القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch20 | DJPWNK

 Ch20 | DJPWNK




ربما لأنهما كانا واقفَين بشكلٍ واضح عند مدخل قسم التنويم ،

 إذ فجأة سحبت امرأةٌ جيانغ شو من كمّه وسألته، 

قبل أن يتمكن هو وشين فانغ يو من الحديث:

“ أيها الطبيب ، هل تعرف أين يقع قسم النساء والتوليد ؟”


تجمّد جيانغ شو للحظة ، لكن شين فانغ يو تصرّف بسرعة، 

فأعاد الهاتف إلى جيب جيانغ شو ودفع يد المرأة بلطف، 

دون أن تلاحظ ذلك حتى


ورغم أنه وقف كدرعٍ واقٍ أمام جيانغ شو —-

فإن ذلك لم يُفقد وجهه ابتسامته الهادئة المعتادة على الإطلاق

قال لها بصوته الهادئ:

“ كيف يمكنني مساعدتك أختي؟”


حتى نبرة صوته بدت لطيفة ومهذبة ، 

تجعلك ترغب في البوح بكل شيء


— لقد كان شين فانغ يو بارعًا جدًا في إظهار الوجه الودود، 

بارعًا جدًا في أن يكون ' الصديق الجيد '

يمكن القول إن ذكاءه العاطفي مرتفع، أو بالأحرى، إنه بارع 

في جعل الناس يشعرون بأنهم مقرّبون منه


حتى المرضى يقولون إنهم يشعرون بالألفة عند الحديث معه ، 

وأن التحدث إليه أكثر فعالية من تناول الدواء


تلك موهبة


المرأة أمامهما بدت وكأنها أمسكت بمنقذ ، 

ولم تهتم أبدًا بأن شين فانغ يو صدّها قبل لحظات


ابتسمت بإحراج وهي تُرجع خصلة من شعرها خلف أذنها، 

ثم سحبت الفتاة الواقفة بجانبها — والتي كانت تنظر 

للأسفل — وقالت:

“ أنا أبحث عن الطبيب جيانغ شو من قسم النساء والتوليد ،”

ثم ربّتت على كتف الفتاة بجانبها وأضافت :

“ هذه أخته "


: “ أخته ؟” التفت شين فانغ يو إلى جيانغ شو وسأله:

“ كيف لم أعلم أن لك أختًا ؟”


{ بل… أختًا حاملًا ايضًا }


كان من السهل على جيانغ شو أن يلاحظ أنها في شهرها 

التاسع وعلى وشك الولادة


وبدا أن المرأة فهمت شيئًا ما من نبرة شين فانغ يو


فنظرت إلى جيانغ شو بخليط من التوتر والفرح، وقالت:

“ رونغ رونغ أنا عمتك ! 

لقد حملتك عندما كنت صغيرًا !”

ثم وكأنها تريد أن تُثبت لشين فانغ يو صدق علاقتها به، 

مدّت يدها لتضعها على معصم جيانغ شو


عندما أمسكت بكمّ معطفه ، بدا واضحًا أن جسده قد تيبّس ، 

ولم يظهر أي ردة فعل على الاسم الذي نادته به


قال شين فانغ يو ممازحًا: “ رونغ رونغ ؟

ما هذا الاسم اللطيف يا طبيب جيانغ؟”


( رونغ رونغ — اسم دلع يعني : ناعم أو رقيق )


“……”

ألقى عليه جيانغ شو نظرة صامتة جعلت الآخر يغلق فمه في الحال


ثم سحب جيانغ شو يده بهدوء دون أن يُلاحظ ، 

فقد ذكّرته كلمات تلك المرأة بتلك المكالمة الهاتفية التي 

دارت بينهما سابقًا…

ومعها ذلك الصباح الغامض والمزعج الذي لم يكن يرغب بتذكّره


حدّق جيانغ شو في شين فانغ يو بنظرة حادة ، 

بينما ردّ عليه الأخير بنظرة حائرة ، وكأنه يقول 

' لماذا تحدق بي هكذا ؟ لم أقل شيئًا أصلاً ! '


صرف جيانغ شو نظره بصمت ، 

ثم قال بأدب للمرأة الواقفة أمامه :

“ خالة .”


ثم اتجهت نظرته إلى الشابة التي تقف بجانبها، 

وقد بدا عليها شيء من الإحراج، وقال بتحفظ:

“ الأخت لي لي ؟”


آخر تواصل بينه وبين هذه الخالة — التي ظهرت من العدم 

— كان حين اتصلت به ذات مرة لتطلب منه توليد ابنتها


لكن جيانغ شو كان مشغولًا جدًّا في المستشفى، 

ولم يكن لديه وقت حتى لتناول الطعام، 

فما بالك بلقاء هذه “الخالة الرخيصة”، فلم يكن أمامه 

سوى أن يطلب من والدته أن تعتذر عنه


وكعادة معظم الأمهات ، 

كانت والدة جيانغ فخورة جدًّا بأن لديها ابنًا يعمل طبيبًا ، 

رغم أن جيانغ شو أوضح لها مرات عديدة أن مثل هذه 

الطلبات غير مناسبة ، 

إلا أن كلامه كان يدخل من الأذن اليسرى ويخرج من اليمنى


وبعد تلك المكالمة ، لم تتواصل معه هذه الخالة مجددًا ، 

ونظرًا لانشغاله ، نسي الأمر تمامًا… 

ولم يتوقع أبدًا أن تظهر فجأة في المستشفى


قالت الخالة ، وقد أضاء وجهها بابتسامة بعد أن سلّم عليه:

“ آييييو! هذا فعلاً أنت! 

هذه هي أختك لي لي، كنت تأخذها معك للعب عندما كنتما صغيرين .”


نظر جيانغ شو إلى ' أخته لي لي ' واقتنع في الحال أن 

الخالة إما أنها اختلقت العلاقة بينهما ، 

أو أنها تتحدث عن وقت لم يكن قد تجاوز فيه الثلاث سنوات


فمهما حاول، لم يتذكرهما قط


لكن الخالة لم تهتم، وعلى الرغم من وجودهم في مدخل المستشفى، 

أخرجت من جيبها ظرفًا أحمر لامعًا — لافت النظر بشدة — 

وأدخلته في جيب معطف جيانغ شو الأبيض


بدت ألوان الظرف الاحتفالية محرجة للغاية ، 

حتى أن رأس ' لي لي ' كاد ينخفض من الخجل حتى الأرض


قالت الخالة بابتسامة دافئة :

“ كان صوتك خشنًا ومخيفًا في المكالمة الأخيرة ، 

لكن الحمد للإله الآن يبدو أفضل بكثير . 

هذا من خالتك ، خذ هذه الهدية واشتري بها شيئًا لذيذًا ، 

ولا تجهد حنجرتك مجددًا .”


وعندما ذكرت صوته المبحوح ، 

شعر جيانغ شو وكأنه اختنق ، 

فمدّ يده إلى فمه وسعل مرتين


أما شين فانغ يو —- فاشتعل فضوله على الفور وسأل:

“ متى أصبح صوتك مبحوحًا؟ لا أذك—”

ثم توقف فجأة… وكأن شيئًا ما خطر بباله ——


لقد تذكّر أن جيانغ شو بعد يومٍ معيّن ، 

أصبح قليل الكلام بشكل ملحوظ ، 

واستغرق الأمر بضعة أيام حتى عاد إلى حالته الطبيعية


في ذلك الوقت لم يُفكر كثيرًا في الأمر ، 

لكن الآن… قد يكون فهم السبب الذي جعل جيانغ شو لا 

يتكلم كثيرًا ، ولماذا كان صوته خشنًا


سرحت نظرات شين فانغ يو قليلًا ولم يستطع التركيز ~~


لحسن الحظ كان جيانغ شو مشغولًا بردّ الظرف الأحمر فلم 

ينتبه لانقطاع حديث شين فانغ يو المفاجئ


قال ببرود:

“ خالتي ، قولي مباشرةً ما تريدينه ، لكن لا يمكنني أخذ هذا الظرف .”


ثم ألقى نظرة على شين فانغ يو — ففهم الأخير الإشارة على 

الفور وتعاون معه قائلًا :

“ صحيح يا خالة ، 

إن أخذ المال قد يُعرضه لغرامة ، و ربما يفقد وظيفته 

أيضًا… فكيف سيساعدك إن خسر عمله ؟”


كان شين فانغ يو يبتسم بصدق ، لكن ' الخالة ' شعرت بنوع من الضغط


ضحكت بخجل وسحبت الظرف الأحمر من جيبه ، 

ثم تنهدت وقالت :

“ أنتم أكثر تشددًا من مستشفانا .”



عندما رآها تتراجع وتسحب الظرف ، علّق شين فانغ يو مبتسمًا :

“ خالتك فعلاً منطقية ، أفضل بكثير من أمي… 

تبدو امرأة فهيمة .”


كلماته كانت موجهة إلى جيانغ شو — لكنها قيلت بوضوح 

أمام الخالة ، التي بدت كما هو متوقع أكثر ارتياحًا ، 

وسرعان ما عادت تركّز على الشاب الذي بدا أنه نال 

إعجابها، وسألت :

“ أنت صديق رونغ رونغ؟”


رفع شين فانغ يو حاجبًا ساخرًا عند سماع كلمة ' صديق '

ولما رأى أن وجه جيانغ شو خالٍ من أي تعبير ، 

ابتسم وقال:

“ أنا زميله في العمل ، اسمي شين ، يمكنك مناداتي شياو شين فقط .”


ثم نظر حوله ، وخفّض صوته قليلًا ، 

وقال بنبرة نصف جادة :

“ خالتي هذا مستشفى ، والناس هنا كلهم زملاء وأطباء… 

الأفضل ألا تستمري في مناداته بـ‘رونغ رونغ’، وإلا سيبدأ 

البعض في السخرية من الطبيب جيانغ .”


كانت الخالة قد استخدمت هذا اللقب الطفولي كوسيلة 

للتقرب من جيانغ شو

لكنها سرعان ما أدركت خطأها بعد تلميح شين فانغ يو

فضحكت بخفة وعدّلت نبرتها قائلة :

“ صحيح ، صحيح ، الطبيب جيانغ، خلطت الأمور وقلت شيئًا غير مناسب ….”

ثم التفتت إليه وقالت:

“والدتك أخبرتني أن لي لي ليس لديها ملف في مستشفى جينهوا، لذا لا يمكنها الولادة هنا. 

أنا لم أكن أعرف قوانين التسجيل في المدينة A، فكنت أفكر في حل …"


توقفت قليلاً ، ثم أضافت :

“ لكن جارتنا قالت إنها تمكّنت من نقل بنتها إلى مستشفى 

كبير في منتصف الولادة ، 

وقالت إنه طالما هناك معارف ، فلا يوجد مستشفى لا يمكن دخولُه .

ففكّرت أن أطلب مساعدتك… 

وأرى إن كان ممكنًا نقل لي لي إلى مستشفاكم للولادة .”


مدينة A تستقبل كل يوم عددًا هائلًا من المرضى القادمين 

من مختلف أنحاء البلاد، 

والطلب على أسرّة وأجنحة الولادة فيها يفوق بكثير المعروض ، 

لذا تم فرض شرط التسجيل المسبق للحوامل قبل فترة


وعادةً ، تُجري الحامل ولادتها في المستشفى الذي سُجّلت فيه ، 

لأن ذلك يضمن وجود ملف كامل عن حالتها وتاريخها الطبي ، 

مما يسهّل ترتيبات الولادة ويوفّر الأمان


صحيح أن القوانين لا تمنع تمامًا التحويلات بين المستشفيات ، 

لكن مستشفى جينهوا التابع لجامعة الطب — بصفته 

المستشفى الأفضل في مدينة A — يشترط حجز موعد 

لإنشاء ملف للحمل ، ويجب إتمام ذلك قبل الأسبوع الثاني 

عشر من الحمل


ومع عدم توفر أسرّة كافية ، 

فإن المستشفى لا يستقبل أي تحويلات متأخرة ، 

باستثناء الحالات الصعبة المحوّلة رسميًّا ، 

أو حالات الطوارئ الحرجة التي تعجز عنها المستشفيات الأدنى مستوى


وقد شرح جيانغ شو كل هذا بالفعل لوالدته في مكالمة سابقة ، 

وطلب منها أن تنقل المعلومات بدقة إلى هذه ' الخالة '


أما الآن ، وبعد أن سمع هذا الطلب يُعاد مجددًا ، 

شعر وكأن رأسه بدأ يدور من الإزعاج


الموارد الطبية كانت محدودة ، 

ولهذا السبب بالضبط اقترحوا مستشفى جينهوا نظام الحجز المسبق


كان جيانغ شو قد اطلع على جميع تقارير لي لي الطبية، 

وأظهرت أنها في العمر المناسب للحمل، 

وهذه أول ولادة لها، ولم تكن هناك أي مضاعفات، 

كما أن مؤشرات الحمل وحالة الجنين كانت كلها طبيعية


لم يكن هناك أي سبب طبي يستدعي نقلها المفاجئ إلى مستشفى آخر


قال بنبرة حاسمة :

“ هذا الأمر لا يمكن تنفيذه حقًا .”

ثم بدأ يشرح القوانين والأنظمة لخالته مجدداً ، 

بل إنه لم يتحدث بهذا القدر حتى مع طلابه من قبل حتى


نقل المريض من مستشفى لآخر أمر متاح ، نعم صحيح ، 

لكن عدد الأسرة والموارد الطبية محدود ، 

وإذا استخدم علاقاته ليمنح لي لي أولوية على غيرها ، 

فذلك يعني أنه يضر بحقوق الحوامل الأخريات اللاتي 

التزمن بالقواعد وسجّلن في الموعد المحدد


تابع بتعب واضح:

“…… أضيفي إلى ذلك أن النقل في هذه المرحلة لا يصب 

في مصلحة المستشفى ، لأنهم بحاجة إلى ملف كامل عن 

حالة الأم الحامل، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات .”

أنهى حديثه وهو يشعر بجفاف في حلقه، فابتلع ريقه


نظرت إليه الخالة بعينين زائغتين، ولما انتهى من حديثه، قالت:

“ آووه لكن أمك قالت لي إن أستاذتك المشرفة هي نائبة 

مدير المستشفى ، 

يعني لا بأس إذا ساعدت الأستاذة تلميذها .”


شعر جيانغ شو بغصة



لقد شرح لها كل شيء بالتفصيل ، ومع ذلك ، 

لم تكن قد استوعبت ولو جزءًا مما قاله


هو ليس بارعًا في العلاقات الاجتماعية مثل شين فانغ يو، 

والتعامل مع مثل هذه المواقف يُرهقه أكثر من البقاء 

مستيقظًا طوال الليل لإجراء عملية جراحية


وبينما يحاول التفكير في ما يمكن أن يقوله ، 

ضحك شين فانغ يو فجأة بخفة


أشار بذقنه نحو لي لي، وسأل الخالة:

“ في أي مستشفى كانت لي لي مسجلة في الأصل؟ 

ومن هو الطبيب المسؤول عن حالتها ؟”


أجابت الخالة بتردد :

“ مستشفى سوكو الأول… أما الطبيب… الطبيب هو…”

فكرت قليلًا ، لكنها لم تتذكر الاسم


جاء الصوت خافتًا من خلفها ، بالكاد يُسمع :

“ الطبيب وانغ جيان تشنغ .”


ابتسم شين فانغ يو بمكر وقال:

“ آه، الطبيب وانغ من مستشفى سوكو؟ أعرفه جيدًا ...”

ثم التفت إلى الخالة وأكمل بابتسامة :

“ محظوظون أنكم تحت رعايته ! 

عندي قريبة حاولت رؤيته مرة ولم تستطع ، 

قالوا لها يجب أن تحجز قبلها بمدة طويلة .”


تدخّله المفاجئ جعل الخالة تنظر إليه بدهشة ، 

بينما التفت إليه جيانغ شو أيضًا بدهشة مماثلة


بدّل شين فانغ يو نبرته بطبيعية إلى نبرةٍ مليئة بالمبالغة، وقال:

“ لماذا تنقلونها لمستشفانا إذا كان الطبيب وانغ هو الذي يتابع حالتها ؟ 

هو أفضل من كثير من أطباء جينهوا

حتى أنا وجيانغ شو ذهبنا لرؤيته وهو يجري عملية ، 

صحيح يا جيانغ شو ؟”


اكتفى جيانغ شو بالنظر إليه بصمت ، 

بيننا ملامح وجه الخالة تتغير تدريجيًا من الحذر إلى 

الحماس المكتوم وكأنها عثرت على كنز


قالت بنبرة يملؤها الأمل :

“ يعني أنت وجيانغ— أقصد الطبيب جيانغ ، تعلمتما منه ؟”


فردّ شين فانغ يو:

“ نعم ، لا حاجة للمقارنة بين الأطباء الآن ، لا تقلقي ، 

أنا أعرف الطبيب وانغ جيّداً ، 

سأتصل به هذا المساء وأوصيه بأن يهتم بابنتك وبالطفل جيداً ”


صفّقت الخالة بيديها وقالت بامتنان :

" يا إلهي كيف أشكرك يا طبيب شين؟ 

هل لديك وقت بعد انتهاء الدوام ؟ 

أود دعوتك على العشاء .”


لوّح شين فانغ يو بيده وقال مبتسمًا :

“ لا داعي لذلك يا خالة ، نحن أصدقاء مقرّبون ، 

مجرد مكالمة بسيطة بين الزملاء ، لا تُكلّف شيئاً ….”

ثم أضاف بابتسامة خفيفة :

“ أعيدي الأخت لي لي إلى المنزل لترتاح ، 

واهتمي بالفحوصات الدورية ، وعندما يحين موعد الولادة ، 

اذهبي إلى المستشفى مباشرةً .”


قالت الخالة بحماس :

“ حسنًا !”

ثم أضافت بنبرة فيها اعتزاز :

“محظوظ ابننا جيانغ شو بأن لديه صديقًا مثلك .”


عند هذه الجملة ، ارتعش فم جيانغ شو قليلاً ، 

ثم سمع الخالة تقول له:

“ حين تلد لي لي، عليك أن تُحضر شياو شين للعشاء ، 

وسأطهو لكما البيض بنفسي !”


أومأ جيانغ شو برأسه بصعوبة ، بينما الخالة تودّعه بابتسامة راضية :

“سأترككما الآن ، أنتما بالتأكيد مشغولان .”


دخلت الخالة إلى المستشفى بوجهٍ متجهم ، لكنها خرجت 

مبتسمة بفضل كلام شين فانغ يو


بل إنها حرصت على أن ترسل له نظرة ودودة وهي تغادر


حتى لي لي، التي لم ترفع رأسها طوال اللقاء، 

تنفّست الصعداء أخيرًا، 

ثم أومأت لهما بامتنان واعتذار معًا


من الواضح أن الفتاة الخجولة شعرت بالإحراج من طريقة 

والدتها المبالغة في طلب المساعدة


نظر جيانغ شو إلى شين فانغ يو وسأله:

“ من هو وانغ جيان تشنغ ؟”


فأجابه شين فانغ يو بلا مبالاة :

“ لا أعرف ~ .”


جيانغ شو “…”


لكن شين فانغ يو — دون أن يهتز ، قال وهو يخرج هاتفه ويكتب شيئ :

“ سيُقام حفل عشاء لقسم النساء والتوليد في مستشفى 

سوكو نهاية الأسبوع ، 

والطبيب وانغ سيكون حاضرًا . 

سأذهب بنفسي لأُنسّق الأمر من أجل ‘أختك’، أليس هذا كافيًا لك؟”


وكان ذلك منطقيًا ؛ 

فرغم أن مستشفى سوكو الأول يعتبر مستشفى من الدرجة الثانية ، 

إلا أن جميع المستشفيات ، بغض النظر عن مستواها ، أطباؤها مشغولون للغاية 

لكن شين فانغ يو وحده هو من يمكنه تدبير أمر كهذا بهذه السرعة


قال شين فانغ يو مطمئنًا:

“ لا تقلق ، إن لم تنجح خطة الطبيب وانغ ، فسأفكر في أمر آخر لمساعدتك ….”

ثم تابع موضحًا بنبرة هادئة :

“ إن أخبرت الخالة بمخاطر التحويل إلى مستشفى آخر ، 

أو أن عملية التوليد من اختصاص القابلات ، 

فلن تعير ذلك اهتمامًا . 

لقد جاءت تطلب مساعدتك بسبب قرابتك لها ، 

فهي ترى أن الطبيب الذي تعرفه أضمن .


لا فرق لديها إن كان الطبيب وانغ أو الطبيب تشانغ، 

فبالنسبة لها، الطبيب الجيد هم فقط أولئك الذين تعرفهم . 

و الطبيب جيانغ بارع في تقديم المشورة الطبية ، لكنه ليس 

بارعًا في التعامل مع هذه الأمور .”


وفي الحقيقة ، كانا يعلمان في قرارة نفسيهما أن معظم الأطباء ،

 باستثناء القلة التي تفتقر إلى الأخلاقيات المهنية، 

سواءً كانوا في مستشفيات كبيرة أو صغيرة ، 

يملكون هدفًا صادقًا في علاج المرضى


فالطبيب متوسط المهارة لن يتحول إلى خبير بسبب ظرفٍ أحمر ، 

والطبيب المتمرس لن يسيء عمله بسبب عدم تلقيه ظرف ، .

ومن يجرؤ على التهاون في التعامل مع المرضى لا يستحق 

أن يكون في هذه المهنة أصلًا


ولو كانت حالة لي لي تستدعي التدخل فعلًا ، 

لكان مستشفى جينهوا أو جيانغ شو أول من يسارع 

لاستقبالها ومعالجتها


لكن حملها مستقر ، وجميع مؤشرات الفحوصات جيدة ، 

ولا يوجد أي مبرر لأن تحصل على أولوية على حساب النساء 

اللاتي التزمن بالحجز النظامي


أومأ جيانغ شو برأسه ، وترددت على طرف لسانه عبارة ' شكرًا لك ' لكنه لم يتمكن من قولها ،  

إذ إن شين فانغ يو غيّر الموضوع فجأة وأشار بعينيه إلى معدته قائلًا :

“ إذن ، هل يمكننا الحديث في الأمر الآن ؟”


وبهذا ، لم تخرج كلمات الشكر من فمه أبدًا


قال جيانغ شو بنبرة ثابتة :

“ لا تقلق .”


تغير تعبير وجه شين فانغ يو وسأله بنبرة حادة :

“ ماذا تعني ؟”


أجابه جيانغ شو بنظرة باردة وصوت هادئ :

“ سأتواصل معك عندما أحتاجك في العملية ، 

أما في الأوقات الأخرى ، فابقَ بعيدًا عني ”


: “ أن أبقى بعيدًا عنك ؟”


بدا وكأن شين فانغ يو لم يفهم كلامه في البداية ، 

فتوقف للحظة ، ثم ضحك ضحكة باهتة تنطوي على شيء 

من السخرية والمرارة


قال بجفاء : “ حسنًا، لا بأس .

الطبيب جيانغ دائمًا يعطي أوامر ، ولا يتشاور مع أحد ”


ثم وضع يديه في جيبيه ، وتجاوزه بصمت ، 

ودخل من الباب الدوّار لقسم التنويم دون أن يلتفت إليه …


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي