Ch53 | ALFKR
أبقى تشين وان نظره مُثبتًا على وجه تشاو شينغهي بكثير من الكبح ،
رافضًا أن يدعه ينخفض إلى الأسفل
ومع ذلك، كان لجسد تشاو شينغهي، أيًّا كان الجزء، حضور لا يُمكن تجاهله
بدا تشين وان هادئًا في الظاهر، إلا أن ذهنه كان قد بدأ يغوص في الضباب
كان تشاو شينغهي يسير حافي القدمين على حافة المسبح،
فتقدّم تشين وان، التقط الحذاء، وانحنى ليضعه عند قدميه
نظر تشاو شينغهي إليه من الأعلى وهو منحنٍ بهذه الهيئة الخاضعة،
ثم فجأة سحبه ليوقفه
و ارتدى الحذاء بنفسه ،
لكنه لم يُفلِت ذراع تشين وان ،
حتى أصبح ذلك المكان من ذراعه مبتلّ ودافئ جدًّا من التلامس
كان يخشى أن يُصاب تشاو شينغهي بالبرد ،
ومع علمه أن الخدم يمرّون أحيانًا عبر هذا الممر ،
أخذ منشفةً بيضاء وسأله : " أتود أن تضع هذه ؟"
قطّب تشاو شينغهي أنفه قليلًا ،
وكأن الأمر ثقيل على نفسه ، لكن تشين وان ظلّ رافعًا المنشفة بكلتا يديه ،
فما كان من تشاو شينغهي إلا أن مال بجسده قليلًا إلى الأمام
أدرك تشين وان الإشارة ، فلفّ المنشفة حول كتفيه
مرت ذراعا تشين وان من الأمام إلى خلف ظهره ،
مما خلق للحظة وهمًا بعناقٍ عابر
أنزل تشاو شينغهي رأسه ،
صامتًا ومطواعًا كقطّ كبير ، تاركًا لتشين وان حرية التصرف
أطراف شعره المبلّلة لامست خدّ تشين وان و أذنه ،
و قطرات الماء تتساقط على كتفه قطرةً تلو أخرى
كتم تشين وان أنفاسه ، محاولًا قمع ضربات قلبه الهائجة
التي لم تعد تقوى على هذا النوع من الاستفزاز
حتى ابتسامته المعتادة ، التي طالما بدت طبيعية ،
فقدت شيئًا من خفّتها
لم يكن يرى تشاو شينغهي من خلال نظارة وردية ،
لكن الأخير كان بحقّ مشهدًا لا يُملّ من النظر إليه
حين كان أصغر سنًا ، ولم يكتسب بعد هذه الهالة من
الغموض والهيبة ، كان
البعض يلقّبه بـ"عارض الأزياء لطاولة المفاوضات"
وبعد أن ثبّت المنشفة ، ساعده تشين وان على جمع أغراضه ،
وسارا معًا عائدين إلى الفيلا
كان في محيط الفيلا عددٌ أكبر من الخدم،
لكن تشاو شينغهي ظلّ ينظر أمامه مباشرة،
يمشي وكأن لا أحد سواه موجود
رافقه تشين وان حتى باب الفيلا
فسأله تشاو شينغهي: " ألن تدخل ؟"
راود تشين وان رغبة قوية في القبول ،
لكنه هزّ رأسه قائلًا : " الوقت تأخّر .
لدي رحلة بحرية مع الدكتور فانغ في الصباح الباكر ."
كانت سفينة الأبحاث والقارب غير المأهول مُجدولين
للوصول إلى الجزيرة في الساعات الأولى من الصباح
وكان من المقرر أن يشهد اليوم التالي أشمل عملية جمع بيانات حتى الآن
نظرًا لضخامة عبء العمل، فتقرر الإبحار مع بزوغ الفجر
قال تشاو شينغهي ببساطة : “ تصبح على خير تشين وان”
فردّ تشين وان: “ تصبح على خير تشاو شينغهي”
انتظر تشين وان حتى دخل الأخير إلى الداخل،
ثم عاد إلى غرفته الخاصة
أغلق على نفسه في الحمّام ،
وبدأ يحدق في صورته المنعكسة في المرآة بشيء من الكراهية الذاتية
ملأ صوت الماء الجاري أرجاء المكان
تمتم أحدهم باسم ، ممزوجًا بالشوق والألم معًا :
“ تشاو شينغهي…”
——————
في اليوم الأخير في جزيرة تينغ،
أبحرت سفينة ' المستكشف '
كان الطقس قد تحسّن مقارنةً باليوم السابق ؛
الرياح والأمواج أكثر اعتدالًا
وعلى الرغم من أن السفينة لم تكن كبيرة على نحو خاص ،
إلا أنها برزت بوضوح وسط البحر
كان لي شينغهوي قد خصّص عددًا إضافيًا من الأفراد
ليكونوا تحت إمرة تشاو شينغهي
فرغم أن فريق تشاو شينغهي كان نخبة بالفعل ، إلا أنهم يجهلون طبيعة المنطقة
وكان من المقرر أن تكون رحلة اليوم أطول بمرتين أو ثلاث من رحلة الأمس ،
وتمر عبر موانئ وأرصفة وقرى مختلفة
ولضمان مرور سلس ، اقترح لي شينغهوي أن يرافقهم أحد
أكثر مساعديه ولاءً ، لين ليان
وبالنسبة لصيّادي القبائل والسكان المحليين ،
كانت مكانة لين ليان تضاهي مكانة لي شينغهوي نفسه ،
ما ضمن لهم عدم اعتراض أحد طريقهم أو إثارة المتاعب
لم يكن أحد يعلم ما الذي وعد به تشاو شينغهي لي شينغهوي،
لكن بعد اجتماع خاص جرى في غرفة الشاي، بدا الأخير
وكأنه قد بايع إمبراطورًا
وقدّر تشاو شينغهي هذه المبادرة
فهو من أنصار مبدأ “مصالحة البعيد ومهاجمة القريب”،
ونظرًا لكون جزيرة تينغ لا تشكّل تهديدًا حقيقيًا،
فقد كان مستعدًا لاعتماد الدبلوماسية لتحقيق نتيجة رابحة للطرفين
ولم يُبدِي تشين وان أي اعتراض،
إذ كان قد أجرى مسبقًا تحقيقًا شاملًا عن خلفيات عدد من
مساعدي لي شينغهوي، حتى بلغ الجيل الثامن عشر ~
تُعد ' المستكشف ' أكبر مشروع تابع لمجموعة مينغلونغ
في السنوات الأخيرة ،
باستثناء سفينة الحوت رقم 17
وقد تم تطويرها بالتعاون مع البر الرئيسي ، وبُنيت هناك ،
لتكون أول مشروع علمي بحثي كبير مشترك بين الطرفين
وقد أثار هذا المشروع ضجّةً واسعة في منطقة آسيا
والمحيط الهادئ، بل وعلى مستوى العالم
سطح البحر هادئًا
وبعد أن أنهى فانغ جيان آخر عمليات جمع البيانات ،
بدأت المستكشف رحلة العودة
وكان تشين وان، حين فكّر بأنه سيذهب مع تشاو شينغهي
في اليوم التالي بمفردهما إلى ' شاطئ 19 ' — المعروف
أيضًا باسم جزيرة فيلينغ — شعر بخفقان ترقّب في داخله
بعد ساعتين ،
أرسلت سفينة الأبحاث إشارة استعداد للرسو
وكان صوت المحرك أعلى قليلًا من المعتاد —-
كان تشاو شينغهي يُنصت إلى فانغ جيان وهو يشرح
فرضيات عن حركة الإزاحة في الرواسب السطحية لتكوينات
الصخور البحرية، بينما تشين وان يقارن قراءات فورية
لتدفّق طاقة المدّ والجزر
وعندما رفع رأسه مصادفة ، ضيّق عينيه
فرغم أن السفينة أطلقت إشارة استعداد للرسو ،
فإن مقدمتها لم تنعطف على الإطلاق
ولو تقدّمت أكثر ، لدخلت منطقة تيارات مائية خطرة
اجتاح تشين وان شعور مفاجئ بعدم الاطمئنان
و دون أن يُثير انتباه أحد ،
وضع يده على مسدس بيريتا المثبّت عند خصره ،
وتقدّم نحو النافذة ليراقب
كان لين ليان، الذي تولّى حراسة السطح طوال اليوم،
قد شعر بالأمر على ما يبدو
فأومأ لتشين وان بإشارة خفيفة بالكاد تُلاحظ
“ لي جيامينغ !”
الوعود التي قدّمها تشاو شينغهي مؤخرًا إلى لي شينغهوي
كانت كفيلة بدفع لي جيامينغ إلى الزاوية ،
دون أن تترك له مخرجًا
لذا ، ظلّوا طوال الوقت في حالة تأهب قصوى،
متوجّسين من الخطوة التالية التي قد يُقدِم عليها
لكن، وعلى الرغم من كل الاحتياطات،
فقد تسلّل خطأ في اليوم الأخير
راجع تشين وان كل التفاصيل في ذهنه ،
لكنه لم يتمكن من تحديد موضع الفشل بالضبط
لقد رست السفينة مرة واحدة اليوم ، وكان كل جزء منها خاضعًا للرقابة
كان رجال لي جيامينغ أذكياء
فالسفينة قد دخلت الآن إلى خليج خطير ،
و تغطية الإشارة فيه ضعيفة ،
مما يجعل من الصعب اكتشاف ما إذا كانت وجهة الإبحار قد انحرفت
لكن تشين وان نشأ وهو يشق طريقه في جبل شياولان
مما منحه حسًّا فطريًا بالخطر ، ويقظةً صقلتها التجربة
اقترب من تشاو شينغهي، ونظرة واحدة فقط كانت كافية
ليفهم الآخر كل شيء
من دون تبادل أي كلمة،
أمر تشاو شينغهي فورًا بنقل فانغ جيان إلى المقصورة السفلية
كان لديهم ما يكفي من الحراس على متن السفينة
سواء من رجاله الشخصيين أو أولئك المرسلين من قبل لي شينغهوي
ومع ذلك، لا أحد يعلم… كم عدد الغرباء الذين تمكّنوا من التسلّل
كانوا مكشوفين ، في حين أن العدو ما يزال في الخفاء
والسفينة ما زالت تتوه في عرض البحر ،
والطقس في تغيّر ، والدفّة الآن في قبضة العدو
ظلّ تشاو شينغهي متماسكًا وهو يتواصل مع نائبه ،
ويرسل في الوقت نفسه موقعهم إلى لي شينغهوي
ثم سحب تشين وان معه ودخل به إلى منطقة لا يمكن
الوصول إليها إلا عبر التعرّف على وجه تشاو شينغهي
أمسك تشين وان بمعصمه بالمقابل،
وقال بصوت منخفض وثابت: “ تشاو شينغهي أنت اذهب
إلى المقصورة الآمنة .”
كانت منطقة التحقّق مؤقتة الأمان فقط
وإذا لم يتمكّن لين ليان من كشف رجال لي جيامينغ وتحييدهم بسرعة ،
فقد تُخترق منظومة السفينة بأكملها
ورغم أن ' المستكشف ' مجرد سفينة أبحاث متوسطة الحجم ،
إلا أنها تمتلك قدرات مذهلة
السفينة قادرة على التثبيت الافتراضي في البحر ،
ونشر محطات أعماق ، والتنقّل العمودي ،
ورسم خرائط لقاع البحر باستخدام تقنية الأشعة المتعددة،
وغير ذلك من العمليات البحرية المتقدمة
كما أنها مجهزة بمقصورة آمنة
تعمل هذه المقصورة الآمنة كأنها “فلك نوح” للطوارئ —
مقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة والضغط العالي
الرصاص لا يؤثر فيها،
بل حتى إن انفجرت قنبلة على متن السفينة، فلن تُلحق بها ضررًا يُذكر
في حالات الطوارئ ، ستكون تلك المقصورة قادرة على
الانفصال تلقائيًا عن السفينة الرئيسية ،
ومتابعة العمل بثبات على عمق خمسين مترًا تحت مستوى سطح البحر
كما يمكنها أن تواصل التشغيل خلال الأعاصير والأمواج
العاتية لمدة تصل إلى اثنتين وسبعين ساعة،
وهي مزوّدة بنظام تحديد المواقع،
مما يكفي لمن بداخلها أن ينتظروا وصول فرق الإنقاذ
ومع ذلك، فقد كانت هذه المقصورة الصغيرة مصنوعة من
مادة جديدة مغلقة تمامًا، وعالية التحمل للضغط
وكانت قدرتها على منع التسرب تعني أيضًا إحكام إغلاق
شديد وسعة أكسجين محدودة
وبما أن هذا المستوى كان أصلاً تحت سطح البحر ،
فلن يتمكن شخصان من البقاء على قيد الحياة لفترة تكفي
لوصول قارب الإنقاذ التابع لي شينغهوي
و عادةً لا يمكن تزويد السفينة بأكثر من واحدة أو اثنتين من
هذه المقصورات،
إذ إن وجود عدد أكبر قد يؤثر على الوظائف التشغيلية العادية للسفينة
نظر تشاو شينغهي إليه لثانيتين وقال: “ خُذني إليها”
وما إن لاحظ تشين وان أن تشاو شينغهي لم يجادل ،
حتى تنفّس الصعداء ورافقه عبر الممرّ إلى المستوى
السفلي، أسفل سطح البحر
لكن ما إن فُتح باب المقصورة المغلقة ،
حتى قام أحدهم خلفهم بدفع تشين وان فجأة إلى الداخل
تصرّف تشين وان على الفور ، ورفع مسدسه نحو إطار الباب
لقد كان يحتفظ بخطة بديلة
لكن لسوء الحظ، وكما كان تشين وان يفهم تشاو شينغهي،
كان تشاو شينغهي يفهمه بنفس القدر
لم يبدُ على تشاو شينغهي أي دهشة من احتفاظ تشين وان بخطّة احتياطية
بدأ السطح العلوي يهتزّ بشكل غير طبيعي،
فاستل تشاو شينغهي على الفور مسدسه الكولت بايثون
كانت يداه كبيرتين، والمسدس بحد ذاته ينضح بهيبة ووزن
و بكل سهولة ، أطاح بمسدس بيريتا الأنيق الذي يحمله تشين وان،
وقال بنبرة باردة: “ تشين وان، لا أريد أن أوجه سلاحًا نحوك .
قلت إنك ستكون مطيعًا . لا تُغضبني في وقت كهذا ”
كانت هناك مقصورتان آمنتان على متن المستكشف
إحداهما تم تخصيصها مسبقًا لفانغ جيان الذي لم يكن يملك وسيلة للدفاع عن نفسه
أما الأخرى، فقد قرر تشاو شينغهي من تلقاء نفسه أن يمنحها لتشين وان
لكن لسوء الحظ، كان تشين وان قد قرر من تلقاء نفسه أن يمنحها لتشاو شينغهي
دوّت أصوات خطوات مسرعة فوقهم
أمسك تشاو شينغهي بمعصمي تشين وان بيد واحدة ،
كأنها سلاسل حديدية ، ورفع ذقنه قليلًا ، وأمره بلطف : “ ادخل”
ثم استخدم يده الأخرى ليمسك بحبل خشن من جانب السفينة ،
وقيّد معصمي تشين وان بإحكام ، دون رحمة ،
ودون أن يسمح بأي مقاومة
قال بصوت لا يتصف بالقسوة ،
لكن حضوره الطاغي كان كافيًا لإسكات أي جدال: “ مهما سمعت ، لا تخرج ”
ناداه تشين وان، وقد رفع يديه المقيّدتين إلى عمود: “ تشاو شينغهي لقد شددت الحبل كثيرًا .
لا أستطيع الوصول إلى زر التحكّم بدرجة الحرارة ”
فلو ساءت الأمور حقًا إلى حد اضطرار المقصورة الآمنة إلى الانفصال عن السفينة ،
فلا أحد يعلم كم من الوقت ستظلّ تائهة في البحر
وإن صادف أن انجرفت قرب جبل جليدي، فستكون هناك
حاجة إلى رفع درجة الحرارة الداخلية
على الأقل، ينبغي لمن بداخلها أن يكون له حدّ أدنى من حرية الحركة
قال تشاو شينغهي بتحذير لطيف: “ لا تحاول التلاعب تشين وان”،
لكنه مع ذلك عاد ليُعدّل الحبل ،
وترك مسافة كافية بالكاد تسمح لتشين وان بالحركة داخل هذا الحيّز الضيّق
كان تشاو شينغهي شديد الحذر ، وقبضته قوية للغاية ،
مما لم يُبقِي لتشين وان أي مساحة للمقاومة
وعلى الرغم من أن تشين وان خاض العديد من الشجارات منذ صغره ،
إلا أن بنيته الجسدية وقوّته لم تكن ندًّا لتشاو شينغهي
ولمنعه من التملّص ، ظلّ تشاو شينغهي قريبًا جدًّا —
قريبًا إلى درجة أن تشين وان كاد يسمع نبضات قلبه القويّة
لم يُبدِ تشين وان أي مقاومة
كل ما فعله أنه خفض عينيه قليلًا وقال بنبرة رقيقة:
“ تشاو شينغهي … أظن أن معصميّ لا يزالان يؤلمانني قليلًا ”
عبس تشاو شينغهي بجبينه
لم تكن نبرة تشين وان تشي بالتذمّر ، ومع ذلك ، بدا وكأنه يدلل نفسه بعض الشيء
فقال بصوت منخفض: “ اصمت”
لم يكن يريد من تشين وان أن يتكلم مجددًا ؛
صوته كان يبعثر أفكاره بسهولة
وعندما رأى العلامات الحمراء الواضحة على معصمي تشين وان الشاحبين،
لم يتغيّر تعبير وجه تشاو شينغهي، لكنه خفّف الرباط قليلًا رغم ذلك
لكن تشين وان لم يصمت
وكأنه اعترف بعجزه عن مجاراته في القوّة ،
تركه يُقيّده كما يشاء
وبعد أن هدأ داخليًا، سأل بصوت هادئ: “ إلى أين تنوي الخروج لاحقًا ؟”
لم يردّ تشاو شينغهي، بل أبقى رأسه منخفضًا واستمرّ في إحكام الرباط
مال تشين وان إليه مجددًا وقال: “اخرج من جهة الميمنة—
الدرج هناك أكثر خفاءً ”
أمال تشاو شينغهي جسده قليلًا إلى الخلف ،
وأبقى رأسه منخفضًا ، ثم همس “هم” ليدل على أنه سمع
وحين عقد تشاو شينغهي العقدة الأخيرة ،
ألقى تشين وان ببعض التعليمات الأخيرة ،
لكن تشاو شينغهي لم يشأ الحديث أكثر ، واكتفى بالصمت
قال تشين وان فجأة: “ هل سمعت ما قلت؟”،
ثم مدّ يده ليضعها فوق يد تشاو شينغهي، وجذبه بلطف
كانت يده ناعمة ودافئة، وأطراف أصابعه لامست راحة يد تشاو شينغهي بخفة
كانت لمسة خفيفة، لكنها كانت كافية لتجعل تشاو شينغهي يعبس بجبينه وكأنه تعرّض للتحرّش
وكان على وشك أن يوبّخه ويأمره بأن يتصرّف بجدية ،
لكن في اللحظة التالية ، انزلق حبل القنّب من يده التي كانت قد تعرّضت لتلك اللمسة
و دار الحبل بمهارة ، ولفّ نفسه حول معصم تشاو شينغهي
بدلاً من تشين وان
واشتدّ انعقاد حاجبيه على الفور
فأثناء الحديث بينهما ، كان تشين وان قد فكّ الحبل وأعاد
توجيهه دون أن يلاحظ تشاو شينغهي ذلك
من حيث القوّة الجسدية أو التدريب الممنهج، لم يكن
تشين وان نِدًّا لتشاو شينغهي، الذي خضع للتدريب المنظم منذ صغره
لكن في ما يتعلّق بالحِيَل والأساليب الملتوية ،
لم يكن تشاو شينغهي خصمًا يُذكر أمام تشين وان الذي نشأ
في أوحال المجتمع المعتمة والمليئة بالفوضى
ما يعرفه تشين وان من خفايا ، كان أدهى وأوسخ بكثير مما
تعلّمه تشاو شينغهي في حياته كلها ……
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق