القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch38 | ALFKR

Ch38 | ALFKR



اليوم الذي أُعلنت فيه نتائج المناقصة ——-


بعد المفاوضات الأولية مع مينغلونغ، 

اقترح مساعد تشين وان أن يتواصل مع المقر الرئيسي للشركة ——


أخيرًا، بات لدى تشين وان سبب مشروع لإجراء تلك المكالمة ! ——

كان ذلك قانونًا وضعه لنفسه — ألا يتصل بذلك الرقم إلا 

بعد أن يحقق هذا الإنجاز ——-


كانت المكالمة على وشك أن تُقطع حينها أجاب الطرف الآخر


قال تشاو شينغهي: “ تشين وان "


: “ السيد تشاو "


بدا أن تشاو شينغهي ضحك بخفة : “  مبروك "


لم يكن تشين وان متأكدًا ما إذا كان في صوته نبرة ارتياح، 

لكنه تلقى التهنئة بابتسامة متزنة


ساد صمت قصير ، ثم قال تشاو شينغهي: “سمعت أن 

عرضك كان مميزًا للغاية .”


في تلك اللحظة ، تلاشت كل آثار الإرهاق الناتج عن ليالٍ بلا 

نوم وساعات عمل إضافية متواصلة


لم يكن تشين وان يتوقع شيئًا من تشاو شينغهي — 

لا مكافآت مادية ، ولا اعترافًا عاطفيًا


مجرد أن يكون قادرًا على مساعدته بإخلاص كان كافيًا


أما أي مديح أو تقدير إضافي ، فكان مفاجأة لطيفة وغير متوقعة


لم يذكر تشين وان أبدًا كم الجهد الشاق الذي بذله

اكتفى بالرد بتواضع :

“ لجنة التقييم كانت كريمة "


وعندما تحول الحديث إلى التعاون ، قال تشاو شينغهي إنه 

من الأفضل مناقشة التفاصيل وجهًا لوجه ، 

وليس عبر الهاتف :

“ تعال إلى مينغلونغ، نتحدث بشكل مباشر "


: “ حسنًا، سيد تشاو 

متى يكون الوقت مناسبًا لك؟ 

يمكنني زيارة مكتبك .”


تشاو شينغهي: “ أنهيت اجتماعًا للتو "


استغرق الأمر من تشين وان لحظة ليدرك ما تعنيه هذه الجملة


اندهش من سرعة وكفاءة هذا الرجل الذي يعد من عمالقة هذا المجال : “ فهمت . 

إذن سأكون هناك خلال أربعين دقيقة تقريبًا .”


شريك عمل تشين وان موجود في المكتب  لذا سأله:

“ستغادر الآن؟ 

أنا خارج في طريقي، يمكنني أن أوصلك .”


قبل أن يتمكن تشين وان من الرد ، قال تشاو شينغهي عبر الهاتف:

“ سأرسل أحدهم ليقلك "


تشين وان: “ لا داعي ، يمكنني القيادة بنفسي .”


: “ هذه زيارتك الأولى إلى هنا ؛ لن تتجاوز نقاط التفتيش الأساسية . 

وأيضاً إنك ،” أضاف تشاو شينغهي دون ذرة تواضع : 

“ على الأرجح ستضيع ، ولن تجد مكانًا تركن فيه سيارتك .”


عندها فقط أدرك تشين وان أنه لا يعرف في الواقع الموقع 

الدقيق لـتشاو شينغهي


فـمينغلونغ تهيمن على نصف الحي التجاري؛ 

ناطحات السحاب المتعددة ما هي إلا مبانٍ مكتبية للموظفين


أما موقع مكتب تشاو شينغهي الفعلي، فكان سريًا ويخضع لإجراءات أمنية معقدة

لم يكن أمامه خيار سوى أن يقول:

“ إذن آسف على الإزعاج "


———


وصل الشخص الذي أرسله تشاو شينغهي بسرعة ، 

وأخذ تشين وان في طريق ملتف عبر شارع ' تايتسي دوان ' الغربي ، 

مرورًا بطريق الحلقة المركزية السريعة ، 

ثم دخل مرآبًا تحت الأرض عبر طريق خاص مغلق


وعندما نزل من السيارة ، كانت المساعدة الثانية — التي 

سبق وتحدث إليها عبر الهاتف — تنتظره بالفعل


كانت امرأة أنيقة ووقورة ، ذات حضور حضري هادئ، ابتسمت وقالت:

“ السيد تشين، أنا هيي يون . 

