Ch60 | DJPWNK
أصدر كرسي شين فانغ يو صريرًا حين نهض فجأة وقال للمرأتين :
“ أكملا طعامكما ، أنا سأدفع الحساب ، وسأعود إلى المنزل أولًا .”
———
أسرع شين فانغ يو إلى منزله ،
وحين لمح الفلفل الأخضر الطازج في السوق أسفل المبنى،
عقد حاجبيه بانزعاج،
واشترى كيسًا كبيرًا منه ليأخذه معه
وبمجرد أن فتح الباب، رأى جيانغ شو جالسًا بلا حراك في غرفة المعيشة
عندما رآه يعود، ألقى جيانغ شو عليه نظرة خاطفة ثم أعاد
بصره إلى شاشة اللابتوب ، مكتومًا في حلقه
السؤال الحاد : ' أين كنت بحق الجحيم ؟ '
كان يعلم أن شين فانغ يو لم يخرج للتسوق ،
وتربيته أملت عليه أن من غير اللائق أن يسأله ذلك صراحةً ،
ثم إنه، حتى لو فعل، كان بوسع شين فانغ يو أن يختلق كذبة بسهولة
قال بهدوء:
“ آسف ، لم أتوقع أن تعود مبكرًا هكذا ”
لكن فجأة ، بادر شين فانغ يو بالاعتراف بصوت مرتبك :
“ ما كان ينبغي أن أكذب عليك…
لقد دعوت تشونغ لان للخروج ،
وكنت معها حين اتصلت بي قبل قليل .”
وبعد أن سمع ذلك، اكتفى جيانغ شو بإطلاق “أوه” معقدة النبرة
لم يكن جيانغ شو يتوقع أن يبادر شين فانغ يو إلى شرح الموقف له،
فبالنهاية لم يكن هناك ما يُلزم أحدهما بأن يقدّم للآخر
تقريرًا بهذا الشكل
هذا القدر من الصراحة جعل استياء جيانغ شو من كذبه
يتبدد بعض الشيء، غير أن مضمون ما قاله لم يكن مفرحًا له
{ لماذا دعا تشونغ لان؟
ولماذا وافق على تناول العشاء معي ، ثم ذهب ليدعوها هي؟ }
وبينما كان غارقًا في هذه التساؤلات ، أكمل شين فانغ يو وكأنه يقرأ أفكاره :
“ لكنني لم آكل شيئ … ولا توجد لدي أي نوايا تجاهها أيضًا ،
فقط كانت لدي بعض الأسئلة التي أردت أن أطرحها عليها .
انتظر قليلًا، سأبدأ الطهي حالًا ،
وسنتناول الطعام بعد نصف ساعة .”
عندها رفع جيانغ شو عينيه نحوه فجأة ، لكن شين فانغ يو
كان قد دخل المطبخ حاملًا الخضروات
في الأصل ، كان جيانغ شو قد خطط أنه إذا عاد شين فانغ
يو واستمر في الكذب ، فسوف يطرده هذه الليلة ، ومعه حقيبته
لكن ما إن اعترف له، حتى وجد نفسه عاجزًا عن إظهار غضبه
⸻
على الطاولة —— أطباق من فلفل النمر الأخضر التي كان يشتهيها منذ فترة
بدأ شين فانغ يو يضع له الطعام في وعائه ، مرة بعد مرة ،
وهو يسأل:
“ هل طعمها جيد ؟ من الآن فصاعدًا ، إذا اشتهيت أي شيء،
فقط أخبرني ، أي طبق تريده سأعدّه .”
نظر جيانغ شو إلى كومة الفلفل المكدسة في وعائه ،
وتمنى لو يخبر شين فانغ يو أنه ليس دودة فلفل ،
وأن مجرد حبه لهذا الطبق لا يعني أنه يجب أن يأكل كل هذه الكمية
لكن شين فانغ يو لم يكن يسمع تذمراته الصامتة ،
بل قال معترفًا:
“ يوجد بعض الأمور لم أكن أفهمها من قبل…
ربما كنت تلاحظ ذلك أيضًا ،
لكنني لن أكون هكذا مجدداً يا جيانغ شو …"
ثم نظر في عينيه بجدية وأضاف:
“ أعدك "
رفع جيانغ شو رأسه فجأة لينظر إليه
{ هل كان شين فانغ يو يتحدث بصوت أفكاري ؟
هل يعقل أن التحذير الذي وجّهته له في عقلي قد وصل إليه فعلًا ؟ }
تأمل للحظة في هذه القوة الغامضة الغريبة ،
ثم أدرك أنه… لم يعد بحاجة إلى أن يضع بينه وبين شين
فانغ يو مسافة بعد الآن
أدخل هذا الإدراك في نفسه قدرًا من الراحة ،
حتى أنه تناول طعامه بشهية أكبر
وبعد أن وضع عيدانه جانبًا ، قال لـ شين فانغ :
“ تعال معي غدًا لإجراء فحص الأشعة فوق الصوتية الـ4D”
……
في غمضة عين ،
الطفلة قد عاشت في جسده لأكثر من خمسة أشهر
و فحص الأشعة فوق الصوتية الـ4D فحص شامل
واسع النطاق للكشف عن أي تشوّهات ،
إذ يمكنه إظهار تطوّر أعضاء الجنين وحواسه الخمس بوضوح أدق ،
والمساعدة في تشخيص العيوب الخَلقية في مراحل مبكرة
كان جيانغ شو يشعر في داخله بقدر من القلق
ربما كان السبب تأثير الهرمونات، أو ربما أمر آخر،
لكن منذ تلك اللحظة التي شعر فيها بحركة الجنين للمرة الأولى،
بدأ اهتمامه بحالة الطفلة الصحية يزداد يومًا بعد يوم
وبسبب وضعه الاستثنائي ، كانت فحوصاته بالأشعة أكثر
تكرارًا من تلك التي تخضع لها الأمهات في الحمل الطبيعي
ورغم أن جميع نتائجه السابقة جاءت مطمئنة ،
فإن القلق ظل يلازمه كلما تذكّر سلوكياته غير الصحية في
بدايات الحمل ،
وخشي أن تكون قد تركت أثرًا على الجنين
يضاف إلى ذلك أن الفحص السابق كان ثنائي الأبعاد ،
وهو أقل وضوحًا ودقة ،
بينما الأشعة الـ4D تشبه المرآة السحرية التي تكشف أغلب
التشوّهات التي لا يمكن رؤيتها في الفحوص السابقة
وإذا اكتُشف أن الطفل يعاني من أي تشوّه ،
فسيكون على جيانغ شو أن يواجه القرار القاسي بإنهاء الحمل
وللمرة الأولى ، شعر الطبيب جيانغ ، الذي لم يعرف الخوف قط ،
وكان دائمًا قادرًا على حمل كل الأعباء وحده ،
بأنه لا يرغب في مواجهة هذا الفحص بمفرده ،
……
لم يكن شين فانغ يو يتوقع أن يُستمال جيانغ شو بهذه السهولة
لقد كان مستعدًا لأن ينفجر في وجهه غضبًا بسبب ما حدث سابقًا ،
لكن النتيجة كانت عكس ما توقعه؛ إذ لم يغضب جيانغ شو
منه فحسب، بل دعاه أيضًا — وللمرة الأولى — لمرافقته إلى فحص ما قبل الولادة
كان الأمر أشبه بقط متعالٍ قرر فجأة أن يقفز إلى حضنك
ويتقرب منك في لحظة نادرة،
مما جعل عقل شين فانغ يو يحلّق قليلًا،
وقلبه يشعر وكأن طبقة من العسل اللزج تغلّفه
إحساس حلو تسلّل إلى داخله
لكن ما إن انقشع شعور التحليق على السحاب، حتى خطر بباله فجأة سؤال :
“ لماذا لم يتواصل معي تانغ كي هذه المرة ؟”
جيانغ شو: “……”
لأن هذه المرة لم يكن تانغ كي من يلح عليه بالغحص ،
بل جيانغ نفسه هو من حسب التواريخ وقرّر أن الوقت قد حان لإجراء الفحص
لكن لم يقل هذا أمام شين فانغ يو
واكتفى بأن يرمقه بنظرة هادئة وهو يقول :
“ لأنه يظن أنني أكثر موثوقية .”
فأجابه شين فانغ يو دون أن يجادله :
“ حسنًا ، أنت الأكثر موثوقية .
سأشتري غدًا قبل الفحص CD ، ونحمّل عليه صور الأشعة
لابنتنا ، ثم نتمكن من دراسة شكلها الحقيقي .”
وكاد جيانغ شو أن يردّ عليه بتعليق ساخر، لكن شين فانغ يو أضاف فجأة:
“ لو كانت تشبهك فقط… ستكون فتاة جميلة جدًا "
تراجع جيانغ شو عن كلماته ،
وشعر بمزيج من المشاعر الدقيقة
{ ما الذي أصاب شين فانغ يو هذه الليلة ؟
لقد صار يتحدث بلطف، ولم يعد يعاند في كل شيء كما اعتاد }
كان شين فانغ يو يتكأ على يده ،
وابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه ،
بينما يحدّق في وجه جيانغ شو بنظرة جادّة
{ برأيي .. لا يوجد أحد أجمل من جيانغ شو
سيكون رائعاً لو أن ابنتي تشبهه }
———-
أصبح جيانغ شو الآن —- حين يكون في مزاج جيد ،
يسمح له بأن يلمس بطنه ويستمع إلى نبض قلبها
ومع مرور الأيام ، أصبحت حركات الجنين أكثر تكرارًا ،
وكان شين فانغ يو يشعر بتميز كل مرة تركله فيها الصغيرة
أثناء إنصاته لدقات قلبها { يا له من برّ مبكر !! }
جلس إلى جوار جيانغ شو —- وعيناه تتجهان نحو بطنه
أما الأخير ، فكان يشرب الحساء بلا مبالاة ،
تاركًا له حرية النظر دون أن يحاول إخفاءه
كان الحمل في شهره الخامس واضحًا بعض الشيء،
لكن لحسن الحظ أن الشتاء كان يقترب،
فكان جيانغ شو يرتدي عادةً الكثير من الملابس والسترات
الواسعة التي اشتراها له شين فانغ يو، مما سمح له بإخفاء الأمر بالكاد
لكن حين يدخل غرفة العمليات ويبدّل ملابسه إلى المعاطف الجراحية الخفيقة ، كانت الأقمشة ترتفع قليلًا في شكل محدّب ،
فيسارع جيانغ شو إلى طلب معطف جراحي خارجي معقّم
من الممرضة ،
ومع ذلك ، أحيانًا كانت الممرضة تشده بإحكام زائد أو تتأخر
في إعطائه ، فيلحظ أحدهم الأمر
قال جيانغ شو بنبرة يغشاها شيء من الانزعاج :
“ اليوم سألني يو سانغ كيف نمى عندي كرش ،
وسألني إذا كنت أريد أن أذهب معه لاستخراج بطاقة نادي رياضي .”
شين فانغ يو مازحًا :
“ أنا مندهش أنه لم يتساءل إذا كان الأمر دهونًا على الكبد
أو متلازمة كوشينغ… ما زال يو سانغ ضعيفًا في التحليل
الشامل للحالات ، عليك أن تنتقده ~ .”
رمقه جيانغ شو بنظرة حادة ، فاستقام شين فانغ يو في
جلسته وبدأ يتحدث بجدية :
“ على ذكر هذا… كم من الوقت تنوي أن تواصل العمل في المستشفى ؟”
جيانغ شو :
“ من الصعب القول ، عليّ أن أطلب إجازة…”
فقال شين فانغ يو بسرعة :
“ سأجد طريقة للحصول عليها من أجلك .
إذا شعرت أن جسدك لم يعد يحتمل ، فقط أخبرني ،
وسأطلبها نيابةً عنك .”
ورغم أن تانغ كي كان قد أوصاه بأن يطلب من شين فانغ يو
حل مشكلة الإجازة ،
فإن جيانغ شو لم يكن يثق فعلًا بقدرته على ذلك ،
ولما سمعه يذكر الأمر ، سخر قائلًا:
“ هل والدك مدير المستشفى ؟”
أجاب شين فانغ يو بنبرة واثقة لا تخلو من الجرأة :
“ حتى لو لم يكن والدي المدير ، يمكنني أن أؤمّن لك وظيفة … لكن إذا فعلت ذلك ،
فعليك أن توافق على بعض الشروط .”
أطلق جيانغ شو صوتًا خفيفًا ساخرًا “تسك” ولم يعطِ الأمر اهتمامًا كبيرًا ،
لكن شين فانغ يو واصل الإلحاح :
“ أخبرني أولًا ، كم من الوقت تريد أن تواصل العمل ؟”
قال جيانغ شو بلا مبالاة، وكأنه لا يعتقد أن الأمر بيده أصلًا:
“ شهر أو شهران إضافيان .”
لقد بدأ يشعر ببعض الإرهاق بالفعل ،
فوزن الجنين والسائل الأمنيوسي أضاف عبئًا كبيرًا على جسده ،
وقد بدأ تدريجيًا في تقليل ساعات عمله الإضافية
كان لا يزال قادرًا على خداع زملائه بأن الأمر مجرد ' كرش '
لكن إن واصل العمل حتى المراحل المتأخرة من الحمل ،
فربما تأتي النائبة كوي لتسأله إن كان مصابًا بمرض خطير
شين فانغ يو :
“ ألن يكون الأمر متعبًا جدًا ؟”
أجاب جيانغ شو بقلق:
“ ما زلت قادرًا على العمل… يوجد الكثير من المرضى .”
شعر جيانغ شو أن الحصول على إجازة شهر كامل قبل وبعد
الولادة سيكون أمرًا بالغ الصعوبة وفق قواعد جيهوا المرهقة
شين فانغ يو بهدوء :
“ أنت مريض أيضًا ”
رمقه جيانغ شو بنظرة خالية من الانفعال، مع تحذير واضح في عينيه
عرف شين فانغ يو أن جيانغ شو رجل ذو كبرياء قوي ،
فانسحب عن جداله بطاعة
ثم قال:
“ إذن لنفعل كما تقول .”
وفرك شين فانغ يو أصابعه ،
ثم ضغط على كتف جيانغ قائلاً :
“ استعد لأطول إجازة ممكنة ”
بعد ذلك نهض ليجمع الأطباق ، ثم تذكّر فجأة شيئ :
“ أحضرت لك زجاجتين من كريم علامات التمدد ،
سأضعهما على منضدة سريرك لاحقًا ،
تذكّر أن تضعها بعد الانتهاء من الاستحمام .”
ارتعشت عينا جيانغ شو قليلًا
لتجنب علامات التمدد، كان الأهم التحكم في الوزن
واستخدام الكريمات الوقائية
لقد مارس الرياضة وأكل باعتدال، فكان وزنه مضبوطًا جيدًا
كما أن الجنين لم يكن كبيرًا جدًا ،
لذا فإن وضع كريم علامات التمدد…
كان قلب جيانغ شو —- مزيج من التعقيد وعدم الرغبة
المرة الأخيرة التي وضع فيها شيئًا خاصًا على جسده ربما
هو مسحوق التسلّخ الذي كانت والدته تضعه عليه عندما كان رضيع
بعد الاستحمام ، جلس جيانغ شو في غرفة المكتب لفترة،
متلكأً طويلاً حتى عاد إلى غرفة النوم
التقط زجاجتي كريم علامات التمدد وحدق النظر فيهما مرارًا وتكرارًا
كان يصف هذا الدواء كثيرًا لمرضاه ، لكن عندما جاء دوره ، شعر بالحرج
بعد لحظة طويلة من التردد ، رفع جيانغ شو طرف ملابس
النوم ووقف ينظر إلى بطنه البارز للحظة
فجأة طرق أحدهم الباب، فاندفع جيانغ شو ليُبعد الأشياء جانبًا بسرعة ويغطّي نفسه بالبطانية، ثم تنحنح وقال:
“ تفضل .”
دخل شين فانغ يو متثاءبًا، وهو يمرّر بصره على جيانغ شو:
“ لماذا أنت مغطى بهذا الشكل ؟ ألا تشعر بالحر ؟”
التقط كريم علامات التمدد الذي سقط، ونظر إليه قائلاً:
“ هل انتهيت من وضعه ؟”
أجاب جيانغ شو:
“ لا أريد استخدامه .”
جلس شين فانغ يو على حافة سرير جيانغ وهو يحمل الزجاجة ، وقال:
“ ستندم إذا ظهرت العلامات .”
أدار جيانغ شو وجهه بعيدًا وقال:
“ لا، لن تظهر .”
رفع شين فانغ يو البطانية قائلاً :
“ هل أضعه لك بنفسي ؟”
بعد صمت طويل، نظر جيانغ شو إلى السقف كأنه يموت من الإحراج
كان بطنه دافئًا للمس، وقد وزع شين فانغ يو الكريم بين
يديه لتدفئته ثم وضعه على الجلد
بعد قليل ، وصل إلى أذنيه ضحك شين فانغ يو وتنمره
: “ هههههههه هل يجب أن تبدو بهذه السخاء والبطولة ؟”
رد جيانغ شو:
“ لن يعتبرك أحد أصم إذا لم تتكلم ! ”
وسقطت كلماته ، وتبعتها ركلة من الجنين في بطنه
دهون بطنه خفيفة ، وحركات الطفلة كانت تنتقل بسهولة إلى الخارج
ورغم أنها لم تكن واضحة على السطح ،
إلا أن الإحساس بها باليد كان واضحًا جدًا
لم يستطع شين فانغ يو كتم ضحكته :
“ هههههههه حقًا ، إنها على نفس مزاجك .”
شعر جيانغ شو ببعض القلق :
“ كيف لا تتعرف على الناس بعد ؟”
في الشهر الخامس ، يكون سمع الطفل متطورًا ،
وكان يستطيع الاعتماد على الأصوات لمعرفة من يحمله
غالبًا تقول الأمهات إن أطفالهن يتحركون عندما يلمسهنّ،
لكن لا يحدث شيء إذا لمس الأب،
لأن الطفل يميز أن من يلمسه ليس الأم، فيشعر بعدم الأمان
لم يكن جيانغ شو يعرف سبب عدم شعور الطفلة في بطنه بعدم الأمان على الإطلاق ؛
فهي لا تخاف عندما يتفاعل شين فانغ يو معها ،
بل كانت نشيطة جدًا وتركله باستمرار
قال شين فانغ يو مبتسمًا :
“ هذا يعني أن ابنتنا تثق بي ! "
ثم جذب بنعومة بنطال جيانغ وقال:
“ هل تريد أن أضعه لك هناك أيضًا ؟”
فعلامات التمدد لا تظهر فقط على البطن ،
بل أيضًا على الفخذين الداخليين والمؤخرة
صفع جيانغ شو يد شين فانغ يو وأخذ زجاجة الكريم، قائلاً:
“ اذهب للنوم .”
ابتسم شين فانغ واستلقى على مفرشه الأرضي ،
تنهد تنهيدة ارتياح
{ لحسن الحظ أن جيانغ شو لم يطلب مني وضعه ،
وإلا ربما كان عليّ أن تقديم عرض تمثيلي آخر كامل !!! }
في الغرفة المظلمة ،
عبير خفيف من زهرة الأدميرال وزيت ثمر الورد يطفو ببطء ،
وما زالت أطراف أصابع شين فانغ يو تحمل شعورًا بسيطًا بالحرارة
سمع حفيفًا في أذنيه ، فعلم أن جيانغ شو استمر في وضع الكريم لنفسه
رفع شين فانغ يو يده فجأة وقبّل أصابعه بصمت ،
ثم أنزل رموشه ليخفي النظرة في عينيه
لكن صمت الليل لم يستطع أن يخفي خفقان قلبه المتسارع
استدار ونظر إلى جيانغ شو على السرير
{ … لو قلت لك أنني معجب بك ، هل ستصدقني ؟
أنا لست معجب بك فقط ، بل أريد أيضًا أن ألاحقك وأكون معك
هل ستغضب ؟ }
أغلق عينيه ، وسمع جيانغ شو يضع زجاجة الكريم على
السرير ويعيد ترتيب البطانية ،
{ حتى لو غضبت ، ليس لدي طريقة تمنعني من الاستمرار في الإعجاب بك }
————-
في غرفة الأشعة الـ 4D ،
كانت عينا جيانغ شو مثبتتين على الصورة دون تحريك
هذه المرة الأولى التي يرون فيها الطفلة في بطن جيانغ شو بوضوح تام ،
فالأشعة رباعية الأبعاد تضيف بعدًا زمنيًا للصورة ثلاثية الأبعاد
عيون الطفلة مغلقة ، وأنفها مرفوع قليلًا ،
وفمها مفتوح قليلًا ، مما جعلهم يتساءلون عمّا تفكر فيه
ظل قلب جيانغ شو يخفق بسرعة ،
خائف أن يعبس تانغ كي فجأة ويشير إلى أحد المعايير
ويقول إن هناك خطأ ما
لم يعرف إن كان شين فانغ يو قد شعر بمشاعره ولكن
عندها لمس فجأة يده الممدودة على جانب سرير الفحص
و التفت جيانغ شو لينظر إليه،
ليجد شين فانغ يو يبتلع أيضاً بتوتر
قال تانغ كي بعد أن أخرج نفسًا طويلًا وسلّم الـ CD لـ جيانغ شو:
“ كل شيء جيد جدًا ...”
ثم تلاشت جدّيته الجادة وابتسم بارتياح :
“ على الرغم من أنني لا أفهم لماذا غيرت رأيك فجأة بشأن
الحمل ، لكنها بصحة جيدة .”
في اليوم الذي أرسل فيه جيانغ شو رسالة مفاجئة يقول
فيها إنه يريد العودة ،
جاء شين فانغ يو في اليوم التالي ونقل كل أمتعة جيانغ شو
التي تركها في منزله ،
ولم يمضي وقت طويل حتى أخبره جيانغ شو بأنهما
يخططان لإنجاب الطفلة ،
صدم هذا تانغ كي لدرجة أنه راجع رسائل جيانغ شو مرات لا تحصى ،
وحتى اتصل به عدة مرات ليتأكد من أنه لم يُسرق هاتفه
قبل أن يستسلم ويعترف أخيرًا بالحقيقة ،
نظر إلى الرجلين ، اللذين تبادلا النظرات تلقائيًا عندما سمعا
خبر صحة الطفلة
تحركت عيناه من وجه جيانغ شو إلى شين فانغ يو ثم
عادت ببطء ونتيجة لذلك،
ظل الاثنان ينظران إلى بعضهما البعض، ولم يلاحظا أنه كان يراقبهما
تانغ كي : “……”
حاول تانغ كي الاندماج في الموقف، فقال :
“ إذاً… هل تريدان الخروج لتناول وجبة والاحتفال ؟”
أدار جيانغ شو بصره بعيدًا ، ومسح العرق البارد عن كفيه ،
ثم سلّم الـ CD إلى شين فانغ يو، الذي ابتسم وقال:
“ لقد حجزت لنا وجبة في مطعم شيانجو، هل نذهب ؟”
أومأ جيانغ شو برأسه وقال لـ تانغ كي:
“ سنذهب نحن أولًا إذن .”
ارتبك تانغ كي و بعينين متسعتين:
“؟”
عض على طرف لسانه ليكتم كلماته
' ألن تأخذاني معكما ؟ '
ولكن ، وبينما يقف بحزن ، سلمه شين فانغ يو فجأة
مظروف أحمر في جيبه
تجمد تانغ كي للحظة ولوح بيده :
“ هاه ! … المستشفيات الخاصة لا تقبل أيضاً المظاريف الحمراء .”
قال شين فانغ يو مبتسمًا :
“ إنه ليس للطبيب تانغ ، بل لك أنت يا تانغ كي.
شكرًا لإقناعك جيانغ شو بالعودة في المقام الأول ،
وشكرًا لاهتمامك الدائم بصحته .”
لمس تانغ كي المظروف الأحمر الضخم بنظرة باهتة ،
ونظر إلى الرجلين وهما يمشيان جنبًا إلى جنب،
وفجأة شعر أن الحياة غريبة بعض الشيء
لطالما شعر أن التغيير المفاجئ في قلب جيانغ شو
وتخفيف العلاقة بين الاثنين لم يكن له أي علاقة به
لكن كلمات شين فانغ يو كانت غريبة جدًا
لم يرغب تانغ كي في الاعتراف بأنه سمع قليلًا من قسم السيادة في تلك الكلمات
{ اللعنة …
لقد كنت قلقًا بشأن صحة جيانغ شو لأننا صديقان مقربان
منذ سنوات… فمتى احتاج إلى شكر شين فانغ يو؟ }
غاضب ، فقاد الطبيب تانغ سيارته إلى أفخم مطعم في
مدينة A بمفرده ،
وأخرج المظروف الأحمر الكبير الخاص بـ شين فانغ يو
وطلب طاولة كاملة من الطعام ، وقال بغضب :
“ سوف آكل وحدي !”
⸻
وفي الوقت نفسه ،
جلس جيانغ شو وشين فانغ يو، اللذان شعرا أخيرًا بالراحة،
مقابل بعضهما في مطعم شيانجو
كان الصوت الأنيق لعزف الغوتشين مصحوبًا بصوت الماء
الجاري يخترق أذنيهما،
و عبير شاي الياسمين يترك أثره بين شفتيهما وأسنانهما
( الـ غوتشين / Guqin (古琴) عبارة عن آلة وترية قديمة ،
آلة لان تشان ~ )
ربما بسبب روعة الجو أو لطمأنينة صحة الطفلة ،
كان جيانغ شو في مزاج جيد للغاية ،
ممسكًا بكأس الشاي المعطر ، ينظر إلى شين فانغ يو بنظرة نادرة الدفء
النظرة في عينيه دافئة لدرجة أن شين فانغ يو انتفض من جو الاسترخاء ،
ووقع بصره على شفتي جيانغ شو الرطبتين
فجأة تذكر كلمات تشونغ لان: ' تقَبّلَه وتحتضنه” مجدداً
همس شين فانغ يو:
“جيانغ شو…”
أجاب جيانغ شو:
“همم؟”
ظل ينظر إليه، لكن مزاجه كان جيدًا جدًا،
لدرجة أنه بدا كسولًا وغير متحفظ،
كما لو كان بلا أي جدار من الحذر
كان جيانغ شو بهذا الشكل يبدو بلا أذى،
لا يجعلك تفكر في تكبره أو في المرات التي رفع فيها قبضته
بل كان يجعلك ترغب في احتضانه ولمس شفتيه الرطبتين
أثارت هذه الفكرة شين فانغ يو لدرجة أنه أبعد بصره دون وعي ،
بينما لاحظ جيانغ شو بوضوح هذا التغير في تعابيره
: “ ماذا ؟”
اندفع عقل شين فانغ يو محاولًا إيجاد عذر مناسب لتغطية
تصرفه غير الطبيعي ،
وفي النهاية ، وبعد تفكير مستمر ، قرر استخدام ابنتهما لإلهاء انتباه جيانغ شو
أخرج الـ CD من حقيبته ووضعه بينهما ،
وأضاف كوب بجانبه وصب بعض شاي الياسمين المعطر :
“ ألا ينبغي أن نقرع الكؤوس مع شياوشياو أيضًا ؟”
و كما توقع ، تحول انتباه جيانغ شو إلى ابنته ،
فأومأ برأسه ومدّ يده ليقرع الكؤوس مع شياوشياو،
وصوت قرع الخزف الرنان خلق جوًا سعيدًا
شعر شين فانغ يو بالامتنان لشياوشياو ~ وتنهد تنهيدة ارتياح ،
لكن قبل أن ينهيها ، قال جيانغ شو فجأة:
“ يجب أن تتوقف عن النوم على الأرض من الآن فصاعدًا .”
: “ هاه؟”
رمقه جيانغ شو بنظرة مليئة بالمعنى
فهو وشين فانغ يو أصبحا الآن عائلة،
وستولد الطفلة بعد حوالي أربعة أشهر
شعر أنه لا يمكن السماح لوالد الطفلة بالنوم على الأرض كل يوم،
فذلك يضر بتناغم العائلة ،
وعندما يشتد البرد سيصاب شين فانغ يو بالبرد
اعتقد جيانغ شو أن سبب رفض شين فانغ يو السابق ربما
كان نبرة كلامه القاسية قليلًا ،
لذا غيّر أسلوبه هذه المرة ونيّته التحدث معه عن الأمر مجددًا
شين فانغ : “ أنا ما زلت أقول أنه لا حـاجـ —”
: “ غاغا ”
عندما رأى أن شين فانغ يو بدا وكأنه يريد الرفض مرة
أخرى، أخرج جيانغ شو ورقته الرابحة ~~~
لقد قرأ كتاب يو سانغ في المرة السابقة وجربه بلا مبالاة،
لكن لدهشته، كانت ردة فعل شين فانغ يو قوية جدًا،
كأنه مذهول، وكان مستجيبًا بوضوح، مستمتعًا بالنداء
أدرك جيانغ شو على الفور أن هذه هي نقطة ضعف شين فانغ يو
لكن عندما توقفت هذه الاستجابة في اليومين الماضية
وعاد شين فانغ يو إلى عادته الطبيعية،
ظن أنه لن يستطيع استخدامها بعد الآن
غير متوقع، أن شين فانغ يو تصرّف كفتاة خجولة في غرفة
النوم وأصبح صعبًا عندما تعلق الأمر بالنوم معه
كما توقع، أغلق شين فانغ يو فمه عندما سمع كلمة ' غاغا '
وكان جيانغ شو راضيًا جدًا ،
وأخبر شين فانغ بخططه :
“ أخطط لوضع سرير الطفلة حيث يوجد مفرشك ، لذا يجب أن تنتقل .”
: “ لكن …”
كان شين فانغ يو لا يزال يريد المقاومة قليلًا
: “ غاغا …” أعطاه جيانغ شو نظرة ، وابتسم بخجل وأضاف:
“ شين غا ، فانغ يو غاغا ”
بعد أن ناداه عدة مرات ، صمت جيانغ شو ونظر إليه بهدوء ، منتظرًا جوابه
كان صوت جيانغ شو خفيفًا وطبيعيًا جدًا عند نطق هذه الألقاب،
لم يطيلها عمدًا ولم يتذمر ،
ولم يتحدث بطريقة مدللة ،
بل كان الأمر أشبه بقول " أموكسيسيلين” أو “لوراتادين”
لكن هذه النبرة كانت أكثر جاذبية بكثير من الطريقة المدللة
وجد شين فانغ يو نفسه عالقًا
شعر بخدر في عجزه ، ونسى كل ما كان ينوي قوله
كان لسانه كأنه مربوط بـ999 عقدة ،
متشابكًا ولا يستطيع فكّه، ولم يستطع الكلام
{ من أين تعلم جيانغ شو كل هذه الأمور ؟ }
كان عقل شين فانغ يو في حرب مع نفسه
بعد أن قرر ملاحقة جيانغ شو، بحث كثيرًا على الإنترنت،
وضع خططًا كثيرة، وحتى أعد دليلًا بألقاب العاطفة الواضحة والكاملة
وكان أهم نقطة في الدليل: أن ملاحقة شخص يجب أن تتم تدريجيًا ، دون استعجال ،
وألا يشعر الطرف الآخر بأن الملاحقة لأسباب غير بريئة
شدّ الرجل الصالح أذنه قائلاً :
“ إذا نمت معه ، سيعرف بأفكارك القذرة ، وستنتهي !”
ثم شدّ الرجل الشرير الأذن الأخرى بفرح :
“ لكنه نادى بـ’غاغا’!”
تولى الرجل الصالح الحديث مجدداً :
“ هل تذكر ماذا حدث آخر مرة نمت معه ؟”
وبوجه لا يسمع كتب الرهبان ، كرر الرجل الشرير :
“ لكنه نادى غاغا !”
وأخيرًا ، مات الرجل الصالح تحت قبضة الرجل الشرير الثقيلة
شرب شين فانغ يو كوب الشاي كله دفعة واحدة،
ثم قال لـ جيانغ :
“ حسنًا ، سأنام في السرير الليلة !”
حصل جيانغ شو على الإجابة المرضية ،
وارتسمت زوايا فمه بخفة
{ كم هو عاقل ! }
يتبع
تم ترجمة الفصل بواسطة : Jiyan
التدقيق : Erenyibo
اخ مع انو شياو المسكين الحامل بس كل مرة فانغ يحسسني انه مسكين اكثر 😂
ردحذف