Ch57 | DJPWNK
عندما استيقظ جيانغ شو في الصباح ،
لم يكن شين فانغ يو موجودًا في غرفته ——
ألقى جيانغ شو نظرة على هاتفه فوجد أن الساعة قد
تجاوزت التاسعة صباحًا
لم ينم لهذه المدة منذ زمن طويل
نظر إلى ساعة المنبّه التي ضبطها في الليلة السابقة،
ففوجئ بأنها قد أُلغيت
{ لا عجب إذن أنني لم أسمع رنينه ….
على الأرجح أن شين فانغ يو قد أطفأ المنبّه بعد أن غرقت في النوم }
أراد أن ينهض ليوبّخ المذنب ،
لكن شعر أن هذه الغفوة العارضة… كانت ممتعة حقًا
الفراش الناعم كان يحمل رائحة المنزل المألوفة،
والوسائد الغارقة في النعومة كانت تحتضن وجهه براحة استثنائية
كان المنزل هادئًا على نحو مدهش ،
كما لو أنه خالٍ من البشر ،
فبقي مستلقيًا على السرير للحظة نادرة الحدوث
كاد أن يغطّ في النوم مجددًا ،
لكنه جلس محاولًا إيقاظ نفسه
وبينما يجلس هنا ، أدرك فجأة أنه لم يسمع أي حركة في الخارج منذ أن استيقظ
نهض وفي نفسه شيء من الشك،
عازمًا على الخروج لاستطلاع الأمر
ولمّا فتح الباب فجأة، انفجرت فوق رأسه شرائط ملوّنة
تساقطت الشرائط الملوّنة الممزوجة بذرات الذهب بغزارة
رفع جيانغ شو رأسه باحثًا عن الفاعل وهو يجرّ خلفه سيلًا من التساؤلات،
لكن ما وجده أمامه كان طاولة مليئة بأطباقه المفضّلة
كان والداه جالسين على المائدة ينظران إليه،
وفي وسط الطاولة كعكة كبيرة
كانت والدة جيانغ تبدو متوترة قليلًا، بينما نظر إليه والده وقال:
“ تعال وتناول الطعام بعد أن تغسل وجهك .”
⸻
وضع شين فانغ يو يده على الطاولة،
مسندًا ذقنه إليها، وقال بابتسامة:
“ صباح الخير جيانغ شو !”
كان جيانغ شو لا يزال في حالة من الدهشة حين جلس إلى
المائدة بعد أن غسل وجهه على عجل
: “ أنتم… ما الأمر؟”
تلعثمت والدة جيانغ وهي تقول:
“ لقد أعدّت لك أمك الكثير من الأطباق الشهية فقط من أجل… من أجل…”
فتدخل والده مكمّلًا كلامها ببساطة:
“ أمك تريد أن تعتذر منك .”
قالت والدة جيانغ، وهي تخرج باقة من الورود الصفراء من غرفة نومها وتقدّمها إليه:
“كانت هذه فكرة شياو شين ….
لم أُهدِي أحدًا في حياتي باقة زهور من قبل ،
لذا ستكون أول باقة لابني ”
ألقى جيانغ شو نظرة نحو شين فانغ يو، الذي ابتسم وقال:
“ هذه المرة فكرت بها بنفسي ولم أبحث على الإنترنت عن مدرب .”
تذكر جيانغ شو الوقت الذي قضاه في إزالة ذرات الذهب من شعره ،
وقال بنبرة ذات مغزى :
“ الأفضل أن تبحث على الإنترنت في المرة القادمة .”
سألت والدة جيانغ بحذر وهي تراقب ملامحه :
“ هل أعجبتك الزهور ؟”
انحنى جيانغ شو وشمّ الورود الصفراء ؛ كانت عطرة ،
ولونها أصفر كالشمس حين تستيقظ صباحًا وتزيح الستائر ، فتنسكب أشعتها بلا قيود
أضاء ذلك المشهد مزاجه على الفور
: “ شكرًا يا أمي ” لم يرفع رأسه ، رموشه منسدلة تحجب عينيه، وقد امتلأتا بشيء من العاطفة
قالت والدة جيانغ، وعيناها محمرّتان من قلة النوم،
وهي تربّت على ذراع جيانغ :
“ لم أكن أعلم أن الأمر يهدد حياتك .
مسألة الزواج أو عدمه سنؤجل الحديث عنها ،
أمك لا تريد منك سوى أن تكون بخير ،
فهذا أهم من أي شيء آخر .”
شد جيانغ شو شفتيه وأجاب بهمس منخفض :
“ همم.”
ربما يقضي الكبار أعمارهم متشبثين بكبريائهم الذي
يقدّرونه فوق كل شيء ،
لكن حين يقع أبناؤهم في مأزق ،
يمكنهم أن يضعوا ذلك جانبًا ولو لبعض الوقت
ومهما كانت التوقعات والطلبات قاسية في الماضي ،
فإن كل ذلك يتضاءل أمام مسألة الصحة
فالعيش أهم من أي شيء آخر
كان والدا رين مياو هكذا… ووالداه كذلك ——-
نظرت إليه والدته وفي داخلها شيء من الانقباض،
ثم قالت:
“ بما أن ما حدث قد حدث ، فلنواجهه معًا ….”
وأخرجت من خلفها دفتر مذكّرات قائلة :
“ هذا ما كتبته أمك حين كانت حاملاً بك،
آمل أن يساعدك ….”
ثم تابعت:
“ أعرف أنك شخص بالغ ، ولا تحب أن يعيش والداك معك…
لكن إن شعرت بالتعب في الأشهر الأخيرة ،
وأردت أن تبقى أمك بجانبك ،
فاتصل بي وسأطلب إجازة فورًا لأعتني بك "
أخذ جيانغ شو الدفتر وقلّب صفحاته عرضًا ،
فوجدها مليئة بتطلعات الأم نحو طفلها
راقبت والدة جيانغ حركته ، وقد ارتسمت على وجهها ملامح الذنب :
“ كنتُ منفعلة أكثر مما يجب عندما سمعتك تقول تلك الكلمات أمس .
لم أفكر مليًا وتفوّهت بأمور قاسية… لا تضعها في قلبك ،
فأمك كانت غاضبة ، ولم أقصد أن أقول ذلك .
هذا الصباح ، حدّثني شياو شين كثيرًا ،
ووالدك… قال لي الكثير أيضًا ….
كما بحثتُ على الإنترنت ، ورأيت أن بعض الناس يقولون إن
حالتك قد تكون بسبب عدم انتباه الأم بما يكفي أثناء الحمل ،
ولهذا أصبح جسدك غير طبيعي ….”
حملت نفسها اللوم :
“ هذا الأمر ليس خطأك ، بل خطأي أنا…
لم أكن حريصة بما فيه الكفاية حين كنت حاملاً بك "
ثم وضعت أمامه قطعتين من الدجاج ،
ولم تتمالك دموعها فسقطت منها دمعتان :
“ شياو شو … مهما كنت ، فأنت قطعة لحم سقطت من
جسد أمك… أنت ابني الطيب .”
جيانغ شو:
“ أمي ، لا تنظري إلى كل تلك الترهات .”
لم يكن يتوقع أن تفكر والدته بهذه الطريقة،
فوضع دفتر المذكرات جانبًا،
وقد شعر بطرف قلبه يزداد مرارة فجأة
انتقل بصره من قطع الدجاج في الطبق إلى شين فانغ يو
ثم إلى والده الذي بدا جادّ الملامح لكن عينيه مليئة بالقلق
وفي النهاية أعاد نظره إلى والدته وتنهد تنهيدة خفيفة :
“ لقد كنتُ فقط قليل الحظ… لا علاقة لكِ بالأمر ”
لا يعرف أي كلمة في هذه الجملة هي التي وخزت قلب والدة جيانغ ،
لكن دموعها انهمرت فجأة كالسيل ،
وامتزج صوت بكائها الثقيل بعبارة مخنوقة :
“ شياو شو… أنت طيب أكثر مما ينبغي "
لقد كان ابنها بالفعل طيبًا ومتفهمًا أكثر من اللازم
حين يواجه المرء حادثًا غير متوقع ،
فإنه لا بد أن يبحث عن شخص يلومه ليخفف من إحساسه بالذنب والندم
لكن ابنها لم يشتكِ يومًا من والديه ،
ولم يقل أبدًا ' أنتم من جعلتوني هكذا '
قال والد جيانغ وهو يربّت على كتفي زوجته ويعطيها بعض المناديل :
“ حسنًا، حسنًا، البكاء هكذا سيجعل شياو شو عاجزًا عن الأكل ،
ألم نتفق الصباح أن نتوقف عن البكاء ؟
شياو شو طبيبنا ، وعليكِ أن تصغي له وألّا تصدّقي تلك
الأشياء التي على الإنترنت .
ولا نريد أن نبحث الآن عمّن هو على صواب أو خطأ ،
لأنني إذا قلتُ ذلك، فسأكون أنا المخطئ أيضًا…
جيناتي السيئة هي التي جعلت ابني يمرّ بهذه المعاناة .”
: “ حسنًا، حسنًا، لن أبكي ….” مسحت والدة جيانغ دموعها
وحاولت ان تبتسم وهي تقول لابنها :
“ تفضل ، كل بعض الدجاج ، فأنت تحبه كثيرًا .”
أخذ جيانغ شو نفسًا عميقًا وضغط بطرف لسانه على سقف
فمه ليكبح موجة المشاعر الجياشة التي غمرته
ثم ابتسم لوالديه ،
والشامة تحت عينه بدت لامعة وجذّابة :
“ حسنًا "
———————
وحين حان وقت مغادرة مدينة B ،
أصرّ والدا جيانغ على مرافقتهم إلى محطة القطار مهما
حاول جيانغ شو الاعتراض
حتى بعد أن مرّا ببوابة التذاكر عبر بطاقاتهما ،
كان لا يزال يرى والديه واقفين هناك في المسافة
لمع بصره حين رأى يد شين فانغ يو ترتفع عاليًا وهو يلوّح بقوة ،
ووالداه أيضًا مدّا أيديهما ولوّحا لهما من خلف طبقات من الزجاج
لطالما رأى جيانغ شو أشخاص كهؤلاء في المحطات ،
وبما أنه لم يكن من النوع الذي يظهر مشاعره ،
فقد كان دائمًا يرى الأمر مبالغًا فيه قليلًا
لكن حين رأى شين فانغ يو يلوّح لوالديه ،
شعر فجأة بأفكار متشابكة تنفجر في صدره
وبينما يستدير ليمضي إلى داخل المحطة ، سأل:
“ لماذا أصبحت قريبًا من والديّ فجأة ؟”
شين فانغ يو بابتسامة متحفظة:
“ لطالما كانت علاقتي جيدة مع العمّة والعم ،
ففي المرة السابقة حتى أمسكا بيدي وطلبا أن أكون ابنهما بالتبنّي .
وعندما كانت أمك تطهو هذا الصباح ، طلبت مني أن أتعلم بجانبها ،
وقالت إن كل هذه الأطباق هي المفضلة لديك ،
وعليّ أن أتعلمها .”
نظر جيانغ شو إليه بنظرة جانبية ،
فضحك شين فانغ يو وتابع :
“ لكن والدك كان حقًا صارمًا ،
جاء إليّ في الخامسة صباحًا وتحدث معي لأكثر من ساعة،
ولم يختفي العبوس عن وجهه إلا بعد أن أقسمتُ مرارًا
وتكرارًا أنني سأعتني بك وبالطفلة جيدًا .”
لم يكن في الكلام ما يعيبه ، لكن بطريقة ما،
بدا في أذن جيانغ شو غريبًا بعض الشيء
وحين فكر في الأمر، وجد أنه جملة مألوفة من المسلسلات الصينية القديمة ،
خصوصًا تلك التي يقولها البطل السيّئ للبطلة
نظر جيانغ إلى شين فانغ ، الذي بدا على وجهه وكأنه يحمل علامة استفهام
شين فانغ : “ .. اءءء .. ماذا ؟ هل قلتُ شيئًا خاطئًا مجدداً ؟”
تجاهله جيانغ شو
لكن بعد دقائق ، جلس شين فانغ يو فجأة بجانبه وأراه عربة
التسوق في هاتفه ، وفيها عدة طلبات لكتب
ظهرت أمام نظر جيانغ شو عناوين مثل [ الذكاء العاطفي
العالي في المحادثة ] و [ لا تخسر لأنك لا تستطيع
التعبير عن نفسك ] و [ فن الكلام ]
وفي آخر القائمة ، يوجد كتاب بعنوان غريب للغاية
[ ٣٦٥ عبارة حب مبتذلة لتدليل زوجتك ]
ارتعشت زاوية فم جيانغ شو
سأل شين فانغ يو بجدية:
“ أتظن أنه سيكون مفيدًا لي أن أتعلم هذه الأشياء ؟”
“… “
ربّت جيانغ شو على كتفه ، وأخذ هاتفه ،
وضغط على زر إلغاء الطلبات واسترداد المبلغ
——————
كان الوقت قد تأخر عندما عادا إلى مدينة A،
لذا ذهبا إلى المستشفى لزيارة قصيرة ثم العودة إلى المنزل
وعندما انتهى شين فانغ يو من الاستحمام وهمَّ بطرق باب
غرفة النوم ، اكتشف أن الباب ، الذي كان دائمًا مغلقًا ،
كان مفتوح قليلاً هذه المرة
تردّد قليلًا، لكنه طرق الباب على أي حال
أما جيانغ شو، الذي ترك الباب مفتوحًا عمدًا كإشارة إلى أن
على شين فانغ يو أن يدخل مباشرةً دون طرق:
“……”
وحين لم يسمع ردًّا من الداخل ،
طرق شين فانغ يو مجددًا وقال:
“ جيانغ شو؟”
عندها سمع جيانغ شو يتنحنح ويقول بصوت منخفض:
“ ادخل .”
دفع شين فانغ يو الباب ودخل متسائلًا بفضول:
“ لماذا نسيت أن تغلق الباب اليوم ؟ الجو بارد ،
احذر من تيار الهواء القادم من الصالة .”
ثم أغلق الباب، وهمَّ بالاستلقاء ،
لكنه فجأة أدرك أن مفرشه على الأرض قد اختفى
قال بدهشة ممزوجة بشيء من الأسى:
“ هل تحاول طردي؟
يا جيانغ شو … لا يمكنك أن تكون قاسي القلب هكذا…
أين تريدني أن أنام في منتصف الليل ؟
كيف لك أن تكون قاسيًا إلى هذا الحد ؟”
{ لقد اجتزت للتو اختبار ' التعذيب الأبوي ' مع جيانغ شو
وما زال الأثر الذي تركته ضربة والدة جيانغ على ظهري يؤلمني ،
ثم دخلنا في حديث طويل عن ماضينا
كنت أظن أن قلبي وقلب جيانغ شو قد انفتحا على بعضهما ،
وأننا انتقلنا من مرحلة التنافس إلى علاقة صريحة وودية ،
لكن فجأة ، ما إن عادا ، حتى أخذ جيانغ شو مفرشي ! }
“……”
نظر إليه جيانغ شو للحظة بصمت،
وكان لدى شين فانغ يو إحساس قوي بأن تلك النظرة تحمل
أسئلة عن مستوى ذكائه
جيانغ شو :
“ تعال إلى هنا "
: “ هاه؟”
شك شين فانغ يو في أن أذنيه خانتاه أو أن جيانغ شو قال
الكلمات خطأ…
{ لا … من المستحيل أن يخطئ جيانغ شو في الكلام }
أعاد جيانغ شو بصوت نادر الهدوء :
“ أقول لك تعال ونم هنا .
الأرض باردة ، أليس ظهرك مصاب ؟”
في الماضي حين كان يترك شين فانغ يو ينام على الأرض ،
كان الأخير دائمًا يحاول التسلل إلى سريره ،
ويختلق أعذارًا مثل أن الأرض صلبة جدًا أو أن فقراته سيئة
لذا كان جيانغ شو يظن أنه إذا عرض عليه النوم معه ،
فسيكون سعيد
لكن شين فانغ يو نظر إليه في ذهول وسأل:
“ لماذا ؟”
أجابه جيانغ شو ببرود :
“ ألم أقل لك إنني سأعتني بك من الآن فصاعدًا ؟”
بعد هذه الجملة ، لم ينبس شين فانغ يو بكلمة
: “ هل ستأتي أم لا ؟”
شين فانغ يو:
“ الأفضل… أن أظل على الأرض ...” ثم ضحك ضحكة جافة:
“ هءهءهءهءءه أنا أخاف من الحر ، وعظامي صلبة ،
فلا أرتاح للنوم على سرير طري .”
“……”
اشتعل غضب جيانغ شو قليلًا
في السابق — كان يمنع شين فانغ يو من النوم معه لأنه لم
يكن يعرفه جيدًا ،
وكان لا يزال منزعجًا من تلك الليلة العابرة بينهما
لكن الآن، وقد هدأت العلاقة، ولم يُبدِي شين فانغ يو أي
سلوك غريب في هذه الفترة ،
بل وتلقى ضربًا بسببه ، قرر أن يدعوه ليتقاسما السرير المزدوج
ومع ذلك ، رفض شين فانغ يو
: “ حسنًا ، كما تشاء "
أطفأ جيانغ شو الضوء بحدة ،
وسمع شين فانغ يو يتحرك ،
يخرج الفراش من الخزانة
ويبدأ في ترتيب مفرشه على الأرض
وكلما فكّر جيانغ في الأمر ، ازداد غضباً
{ هل أنا نوع من الوحوش ؟!!!!
هل يفضل شين فانغ يو النوم على الأرض بدلًا من النوم معي ؟!!! }
كان يريد أن يسأل شين فانغ يو، لكنه شعر أنه يبالغ في
القلق، فاستدار وأغمض عينيه بغضب
….
على الجانب الآخر ،
كان شين فانغ يو مستلقيًا على المفرش الأرضي ،
والبطانية تغطي وجهه
{ لحسن الحظ أن جيانغ شو أطفأ الضوء بسرعة ،
وإلا … لكنت قد طُردت هذه الليلة }
لم يكن لديه وقت ليفكر فيما يفكر فيه جيانغ شو
ولا كان لديه قوة ليتساءل لماذا تغير موقفه فجأة وطلب منه النوم في السرير
كلمات جيانغ شو قد أثارت رد فعل داخله ——-
كان رأس شين فانغ يو مليئ بوخزات غريبة
{ لقد كنت مخمورًا في المرة الأولى ؛
والثانية حين رأيت جيانغ شو بلا قميص ؛
والثالثة حين عانقني جيانغ شو .. وهذا يمكن وصفه بالعادي نوعًا ما
لكن ماذا يحدث الآن ؟!!!!!
لا كحول ، لا تماس جسدي ، ولا تحفيز بصري ،
فلماذا إذن يستثار جسدي ؟!!!!
ما المشكلة في أن يدعو الأخ الجيد أخاه الجيد ليناما معًا ؟!! }
أعصابه وعقله كانت حساسة جدًا لكلمة ' جيانغ شو '
ونشطة أكثر من اللازم
على عكس المراتب الناعمة التي أعدها له جيانغ شو
صنع شين فانغ يو سريرًا خفيف جدًا لنفسه،
وكان يشعر بصلابة الأرض وبرودة الأرض تحت جسمه
ومع ذلك، كان قلبه يحترق ،
وكانت البرودة لا تُحدث سوى نقطة ماء في بحر
لم يهدأ بل ازدادت أفكاره تعقيدًا مع مرور الوقت
لم يكن يستطيع أن يتخيل كم من الوقت سيستغرق ليهدأ إذا نام مع جيانغ شو
{ عليّ أن أذهب إلى المستشفى عندما أحصل على إجازة مجدداً
فهذا الأمر … لا يحتمل التأجيل ثانية واحدة ! }
—————————
في يوم إجازة شين فانغ يو —— ،
غطى نفسه كأنه رجل الليل في وضح النهار —-
قبعة سوداء ، كمامة سوداء ، ونظارات شمسية سوداء ،
كان ملفوفًا أكثر من نجم مشهور يتجول في الأماكن العامة
السبب الرئيسي هو أن الطبيب شين —— ، فراشة التواصل
الاجتماعي في مستشفى جيهوا — يعرف الكثير من الناس
بحيث لا يستطيع أن يضمن أنه لن يقابل أحدًا يعرفه في أي مستشفى
لو كانت حالة مرضية أخرى لكان الأمر مختلف ،
لكن شين فانغ يو لا يستطيع أن يخبر معارفه بمرضه هذه المرة
حتى وإن كان بجلد سميك كالأسوار —- فإنه لا يريد أن
يصادف شخصًا يعرفه
بعد أن استبعد المستشفيات في مدينة A —- اختار
مستشفى بعيدًا في إحدى المحافظات المجاورة
و قاد سيارته إلى أطراف المدينة في الصباح الباكر ،
وسجل بعناية عند اختصاصي أمراض الذكورة ،
ثم جلس في زاوية يراقب بصمت نداء الأرقام ——
كان الاختصاصي محجوز مواعيده بالكامل ،
فلم يجد سوى أن يسجل رقمًا عاديًا ،
ولم يستطع رؤية اسم الطبيب
رغم أن الأمر كان عشوائيًا وكان في محافظة نائية ،
لم يستطع شين فانغ يو أن يهدأ
: “ الرقم ٨٣، شين فانغ يو "
بعد انتظار لبعض الوقت ، ظهر أخيرًا رقم شين فانغ يو على
الشاشة الكبيرة ، فتم استدعاؤه
أخذ نفسًا عميقًا وسار بخطى ثابتة إلى غرفة الاستشارة،
وتنفس الصعداء فور أن رأى الطبيب في الداخل
كان الطبيب شابًا، رجلًا، وليس من معارفه
خلع شين فانغ يو قناعه ونظارته، وابتسم للطبيب الخارجي
قال الطبيب وهو يحدّق فيه:
“ مشهور ؟”
يبدو أنه استنتج شيئًا حين رأى وسامته وحرصه الشديد على إخفاء ملامحه
هز شين فانغ يو رأسه بعنف نافيًا
أبدى الطبيب تعبيرًا متفهمًا وسأل:
“ هل الأمر… حالة مرضية ؟”
بصفته طبيب ، كان شين فانغ يو يعرف تمامًا كيف يقدّم
وصفًا موجزًا ودقيقًا لأي حالة مرضية ،
لكن بصفته مريض … لم يستطع أن يعبّر عن حالته بتلك الوضوح
قال متلعثمًا:
“ الموضوع أن… لدي صديق… مستقيم .”
نظر إليه الطبيب نظرة فاحصة
سعل شين فانغ يو بخفة ليقطع الصمت ،
ثم أسرع في الكلام :
“ بالصدفة ضاجع زميل له مرة واحدة ،
ومنذ ذلك الحين أصبح حساسًا جدًا تجاه هذا الزميل ،
و… سريع التعرّض لردود فعل ...”
عند هذه النقطة ، شعر شين فانغ يو بحرارة غريبة تصعد إلى وجهه ،
ولم يعرف إن كانت بسبب الإحراج أم لسبب آخر
:“ برأيك ، ما مشكلة هذا الصديق ؟ وهل يمكن علاجها ؟”
قال الطبيب وهو يلتقط النقطة الجوهرية :
“ زميل… وهو رجل أيضًا ؟”
أومأ شين فانغ يو برأسه
ارتسمت على وجه الطبيب الخارجي ملامح معقدة :
“ أنت تتأثر بالرجل ، حساس لـ لمسه ،
و ضاجعته ، ومع ذلك أنت رجل مستقيم ؟”
“……”
تمسّك شين فانغ يو بآخر خيط من الإنكار :
“ إنه صديقي ، ليس أنا .”
لكن طبيب قسم أمراض الذكورة لم يكن مهتمًا بسماع قصصه ؛
كتب شيئًا على الكمبيوتر لبضع لحظات ، ثم قال:
“ لقد حوّلتُ تذكرتك إلى قسم الطب النفسي في الطابق العلوي ،
ولا حاجة لإعادة دفع رسوم التسجيل… اذهب وألقِ نظرة "
شين فانغ يو: “……”
…..
خرج الطبيب شين ، وقد شعر بالإهانة ،
مرتديًا نظارته الشمسية والكمامة ، دون أن يلتفت وراءه
أما طبيب أمراض الذكورة ، فظل يراقبه بهدوء حتى ابتعد ،
ثم حاول أن يتذكر ملامحه ليحكيها لاحقًا لحبيبته التي
تعشق متابعة المشاهير
{ هذا النجم يبدو أنه يحب الرجال ،
لكن إن كان يرفض الاعتراف بميوله ،
فقد يسبب ذلك مشاكل ! }
……
في هذه اللحظة ،
كان ' النجم السيئ ' شين فانغ يو جالسًا في سيارته ،
متجهمًا، يتذمر في نفسه :
“ أي نوع من الأطباء هذا ؟
كان عليّ أن أعرف أن مجيئي كان فكرة سيئة من الأساس .”
أدخل مفتاح السيارة بنية العودة إلى المنزل
اشتغلت السيارة ، ورفع يديه إلى المقود ،
لكن حين لمح نفسه في المرآة الخلفية… توقف بلا حراك
سيارة أخرى اقتربت ببطء ، ويبدو أن سائقها طمع في
المكان الذي كان قد ركن فيه ، فنادى قائلاً :
“ ألن تتحرك يا شاب ؟”
كان شين قد جاء باكرًا هذا الصباح ،
وبشيء من الحظ حصل على موقف في ظل شجرة
بعد لحظة صمت ، أخذ نفسًا عميقًا ،
أخرج المفتاح من السيارة ، وقال للرجل :
“ لن أتحرك "
{ ليس الأمر سوى زيارة لقسم الطب النفسي… سأمرّ لأرى }
اتخذ قراره ، ليس فقط لأنه حصل على موقف ممتاز ،
بل أيضًا لأنه قد تعب من الركض منذ الصباح الباكر
عاد بخطوات سريعة إلى مبنى العيادات الخارجية ،
وتوجّه مباشرة إلى قسم الطب النفسي ،
حيث استقبله طبيب مسنّ ذو ملامح ودودة
الاستشارات النفسية لم تكن كغيرها من الأقسام ؛
الأرقام تتحرك ببطء ، والأطباء يتعاملون بروية ،
ويصرّون على فتح حديث مطوّل إذا شعروا أنك لست بخير
ابتسم الطبيب العجوز بثقة وقال:
“ لا بأس يا بُني ، لقد رأيت الكثير من الحالات ،
يمكنك أن تخبرني بأي مشكلة تواجهها .”
أعاد شين فانغ يو على مسامعه نفس القصة التي حكاها
لطبيب أمراض الذكورة ،
لكن هذه المرة بصوت ميت بلا حماس
وتساءل في نفسه إن كان الطبيب العجوز قد قرأ نفس السيناريو ،
إذ أعاد عليه بنفس النبرة :
“ أنت تتأثر بالرجل ، حساس لـ لمسه ،
و ضاجعته ، ومع ذلك أنت رجل مستقيم ؟ ”
ردّ شين بضعف :
“ قلت لك… ليس أنا ،
إنه صديقي… هل تظن أنه ما زال هناك أمل لإنقاذه ؟”
قال الطبيب العجوز وهو يحدق فيه :
“ حالتك… نادرة فعلًا ...”
ثم أضاف بتردّد: “ما رأيك لو فكّرنا خارج الصندوق قليلًا ؟”
ارتفع بريق في عيني شين فانغ يو:
“ تفضل ، أخبرني ”
ابتسم الطبيب:
“ هل هناك احتمال… أنك في النهاية وقعت في حب هذا
الزميل الذي ضاجعته بالصدفة ؟”
كرر شين فانغ يو ببطء :
“ أحب …”
وبينما يردد الكلمة ويفكر في معناها ،
عضّ بطرف لسانه دون قصد ،
ثم ردّ بسرعة وبنبرة دفاعية :
“ مستحيل ! كيف يمكن أن أحبه ؟!”
قال الطبيب العجوز بهدوء :
“ المثلية الجنسية أمر طبيعي جدًا يا بني ،،
لا تضغط على نفسك نفسيًا ”
: “ أعلم، لكن–” فتح شين فانغ يو فمه ليتكلم ،
لكن حين التقت عيناه بعيني الطبيب العجوز ،
اللتين بدت وكأنهما تنفذان إلى أعماقه وتقرأان كل أسراره ،
لم يستطع أن ينطق بشيء ،
سأله الطبيب :
“ هل سبق لك… أن أحببت شخصًا من نفس الجنس ؟”
هزّ شين رأسه بشرود
: “ وماذا عن الجنس الآخر؟”
فكّر شين لفترة ، فلم يستطع سوى استحضار ظلال باهتة من الذكريات ،
ثم قال للطبيب:
“ لا أذكر جيدًا… ربما كان ذلك قبل الجامعة .”
صمت الطبيب العجوز لحظة ثم اقترح:
“ إذًا… الازدواجية الجنسية أمر طبيعي أيضًا .
لماذا لا تفكّر في الأمر مجدداً ؟”
: “ ازدواجية جنسية ؟”
الطبيب : “ نعم ،، ربما ظلت لديك أفكار نمطية لفترة طويلة ،
ووعيك بذاتك ليس واضح ،
لذا لم تستوعب الأمر على الفور ….
إذا لم تتضح لك الأمور بعد أسبوع أو أسبوعين ،
عد لزيارتي مجددًا ...
وإن كنت تثق بي، يمكنك أن تحجز موعدًا آخر ،
فأنا أكون هنا كل أسبوع .”
رفع شين فانغ يو عينيه إلى الطبيب ،
فوجد في عينيه حكمة وطمأنينة ، لكن لسبب ما،
هذا الهدوء زاده حيرة واضطرابًا
————-
خرج من المستشفى وهو أشبه بروح تائهة ،
وجلس في سيارته طويلاً ، لا يزال ذهنه مشوشًا
وعيه بذاته في الماضي ينهار مثل مبنى شاهق إلى ركام
{ أنا… أحب جيانغ شو ؟
كيف يمكن أن يكون ذلك ؟
صحيح أنني أهتم بجانغ شو … وأشعر بالغيرة عليه ،
وحتى جسدي يتفاعل بسببه…
لكن أن يصل الأمر إلى أن ' أحبه ' ؟
من هو جيانغ شو ؟
جيانغ شو خصمي اللدود منذ عشر سنوات ،
غريمي الذي لا يكف عن منافستي في كل صغيرة وكبيرة ،
والذي لم تتحسن علاقتي به إلا مؤخرًا
لكن القول بأنني أحبه ؟
هذا أشبه بالقول إن شيانغ يوي كان يكن مشاعر خفية لليو بانغ ،
أو أن ليو باي كان على علاقة سرية ب تساو تساو ،
أو أن تشوغه ليانغ وتشو يو كانا عاشقين…
كلها افتراضات جنونية لا أجرؤ أحد على تصديقها !!! }
( شيانغ يوي وليو بانغ قائدا دولتين متحاربتين في عهد هان وتشو ،
أما ليو باي وتساو تساو، وكذلك تشوغه ليانغ وتشو يو، فهم شخصيات من رواية “رومانسية الممالك الثلاث” تميزوا بعداوتهم شديدة )
{ لكن… إن كنت حقًا لا أحمل أية أفكار مريبة
فلماذا لا تزال كلمات الطبيب العجوز تدور في رأسي ؟
وكأنها تريد شق قلبي لترى ما بداخله بوضوح }
بدأت صورة الطبيب العجوز تتداخل في ذهنه مع صورة جيانغ شو
وفجأة ، كأن شريطًا من الذكريات المختلفة بدأ يُعرض أمام عينيه
جيانغ شو الذي لفت نظره في مقهى الإنترنت ،
جيانغ شو الذي أعلن عليه الحرب في أيام الجامعة ،
جيانغ شو الذي سار بجانبه يومًا أمام متجر كعك البوزاي،
جيانغ شو المغري الذي تسلّل إلى أحلامه ' السخيفة ' ،
جيانغ شو الذي ابتسم له وأعجب بفلفله الحار ،
جيانغ شو الذي عانقه فجأة في ظلمة الليل …
صور كثيرة لجيانغ شو
لكن عقله توقف أخيرًا عند صورة ذلك الجيانغ شو الجادّ
وهو يقول له: “ سأعتني بك "
تأثر كثيرًا تلك الليلة ،
ولا يزال يتساءل لماذا تفجرت من شفتيه فجأة تلك الجملة
التي سأل فيها عن سبب اختيار جيانغ شو الاحتفاظ بالطفلة
{ سواء كان الأمر مرتبطًا بي … أو لم يكن ، فما الفرق ؟
ما الذي أردت أن سماعه حقًا من جيانغ شو ؟
أو بالأحرى… ما الذي كنت أريد التأكد منه ؟ }
كانت عاطفته الجامحة في الليل ——
وعقله المتزن في النهار يتصارعان ،
حتى عجز عن التمييز بين الصواب والخطأ
شعر شين فانغ يو بأن أفكاره متحطمة وفوضوية ،
وكأنه مسيَّرٌ بقوة خفية ،
يريد أن يتحرر من رغباته الأنانية لكنه عاجز ،
يريد أن يصل إلى الحقيقة لكنه يضل الطريق في كل مرة
{ هل كانت أفكاري تجاه جيانغ شو نقية حقًا ؟
إن كانت كذلك ، فلماذا يخفق قلبي بهذه السرعة ؟
وإن لم تكن كذلك… فكيف سأتعامل مع جيانغ شو مستقبلاً ؟
جيانغ شو يثق بي إلى حدّ يظن أنه قادر على العيش معي بقية حياته
أما أنا ،،، فقد بدأت أشعر نحوه بمشاعر وردود فعل لا ينبغي أن أشعر بها ،،،،
ورغبة في امتلاكه والمطالبة بالمزيد ….
فهل هذا لائق ؟ }
يتبع
تم ترجمة الفصل بواسطة : Jiyan
التدقيق : Erenyibo
تعليقات: (0) إضافة تعليق