يمكنك مناداتي بالمساعدة هيي .”


: “ مساعدة هيي، تشرفت بلقائك .”


اختارت واحدة من المصاعد المتطابقة العديدة ، 

وضغطت على الزر ، ثم أشارت له للدخول بإيماءة مرحّبة


وحين دخل تشين وان المصعد ، 

قامت بفتحه باستخدام بصمة إصبعها ، 

وبدأ المصعد بالصعود ببطء


ظن تشين وان أنهم في طريقهم إلى قاعة اجتماعات

لكنه اكتشف أنهم متجهون مباشرةً إلى مكتب تشاو شينغهي


كان المكتب في الطابق الثاني والسبعين


لم يكن فخمًا أو مبالغًا في ديكوره — بل فسيحًا ومهيبًا، بأثاث بسيط


النوافذ الواسعة تطل على الخليج الضحل، 

حيث يمتد البحر هادئًا وواسعًا، ليمنح منظرًا رائعًا


: “ السيد تشاو "


لم يرَه منذ عدة أيام ، وها هو يواجهه فجأة ، 

فشعر ببعض التوتر ، وإن لم يظهره


نهض تشاو شينغهي من كرسيه


كان يرتدي قميصًا أسود هذا اليوم — أنيقًا ومفصلًا بإتقان، 

يُبرز عرض كتفيه ونحف خصره


كُمّاه كانا مرفوعين قليلًا ، تكشفان عن عروق زرقاء خفيفة في ساعديه


لم يسبق أن رأى تشين وان أحدًا يرتدي الأسود بهذا القدر من الهيبة —

فقد كان يمتلك سلطة صامتة ، لا تحتاج إلى ضجيج


وخلفه ، أغلى العقارات في المدينة تُؤطِّر مشهد البحر الأزرق 

العميق والسماء المرتفعة البعيدة حد الاستحالة



تشاو شينغهي: “ قهوة أم شاي؟”


: “ شاي، من فضلك. شكرًا لك.”


خرجت المساعدة هيي وأغلقت الباب خلفها


ولسبب ما، لم يبادر أي منهما بالكلام، 

وساد الصمت في المكتب


كان قد مر وقت طويل على لقائهما الأخير


والآن، وبينهما مسافة مترين، تبادلا نظرة عابرة فقط، 

وكأن الألفة التي كانت بينهما قد تآكلت من جديد


عبر الهاتف ، كان تبادل الأصوات يُخفي المسافة بينهما،

لكن وجهًا لوجه — ظهر الجفاء بوضوح


وكان ذلك… حتميًا


كانت معرفتهما دائمًا هشّة ، وعلاقتهما قابلة للكسر بسهولة


إن تراجع أحدهما فقط عن المبادرة ، فإن كل شيء يعود إلى نقطة الصفر


رغم محاولاتهما التصرف بطبيعية ، 

كان كلاهما واعيًا تمامًا بالتغير الحاصل بينهما


ظلّا مهذبَين ، لكن ذلك التغير لم يكن مجرد غربة ؛ 

بل كان ممزوجًا بشيء آخر… دقيق، يصعب وصفه


تشاو شينغهي هو من كسر الصمت أخيرًا 

“ اجلس "


انتقل إلى منطقة الجلوس المخصصة للضيوف وقال:

“ هذا المسودة الأولى من العقد ، أعدّها قسمنا القانوني . ألقِي نظرة .”


وافق تشين وان، لكن خطواته تباطأت قليلاً


كانت المقاعد تتألف من كرسي مفرد واسع يُعدّ المقعد الرئيسي، 

وأريكة أطول مخصصة للضيوف


بدلًا من أن يجلس شينغهي على الكرسي الرئيسي 

اختار الجلوس على الأريكة


بالطبع، لم يكن يليق بـتشين وان أن يجلس في المقعد الرئيسي ، 

لكن الجلوس مباشرةً إلى جانب تشاو شينغهي على نفس 

الأريكة بدا حميميًا بعض الشيء، 

كما لو أنه يتجاوز حدودًا غير مرئية


رفع تشاو شينغهي نظره وسأل:

“ هل هناك مشكلة ؟”


وازن تشين وان خياراته ، 

ثم تظاهر بالهدوء وجلس إلى جانبه ،  

محافظًا على مسافة اجتماعية لائقة


بدا أن تشاو شينغهي لم يلاحظ شيئ ، ودخل في صلب الموضوع فورًا


كان تشين وان دائمًا يعتبر نفسه شخصًا مسؤولًا ومهنيًا، لكن في هذا اليوم، 

كان تشاو شينغهي يجعل التركيز عليه صعبًا


فرغم أن المسافة بينهما لم تكن ضيقة ، 

إلا أن تشين وان كان لا يزال يشعر بحرارة ذراعه القريبة


{ لابد أن ذراعيه قويتان جدًا }


فكّر دون قصد


بدأ نظر تشين وان الجانبي يتجه تدريجيًا نحو شفتي تشاو 

شينغهي وتفاحة آدم في عنقه —

كل جزء منه كان يُشع جاذبية رجولية آسرة


{ لابد أنه مضى وقت طويل لم أراه }


اقترب تشاو شينغهي قليلًا ، 

وأشار إلى السطر السادس في الصفحة الثانية عشرة ، 

وسأله عن رأيه


توقف تشين وان عن التنفس دون أن يدري


وفجأة خطر بباله { لماذا، في شركة ضخمة مثل مينغلونغ، 

على الطرف أ والطرف ب أن يستعرضا نسخة واحدة فقط من العقد معًا ؟ }


التبادل بين العقول الذكية دائمًا يكون بالغ الكفاءة ؛

قلة فقط يمكنهم مجاراة سرعة تفكير تشاو شينغهي ومنطقه الحاد


كان مفاوضًا بالفطرة ، متمرّسًا في عالم النفوذ والربح ، 

وبارعًا في محاصرة خصومه والتفوق عليهم


ومع ذلك، كان لدى تشين وان خصلة نادرة في رجال الأعمال المعاصرين —

نزعة فطرية للإيثار ،

وهذا ما جعل تشاو شينغهي يميل أكثر إلى معاملته بسخاء


تشاو شينغهي:

“ ليس عليك التنازل في كل مرة .

قدّم الطلبات التي تراها ضرورية ، لأني سأقوم بالمثل .”


ابتسم تشين وان:

“ عرض مينغلونغ بالفعل صادق جدًا "


: “ إذن، هل لديك أي أسئلة أخرى ؟”


نظر تشين وان إلى خانة ' مدير المشروع ' في العقد ، 

وتردد قليلًا قبل أن يسأل:

“ إذا سمحت لي… من سيكون المسؤول عن متابعة هذا 

المشروع من طرف مينغلونغ؟”


رفع تشاو شينغهي حاجبه ونظر إليه مباشرةً :

“ أنا "


ابتسم تشين وان قليلاً —-

كان يظن أن تشاو شينغهي سيكتفي بوضع اسمه على 

المشروع ثم يُحيله إلى أحد نوّابه بعد توقيع العقد


قال تشاو شينغهي بهدوء :

“ أنا أتابع مشروع خليج باولي شخصيًا منذ البداية "


وحين لاحظ شرود تشين وان للحظة ، تغيرت نبرته قليلًا ، 

واكتسب شيئًا من الجدية وكأنه تحذير مبطن :

“ أنا مشغول جدًا ، لذا إن تطلب المشروع ذلك ، قد أتصل 

بك أو أرسل رسالة في أي وقت للحصول على تحديث .”


أجابه تشين وان بمهنية تامة : “ بالطبع ،،

هذا أمر طبيعي .”


وبحلول الوقت الذي انتهوا فيه من مناقشة التفاصيل ، 

كانت ساعات الدوام قد انتهت ، وحان وقت العشاء


من الناحية العملية، كان من المفترض بـتشين وان أن 

يعرض على عميله المحتمل الذهاب لتناول وجبة ،

ولو كان شخصًا آخر ، لما تردد للحظة في توجيه الدعوة


لكن هذا كان تشاو شينغهي و الاجتماع بحد ذاته قد تجاوز توقعاته ؛ 

طلب المزيد قد يُعتبر طمعًا، أو تعديًا على الحد


لم يسبق له أن تناول العشاء مع تشاو شينغهي على انفراد

وقد تكون هذه فرصته الوحيدة


فالمشروع لا يقتصر فقط على تعاون بين kxيانغ ومينغلونغ؛


و عائلة شين وتان شاركا برؤوس الأموال دون التدخل في العمليات


لكن عائلة شو وفريقًا هندسيًا مشاركان أيضًا


و لاحقًا، ستنضم الآنسة شو تشي يينغ وكبير المهندسين 

المشرفين على المشروع


كان على وشك أن يتكلم،

لكن تشاو شينغهي أغلق العقد وقال:

“ تشين وان "


رفع تشين وان رأسه


: “ هل أنت متفرغ الليلة ؟”


ساد ذهنه فراغ للحظة قبل أن يجيب:

“ نعم ، أنا متفرغ .”


أغلق تشاو شينغهي العقد ، وقف ، ومد يده بطبيعية تامة:

“ إذن، دعني أُرافق شريكي المستقبلي في العمل إلى العشاء .”


ابتسم تشين وان ابتسامة خفيفة، ومد يده أيضًا، 

يصافحه بأسلوب رسمي ومتماسك:

“ إذن سأُثقل عليك الرئيس تشاو "


قاد تشاو شينغهي السيارة بنفسه ، 

وجلس تشين وان في المقعد الأمامي بجانبه ، 

شعر كأنه في حلم


وضع يده بجانبه ، ثم — وكأنه يريد تخزين اللحظة في ذاكرته —

مرّر أصابعه بلطف على الجلد الفاخر لمقعد السيارة


كانت رائحة معطر الهواء خفيفة، لكنها بشكل ما، آسرة


فتح أنفه قليلًا، وكأنه على وشك أن يستنشق بعمق


لكن ذلك سيكون غير لائق إطلاقًا


ثبت حزام الأمان، أنزل تشين وان بصره، وبدأ يفكر —

{ لو أن هذه كانت عملية اختطاف …


فربما سأكون الشخص الوحيد في هذا العالم

الذي سيُسلّم نفسه بكل طواعية ،

ويُكرّس ذاته بأكملها لخاطفه ،

كمُحارب يضع روحه على المذبح }


مع حلول الغسق ، 

بدأت أضواء المدينة تتلألأ واحدة تلو الأخرى


قاد تشاو شينغهي السيارة عبر وهج الغروب الأحمر ، 

مغادرًا الطريق الدائري المركزي ، 

ومتجهًا نحو النفق المائي


خلفهم —- ، تلاشت غابة ناطحات السحاب شيئًا فشيئًا، 

لتحل محلها رحابة البحر المفتوح


داخل السيارة ، ساد الصمت


لكن الصمت لم يكن مريح ؛

بل مشحونًا بتوتر غريب ، ساكن لكنه غير مستقر


شغّل تشاو شينغهي الراديو وقال:

“ اختر محطة .”


اختار تشين وان أغنية كانتونية قديمة بشكل عفوي ، ثم تردد قليلاً


بدأت الكلمات تُغنى :


“ إذا سألت متى تنضج العنبات،

فعليك أن تنتظر… وتنتظر مجددًا ،

حتى وإن فشل الحصاد ، لا بد أن تصر .”


شغل تشاو شينغهي إشارة الانعطاف إلى اليمين وسأل:

“ عن ماذا تتكلم الأغنية ؟”


فكر تشين وان للحظة وقال:

“… عن زراعة العنب ؟”


“…”


أعاد تشاو شينغهي نظره إلى الطريق، 

وكبح ابتسامة خفيفة كانت على وشك أن ترتسم على شفتيه 

بينما يوجه المقود :

“ حقًا ؟”


اعتدل تشين وان في جلسته قليلًا وأومأ برأسه بجدية طفيفة:

“ على الأرجح ، نعم . في الواقع، لا أفهمها تمامًا .”


ذلك التبادل القصير ، الذي بدا بلا أهمية،

نجح بطريقة غير متوقعة في تبديد ما تبقى من حرج ومسافة بينهما


يتبع


Erenyibo : الكاتبة تستهبل ؟

كيف انتهى الفصل ؟ لحظظظة بيب !!! باقي مااستوعبت

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي