Ch29 | IOWY
كان شيه يون تشي يغسل وجهه حين شعر فجأة بألم في
أسفل ظهره نتيجة قرصة ،
فاعتدل واقفًا والتفت بنظرة مستغربة نحو يان لان،
“ مومو ؟”
نظر إليه يان لان بنظرة فيها شيء من البرود :
“ سينباي ؟”
عندها فقط أدرك شيه يون تشي السبب ، فشرح قائلًا:
“ هي كانت معي في نفس المرحلة الثانوية ،
تُعدّ زميلة أصغر مني .”
ضيّق يان لان عينيه قليلًا
فكر شيه يون تشي للحظة ثم أضاف :
“ وهذا هو لقاؤنا الثاني ، إن حسبنا هذا اليوم ”
——————-
خرج يان لان من الحمام حاملًا معطف شيه يون تشي ،
وضعه على أريكة غرفة المعيشة
ثم عاد إلى غرفة الطعام حيث جلس شيه يون تشي على
الكرسي إلى يسار مقعده المعتاد ،
فجلس يان لان بينه وبين تيانتيان
أما السيدتان ، الخادمة وشن يينغ يينغ
فجلستا على الجانب المقابل من الطاولة
من بين الخمسة الجالسين ، كان اثنان لا يستطيعان الحديث ،
لكن شيه يون تشي تجاهل تمامًا من يمكنه محادثتهم
وواصل حديثه بصوت خافت مع يان لان الجالس إلى جواره
ركزت شن يينغ يينغ أذنيها قليلًا محاولة التنصت ،
فسمعته يقول:
“ في الأصل كنت أنوي اليوم أن أشتري لك زهور ،
لكن المطر كان غزيرًا والطريق مزدحمًا فلم أتمكن .
سأشتري لك باقتين غدًا ، كتعويض عن اليوم ! ”
أومأ يان لان وهو يستمع ،
ثم مد عيدانه ليضع قطعة من ضلع اللحم في وعاء شيه يون تشي ،
و أخرى في وعاء تيانتيان
واصل شيه يون تشي:
“ زهور الجرس البنفسجية التي أهديتني إياها سابقًا،
احتفظت بها حتى جفت تمامًا قبل أن أتخلّى عنها
لما لا تهديني في المرة القادمة زهورًا تعيش فترة أطول ؟
لأنه يؤلمني رميها .”
مال يان لان برأسه قليلًا ونظر إليه ،
ثم مد سبابة يده اليسرى ورسم شيئًا على الطاولة
نظر شيه يون تشي بصمت إلى ما يرسمه، ثم أومأ:
“ الصبّار ؟ جيد .
أي شيء تهديني إياه سيكون مميزًا بالنسبة لي "
ابتسم يان لان بخجل وانخفض برأسه
نظرت إليهما شن يينغ يينغ بعينين مليئة بمشاعر متضاربة ،
غير قادرة على تقبّل تجاهلهما التام لوجودها
وجودها على هذه المائدة كان لسبب عملي بحت ،
لكونها معلمة تيانتيان للغة الصينية ،
وليس لكونها شخصًا مهمًا في حياتهما
وبعد أن رتّبت مشاعرها، أظهرت ابتسامة مهذبة وقالت:
“ سينباي هناك أمر أود مناقشته معك بخصوص تيانتيان.”
ما إن سمع اسم تيانتيان حتى التفت شيه يون تشي إليها باهتمام :
“ ما الأمر ؟”
قالت بلطف ودلال :
“ خلال الأيام الماضية ، لاحظت أثناء تدريسي له أنه يواجه
صعوبة في التركيز ،
إذ كثيرًا ما يتشتت ذهنه ، وأحيانًا لا يرغب حتى بمتابعة
إشاراتي في لغة الإشارة .
لذا فكرت في اقتراح إضافة بعض حصص الخطّ اليدوي له،
ربما يساعده ذلك على تطوير تركيزه .”
حين تعلق الأمر بتيانتيان، أصغى شيه يون تشي جيدًا،
حتى يان لان نفسه كان يستمع بانتباه إلى ما تقوله شن يينغ يينغ
ثم التفت إلى تيانتيان الجالس بجواره يأكل بهدوء ،
وفكّر قليلًا ، وتذكر أنه لاحظ الأمر نفسه أثناء تدريسه له ،
فوضع عيدانه جانبًا وقال لشيه يون تشي :
“ هي على حق، يمكنك التفكير بالأمر .
تدريبات الخطّ اليدوي يمكن أن تعزّز التركيز فعلًا .”
تفاجأت شين يينغ يينغ قليلًا ،
وألقت على يان لان نظرة غير متوقعة ،
لم تكن تظن أنه سيؤيد كلامها ،
كانت تعتقد سابقًا أنه من ذلك النوع الذي يبالغ في تدليل الأطفال ،
ولهذا السبب كان تيانتيان متعلقًا به،
بل وربما كان هذا أحد الأسباب التي مكّنته من التقرّب من شيه يون تشي
لكن في النهاية، هذا كان مجرد حكم مسبق من طرفها
فهي تعرّفت على يان لان أول مرة من خلال منشورات على ويبو
وكان انطباعها عنه سلبيًا منذ البداية باعتباره ' العشيق الذكر '
لذا لم يكن من السهل عليها تغيير فكرتها عنه
وفي الحقيقة ، حتى بعد أن أيّد رأيها ، لم تولّد تجاهه أي شعور إيجابي
فكر شيه يون تشي للحظة ، ثم أومأ برأسه وقال:
“ فهمت .
أنا ومومو سنتناوب على متابعة تمارين الخط مع تيانتيان،
ولن نضيف له حصصًا إضافية .”
تجمدت شن يينغ يينغ في مكانها لحظة ،
وكانت على وشك أن تعرض نفسها لتدريس الحصة ،
لكن كلامها ابتلعته قبل أن تنطق به،
ولم تعد تفتح حديثًا مع شيه يون تشي بعدها
وبعد العشاء ، توقّف المطر ،
ولم تجرؤ شن يينغ يينغ على البقاء أكثر ،
فحملت حقيبتها وغادرت
بقي يان لان يساعد الخادمة في تنظيف المائدة ،
أما شيه يون تشي فقد صعد إلى الطابق العلوي ، وانتظر
لفترة طويلة دون أن يأتي يان لان،
فلم يستطع كتمان قلقه وخرج يبحث عنه
وقف عند رأس الدرج ونادى باتجاه المطبخ في الأسفل :
“ موووووموووو "
أطلّ يان لان برأسه نصف جسده من المطبخ ببطء
أشار له شيه يون تشي بإصبعه أن يصعد :
“ تعال ، أريد أن أختار لك بيجاما للنوم .”
في هذه اللحظة ،
يان لان لا يزال يرتدي ملابسه الخاصة :
كنزة بقبعة ( هودي ) ، وكان من عادته ألا يستحم أو يغيّر
ملابسه للنوم إلا عند الاستعداد للنوم فعلًا
والآن لم تكن الساعة قد بلغت السابعة والنصف بعد ،
لكن شيه يون تشي كان متحمسًا لاختيار البيجاما ،
مما جعل يان لان يشك أن في الأمر شيئًا آخر
الخادمة التي لا تزال تغسل الصحون سمعت أيضًا نداء شيه يون تشي، فالتفتت إلى يان لان وقالت:
“ أستاذ يان، اصعد لترتاح ، دع الأمر لي هنا .”
أومأ يان لان برأسه ، ثم وضع قطعة القماش جانبًا ،
وضغط القليل من سائل التنظيف على يده ليغسلها جيدًا
ثم صعد إلى الأعلى
وفي منتصف صعوده الدرج ،
رفع يان لان رأسه ونظر إلى شيه يون تشي الذي كان ينتظره في الأعلى، وأشار :
“ لا يزال عليّ أن أرافق تيانتيان في حلّ واجباته .”
قال شيه يون تشي وهو يمدّ له يده :
“ تيانتيان كبر الآن ، يمكنه أن ينجزها بنفسه .
حان الوقت لترافقني أنت .
هيا، تعال .”
بدا على صوته بعض الاستعجال
صعد يان لان الدرج متعمداً التباطؤ والتكاسل ~ ،
ونتيجة دلاله هذا —- ما إن وصل إلى شيه يون تشي
حتى احتضنه الآخير فجأة بضيق نفاذ صبر
وكان واضحًا أن جسد شيه يون تشي العضلي لم يكن للزينة
فقط — فعلى الرغم من نحافة يان لان ،
إلا أن وزن رجل بالغ ، حتى لو كان خفيفًا ، لا يقل عن 120 أو 130 رطلاً ،
لكن شيه يون تشي حمله بسهولة ،
بل وحتى استطاع أن يفتح الباب بيد ،
ثم يغلقه بساقه دون عناء
وضعه على السرير ،
وحدّق فيه يان لان بنظرة لا تخلو من الاستسلام :
“ لم يحن وقت استحمامي بعد .”
ردّ شيه يون تشي دون أن يلتفت وهو يفتح خزانة الملابس :
“استحمّ اليوم مبكرًا ~
بشرتك بيضاء جدًا ، وعندما رأيتك ترتدي الأخضر الداكن ،
عرفت أنك تبدو رائعًا بالألوان الداكنة ، تُبرز لون بشرتك .”
نظر يان لان بفضول إلى ظهره ،
متشوقًا لمعرفة ما اللون الذي سيختاره له
قال شيه يون تشي مبتسمًا وهو يلتفت نحوه :
“ أريد أن أراك ترتدي هذه بالذات .”
وفي يده —- بيجاما حريرية بلون أحمر غامق ،
ذات ياقة واسعة وأزرار قليلة
من مظهرها يمكن تخيّل كم ستكون مريحة أثناء النوم
أخذ يان لان البيجاما من يده ، فأخذ شيه يون تشي بدوره
طقم آخر ووضعه على السرير ، وقال:
“ لا تنسَى أنك وعدتني أن تنام هنا الليلة أيضًا .”
رفع يان لان عينيه قليلًا ينظر إليه ،
وفي طرف عينيه ابتسامة خفيفة ،
ثم وضع البيجاما جانبًا وأشار :
“ لقد انتهيت تواً من تناول الطعام ، لا يمكنني الاستحمام الآن… سأذهب لأطمئن على تيانتيان؟”
أومأ شيه يون تشي برأسه :
“ سأذهب معك .”
كان يان لان يعلم أنه يريد أن يعطيه الهدية ،
فجلس وانتظره قليلًا ،
ثم دخلا معًا إلى غرفة الدراسة الصغيرة
غرفة الدراسة كانت المكان الذي يدرس فيه تيانتيان ويحلّ واجباته
بالإضافة إليها ، كانت لديه غرفة للرسم ، وأخرى للألعاب
يمكن القول إن نصف غرف هذا المنزل كانت مخصصة له وحده
يبدو أن تيانتيان أحب حصان دالار الخشبي الذي اشتراه له شيه يون تشي،
حمله في يده وتفحصه بفضول وهو يهزه يمينًا ويسارًا
وبينما مشغولًا بلعبه ، استغل شيه يون تشي الفرصة ليفتح
دفتر واجباته ويتفقده ،
لم يترك مادة دون أن يراجعها ،
حتى إنه تصفّح أيضًا دفتر ملاحظاته في القراءة
اقترب يان لان منه بعدما لاحظ جديته ، وانحنى ينظر معه
كان تيانتيان من ذلك النوع من التلاميذ الذين لا يأخذون
دراستهم بجدية تامة ،
ولكن في الوقت نفسه لا يتعاملون معها بإهمال مطلق —
فعمّه يفاجئه بالتفتيش من وقت لآخر ،
لذا تبدو واجباته المدرسية كلها وكأنها سليمة ،
لكنك تشعر بأن ثمة شيئًا ناقصًا…
لو وُضع في صف دراسي عادي ، فسيكون من أولئك الطلاب
ذوي المستوى المتوسط ، الذين لا يُلفتون الأنظار
أما شيه يون تشي، فعلى الرغم من صرامته في الجانب الدراسي ،
لم يكن يطمح بأن يُدخل الطفل إلى جامعة مثل “تشينغهوا” أو “بكين”،
بل يكفيه أن يُحقق نتائج مرضية ومقبولة
وبعد أن انتهى من تفقد دفاتره ، أعادها كما كانت ،
وربّت على شعر تيانتيان المجعد الناعم ،
ثم أمسك بيد يان لان وعاد معه إلى غرفة النوم الرئيسية
أما تيانتيان، فقد بات يعتبر وجود الأستاذ يان إلى جانب
عمه بعد عودته من العمل أمرًا طبيعيًا ،
ولم يُبدِ أي رغبة في الانضمام إليهما
أنهى واجباته، ثم انشغل بنفسه في اللعب
كان شيه يون تشي يراقب الساعة بدقة ،
وبمجرد أن مضت ثلاثون دقيقة ،
أشار إلى يان لان، الذي يجلس في حجره، بأن الوقت قد حان ليأخذ حمامه
فنهض يان لان مطيعًا ،
وأخذ معه ملابس النوم ودخل إلى الحمّام
أما شيه يون تشي — فنزل إلى الطابق السفلي ليأخذ زجاجة
من خمر البراندي وكأسًا كريستاليًا
رأته الخادمة وهو يخرج زجاجة الخمر ويفتح الثلاجة ، فسألته عرضًا :
“ هل ترغب بشيء يؤكل مع الشراب ؟”
لكنه اكتفى بإخراج علبة ثلج وهزّ رأسه نافيًا
وعندما عاد إلى غرفة النوم ، كان صوت الماء قد توقف،
ليُستبدل بصوت مجفف الشعر
وبعد دقائق ،
خرج يان لان من الحمام ،
شعره لا يزال رطبًا جزئيًا ،
ويرتدي البيجاما التي اختارها له شيه يون تشي بنفسه
قماش الحرير الناعم واللامع بدا جميلًا عليه ،
لكن الياقة الواسعة لم تستقر على كتفه ، فكانت تنزلق منه باستمرار
تلك البيجاما كانت مناسبة تمامًا لقياس شيه يون تشي
لكن جسد يان لان النحيل لم يكن كافيًا لملئها
حتى عظام الترقوة كانت ظاهرة تمامًا
كان شيه يون تشي يجلس متقاطع الساقين على الأريكة،
يحتسي رشفة من البراندي، ونظر إليه برضًا وابتسامة:
“ كان أحد أصدقائي يقول إن رؤية الحبيب وهو يرتدي
ملابسك له نوع خاص من الجاذبية…
والآن فهمت قصده ، فعلاً… مثير جدًا .”
وبعد أن قال ذلك ، وضع الكأس جانبًا ، ومدّد ساقيه ،
ثم ربت بيديه على فخذيه إشارةً إلى يان لان
احمرّت وجنتا يان لان بشدة ،
وحاول أن يبقى هادئًا وهو يقترب منه ،
لكن شيه يون تشي الذي بدا متلهفًا لم ينتظر منه أن يجلس بنفسه ،
بل مدّ ذراعيه وسحبه إليه ليجلس في حجره
كانت حركة السحب قوية نوعًا ما،
فانزلقت الياقة الواسعة لملابس النوم عن كتفه ،
كاشفةً عن جزء كبير من كتفه الأبيض اللامع الناعم
قبّله شيه يون تشي قبلة خفيفة على كتفه ،
ثم مال برأسه ليقبّله على جانب عنقه النحيل
عبير شامبو الاستحمام المألوف الذي يستخدمه يان لان كان يغمر جسده بالكامل
شعر يان لان بسخونة تتسلل إلى جسده كله،
وكان كل نفس يصدره شيه يون تشي يلامس بشرته فيثير
رجفة عند أسفل عموده الفقري،
وكأن تيارات كهربائية دقيقة تمر في جسده ،
حتى إن مؤخرة عنقه وما خلف رأسه كاد أن يفقد فيها الإحساس
تجولت يدا شيه يون تشي على خصره الخلفي ،
ثم صعد ليقبض برفق على عنقه من الخلف ،
وفي اللحظة التالية ، شفتاه، التي تفوح منها رائحة البراندي
بطعم الفاكهة ، تقبله قبلة عميقة على شفتيه
نصف عيني يان لان كان مغمضًا، فتح شفتيه بطاعة،
فاجتاحه لسان ناعم وقوي ،
يلعق كل جزء فيه بشغف ،
حتى سال اللعاب من زاوية شفتيه مبللًا ذقنه ،
لعقه شيه يون تشي بلطف
كانت القبلة مشحونة بالحميمية إلى حد جعل جسد يان لان كله ينهار ،
وشعر بدوار يمنعه من التفكير ،
ومع تسارع أنفاسه بدأ يشعر باختناق
غريزة البقاء دفعته إلى أن يدير رأسه بقوة بعيدًا ،
وبدل أن يضع يده على كتف شيه يون تشي كما كان ،
غطى بها فمه وبدأ يتنفس بسرعة
نظر إليه شيه يون تشي بعينين مظلمتين تغمرهما الرغبة،
ثم أمسك بيده التي تغطي فمه، وسحبها بلطف،
ثم أمسك ذقنه وأعاد وجهه إليه قائلاً :
“ دعني أقبّلك مجدداً ، وبعدها سأذهب لأستحم…”
في تلك الليلة ،
نام يان لان كما أراد شيه يون تشي في غرفته ،
وكانت بيجاما الحرير الفضفاضة قد خلعها ثم أعاد ارتداءها ،
ثم سقطت أخيرًا واستقرت بين ذراعيه بشكل مرتخٍ
كان شيه يون تشي مثل كلب ضخم ووديع ،
دافنًا رأسه في صدره ، تاركًا خلفه آثار قبلات عميقة وأخرى سطحية
حتى الجزء الداخلي من فخذ يان لان كاد أن يُجرح من شدة الاحتكاك ،
ولم يكتفِ شيه يون تشي إلا بعد أن شعر بالاكتفاء ،
وتركه أخيرًا لينام بسلام
———-
في صباح اليوم التالي ،
مع طلوع الشمس ،
استيقظ شيه يون تشي استعدادًا للذهاب إلى العمل
وعلى الرغم من حركاته الهادئة ، استيقظ يان لان من نومه
قال له شيه يون تشي :
“ ما زال الوقت مبكرًا ، عُد للنوم .”
لكن يان لان هز رأسه ، ثم أبعد البطانية وجلس وأشار :
“ سأتناول الإفطار معك .”
وبينما شيه يون تشي في الحمام يغسل وجهه ويستعد ،
فتح يان لان خزانة الملابس واختار له بدلة رسمية كاملة سوداء بالكامل ،
مع ربطة عنق تناسبها ،
وحتى الحزام انتقاه بعناية ، بمشبك معدني مميز
لفت نظره وجود حروف إنجليزية صغيرة محفورة أسفل مشبك الحزام ،
فبحث عنها بهاتفه بدافع الفضول ،
ليكتشف أنه من علامة تجارية سويسرية ،
وسعره في الموقع الرسمي يتجاوز الثلاثة آلاف
اختفى النعاس المتبقي في جسد يان لان تمامًا عندما رأى
السعر الباهظ لذلك الحزام،
إذ ظل يفكر دون جدوى في الفرق بين هذا الحزام وسواه
من الأحزمة التي تُباع في متاجر الملابس بمئات اليوان فقط،
وبينما كان غارقًا في حيرته ،
كان شيه يون تشي قد أنهى غسيل وجهه وخرج من الحمام
كان شيه يون تشي يفك أزرار بيجامته وهو يلمح الحزام في يد يان لان ،
فتغيرت نظرته قليلًا ، وقال بنبرة هادئة :
“ بدّلها بآخرى .”
استدار يان لان ناحيته بتعجب:
“ لماذا ؟”
رد شيه يون تشي دون تردد:
“ لا يعجبني .”
تحولت علامات الاستفهام في عيني يان لان إلى حيرة أعمق
{ حزام يتجاوز سعره ثلاثة آلاف، لا يعجبك؟
إذًا لماذا اشتريته؟
وهل اقتناؤه لمجرد تزيين الخزانة ؟ }
مدّ يان لان الحزام نحوه وقال :
“ إنه جميل ، مادمت اشتريته فاستعمله .”
لكن شيه يون تشي أصرّ :
“ لا أشعر بالراحة وأنا أرتديه .”
رأى يان لان كيف أعاد شيه يون تشي الحزام الذي ' لا يعجبه
ولا يشعر بالراحة فيه ' إلى الخزانة بعناية ،
ثم أخرج حزامًا آخر يشبهه كثيرًا ،
وعندها فقط ، انتبه يان لان فجأة إلى شيء ما،
فتأمله بهدوء، ثم مرّ بجانبه ودخل الحمام ليغسل وجهه
تناول الاثنان الإفطار سويًّا في الطابق السفلي،
ثم خرج يان لان ليودّع شيه يون تشي عند الباب
وقبل أن يصعد إلى السيارة ، قبّل شيه يون تشي قبلة خفيفة على شفتيه وقال:
“ سأعود مبكرًا اليوم ، وبعد العشاء سأوصلك إلى الجامعة .”
أومأ يان لان برأسه ، وظل يراقبه حتى ركب السيارة وغادر ….
⸻
كان لدى تيانتيان حصة لغة إنجليزية بعد الظهر ،
والمعلّمة هي نفسها التي درّسته من قبل ،
تُدعى ' وِن ' وجهها طفولي مستدير ،
وترتدي نظارة ، وتبدو بخجلها كأنها لا تزال طالبة جامعية ،
رغم أن لديها طفلًا يدرس في الصف الأول الابتدائي
في العطلة الصيفية الماضية ، حين كان يان لان يرافق
تيانتيان، تبادل معها بعض الأحاديث،
وكان يعلم أن ابنها لا يكبر تيانتيان كثيرًا ، لذا اغتنم فرصة
لقائها قبل بداية الدرس ليسألها إن كان ابنها يتدرّب على تحسين الخط
قالت وهي تبتسم :
“ نعم ، المدرسة وزّعت كراسات تدريب ،
وابني يكتب خمس صفحات كل يوم .
هل تيانتيان بدأ في تدريب الخط ؟”
أومأ يان لان :
“ معلّمة اللغة الصينية نصحتنا بأن يبدأ ،
لأن تركيزه ضعيف بعض الشيء .”
عند هذه النقطة ، بدا أن لدى المعلمة وِن الكثير لتقوله عن
ضعف تركيز تيانتيان،
فتغير تعبير وجهها إلى بعض الإحباط:
“ نعم، تيانتيان فعلًا لديه هذه المشكلة .
حين نطلب منه كتابة الكلمات الإنكليزية من الذاكرة ، يبدو وكأنه يفكر ،
لكنه في الواقع يكون شارد الذهن .
تدريب الخط يساعد الأطفال كثيرًا .
وإذا لم تكن تعرف أي نوع من الكراسات تشتري ،
يمكنني لاحقًا أن أُصوّر لك ما يستخدمه ابني ،
فهي متوفرة في المكتبات .”
أومأ يان لان برأسه وشكرها بلغة الإشارة
قبل أن يصبح معلّمًا للفنون لتيانتيان،
لم يكن له احتكاك كبير بالأطفال،
وكان لا يزال يخطو خطواته الأولى في هذا المجال،
يتعلّم ويستكشف بنفسه
وكذلك في علاقته مع شيه يون تشي ،
لم يتوقف يومًا عن التفكير ،
ولم يسمح لنفسه بأن يستسلم كليًّا للمشاعر دون وعي
الحب جميل ، بلا شك ، لكنه قادر أيضًا على أن يُفقد الإنسان ذاته ،
ويجعله غير عقلاني ، بل يصل به إلى حافة الهستيريا أحيانًا
ورغم أن علاقتهما بدأت منذ وقت قصير فقط ،
إلا أن العوائق بدأت تتوالى واحدة تلو الأخرى
هو لا يخشى العقبات ، لكنه أيضًا لا يستطيع التوقف عن التفكير
كلمات يانغ شياولي، والماضي الذي يجهله تمامًا بين ياو جيني وشيه يون تشي،
ومعلمة اللغة الصينية التي تبدو بوضوح أنها تكنّ إعجابًا
بشيه يون تشي،
والفارق الطبقي بينهما،
بل وحتى أن الشيء الوحيد المشترك بينهما هو تيانتيان —
كل هذه الأمور تشغل ذهنه
بعض هذه القضايا كانت موجودة منذ البداية ،
كالفتيات المتميزات اللواتي ينجذبن إلى شيه يون تشي دون توقف ،
أو الفارق الكبير في المستوى المادي
جلس يان لان وحده في غرفة الجلوس لبعض الوقت ،
ثم بدا وكأنه تذكّر شيئًا ، فأخرج هاتفه وبدأ بالبحث
أراد أن يعرف كم يبلغ سعر الكوب الزجاجي على شكل
حيوان الذي أتى به شيه يون تشي من السويد
كان لديه تقدير مسبق في ذهنه ،
وتوقّع أن يكون سعره بضع مئات من اليوان ،
لكن ما إن عثر على المنتج نفسه على أحد تطبيقات التسوّق
حتى أصيب بالدهشة
{ 2188 ؟
كوب زجاجي يقارب سعره الألفين ومئتي يوان ؟!
كوب زجاجي وحزام ، وسيتبخّر راتب موظف عادي لشهر كامل }
لم يستطع يان لان منع نفسه من التفكير
{ كم سأكسب بعد تخرجي بشهر ؟
وهل سأتمكن حينها من شراء حزام بأكثر من ثلاثة آلاف يوان
كهدية لشيه يون تشي ؟ }
تسلّلت الأفكار في رأسه بعيدًا عن المسار ،
حتى بدأ يستغرق في دوامة من ' ماذا لو '
{ ماذا لو أن تيانتيان لم يمرض في تلك الليلة
ولم أضطر للبقاء من أجل رعايته ؟
حينها ،،،،، ما كنت لأقضي تلك الليلة مع شيه يون تشي
وما كان الأخير ليكنّ لي أي مشاعر لمجرد أنني اعتنيت به وهو مخمور …
وإذا تحققت كل هذه الافتراضات ،
فهل كنا لنكون معًا اليوم ؟
من منهما أدنى مني ؟
ياو جيني أم شن يينغ يينغ ؟
كلتاهما شابات ، جميلات ، وموهوبات ،
يتمتعن بصحة تامة وبنية سليمة
شن يينغ يينغ، تحديدًا، تتقن لغة الإشارة،
ويمكنها التواصل مع تيانتيان،
وهي أيضًا زميلة من المدرسة الثانوية نفسها التي تخرّج
منها شيه يون تشي، بل تصغره بعام
والأهم من ذلك كله… أنها معجبة به ….
أما ياو جيني ، فمكانتها أرفع مني في جميع الجوانب
حازت على ثلاث جوائز ذهبية كأفضل ممثلة ،
وهي الوجه الإعلاني لشركة مجوهرات فينوس
ونجمة ذات جماهيرية طاغية
كون شيه يون تشي يوافق على العمل معها ،
فهذا وحده كافٍ ليشعرني بأني لا يمكنني مجاراتها
أحبت تيانتيان وتدلّله ، و اشترت له ألعاب ليغو باهظة الثمن ،
وتعامل شيه يون تشي بلطف
و ربما تهدي حزامًا سعره أكثر من ثلاثة آلاف يوان كما لو أنه
شيء عابر… فما بالك بما هو أكثر من ذلك …..
لو كنت أنا في مكان ياو جيني ، لما تقبّلت الأمر أيضاً
فما الذي أمتلكه أنا ؟
أنا فقط أحب شيه يون تشي ؟ }
بدأ يان لان يجلد نفسه بهذا النوع من التفكير ،
حتى بدأ يتساءل :
{ هل من كان يشتمني على ويبو كان على حق؟
حتى لو لم يكن بالفعل شخصًا دخل بين اثنين،
فما حدث تلك الليلة — حينما تركت نفسي أنجرف مع شيه
يون تشي وهو في حالة سُكر —
أليس يمكن اعتباري أنني استغلّيت شخصًا فاقدًا للسيطرة ؟
هل هذا صائب ؟
على أي أساس بُنيت علاقتنا أصلًا ؟
أو بالأحرى، هل هي علاقة حب فعلًا ؟
شيه يون تشي لم يخبرني يومًا بأنه يحبني … لم يقل حتى ' معجب بك '
أكثر عبارة يرددها هي …. ' أفتقدك ' }
يان لان لم يكن شخصًا ميّالًا للتشاؤم،
لكنّه حقًا لم يرَى أي مستقبل لهما معًا
فهو وش يه يون تشي، يسيران في علاقة ضبابية،
وعاجلًا أم آجلًا، لا بدّ أن يصلا إلى طريق مسدود
و دون أن يشعر ، كان قد بلغ حدّه —— ،
ووترٌ خفيّ في أعماقه مشدود حتى أقصى توتر ——— ،
حتى أنه لم ينتبه إلى مرور الوقت —— ،
لا يدري كم مرّ عليه ، لكن الشمس في الخارج كانت على وشك المغيب
وصوت محرّك السيارة المألوف بدأ يقترب شيئًا فشيئًا —— ،
بشكل لا إرادي، نهض يان لان من مكانه وتوجّه إلى الباب،
وما إن فتحه حتى رأى شيه يون تشي يخرج من السيارة
حاملاً باقة زهور في يده
لكنه لم يكد يفرح، حتى ظهرت شخصية لم يكن ينبغي لها أن تكون هناك
شن يينغ يينغ، هي الأخرى كانت تحمل باقة زهور ،
نزلت من الجهة الأخرى ،
ودارت حول السيارة باتجاهه —— ،
وفي تلك اللحظة…
ذلك الوتر المشدود في قلب يان لان،
انقطع أخيرًا —— ،
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق