القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch53 | DJPWNK

 Ch53 | DJPWNK



يو سانغ : “ الأخ شو .. هل ستعود إلى الجامعة ؟”


خلع جيانغ شو سترته ، 

ولمح يو سانغ السترة البرتقالية الفاقعة التي يرتديها تحت المعطف ، فقال:

“ هذا لا يشبه أسلوبك أبدًا .”


ألقى جيانغ شو نظرة على شين فانغ ، الذي التفت إلى يو سانغ وسأله :

“ هل يبدو جيدًا ؟”


أجاب يو سانغ بلا وعي : “ نعم .”، 

ثم أدرك أن شين فانغ هو من سأله ، 

فحدّق به وكأنه رأى شبح ، 

ثم عادت عيناه الفضولية إلى جيانغ


نادته الطبيبة شاو لي من عند الباب : “ الاستاذ جيانغ!”


أومأ لها جيانغ شو .. وخرج مسرعًا من المكتب قبل أن 

يتمكّن يو سانغ من طرح سؤاله ، 


تاركًا يو سانغ في حيرة وهو يربّت على رأسه ويتمتم :

“ أظن أنني بدأت أتوهم "


…..


سأل جيانغ شاو لي : “ ما الأمر؟”


ناولته شاو لب رزمة من الملفات وقالت :

“ المريضة التي نُقلت من مستشفى أقل مستوى هذا الصباح ، 

يُشتبه في إصابتها بسرطان المبيض الأولي أحادي الجانب .”


: “ هل هناك انتشار للورم؟” سأل جيانغ شو وهو يطالع تقرير الأشعة الصوتية


. “ تم فحص موضوع الانتشار في المستشفى السابق ، 

ولم يتم العثور على شيء حتى الآن ...” ثم سألت:

“ هل نحتاج لتصريف السائل مجدداً ؟”


لم يُجبها جيانغ شو فورًا، بل بدأ يقلب الملف بسرعة، 

ثم عبس بحاجبيه قليلًا :

“ المريضة عمرها فقط سبعة عشر عامًا ؟”


{ هذا … صغيرة جدًا }


أخذ جيانغ شو فيلم الأشعة المقطعية ورفعه باتجاه الضوء ليتفحصه، 

وبعد نصف دقيقة أعاده إلى علبة الحفظ ، 

وبدأ يقلب نتائج الفحوص السابقة ورقةً ورقة


: “ هل هذا كل شيء؟”


أجابت : “ هذا كل ما سلّمته المريضة ، 

راجعت تقريبًا كل الفحوصات المطلوبة ، 

والأشعة الصوتية أظهرت آفة كيسية ، 

وفي التصوير المقطعي المعزز ظهر جزء ذو صدى يشبه الورم الخبيث .”


أراها جيانغ شو ورقة الأشعة الصوتية :

“ ألا تلاحظين أن الحدود الخارجية واضحة جدًا ، 

وأن جدار الكيس غني بالتروية الدموية ؟”


: “ هاه؟”


جيانغ شو:

“ اسألي المريضة إن كان لديها أي أعراض هضمية ، 

أعطيها موعدًا عاجلًا للتنظير المعدي وتنظير القولون ، 

وأعيدوا فحص الأشعة الصوتية ، 

واطلبوا من الطبيب أن يركّز على المبيض في الجهة التي لا 

تحتوي على الكتلة .”


أدركت شاو لي ما يقصده: “ أستاذ جيانغ… 

أأنت تشك أنها حُددت بالخطأ ؟”


لم يُجب جيانغ شو —- بل نظر إليها وأعاد لها الأوراق:

“ أنا فقط أستبعد الاحتمالات… وأتمنى أن أكون مخطئ . 

هل المريضة هنا الآن؟ خذيني إليها .”


: “ حسناً .” رتبت شاو لي الملفات وهي تستعد لاصطحابه إلى الجناح


قاطع صوت أنثوي مألوف الاثنين :

“ جيانغ شو!”


رفع جيانغ شو رأسه، ليرى أن من نادته هي يان هوا


التي ترتدي اليوم معطفًا رماديًا فاتحًا، 

وبجانبها فتاة ذات شعر أخضر مصبوغ، 

وملصقات وشم على ذراعيها، 

وترتدي فقط تيشيرت بلا أكمام على الطراز العصري


كانت شخصيتها ملفتة للنظر


سحبت يان هوا الفتاة نحو جيانغ شو —- ولما رأت شاو لي 

معه أدركت أنه في وسط عمله، فقالت:

“ مشغول؟”


رد جيانغ شو : “ ذاهب لرؤية مريضة ،، ما الأمر؟”


: “ هذه مريضة من الجمعية ...” أشارت يان هوا إلى الفتاة بجانبها : “ هل شين فانغ يو موجود ؟ 

إذا كنت مشغول ، أستطيع أن أذهب إليه بدلًا منك .”


في جمعية حقوق المرأة التي كانوا ينتمون إليها ، 

كان كثير من الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة مرضى ، 

وغالبًا يحتاجون أقسام مثل النساء والتوليد — حيث كل 

المرضى من النساء — تُستدعى للتدخل


كانت يان هوا قد أحضرت مرضى من قبل ، 

لكن هذه المرة الأولى التي تأتي فيها مريضة بملابس لافتة بهذا الشكل


قال جيانغ شو وهو يلمح القشعريرة على ذراعي الفتاة التي 

لم تستطع حتى الوشوم إخفاءها :

“ لقد كان هنا للتو . 

خذيها إلى المكتب أولًا ، الجو بارد بالخارج .  

إذا لم تجدي شين فانغ يو حينها ، سأمرّ أنا .”


: “ حسنًا.”


وبينما جيانغ شو وشاو لي يبتعدان ، ربّتت يان هوا على كتف الفتاة وقالت :

“ هيا بنا "


لكن الفتاة لم تتحرك، وكأنها جُذبت إلى الأرض


تنهدت يان هوا وأمسكت بيدها


: “ أنت فتاة كبيرة، هل تحتاجين أن نمسك يدك؟”


أدارت الفتاة ذات الشعر الأخضر وجهها بعيدًا ، 

غير راغبة في الرد على تعليق يان هوا


————-


كان شين فانغ يو ينهض ليأخذ قهوته حينها طرق أحدهم باب المكتب ، فاندهش لرؤيتها تدخل:

“ يان هوا ؟” ثم أثنى على مظهرها عرضًا : “ فستانك جميل .”


بعد أن قال ذلك ، وقعت عيناه على الفتاة التي تمسكها يان هوا


ليلحظ فورًا لون شعرها الأخضر الفاقع كالعشب البري، 

فأشار إليها برأسه وسأل:

“ أختك ؟”


ابتسمت يان هوا : “ شكرًا ...”، ثم أشارت إلى شين فانغ يو وقدّمت الفتاة قائلة:

“ هذا الطبيب شين ، وهو أيضًا عضو في الجمعية .”


رفعت الفتاة نظرها عند سماعها ذلك وألقت على شين فانغ يو نظرة سطحية بلا اكتراث ، 

بينما الكحل العريض المبالغ فيه حول عينيها لافت جدًا


سأل شين فانغ يو وهو ينظر إلى وشم الخنزير على ذراعها ، “ بكم هذا الوشم اللاصق ؟

شكله مميز .”


رفعت الفتاة ذقنها عاليًا لدرجة أنها تكاد تنظر للناس من فوق أنفها : 

“ ومن قال لك إنه وشم لاصق ؟

 ذهبت لشخص متخصص ونقشه لي.”


ألقى شين فانغ يو نظرة على معطف يان هوا ثم على تيشيرت الفتاة بلا أكمام :

“ ألا تشعرين بالبرد وأنتِ تلبسين هذا ؟”


قالت يان هوا بنبرة تحمل بعض العجز ، 

وإن كان فيها شيء من القلق : “ كنت أريد أخذها للتسوق وشراء ملابس ، 

لكنها رفضت وأصرت على ارتداء هذا .

لكن دعنا من ذلك الآن ...”

ثم شرحت:

“ هذه الفتاة تُدعى رين هان ، 

تواصلت مع جمعيتنا بنفسها ، 

وقالت إنها تعاني من حمل خارج الرحم ولا أحد يعتني بها. 

ورغم أنني لم أدرس الطب، فإنني أعلم أن هذا المرض 

خطير جدًا وقد يكون مميتًا، لذا أسرعت بإحضارها إليك .”


ورغم أن الجمعية يقومون بحملات توعية ، 

فإن مواردهم المالية محدودة ، 

ومعظم من تلقوا المساعدة لم يكونوا قد بحثوا على 

الإنترنت عن معلومات ذات صلة، 

ولم يعرفوا بوجود الجمعية من الأساس


أما هذه الفتاة، فكانت على ما يبدو واعية وتوجهت 

مباشرةً للبحث عن المساعدة عبر الإنترنت


والغريب أنه حين التقت يان هوا برين هان ، لم تقل الأخيرة شيئ 

ورفضت الذهاب إلى المستشفى ، 

بل ظلت تلتصق بيان هوا مثل ظلّها ، 

تطلب منها أن تتناول الطعام معها ، وتلعب معها ، وتمسك يدها أثناء السير


كانت يان هوا تعرف أن الحمل خارج الرحم ليس أمرًا بسيط ، 

فاضطرت إلى تهديد رين هان بوجه جاد قائلة إنه إن لم 

تذهب إلى المستشفى، فستتركها وشأنها، 

عندها فقط تبعت رين هان يان هوا على مضض


“حمل خارج الرحم؟” قال شين فانغ يو وهو يقطب حاجبيه وينظر 

إلى الفتاة التي كانت تنفخ في غرّتها. وعندما رأت رين هان نظرته، قلبت عينيها بتبرم وقالت:

“ الى ماذا تنظر ؟”


شين فانغ يو: “……”


الفتاة أمامه كانت مليئة بالحدة ، 

لكن أسنانها تصطك بين الحين والآخر ، 

مما يوحي بأنها على وشك الإصابة بالبرد… 

{ حمل خارج الرحم إذًا ؟ هاه }

بل إنه حتى بغضّ النظر عن ذلك 

شكّ شين فانغ يو في أنها قد تستطيع إكمال جري لمسافة 1500 متر

: “ هل خضعتِ للفحص؟”


رين هان: “ لن أخبرك "


ترددت يان هوا : “ رين هان طباعها حادة ،،

ما زالت صغيرة ، عمرها سبعة عشر عامًا فقط ، 

فلا تنزعج منها ...” ثم أوضحت: 

“ لا أظن أنها أجرت أي فحص .”


وضع شين فانغ يو قهوته وقال بنبرة لطيفة : “ لنقم بإجراء 

تصوير بالموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل ،،

لا حاجة للتسجيل في العيادة ، 

سأأخذك مباشرةً إلى قسم الطوارئ .”


: “ لحظة —” فجأة جذبت رين هان كمّ يان هوا واختبأت خلفها وهي تسأل :

“ ما هو التصوير بالموجات فوق الصوتية… المهبلي ؟” 

شعرت بألم لمجرد سماع المصطلح : 

“ هل يتضمن إدخال أداة فحص ؟”


: “ نعم، إنه دقيق للغاية ويُوصى به لمن لديهن نشاط جنسي .”


ارتعشت شفتا رين هان : “ ألا يمكنكم إجراء 

تصوير عبر البطن بدلًا من ذلك ؟”


ناولها شين فانغ يو كوب ماء ورقيّ بعد أن ملأه ، 

فأخذته بين يديها وهي تنظر إليه بحذر


شين فانغ يو : “ يجب أن تشربي ماءً وتمسكي بولك حتى تمتلئ المثانة ، 

بهذه الطريقة يمكننا الرؤية بوضوح ...” هدّدها بنبرة جادة: 

“ لكن قد تنفجر قناتا فالوب في أي لحظة ، 

الوضع حرج ، ولا يمكننا المخاطرة بحياتك .”


: “ لكن الأمر ليس بذلك السوء…”


قال شين فانغ يو وهو يهمّ بالوقوف : “ إذا لم يكن الحمل 

خارج الرحم أمرًا خطيرًا ، فما هو إذًا ؟”


فاستسلمت رين هان المتعجرفة فجأة ، 

وبدأت تهز رأسها مرارًا وهي تقول: “ أنا أخاف من الألم ، 

لا أستطيع .”


: “ سأطلب من الطبيبة أن تكون أكثر حذرًا.”


رين هان بتوتر : “ لا أريد إجراء الفحص ، أنا لم أمارس 

الجنس من قبل !”


رفع شين فانغ يو حاجبه : “ إذًا كيف أصبحتِ حاملًا ؟”

 

“……” نظرت رين هان إلى يان هوا بيأس ، 

ثم إلى شين فانغ ، 

وأخيرًا عضّت على أسنانها وقالت: “ أنا… أنا كنت مخطئة ، حسنًا ؟ 

سأجري الفحص ، هل يمكننا القيام به الآن ؟” 


خرجت من خلف يان هوا بنظرة بطولية وكأنها تقدم تضحية عظيمة


تبادل شين فانغ يو وين هوا النظرات ، 

وكان واضح أن يان هوا قد أدركت أيضًا أن هناك شيئًا غير طبيعي


قال شين فانغ يو بحزم وهو يسير في المقدمة : 

“ إذًا فلنذهب .”


تعاونت يان هوا وسحبت رين هان ، التي ما زالت تتمسك بكمها ، لتتبعهم ، 

وهي تقول: “ هل علينا حقًا إجراء هذا النوع من الفحص؟ 

لا أريده ، لقد رأيت آخرين يجرونه عبر البطن .”


يان هوا بنبرة هادئة لطمأنتها : “ الطبيب شين خبير ، 

ثقي به "


وصلوا إلى سرير الفحص ، 

واستلقت رين هان عليه وقلبها يخفق بشدة ، 

عينيها مغمضتين وأسنانها مشدودة


تبادلت الطبيبة الموجودة في غرفة الفحص نظرة مع شين فانغ يو وفهمت ما يقصده ، 

فقالت لرين هان: “ ارفعي ملابسك قليلًا .”


شعرت رين هان بملمس القماش وهو يحتك بجسدها ، 

ثم اجتاح بطنها العاري تيار بارد ، 

فارتجف جسدها بأكمله مثل ورقة في مهب الرياح


اختفت عدوانيتها السابقة ، 

وبدا مكياج عينيها الملطخ وكأنه يمنحها مظهرًا أكثر ضعفًا


هبط الجل الدافئ على بطنها، 

ففتحت عينيها بسرعة لترى ممرضة التصوير في قسم الطوارئ 

تحرك مجس جهاز الموجات فوق الصوتية على بطنها، 

بينما الطبيب شين فانغ يو يراقب الصورة على الشاشة


جلست رين هان غاضبة وهي في حالة انفعال واضحة :

“ لقد كذبتَ عليّ !”


لكن شين فانغ يو ظل يحدّق في الشاشة ، 

وقد تجمدت عيناه قليلًا ،

قال بهدوء : “ استلقي مجددًا "


وقفت رين هان غاضبة وحدقت في شين فانغ: “ لا أريد الفحص بعد الآن!

أنا لست حاملًا، حسنًا؟ 

لقد كذبت عليكم جميعًا ، أردت فقط أن يهتم أحد بي! 

أنتم حتى لا تريدون التحدث معي !”


أمال شين فانغ يو رأسه عند سماع كلماتها، 

ونظر إليها طويلًا ثم قال : “ استلقي مجددًا "


أرادت رين هان أن تقول شيئ آخر، لكنها فوجئت بنظرته


لم تكن نظرته شديدة الهيبة ، لكنها بطريقة ما جعلتها 

تشعر بالخوف قليلًا


أشار شين فانغ يو إلى مكان في بطنها وقال للطبيبة : 

“ افحصي هنا مجدداً .”


عاد الجهاز ليعرض الصورة التي اختفت عندما جلست رين هان


وظل شين فانغ يو يحدّق للحظة في الصورة الضبابية 

بالأبيض والأسود، ثم تبادل نظرة مع الطبيبة


شين فانغ يو أراد في البداية إخافة رين هان لتتعلم درسًا 

وتتوقف عن التظاهر بالمرض في المستقبل، لكن المفاجأة 

أنه اكتشف أمرًا مريبًا بالفعل


لم يكن في بطن رين هان كيس حمل كما توقع ، بل ورم 

ليفي في رحمها


الأورام الليفية الرحمية أورام حميدة شائعة بين النساء في سن الإنجاب، 

ونسبة الإصابة بها مرتفعة


ليست مرض خطير ، لكن حجم الورم لدى رين هان كان كبير بعض الشيء ، 

لذا من الأفضل إجراء عملية جراحية


شين فانغ يو: “ هل عادةً تعانين من نزيف غزير أثناء الحيض ؟ 

وهل يستمر لفترة طويلة ؟”


رأت رين هان أن الأمر ليس طبيعي ، 

وظهر القلق في عينيها : “ أنا…” 

عضّت شفتها السفلى بعدم تصديق : “ هل أنا مريضة فعلًا؟”



قال بهدوء: “ أجيبي أولًا "


ترددت قليلًا ، ثم أومأت


شين فانغ يو : “ سنُجري لكِ فحص دم، 

إذا كان لديكِ فقر دم ثانوي ، فسأقترح إجراء عملية جراحية .”


: “ عملية ؟” قفزت رين هان من على سرير الفحص ، 

ولم تتوقع أن يتضح أنها مريضة بعد أن كانت تتصنع المرض : “ كيف يعقل هذا ؟ 

أنا بصحة جيدة ، كيف يمكن أن أحتاج عملية ؟”

ثم تذكرت آداب الحديث ، وقالت بنبرة مذعورة : 

“ طبيب شين هل سأموت ؟ هل الأمر خطير ؟”


صُدمت يان هوا أيضًا وشعرت بالتوتر : “ هل الأمر خطير فعلًا ؟” 

سألت وهي تنظر إلى شين فانغ يو


عاد الثلاثة إلى مكتب أمراض النساء والتوليد ، 

وسلّم شين فانغ يو نتائج الفحص ليان هوا قائلًا : 

“ خذيها لإجراء فحص الدم أولًا .”


هذه المرة لم تتردد رين هان —- ، 

فبعد أن كانت يان هوا هي من تسحبها ، 

أصبحت هي التي تسحب يان هوا


أمسكت بالنتائج وخرجت مسرعة من الغرفة وقد بدا عليها الخوف الواضح


وبمجرد أن غادرتا ، عاد جيانغ شو —- وعندما رأى شين 

فانغ يو في مكتبه سأله: “ هل جاءت يان هوا إليك ؟”


شين فانغ يو: “ الفتاة كانت تتظاهر بالمرض ،  

ثم ظهر في الفحص أن لديها ورمًا ليفيًا ، 

وحجمه ليس صغير .”


أومأ جيانغ شو: “ إذًا مجرد عملية بسيطة .”


وعندما لاحظ عبوس جيانغ ، سأله شين فانغ: “ ما الأمر؟”


هز جيانغ شو رأسه ، متذكرًا الفتاة التي رآها قبل قليل


الفتاة التي تم تحويلها إلى المستشفى تُدعى رين مياو


كان وجهها شاحبًا ، وعيناها غائرتين ، 

وصوتها رقيق مهذب ، 

وعيناها الكبيرتان تشبهان عيون دمية باربي


كانت فتاة لطيفة حقًا


لكن حظها لم يكن سعيدًا مثل حظ أميرة الباربي


أيضًا في السابعة عشرة من عمرها —-


فبعض الأشخاص يتظاهرون بالمرض في سن السابعة عشرة ، 

بينما آخرون يقاتلون أمراضًا مميتة في نفس العمر ….


….


الساعة التاسعة مساءً ، 


جيانغ شو جالس في مكتبه عندها اقترب منه شين فانغ يو 

ونقر بإصبعيه قرب أذنه قائلًا :

“ هل ستذهب إلى المنزل ؟”


أجاب جيانغ شو بـ”نعم”، لكنه لم يتحرك من مكانه


تبع شين فانغ يو نظراته ، فرأى بضع أوراق فحوصات على المكتب


تم اكتشاف ورم مشتبه به في المبيض الآخر للفتاة 

الصغيرة ، بالإضافة إلى كتلة في معدتها


لقد حدث بالفعل تشخيص خاطئ في المستشفى السابق ، 

فلم يكن مرض رين مياو سرطان مبيض أولي ، 

بل على الأرجح سرطان مبيض انتقالي ؛ 

الورم في المبيض كان أشبه بورم متنقل ، 

بينما الورم الأصلي كان غالبًا الموجود في المعدة 


هذا النوع من الأورام ، الذي ينشأ في الجهاز الهضمي ثم 

ينتقل إلى المبيض ، 

يُعرف طبيًا باسم ورم كروكنبيرغ، وهو نادر جدًا


وسرطان المبيض الانتقالي يختلف تمامًا عن سرطان المبيض الأولي ، 

فهذا يعني أن الورم لدى الفتاة قد انتقل إلى مناطق بعيدة ، 

أي أن مرحلته قفزت مباشرةً من المرحلة الأولى أو الثانية 

إلى المرحلة الرابعة ، 

وهي أسوأ مرحلة من حيث التوقعات الطبية ، 

وبعبارة أبسط : السرطان في مرحلة متقدمة …….


قال شين فانغ يو معلقًا : “ اكتُشف الأمر متأخرًا جدًا "


هز جيانغ شو رأسه وقال: “ أريد أن أحاول ”

ثم أضاف وهو يحمل تقارير الفحوصات : “ ارجع أنت أولًا ”

وبينما يلتفت متجهًا إلى الطابق العلوي ، 

أمسك به شين فانغ من الخلف وقال : “ جراحة الجهاز 

الهضمي في الطابق التاسع ، هل ستصعد الدرج ؟”


ألقى جيانغ شو عليه نظرة سريعة ، 

متجاهلًا السؤال عن كيف خمّن أنه ذاهب إلى قسم جراحة 

الجهاز الهضمي ، 

لكنه لم يستطع إنكار أن هذا التفاهم الصامت بينه وبين 

شين فانغ يو كان يترك في قلبه شعورًا غريبًا… 

شعور أن هذا الرجل يفهمه جيدًا …


تراجع خطوتين وعاد ليتجه إلى المصعد


———————


الأرقام ترتفع ببطء ، 

ودخل جيانغ شو قسم جراحة الجهاز الهضمي في الطابق التاسع بصمت ،  

بينما بقي شين فانغ يو واقفًا ينتظره عند الباب ولم يدخل معه


عند دخول جيانغ ، وجد الطبيب آن وي لم يغادر بعد


: “ الأخ آن ”


خلال فترة تدريبه في قسم جراحة الجهاز الهضمي ، 

كان آن وي مشرفه ، 

وظلّت علاقتهما الشخصية جيدة على مر السنين ،  

فكلاهما يتمتع بنفس القدر من الاجتهاد ، 

ولهذا كانا ما يزالان يعملان لوقت متأخر الآن


تفاجأ آن وي قليلًا حين رآه : “جيانغ شو ؟ 

ما الذي أتى بك إلى هنا ؟”


لم يُطل جيانغ شو الحديث ، بل سلّم آن وي تقارير 

فحوصات رين مياو قائلًا: “ أريد إجراء عملية لها .”


كانت الملفات الطبية مفصّلة ؛ 

ورغم أن جيانغ شو كان أكثر خبرة في أمراض النساء 

والتوليد واستئصال الأورام المنتقلة ، 

فإن التوقعات المستقبلية لورم كروكنبيرغ تعتمد بشكل 

وثيق على استئصال الورم الأصلي ،

ولهذا أراد أن يتعاون مع آن وي في هذه العملية لاستئصال 

الورم الأساسي في المعدة


قرأ آن وي تقرير الفحوصات كاملة ، 

وبعد صمت طويل دفعه إلى جيانغ شو رافضًا بوضوح


جيانغ شو: “ الأخ آن …الورم الأصلي لديها ليس خطيرًا 

ويمكن إجراء عملية له "


لكن آن وي تنهد : “ لكن المبيضين لديهما انتقالات في الجانبين يا جيانغ شو

ويوجد أيضًا استسقاء بطني . 

أنا أستطيع استئصال الورم الأصلي ، لكن هل تستطيع أنت 

إزالة الانتقالات كلها ؟ 

أنت لا تعرف مدى سوء التوقعات في حالة ورم كروكنبيرغ، 

فأي بقايا ورمية هي قنبلة موقوتة ، 

وإذا أخطأت حتى بسنتيمتر واحد ، وإن نجحت ،،،” 

هز رأسه : “ فهو لا يزال مجرد مقامرة .”

وأضاف معتذرًا: “ آسف يا جيانغ شو 

الأفضل أن تبحث عن شخص آخر ، 

فأنا لا أريد أن أجرّ على نفسي المشاكل .”


كان جيانغ شو يفهم تمامًا دوافع قلق آن وي، 

زم شفتيه : “ لقد تحدثتُ مع المريضة وعائلتها ، 

والجميع متعاونون ويرغبون في إجراء العملية .”


فمن دون العملية لن يبقى أمامها سوى انتظار الموت ، 

وبحسب حالتها الحالية فلن تعيش على الأرجح أكثر من 

ثلاثة أشهر ، 

وكانت الجراحة آخر محاولة لإطالة حياتها


تنهد آن وي بأسف وقال بنبرة مريرة : “ جيانغ شو .. 

أظنك لم تتعرض بعد لما يكفي من المعاناة . 

كم من عائلات المرضى يقولون شيئ قبل العملية ، 

ثم يقولون شيئ آخر بعدها  ؟ 

بالنسبة لفتاة شابة مثلها ، هل تعتقد أن عائلتها ستقبل 

موتها بين يديك ؟”


وأضاف: “ هذا المرض يتقدم بسرعة ، وعندما يحين الوقت ، 

ستتدهور حالة الفتاة يومًا بعد يوم . 

أنت تعرف أن السرطان يتطور ببطء في البداية ثم بسرعة ، 

لكن العائلة لن تعرف ذلك ، 

سيقولون فقط إن المريضة التي كانت تتحسن بدأت تسوء 

حالتها يومًا بعد يوم .


في رأيي ، كان عليك ألا تأخذ القضية من الأساس ، 

وألا تمنح أملًا لعائلة المريضة . 

ففي حال فشلت الجراحة ،،،، لن يكون أمامك سوى انتظار 

الشكاوى اليومية بعد رحيلها ...”


ثم أشار إلى كمية من الزهور البلاستيكية البيضاء الخاصة 

بالجنازات في زاوية المكتب، وقال لجيانغ : “ انظر .”



ثم أشار إلى المكتب الفارغ حيث كان جيانغ شو يجلس 

وأضاف: “ الشخص الذي كان يجلس هنا تلقّى تلك الزهور صباحًا ، ومعها رسالة تهديد مكتوبة بالدم . 

لا أعرف إن كان دمًا حقيقيًا أو مجرد ألوان ، 

لكنها أخافته لدرجة أنه قال إنه لن يعود إلى العمل . 

اضطر لأخذ إجازة من المدير ، رغم أنها لم تكن مدفوعة .


لو كان المرض أي شيء آخر لكان الأمر بسيط ، 

لكن في هذه الحالة ، ليس غريبًا أنها قوبلت بالرفض في كل مستشفى آخر .”


فأجاب جيانغ شو معترضًا : “ الأخ آن ، المريضة التي أجريت 

لها عملية لورم كروكنبيرغ قبل عامين ما زالت على قيد الحياة .”


لكن آن وي رد: “ ولديك حالة واحدة فقط . 

حالات المرضى تختلف اختلافًا كبيرًا ، 

ونحن ننظر إلى الاحتمالات الإحصائية . 

وفي حالتها ، حتى لو قال الطبيب بوضوح إنه لا يستطيع 

ولن يجري الجراحة ، فلن يلومه أحد من الجهات الرقابية . 

أنا أنصحك لمصلحتك ، انقلها إلى مستشفى آخر .”


جيانغ شو: “ جيهوا هو بالفعل المستشفى الأول على 

مستوى البلاد ، 

إذا لم يقبلوها جيهوا، فمن سيقبلها إذًا ؟”


نظر آن وي إليه بنظرة: “ إذاً أنت تعرف أنه لن يقبلها أحد آخر "


جيانغ شو: “ إنها في السابعة عشرة فقط ، 

وفي أفضل حالاتها من ناحية المناعة واللياقة البدنية ، 

وإذا كانت محظوظة ، فقد لا تنتكس ...” ثم ضغط على 

جبهته وأضاف : “ إنها لا تزال صغيرة جدًا "


آن وي: “ وأين الحظ في ذلك ؟ 

لو كانت محظوظة حقًا ، لما أصيبت بهذا المرض .”


تنفس جيانغ شو بعمق : “ الأخ آن ، 

أنت مسؤول فقط عن استئصال الورم الأصلي ، 

أما أي مشاكل لاحقة مع هذه المريضة فسأتحملها أنا ، 

بما في ذلك التعامل مع عائلتها بعد العملية .”

طمأنه : “ سأوضح للمريضة أنها إذا كان لديها أي اعتراض 

على نتيجة العلاج ، فلتأتِ إليّ أنا مباشرة ، 

ولن يؤثر ذلك عليك إطلاقًا .”

نظر إليه بعزم : “ الأخ آن ، عليّ أن أحاول .”


آن وي: “ وماذا لو لم أوافق ؟”


رد جيانغ شو: “ يوجد العديد من الأطباء في قسم الجهاز 

الهضمي ، إذا لم توافق أنت ، سأبحث عن شخص آخر .”


ابتسم آن وي ابتسامة خفيفة : “ لن يوافقوا حتى لو ذهبتَ لغيري "


لكن عيني جيانغ شو ظلت ثابتة : “ على الأقل سأحاول "


نظر آن وي إلى إصراره وتنهد ، 

ولم يقل شيئًا لفترة طويلة ، 


بينما بقي جيانغ شو جالس بجانبه دون أن يلح أو ينهض ، 

منتظرًا أن ينتهي من التفكير


وبعد وقت طويل ، قال آن وي: “ حين كنتُ في فترة 

التدريب ، قال مدير قسمنا ' هوو' إنك عنيد للغاية . 

كنت وقتها أرى أن طباعك لا بأس بها ، 

فقط كنتَ جادًا أكثر من اللازم . 

لكن الآن أرى أن عينَي العجوز هوو كانت دقيقة فعلًا ...”


ثم وقف فجأة ، 

وانحنى ليتفحص كومة الزهور البلاستيكية البيضاء التي 

جاءته من المرضى ، 

وأخذ واحدة منها وقال : “ سأجري العملية ، لكن أوضح لك 

منذ الآن: إذا افتعلوا العائلة مشكلة مع المستشفى لاحقاً ، 

فلن أساعدك .”


جيانغ شو بحماس : “ شكرًا لك الأخ الأكبر !”


آن وي اختتم: “ جيانغ شو .. ما زلت أنصحك بأن تفكر مجدداً.”

ناول آن وي الزهرة البلاستيكية إلى جيانغ :

“ كلنا شعرنا بالقشعريرة من هذه الزهور اليوم وكنا سنرميها ، لكن المدير هوو لم يسمح ، 

وأمر الجميع في القسم أن يأخذوا واحدة كتذكير دائم 

بضرورة اليقظة والحذر ، 

وأن نتذكر أن إنقاذ الأرواح مهم ، لكن لا شيء أهم من أنفسنا . 

أظن أنك يجب أن تأخذ واحدة أيضًا .”


ألقى جيانغ شو نظرة على الزهرة الجنائزية

“… ليس ضروريًا "


قال آن وي بإصرار وهو يضعها في جيب معطفه : 

“ خذها، وإلا سأندم .”


عرف جيانغ شو أن نواياه جيدة ، فلم يرفض هذه المرة، 

وبمجرد أن رآه يقبل الزهرة، 

أشار له أن يغادر: “ حسنًا، هيا، اذهب، اذهب .” 

ثم وضع يده على قلبه : “ مجرد النظر إليك يجعلني أشعر 

أنني أرتكب حماقة .”


تركه جيانغ شو يدفعه إلى الخارج وهو يهز رأسه بعجز ، 

وما إن أغلق الباب خلفه حتى شعر بحركه في ملابسه ، 

وإذا بالزهرة تُسحب من جيبه ،

رفع رأسه ليتفاجأ بأن شين فانغ يو لا يزال متكئًا على الباب :

“ ألم تغادر ؟”


لقد ظل يتحدث مع آن وي فترة طويلة ، 

ولا يوجد حتى كرسي بالخارج ، 

لذا كان عليه أن يقف طوال الوقت


شين فانغ يو: “ كنت أخشى أن يتنمر عليك ...” ثم كسر 

الزهرة البلاستيكية بيديه في ثوانٍ معدودة 

وألقى بقطعها في سلة المهملات ، 

وأضاف: “ تلقي الزهور التي توضع على القبور فأل سيئ .”


اعترض جيانغ شو: “ ما الذي تفعله ؟”


شين فانغ يو: “ ممنوع أن تتلقى الزهور من الآخرين . 

إذا كنت تحب الزهور سأطلب لك باقة ورود ، 

هذه المرة باللون الأصفر ، ما رأيك ؟”


أدرك جيانغ شو أن شين فانغ يو يحاول التحدث عبثًا 

ليخرجه من مزاجه السيئ، فقال: “ الأخ آن وافق بالفعل "


ابتسم شين فانغ يو وقال بنبرة مازحة: 

“ بالطبع سيوافق ، من يجرؤ أن يقول لك لا ؟”


اتكأ جيانغ شو على جدار الممر وقال بلا وعي: “ هاه ؟”


رفع شين فانغ يو زاوية شفتيه وقال: “ لا عليك… 

أنا فقط أرى أن الطبيب جيانغ وسيم ومليء بالحنان ...” 

ثم وضع يديه على كتفيه وأضاف : “ لكن سيكون رائعًا لو 

تشاركني قليلًا من حبك ”


أجابه جيانغ شو بجدية : “ حبي مخصص فقط للمرضى ، 

وأتمنى ألا تمرض أنت .”


ضحك شين فانغ يو : “ لا أمل بأن أكون مريضك في هذه 

الحياة على أي حال… لكنك أنت مريضي ...” 

توقف لحظة ثم أكمل : “ أكثر مريض مميز عندي "


: “ تسسسك .”

ابتسم جيانغ شو لكلماته وأدار رأسه جانبًا ، 

ثم أعاد النظر إلى شين فانغ يو



من ممرات مستشفى جيهوا ، 

يمكن رؤية النجوم المتلألئة في السماء بالخارج ، 


تتساقط هنا وهناك خلف شين فانغ


وعندما نظر جيانغ شو إليه ، سقطت تلك النجوم في عينيه


فأصبح بريق عينيه يشبه بريق النجوم ، وبعد رمشة خفيفة قال:

“ إجازتي القادمة تحددت ...”

هل… ستعود معي إلى منزل العائلة الأسبوع المقبل ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي