Ch45 | ALFKR
أجاب تشاو شينغهي على بعض الرسائل الإلكترونية الأخرى، و تلقى ردًا :
[ ؟؟؟ ]
فانغ جيان بتفاخر :
[ أنت لا تقرأها أصلًا !!
لقد ناقشت خريطة الأفكار الخاصة باليوم مباشرة مع الرئيس تشين .
بالمستوى الحالي من العمق ، حتى أنت والرئيسة شو قد
تجدون صعوبة في فهمها .
قررنا نصمم نسخة مبسطة للتواصل مع مختصي التقنية في مينغلونغ ]
كان فانغ جيان يفتخر بذكائه ، ولم تكن لديه رغبة في التملق للعملاء
فقال مباشرة لزميله القديم :
[ لا داعي لأن تقلقوا بشأنها . سنقدم تقريرًا مفصلًا عندما
يحين وقت طلب التمويل ]
“…”
صمت تشاو شينغهي لثانيتين :
[ ارسلها في القروب ]
: [ ليس بهذه السرعة ]
: [ لا داعي لتبسيطها. أرسل النسخة الأصلية ]
: [ هل تستطيع فهمها ؟ ]
: [ جربني ]
“…”
كان فانغ جيان منضبطًا جدًا في جدوله ، ولا يحب أن يُقاطع
[ أنا أجري تجربة حاليًا ، لن أكون متفرغًا حتى بعد الساعة الواحدة صباحًا ]
“…”
وبصفته العميل ، رد تشاو شينغهي بأدب رسمي :
[ لدي اجتماعات صباح الغد .
آمل أن أراها في القروب خلال عشر دقائق . شكرًا لك ]
“…”
لعن فانغ جيان بصوت منخفض
{ لولا الأجر العالي بشكل سخيف الذي تدفعه مينغلونغ،
وحقيقة أنني أعيل فريق كامل من طلاب الماجستير والدكتوراه ، لكنت خرجت من القروب فورًا !!! }
وبعد عشر دقائق ، ظهر ملف مضغوط في القروب
كان حجمه كبير ، فاستغرق وقتًا أثناء التحميل
في تلك اللحظة ، كان صداع تشين وان يزداد بسبب الموسيقى الصاخبة
في البداية ظن أنه أخطأ في القراءة،
لكن بعد مراجعة الملفات، تأكد أنها نفس الوثيقة التي
أرسلها له فانغ جيان صباحًا
كان تشين وان غير متأكد من سبب تغيير فانغ جيان لرأيه
صباحًا ، كان الأخير قد قال إنه سيُبسّط المعلومات ويعد
مخططًا تصميميًا قبل عرضه على العميلين
لم يتحدث أحد في دردشة القروب ،
لكن مع وجود تشين وان ، الصمت المحرج لا يدوم طويلًا ،
علّق على الوثيقة وكأنه يراها لأول مرة
ثم دخل إلى نافذة المحادثة الخاصة بـ تشاو شينغهي،
متوقعًا سؤالًا لاحقًا — لكن لم يصله شيء
انتظر. ثم انتظر
حتى أن تشو تشي شوان كان قد أنهى عدة جولات من
الشراب مع نساء على طاولات مختلفة، ومع ذلك ظلت المحادثة صامتة
{ هل لا يزال تشاو شينغهي يعمل ولم يرَى الرسالة ؟
أم أنه خرج أيضًا للاستمتاع بليلة نهاية الأسبوع ؟ }
عدة مرات، بدأ تشين وان في كتابة رسالة، ثم حذفها قبل الإرسال
بصفته متعاقدًا، لم يكن من مكانته أن يبادر بطلب النقاش — خصوصًا في عطلة نهاية الأسبوع
رفض دعوة من امرأة للشراب
وفي تلك اللحظة ، أضاء هاتفه
كان تشاو شينغهي يتصل به مباشرةً
نهض تشين وان، وقبل أن يستوعب تشو تشي شوان ما حدث،
كان قد خرج بالفعل من المقصورة، يبحث عن مكان أكثر هدوءًا للرد
: “ السيد تشاو "
ردّ عليه الصوت من الطرف الآخر
: “ تشين وان "
كان صوت تشاو شينغهي منخفض ، أعمق من المعتاد ،
ويكاد يبدو مشوَّهًا ،
لم يكن تشين وان متأكد ، فسأله :
" السيد تشاو هل تتصل بشأن المقترح الذي أرسله فانغ جيان في القروب ؟"
سادت لحظة صمت امتدت لثانيتين، ثم سأل تشاو شينغهي:
" هل أنت في الخارج ؟"
: " هل الصوت مزعج ؟" قالها تشين وان وهو يغطي
الميكروفون ويتحرك بسرعة إلى مكان أكثر هدوءًا :
" أنا بالخارج ، لكنني متفرغ الآن . يمكننا الحديث .
لقد أنهيت مراجعة النموذج الثلاثي الأبعاد هذا العصر ."
: " هل أنت متأكد أن الوقت مناسب ؟"
: " بالطبع "
: " إذا لم يكن مناسب ، يمكننا الحديث لاحقاً ."
: " لا بأس . العمل مهم .
هذا العصر كان فانغ جيان يحدثني عن—"
سعل تشاو شينغهي سُعال خفيف
قال تشين وان بتردد: " السيد تشاو هل أنت بخير ؟"
لم يكن الصوت المبحوح والثقيل وهمًا
ثم عاد الصمت للحظة ، و رد تشاو شينغهي:
" لا شيء ، تابع ."
تردد تشين وان لحظة ، ثم خفّض صوته قليلًا وقال:
" السيد تشاو صحتك أهم ."
كان الفصل يتغير ، والعدوى تنتشر بسرعة
و كثير من موظفي شركة kxيانغ أخذوا إجازات مرضية
حتى الشريك الكبير هان جين أصيب بالعدوى ،
مما ترك تشين وان يتعامل مع كل شيء بمفرده
وكان هان جين قد عبّر عن قلقه من أن يصاب تشين وان أيضًا ،
فذهب لتلقي محاليل وريدية لعدة أيام ثم عاد إلى العمل،
وذكر أن قسم العيادات الخارجية في المستشفى كان مزدحم
نظر تشين وان إلى ساعته :
" إذا كنت تشعر بتوعك ، من الأفضل أن ترتاح أولًا .
سأجهز لك تقريرًا عن النموذج الثلاثي الأبعاد في أقرب وقت—"
: " لا بأس . أنا بخير ."
"……" لاحظ تشين وان أن نبرة صوته أخف من المعتاد -
ليست ضعيفة تمامًا ، لكنها تفتقر إلى عمقه المعتاد
وقوته فسأله بقلق:
" السيد تشاو هل قست حرارتك ؟ هل تناولت أي دواء ؟"
وبعد أن قال ذلك ، شعر أن نبرته كانت ملحّة أكثر مما ينبغي، فهدّأ صوته وقال:
" الفترة الحالية موسم عدوى .
كثير من الناس يمرضون .
من الأفضل اتخاذ الاحتياطات .
إذا أهملت الأمر في بدايته ، قد يستغرق التعافي وقتًا طويلًا ."
: " أهكذا هو الأمر؟"
: " نعم ..." شعر تشين وان أن تشاو شينغهي لا يهتم كثيرًا
بصحته ، فسأله بشكل مباشر أكثر:
" أين تشعر بعدم الراحة ؟"
: " حمى . والتهاب بالحلق ."
: " هل تعرف إن كانت حرارتك مرتفعة؟" عبس تشين وان :
" إذا كانت كذلك ، عليك تناول خافض حرارة .
من المفترض أن يكون لديك دواء في المنزل أليس كذلك؟"
قال تشاو شينغهي: " أظنه منتهي الصلاحية .
لا بأس ، لنتحدث في أمور العمل أولًا ."
ازداد عبوس تشين وان، لكنه لم يسر على نهجه، بل سأله:
" هل يمكنك أن تطلب من سائقك أن يحضر لك بعض الدواء ؟"
: " هو أيضًا في إجازة مرضية ."
كاد تشين وان أن يقول : إذن سأحضره لك بنفسي ،
لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة
لطالما كانت تحركات تشاو شينغهي ومكان إقامته سريّة للغاية
ولو قال شيئًا كهذا، فسيبدو كأنه يستغل الوضع ليعرف
عنوانه، أو يحاول التقرب منه أكثر مما ينبغي
ورغم أن العلاقة بينهما أصبحت أقرب في الآونة الأخيرة،
إلا أنها لم تصل بعد إلى مستوى أن يطرق بابه ويقدم له
الدواء - بل ربما حتى تشو تشي شوان لن يُسمح له بفعل ذلك
{ فما الذي يؤهلني إذًا ؟ }
تضاربت أفكاره بين المنطق والقلق
كان مهمومًا بصحة تشاو شينغهي
لكنه خاف من تجاوز الحدود وتلقي الرفض
نادراً يتردد تشين وان
لكن هذه المرة، امتدت ثواني تردده حتى أصبحت مؤلمة،
وبدأ جو المكالمة يصبح ثقيلًا بشكل متزايد
فالتردد نوع من الرفض
وتشين وان تردد أكثر مما ينبغي - بما يكفي ليُساء فهمه
الصمت غير مرئي، لكنه حادّ
ثم جاءت من خلفه صوت أنثوي يقول :
" هييه ، تشين ! ارجع ، وصلت قنبلة الأعماق !"
كانت إحدى الفتيات اللواتي دعاهم تشو تشي شوان
للجلوس معهم على الطاولة وشرب الكوكتيلات
كنّ من أعضاء فرقة موسيقية ، وكان الحديث بينهن وبينهم حيويًا للغاية
الأجواء المتوترة أصلاً أصبحت أكثر حساسية
سكت تشاو شينغهي لثانيتين، ثم قال عبر الهاتف:
" اذهب أنت . سأغلق الخط ."
تجمّد تشين وان : " السيد تشاو—"
لكن يبدو أن تشاو شينغهي لم يسمعه —- فقد أُغلقت المكالمة بالفعل
———-
شعر تشاو شينغهي أن صداعه الحقيقي بدأ في هذه اللحظة بالذات
ومع ذلك، أجبر نفسه على العودة إلى غرفة المكتب
لاستكمال العمل،
فأنهى مئات الصفحات من الوثائق المتداولة في القروب ،
وحيدًا في هذه الليلة الموحشة
لم يكن يعتبر نفسه يومًا من أولئك الذين يدفعون الآخرين إلى المآزق
كان يكره إحراج الناس، لا سيما تشين وان، وكان يعتز دومًا باتزانه ورباطة جأشه
لكن ربما كان فيروس الإنفلونزا قاسيًا أكثر من اللازم،
يجعل الإنسان هشًّا ومضطربًا،
سهل الانقياد وراء أوهام حكمه الشخصي
لقد امتلك تشاو شينغهي كل شيء منذ صغره ،
ولكن الأشياء التي رغب فيها بصدق—نادراً ما نالها
وربما، لن ينالها أبدًا
وعندما يُفضي شخصٌ صلب الإرادة بجانبٍ من هشاشته وعناده، دون قصد ،
فإن لم يلتقطه أحد في لحظته ، فإن هذا الجزء غالبًا ما
يُدفن إلى الأبد ، ويُمحى دون رجعة
————-
رغم أن المكالمة قد انقطعت منذ وقت طويل، ظل تشين
وان واقفًا في مكانه بلا حراك، أنفاسه تتسارع،
حينها فقط، أدرك كم كان قراره خاطئًا
لكن بعض الفرص، متى ما انقضت لحظتها، لا تعود مجددًا
كان يرغب في أن يُبدي اهتمامه، مع الحفاظ على مسافته وكرامته
ظن أنه يتحكم بالأمور، غير أنه في الحقيقة كان مترددًا،
مكبّلاً ، مشلولاً تحت وطأة حرصه الزائد
أحس تشين وان بخيبة أمل من نفسه—بل باشمئزاز منها
{ أنا آسف… } همس في قلبه ،
دون أن يعرف على وجه اليقين لمن يوجّه هذا الاعتذار
ربما لـتشاو شينغهي المريض،
وربما لذاك الفتى الذي كانه ذات يوم—الذي أراد بصدق أن
يكون طيبًا مع تشاو شينغهي
{ لقد خذلت نفسي . أنا مثير للشفقة }
: “ ما بك؟” سأل تشو تشي شوان وهو يتفحّص ملامحه بانتباه
عاد تشين وان إلى الطاولة ، واحتسى بضع رشفات من الكحول
أوقفه تشو تشي شوان : “ هيه، ما الذي جرى ؟”
مسح تشين وان وجهه ، وكبح مشاعره بصعوبة : “ لا شيء.”
انتزع تشو تشي شوان كأس الشراب من يد تشين وان
وهو يعبس:
“ تكلّم .”
ابتلع تشين وان ريقه، ثم أخبره بالحقيقة
تشو تشي شوان:
“ تشاو شينغهي كان دائمًا غريب الأطوار .
من الطبيعي ألا تفهمه . لكن بصراحة ، أظنّك علقت في فخ من صنعك أنت .”
: “ ماذا تعني ؟”
: “ حسنًا ، كيف أقولها…”
لم يكن تشو تشي شوان ماهرًا اجتماعيًا مثل تشين وان،
لكنه على الأقل كان أدرى بشؤون القلب من شخص لا يرى
في الدنيا سوى شخصٍ واحدٍ فقط :
“ ألا تظنّ أنك تبالغ في محاولات التصحيح ؟”
همس تشين وان:
“ أنت لن تفهم .”
ربت تشو تشي شوان على كتفه وقال:
“ بل أفهم . بالطبع أفهم . الحب من طرف واحد يشبه
السير على حبل مشدود فوق هاوية — كل خطوة تحسب
لها ألف حساب ، تخشى أن تهوي في أي لحظة .”
كان قد رأى كيف عانى تشين وان طوال هذه السنوات
: “ تريد أن تُحسن معاملته ، لكنك تخشى ذلك .
لا تعرف كيف . لكن، هل خطر ببالك أنك تُفرط في التفكير ؟
ما يبدو لك أمرًا واضحاً ، قد لا يعدو كونه تفاعلًا اجتماعيًا
عاديًا بالنسبة للآخرين .”
أنزل تشين وان بصره وقال بهدوء:
“ أحقًا ترى ذلك ؟”
تشو تشي شوان:
“ إن كنت لا تزال مترددًا ، فقارن الأمر بكيفية تعاملك معي .
مثلًا—لو كنت جالسًا على طاولة بوكر وقلت لك إنني أريد أن
أربح ، هل كنت ستساعدني ؟”
: “ نعم.”
: “ والمرة الماضية—لو أنني تورطت في مشكلة عند بركة النسر ، هل كنت لتغطي عليّ ؟”
: “ نعم.”
كان ذلك أمرًا مسلّمًا به
: “ ومنذ قليل ، أثناء العشاء ، عندما نسيت علبة السجائر
في الفندق—هل كنت ستعيدها لي بنفسك ؟”
: “ نعم ”
: “ هل تحبني ؟”
“…”
فتح تشو تشي شوان كفّيه قائلًا:
“ ها قد وصلت إلى الجواب . إذًا، مما تخاف ؟
تشين وان … أنت حذر أكثر من اللازم .”
لم يكن تشو تشي شوان خبيرًا في الحب من طرف واحد،
لكن ذلك لم يمنعه من تقديم نصيحته
: “ كل تلك الأمور التي تُمضِي وقتك تقلق بشأنها ،
وكل تلك التصرفات التي تتردد فيها—يراها الجميع تفاعلاتٍ
عادية وبسيطة . لا أكثر ، ولا أقل …
لو لم تخبرني ، لما لاحظت أساسًا أنك تكنّ له مشاعر ~ .”
“……”
: “ تعرف؟ أفضل طريقة لإخفاء الإعجاب هي التصرف بطبيعية أصلاً ”
“……”
: “ إذا شعرت بالتردد ، عامله كما تعامل أي صديق آخر .
خذ الليلة مثلًا—لو كان تان يومينغ هو من قال إنه يشعر
بتوعك وكان وحده في المنزل ، وأنت تصادف أنك بالخارج ،
ألم تكن لتسأله إن كان بحاجة إلى دواء ؟”
تجمّد تشين وان في مكانه ~~
: “ لو أنك سألت ، لما استغرب أحد . هذا تصرف طبيعي تمامًا .
الجزء الغريب هو أنك لم تسأل . هذا هو الأمر غير المألوف .
هذا هو ما لا يشبه تشين وان .”
ضربة مفاجئة باغتت قلب تشين وان، وكأن شيئًا أصابه في مقتل
في الظروف العادية، حتى لو كان الشخص مجرد شريك عمل عابر ،
لكان تشين وان قدم له على الأقل دعمًا عاطفيًا مهذبًا ،
وسأله إن كان بحاجة إلى مساعدة
لكن حين تعلق الأمر بـتشاو شينغهي،
وبدافع من شعوره بالذنب وتردده،
لم يترك خلفه سوى لحظاتٍ من الصمت البارد
لقد عامله، في بعض الجوانب، أسوأ من شخص لا يعرفه جيدًا
أدرك تشين وان ذلك، فغمره شعور بالندم ولوم الذات ….
قلبه ، واهتمامه ، كانا دائمًا موجهَين نحو تشاو شينغهي
لكن الشخص الوحيد الذي كان يجب أن ينال أكثر من
غيره… لم يحصل إلا على أقل القليل
{ لم يكن هذا عدلًا ….. كان كل شيء مقلوبًا ….
ربما لم يكن تشاو شينغهي بحاجة إلى اهتمامي ،
أو جلب الدواء ، أو مساعدتي ... تشاو شينغهي يملك كل
شيء و بإمكانه أن يرفض
لكن أنا … تشين وان لم يكن ينبغي لي أن أصمت ….
الصمت موقف ، والاهتمام اختيار
لقد خالفت مبادئي ….
كنت أريد أن يشعر تشاو شينغهي بأن هناك من يهتم لأمره ،
و أنه ليس وحيدًا وهو مريض ،
و أن هناك من يذكّره بتناول الدواء والراحة ….. }
شعر تشين وان بندم عميق
لقد عقد العزم على أن يتغير — لكنه لم يكن واثقًا مما إذا
كانت الفرصة ستُتاح له يومًا لتدارك الأمر …...
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق