Ch52 | DJPWNK
بعد نصف شهر ———
كلٌّ من جيانغ شو وشين فانغ يو في إجازة —— ،
ولم يُعرف أيهما نسي سحب ستائر التعتيم في الليلة السابقة
كانت غرفة نوم جيانغ شو تواجه الشرق،
فاستيقظ باكرًا على ضوء الشمس الساطع الذي ملأ المكان
ظل ممددًا على السرير لبعض الوقت وهو يشعر بشيء من الانزعاج ،
وبعد أن تأكد أنه لا سبيل للعودة إلى النوم ،
جلس بكسل وهو يعتزم تبديل ملابسه ،
ليكتشف أن أزرار قميصه قد بدأت تتمدد قليلًا
وبغضبٍ مماثل لصاحبه ،
رسمت دمية الأرنب الوردية قوسًا أنيقًا في الهواء وهوت
بدقة على رأس الرجل الجالس على الأرض
قال جيانغ شو بنبرة يختلط فيها الضيق :
“ شين فانغ يو… إنها تكبر بسرعة شديدة ”
استيقظ شين فانغ يو على وقع الضربة ،
وهو يفرك عينيه ويحتضن الأرنب في ذراعيه ،
ثم ألقى نظرة على جيانغ شو الجالس على طرف السرير
كان جيانغ شو يدير ظهره نحوه ، فلم يرَى بطنه المنتفخ قليلًا ،
ولمح فقط كتفيه وخصره النحيل
علّق ببرود : “ أنت ما زلت نحيف ”
استدار جيانغ شو دون أي تعبير على وجهه ،
وكان انتفاخ بطنه في شهره الخامس قد صار واضحًا للعيان
رمش شين فانغ يو بعينيه وقال بعد أن فكر قليلًا، مازحًا:
“ أفضل من كرش البيرة عند أبي "
: “ شين فانغ يو!”
ولما رأى أن جيانغ شو على وشك الغضب ،
أسرع بالجلوس محاولًا تهدئته :
“ بما أننا في إجازة اليوم ، ما رأيك أن نخرج للتسوق ؟”
———————
اضطر جيانغ شو على مضض إلى ارتداء قميص واسع غير رسمي ،
وبدأ الاثنان يتجولان ذهابًا وإيابًا في السوق
عينا جيانغ شو تتفحصان قسم الملابس الرسمية ،
دون أن ينتبه إلى أن شين فانغ يو قد جذبه إلى متجر أزياء عصرية
ناول شين فانغ يو عدة سترات رياضية ( هودي ) ملوّنة
بقبعات من على الرف ،
لكن ذوق المراهقين لم يرقَى لجيانغ شو
ألقى جيانغ شو نظرة فارغة على الملابس التي دُفعت بين يديه ، ثم على شين فانغ ، وقال ببرود :
“ شين فانغ يو .. لقد تخرجت من الثانوية منذ زمن طويل "
لقد قضى ثماني سنوات كطالب طب،
ولم يرتدِي ملابس شبابية منذ دخوله المستشفى في سنته الخامسة
وبما أنه يبدو شاب ، فإن ارتداء ملابس لافتة للنظر كان
سيجعل المرضى يشعرون بعدم الارتياح،
لذا كان يكتفي غالبًا بمزيج من القمصان والسترات والمعاطف الطويلة
التي تضفي عليه مظهرًا أكثر نضجًا وثباتًا
شين فانغ يو: “هذه السترات الرياضية واسعة وستُبقيك دافئًا ، جرّب بعضها .
وإذا ارتديت المعطف الأبيض ، فمن سيرى ما تحتها أصلًا ؟”
ثم ألقى ببعض السترات الرياضية والكنزات التي اختارها في السلة ،
وأدخل جيانغ شو إلى غرفة القياس نصف مهددٍ ونصف مازح
بعدها وضع يده خلف ظهره وأغلق الباب بسرعة ،
ووقف عند المدخل مسندًا مرفقه إلى الحائط ،
وهو يبتسم قائلاً :
“ لن أتركك تخرج إلا بعد أن تغيّر ملابسك .”
: “ شين فانغ يو كونك طبيبًا هو إهدار لمواهبك .”
لم يسبق لجيانغ شو أن قابل شخصًا بهذه الوقاحة ،
فتابع ساخرًا :
“ لماذا لا تصبح محصل ديون بدلًا من ذلك ؟”
ضحك شين فانغ يو :
“ أنا كسول جدًا على أن أقف أحرس أبواب الآخرين .”
نظر جيانغ شو بيأس إلى الملابس في السلة ،
فقد كانت الألوان التي اختارها شين فانغ يو زاهية للغاية ،
واستغرق وقتًا طويلًا ليجد كنزة سوداء تبدو أكثر هدوءًا
استدار وخلع قميصه ، ثم رماه بلا مبالاة في يدي شين فانغ يو
لكن ما إن ارتدى الكنزة السوداء حتى أدرك أن هناك أمرًا غريبًا فيها
يبدو أن مصمم الكنزة من أنصار البيئة ،
فقد قص فتحة في الصدر من قطعة القماش الجيدة ،
ولا يعرف جيانغ شو إن كان السبب لتوفير القماش أو لغرض آخر
وبينما يعبس، أمسكه شين فانغ يو من كتفيه وأداره ،
لتقع عيناه على الجلد المكشوف
كانت هناك شامة حمراء جميلة على الصدر الأبيض الناعم،
تطل بخجل من فتحة الكنزة
قال شين فانغ يو وهو يلمس أنفه:
“ إنها جميلة… عندما رأيت هذه الكنزة ، فكرت أنها ستكون مثالية لك "
ابتسم جيانغ شو بسخرية :
“ ستبقيني دافئة أليس كذلك ؟”
وما إن أنهى جملته ، حتى سُمع صوت قفل ،
تم دفع الطبيب شين فانغ الذي كان مصممًا على عدم التحرك ،
إلى خارج غرفة القياس ويداه مقيدتان خلف ظهره
ثم اكتشف شين فانغ أن جيانغ أغلق الباب
طرق شين فانغ يو على الباب وهو يلوّح بقميص جيانغ في يده :
“ دعني أدخل يا جيانغ شو، ما زالت ملابسك معي .”
: “ لا حاجة ! ” رد جيانغ شو بأسنان مشدودة ،
ثم أعاد نظره إلى سلة الملابس الزاهية ،
وفي النهاية استسلم وأخذ الكنزة البرتقالية من الأعلى ليرتديها
وعندما سمع شين فانغ يو صوت الاحتكاك من الداخل، ارتسمت ابتسامة على طرف شفتيه
بعد لحظات ،
فتح جيانغ شو الباب وشيء من الإحراج يعلو وجهه
آخر مرة ارتدى فيها ملابس زاهية اللون كانت على الأرجح
حين ارتدى زي المدرسة الإعدادية 6
لكن على الأقل ، كانت أفضل من الكنزة الممزقة ذات الفتحة في الصدر
وقف أمام المرآة ، بينما قالت بائعة المتجر بدهشة :
“ واو … تبدو رائع ! تبدو كطالب جامعي .”
قال شين فانغ يو بعينين لامعتين وهو ينظر إلى عينيه عبر المرآة :
“ صحيح ،،،
ألم أقل لك إن ذوقي ممتاز؟”
لم تُبدُ بشرة جيانغ شو البيضاء داكنة باللون البرتقالي ،
بل على العكس ، جعلته يبدو شابًا بشكل لافت ،
كما أن الكنزة الواسعة غطّت بروز الحمل تمامًا ،
ولم تُظهر أي بروز طفيف حتى
لكن من الواضح أن جيانغ شو لم يكن راضيًا عنها،
وما إن همّ بالعودة لتبديلها،
حتى قال شين فانغ يو فجأة:
“ كنت تبدو هكذا تمامًا عندما التقينا أول مرة …"
وأضاف:
“ كنت ترتدي زي المدرسة الإعدادية 6 ،
وجذبني فورًا ذلك اللون الأحمر اللافت وسط الحشد …."
ثم أنزل شين فانغ عينيه وابتسم :
“ رغم أن الملابس كانت دافئة اللون ،
فإن تعبير وجهك كان بارد
حينها فكرت أنه لو كنت من طلاب المدرسة الإعدادية 4 ، لكان ذلك أفضل ،
لأن اللون الأزرق لزيّنا كان سيليق بك أكثر… لكن الآن…”
كانت أصابعه على ذقنه ، يطرق برفق بيده واحدة ،
ثم تابع قائلاً :
“ أعتقد أن الألوان الزاهية تناسبك أكثر ، تبدو أكثر ودّية .”
وقفت البائعة ، التي شعرت وكأنها سُلبت وظيفتها ،
تراقب شين فانغ يو بدهشة ،
فقد اعتادت أن ترى الناس يجلبون أصدقاءهم لشراء الملابس ومدحهم ،
لكنها لم تسمع قط بمثل هذا الإطراء الغريب
لكن ما لم تكن تتوقعه البائعة ، هو أن الرجل الذي يجرب
الملابس قد وافق على شراء الكنزة البرتقالية بعد سماع هذه الكلمات ،
وكان في حالة ذهول بينما تغلف الملابس
رفعت بصرها دون وعي، والتقطت نظرة شين فانغ يو وهو
ينظر إلى جيانغ شو
الرجل الذي يُنظر إليه كان غافلًا تمامًا ،
أما الرجل الذي ينظر إليه فلم يكن يبدو حتى أنه يدرك الشوق في عينيه
شعرت فجأة وكأنها اكتشفت شيئًا مذهلاً
وأثناء تشتت انتباهها ، نقّر الرجل فجأة على المنضدة ، وسلمها كنزة سوداء وقال بصوت خافت :
“ غلفي هذه أيضًا .”
: “ هاه؟”
ألقى شين فانغ يو نظرة خاطفة على جيانغ شو الذي قد
مشى إلى الباب وينتظر بفارغ الصبر أن يدفع ثمن الملابس،
ثم أضاف للبائعة:
“ ارجو أن تكوني سريعة ، لا تدعيه يكتشف الأمر ”
البائعة: “؟”
——
كانا سريعين جدًا ، وبعد التجول في السوق ،
انتهى بهما الأمر بشراء أكياس كبيرة من الكنزات الواسعة والسترات الرياضية ،
التي ربما ستكفي جيانغ شو حتى يصل إلى شهره السادس من الحمل
وعندما خرجا ، أجاب شين فانغ يو مكالمة هاتفية وأغلقها، ثم قال لجيانغ شو:
“ هيا، سأخذك لرؤية مربية الحضانة الخاصة بك "
: “ مربية الحضانة ؟”
شين فانغ يو :
“ سأعتني بك عندما يحين الوقت ،
لكن من الأفضل للطفلة أن تعتني بها مربية خاصة بالحضانة .
لقد سألت واكتشفت أنه يمكن استئجار مربية لمدّة سنة أو سنتين .
وإذا احتجنا، سأستأجر واحدة لفترة أطول ،
لكي يكون لدينا من يعتني بالطفلة أثناء عملنا .”
رعاية الطفلة ليست مهمة سهلة ،
وكان جيانغ شو قد فكر في استئجار مربية من قبل ،
لكنه لم يكن يتوقع أن شين فانغ يو بدأ بالاتصال بهم في
وقت مبكر كهذا
شين فانغ يو:
“ أنت لا تعلم ، لكن العثور على مربية حضانة في مدينة A
هذه الأيام عملية معقدة جدًا .
يجب أن تحجز مربية من الدرجة الذهبية أو الفضية أو
الماسية قبل ستة أشهر ،
كما يتوجب عليك فتح ملف في المستشفى قبل الولادة ،
وإلا فلن تجد من يتوفر في الوقت المطلوب .
كما أنها مقابلة من جانبين ،
تمامًا مثل ماكنا نختار المعملين .
زرت عدة نوادي واخترت واحدة اعتقدت أنها جيدة جدًا . والمصادفة أن وقتنا متاح ووقتها أيضًا ،
لذا أخبرنا مركز إدارة المنازل بالحضور للمقابلة .”
تردد جيانغ شو في الكلام وقال:
“ أما وضعنا نحن…”
فكر قليلًا، فقد تكون عائلتهم حالة فريدة من نوعها في البلاد كلها
فسأله شين فانغ يو:
“ هل أنت مستعد لأن تقول الحقيقة ؟”
ولما صمت جيانغ ، أضاف:
“ إذا لم تكن مستعد ، فلن نذكر أن الشخص الذي أنجب الطفلة هو أنت .
وكيف ستفهم مربية الحضانة الأمر ، فذلك شأنها الخاص .
لقد بحثت جيدًا عند اختيار الأشخاص وتنقيتهم من الذين
يحبون القيل والقال ،
وهذه التي سنقابلها ليست من النوع الثرثار ”
شعر جيانغ شو بالارتياح لما قاله
وعندما وصلا إلى مركز إدارة المنازل ،
كانت مربية الحضانة موجودة بالفعل
أخذ الموظفون الثلاثة إلى غرفة الاجتماعات وقدموا الشاي للطرفين
قالت مربية الحضانة ، التي بدت لطيفة وتبلغ من العمر
حوالي ثلاثين إلى أربعين عامًا:
“ السيد جيانغ ، السيد شين ، اسمحوا لي أن أقدم نفسي .
اسمي باو نيان ،
وأعمل مربية حضانة منذ ثماني سنوات في مدينة A .”
أخرجت سيرتها الذاتية ، والتقارير الطبية ،
وشهادات متنوعة ،
بالإضافة إلى تقييمات وشهادات من أصحاب العمل السابقين ،
وضعتها أمامهم ، وبدأوا بتحليل الأوراق الكثيفة بتفصيل
كانت محترفة حقًا
شعر جيانغ شو وكأنه يُجري مقابلة قبول في دراسته العليا،
لكنه كان هو الآخر يخضع للمقابلة
ابتسمت باو نيان وسألت :
“ هل يمكنني أن أسألكما عن طبيعة علاقتكما ؟
أنا لست فضولية ، فقط سيكون من الأسهل عليّ العمل إذا كنت أعرف ، وسأحتفظ بالأمر سرًا .”
نظرا إلى بعضهما البعض ،
ووجدوا صعوبة في شرح علاقتهما للحظة
قالا معًا في نفس الوقت :
جيانغ شو: “ زملاء عمل ”
شين فانغ يو: “ أصدقاء ”
تجمدت باو نيان
بعد لحظة من التفكير ، قالا في نفس الوقت
جيانغ شو : “ أصدقاء ”
شين فانغ يو : “ زميل ”
نظرا إلى بعضهما البعض
ابتسمت باو نيان بفهم ولم تضغط عليهما، فقط قالت:
“ حسنًا، أعتقد أنني فهمت .
هل لديكما أي أسئلة أخرى لي؟”
…..
كل من جيانغ شو وشين فانغ يو سريعَي البديهة في إنهاء الأمور ،
وباو نيان لم تكن من نوع الأشخاص الذين يكثرون الكلام ،
بعد نصف ساعة ، انتهت المقابلة ،
وكان الطرفان راضيين تمامًا ، فوقعوا عقد حجز مبدئي على الفور
لم تجلس باو نيان في مركز إدارة المنازل ، وعندما خرج
الثلاثة بعد توقيع العقد، قالت لهما بأدب :
“ أراكم بعد ستة أشهر إذًا "
نظر شين فانغ يو إلى جيانغ — ثم قال لباو نيان بأدب :
“ إلى أين تذهبين ؟ ما رأيك أن نوصلّك في طريق عودتنا ؟”
أشارت باو نيان إلى رجل يقترب منهم من بعيد وقالت :
“ لا حاجة ، زوجي هنا ليأخذني .”
أومأ شين فانغ يو برأسه ، واستعد جيانغ شو للمغادرة ،
لكن قبل أن يخطو خطوة ، شعر بنقرة على ظهره
التفت ورأى الرجل الذي كانت باو نيان تمسكه — وهو
صاحب محل كعك البوزاي
تمنى لو أنه يستطيع شتم الحظ السيء ،
فالعالم صغير جدًا ——-
عرف شين فانغ يو أن الأمر ليس جيدًا ،
لكن كان الوقت قد فات للتظاهر بعدم رؤيته
قال صاحب محل الكعك بحماس واضح :
“ إنه أنت حقًا !”
وتشبث به فورًا ، وقال:
“ يا للمصادفة أن نلتقي هنا !
كان طفلي مريضًا منذ فترة ، وبفضل بطاقة الموقف التي
أعطيتني إياها ، وفرنا الكثير من المال ….”
ثم التفت إلى باو نيان وتابع :
“ عزيزتي، هذا هو الرجل الذي أعطاني بطاقة الموقف .”
ردت باو نيان:
“ يا لها من صدفة جميلة ! شكرًا لك السيد شين "
ضحك شين فانغ يو بشكل جاف ولم يقل شيئ
أراد رجل كعك البوزاي أن يسأل عن زوجة شين فانغ يو الراحلة ،
لكنه تذكر كلمات شين فانغ يو الجادة في ذلك اليوم،
واستنتج أن الزوجة ربما ماتت،
ورأى أن شين فانغ يو لا ينوي الكلام، فسأل باو نيان بفضول:
“ كيف تعرفين اسمه ؟”
لم تكن باو نيان تعرف القصة التي اختلقها شين فانغ يو
فأوضحت لزوجها :
“ السيد شين وقع معي عقد مربية لمدة عام كصاحب عمل جديد .”
تجمد وجه رجل الكعك، ونظر إلى شين فانغ يو
وتلاشى حماسه تدريجيًا وتحول تعبير وجهه إلى برود
قال ساخرًا :
“ مهلاً ! هل أنت إنسان ؟
زوجتك توفيت للتو ، ولديك امرأة أخرى بالفعل ؟”
أشار إلى باو نيان ولافتة مركز إدارة المنازل بغضب شديد وقال :
“ ولديك طفل أيضًا ؟! ظننت أنك رجل طيب !”
جيانغ شو متفاجئ “؟” وبعد لحظات :“ متى تزوجت أصلاً ؟”
شين فانغ يو قد فقد صوابه :
“ دعني أشرح…”
صاح رجل الكعك بصوت عالٍ،
وعندما رأى جيانغ شو يتحدث، قال له:
“ من الجيد أنك هنا لتشرح ، قل لي ماذا فعل هذا الصديق لك؟”
زاد غضبه مع كلامه، وبدأ يلفظ كلماته بحماس متزايد وبصوت مبحوح :
“ منذ شهر أو نحو ذلك ، جاء إلى محلي ليشتري كعك البوزاي.
كنت على وشك الإغلاق ولم أرغب في بيعه شيئ ،
لكنه قال إن زوجته تموت ولن تبقى على قيد الحياة حتى الليل ،
وأراد أن يعطيها بعض الكعك .
ظننت أنه يحبها جدًا ، فوافقت ….”
وأضاف بغضب :
“ والآن زوجته قد ماتت قبل أسابيع قليلة فقط ،
ولم ينمو العشب بعد على القبر ، وهو يأتي ليستأجر مربية ؟!”
أمسك بخصره وأشار إلى شين فانغ وقال :
“ أظن الآن أن زوجتك ماتت من شدة الغضب .”
مر أكثر من شهر… تحرك دماغ جيانغ شو بسرعة فائقة، وفهم فورًا لمن كان الكعك موجهًا لمن
{ يا الرجل الطيب ، لقد كان أنا الزوجة 'قصيرة العمر ' }
حدق في شين فانغ يو بنظرة قاتلة ،
و في عينيه ما يكفي للقتل ،
بينما ابتسم الأخير بخجل ومسح العرق عن جبينه
أخذ جيانغ شو نفسًا عميقًا وقال للرجل الغاضب صاحب محل كعك البوزاي:
“ اهدأ ، الأمور ليست كما تظن ، زوجته لم تمت .”
الرجل بدهشة : “ لم تمت ؟
إذًا المرأة الحامل… هي أيضًا زوجته ؟”
لم يرغب جيانغ شو في الإجابة،
لكن شين فانغ يو أومأ له
فقد كان الكذب الأول بحاجة إلى ملايين الأكاذيب لتغطيته،
وكان جيانغ شو يعرف أن شين فانغ يو سيلتصق به
لقب ' الزوج القمامة ' فقط لأنه اشترى له كعك البوزاي
تنهد جيانغ شو على مضض وأنقذ شين فانغ قائلًا :
“ نعم ، هي زوجته .”
ارتجفت عينا شين فانغ يو فجأة
تجمد صاحب الكعك للحظة ، ثم تحولت ملامحه من الغضب إلى السعادة فورًا :
“ يا لها من زوجة محظوظة ، نجت من الموت !”
ربت على ذراع شين فانغ وقال:
“ من ينجو من كارثة تأتيه البركة !
أنا آسف لأنني أسأت فهمك ،
لا تأخذ الأمر على محمل شخصي ، كنت مخطئ .”
لكن شين فانغ يو لم يرد مباشرةً ؛
فقد صُدم بكلمات جيانغ الأخيرة لدرجة أن فروة رأسه وخزته ،
ولم يستطع استيعاب الموقف بسرعة ،
كان يعرف أن جيانغ قال ذلك ليخرجه من المأزق ،
لكن تلك الكلمات تسللت إلى قلبه بطريقة ما وجعلته غير مرتاح …
وكأن ريشة صغيرة داعبت قلبه ،
فتركته في حالة شعور مبهم لا يستطيع وصفه ،
قال جيانغ شو ببرود لصاحب الكعك:
“هذا بفضل الطبيب شين من قسم أمراض النساء والتوليد
في مستشفى جيهوا ، يديه تصنع المعجزات .”
تعمّد التأكيد على كلمة ' الطبيب شين ' ليتهكم عليه ،
لكن حين سمعها شين فانغ ،
شعر بحرارة غريبة تشتعل في أذنيه
قالت باو نيان وهي أكثر فطنة من زوجها :
“ حسنًا ، كفى أسئلة .”
كانت قد استمعت إلى حديث الرجلين وشعرت أن الوضع يبدو معقدًا للغاية ،
وبحسب خبرتها السابقة ، كلما كان وضع صاحب العمل معقدًا ،
كان من الأفضل عدم السؤال ،
' قلة القيل والقال وكثرة العمل ' هو السر الأكبر لكسب
المال كمربية حضانة
لم تكن تهتم إلا بالربح ،
ولم ترغب بمعرفة المزيد عن الحياة الشخصية لعملائها
قالت:
“ الطفل بالتأكيد جائع ، واليوم إجازة نادرة بالنسبة لي
ما رأيك أن نعود للمنزل باكرًا ؟”
: “ آه صحيح!” ضرب صاحب الكعك جبهته وقال للرجلين:
“ سنذهب أولًا إذًا ، الطفل ينتظر في المنزل .”
ثم التفت إلى شين فانغ معتذرًا :
“ آسف مجدداً .
المرة القادمة ، تعال أنت وزوجتك إلى المحل
لتأكلا كعك البوزاي .. كل ما تشاءان ، الحساب عليّ .”
بينما يراقب صاحب كعك البوزاي وباو نيان يبتعدان ،
لم يستطع جيانغ شو كبح نفسه وقال:
“ طالما أنك بارع في اختلاق الأمور ، لماذا لا تذهب وتحكي قصص ؟”
: “ مرة تريدني أن أحكي قصص ،
ومرة تريدني أن أذهب لتحصيل ديون ،
ماذا تريد مني أن أعمل بالضبط ؟”
ألقى عليه جيانغ شو نظرة فارغة
مع مغادرة صاحب الكعك ، تنفس شين فانغ يو أخيرًا الصعداء
تابع :
“ لا تقلق ، أستطيع أن أعولك أنت والطفلة حتى لو كنت
طبيب .
صحيح أنني لن أكون غنيًّا أو مشهور ،
لكن على الأقل لن نموت جوعًا ! ….”
بجدية :
“ أعتقد أن دخل الطبيب أعلى من دخل رواة القصص أو جامعي الديون .”
: “ ومن قال إني أريدك أن تعولني ؟”
شين فانغ يو : “ لا أحد ، أنا من يريد ذلك ….”
نظر إلى جيانغ :
“ إذًا… هل ستدعني أعيلك ؟”
صمت جيانغ شو للحظة ثم تمتم بضجر :
“ اذهب وأعِل زوجتك قصيرة العمر ”
: “ حسنًا ،” وضع شين فانغ يو يده على كتفه :
“ سنذهب الليلة لشراء كعك البوزاي،
خاصةً المحشو بالفاصولياء الحمراء .
لكن لا يمكنك أن تأكل كثيرًا وإلا ستصاب بمغص المعدة مجدداً .”
أطراف أصابعه لامست عنق جيانغ من الجانب دون قصد وهو يسند يده عليه
فجأة ارتد مرفق جيانغ شو للخلف ،
فأبعد شين فانغ يو يده متألمًا
رفع نظره فوجد أن جانب عنق جيانغ شو قد احمر
: “ ما الأمر؟”
وبسبب بشرة جيانغ شو البيضاء، كان الاحمرار واضحًا جدًا
مد شين فانغ يو يده ليتفقده، لكن جيانغ شو أبعدها بصفعة
ثم أسرع جيانغ في مشيته فجأة ،
ولحقه شين فانغ وهو يسأله باستغراب :
“ هل هي حساسية ؟”
غطى جيانغ شو فم شين فانغ يو قبل أن تلامس أنفاسه الدافئة عنقه ،
لكن قبل أن يتمكن شين فانغ يو من الاعتراض ،
رن هاتف جيانغ شو فجأة
كانت المتصلة —— والدته ——
رفع جيانغ شو إصبعه إلى شفتيه وأشار لشين فانغ يو أن يصمت، ثم التفت إلى الهاتف قائلًا:
“ ما الأمر يا أمي؟”
كان صوت لعب الماهجونغ يعلو من الطرف الآخر:
“ لا شيء ، أنا فقط ألعب الورق مع عمتك يان .
سمعت في الأخبار أن هناك رجلًا في الخارج استطاع أن ينجب طفلًا ، ولم أصدقها .
فقالت لي إن المستشفيات الكبرى في المدينة لا بد أن يعرفون ،
وطلبت مني أن أتصل بك
شياو شو هل هذا صحيح ؟”
نظر جيانغ شو إلى شين فانغ يو
: “ صحيح "
عض شفتيه وأخبر أمه عن الحالة في دولة M
فقالت والدة جيانغ بدهشة عبر الهاتف :
“ إذًا الأمر حقيقي ؟ هذا نادر جدًا "
ثم جاء صوت العمة يان ممتزجًا بأصوات الماهجونغ:
“ أرأيتِ ؟ قلت لكِ إنه صحيح .
لماذا كان عليكِ أن تزعجي شياو شو؟ إنه مشغول .”
ضحكت والدة جيانغ:
“ صحيح صحيح ، المستشفيات الكبرى دائمًا مشغولين ،
لا حيلة لي …"
العمة : " اييييه.. ابني ليس لديه فرصة يكون مشغولًا هكذا ،
أو حتى يثبت نفسه في المدينة الكبيرة وهو في هذا العمر الصغير .
لا أعرف كيف ربيته .”
ابتسمت والدة جيانغ بخجل قليل وقالت :
“ لقد اجتهد بنفسه ، أنا لم أزعجه أبدًا وهو صغير .”
جيانغ شو: “……”
“ أمي، إذا لايوجد شيء آخر ، سأغلق الخط .”
: “ حسنًا حسنًا، تفضل وواصل عملك.”
انتهت المكالمة على صوت حجارة الماهجونغ،
وشعر جيانغ شو بقليل من العجز
كان والداه فعلًا يهتمان به ويعاملانه بلطف،
لكنهما من النوع الذي يريد لابنه أن يصبح ' تنين '
ويستخدمانه للتفاخر أمام الآخرين
في الحقيقة، جيانغ شو لم يكن يريد أن يكون موضوعًا لأحاديث والديه
ناداه شين فانغ يو فجأة :
“ هيه… هل فكرت يومًا…
أن تستغل هذه الفرصة لتصارح والديك ؟”
توقف جيانغ شو قليلًا
كانت فعلًا فرصة مناسبة ،
فعلى الأقل الآن ومع وجود حالة دولة M كمثال أمامهم،
سيكون والديه أكثر تقبّلًا لفكرة أن رجلًا يمكن أن يحمل
وفوق ذلك، كان هو بالفعل يريد أن يتحدث عن الأمر
فالعملية محفوفة بالمخاطر،
ولم يكن متأكدًا من أنه سيغادر طاولة العمليات سالمًا
كان يريد أن يهيئ والديه نفسيًا قبل ذلك،
بدل أن يسمعا فجأة خبرًا سيئًا وهما في الخمسينيات من عمرهما
وبالإضافة، إن نجحت العملية وبقي هو والطفلة بخير ،
فسوف يضطر يومًا ما إلى أخذ الطفلة لرؤية جدّيه
لكن التردد ما زال موجود
فقضية دولة M أثارت الجدل في الأوساط العلمية ،
بل وبسبب طبيعتها الخاصة وحب الناس ' الشائعات '
أثارت موجة نقاش على الإنترنت
معظم الناس تمنوا الخير ،
لكن آخرين أطلقوا تعليقات مثل: “نصف رجل نصف امرأة”، “وحش”، و”مقرف”
كان يخشى أن والديه، اللذين طالما كانا فخورين به،
قد لا يتقبّلان فكرة أن ابنهما أصبح ' وحش '
هو لم يهتم كثيرًا بكلام الغرباء ،
لكن لا يريد أن يسمع من والديه مثل هذه الكلمات
ربت شين فانغ يو على كتفه وقال:
“ لا بأس ، إذا أردت التحدث عن الأمر ، سأعود معك .
متى إجازتك القادمة ؟
سأبدّل المناوبة وأرجع معك إلى المدينة B ونتحدث مع
والديك وجهًا لوجه .”
: “ ألا تخاف أن…”
قاطعه شين فانغ يو :
“ سأذهب أولًا وأتسجل في قسم العظام…
وبعدها أشتري بوليصة تأمين ”
فتح جيانغ شو فمه ليقول شيئًا ثم توقف ، ثم قال :
“ ألا يُعَد هذا احتيالًا على التأمين ؟”
فكّر شين فانغ يو قليلًا ثم قال:
“ إذًا هل أطلب درعًا واقيًا مُفصَّلًا لي خصيصًا ؟”
ابتسم جيانغ شو —- وزال الضيق والكآبة التي شعر بها قبل قليل ،
ونظر إلى شين فانغ وأجاب بصوت هادئ جدًا :
“ ممم "
: “ إذًا اطلب لي واحد معك ”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق