القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch22 | DJPWNK

 Ch22 | DJPWNK




نظر تانغ كي إلى شين فانغ يو —- الذي لا يزال جالسًا في مكانه ، 

وحين التفت مجددًا ، كان جيانغ شو قد ابتعد بالفعل

فأسرع خلفه وهو ينادي من بعيد :

“ تعال بسرعة ، الطابق الثالث !”


أشار له شين فانغ يو بإشارة “👍🏼” 

ونهض وهو يفرك كتفه المتألم


ظل واقفًا للحظة وكأنه يفكر في شيء ، ثم عاد إلى سيارته ، 

وبدّل ملابسه ، 

ورشّ بعض العطر ، 

ثم مشى نحو مبنى الفحوصات وهو يشعر بالرضا


———


في غرفة الفحص ، 

رفع جيانغ شو قميصه


كانت عضلات بطنه في طريقها للاختفاء ، 

لكن بطنه المنتفخ من الحمل لم يكن بارز بعد ، 

فالجنين في شهره الثالث لم يكن بحجم أكبر من حبة كمثرى


وبما أن جيانغ شو بالكاد يأكل ، 

ظل بطنه مسطحًا تقريبًا ، وخصره نحيل كعادته ، 

ولم يكن يُلاحظ أي فرق إلا إذا خلع ملابسه وتمعن أحدهم جيدًا


هذه هي الصورة التي رآها شين فانغ يو عند دخوله ، 

وكانت أول مرة يرى فيها معدة جيانغ شو ' بشكل واعٍ ' 

ورغم أنه لم يرَى شيئًا واضحًا، إلا أن ذهنه بدأ يطنّ


لكن جيانغ شو لم ينظر إليه ، 

بل كانت عيناه على شاشة جهاز السونار ، 

يراقب التغيرات في الصورة مع تحرّك تانغ كي بالمسبار


كان المسبار يتحرك بسلاسة على الجلد بضغط بسيط، 

وعين جيانغ شو سرعان ما ابتعدت عن الشاشة لتحدّق في السقف بصمت


الجنين كان ينمو جيدًا ، 

ورغم أن حجمه كان صغيرًا نسبيًا ، 

فإن جميع أعضائه كانت واضحة المعالم ، 

والأعضاء التناسلية الخارجية بدأت تتشكّل


حتى إن جيانغ شو استطاع من الكتلة البيضاء والسوداء 

الضبابية أن يخمّن بنسبة كبيرة أن الجنين أنثى


كان تانغ كي قد لاحظ ذلك أيضًا ، لكن كليهما قررا الصمت 


' جنين ' و ' طفلة ' قد يكونان شيئًا واحدًا من الناحية البيولوجية ، 

لكن من حيث المعنى ، فبينهما فرق شاسع ……..


الإجهاض يُفضّل أن يُجرى في المراحل المبكرة ، 

ليس فقط لأنه يقلل الضرر الجسدي ، بل أيضًا لأن الرابطة 

العاطفية بين الأم والجنين تصبح أعمق بمرور الوقت ، 

ويصبح الفقد أصعب ……..


ومع ذلك ، كان لا بدّ لأحدهم ، بقلة وعيه ، 

أن يهتف وكأنه يكتشف أمرًا خارقًا 


: “ أوه ! إنها فتاة !”


جيانغ شو وتانغ كي: “……”


هذه أول مرة يرى فيها شين فانغ يو طفلته عبر جهاز السونار ، 

فسأل بنبرة يجمع فيها بين الحذر والذهول :

“ هل أنا والدها فعلًا ؟”


ردّ جيانغ شو بلا مبالاة :

“ بصراحة كنت أتمنى ألا تكون كذلك .”


“……”


لكن هذا ' الرفض العاطفي ' لم يُثنِ الأب غير المعترف به


ظل شين فانغ يو يحدّق في شاشة السونار وكأنه في أول 

حصة تصوير طبي له، 

وكأنما يتمنى أن يقضي اليوم كلّه يحدّق في الصورة


لكن جيانغ شو قاطعه ببرود ، وقال:

“ يكفي "


وأشار لتانغ كي كي يُزيل المسبار ، 

فاختفت الصورة من على شاشة السونار فورًا


ثم مسح جيانغ شو الجِلّ عن بطنه ، 

وأنزل طرف قميصه بهدوء


قال تانغ كي: " الجنين في شهره الثالث ، حان وقت الفحص 

المبكر لمتلازمة داون ، هل تريد إجراءه ؟"


كان الفحص يهدف لاستبعاد واحدة من أكثر التشوهات 

الكروموسومية شيوعًا بين الأجنة


من ناحية ، كانت اختبارات الحمل تهدف لتقييم حالة 

الجنين الجسدية ، 

ومن ناحية أخرى ، تقييم حالة جيانغ شو نفسه ، 

لضمان عدم وقوع أي طارئ قبل إجراء الإجهاض ، 

لكن فحص متلازمة داون لم يكن ضروريًا حقًا لجنين 

محكوم عليه بالإجهاض مسبقًا …..


جيانغ شو: " سأفكر في الأمر وأخبرك لاحقًا "


أومأ تانغ كي ، ثم نظر جيانغ شو إلى الساعة وقال: 

" سأذهب الآن "


————————-


وفي السيارة ، 

سأله شين فانغ يو دون أن يتمالك نفسه :

" لماذا لا تريد إجراء الفحص ؟"


: " لأنه لن يولد أصلًا ." قال جيانغ شو وهو يحدق عبر نافذة السيارة ، 

على جانبي الطريق كانت أشجار القرفة تنبعث منها رائحة حلوة خفيفة


تجمدت نظرات شين فانغ يو ……


لم يتواصل معه جيانغ شو طوال تلك الفترة ، 

ولم يصل أي رد من المجلة العلمية ….


وبما أن الجنين بلغ ثلاثة أشهر ، 

فقد اعتقد أنه بعد استلامه لرسالة الطبيب كين تراجع 

جيانغ شو عن فكرة الإجهاض


: " لا تقل لي أنك تنوي حقًا السفر إلى ذلك الطبيب في 

الدولة M لإجراء العملية ؟"


لم يرد جيانغ شو


: " جيانغ شو..." رفع شين فانغ يو يده إلى رأسه بإحباط : 

" مئتا ألف دولار... 

تعرف كم سنة من الراتب تعادل هذا المبلغ ؟ 

إذا لم تكن بحاجة إلى المال ، يمكنك التبرع به للفقراء ، 

لكن لا داعي لعبور المحيط لتتبرع به للرأسماليين المؤمنين 

بالمال ، فهم لا يستحقون ذلك ."


فجأة ارتفعت حدة صوت جيانغ شو وقال بانفعال:

" إذن ماذا تقترح أن أفعل ؟"


فريق الطبيب كين أصر على أنهم لن يناقشوا تفاصيل 

العملية إلا بعد نشر المقال البحثي ، 

حتى تانغ كي الذي حاول الاستفسار عبر صديق له لم يتلقَّ أي تأكيد


لو لم تكن هناك حالة مشابهة من قبل في الدولة M، لكان 

كل ما بيد جيانغ شو هو انتظار مصيره المحتوم، 

يتلمّس طريقه وسط الضباب، يتمسك بأي أمل، 

ويجرب كما لو أنه يحاول إنقاذ حصان ميت كما يقول المثل


لكن وجود حالة واقعية مرجعية يجعل لديهم نسبة أعلى من التأكيد ، 

وأفضل استعداد ما قبل الجراحة لخوض هذه العملية


ولهذا ظل جيانغ شو يؤجل الفحص


لكن الطفل يكبر... وكل يوم تأخير يكلفه الكثير


وبغياب المراجع والموارد الطبية اللازمة، 

فإن الخيار الأكثر أمانًا أمام جيانغ شو... هو السفر إلى 

الخارج، لرؤية الطبيب كين بنفسه، والخضوع للعملية على يده


لكن السفر إلى الخارج لم يكن حلاً أيضًا


التقدير السابق الذي قدمه تانغ كي بأن الثلاثة أشهر ستكون 

كافية لتقديم طلب ناجح لم يكن دقيقًا، 

فحالته كانت حساسة وتتعلق بإنجاب طفل في دولة أجنبية، 

ناهيك عن القيود المتزايدة في الدولة M


لقد حجز جيانغ شو ثلاث مقابلات مع السفارة ، لكن تم 

رفض التأشيرة في كل مرة ،  

والمقابلة القادمة لن تكون إلا بعد شهر …


حتى لو كان يملك المال الكافي، لم يكن بوسعه فعل شيء الآن


أنزل نافذة السيارة بانزعاج ، 

محاولًا تهدئة اضطرابه الداخلي برائحة زهور الأوسمانثوس، 

لكن كل ما حصل عليه هو هواء خانق مشبع بعوادم السيارات


لم يكن أمامه سوى أن يصرف نظره بملامح كئيبة ، 

وهو يحدق في تميمة قطة الحظ داخل سيارة شين فانغ يو


تلك القطة المبتسمة ، غير المبالية بمحنته ، لا تزال تلوّح بذراعها بسعادة



ساد صمت ثقيل في السيارة ، 


وكان من الواضح أن شين فانغ يو لم يكن لديه إجابة على سؤاله


الجنين كان في بطنه، 


أما شين فانغ يو، فكل ما يستطيع فعله هو الكلام


لو كانا حبيبين حقًا، لربما اختلف الأمر، لكنهما لم يكونا حتى 

صديقين مقربين، 

بل كانا خصمين ومنافسين لسنوات، 

وفي نظر جيانغ شو —- لم يكن من المنطقي أن يقلق شين فانغ يو لأجله


لكن وقبل أن يغير جيانغ شو الموضوع ، 

تحدث شين فانغ يو فجأة


قال بصوت خافت :  

" هل فكرتَ… أن تُنهي الحمل بالولادة ؟"  


كأن السؤال جاء من عالم آخر —— ، 

التفت إليه جيانغ شو بذهول ، غير مصدق ، 


لكن شين فانغ يو بدا هادئًا للغاية بعد هذا التصريح الصادم


تجاوز حركة المرور المزدحمة وأوقف السيارة بهدوء في 

موقف مؤقت بجانب الطريق ———


لم يكن الظلام قد حل بعد، 

لكن أضواء الشوارع بدأت تُضاء واحدة تلو الأخرى


شجرة قرفة بجانب الموقف ، 

ورائحة القرفة تسللت أخيرًا إلى السيارة ، 

دون أن تُفسدها أدخنة السيارات كما حدث سابقًا


انعكس الضوء البرتقالي في عيني شين فانغ يو


مما جعل عينيه الشبيهة بأزهار الخوخ تبدوان أكثر رقةً ودفئًا


قال بصوت هادئ:  

" بعد ستة أشهر ، سيكون البحث قد نُشر بالتأكيد ، 

وسنمتلك البيانات وتسجيلات الجراحة . 

و لن نضطر إلى التوسل لأحد… سأجري لك العملية بنفسي ."  


استند بمرفقه على نافذة السيارة ، 

ويده الأخرى تستند إلى المقود ، 

وهو ينظر إلى جيانغ ويتابع :  

" إذا لم تكن ترغب في تربية الطفل ، فأنا سأفعل . 

يمكنك الاحتفاظ بمئتي ألف دولار ، وإن أردت ، أعطني 

نصفها كنفقة . وإن لم ترغب ، فلا بأس ."  


بدأ ينقر بأصابعه على عجلة القيادة ، ثم أنزل عينيه ، وقال:  

" وإذا كنتَ خائفًا من أن يؤثر الطفل على حياتك ، 

أعدك أنه لن يظهر أمامك طوال حياتك …. 

وإذا كنت تخشى أن أسيء إليه إن تزوجت لاحقًا ، 

فبإمكاني ألا أتزوج أبدًا ."  


نظر إليه جيانغ شو بصمت للحظات ، ثم قال:  

" أحتاج إلى سبب يدفعك للتضحية بنفسك من أجلي ."  


ابتسم شين فانغ يو بسخرية طفيفة وقال:  

" لأني لا أريدك أن تدفع مئتي ألف دولار لرأسمالي جشع ، 

ألا يكفيك هذا سببًا ؟"  


ثم أضاف :  

" هذا الطفل ليس ابنك وحدك ، 

صحيح أننا كنا خصمين طوال هذه السنوات ، 

لكن هذه ليست تضحية . 

لا داعي لأن تتحمل كل شيء وحدك يا جيانغ شو "


ثم قال ، وكأنه يعترف أخيرًا بما ظل في قلبه طويلًا :  

" أنا أيضًا… والد هذا الطفلة "


يتبع

زاوية الكاتبة : 

لتوضيح الأمر .. :

' أنا أيضًا والد هذا الطفل ' تعني أنني ' أريد أن أتحمل 

مسؤولية هذا الأمر معك ، 

وأن نجد طريقة لمواجهة المشكلة الحالية معًا ... 

من فضلك لا تدفعني بعيدًا مجدداً ، 

ليس لأن الطفل يحمل نصف دمي فأريد أن أتدخل في 

قرارك بشأن الإنجاب من عدمه '

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي