القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch34 | IOWY

Ch34 | IOWY



في اليوم التالي ،

خصّص يان لان بعض الوقت لترتيب مظهره استعدادًا للقاء 

معلمة تيانتيان الجديدة في فترة ما بعد الظهر


ارتدى سترة قطنية بلون أصفر حليبي التي اشتراها سابقاً ، 

وبما أن بشرته تميل للبياض ، فقد بدت عليه الألوان الزاهية 

جذّابة للغاية ، 

مما زاد من إشراق وجهه وأضفى عليه حيوية لافتة


يانغ شياولي ظل يراقبه وهو يومئ برأسه مرارًا قائلاً بمزاح:

“ وااااو وااو وااو ستجعل رئيسنا شيه يموت من الغيرة .”


لم يستطع يان لان كتم ضحكته من نبرة صديقه المازحة


ثم أضاف يانغ شياولي:

“ الميدالية… تريد أخذها معك ؟”


فكر يان لان للحظة ، ثم أومأ برأسه وعلّق ميدالية المفاتيح 

على سحّاب حقيبته القماشية


وعند الساعة الرابعة تمامًا ، 

خرج من البوابة الجنوبية للجامعة ، 

فرأى سيارة بنتلي سوداء بانتظاره


السائق الذي أصبح يعرفه جيدًا ناوله كيسًا ورقيًا عليه شعار مقهى

قال له:

“ الأستاذ يان، هذه شاي العصر ، أوصى به السيد شيه خصيصًا لك.”


فتح يان لان الكيس ووجد فيه كوب لاتيه خالٍ من الثلج 

و”شو بوف” كبير بحشوة كريمة المانجو، بحجم قبضة اليد


وبما أن شيه يون تشي لا يزال في الشركة ، 

ومدرّسة تيانتيان الجديدة ستقابله هناك مباشرة ، 

فقد اتجه السائق به إلى المقرّ الرئيسي لشركة فينوس 

للمجوهرات في وسط المدينة


كان يان لان يمرّ أمام هذا المقر كثيرًا من قبل، 

وكثيرًا ما كانت تلك البناية اللامعة تلفت انتباهه


لم يكن ليتخيل حينها أنه في يوم من الأيام سيدخل إليها كضيف مهم


عند وصولهم إلى المواقف تحت الأرض ، 

كان المساعد شياو تشانغ بانتظاره هناك،  

ليصطحبه إلى مكتب شيه يون تشي في الطابق الأعلى


قال له شياو تشانغ بلطف:

“ الأستاذ يان .. السيد شيه لا يزال في اجتماع ، 

وقد تحتاج إلى انتظاره قليلًا .”


أومأ يان لان بصمت ووقف في زاوية المصعد بهدوء


صعد المصعد بهم مباشرة إلى الطابق العلوي


وعندما صدح صوت - دينغ - انفتح الباب على مساحة 

مكتبية واسعة وعصرية بتصميم أنيق ونظيف ، 

أبهرت يان لان ببساطتها واتساعها


المكان كان أكبر مما تصوّر ،  

وبدت حركة الموظفين فيه قليلة ، 

فلم يرَى سوى رؤوسًا منكفئة على مكاتبها بتركيز


قال له شياو تشانغ:

“ من هنا أستاذ يان.”


أعاد يان لان نظره من أنحاء المكتب وتبع المساعد حتى 

وصلا إلى باب مكتب واسع


فتح له الباب قائلاً :

“ هذا مكتب السيد شيه، يمكنك الانتظار فيه "


تردّد يان لان لحظة ، ثم خطا إلى الداخل


كان المكتب يعكس تمامًا شخصية شيه يون تشي 

تصميم بسيط، عملي، وأنيق، يتّسم بالحزم والاحتراف، 

تمامًا كما كان يتخيّله حين سمع لأول مرة بلقب “الرئيس التنفيذي”


المكتب الفسيح يضمّ جدارًا كاملًا من النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف، 

وأريكة جلدية سوداء أنيقة، 

ومكتب عمل كبير

بخلاف ذلك، لا توجد أي تفاصيل زائدة أو زخارف


عندما دخل يان لان، شعر بشيء من الارتباك، 

لم يعرف أين يضع يديه أو كيف يتصرّف


تردد قليلًا واقفًا في مكانه، 

ثم تقدّم وجلس بهدوء على طرف الأريكة، ينتظر بصبر


مرّت أكثر من عشر دقائق حتى فُتح باب المكتب أخيرًا


دخل شيه يون تشي مرتديًا بدلة سوداء رسمية، 

وما إن التقت عيناه بعيني يان لان حتى ذاب الجمود عن 

ملامحه ، وارتسمت على وجهه ابتسامة دافئة


ما إن نهض يان لان من على الأريكة حتى اندفع شيه يون 

تشي نحوه واحتضنه بشوق


قال وهو يميل ليُقبل شفتيه:

“ آسف على تأخري مومو "


نظر يان لان بخجل إلى الأشخاص الذين دخلوا خلفه، 

واحمرّت وجنتاه، 

شاعِرًا بعدم الارتياح لإظهار هذا القدر من الحميمية أمام الآخرين


قال شيه يون تشي وهو يبتعد قليلًا:

“ لا يزال لدي بعض العمل ، 

بعد أن أنتهي سأدعُ المعلمة الجديدة للدخول ، 

ونقابلها معها سويًا .”


أومأ يان لان وجلس من جديد ، 

يتأمل شيه يون تشي وهو يتجه إلى مكتبه


ذاك الوجه الذي كان دافئًا ولطيفًا قبل لحظات، 

عاد الآن إلى حالته الجادة الصارمة


حواجبه المشدودة ونظرته العميقة منحتاه هيبة طبيعية 

دون أن يضطر للتكلّف


في لحظة ، بدا وكأن شيه يون تشي دخل شخصية ' الرئيس 

التنفيذي ' بكل ما فيها من برود واحتراف ، 

وهو تمامًا كما يتخيّله الناس في الخارج — وليس كما يتذكّره يان لان


كان يان لان دائمًا لا يحب ذلك الجانب المتحفّظ من شيه يون تشي ، 

فذلك الـ  ' شيه يون تشي ' الذي قابله قبل سنوات ،  

عندما كان لا يزال مراهقًا ، 

لم يكن يومًا يُشعرك بالمسافة أو الغموض 

كان نسخةً فريدة ، ثمينة ، يحتفظ بها في قلبه وحده


مرّت قرابة عشر دقائق، 

وبدأ موظفو المكتب ينسحبون واحدًا تلو الآخر


وبعد خروج آخر شخص، وضع شيه يون تشي ما بيده ، 

وأدار كرسيّه نحو يان لان، ثم ربت على فخذه وقال:


“ مومو .. تعالَ ، دعني أعانقك .”


نهض يان لان مطيعًا ، وجلس بجانبه على ساقه ، 

يلف ذراعه حول عنقه


قال شيه يون تشي وهو يتأمله :

“ هذا اللون يناسبك كثيرًا ، يشبه لون بطة صغيرة… 

أصفر حليبي "


ثم دفن وجهه في عنق يان لان ، يتنشق بهدوء رائحته ويستشعر دفء جسده


يان لان رفع حاجبيه في حيرة ودفعه قليلًا وهو يسأله:

“ بطة صغيرة؟ لماذا ؟”


قال شيه يون تشي وهو يضحك:

“ فقط خطر ببالي بطة صفراء صغيرة ، ليست لعبة الاستحمام أقصد البطة الحقيقية ،،

هل رأيت واحدة من قبل ؟ 

ريشها ناعم ومنفوش ، لطيفة جدًا .”


رفع يان لان حاجبًا خفيفًا بدهشة


قبّل شيه يون تشي قبلة على شفتيه ضاحكًا وقال:

“ كنت أمدحك ، هذا اللون المشرق يليق بك كثيرًا . 

لم أرك ترتدي مثل هذا اللون من قبل .”


سحب يان لان يده وأجاب : " لأنني لم أشترِيه بنفسي "


: “ لم تشترِيه ؟”


أومأ يان لان برأسه: " إنه هدية ، من شخص آخر "


تجمّد شيه يون تشي لحظة ثم سأل: “ من زميل السكن؟”


هزّ يان لان رأسه نافيًا


عندها انعقد حاجبا شيه يون تشي بانزعاج ، 

ثم أمسك بمعصمه وأوقفه ، 

وأداره دورة خفيفة كأنهما يرقصان ، يتفحّص مظهره جيدًا ، 

وكلما نظر إليه شعر أن الأمر غير مريح


{ فالسترة ملائمة تمامًا 

ومَن يختار له ملابس بهذه الدقة يعني يعرف مقاس يان لان تحديدًا  ! }


: “ من الذي أعطاك إيّاها ؟ ذلك الكوهاي  ؟”


أومأ يان لان برأسه ، ثم ذهب إلى الأريكة وأخذ الحقيبة القماشية ، 

وأراه الزينة المعدنية المعلقة عليها على شكل نجمة مجوفة ، 

موضحًا بالإشارة : " هذه هدية شكر بعد مشاركتي في برنامجهم "


بالنسبة إلى شيه يون تشي، بدا هذا التبرير ضعيفًا


فأولًا، حفل الترحيب ذاك كان قبل عطلة اليوم الوطني ،

وإن أرادوا إرسال هدية شكر، فلا ينبغي أن يتأخروا كل هذه المدة


وثانيًا، هاتان “الهديتان” بحد ذاتهما غير عاديتين


سواء كانت الزينة ذات الرمزية المرتبطة بالشخص اللامع ، 

أو هذه السترة المتقنة القياس ، 

فكل شيء فيهما يحمل دلالة غامضة لا تخلو من تلميح عاطفي 


ولم يكن ذلك شعورًا وهميًا لديه، ولا مجرّد شكوك عابرة، بل يقين


لكن يان لان بدا غافلًا تمامًا عن صمت شيه يون تشي الغريب


وضع الحقيبة جانبًا، وعدّل كمّ السترة بابتسامة، ثم أشار بمرح:

" أنا أحببت هذه الهدية ، وأنت قلت إنها جميلة ، 

ولي لي أيضًا قال ذلك "


قال شيه يون تشي بوجه عابس:

“ أنا لم أقل إنها جميلة .”


نظر إليه يان لان باستغراب : " لكنك قلت ذلك للتو "


: “ قلت إنها تليق بك، لم أقل إنها جميلة . 

والآن لا أراها تليق بك أصلًا ! ” قالها بوجه عابس مظلم ، 

ثم أضاف بصوت محموم بعض الشيء :

“ هل تفعل هذا انتقامًا مني ؟”


أظهر يان لان ملامح حيرة : " لماذا أنتقم منك ؟ "


: “ لأني لم أتخلص مبكرًا من الحزام وربطة العنق التي 

أهدتني إياها جيني "


هزّ يان لان رأسه نافيًا


: “ إذًا لماذا ؟ 

لماذا ترتدي ملابس أهداها لك رجل آخر لتأتي وتلقاني بها؟”


أجاب يان لان بالإشارة : " إنها مجرد هدية صداقة ، 

هدية شكر لا أكثر "


ثبت شيه يون تشي نظره عليه ، 

وكلما نظر أكثر ازداد شعوره بالضيق من هذه السترة وكأنها تخدش عينيه


قال بصوت منخفض حازم :

“ اخلعها "


هزّ يان لان رأسه رافضًا


في تلك اللحظة ، اشتدّ عبوس شيه يون تشي، 

ومدّ ذراعيه ليحتضنه، 

لكن يان لان الذي استشعر الحركة بسرعة، تفاداه ببراعة، 


ولم يكتفِ بذلك، بل استدار وركض مبتعدًا


ومع ردة فعل تلقائية ، اندفع شيه يون تشي خلفه


وبدأ الاثنان يدوران حول الأريكة في مطاردة سريعة، 

وكلما حاول شيه يون تشي الإمساك به كان يفوته بلحظة قصيرة


وفّر له هذا المكتب الفسيح والخاص بيئة مثالية للمناورة


كان يان لان يركض بخفة كأنه ثعلب ، 

يتنقل بذكاء بين الأريكة والمكتب ، 

دون أن يصطدم بشيء ، 

يراوغ شيه يون تشي بمرونة لا تُضاهى


لكن لم يمضِ وقت طويل حتى أمسك به


احتضنه شيه يون تشي دون أن يبدو عليه التعب ، 

وجلس به على الأريكة ، وبلحظات معدودة خلع عنه السترة 

الصفراء الفاتحة ورماها خلفه بلا اهتمام ، 

ثم شدّه إليه مانعًا إياه من الذهاب لاستعادتها


غضب يان لان قليلًا ، فشدّ أذنه


ولم يحاول شيه يون تشي الهرب ، بل انحنى فوقه بخفة وهو 

يقول متقبلًا شدّه لأذنه :

“ إن كنت ما زلت غاضبًا ، فاضربني

لكن لا تجرّب مضايقتي بهذه الطريقة .”


عند سماعه ذلك، ترك يان لان أذنه وبدلًا من ذلك بدأ في 

دفعه وقرصه ، 

لكن حتى مع استخدامه بعض القوة ، لم ينجح في إبعاده ، 

فاستدار بوجهه غاضبًا وكبح ابتسامة كانت على وشك الظهور على شفتيه


شيه يون تشي لم يكن يحتمل أن يدير يان لان وجهه عنه ويتجاهله ، 

فأمسك بذقنه بلطف وأدار وجهه نحوه :

“ هل تحب تلك السترة إلى هذا الحد ؟”


أومأ يان لان رأسه بقوة مؤكدًا.ك


ضحك شيه يون تشي بمرارة ممزوجة بالغيظ :

“ إذًا أنت حقًا تفعل هذا انتقامًا مني ، 

أتيت بها لتُريني أنك ترتدي شيئًا أعطاك إياه شخص آخر .”


رفع يان لان حاجبًا طفيفًا عند سماع هذا ،  

وحاول سحب يديه من بين ذراعيه ، 

لكن شيه يون تشي أحكم احتضانه أكثر ، 

وعندما شعر بنيته في الإفلات ، شدّه نحوه أكثر


قال بنبرة حازمة:

“ إذا كنت تنوي استفزازي ، فلن أسمح لك بالرد عليّ .”


ردّ عليه يان لان بتدحرج عينيه بملل ، وتوقف عن المقاومة ، 

ثم مال برأسه إلى جانب الأريكة وأغلق عينيه متظاهرًا بالنوم


اقترب منه شيه يون تشي يقبّل وجهه وزاوية فمه هامسًا بتوسّل :

“ أنا أدركت خطأي مومو ،،،، لا تعاملني بهذه القسوة ...”


لكن يان لان بقي ساكنًا مغمض العينين بلا رد


تابع شيه يون تشي بصوت خافت :

“ من الآن فصاعدًا لن أقبل هدايا من أحد سوى منك ومن تيانتيان، 

وحتى إن اضطررت لقبول هدية، سأجلبها إليك لتقرّر ما أفعل بها …. 

لن أغضبك مجددًا ...”


فتح يان لان عينيه ببطء ، وحرك ذراعه قليلًا ، 

ففهم شيه يون تشي الإشارة ، وأرخى ذراعيه ليتركه يجلس بشكل طبيعي


عدّل يان لان ملابسه التي تبعثرت قليلًا ، 

ثم نظر إليه بطرف عينه مشيرًا :

" لم أكن أقصد كل هذا أصلًا "



أجاب شيه يون تشي:

“ لكني أنا كنت أقصد ، كان يجب أن أتصرف من البداية . 

لم أكن أعلم أن هذا النوع من التصرف يزعجك إلى هذا الحد "


وكان أثناء كلامه يتصرف وكأنه مدمن على ملامسة يان لان، 

لا يستطيع الاستغناء عن لمس بشرته، 

فكل جملتين يمد يده ليحتضنه مجددًا


لكن يان لان لم ينسَ السبب الأصلي لوجوده هنا ، 

فرفع يده ليمنعه من العناق، مشيرًا :

" ما زلنا لم نرَى معلمة تيانتيان الجديدة "


شيه يون تشي نظر إلى ساعته وقال:

“ لقد تأخر الوقت ، سأطلب من السكرتير لين أن يدخلها الآن .”


وبينما ذهب شيه يون تشي لاستدعاء السكرتير لين، 

بدأ يان لان يرتب ملابسه والأريكة قليلاً، 

ثم التقط السترة التي كانت ملقاة خلف الأريكة، 

وكان ينوي طيّها، 

لكن شيه يون تشي الذي عاد بسرعة خطفها منه


قال شيه يون تشي بابتسامة مصحوبة بنبرة حازمة :

“ سأحتفظ بها "


نظر إليه يان لان بين الاستغراب والتعجب :

“ هذه السترة جديدة ، لا ترمها .”


رد شيه يون تشي:

“ لن أرميها ، سأتبرع بها ، من يريدها فليأخذها .”


توسط يان لان بحسن نية :

“ ما رأيك أن تعيدها لي بدلاً من ذلك ؟”


قال شيه يون تشي بحزم :

“ هي ليست لك، سأتصرف بها ، 

غدًا سأشتري لك واحدة أجمل وتليق بك أكثر ”


بينما شيه يون تشي يحاول إخفاء السترة ، تذكر شيئ ، 

فلفّ حول يان لان وأخذ حقيبته القماشية ، 

ثم نزع الميدالية المعدنية التي على شكل نجمة مجوفة وقال:

“ سأحتفظ بهذا أيضًا .”


ابتسم يان لان بلا حول ولا قوة ، وهو يراقبه وهو يبتعد منه 

بحذر ، كأنه يخشى أن يخطفها منه


وضع شيه يون تشي السترة والميدالية في ركن من مكاتب المكتب ، 

ثم أخرج نسخة ورقية من السيرة الذاتية وناولها ليان لان قائلاً :

“ من بين المرشحين الذين أجريت لهم المقابلات هي 

الأفضل من حيث المؤهلات ، 

لكن حسب ما أخبرني السكرتير لين … شخصيتها قد لا 

تتمكن من السيطرة على تيانتيان.”


أخذ يان لان السيرة الذاتية ونظر إليها، 

وكانت الصورة المرفقة تظهر فتاة صغيرة الحجم، 

ترتدي زيًا طلابيًا، بشعر مضفر على شكل جدائل، 

وملامحها رقيقة ، اسمها “جيانغ”، وهي شابة تبدو كطالبة، وهي مثله صماء


قال بابتسامة خفيفة :

“ لو نظرت فقط إلى هذه الصورة ، أظن أنني أفهم لماذا قال 

السكرتير لين إنها قد لا تتمكن من السيطرة على تيانتيان.”


وبينما انتهى من كلامه ، سُمع طرق على باب المكتب


: “ تفضّل بالدخول .”


فتح السكرتير لين الباب ودخل وهو يقود فتاة قصيرة القامة ، تبدو في هيئة طالبة ، 

ترتدي ملابس بسيطة، تحمل هالة البراءة والحياء


كانت جيانغ يي مؤدبة جدًا ، 

انحنت بتحية خفيفة عند دخولها ، 

وبخجل استخدمت لغة الإشارة لتحيّيهم قائلة :

“ مرحبًا "


ردّ يان لان بتحية “ مرحبًا”


أما شيه يون تشي فأومأ بالإيجاب، ثم قال:

“ المعلمة جيانغ ، تفضلي بالجلوس كما تحبين ، 

هل ترغبين في شرب الماء أم القهوة ؟”


هزّت جيانغ يي يدها، ورفعت حقيبتها التي تحملها :

“ لقد أحضرت ما أريد "


شيه يون تشي:

“ حسنًا المعلمة جيانغ، اسمحي لي أن أعرّفك قليلاً ، 

أنا عَمّ تيانتيان، شيه يون تشي، وهذا يان لان، حبيبي. 

اليوم دعونا المعلمة جيانغ لإجراء جولة مقابلة أخيرة ، 

لتأكيد ما إذا كنتِ مناسبة لتدريس مادة اللغة الصينية لطفلنا .”


عند سماع ذلك ، لمع بريق في عيني جيانغ يي، وأومأت برأسها موافقة


أضاف شيه يون تشي:

“ أعتقد أن المعلمة جيانغ قد تعرفت من السكرتير لين على 

الظروف الأساسية لطفلنا تيانتيان، 

فهو طفل أصم أبكم، لا يسمع ولا يتكلم، 

وله جانب مشاغب بعض الشيء. 

رغم أنني لم أكن أشترط ذلك صراحةً ، إلا أنني كنت أتمنى 

من جميع المدرسين الذين عيّنتهم سابقًا أن يكونوا 

صارمين ، لأن عدم الصرامة لن يجعله يستجيب ،  

بل ربما ينعكس الأمر ويبدأ هو بالتسلط على المعلم .”


أومأت جيانغ يي ببطء


ثم نظر شيه يون تشي إلى يان لان الجالس بجانبه ، وقال متأثرًا :

“ يا العمّة تيانتيان هل تعتقد أن الأستاذة جيانغ مناسبة لتكون معلمة اللغة الصينية لتيانتيان؟”


( shěnshen Tiāntiān / شينشين تيانتيان ( عمة تيانتيان ) ( زوجة الأب ) 


توقف يان لان للحظة مندهشًا ~~~


أما جيانغ يي فعند سماعها ذلك ، 

نظرت إليه بنظرة حادة مليئة بالعزيمة ، 

كأنها تقول ' يا عمّة تيانتيان! أستطيع ذلك! 

أرجوك امنحني فرصة ! '


كبح يان لان رغبته في تغطية وجهه بيده ، 

وكذلك منع نفسه من قرص فخذ شيه يون تشي ، 

وابتسم وأومأ برأسه مؤكدًا الموافقة 


لم يكن شيه يون تشي يعلم إن كان يقول ذلك عن قصد 

أم لأنه وجد أن لفظ ' شينشين تيانتيان ' جميل جدًا ،  

فقال متعمدًا :

“ جميع الأمور في بيتنا تقررها شينشين تيانتيان ~

وإذا شينشين تيانتيان قد وافق ، فلماذا لا نوقع العقد إذا 

لم يكن لديك أي اعتراض ؟”


فرحت جيانغ يي وبدأت تومأ رأسها بحماس


شيه يون تشي:

“ سكرتير لين يمكنك تحضير العقد .”


وقفت جيانغ يي سعيدة ومتحمسة ، 

وانحنت أمام يان لان وأشارت :

“ شكرًا لك شينشين تيانتيان ! لن أخذل ثقتك !”


ابتسم يان لان وأومأ


وبعد خروج السكرتير لين وجيانغ يي —— 

استدار يان لان ينظر إلى شيه يون تشي الذي بدا عليه 

اللامبالاة وسأله :

“ شينشين تيانتيان؟!! ”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي