القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch40 | ALFKR

Ch40 | ALFKR


: “ هل أنت متوتر ؟”


: “  ماذا؟ ”


: “ نبضك يتسارع ”


“…”


كان تشاو شينغهي يختبر تشين وان


لم تكن تلك اللمسة الخفيفة كافية أبدًا لاكتشاف أي تغير فعلي


ابتسم تشين وان وأجاب بمزاح هادئ:

“ لست متوترًا ، لكن وجود عميل يقدّم لي هذه الخدمة… 

يجعلني أشعر بشيء من الامتنان .”


جاء رد تشاو شينغهي بنبرة عفوية وسلوك منفتح وسخي:

“ هذه أمور بسيطة . 

لكن فوزك بالمناقصة وفّر عليّ وعلى مينغلونغ الكثير من العناء .”


: “ إذا لم تكن تثق بأحد ، فلا تستخدمه . 

وإذا استخدمته ، فثق به ”


: “ اختيار مينغلونغ لشركة kxيانغ كشريك يمثل الثقة والتقدير . 

لم تكن kxيانغ الأعلى سعرًا ، لكن لا ينبغي أن تنقصها المصداقية . 

فكر بالأمر كأنه…”


: “ رشوة ؟” قالها تشين وان، وهو يبتسم دون أن يُظهر أي انزعاج


كان قد سمع من قبل عن طريقة تشاو شينغهي في إدارة الشراكات


نجاح مينغلونغ لم يكن فقط بسبب حزم قائدها وصرامته، 

بل أيضًا بسبب حضوره الطبيعي كرجل أعمال شاب — 

يتمتع بالهيبة والسخاء معًا


وكان هذا أمرًا يُجمع عليه في أوساط السوق


فـ تشاو شينغهي لا يرحم خصومه ، كرياح الخريف التي 

تكتسح الأوراق اليابسة ——

أما مع رجاله ، فيحميهم بشراسة ويعاملهم بسخاء دائم


ولهذا السبب، فإن موظفيه وشركاءه السابقين، كانوا أوفياء له للغاية


وبعد ما بدا وكأنه دهر، أنهى تشاو شينغهي تثبيت أزرار الكم

تراجع خطوة مهذبة وقال :

“ انظر، هل أعجبتك ؟ إذا لم تعجبك ، يمكننا الاستمرار في البحث .”


انحنت عينا تشين وان بابتسامة :

“ أعجبتني ”


ومدّ ذراعيه ليُظهر الأزرار ، وكأنه طفل يجرّب ملابس جديدة في العيد


ظل تشاو شينغهي يراقبه بصمت


أزرار الكم الحمراء ، بلون الياقوت ، بدت ملائمة تمامًا لـ تشين وان، 

وتناسقت مع الشامة البنية الصغيرة على إصبعه


كاد تشاو شينغهي يتخيل المشهد — يوم توقيع العقد، 

وهذه الأيدي نفسها، وهو يرتدي الأزرار ، 

ويوقع اسم تشين وان، ثم تمتد هذه اليد لتصافح يده، 

وتختم الاتفاق


طلب من البائع أن يعبّئ الأزرار 


وأثناء انشغال تشين وان بمكالمة عمل، فكر تشاو شينغهي 

قليلاً، ثم طلب من البائع بصوت خافت أن يكلّف أحد 

الحرفيين بنقش تصميم صغير على ظهر الأزرار


كان التصميم بسيط ، غير معقد ، فلم يستغرق وقتًا طويلًا


ولم يعلم تشين وان بالأمر أبدًا


كل ما عرفه — أن تشاو شينغهي، على عكس توقعاته ، بدا 

وكأنه يستمتع حقًا بالتسوّق


حتى بعد شرائه لأزرار الأكمام ، لم يُبدِ تشاو شينغهي أي نية للمغادرة


وبدا أنه نادرًا يخرج للتسوق ، لذا أخذ وقته ، 

و يتفحص المعروضات بجدية

وكان أحيانًا يُلقي ببضع كلمات إلى تشين وان


تشين وان رافقه بصبر ، بينما ظلّ متيقظًا لما حوله طوال الوقت


لاحقًا، أُعجب تشاو شينغهي بمشبك ربطة عنق واشتراه 

أيضًا، وقدّمه كهدية لتشين وان


لم تكن هدية باهظة الثمن، لكنها كانت مناسبة تمامًا له


وعندما ناولهم البائع كيس الهدايا الأنيق بعد تغليفه، 

كان تشاو شينغهي هو أول من مدّ يده لتسلّمه


قال:

“ أنا سآخذه.”


شعر تشين وان بشيء من الذنب لتركه العميل هو من يحمل الكيس


لكن تشاو شينغهي قال بهدوء وهو يهزّ الكيس بخفة:

“ لا بأس، ما زلنا سنتسوّق لبعض الوقت .”


لم يكن تشين وان يدرك أن “بعض الوقت” تعني البقاء حتى يُغلق المركز التجاري


مع بدء المتاجر في الإغلاق ، تدفّق سيل من السيّاح 

والمتسوّقين عبر السلالم المتحرّكة


وازدادت الزحمة


بشكل غريزي ، تحرّك تشين وان ليقف من الجهة الخارجية ، 

حاميًا تشاو شينغهي من الحشود


لاحظ تشاو شينغهي الأمر فسأله:

“ ما الذي تفعله ؟”


أجابه تشين وان وهو يصدّ المارّة :

“ امشِ من الداخل ، لا تدع أحدًا يصطدم بك ”


حدق تشاو شينغهي فيه للحظة ، ثم قال:

“ تعال . لا تدعهم يصطدمون بك أنت أيضًا .”


لكن الزحام كان شديد


ومهما حاولا تجنبه ، لم يكن بالإمكان تفادي الاصطدام


عبس تشين وان حاجبيه ، رافعًا ذراعه ليمنع الآخرين من 

الاقتراب كثيرًا من تشاو شينغهي


لم يكن يدرك أن تعابير وجهه الخالية من الدفء جعلته يبدو مهيبًا قليلًا


راقبه تشاو شينغهي للحظات ، ثم قال له بنبرة لطيفة:

“ أنا بخير . لنخرج من هنا .”


وأخيرًا ، خرجا من المبنى إلى مساحة أكثر اتساعًا وهواء أقل ازدحامًا


كان على تشين وان أن يعود إلى المكتب ليأخذ سيارته ، 

لذا قام تشاو شينغهي بإيصاله إلى القسم الغربي من برينس ستريت


حتى الساعة الحادية عشرة ليلًا ، كانت المنطقة التجارية لا تزال مضاءة بالكامل


وحين توقّف تشاو شينغهي بسيارته ، تأخّر تشين وان لحظة ، 

ومرّر يده بخفّة على جلد مقعد السائق


{ لن تكون هناك “مرة قادمة” }

وعندما همّ بفك حزام الأمان قال:

“ شكرًا لك السيد تشاو .. سأتجه الآن إلى—”


لكنه توقّف فجأة


أعاد يده إلى الحزام وضغط عليه مجددًا


لكنه لم يتحرك


التفت إليه تشاو شينغهي ينظر


شعر تشين وان ببعض الحرج ، وتنهد بصمت


{ هذا أشبه تمامًا بتلك المشاهد الدرامية في المسلسلات !!! }


أقسم أنه لم يكن يتعمّد الأمر ، 

لكن حزام الأمان ببساطة لم ينفتح


تأمّله تشاو شينغهي لبضع ثوانٍ


وبدلًا من أن يقترب منه فورًا، ترك له مساحة وسأله بأدب:

“ تحتاج مساعدة ؟”


لكن تشين وان كان قد تمالك نفسه بالفعل ، فأجابه بهدوء:

“ لا داعي ، سأحاول مجددًا .”


لم يرغب أن يكون قريبًا جدًا من تشاو شينغهي—

خصوصًا في هذا المكان الضيق والمضاء بخفوت


لأن في بيئة كهذه ، يصعب عليه السيطرة على عقله… وتصرفاته


لم يرغب أن يُربك تشاو شينغهي


بل، لم يرغب أن يفقد السيطرة أمامه


رفع تشاو شينغهي حاجبًا وانتظر قليلًا ، 

لكن تشين وان لم ينجح في فك الحزام


وفجأة، ضغط تشاو شينغهي زرًا في لوحة التحكم المركزية


كليك —-


وانفتح الحزام


“…”


تفاجأ تشين وان


كانت هذه أول مرة يدرك فيها أن السيارات المخصصة 

فاخرة قد تأتي بأحزمة أمان مشفّرة يمكن التحكم بها من 

النظام المركزي


{ ربما، حين تصل الأشياء إلى مستوى معيّن من الفخامة ، 

لا يعود هناك شيء مستحيل }


أما تشاو شينغهي، فبقي متماسكًا، مستندًا بيده على المقود، وقال ببساطة:

“ الحزام متزامن مع القفل المركزي . نسيت .”



“ آووه " أومأ تشين وان برأسه، دون أن يشكّ في الأمر


ثم نزل من السيارة ، وانحنى قليلًا ، وشكره من خلال النافذة، ثم ودّعه


تشاو شينغهي، مستندًا بيده على عجلة القيادة، 

مال بجسده قليلًا


كان يبدو وسيمًا بشكلٍ لافت تحت عتمة الليل

ملامحه لم تكن تعبّر عن شيء، لكن نظرته كانت ثابتة


قال بنبرة هادئة :

“ تشين وان … وداعًا .”


ولوهلة ، لم يبدو المشهد وكأنه نهاية لقاء عمل ، 

بل بدا وكأنه لقطة من حلم


لكن الآن ، حان وقت الاستيقاظ


ابتسم تشين وان ابتسامة خفيفة ، 

وكأنه يريد الاحتفاظ بهذه اللحظة :

“ السيد تشاو إلى اللقاء ”


عبست ملامح تشاو شينغهي قليلًا


لم تعجبه هذه الابتسامة ——


شعر وكأن تشين وان يحاول حفر هذه اللحظة في ذاكرته ، 

كشخص يودّع الآخر في جنح الليل


فنادى عليه بحزم :

“ تشين وان "


توقّف تشين وان


ذكّره تشاو شينغهي:

“ توقيع العقد الأسبوع المقبل .”

{ أي أننا سنلتقي مجددًا قريبًا }


قال تشين وان وهو يبتسم، والضوء ينعكس في عينيه من أعمدة الشارع:

“ حسنًا . السيد تشاو أراك حينها .”


وفي يوم توقيع العقد ، لم يرتدِي تشين وان لا أزرار الأكمام 

الحمراء ، ولا مشبك ربطة العنق ———-


لاحقًا —— ، أدرك تشاو شينغهي أن تشين وان — 

مهما كانت المناسبة ، لم يرتدِي أبدًا أزرار الأكمام أو مشبك ربطة العنق


تم توقيع العقد من قبل جميع الأطراف الأربعة 


كانت عائلتا “شين” و”تان” مساهمان فقط في التمويل

ولن يتدخلوا في العمليات التنفيذية


لذا ، حضر الاجتماع كلٌّ من: تشاو شينغهي، 

الآنسة شو تشي يينغ، 

تشين وان، 

ومهندس يُدعى “فانغ جيان”—وهو زميل سابق لتشاو 

شينغهي في كامبردج، 

باحث ما بعد الدكتوراه، وكبير المهندسين في هذا 

المشروع، يقود فريقًا كاملًا في المختبر


جلس الأربعة في غرفة الاجتماعات ——- ، 

كل شخص على جانب من الطاولة


كانت الأجواء رسمية وجادة


تناوب كل واحد منهم على التوقيع وتبادل النسخ الرسمية للعقود


وبعد الانتهاء من الإجراءات ، 

مدت الآنسة شو تشي يينغ يدها إلى تشين وان بحرارة :

“ السيد تشين، أنا سعيدة حقًا بكونك شريكنا . بصدق .”


ورغم أن المشروع كان موزعًا بين عائلة “شو” وشركة مينغلونغ، 

فإن حصة عائلة “شو” كانت ضئيلة ، 

مما يعني أن سلطة اتخاذ القرار كانت فعليًا بيد تشاو شينغهي


لم تكن تتوقع أن يختار تشين وان


وقد كان ذلك مفاجأة سارة بالنسبة لها


ابتسم تشين وان وصافحها بأدب


ثم أغلق تشاو شينغهي الملف وقال:

“ الاجتماع انتهى .”


فأفلت تشين وان يد شو تشي يينغ ، ومدّ يده إلى فانغ جيان ليصافحه


من بين الأربعة ، كان كل من تشاو شينغهي وشو تشي يينغ 

هما “العملاء”—الرئيس الكبير والرئيسة الأصغر


أما فانغ جيان ، فكان أقرب إلى طرف ثالث محايد


وحده تشين وان كان الطرف المتلقي في هذا التعاون، 

الطرف “b” في المعادلة


كان من المهم الحفاظ على العلاقات مع من هم أعلى منك، 

لكن العلاقات الأفقية مع الأنداد لا تقل أهمية


إلا أن فانغ جيان لم يكن ودودًا مثل الأنسة شو تشي يينغ


فهو يمتلك شخصية متعجرفة نوعًا ما

وشعيرة بيضاء في شعره تضفي عليه مظهرًا صارمًا


رجل ذو مبادئ صارمة، وكان أصغر من نال جائزة دولية مرموقة، 

ويُعد من أبرز الأسماء في مجال الهندسة البحرية


في هايش كان من القلائل الذين يجرؤون على تحدي تشاو شينغهي بشكل مباشر


لم يكن يهتم بالخلفية الاجتماعية ، أو صافي الثروة ، 

أو حجم المشروع—كان ببساطة يرفض التنازل عن مبادئه العلمية


ورغم صلابته وعناده ، كان فانغ جيان شغوفًا للغاية بالبحث العلمي


نظرًا للسرية العالية التي يتطلبها المشروع، 

أنشأ فانغ جيان قروب دردشة مشفّرة وأضاف إليها الأعضاء الثلاثة الآخرين


ى كل يوم ، كان يمطر المجموعة بوابل من المفاهيم الهندسية ، 

تحليلات نظرية معقّدة ، أبحاث أجنبية ، 

ومخططات هيكلية—رسائل طويلة ومفصلة ، 

يرسلها بانضباط صارم وكأنها مجدولة على الساعة


وكان ما يتبع ذلك عادةً هو صمتٌ مطبق ومحرج


فالعميلان الكبيران ، المثقلان بالمهام ، بالكاد كانا يوليانه اهتمامًا


شو تشي يينغ ، لكونها أكثر براعة اجتماعيًا ، 

حاولت في البداية أن تبدي بعض التفاعل من حين إلى آخر


لكن مع تزايد المحتوى تعقيدًا وغموضًا ، أصبحت الأمور 

أشبه بمحاولة فك رموز مخطوطة أثرية


وفي نهاية المطاف ، حتى لو أرادت مجاملته ، لم تعد تجد 

شيئًا مناسبًا لتقوله


وبقي فقط تشين وان، الذي كان لا يزال يحاول التفاعل معه


فهو لم يرغب في أن يُترك الخبير المرموق يتحدث مع 

نفسه في القروب


لذا، حتى إن لم يفهم كل شيء، كان يحاول على الأقل 

استيعاب الأساسيات قبل الرد


ناهيك عن أن مجال مسؤوليته كان يتقاطع مع مجال عمل 

فانغ جيان في بعض الجوانب


ومع تقدّم المشروع ، تزايدت التفاعلات بينهما أكثر فأكثر …


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي