القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch22 | ALFKR

Ch22 | ALFKR


 

العشاء كان مقررًا بعد يومين —-

شيه تشانغمين في الستينيات من عمره، 

وشعره الرمادي يخطّ صدغيه


رجل ودود ، بلا أي مظهر من مظاهر التعالي


في شبابه، كان نجم أفلام أكشن شهير على جانبي المضيق، 

وفاز حتى بجائزة الحصان الذهبي لأفضل ممثل مساعد


ومع تقدّمه في السن، ترك التمثيل واتجه إلى عالم الأعمال


تشين وان يعمل في مجال التقنية ، حيث تُستهلك الكثير 

من الأموال في مراحل البحث والتطوير المبكرة


وكان في أمسّ الحاجة إلى قناة تمويل مستقرة وقوية


خلال العامين الماضية ، عانت هايش من ركود اقتصادي، 

لكنه كان يطمح للمشاركة في مشروع مدعوم من الحكومة 

وممول من مستثمرين في البر الرئيسي


لكن مثل هذه الفرص الثمينة نادرًا ما تُتاح لشركات صغيرة كشركته


كان لشيه تشانغمين سمعة قوية في كلا المنطقتين، 

وشبكة علاقات واسعة


وتوجد شائعات بأن أحد أعضاء مجلس الإدارة في ذلك 

المشروع من المعجبين القدامى بأفلامه


لهذا السبب أراد تشين وان أن يُجرّب حظه


لم تكن هناك أي علاقة سابقة بينه وبين شيه تشانغمين، 

وتمكن من ترتيب هذا اللقاء من خلال صديق مشترك


كان تشن وان محبوبًا على الدوام، 

ومن كان قادرًا على مساعدته كان يفعل ذلك غالبًا


وافق شيخ تشانغمين على مقابلته تقديرًا لإصراره — فقد 

تقدّم بعدة طلبات لهذا اللقاء


كما أن صديقهما المشترك مدحه كثيرًا ، 

وأكّد له أن هذا الشاب يستحق التعرف عليه ،  

حتى لو لم تثمر الصفقة التجارية عن شيء


في العشاء ، ترك تشين وان انطباعًا جيدًا


كان الحديث ممتع ، لكن شيه تشانغمين كان صريح

قال: “يا فتى، لماذا جئت إليّ؟ 

إن كنت تبحث عن المساعدة ، فأنا على الأرجح أبطأ طريق 

يمكن أن تسلكه .”


كان تشين وان يعلم ذلك تمامًا


لكن هذا كان بالفعل الطريق الأسرع والأوضح الذي استطاع أن يجده


وعلى الرغم من كلمات شيه تشانغمين، ظلّ تشين وان متماسكًا وقال:

“ لا تقل هذا السيد شيه . وإن كان صحيح ، فلا بأس، 

لا أمانع أن أسلك الطريق البطيء .”


قدّر شيه تشانغمين صبره، وبدأ بسؤاله عن خططه


أجاب تشين وان عن كل سؤال بوضوح وتفصيل


قال شيه تشانغمين: “ حين أقول إني لا أستطيع مساعدتك، 

فإني لا أتظاهر بالتواضع . 

هذا النوع من الصفقات معقّد للغاية .”


لم يُبدِ تشين وان أي علامة على خيبة الأمل

مما جعل شيه تشانغمين يعيد التفكير


وأخيرًا قال: “ بوسعي أن أعرّفك على شخص ما، 

أما بعد ذلك، فعليك أن تشقّ طريقك بنفسك .”


وكان ذلك في حدّ ذاته عونًا كبيرًا، 

وقد عبّر تشين وان عن امتنانه


فرص النجاح كانت ضئيلة ، لكنه لم يكن يومًا يخشى المجازفة


رفع كأسه ليشرب نخب شيه تشانغمين


لكن شيه تشانغمين حذّره:

“ حتى لو قابلت الأشخاص المناسبين ، لا يعني ذلك أنك ستنجح . 

العلاقات المتداخلة هنا عميقة ، والتعامل مع المسؤولين 

أمر بالغ الحساسية .

هل تحتمل الشراب؟ 

لأن ما ستواجهه ليس جلسات سُكر عادية ، بل اختبارات قاسية .”


تشين وان: “ أستطيع تحمُّل الشرب .”


شيه تشانغمين:

“ حتى لو كنت تتحمّله ، هذا لا يضمن لك النجاح . 

قد لا تجني سوى تضييع وقتك . 

ومع ضعف قدرتك المالية في المراحل المتأخرة ، فلن يكون الأمر سهلًا .”

لقد فشل كثير من أصحاب المليارات في السنوات الأخيرة


تشين وان: “ أفهم ذلك، وسأبذل قصارى جهدي. 

شكرًا على النصيحة، السيد شيه .”


وبما أن تشين وان بدا عازمًا، 

لم يُلح عليه شيه تشانغمين أكثر


وبعد كؤوس قليلة، استأذن للذهاب إلى دورة المياه


وبقي تشين وان وحده في الغرفة الخاصة


أرسل رسالة إلى شريكه في العمل، 

يخبره بأنه قد يضطر للسفر قريبًا لتوسيع شبكة علاقاته


وما إن سمع صوت الباب يُفتح ، 

حتى أعاد الهاتف إلى جيبه ، 

وملأ كأسًا آخر من النبيذ ، واستدار بابتسامة لبقة 

“ السيد شيه —”


دخل شيه تشانغمين مبتسمًا، لكن خلفه وقف رجل طويل القامة


اجتاحت العاصفة ذهن تشين وان، 

لكنه بقي متماسكًا من الخارج، ونهض واقفًا


لقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأى فيها تشاو شينغهي 


كان تشين وان مشغولًا—مشغولًا جدًا


أو ربما، بعد التحذير الذي تلقّاه في المرة السابقة ، 

كان يتعمّد إبقاء نفسه منشغلًا ليتفادى رؤيته


لم يكن متأكدًا إن كان تشاو شينغهي يريد للآخرين أن يعرفوا بعلاقتهما، 

لذا وقف جانبًا باحترام، ولم يبادر بالتحية


قال شيه تشانغمين بحماس :

“ آ-وان هذا هو السيد تشاو شينغهي، صديقي القديم . 

لم نلتقِ منذ فترة ، وتصادف أني رأيته فدعوتُه لمشاركتنا الشراب .”

ولم يكن يتوقّع فعلًا أن يقابل تشاو شينغهي هنا


في هايش ، لقاء تشاو شينغهي لم يكن بالأمر السهل


حيّاه تشين وان وكأنه يراه للمرة الأولى:

“ السيد تشاو .”


نظر إليه تشاو شينغهي للحظة


لاحظ أن تشين وان قد نحف، 

فأومأ له إيماءة خفيفة، وقال بنبرة عمل جافة:

“ السيد تشين مضى وقت طويل .”


“……”


فوجئ شيه تشانغمين


كان قد نوى أن يعرّف تشين وان على تشاو شينغهي، 

معتبرًا ذلك فرصة ثمينة


كان قد سمع منذ سنوات شائعات في الأوساط الاجتماعية بهايش عن والدة تشين وان، 

وربما لأنه كبر في السن وأصبح أكثر عاطفية، 

ظنّ أن مساعدته لتشين وان قد تُحدث فرقًا


لكن تبيّن أن الاثنين يعرفان بعضهما مسبقًا


شيه تشانغمين بدهشة :

“ آ-وان تعرف السيد تشاو ؟ لماذا لم تخبرني ؟”


و التفت تشاو شينغهي لينظر إلى تشين وان


“……”


أنزل تشين وان رأسه بسرعة، 

وصبّ له كوبًا من الشاي

وقال: “ لم أكن أعلم أنك صديق السيد تشاو .”


لم يشرب تشاو شينغهي الشاي، ولم يقل شيئ


منذ لحظات ، كان شيه تشانغمين يظن أن تشين وان فتى ذكي وسريع البديهة


أما الآن، فبدأ يراه بليدًا بعض الشيء …



ألمح شيه تشانغمين بطريقته الخاصة إلى أن تشاو شينغهي 

هو اللاعب الحقيقي في استثمارات الطاقة


وأن تشين وان إن استطاع بناء صلة معه، 

فلن يضمن مشروعه الحالي فحسب، بل ستُفتح أمامه 

فرص لا حصر لها في المستقبل


لكن تشين وان بدا وكأنه لا يلتقط الإشارة


لم يرفع كأسه نخبًا ، ولم يفتح أي حديث ،  

ولم يُظهر أدنى محاولة للتودد


اكتفى بالجلوس بهدوء ، يصغي ، دون أن يستغل الموقف


وبينما شيه تشانغمين يتبادل أطراف الحديث مع تشاو شينغهي، 

نادى تشين وان بهدوء مدير المطعم، 

وبدأ يطلب أطباقًا إضافية


قلّب قائمة الطعام صفحةً صفحة ، 

وكأنه غارق تمامًا في الاختيار


عندما دخل تشاو شينغهي، لاحظ تشين وان علامات التعب 

على وجهه—{ ربما نتيجة انشغاله بإنشاء الميناء الجديد ...

لقد نحف قليلًا أيضًا }


وكان تشاو شينغهي من النوع الذي لا يأكل ما لا يحبه، 

مهما اشتدّ جوعه، ولا يطلب طعامًا بنفسه أبدًا


بعد أن أنهى الطلب، طلب تشين وان من المدير أن يُسرع في تجهيز الأطباق



لم يعد واثقًا من ذوق تشاو شينغهي، 

ولا أراد أن يبدو مفرطًا في الاهتمام


كان الأمر في نظره مجرّد واجب ضيافة — فهو من دعا شيه 

تشانغمين للعشاء ، 

وأصدقاء ضيوفه هم ضيوفه أيضًا


ومع وصول الأطباق الجديدة تباعًا، 

تفوح منها رائحة البخار الساخن، 

شعر تشاو شينغهي، وهو يصغي إلى شيه تشانغمين، 

بشيء من التأثر… مصحوبًا بنفاذ صبر خافت


{ هل كان تشين وان ذكيًّا أم غبيًّا ببساطة ؟ } بدأ تشاو شينغهي يعيد تقييمه من جديد

{ لقد جلست هنا فترة ، ولم يتطرق تشين وان إلى أي موضوع تجاري …

بل كان منشغلًا بطلب طبق بعد آخر }


وحين قُدّم الطبق الأخير، سأل تشاو شينغهي فجأة:

“ ألَم تأكل ما يكفي؟”


لم تكن نبرته حادّة—بل كانت مهذبة وهادئة إلى حد ما


لكن الصمت عمّ الغرفة


رغم أنه لم يوجّه سؤاله إلى شخص بعينه، 

إلا أنه كان واضحًا أنه يتحدث إلى تشين وان


{ لم يتحدث عن أي أمر تجاري ، 

ومع ذلك كان منهمكًا بقائمة الطعام—

ما الذي يدور برأسه ؟ 

تصفّح القائمة بكل جدية ، 

لكنه لم يلمس عيدان الطعام ولم يتناول لقمة واحدة رغم 

كل ما طلبه  }


“……”

لم يكن أمام تشين وان إلا أن يجيب:

“ قال المدير إن هذه الأطباق موسمية وجديدة . 

السيد تشاو إن راقت لك، قد تود تجربتها .”


كان شيه تشانغمين جالسًا في المنتصف، 

دون أن يُظهر تعبيرًا واضحًا، 

يتأمل الشابين أمامه، وقد بدأت بعض الشكوك تتسلل إلى ذهنه


في البداية ، من نبرة تشين وان، ظنّ أنه لا يعرف تشاو شينغهي


لكن بعد رد الأخير، لم يعد متأكد


تدارك الموقف بابتسامة خفيفة وهو يقول:

“ هيا، دعونا نجرّبها جميعًا . أنا وآ-وان انشغلنا كثيرًا 

بالشرب في البداية ولم نأكل جيدًا .”


نظر تشاو شينغهي إلى الأطباق التي بالكاد لُمست، وتنهد بصمت:

“ لنأكل أولًا ، ثم نتحدث .”


حين رأى تشين وان أن تشاو شينغهي قرر أخيرًا أن يأكل، 

شعر براحة نادرة


وبما أنه أدنى مرتبة بين من على الطاولة ، بادر بصبّ الحساء للجميع


لم يكن لدى تشاو شينغهي رغبة كبيرة في الطعام،

لكن حين رأى تشين وان يشرب نصف وعاء، 

تبعه دون أن يقول شيئ


خلال تناولهم للطعام، دار معظم الحديث حول شيه تشانغمين


أما تشين وان فبقي صامتًا في الغالب، 

فيما كان تشاو شينغهي يجيب على أسئلة شيه تشانغمين بفتور ، 

يتنقّل بين الصراحة والمراوغة ، 

خاصةً حين تطرّق الحديث إلى الاستثمارات في البرّ الرئيسي


كان صوته بطبيعته عميقًا وبارد النبرة ،

وحين يتحدث في الشؤون التجارية ، يشعّ من كلماته شعور 

فطري بالهيبة والسيطرة


فوجئ تشين وان للحظة ، ومرّ ومضٌ خاطف في ذهنه


و تعرّق ظهره ببرودة مفاجئة


سارع بإيضاح الأمر بلطافة وذكاء :

أنه لا يطمح مطلقًا إلى التوغل في سوق الطاقة


فمع تراجع الصناعات التقليدية في هايش ، مثل العقارات، 

أصبحت الطاقة هي محور الاقتصاد



وشركة kx يانغ لم تكن سوى حلقة صغيرة في سلسلة إمدادات الطاقة، 

تركز على تقنيات التركيب الصناعي الوسيطة


لكن تلك التقنيات كانت محتكرة بالكامل تقريبًا من قبل مجموعة مينغلونغ


وبالرغم من براءات الاختراع الأخيرة التي حصل عليها،

لم يكن لتشين وان أي تهديد يُذكر، 

ولا تأثير فعلي ضمن المجال التجاري الذي تُهيمن عليه مينغلونغ


وكانت قضايا الملكية الفكرية شديدة الحساسية،

خاصة في ظل ضعف الرقابة التنظيمية حاليًا في هذا القطاع


وكلما فكر تشين وان أكثر، شعر أن وجوده هنا يبدو غير مناسب


حتى إنه وضع عيدانه جانبًا، وصبّ الشاي لكلا الرجلين،

وفي لفتة خفية تنمّ عن احترام كبير،

كأنه يقدّم اعتذارًا غير معلن


“……”


في هذه اللحظة ، ساد الصمت بين تشاو شينغهي و شيه تشانغمين


استند تشاو شينغهي إلى ظهر الكرسي،

وألقى نظرة لا تُقرأ على وجه تشين وان، 

بنظرات هادئة لا تحمل تعبيرًا واضح


لكن في داخله، تذكّر جملة كان تشين وان قد قالها يومًا ما 

لسونغ تشينغمياو في معبد ليانجينغ:


{ ' لا بأس ، انسي الأمر '


تشين وان لم يكن غبيًّا }


أما تشاو شينغهي، فكان يملك كبرياءه ——-

{ إن كان تشين وان ينظر إليّ كأفعى سامة ، 

ويتفاداني بكل ما أوتي من حذر ،

فلا حاجة لأن أقول له أي شيء بعد الآن …. }


معظم الأطباق الجديدة بقيت كما هي، لم يلمسها أحد


وبعد وقت قصير، وقف تشاو شينغهي من مقعده،

وودّع شيه تشانغمين بأدب


حاول شيه تشانغمين أن يُقنعه بالبقاء،

لكن تشاو شينغهي غادر على أي حال


شعر تشين وان بعدم ارتياح، وشيء من الحيرة


كان يظن أن تشاو شينغهي يأكل بشهية لا بأس بها، 

لكن ما إن طُرح موضوع العمل، حتى اختفى اهتمامه تمامًا


تنهد في داخله، مقتنعًا بأن تشاو شينغهي قد ازداد اقتناعًا 

بأنه مجرّد شخص ماكر، يخفي نوايا خفيّة


{ ربما، في هذا العالم ،،،، لن يصدق أحد يومًا أنني لم أكن أنوي الحصول على شيء من تشاو شينغهي }


وبعد مغادرة تشاو شينغهي، قال شيه تشانغمين تعليقًا:

“ أنت صادق أكثر من اللازم، وهذا ليس في مصلحتك .”


اكتفى تشين وان بابتسامة :

“ أنا لست بارعًا في الحديث .”


لكن شيه تشانغمين، رغم تقدّمه في السن، ما زالت عيناه ثاقبتين

نظر إليه وقال:

“ المشكلة ليست في لسانك ، بل في قلبك—قلبك أخرق .”


لكن القلب الأخرق ، معناه أيضًا قلب خالٍ من النوايا السيئة


صبّ له تشين وان المزيد من الشاي، 

ثم نادى أحد العاملين ليعبّئوا الطعام


كانت الطاولة مليئة بالأطباق التي بالكاد لُمست، 

وسيضطر لأخذها إلى المنزل، 

ليتناولها بهدوء على مدى الأيام القادمة


{ ربما كان شيه تشانغمين محق …


وربما كانت سونغ تشينغمياو محقة ….


وربما كان تشو تشي شوان أيضًا محق ….


ربما أنا حقًا شخصًا أخرق …

أواصل فعل أشياء أخرق مني }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي