القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch28 | IOWY

 Ch28 | IOWY




تظاهر يان لان بأنه لم يفهم، 

وانحنى محاولًا إبعاد اليد التي تعانق خصره، 


لكن شيه يون تشي كان يحتضنه بإحكام، 

فلم يستطع الإفلات منه على الإطلاق 


واصل شيه يون تشي الإلحاح دون أن يترك له مخرجًا:

“ هل هو لي؟ أليس كذلك ؟”


شعر يان لان بالإحراج الشديد ، 

ولم يجرؤ على النظر إليه ، 

بل أدار رأسه وأومأ مرتين بخفة وبشكل عشوائي


ابتسم ابتسامة خفيفة شيه يون تشي،  

ثم استخدم يده الأخرى لفتح الباب، 

وأخذ يان لان إلى الداخل


كان المنزل هادئًا، لا يُسمع فيه سوى صوت خافت لحركة الخادمة في المطبخ


دخل السكرتير لين خلفهم وهو يجر حقيبة شيه يون تشي، 

وكان على وشك أن يحملها إلى غرفة النوم الرئيسية في 

الطابق العلوي، لكن شيه يون تشي أوقفه


قال له:

“سأتولى الأمر بنفسي، اذهب واغسل يديك، وتعال لتأكل 

معنا شيئًا.”


أخذ الحقيبة من يده وصعد بها إلى الأعلى، 


أما يان لان فتبعه دون حاجة إلى طلب

ومرّ أمام السكرتير لين مُبتسمًا له بخفة


دخل الاثنان الواحد خلف الآخر إلى غرفة النوم الرئيسية


دفع شيه يون تشي الحقيبة إلى أحد الزوايا بلا اهتمام ، 

وبدأ بخلع ملابسه بينما يتحدث لـ يان لان :


“ مومو سأغتسل وأبدّل ملابسي . 

أحضِر لي بدلة جديدة وقميص ، كلاهما في الخزانة الجانبية 

على اليسار . 

أما ربطة العنق ففي الخزانة على اليمين .”


وأثناء حديثه ، كان قد خلع كل ملابسه ولم يبقَى عليه سوى 

سروال داخلي ، كاشفًا عن جسد قوي ومشدود


لم يستطع يان لان منع نفسه من إلقاء نظرة خاطفة على 

عضلاته الممتلئة والمتناسقة وغير المبالغ فيها


ثم التفت ورتّب الملابس التي خلعها شيه يون تشي للتو


وسرعان ما سُمع صوت الماء من الحمّام


بحث يان لان في الخزانة حسب توجيهاته ، 

فأخرج البدلة والقميص ، لكنه واجه صعوبة عند محاولة اختيار ربطة العنق


الدُرج كان ممتلئًا بربطات عنق بألوان ونقوش مختلفة، 

مما جعله يحتار


وفي النهاية، اختار واحدة بلون رمادي داكن لتتناسب مع 

البدلة الرمادية ذات النقوش المربعة


لم تمضِ فترة طويلة حتى توقف صوت الماء ، 

وفتح شيه يون تشي باب الحمّام قليلًا وأخرج رأسه قائلًا :


“ مومو .. نسيت أن آخذ سروالًا داخليًا . 

في الدرج السفلي من الخزانة على أقصى اليمين ، أحضر لي أي واحد .”


أخرج له يان لان سروالًا داخليًا أسود وأعطاه إياه ، 

فخرجت يد من الباب وأخذته ،


“ شكرًا .” قالها شيه يون تشي


بعد دقائق قليلة، خرج شيه يون تشي من الحمّام بشعر 

مبلل وجسده العلوي عارٍ ، 

ولا يغطيه سوى منشفة ملفوفة حول خصره


نظر إليه يان لان بطرف عينه بخجل ، 

ولم يكن يتوقع أن يلتقي نظره بنظرة شيه يون تشي فجأة


فارتبك تمامًا ، وسرعان ما صرف بصره كما لو أن شيئًا قد لسعه


ضحك شيه يون تشي بخفة ، 

واقترب منه تفوح منه رائحة صابون الاستحمام المنعشة 

وعبق البخار ، وقال له مبتسمًا :

“ تبدو أنيقًا جدًا في ملابس نومي .”


احمرّت أذنا يان لان قليلًا ، وأشار بلغة الإشارة ليوضح : 

" نسيت أن أحضر ملابس النوم "


: “ مم، إذًا من الآن فصاعدًا ارتدِ ملابسي أنا ، 

لدي الكثير من البيجامات .”


قالها شيه يون تشي وهو يرفع يده ويلمس أذنه المحمرة، 

ثم التفت إلى الحقيبة في الزاوية وقال:

“ أحضرت لك ولتيانتيان هدايا .”


نظر إليه يان لان بفضول وتبعه ، 

فرآه يفتح الحقيبة ويخرج منها صندوقًا أبيض


من النظرة الأولى لم يكن واضحًا ما الذي بداخله



: “ منتج سويدي تقليدي ، كريستال ...” قال شيه يون تشي 

وهو يناوله العلبة التي في يده : “ افتحها ، وانظر ،

أتمنى أن تعجبك "


فتح يان لان العلبة كما طُلب منه، 

فأخرج منها كوب زجاجي جميل بدا وكأنه قطعة فنية


وأكثر ما أثار الدهشة في الكوب كان القاعدة 

حيوان صغير من الداخل ، ثعلب أحمر ، 

يرقد في قاع الكوب بتفاصيل نابضة بالحياة ، 

من الأذنين إلى العينين إلى الأنف ، كل جزء فيه دقيق ومُتقن


شيه يون تشي:

“ حين رأيت هذا الكوب في المتجر ، شعرت أنه سيعجبك.”


ثم أغلق الحقيبة التي كانت مفتوحة ودفعها إلى الزاوية ، 

وتقدّم نحو يان لان وقبّله قبلة خفيفة على طرف أنفه ، 

ثم عاد إلى السرير ليرتدي ملابسه


وبما أنه كان يعطيه ظهره ، لم يرَى يان لان ملامح وجهه التي 

لمحت للحظة ارتباكًا عند رؤيته لربطة العنق الرمادية الداكنة


بعد ذلك، أمسك شيه يون تشي بتلك الربطة ورماها مجددًا 

داخل الدرج، وأخرج واحدة أخرى بدلاً منها


وعندما استدار، التقى نظره بعيني يان لان


لكنه تصرّف وكأن شيئًا لم يحدث ، وبينما يربط ربطة العنق 

الجديدة قال ببساطة :

“ لم تعجبني تلك الربطة ”


رفع يان لان حاجبه قليلًا ، 

ولم يكن واضحًا إن كان صدّق أم لا


كان وقت شيه يون تشي ضيق ، وبعد أن تناول الفطور مع 

يان لان ، غادر برفقة السكرتير لين


وقف يان لان عند الباب يودّعه ، 

وظلّ يراقب السيارة حتى ابتعدت عن الأنظار ثم عاد إلى الداخل


وبعدما استيقظ تيانتيان، أخبره أن شيه يون تشي قد عاد، 

وأحضر له هدية أيضًا


لمعت عينا تيانتيان للحظة، لكنه سرعان ما عاد إلى هدوئه، 

متظاهرًا بأنه لم يكن يفتقده كثيرًا



في فترة الظهيرة كان لدى تيانتيان حصة دراسية، 

فجاءت معلمته الشابة الجميلة لمادة اللغة الصينية، 

بمكياج أنيق ومظهر مرتب


ويبدو أنها لم تكن تتوقع أبدًا أن ترى ' العشيق الذكر ' 

الشهير بعينيها فجأة ، 

إذ رمقته بنظرة ذات مغزى يصعب تفسيرها ، 

ثم ابتسمت للخادمة ودخلت إلى غرفة الدراسة الصغيرة


لاحظ يان لان بطبيعة الحال نظرتها تلك ، 

لكن ما أثار فضوله أكثر كان أمرًا آخر ، 

لم يستطع كتمانه ، فاستدار وسأل الخادمة بلغة الإشارة :

" أليست معلم اللغة الصينية لتيانتيان رجلًا في الأربعين ؟ "


كان قد رآه من قبل حين كان يعمل مدرسًا للفن في نفس الوقت ، 

رجل دائمًا يرتدي نظارة سوداء سميكة وله مظهر أكاديمي بحت


شرحت الخادمة :

“ نعم، في البداية كان كذلك ، 

لكن سمعنا لاحقًا أن نتائج الفحص الطبي أظهرت وجود 

مشكلة في القلب ، فاستقال وعاد إلى منزله ليتعافى . 

بعدها طلب الرئيس شيه من السكرتير لين أن يبحث عن 

معلم جديد ، وهذه معلمة اللغة الصينية الجديدة 

لتيانتيان، اسمها شِن يينغ يينغ ، ويُقال إنها كانت زميلة 

أصغر منه في نفس المدرسة الثانوية . 

لقد أعطت تيانتيان عدة دروس بالفعل ، ويبدو أنه يحبها كثيرًا .”


أومأ يان لان برأسه وقد فهم الصورة الآن


قالت الخادمة بلطف:

“ هل يشرب الأستاذ يان بعض الشاي ؟ 

أنا أفكر في إعداد بعض البسكويت .”


——


في فترة ما بعد الظهر ، 

بقي يان لان جالسًا في غرفة المعيشة يقرأ كتاب


وبين الحين والآخر يطل على هاتفه ليرد على رسائل ويتشات من يانغ شياولي


كان يانغ شياولي يتابع الجدل على منصة ويبو ، 

وكما توقع ، فقد بدأت فرقة المتابعين المدفوعة التي 

استأجرها شيه يون تشي بالتدخل ، 

مما ساعد على كبح الموجة التي كانت تهاجم يان لان 

باعتباره العشيق الذكر


ومع تحوّل النقاش ، بدأ تركيز مستخدمي الإنترنت يتغير ، 

من اتهام يان لان بتخريب علاقة ياو جيني بشيه يون تشي، 

إلى سؤال جديد:


هل كانت هناك علاقة بين ياو جيني وشيه يون تشي أصلًا ؟


هذا الموضوع ضرب في صميم جمهور معجبي ثنائي اليشم 


وأولئك الذين يستخدمون صور ياو جيني وشيه يون تشي 

كصور رمزية بدأوا يصرخون على الإنترنت 


[ بالطبع كانا معًا ! ]


بينما رد البعض ببرود 


[ استفيقوا ، ياو جيني صرّحت بنفسها أنهما مجرد أصدقاء عاديين ]


وفجأة، عاد الإنترنت إلى حالة الغليان، 

يتجادلون حول ما إذا كانا مرتبطين فعلًا


أما يان لان، الذي كان سابقًا في قلب العاصفة ، 

فقد بدأ الناس يتجاهلونه تدريجيًا


حتى أولئك الذين ما زالوا يتحدثون عنه، أصبحوا قلائل


ولأن هاتف يان لان لا يحتوي على تطبيق ويبو

ولم يكن لديه أي نية لتحميله

 أو إنشاء حساب فيه حتى الآن، 

فقد كان يتلقى كل المستجدات حول تطور الوضع من خلال يانغ شياولي فقط


وحين علم بأن الأمور بدأت تهدأ نوعًا ما، تنفس الصعداء، 

متمنيًا أن تنتهي هذه العاصفة سريعًا، ليعود إلى حياته الهادئة


لكن ، 

الشجرة قد ترغب بالسكينة ، إلا أن الرياح لا تهدأ ——


الشيء الذي كان يان لان يخشاه أكثر ، حدث بالفعل — 


تم تسريب معلوماته الشخصية من قِبل أحد حسابات التسويق ——


اسمه ، عمره ، درجاته في امتحانات القبول الجامعي ، 

و كونه طالب دراسات عليا في كلية الفنون ، 

بل وحتى تلك الألقاب السخيفة التي حصل عليها كـ”زهرة 

الكلية ” لخمس سنوات متتالية — كلها كُشفت


لكن لا شيء من هذا كله أثار اهتمام الناس مثل كونه أبكم


من تلك اللحظة ، بدأوا فئة من مستخدمي الإنترنت يهتمون به بجنون، 

وأخذوا يبحثون عن كل ما يتعلق به، 

وينشرون كل أعماله الفنية التي رسمها على مدار السنوات، 

بل حتى أدائه على المسرح في حفلة الاستقبال، 

حين تنكر في هيئة “ملكة”، وجد طريقه إلى الشبكات 

وأعاده إلى صدارة الترند


لكن، وفقًا لما قاله يانغ شياولي، لم يمرّ على وصوله إلى 

قائمة الأكثر بحثًا سوى نصف ساعة حتى تم حذف اسمه 

من الترند، وتم تعليق حسابات التسويق التي بدأت في نشر 

معلوماته الشخصية — وكلها علامات واضحة على تدخل شيه يون تشي


ومع ذلك —— فإن المهتمين بيان لان لم يتراجعوا فقط لأن 

اسمه أُزيل من الترند ، 

وسرعان ما أنشأوا له قسمًا خاصًا في “سوبر توبك” 

( مجتمع خاص بالمعجبين على ويبو)


لكن فريق شيه يون تشي كان سريع الاستجابة ، 

وكلما أُنشئ قسم جديد ، تم إغلاقه فورًا ——


أمضى يانغ شياولي فترة ما بعد الظهر يراقب ما يجري ، 

بل وأرسل إلى يان لان لقطات شاشة لمنشورات أولئك 

المعجبين الغاضبين، 

وكان من بينها منشور لشخص يحمل اسم المستخدم : 

' أنا أحب التحديق بالنجوم' 

وقد بدا عليه الضيق الشديد ، فكتب :

[ يا رئيس شيه ! أليست هذه مبالغة ؟ 

انظر إلى حبيبك ، ما مشكلته ؟ إنه وسيم للغاية 

أليس من حقنا على الأقل أن نراه ؟! ]


أرسل يانغ شياولي بنبرة يملؤها الفخر لـ لان :

[ وهل تظن غير ذلك ؟ 

شيه يون تشي من المستحيل أن يسمح للناس على 

الإنترنت أن يتداولوا صورك وينشروها كما يشاؤون .]


: […]


: [ لكن، في الحقيقة ، لماذا لا يخرج شيه يون تشي 

ويعلن علاقتكما بشكل صريح ؟ 

الجميع بات يعلم أن بينكما علاقة .]


: [ الأفضل أن تبقى الأمور على حالها.]


: [ معك حق، لو أُعلنت العلاقة رسميًا ، 

فكل ظهور علني له سيكون مناسبة لإقحامك في 

الأحاديث والنقاشات من جديد . 

مما أثار دهشتي هو صمت ياو جيني التام ، 

لم تنطق بكلمة واحدة حتى الآن .]


: [ أمر مفهوم ، فهي ليست ملزمة بالدفاع عني أو توضيح 

أنني لست “العشيق الذكر”.]


: [ هل شككت بها يومًا ؟]


: [ أبدًا .]


: [ أما أنا، فقد راودني الشك . 

لدي إحساس بأنها حين علمت بعلاقتك مع شيه يون 

تشي ، تعمدت تسريبها للعلن .]


: [ لا أظن ذلك ، ولماذا تفعل شيئًا كهذا ؟]


: [ ربما أرادت أن تختبر إن كان شيه يون تشي جادًا في علاقته بك.]


لم يكن يان لان مقتنعًا تمامًا

: [ لا أظن أن الأمر بهذا التعقيد، بل الأغلب أننا كنا 

مهمِلين، ولم نتوقع أن يُصوّرنا أحد في ذلك اليوم .]


: [ مومو قل لي بحق السماء ، كم من الأشخاص 

استطاعوا أن يشقّوا طريقهم في الوسط الفني وهم أبرياء وبسطاء ؟ 

نحن نتحدث عن ياو جيني ، الفائزة بثلاث جوائز كبرى ، 

نجمة منذ الطفولة ، اعتاد الجميع تدليلها ، 

فهل تظنها لن تنزعج حين ترى أن الرجل الذي كانت 

تلاحقه قد ارتبط برجل آخر ؟  

لنقل إنها لم تغار ، ألا يحق لها أن تشعر ببعض الفضول على الأقل ؟ 

كأن تتساءل ، هل شيه يون تشي جاد فعلًا في علاقته بك؟]


كان يان لان يقرأ الرسائل ، وعقد حاجبيه بانزعاج ، 

وقد بدأ الشك يتسلل إليه


: [ أتراها تفعل كل هذا لمجرد هذا السبب؟]


: [ لقد راقبت سجل دخولها على ويبو ، 

كانت تفتح التطبيق وتغلقه في نفس الثانية ، 

أتدري ما معنى ذلك ؟]


: [ وما معناه ؟]


: [ يعني أنها على الأرجح كانت تستخدم حسابًا آخر .]


: [ وما الفائدة من ذلك ؟]


: [ توقيت عملك الجزئي كان غريبًا حقًا 

فقد تزامن تمامًا مع عيد ميلاد ياو جيني ، 

ثم عشاءها مع شيه يون تشي ، ثم نفيها لوجود علاقة بينهما . 

امرأة حساسة وذكية مثلها ، حين ترى منشورًا طويلًا 

مُعدًّا بعناية عن علاقتك بشيه يون تشي ، وقد لاقى آلاف 

المشاركات ، ألا تعتقد أنها ستتوقف عنده وتفكر كثيرًا ؟]


عبس يان لان جبينه ، ورغم كل ما قرأ ، 

ظل في قرارة نفسه يرفض تصديق أن ثمة أحدًا يخطط 

للإيقاع به من وراء الكواليس


——-


في حوالي الرابعة مساءً ، 

تغيّر لون السماء فجأة ، 

فغدت ملبّدة بالغيوم القاتمة ، والرياح اشتدت قوتها


أغلقت الخادمة النوافذ بإحكام وهي تقول :

“ يبدو أن عاصفة شديدة على وشك أن تهب .”


وما إن أنهت جملتها حتى دوّى الرعد بصوت هائل، 

و اهتزّت الجدران، وفي نفس اللحظة سُمع صوت زجاج 

يتحطّم من الطابق العلوي


تبادل يان لان والخادمة نظرة سريعة ، ثم توجّها معًا نحو 

الدرج دون حاجة إلى تنسيق


في غرفة الدراسة الصغيرة ، كانت معلمة اللغة الصينية، 

شِن يينغ يينغ، تجثو على الأرض تجمع شظايا الزجاج بحذر شديد


يبدو أن الرعد القوي أرعبها قبل لحظات ، فأفلتت فنجان 

الشاي من يدها دون قصد


رأت الخادمة أنها تجمع الزجاج بيديها فهتفت بسرعة:

“ أستاذة شِن ، لا تلمسيها بيدك ! انتبهي ، قد تجرحين نفسك…”


لكن لم تكد تتمّ جملتها ، حتى سُمع صوت خفيف من الألم ، 

إذ سحبت المعلمة يدها بسرعة وقد شُقّ طرف إصبعها، 

وكان على إحدى الشظايا القليل من الدم


قلقت الخادمة فاندفعت تقول:

“ يا إلهي أستاذة شِن! تعالي بسرعة ، سأعقم الجرح وألفّه لك "


اقترب يان لان بهدوء، وأخذ تيانتيان من جانبه، 

مبتعدًا به عن بقايا الزجاج المتناثرة على الأرض


نظرت شِن يينغ يينغ إليه نظرة سريعة ، 

ثم خرجت من غرفة الدراسة وتبعت الخادمة إلى الطابق السفلي


رأى يان لان أن الموقف فرصة تعليمية جيدة ، 

فأشار إلى شظايا الزجاج على الأرض وقال لتيانتيان بلغة الإشارة :

" لا تلتقطها بيدك أبدًا "


حدّق به تيانتيان بنظرة تحمل معنى ' ولِمَ قد أفعل ذلك أصلًا ؟ ' 


ابتسم يان لان، ورفع له إبهامه مشجعًا


وبسبب العاصفة الشديدة، تعذّر على شِن يينغ يينغ المغادرة ، 

فبقيت في المنزل تنتظر هدوء المطر


يدها قد ضُمّدت جيدًا بواسطة الخادمة ، 

وجلست الآن على الأريكة في غرفة المعيشة تحتسي الشاي 

وتأكل البسكويت، 

بينما تتنقّل بنظرها بين يان لان وتيانتيان الجالسين على الأريكة المقابلة


كان تيانتيان مستندًا على يان لان ، 

و يقرأ كتاب صور مصور ، 

ولم يُلقِ بالًا إلى أن معلمته تجلس في المكان نفسه


راقبت شِن يينغ يينغ المشهد ، وبحكم كونها معلمة ، 

بدا لها أنه من غير المناسب أن يبدأ تلميذها في قراءة كتب 

خارجية بمجرد انتهاء الحصة


وضعت فنجان الشاي على الطاولة برفق ، وقالت بصوت ناعم رقيق :

“ في العادة متى يبدأ تيانتيان في أداء واجباته المدرسية ؟”


نظر يان لان باتجاه الخادمة التي كانت في المطبخ ، 

ثم أجابها بلغة الإشارة : " بعد العشاء "


أزاحت شِن يينغ يينغ خصلة من شعرها خلف أذنها، 

وابتسمت له ابتسامة مشرقة:

“ حين اجتزت المقابلة ورأيت شيه يون تشي 

طلب مني أن أكون أكثر صرامة مع تيانتيان. 

فهو الآن قد بلغ التاسعة من عمره ، 

وأرى أنه من الأنسب أن يبدأ في قراءة كتب تحليل المقالات 

والنصوص ، بدلًا من الاكتفاء بكتب القصص المصوّرة للأطفال .”


أومأ يان لان برأسه مستمعًا ، 

ثم أوضح بلغة الإشارة : " تيانتيان يختار بنفسه ما يقرأه ، 

فإذا أراد الاسترخاء بعد الدروس ، يلجأ إلى القصص المصورة . 

لكنه لا يقتصر عليها وحدها " 


تابعت شِن يينغ يينغ حركات يديه ثم نظرت إلى فنجانها 

مجددًا ، ورفعته بلطف وهي تسأله:

“ حقًا ؟ هل ترافقه باستمرار ؟”


هزّ يان لان رأسه قائلاً:

“ أزور تيانتيان بين الحين والآخر ، 

ولأنني أقيم هنا في اليومين الماضية ، فأنا على اطّلاع أدق بوضعه هذه الفترة .”


ابتسمت شِن يينغ يينغ ولم تضف شيئًا آخر


وبعد غروب الشمس ،  

استمر المطر في الهطول بلا انقطاع ، 

فقررت الخادمة أن تطهو وجبة عشاء إضافية ، 

ودعت شِن يينغ يينغ لتناول الطعام قبل مغادرتها


وأثناء قيام يان لان بمساعدة الخادمة في سكب الحساء ، 

سمع فجأة صوت محرك سيارة يقترب


وما إن بدأت شِن يينغ يينغ تلتفت لتتبين الأمر ، 

حتى كان يان لان قد وضع وعاء الحساء جانبًا ، 

واتجه بسرعة نحو المدخل 


كانت العاصفة في أوجها ، 

وما إن فتح الباب حتى دخلت الرياح الباردة تحمل معها 

شيئًا من رطوبة المطر وبرودته


أحسّت شِن يينغ يينغ بشيء ما فنهضت تنظر نحو المدخل، 

وهناك، ظهر شيه يون تشي مرتديًا سترة رمادية بنقوش 

مربعة ، يحمل مظلة سوداء دخل بها من قلب الرياح والمطر


وما إن أغلق المظلة حتى مال برأسه نحو يان لان وقبّله قبلة 

خفيفة على وجنته ، وقال بابتسامة:

“ لا بأس، هذه المسافة القصيرة لم تكن كافية لتبللني.”


أخذ يان لان المظلة من يده ، ورفع كفه يزيل برفق قطرات 

الماء عن كتفيه


و بينما شيه يون تشي يبدّل حذاءه إلى السليبر قال:

“ لولا ازدحام الطريق بسبب العاصفة ، لكنت وصلت قبل هذا بكثير ”


كان نور المدخل الدافئ المتدلّي يلوّن ملامحهما بلمحة من 

الألفة الحنونة ، 

ومن غير أن يُلاحظ أحد ، كان تيانتيان قد ترك مائدة الطعام 

واقترب بهدوء من المدخل


مدّ شيه يون تشي يده ، يربّت على خصلات شعره المجعد ، 

ثم أشار له بالعودة إلى المائدة


أما هو، فخلع سترته وكان على وشك الذهاب إلى الحمام، 

حينها لمح من طرف عينه أن هناك شخصًا آخر في الغرفة


توقف لحظة ، ثم التفت بابتسامة :

“ الأستاذة شِن .. المطر غزير اليوم ، 

بعد العشاء سأطلب من السائق أن يعيدك إلى منزلك .”


كلمات مهذبة تمامًا ، 

تدخل في باب اللياقة الاجتماعية المعتادة ، 

لكن وجه شِن يينغ يينغ أشرق فجأة ، 

وردّت بصوت ناعم مائل إلى الدلال :

“ شكرًا لك سينباي !”


نظر يان لان إليها نظرة عابرة ، 

ثم تبع شيه يون تشي إلى الحمّام في الزاوية ، 

حيث أخذ منه سترته التي لا تزال دافئة بحرارة جسده ، 

ومدّ يده يقرص خصره من الخلف بخفة ~~~


يتبع


Erenyibo: ما أحس إنه ياو جيني سبب الشائعة بصراحة … أحس ( قوه ييفان ) 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. الردود
    1. ابن عم لين \ الطالب الرياضي الي ضايق لان في الفصول الأولى

      حذف
  2. معرف يتهيأ لي ولا هذي كانها حاطة عينها على يو شي يلا منا الرجال متزوج

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي