القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch21 | ALFKR

Ch21 | ALFKR



لفترة طويلة ، ظل تان يومينغ في مزاج سيء ——

فـ تشين وان لم يعد يظهر في تجمعات أبناء العائلات الثرية ،

ومع ذلك، كان اسمه لا يزال يُذكر باستمرار ، 

وتتردد الأخبار عن حياته من حين لآخر


وفي وقت لاحق ، توقف تشاو شينغهي عن الحضور تمامًا —


كان أشبه بورقة شجرة دخلت من النافذة مصادفة —

لا تترك أثرًا حقيقيًا أو دائمًا في قلب تشاو شينغهي —

ومع مرور الوقت ، بدا وكأنه لم يُذكر قط 


كان تشاو شينغهي مشغولًا للغاية —-

ورغم تحفظه، إلا أن أفعاله كانت حاسمة وسريعة

بدأ تنفيذ مشروع ميناء بولي باي بسرعة ،

وقيل إن قرابة مئة شركة في هايش أبدت رغبتها في الاستثمار،

لكن في النهاية، لم تنل الحصة سوى ثلاث عائلات : 

عائلة شين ، وعائلة جيانغ ، وعائلة شو —

حتى أن عائلة تشو لم تحظَ بأي نصيب ——


وقد كثرت الأحاديث حول عائلة شو ،

وقيل إن الآنسة الشابة من تلك العائلة تملك سحرًا استثنائيًا حقًا


كان تشاو شينغهي دائم الحذر تجاه اقتصاد هايش ——

وإن خُيّر ، فضّل التعاون مع البرّ الرئيسي ،

إذ إن اقتصاد البرّ مستقر ، مدعوم بالسياسات ،

ويُخضع للتنظيم الصارم عند الضرورة


بعد اجتماع في برج مينغلونغ، خرج الرجال الثلاثة معًا من 

قاعة الاجتماعات

ألقى شين تسونغنيان نظرة على هاتفه وقال :

“ وافق هيي شينغيوان —- الأربعاء القادم ، الساعة التاسعة 

مساءً، في جبل شياوتان.”


كان هيي شينغيوان قطب الشحن البحري في هايش،

ثم توسع لاحقًا إلى أوروبا عبر تطوير خطوط الشحن في هولندا


ولبناء أرصفة وموانئ في بولي باي،

لا مفر من التعامل مع هذا الرجل


تابع شين تسونغنيان:

“ ويبدو من كلامه أنه سيصطحب معه بعض الأشخاص .”


ففي مثل هذه اللقاءات غير الرسمية ،

يكون وجود أصدقاء مشتركين أو شخصيات مرموقة في 

المجال مفيدًا لتسهيل النقاش وتليين المفاوضات


قال تان يومينغ: “ علينا أن نصطحب أشخاصًا أيضًا .”

فلو حضر هيي شينغيوان مع عدد كبير من مرافقيه ، 

بينما لم يحضروا هم سوى اثنين أو ثلاثة ، 

فسيبدو الأمر غير لائق

ثم أضاف :

“ هو يحب الأجواء الصاخبة .”

و مازحًا ، وهو يعقد ساقًا فوق أخرى :

“ لكن مهما كان صاخبًا ، هل يستطيع مجاراتي ؟”


شين تسونغنيان: “…”


كان تشاو شينغهي قد عاد إلى هايش منذ مدة

وعلى عكس بداياته حين كان متحفظًا ومنعزلًا عن الآخرين،

و قال ببساطة :

“ فقط لا تصطحب أشخاصًا غير موثوقين .”


فـ تان يومينغ، المعروف بشهرته في هايش وبعلاقاته الاجتماعية المتنوعة ،

كثيرًا ما اختلط بأناس من شتى المشارب ،

لكن تشاو شينغهي، بمعاييره العالية، نادر يوافق على اختياراته


: “ تسك”، تمتم تان يومينغ منزعجًا،

فهو لم يفهم يومًا ما الذي يُعده تشاو شينغهي ‘موثوقًا’.

وكان يعتقد دائمًا أنه شخص يعتمد عليه،

لكنه يعرف جيدًا أن تشاو شينغهي لن يوافقه الرأي،

فسأله مباشرة:

“ ومن تراه أنت أهلًا للثقة ؟”


نظر إليه تشاو شينغهي، بنبرة جادة تمامًا، وقال:

“ ظننت أن اختيار الأشخاص من مهامك أنت .”


“…”


حتى شين تسونغنيان، الذي كان غالبًا ما يلتزم الصمت، اقترح:

“ ماذا عن تشين وان ؟”


أينما وُجد تشين وان ، كانت الأجواء تتحسن تلقائيًا


أي مفاوضات متوترة وصريحة كانت تُغطّى بوهم من الانسجام ، 

وهو أمر قد يكون مفيدًا للغاية ،

وغالبًا تكون الأحاديث تسير بسلاسة بفضله


لم يكن تشين وان كثير الكلام ، 

لكنه كان يملك دومًا قدرة غريبة على ضبط الإيقاع الصحيح


توقف تشاو شينغهي قليلًا، ثم سأل:  

" هل هناك خيارات أخرى ؟"  


فأطل تان يومينغ من خلف كتف شين تسونغنيان بحماس مؤكدًا:  

" لا، لا أعرف أحدًا أكثر موثوقية منه ."  


لم يُدلِ تشاو شينغهي برأي ، 

بل ظل صامتًا للحظة ثم قال بهدوء:  

" إن كان مشغولًا ، يمكننا التفكير في شخص آخر ."  


فلا معنى لإجبار أحد أو وضعه في موقف حرج


نظر إليه تان يومينغ باستغراب ، 

شاعِرًا أنه يتظاهر مجددًا بسعة صدر زائفة ،

متجاهلًا فكرة البحث عن شخص آخر ، 

و اتصل مباشرةً بتشين وان


لكن السكرتير رد، وأخبره أن تشين وان في اجتماع


لم يتأثر تان، بل اتصل بـ تشو تشي شوان بدلًا منه ،

وكان تشو حينها في فندقه ، فقال:  

" سأسأله لاحقاً ، لكنه مشغول هذه الفترة ، قد لا يتمكن من الحضور ."  


كان تشين وان من أولئك الأشخاص الذين يبدون متاحين دائمًا ، 

لكن ذلك فقط لأنهم يريدون أن يكونوا كذلك ،

أما إن لم يرغب، فلن يقدر أحد على إجباره


بدافع من القلق الصادق ، سأل تان يومينغ:  

" بمَ هو مشغول؟ يحتاج إلى مساعدة ؟"  

نبرته حملت لمحة من الصدق ،

فقد تحوّل احترامه الأولي لتشين وان، والذي كان بدافع 

علاقته بتشو تشي شوان، إلى تقدير حقيقي وقبول صادق


فصداقات تان يومينغ لم تكن تُبنى على الخلفيات العائلية 

أو المكانة الاجتماعية

و كل ما يهمه هو إن كان الشخص ممتعًا وينسجم معه


أما تشو تشي شوان، والذي لم يكن يعلم أن تان يومينغ 

وتشاو شينغهي معًا — أو أن تان وضع المكالمة على مكبر 

الصوت — فقال بصراحته المعتادة:  

" إنه مشغول بالمواعدة . 

يستعد ليصير صهرًا لأحد أثرياء النفط ."  


انفجر تان يومينغ ضاحكًا :  

" آه، الثعلب العجوز شو تشيهوا فعلاً صاحب ذوق رفيع. 

ولا تفكّر حتى بانتقاد الأمر — ابنته كانت زميلتي في صف الألمانية . 

فتاة مشاغبة وممتعة . 

هي وتشين وان سيكونان ثنائيًا رائعًا . 

حين يحين الوقت، قل له يرسل لنا بطاقات الدعوة. 

وسأحرص على أن أقدّم له ظرفًا أحمر سمينًا."  


تشو تشي شوان:  

"سأبلغه بذلك بالتأكيد."  


بعد إنهاء المكالمة، 

رفع تان رأسه وسأل تشاو شينغهي عمّا يريد أن يتناولوه 

للغداء، لكن تشاو بدا شارد الذهن


ناداه تان مجدداً : " تشاو شينغهي؟"


هزّ تشاو رأسه ، متجاوزًا إياه وهو يقول بهدوء:  

" تناول طعامك وحدك . لديّ عمل ."  


نظر تان إليه بحيرة ، ثم التفت إلى شين تسونغنيان وقال:  

" حتى مدمنو العمل بحاجة إلى الغداء ."  


ألقى شين تسونغنيان نظرة على تشاو شينغهي، لكنه لم يقل شيئ


عاد تشاو شينغهي إلى مكتبه دون أن يشعر بالجوع


كان ينوي التفرغ مباشرةً للعمل — فقد صار ذلك نمطًا معتادًا له


———————-


ومؤخرًا ، كان تشين وان مشغولًا بالفعل


فشركة kx يانغ كانت تتقدّم بعطاء لمشروع في غاية الأهمية ، 

و تواجه خلاله تحديات كبيرة ، وكان لزامًا على تشين وان أن 

يتحرك ويستخدم علاقاته لفتح الطريق



[ حين تمطر، تفيض ]

فقد بدأت والدته سونغ تشينغمياو مؤخرًا في إثارة المتاعب له مجددًا


التقت سونغ تشينغمياو ب شو إنيي في ورشة تنسيق الزهور


أثنت شو إنيي على سوار اليشم الذي كانت ترتديه ، 

وكان ذلك التعليق البسيط كافيًا لإشعال شرارة التواصل بينهما


سونغ تشينغمياو لم تكن كبيرة في السن، 

وكانت تبدو أصغر من عمرها الحقيقي


وبين النساء، متى ما وُجدت الشرارة، لا يستغرق الأمر وقتًا 

طويلًا حتى تنشأ الألفة


قالت سونغ تشينغمياو موضحة: “ هذا طُلب خصيصًا أثناء 

رحلة عمل ابني .” 


فقد اختار تشين وان حجر اليشم الخام بنفسه من منجم في الشمال الغربي


لم يكن ذا قيمة باهظة، لكن الصنعة كانت متقنة للغاية


ابتسمت شو إنيي بحرارة وقالت: “ إنه حقًا مُراعٍ ويملك 

ذوقًا رفيعًا. هذا التصميم ليس من قالب جاهز .”


لم تتحدث سونغ تشينغمياو كثيرًا عن الوقت والجهد 

اللذين بذلهما تشين وان في هديته، 

بل ركّزت عينيها المبتسمتين على شو إنيي وقالت بنبرة 

ذات مغزى مزدوج: “ إنه حقًا ولدٌ طيب—ووسيم جدًا أيضًا .”


منذ أن علمت سونغ تشينغمياو أن شو إنيي تنتمي إلى 

تلك العائلة ' شو ' بدأت تطمح إليها


لكن شو إنيي لم تكن خجولة على الإطلاق، 

فقالت: “ أوه؟ هل لديكِ صورة له؟ دعيني أرى .” 


كونها درست الفنون ، كانت تُقدّر الجمال ، 

والرجال الجذّابون أصبحوا عملة نادرة هذه الأيام


أخرجت سونغ تشينغمياو هاتفها وفتحت ألبوم الصور، 

وما إن ألقت شو إنيي نظرة حتى علّقت بصراحة: “وسيم 

جدًا، أنيق وله حضور راقٍ.”


أشرق وجه سونغ تشينغمياو فرحًا وقالت: “ في المرة 

القادمة سأجعله يأتي ليصطحبني. 

أنتم الشباب يمكنكم التعرّف إلى بعضكم .”


أومأت شو إنيي بلا مبالاة : “ بالتأكيد .”


وفي تلك الليلة ، أخبرت سونغ تشينغمياو تشين وان بالأمر بحماس


بقي صامتًا لعدة ثوانٍ، 

كان هناك الكثير مما يريد قوله، 

لكنه كان يعلم أنها لن تُصغي، 

فاكتفى بالرد قائلًا: “آسف، على الأرجح لن أتمكن من الحضور .”


ولم يكن ذلك مجرد عذر—فهو بالفعل لم يكن يملك الوقت


المشروع الذي يعمل عليه ما زال بعيدًا عن الاكتمال، 

وكان غارقًا تمامًا في العمل


إضافة إلى ذلك، فإن سذاجة سونغ تشينغمياو ومخططاتها 

غير الواقعية كانت تصيبه بالخرس أحيانًا


لم تكن تُدرك كم كانت طلباتها غير معقولة، 

ومع ذلك كانت تتشبث بها بإصرار


فبالنسبة لها، إن لم يقابل تشين وان شو إنيي — فذلك يُعد خسارة فادحة


لكنها لم تفكر قط في طبيعة عائلة شو —- أو مدى سهولة كشفهم لنواياها


و أن عائلة تشين تمر بفترة صراع داخلي مؤخرًا ، 

حيث بدأ الفرعان الثاني والثالث بتحركات خفية


وسونغ تشينغمياو نفسها بدأت تشعر بالقلق


فانفجرت في وجه تشين وان قائلة: “ كلما طلبت منك 

مرافقتي، تتحجّج بعدم وجود وقت !”


كان تشين وان مرهقًا من سهر الليالي في العمل، 

وعيناه محمرّتان من التحديق المستمر في الشاشات


عضّ على سيجارته وسأل بصوت منخفض: “ هل تريدين 

فقط أن أرافقك ؟”


لقد أنفق الكثير من وقته وماله عن طيب خاطر من أجلها، 

بل واقترح عليها مرارًا أن تخرج من منزل عائلة تشين 

لتعيش معه، أو أن يشتري لها مسكنًا جديدًا


رغم سذاجتها، وأنانيتها، وغرابتها أحيانًا، إلا أن سونغ 

تشينغمياو كانت آخر من تبقّى له من أقاربه بالدم


و لا يزال تشين وان يريد أن يُحسن إليها


لكنها رفضت كل عروضه بشكل قاطع


كانت سونغ تشينغمياو بارعة في التلاعب بالرجال، 

حتى بابنها


خففت من نبرتها، وهو أمر نادر الحدوث منها، 

وقالت بنوع من الجدية: “ حبيبي، أنت تعرف كيف كانت 

حياتي من قبل. لم تنس طفولتك، أليس كذلك؟”


: " لم أنسَى "، أجاب تشين وان

شعر بخيبة أمل وشيء من الانكسار ،

وبعد لحظة صمت، سأل:

" لكن هل تريدينني أن أسلك الطريق نفسه ؟"


: " ماذا تقصد؟" تغيّرت نبرتها على الفور إلى البرود : 

" هل تحتقرني؟ تشين وان لولا أنا—"


: " لا!" قاطعها تشين وان : " بالطبع لا ،،

أنا آسف. لم يكن عليّ قول ذلك ."


لم يكن من حقه أن يحكم على أحقاد ونزاعات الجيل السابق

وكابنها، لم يكن له أن يخاطب والدته بتلك الطريقة


كان كل ما يريده هو التمسك بما يراه صوابًا


هدّأ نفسه، وخفّض صوته، واعتذر مجددًا:

" أنا آسف حقًا. لم يكن عليّ قول ذلك."


ضحكت سونغ تشينغمياو ضحكة ساخرة خفيفة


اختار تشين وان كلماته بعناية :

" فقط أظن... يمكننا أن نترك هذا النوع من الحياة خلفنا تمامًا ."


لا حاجة للتظاهر بالمجاملات ، 

ولا لتبادل الكرامة من أجل النفوذ والمكاسب ، 

ولا للعيش تحت وطأة الخوف من المكائد والخيانة ،

يمكن للحياة أن تكون أبسط ، أنقى


لكن سونغ تشينغمياو صاحت بانزعاج:

" نتركها خلفنا ؟ لا تزال ساذجًا . 

ما الذي تملكه لتتركها خلفك ؟ 

كل ما تعرفه هو الهروب ."


ابتسم تشين وان بمرارة للحظة ، 

ولم يعُد يتوهّم أنها قد تفهمه يومًا

" نعم، أنتِ محقة. آسف لأنني خيّبت ظنّك ."


كانت سونغ تشينغمياو على وشك أن تقول شيئًا آخر، 

لكن أحدهم ناداه من الطرف الآخر، 

وانتهت المكالمة على نبرة باردة


دخل شريكه في العمل قائلًا:

" شيه تشانغمين وافق على لقائك على العشاء ."


ابتسم تشين وان أخيرًا :

" هذا رائع "


تنهّد هان جين بقلق وهو يعبس بحاجبيه :

" قلّل من التدخين . 

بعد تلك الليلة التي سكرت فيها بذلك الشكل ، عليك أن تعتني بنفسك أكثر . 

لا تعتمد على شبابك لتجتاز كل شيء — ستدمّر جسدك ."


أطفأ تشين وان سيجارته وابتسم بهدوء :

"لا  بأس ."

الضغط كان خانقًا ، ولو لم يجد له متنفسًا ، 

فربما ينهار ذهنه بالكامل …..


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي