Ch23 | DSYOM
[ ولهذا يُقال إن الحب طفل، لأنه في اختياره كثيرًا ما يُخدع ]
هاجم المرض بشراسة —-
هذه المرة لم يقاوم وين دي بجسده ،
بل سار مطيعًا إلى السرير واستلقى
التعب والدوار الناتج عن الحمى العالية جعلاه يغرق في
الوسادة ما إن لامسها
اقترب بيان تشنغ، وثيابه ما زالت مبتلة بالماء،
وألقى عليه نظرة تحذير
أخذ كوب ، ملأه بالماء ، وأخرج الحبوب—دورة علاج جديدة تبدأ من جديد
مدّ الدواء إلى المريض ، فمدّ الآخر يده
دفع له الكوب ، لكن تلك اليد تجاوزته وعانقت خصره بدلًا من ذلك
تمتم وين دي برضا وهو يتثاءب ،
و رأسه يميل إلى الجانب وكأنه سيغفو مجددًا:
" مريح جدًا…"
وضع بيان تشنغ الكوب على الطاولة بجانب السرير ،
ثم أمسك بكتفه وسحبه لأعلى دون كلمة
استيقظ وين دي فجأة بذهول ،
جفونه ترمش كوميض شاشة معطوبة ، وتمتم بتذمر :
" في هذه الأيام… لماذا لا يتركون أحدًا ينام بهدوء !"
حدّق بيان تشنغ :
" ماذا ؟"
لكن وين دي لم يُجب ، بل ظل يتمتم بكلمات مبعثرة
أنصت بيان تشنغ قليلًا ، فسمع ما يشبه شتائم غريبة — :
" مهووس يتلصص على قمامة الناس " ،
" أبله موسيقي ككمانه الذي يُصدر صريرًا كمنشار خشب " ،
" أحمق من الدرجة العاشرة ثقيل السمع " ،
" غبي أخرق من المستوى مئة ألف " ،
" وحقير مقزز لدرجة أن الذباب لا يضع بيضه عليه "
سكت بيان تشنغ للحظات ، ثم قال بحدة:
"… خذ دواءك بسرعة !"
أدخل وين دي الحبة في فمه، لكنه فجأة حدّق في الكوب بذهول
دفع بيان تشنغ الكوب إلى شفتيه، رفعه ببطء، وسكب الماء حتى ابتلع الحبة
بقي وين دي خارج نطاق الوعي للحظة،
ثم التفت إلى الرجل بجانبه وكأنه لا يعرف أين هو
تذكر قليلًا بذهول ، ثم فجأة بدأ يفتش حوله في السرير :
" أين هاتفي؟"
ناول بيان تشنغ الهاتف من على الطاولة
أمسكه وين دي وفتح ويتشات،
فظن بيان تشنغ أن الأمر مهم
لكنه دخل إلى حسابه البديل، وفتح الصور التي التقطها في
منزل جيانغ نانزي وأرسلها مع تعليق :
[ تفضل وتأمل بيتي المتواضع ]
ضحك باستهزاء :
" ها! خلف هذا الجدار مباشرةً توجد كومة نفايات…
لا أعلم إن كان سيتمكن من النوم الليلة !"
لم يستطع بيان تشنغ إخراج هاتفه ليتأكد فورًا ،
لكن طرف عينه التقط خصوصية شخص آخر، فكاد يختنق:
" هل هذا… منزلك ؟"
في تلك اللحظة لم يكن يريد سوى القفز من الشرفة ومعه
ثلاثة صناديق قمامة ليبدأ بفرز الزجاجات المتناثرة التي تربي الصراصير
واصل وين دي ابتسامته الشريرة وهو يرمقه من جانب عينه ،
لكنه فجأة أدرك أن الشخص الذي كان يتلاعب به حاضر أمامه ،
عاد إلى وعيه لثانية وسارع بالقول :
"هذا بيت زميلي!"
اختفى نصف قشعريرة بيان تشنغ، ثم أشار بجدية إلى الصورة وقال:
"بعد أكل المانجو… من الأفضل رمي البذرة مباشرة،
فمحتواها من السكر مرتفع جدًا، وقد يجذب الحشرات بسهولة."
تجمد وين دي بضع ثوانٍ، وحين تحرك مجددًا كان العرق
قد بلل جبينه—نصفه من أثر الدواء،
والنصف الآخر بسبب العادات المريعة لذلك الشخص
وين دي:
“ ذلك الشخص يمر بأزمة حياة الآن ، لذا فكونه فوضويًا
بعض الشيء أمر مفهوم .”
حدّق بيان تشنغ في الصورة وكأنها أزمته الشخصية
سأل وين دي:
“ هل تعرف توماس القطار البخاري ؟”
انشغل انتباه بيان تشنغ بالسؤال قليلًا — { جيد ، فقد كنت
على وشك أن أُصاب بحساسية من تلك الصورة }
“ الأنمي البريطاني ؟”
: “ نعم ...” غيّر وين دي حسابه في ويتشات ،،
لقد تجاوزت الساعة منتصف الليل ،
رسميًا صار يوم ميلاده ،
كان هاتفه يضيء باستمرار برسائل [ عيد ميلاد سعيد ]
ففتح كل رسالة وردّ عليها واحدة تلو الأخرى
: “ زميلي يحب مشاهدة الأنمي ،
خاصة توماس والأصدقاء "
لم يكن بيان تشنغ مهتمًا بالرسوم المتحركة كثيرًا ،
لكنه كان يعرف أن توماس القطار له منتجات شهيرة ومنتشرة
وين دي:
“ ظروف عائلته خاصة بعض الشيء .
والديه لم يهتما به قط، وغالبًا تركاه وحده في المنزل.
وربما لأنهم اعتبروه غريب الأطوار، لم يكن زملاؤه يحبونه كثيرًا أيضًا .
لذا تخيّل صديقًا اسمه توماس .
لا يهم أين كان ، أو ماذا يفعل ، أو كيف يغضب ويطلب
طلبات غريبة ، هذا الشخص دائمًا يبقى بجانبه .”
في تلك اللحظة أرسل جيانغ نانزي رسالة تهنئة بعيد ميلاده
وبينما كان وين دي يرد، واصل كلامه:
“ عندما كنّا صغارًا ، كل واحد كان يُسمي دمى أو ألعابًا لديه،
ويعتبرها أصدقاء ويتحدث إليها، وهذا طبيعي.
لكن حتى بعدما كبر ، لا يزال يتحدث مع توماس وكأنه
موجود حقًا ، حتى أمام الآخرين .
لذا يظن أغلب الناس أنه مجنون .”
سأله بيان تشنغ:
“ لماذا ؟ خلق شخص يلبي احتياجاتك الاجتماعية بشكل
مباشر يبدو فعالًا جدًا .”
رفع وين دي حاجبيه، ثم ابتسم:
“ رائع أن يفهم الأشخاص المميزون بعضهم البعض .”
ظهرت رسالة أخرى على الهاتف، من مرسل مجهول
لكن من شكلها الطويل المليء بالكلمات ، عرف وين دي
على الفور من يكون
ضغط على ' حذف ' مباشرةً
فمنذ أن رشّ هيي ونشوان برذاذ الفلفل ،
أصبح الرجل أكثر حذرًا ولم يجرؤ على الظهور أمامه ،
بل يكتفي بإرسال رسالة أو إجراء مكالمة من حين لآخر لإزعاجه
ووفقًا لجيانغ نانزي — فهذا الرجل أحيانًا ينشر أغاني على
لحظات ويتشات مثل: ' أحباب افتقدتهم ' ،، ' أفكر بك
تحت النجوم والقمر ' ،، ' الوحيد '
أما وين دي فكان يطلب من جيانغ نانزي أن يرد عليه بأغنية ' قل وداعًا وافترق '
لكن جيانغ نانزني قال له: “ افعلها بنفسك .”
حدّق وين دي في شاشة هاتفه وتمتم لنفسه:
“ فلتقرص كل الأفاعي والعقارب في صحراء جوبي كل شبر من جسدك بالسم ،
حتى تصبح كل خطوة تخطوها مليئة بعذاب الجحيم .
ولتطاردك الأرواح الناقمة في أعماق المحيط ،
لتخترق صدرك بمخالبها الباردة وتمزق قلبك إربًا إربًا…”
سكت بيان تشنغ للحظة ثم سأل:
“ حبيب سابق ؟”
لم يُجب وين دي
وقبل أن يضغط بيان تشنغ أكثر ، شعر فجأة بثقل على كتفه
نظر للأسفل، فإذا بوين دي قد انهار عليه، يتنفس بعمق،
وقد غلبه النوم من جديد
انسكبت خصلات شعره السوداء الناعمة على جبينه،
ولم يبقَ ظاهرًا سوى طرف أنفه الشاحب
راقبه بيان تشنغ للحظة ، ثم مد يده بلطف ،
وأسنده ليستلقي، وسحب البطانية ليغطيه
….
رأى وين دي نفسه واقفًا فوق وادٍ صخري أحمر شاسع
أدار نظره في كل الاتجاهات ، فلم يجد روحًا واحدة ،
سوى هدير محركات يصم الآذان في أذنيه
تذكر أنه لم يأتِ وحده ، لكن لم يكن أحد بجانبه
“ من كان ذلك الشخص؟ أين ذهب ذلك الشخص ؟”
وبينما يفكر بقلق ، اجتاحه فجأة شعور باللاوزن كالتسونامي،
وفي لحظة كان يسقط إلى قاع الوادي
استيقظ وين دي فجأة —-
عرق بارد في جبينه ، وظهره لزج ،
مدّ يده ليلمس وجهه فوجد أن حرارته لم تعد مرتفعة ؛
{ يبدو أن الحمى قد انخفضت }
بعد أن تَعرّق جسده ، شعر باسترخاء وتبددت غشاوة عقله ،
لتتدفق إلى ذهنه ذكريات الليلة الماضية
جلس ببطء، واضعًا يده على صدره
{ لقد هُلكت ! هُلكت تمامًا !
أي نوع من المزعجين المتشبثين هذا الذي ظل يلاحق
شخصًا آخر بدافع رغبة لم تُشبَع بعد ؟
والأسوأ من ذلك—أنني حتى لم أنجح في النوم معه !
لم أنجح ! }
أخذ نفسًا عميقًا محاولًا أن يجد جانبًا مشرقًا في الأمر
وعلى الجانب الإيجابي، ما زالت هناك بعض الأشياء الجيدة في ليلة الأمس
لقد استمتع بحمام مريح للغاية، ونام في سرير دافئ،
وعانقه رجل وسيم ولمسَه
ورغم أنه من المؤسف أنه لم يتمكّن من النوم معه،
إلا أن ذلك الشخص—بعد مشهده المربك والمخجل—
لم يغادر ، بل بقي ليعتني به
{ يا له من إنسان طيب ! }
وبينما يفكر في ذلك، أدار وين دي نظره حول الغرفة
{ أين ذهب ذاك الذي اعتنى بي ؟ }
السرير المجاور يحمل أثر انبعاج خفيف ،
كما لو أن أحدهم نام فيه
تنفّس وين دي الصعداء—{ على الأقل لم أزعج الآخر طوال الليل، وتمكّن ذلك الشخص من أخذ فترة من الراحة
لكن… أين ذهب الآن ؟ }
غطى نفسه بالروب ، نهض من السرير ،
فسمع بشكل خافت صوت الماء يتسرب من الحمّام
دفع الباب نصف المفتوح قليلًا ، ليرى بيان تشنغ واقفًا أمام
المرآة، يربط ربطة عنقه
كان لا يزال يرتدي القميص نفسه من الأمس،
لكن بدا وكأنه مكوّى لتوه، أنيق كأنه جديد
{ خدمة الفندق سريعة بلا شك … يبدو أن ارتداء البدلة جزء
لا يتجزأ من هوية بيان تشنغ—أنا لم أره دون قميص وربطة عنق أبداً }
ثبتت نظرات وين دي عليه لوهلة ،
ثم اتجهت نحو حوض الغسيل
أنهى بيان تشنغ ربط ربطة عنقه، التفت نحوه قليلًا ،
ثم التقط ساعته من على الطاولة
قال: " هل ما زلت تشعر بالدوار؟ "
هز وين دي رأسه نافيًا ، مسندًا جسده إلى إطار الباب، وعيناه لا تفارقانه
بيان تشنغ: " لدي لقاء مع أحد الطلاب قريبًا ، سأغادر بعد قليل "
وين دي: " أما أنا فعندي مقابلة في مدرسة ثانوية اليوم "
تأمّله بيان تشنغ قليلًا ، ثم سأله : " بماذا تفكر ؟ "
ابتسم وين دي بخبث : " أفكر بفعل شيء… لكنه لا يبدو مناسبًا جدًا "
حدّق فيه بيان تشنغ بتمعّن، ثم قال بعد لحظة صمت:
" إن أردت فعله… فافعله "
رفع وين دي حاجبه : " حقًا ؟ "
: " بالتأكيد "
حينها بدأ وين دي يخطو نحوه
كان شعره فوضوي قليلًا بعد نوم الليل، ووجهه—وقد زالت
عنه الحمى—شاحبًا بعض الشيء كوجه شخص يتعافى للتو
من المرض ، وقف أمام بيان تشنغ —- مدّ يده…
ثم تجاوزته
تجمّد بيان تشنغ —- يراقب تلك اليد وهي تمتد نحو الحوض—
—لتلتقط فرشاة الأسنان ومعجون الأسنان المجاني من الفندق —-
قال وين دي وهو يضع العلبة بين ذراعيه،
ثم يلتقط بلامبالاة قطعة الصابون الموجودة بجانب الصنبور:
“ لا تمانع إذا أخذت هذا، أليس كذلك؟
بما أنك أنت من دفع ثمن الغرفة، أشعر بالذنب قليلًا…
لكن صراحةً نفذ معجون الأسنان عندي.
أما الجديد الذي طلبته عبر الإنترنت فلم يصل بعد، الشحن بطيء جدًا…”
توقف قليلًا، رفع عينيه إليه وسأله : “ هل تريده ؟”
أجابه بيان تشنغ باختصار : “ لا "
: “ جيد "
تشبث وين دي بالعلبة وهو يفكر كيف سيحمل كل شيء معه ،
مرّ بيان تشنغ بجانبه وخرج من الحمّام
وبعد لحظات عاد ومعه الكيس الذي كان فيه كرة
الاستحمام بالأمس ، وقدّمه لوين دي قائلاً :
“ يوجد أيضًا قبعة استحمام بلاستيكية ومشط، هل تريدهما ؟”
أومأ وين دي بذهول
فتح بيان تشنغ الدرج، وأخرج العلبة الصغيرة التي بداخلها
القبعة والمشط، ثم وضعها في الكيس البلاستيكي
توقف وين دي يتأمل يديه للحظة؛ لا يعرف لماذا، لكن هذه
الحركة البسيطة جعلته يشعر بالامتنان
أمسك الكيس وخرج إلى غرفة المعيشة حيث توجد سترته ومعطفه
أما بيان تشنغ فبقي في غرفة النوم
وحين انتهى وين دي من تبديل ملابسه وخرج،
ظل بيان تشنغ يحدّق بروب الاستحمام الملقى على الأريكة للحظة ،
ثم لم يستطع مقاومة حمله وأخذه إلى الحمّام ليضعه
بجانب المنشفة المستعملة
شعر وين دي بسخونة تعود إلى وجهه—{ ربما مرضي بدأ بالانتكاس من جديد }
بيان تشنغ: “أأنت متجه إلى المدرسة الآن ؟
إذا كان على الطريق، أستطيع أن أوصلك .”
أجاب وين دي بسرعة : “ حسناً ”، ثم أضاف: “شكرًا لك.”
أومأ بيان تشنغ، والتقط بطاقة الغرفة استعدادًا للمغادرة
تبعه وين دي وهو يقول: “ حقًا… شكرًا لك "
قال بيان تشنغ بنبرة ثابتة: “ مرة واحدة تكفي "
ابتسم وين دي قليلًا : “ يوجد أكثر من أمر يستحق الشكر”،
ثم خرج خلفه بينما الباب يصدر صوت الإغلاق الإلكتروني
: “ شكرًا لأنك سمحت لي… مم… بالاستحمام.”
كان لا يزال يشعر بغرابة وهو ينطقها
: “ وشكرًا لأنك اعتنيت بي الليلة الماضية”
رفع الكيس قليلًا : “ وشكرًا لأنك سمحت لي أن آخذ هذه الأشياء .”
قال بيان تشنغ وهما يسيران في الممر متجهين نحو
المصعد : “وما الذي يستحق الشكر في هذا ؟”
رد وين دي: “ بعض الناس يعتقدون أن أخذ أدوات
الفندق…” توقف أمام المصعد باحثًا عن الكلمات المناسبة،
ثم قال: “تصرف وضيع؟”
سأله بيان تشنغ ببرود: “من يعتقد ذلك؟”
رنّ صوت المصعد ،
وبمجرد أن انفتحت الأبواب ، ظهر شاب يرتدي نظارة أمامهما
اتسعت عينا وين دي من الصدمة
{ لا يمكن !!!! أي ذنب لا يوصف وأي خطيئة لا تُغتفر ارتكبتها لأقابل حبيبي السابق في يوم عيد ميلادي ؟ }
هيي وينشوان هو أيضاً لم يتوقع رؤيته هنا
اخترق نظره الحارق عدسات النظارة ،
فاحصاً وين دي من رأسه حتى قدميه ،
ثم اتجهت عينه إلى الرجل الواقف بجانبه ،
وين دي يعرف تلك النظرة جيدًا — استياء ، غضب ، مرارة ،
لكن ما الذي يستدعي الغضب أصلًا ؟
وأي شأن له إن استأجر وين دي غرفة فندق ؟
ألقى بيان تشنغ نظرة على الاثنين وقال: “ ألستما داخلين؟”
تردّد وين دي لحظة ، ثم مدّ يده فجأة وأمسك بذراع بيان تشنغ
التفت بيان تشنغ إليه في حيرة،
لكن وين دي رفع وجهه واقترب منه وكأنه سيقبّله، وهمس:
“ ساعدني قليلًا "
لم يرد بيان تشنغ ، لكنه أيضًا لم يسحب ذراعه
تمسّك وين دي به وقاده إلى المصعد من غير أن يلتفت
إلى تعابير هيي وينشوان
على أية حال، مع خلفية هيي وينشوان وتربيته، كان سيجبر
نفسه على التظاهر بالهدوء، ومع ذلك لمح وين دي كيف
كان يشد على الكيس بإحكام
تلك الدقيقة في المصعد بدت وكأنها دهر كامل
كان قلب وين دي يخفق بعنف،
خائفًا أن ينطق بيان تشنغ فجأة ' ما الذي تفعله بحق السماء ؟ '
لحسن الحظ لم يحدث ما يخشاه، وتوقف المصعد أخيرًا
خرج هيي وينشوان بخطوات واسعة
حدّق وين دي في ظهره وهو يبتعد،
متمنّيًا أن تنزل اللعنة التي يطلقها في قلبه على الفور،
حتى دفعه بيان تشنغ بذراعه قليلًا
عندها فقط أدرك وين دي أنه لا يزال متشبثًا به
بيان تشنغ: “ سأذهب لتسجيل الخروج "
بتردد ، أفلت وين دي ذراعه ، وعقله منشغل بإيجاد تبرير
للمشهد الذي صنعه للتو
لم يعرف البروفيسور إلا منذ وقت قصير ،
والرحلة بينهما ما زالت في بدايتها ،
فليس هذا أفضل وقت للتحدث عن حبيب سابق
بعد إنهاء إجراءات الخروج ،
أحضر الموظف السيارة
نادى بيان تشنغ على وين دي، الذي كان شاردًا، ليدخل
جلس في المقعد الأمامي وهو يحمل الكيس البلاستيكي بيده
عبق خفيف من شاي “دارجيلنغ” في السيارة لم يخفّف شيئًا من توتره
انطلقت السيارة ، وبينما كان غارقاً يفكر ،
دوّى صوته بجانبه فجأة
: “حبيب سابق؟”
رمش وين دي بدهشة، ثم تسلّل بنظره إلى وجه بيان تشنغ
الذي ظلّ هادئًا
رد مترددًا: “ واضح إلى هذا الحد ؟”
لقد رآى وين دي واقف عند الباب يتجادل معه — لكن
بالطبع لم يكن ليقول ذلك، فاكتفى بنسبة الأمر إلى ' مقدرة ملاحظة قوية '
فسأله بيان تشنغ: “هل لا تزال تهتم به إلى هذا الحد؟”
ارتبك وين دي: “وما علاقة الاهتمام بالأمر؟”
بيان تشنغ: “ كان لديك… مظهر انتقامي قبل قليل .
هل تكرهه لهذه الدرجة ؟”
أجاب وين دي بسرعة: “ طبعًا ، فأنا لستُ بوذا .”
ظلّ بيان تشنغ يتأمل الطريق أمامه ، شارد الذهن
اهتز هاتف وين دي، فألقى نظرة على الشاشة ودحرج عينيه بضيق
رسالة من رقم مجهول: [ من كان ذلك الرجل الآن؟ ]
تجاهلها، لكن لم يلبث أن وصلته أخرى: [ لم أتوقع هذا…
تعلمت الآن كيف تخوض علاقات عابرة ]
وين دي { يا للمجنون! من ينام معي أو لا ينام شأن يخصني وحدي }
صر على أسنانه وكتب رد : [ من الذي خاض علاقة عابرة بحق الجحيم؟ هذا حبيبي .
توقف عن إزعاجي من الآن فصاعدًا ]
خيم الصمت من الطرف الآخر
شعر وين دي بفيض من نشوة الانتصار
{ من قال إن مواجهة الحبيب السابق تقتضي أن تظل هادئًا
متماسكًا لتثبت أنك تجاوزته؟
الفوز كان رائعًا— حتى لو كان انتصارًا طفوليًا ، فهو ما يزال انتصارًا }
ثم ضربته فكرة مفاجئة { لماذا لم أفعل ذلك من قبل؟
لو أنني ادّعيت فقط أن لديّ حبيب وأمرت هيي وينشوان بأن يبتعد ،
لما تلقيت تلك الرسائل المزعجة طوال هذه المدة }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق