القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 | IOWY

 Ch33 | IOWY



تسبّب الفيديو الذي أُهين فيه يان لان علنًا بصدمة كبيرة 

لشيه يون تشي ——


فطوال اليوم في العمل ، كلما توقّف عن الانشغال بأمرٍ ما، 

عادت إلى ذهنه صورة يان لان وهو يتعرّض للتنمر ، 

ليغرق قلبه في شعور لاذع كالخَلّ، مؤلم وحارق


كان يشتاق لرؤيته بشدّة ، لكن جزءًا منه كان مترددًا ، 

كأنه لا يجرؤ على لقائه


وبعد يومٍ من الاضطراب والقلق ، 

ما إن دقّت الساعة السادسة مساءً ، وغادر المكتب ، 

حتى غلبه الشوق ، فأمر السائق بالتوجّه إلى كلية الفنون


وفي زحام الذروة المسائية ، 

أخرج شيه يون تشي هاتفه وأرسل رسالة على ويتشات:


[ مومو هل أنت في السكن ؟]


[ نعم، أشاهد مسلسلًا مع لي لي .]


[ أي مسلسل ؟]


[ من نوع الدراما العاطفية المعاصرة ، 

المسلسل الرائج حاليًا .]


[ هل هو ممتع ؟]


توقّف يان لان عند الرسالة الأخيرة ، ورفع حاجبه بدهشة


بدا الأمر وكأن شيه يون تشي يحاول جاهدًا إيجاد أي 

موضوع لفتح الحديث، وهذا لا يشبهه


[ لا بأس ، البطل وسيم .]


[ ولماذا تحديدًا تمدح البطل ؟]


[ والبطلة جميلة أيضًا .]


تنهد شيه يون تشي بغيظ ، 

ولم يكن يرغب في مواصلة هذا النوع من الحديث


[ أفتقدك كثيرًا يا مومو ، ألا تشتاق إلي ؟]


[ لكننا التقينا أمس فقط .]


[ ذاك كان منذ وقتٍ طويل.]


[ طويل ؟ حقًا؟ ]

 

[ نعم ، والآن الزحام خفّ، أنا على وشك الوصول .]


يان لان : […] 


يان لان : [ إلى أين ؟ البوابة الجنوبية ؟ ]


[ بالضبط ، انزل بسرعة .]


أغلق يان لان المحادثة بسرعة ، 

وفتح دردشة جديدة مع لين جيانشينغ:


[ يا الكوهاي أحتاج إلى خدمة منك ]


[ تفضل سينباي ، أأمرني فقظ ]


[ هل أنت متفرغ الآن ؟]


[ متفرغ تمامًا .]


[ الأمر كالتالي ، حبيبي أخبرني فجأة أنه قادم الآن إلى الكلية . 

كنت قد أخبرته سابقًا أن لفائف الجبن واللحم البقري 

التي تُباع في مطعمنا الثالث شهية جدًا ، 

وبما أنه نادرًا يزور المكان ، أريد أن أجعله يتذوقها . 

لكن الذهاب من سكني إلى المطعم ثم إلى البوابة 

الجنوبية سيكون متعبًا بعض الشيء . 

أتذكر أن سكن طلابكم قريب من المطعم الثالث ، 

هل يمكنك شراؤها وإحضارها لي تحت أشجار الجاكاراندا؟]


[ أكيد ، أنا ذاهب حالًا .]


[ شكرًا لك!]


[ لا شكر على واجب ، فهي فعلًا شهية ، أنا أيضًا أحبها، 

سأشتري واحدة لي كذلك ، ههههه.]


أرسل له يان لان مبلغًا يكفي لشراء ثلاث وجبات :


[ الوجبة عليّ من هذا السينباي .]


[ شكرًا يا رئييييس يااان !]


أغلق يان لان الهاتف ، وتوجّه بسرعة إلى الحمام ، 

غسل وجهه ، وسرّح شعره قليلًا ، 

وبدّل ملابسه إلى تيشيرت جديد


نظر إليه يانغ شياولي باستغراب من تصرّفاته العجولة ، وسأله :

“ إلى أين تذهب بهذه السرعة ؟”


فتح يان لان دفتره وكتب بسرعة :

[ يون تشي قادم .]


ردّ عليه يانغ شياولي مطمئنًا وكأن الأمر بات مفهومًا تمامًا:

“ آه، فهمت، اذهب اذهب~”


أسرع يان لان بالخروج، يركض بخفة نزولًا من المبنى، 

متجّهًا نحو البوابة الجنوبية


وعندما أصبحت أشجار الجاكاراندا قريبة من الأفق، 

أبطأ خطواته، 

ثم توقّف عند عمود إنارة يلهث قليلًا ليلتقط أنفاسه


فتح هاتفه ليتأكد من موقع شيه يون تشي، 

فوجد رسالة تقول أنه يستطيع الآن رؤية الكلية ، 

وأنه سيصل خلال دقائق


شعر يان لان بشيء من التوتر ، 

لكن لين جيانشينغ لم يصل بعد ، 

ولم يكن من المناسب أن يلحّ عليه ، فاضطر إلى الانتظار


وبعد نحو عشر دقائق، ظهر لين جيانشينغ من بعيد يركض 

وفي يده كيس، وهو يهتف :

“ سينبااااااي !”


لوّح له يان لان بحماس ، ومشى نحوه من تحت عمود 

الإنارة ، وأخذ منه الكيس


وقف لين جيانشينغ يستند على ركبتيه يلتقط أنفاسه ، 

ثم قال ضاحكًا وهو يلهث :

“ منذ زمن لم أركض بهذه السرعة… كدت أحرج نفسي .”


ضحك يان لان عليه ، ورفع له إبهامه مشيرًا بإعجاب ، 

ثم أشار بيده نحو البوابة الجنوبية


فهم لين جيانشينغ الإشارة بشكل مدهش وقال:

“ تمام ، سأرافقك قليلًا .”


كانا يسيران جنبًا إلى جنب تحت ظلال الأشجار ، 

وبعد مسافة قصيرة من الصمت ، 

عبث لين جيانشينغ رأسه بارتباك وقال :

“ في الحقيقة ، أنا مصدوم جدًا… لم أتوقع أن يكون هو

ذلك الشخص ، هو شيه يون تشي نفسه .”


استدار يان لان نحوه وابتسم له ابتسامة خفيفة


هزّ لين جيانشينغ كتفيه بحرج وقال:

“ أنا نادرًا أستخدم مواقع التواصل، ولست ضد المِثليين على الإطلاق . 

بصراحة، أعتقد أنكما مناسبان تمامًا لبعضكما . 

في ذلك اليوم في الكواليس ، حين مدّ يده ليسندك ، 

شعرت بالأمر حينها… كما أن نظرته نحوي لا زالت عالقة في 

ذهني… كانت باردة جدًا…”


لم يُجبه يان لان، بل اكتفى بالابتسام


راح لين جيانشينغ يبحث عن أي موضوع ليكسر الصمت:

“ على كل حال، لا تُشغل بالك كثيرًا بكلام أولئك الناس . 

هم فقط… معقّدون نفسيًا ، يفكرون أكثر من اللازم . 

لو فكرنا منطقيًا، هذا أمر يخصكما أنتما فقط ، 

لا علاقة لأحد به

وإن كان البعض ينكر وجود الحب فقط بسبب فرق الوضع 

الاجتماعي، فذلك في رأيي تسرّع وظلم كبير .”


وبينما يتحدث، كان الاثنان قد وصلا إلى بوابة السحب الكهربائية


لم يكن يان لان ينوي التدقيق ، 

لكنه لمح من طرف عينه تلك السيارة البنتلي السوداء 

الواقفة بالخارج ، ورأى شيه يون تشي واقفًا بجوارها


التفت يان لان إلى لين جيانشينغ ولوّح له بيده ، 

وبدأ يتراجع إلى الخلف وكأنه لا يزال ينصت إليه ، 

خطوتين أو ثلاثًا ، ثم استدار تمامًا—ليجد أن شيه يون تشي 

قد ترك مكانه وبدأ يسرع في اتجاهه


توقف يان لان في مكانه مذهولًا ، وقد تجمدت قدماه عن الحركة


نظر إليه مشدوهًا وهو يقترب منه بوجه متجهّم، وما إن 

وصل أمامه حتى مدّ يده وأمسك بمعصمه، 

وسحبه نحو السيارة دون أن ينبس بكلمة


فتح الباب الخلفي وأشار له بالدخول أولًا ، 

ثم تبعه إلى الداخل ، 

ثم قال للسائق بصوت حازم :

“ اخرج قليلاً "


وكان السائق يتمنى ذلك أصلًا ~~~


وما إن ابتعد السائق ، حتى بقي الاثنان وحدهما داخل السيارة


وجد يان لان نفسه مضغوطًا في المقعد لدرجة أنه كاد يستلقي، 

ينظر بدهشة واستغراب نحو شيه يون تشي، 

وكأن علامة استفهام كبيرة ترتسم فوق رأسه


أنزل شيه يون تشي رأسه ناظرًا إلى الكيس البلاستيكي 

المحشور بينهما وسأل بلهجة متجهمة:

“ ما هذا ؟”


اعتدل يان لان قليلًا وهو يستند إلى المقعد ، 

ثم حرّك يده مشيرًا :

[ الكوهاي اشتراه لي، يقول إنه لذيذ .]


خطف شيه يون تشي الكيس وألقاه إلى الخلف دون تردد:

“ ممنوع تأكل شيئًا أعطاك إياه غيري .”


تبعته نظرات يان لان تلقائيًا نحو الكيس، 

لكن شيه يون تشي حرّك رأسه ومال بوجهه ليحجب عنه 

الرؤية قائلًا بصرامة :

“ ولا تنظر فيه حتى.”


أظهر يان لان تعبيرًا ملؤه العجز والامتعاض، وأشار بمعنى:

[ لا تُهدر الطعام .]


شيه يون تشي ببرود :

“ لن نُهدره . سأعطيه للسائق .”



بعد أن أنهى حديثه ، استدار شيه يون تشي والتقط الكيس من المقعد ، 

ثم أنزل نافذة السيارة وسلّمه بسرعة للسائق الذي كان 

ينتظر في الخارج


سرعته في ذلك أوحت وكأنه يخشى أن يتأخر أكثر 

فيسهو يان لان ويبدأ بالتفكير فيه مجددًا


نظر يان لان عن قصد من خلفه عبر نافذة السيارة ، 

وبدا عليه الأسف :

[ كنت أريد تذوقه ، فيه حشوة جبن .]


مد شيه يون تشي يده وأمسك بمعصمه ، 

ثم اقترب منه ليعض شفتيه عضة خفيفة وقال:

“ إذا كنت تحب الجبن ، سأشتري لك. 

سآمر بشحنه جوًّا من إيطاليا ، أي كمية تريدها ستحصل عليها !!! ”


لكن يان لان شعر بألم بسيط من العضة ، 

فأدار وجهه جانبًا محاولًا تفاديه


وما إن فعل ذلك، حتى هبط قلب شيه يون تشي فجأة ، 

وكأن شيئًا ثقيلًا هوى بداخله ، 

ثم عاوده القلق ، فقبّله هذه المرة بقوة أكبر ، 

ولسانه اقتحم فمه الرطب الدافئ بقوة ، 

يُقبّله حتى أربكه وأذهله ، 

ثم سحبه ليجلس على فخذيه


وبينما يرفع وجهه ويواصل التهام شفتيه بشغف ، 

همس له بصوت خافت :

“ لا تتهرّب ، لن أعضّك بعد الآن ”


أمسك يان لان بكتفيه بكلتا يديه ،  

وعيناه تلمعان بدموع خفيفة عند الأطراف ، 

انحنى برأسه ليسهل عليه التقبيل ، 

وفتح فمه من تلقاء نفسه… كان مطيعًا بدرجة مدهشة


في تلك اللحظة ، فقط بدأ قلب شيه يون تشي يستعيد 

هدوءه المضطرب ، 

فعانقه إلى صدره بقوة ، وقرب وجهه بخدّه بمحبّة وهمس :

“ مومو… هل هناك من يضايقك في الجامعة ؟”


هزّ يان لان رأسه نافيًا


شيه يون تشي قرّب أنفه من أنفه ، 

ونظر في عينيه بهدوء وسأل :

“ حقًا لا أحد؟”


تردد يان لان قليلًا ، ثم لا هزّ رأسه ولا أومأ ، 

بل أخرج هاتفه وكتب :

[ حتى لو حدث ، لا بأس… 

لديّ لي لي و الكوهاي ، هما دائمًا يساعداني .]


قرأ شيه يون تشي تلك السطور القصيرة ، 

فكأن صدره ضاق فجأة وكأن صخرة هبطت عليه ، 

فقال بصوت متهدّج  :

“ وأنا أيضًا سأساعدك . 

سأوظف لك حارسًا شخصيًا، يلازمك لحمايتك طوال الوقت .”


نظر إليه يان لان، وفهم فجأة أن شيه يون تشي قد اطّلع على 

ما حدث في الكافتيريا


لم يكن هناك أي تفسير آخر يبرر انفعاله الغريب بهذا الشكل


فكّر قليلًا، ثم خفّض رأسه وكتب:

[ لا يجوز ذلك. الكل يكرهني أساسًا ، ولو عرفوا أنك عيّنت 

لي حارسًا شخصيًا، فسوف أكون على ترند الشتائم من 

جديد ، وجامعتنا أصلًا لا تسمح بدخول أشخاص من خارج الجامعة .]


في تلك اللحظة شعر شيه يون تشي بعجز هائل


اكتشف ، ولأول مرة ، أنه مهما حاول أن يفعل شيئًا ، 

فإن من يدفع الثمن في النهاية هو يان لان


هذا الشعور هزّه بعنف ، 

وأيقظ في داخله نوعًا من الندم العميق


بدأ يفكر:

{ هل كان قراره في الماضي ، حين استغليت علاقتي المزيّفة 

مع ياو جيني في ترويج علاقة حب مفتعلة لزيادة شهرة 

علامة فينوس للمجوهرات… كان ذلك خطأ ؟


ربما حققت لنا تلك الحيلة مكاسب لا تُحصى ، 

لكن النتائج العكسية التي طالت كلًا مننا لم تكن أقل قسوة، 

بل كانت متناسبة مع المكاسب نفسها — 

نتائج دفعتنا الآن للشعور بالندم … }




كانت ياو جيني قد وقعت فعلًا في الحب ،  

رغم أن العلاقة كانت في الأصل مجرّد تمثيلية


أما شيه يون تشي، فقد تسبب هو الآخر بسبب تلك 

الشائعات التي كانت مبهمة بين الحقيقة والتمثيل في 

إحراج الشخص الذي يحبّه حقًا


يان لان لم يفعل شيئًا خاطئًا، 

وبرغم كل محاولات التوضيح والإفصاح العلني، 

لا يزال الناس يجدون دومًا سبلًا جديدة لإيذائه واتهامه


ومهما بلغ شيه يون تشي من الغنى والنفوذ ، 

فلن يتمكن أبدًا من إسكات أفواه الجميع


ولم يكن هناك عقابٌ أشد من هذا… 

أن يتحمّل يان لان وحده كل هذا الألم نيابةً عنه ——


لكن الآن وقد وقع ما وقع ، 

فإن الندم لم يعد نافعًا ، ولا يمكن إعادة عقارب الساعة


ما يستطيع فعله الآن هو أن يتعلم من كل ذلك ، 

و أن يتوقف عن الاكتفاء بالنظر إلى النتائج دون الالتفات إلى 

تفاصيل المسار ، 


أن يكفّ عن تجاهل وضع يان لان ، 

هذا الشاب الذي يقف في موضع هشّ سهل الانكسار


إذا لم يفكر شيه يون تشي من أجله أكثر ، 

و إذا بقي ينظر فقط من زاويته الخاصة ، 

فإن يان لان سيظل يُؤذى ويُهان ويُقهر في أماكن لا يراها أحد


إن هذا العبء الخارجي كان لا بد أن يقع على أحد الطرفين، 

وإن لم يشعر به هو، فهذا يعني أنه كلّه قد وقع على كاهل يان لان


تمتم شيه يون تشي لنفسه بصوت منخفض وهو يعانقه بشدة :

“ لا بد من وجود حلّ ، حتمًا هناك حلّ "



قضى يان لان قرابة نصف ساعة في سيارة شيه يون تشي


أما السائق، فقد جلس بالخارج يقتل الوقت بلعب “لعبة المطابقة”، 

ولما أخيرًا رأى الاثنين يخرجان من السيارة ، 

أسرع يخفي هاتفه ويقترب 


شيه يون تشي وقف بجانب السيارة يحدّق في ظهر يان لان بصمت ، 

يراقبه وهو يعبر بوابة السكن الآليّة ويدخل حتى اختفى عن الأنظار ،


وفور اختفائه ، هجمت عليه موجة شوق عارمة ، عجز عن كبتها


أراد أن يبقى يراه ، كل لحظة ، كل ثانية


————


وفي الجهة الأخرى ، 

كان يان لان يسير نحو السكن الجامعي مطأطئ الرأس، 

وعيناه تفكران بعمق



لم يكن مستغربًا له أن شيه يون تشي قد علم بما حدث في الكافتيريا، 

فهناك الكثير ممن كانوا حاضرين، وبعضهم صوروا الموقف، 

وانتشار الفيديو على الإنترنت كان مجرد مسألة وقت، 

ومن ثم وصوله إلى شيه يون تشي كان أمرًا محتومًا


وبناءً على رد فعله قبل قليل، 

فمن الواضح أن وجود لين جيانشينغ الليلة كان مثمرًا


كان هناك شيء من الألم في قلب يان لان


لكنه مع ذلك كان يدرك أن ما فعله ضروري —- ، 

من أجله ، ومن أجل شيه يون تشي كذلك —- ،


فهما ليسا كغيرهما ، علاقتهما تطورت بسرعة مدهشة ، 

ومع ذلك ففترة تعارفهما ما زالت قصيرة ، 

وأيضًا الفجوة الكبيرة في المكانة الاجتماعية بينهما أدت إلى 

نتيجة حتمية: الطرف الأضعف يتحمّل كل شيء ——-


وهذا أمر غير مقبول


يان لان لا يرى نفسه هشًّا ، لكنه أيضًا ليس فولاذًا لا يُكسر


ولكي يدرك شيه يون تشي هذه الحقيقة ، 

عليه أن يكون حازمًا في بعض الأحيان ، 

حتى وإن كان الحزم موجعًا


فقط بهذه الطريقة ، يمكن لعلاقتهما أن تمتلك مستقبلًا


أما الانفصال ، فهو أمر غير وارد


لكن كل من يحوم حول شيه يون تشي من نساء وعلاقات 

مشبوهة ، فلا بد من قطعهم من الجذور


فكما يستعمل هو أساليب حادّة ، على يان لان أن يردّ عليه 

بأسلوبه نفسه


هكذا فقط سيفهم شيه يون تشي كم أن يان لان يغار…

وكم هو مهمّ لديه أن يفهم بأنه مهمّ ——



منذ تلك الليلة ، 

بدأ يان لان يعامل شيه يون تشي ببرود من حين لآخر ، 

فـ مرة يُقبل عليه و مرة يُعرض عنه ، 

ويؤخر ردوده على رسائله في ويتشات لساعات ، 

بل ويبدو أحيانًا أن نبرته تحمل شيئًا من البرود أو اللامبالاة


[مومو هل تناولت الطعام؟]


ردّ يان لان بعد ساعتين : [ نعم ، أكلت .]


[مومو، ماذا تفعل الآن ؟]


[ أقرأ كتاب ، وأنت ؟]


[ أستعد لاجتماع .]


لكن يان لان لم يُكمل الحديث


أنهى شيه يون تشي اجتماعه ، 

وعاد إلى شاشة الدردشة الباردة في هاتفه ، 

عاجزًا عن كبح تساؤلاته 

{ لماذا لا يرد يان لان ؟

هل هو مشغول فعلًا في الجامعة ؟


هل الدراسة فقط هي ما يشغله… أم شخص آخر؟ }


[ مومو ؟]


[ نعم ، أنا هنا ، 

كنت ألعب الريشة مع الأخ جين شينغ .]


[ الأخ جين شينغ ؟]


[ الذي مثّل دور الأمير ، رأيته من قبل .]


[ أنتم مقرّبان ؟]


فتح يان لان الكتاب الذي كان يدرسه ، وأجاب بجدية :

[ نعم ، لقد ساعدني كثيرًا . نحن صديقان .]


ظل شيه يون تشي يحدّق في هاتين الجملتين، 

وشعر بانقباض مزعج لا يزول


ثم أنهى يان لان المحادثة سريعًا :

[ سنتحدث لاحقًا .]


وبعد أن أرسل الرسالة ، أغلق هاتفه ، وأخذ قلمه ليكمل دراسته


في تلك اللحظة فقط ، أدرك شيه يون تشي شيئًا جوهريًا، 

تأخّر كثيرًا في ملاحظته —

{ إذا كانت علاقة يان لان بي تحمل هذا القدر من الضغط 

منذ بدايتها ، فلماذا يستمر فيها أصلًا ؟


يان لان كان محط أنظار الكثيرين في الماضي ، 

ولم أكن خياره الوحيد …..


بكلمات أوضح : ليس مضطرًا لأن يحبني …


إن ظهر شخصٌ آخر —أفضل مني ، أحنّ عليه ، 

ويحسن إليه دون أن يثقل عليه أو يعرّضه للنقد أو الأذى—

فمن الطبيعي تمامًا أن يقع يان لان في حب ذلك الشخص


ويبدو أن هذا ' الشخص ' قد ظهر بالفعل…


يتقرب من يان لان خفية ، 

متخفّيًا تحت اسم “أخيه في الكية”، وصِفة “الصديق”، 

ليحميه… بل وربما ليخطفه مني !!!!! }


قبضةٌ خفيّة من الهلع أمسكت بقلب شيه يون تشي


رغم أن ملامحه ظلت باردة ، 

إلا أن أعماقه صارت مضطربة ، مشتت ، فقد الثقة 

لأنه يعلم أنه إن تغيّر قلب يان لان ، 

فهو عاجز عن استرجاعه


كل ما قد يفعله هو أن يُغضبه أكثر ، أو يُخيب أمله


{ يان لان أحبني لأنه التقاني قبل خمس سنوات…


تلك الذكرى التي نسيتها ، وكانت السبب الوحيد في أن يان لان أحبّني ،

لكن ….

هل شيه يون تشي الحالي ما يزال هو نفسه ذلك الشخص من خمس سنوات ؟


هل الصورة التي يحملها يان لان عني في ذاكرته لا تزال مطابقة للواقع ؟


وإن لم تكن كذلك… فهل سيستمر في حبي ؟ }


كل سؤالٍ يطرحه على نفسه جعل قلبه يزداد ثقلًا


لم يتمالك نفسه ، فعاد إلى محادثة ويتشات، وكتب له:


[ مومو هل لديك وقت غدًا ؟]


بعد عدّة دقائق ، تلقّى شيه يون تشي الرد:


[ نعم ، بعد الرابعة لدي وقت ، 

لكني سبق أن اتفقت مع أحدهم على مشاهدة فيلم .]


شعر شيه يون تشي بانقباض في صدره ، وأسرع في كتابة الرد :


[ معلمة اللغة الصينية الجديدة لتيانتيان تم اختيار مرشحة مناسبة لها .]


[ بهذه السرعة ؟]


[ نعم ، ستأتي إلى الشركة غدًا بعد الظهر 

هل تود الحضور ؟]


[ في هذه الحالة ، سأُلغِي تذاكر الفيلم ، وسآتي .]


[ حسنًا ، سأطلب من السائق أن يأتي ليُقلك.]


[ حسنًا .]


ما إن وضع هاتفه ، حتى أخذ سماعة الهاتف الأرضي على مكتبه ، 

واتصل بالسكرتير لين وطلب منه الحضور فورًا


دخل السكرتير ، فسأله شيه يون تشي مباشرةً :

“ كيف تسير مقابلات معلمة اللغة الصينية لتيانتيان؟”


ظهر الحرج على وجه السكرتير لين وقال :

“ السيد شيه، لم نجد بعد مرشحة مناسبة تمامًا ، 

توجد فتاة مؤهلاتها جيدة من كل النواحي ، 

لكن شخصيتها هادئة ، 

وقد لا تكون قادرة على السيطرة على تيانتيان.”


قال شيه يون تشي بحسم:

“ اختاروها . لتأتِ غدًا بعد الرابعة مساءً .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي