومتجهمة لأقصى درجة ، 

ربما يخاف ويبتعد .”


تردد يان لان قليلًا ، ثم كتب:

[ هل تعتقد أن هذا سينجح ؟ ]


: “ لا خيار أمامنا . لا يمكنني البقاء في دورة المياه للأبد. 

لو لم أكن سريع البديهة واختبأت هنا مبكرًا، لكان قد أمسك بي منذ زمن .”


زاد ارتباك يان لان فكتب:

[ ألم تنفصلا ؟ ]


رد عليه يانغ شياولي بنبرة ممتعضة :

“ هو يرفض الاعتراف بخيانته ، ويرفض الانفصال ، 

ويصرّ على أن أستمع لتفسيره . 

وكأنني سأعطيه فرصة أصلاً !”


أغلق يان لان هاتفه بتنهيدة عجز ، 

ثم فتح ذراعيه ليحتضن يانغ شياولي الذي كان أقصر منه 

قليلًا، وسار الاثنان معًا خارج دورة المياه، ملتصقَين 

ببعضهما كأنهما جسد واحد


وما إن خرجا، حتى وقعت أعين شو شينان عليهما مباشرةً


حدّق في يان لان ومن كان في أحضانه بعينين متسعتين وقال :

“ نانا ، من هذا ؟”


كان يانغ شياولي قد استخدم اسمًا مستعارًا في خروجه هذه المرة — ليو آنّا


نظر إلى شو شينان بنظرة باردة وهمّ بالمغادرة دون أن ينطق بكلمة


لكن شو شينان تقدم بسرعة ليقطع عليهما الطريق، 

ومدّ يده فجأة، ممسكًا بمعصم يانغ شياولي النحيل محاولًا 

جذبه بعيدًا عن حضن يان لان


قاوم يانغ شياولي بكل قوته لاستعادة يده، 

ثم فجّر صوته بأنوثة صافية، تختلف تمامًا عن صوته الحقيقي :

“ أتركني !”


: “ نانا لا تغضبي… لقد فهمتيني خطأ، أرجوكِ دعيني أشرح…”


: “ لا أريد أن أسمع شيئ !”


بالنسبة لـ شيه يون تشي —- كان هذا المشهد مفاجئًا تمامًا


بينما تبع يان لان عبر ممر الفندق ، لم يكن يتوقّع أن يقع في 

خضم هذا المشهد المليء بالدراما — أستاذ الفنون البارد 

كالجليد ، يقف الآن بين عاشقَين يتشاجران ، 

ووجهه ساكن لكن مع لمحات طفيفة من الصداع والحرج


{ كيف يمكن وصف ذلك ؟  

الأمر… لطيف على نحو غير متوقّع ؟ }


توقّف شيه يون تشي قليلًا مكانه ، وخلفه سكرتيره ومساعده ، يتأمّلون الموقف


أمامهم، يان لان يحتضن فتاةً فاتنة بشعر مجعّد طويل، 

و يمنع الرجل الواقف أمامهما من الاقتراب منها


ثم التفت وسأل سكرتيره بجانبه:

“ ما اسم أستاذ الفنون الخاص بـ تيانتيان مرة أخرى ؟”


: “ اسمه يان، ويدعى يان لان ”


رفع شيه يون تشي حاجبه، وتقدّم نحو الثلاثي الذي بدا أن علاقتهم معقدة


وبصوته العميق قال:

“ أستاذ يان هل تحتاج إلى المساعدة ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي