Ch61 | DJPWNK
غرفة نوم جيانغ شو، الساعة 3:45 صباحًا ——
لقد مرّ أربع ساعات ونصف منذ أن أغمض شين فانغ يو
عينيه استعدادًا للنوم
كان يشعر ببعض الاكتئاب
تحت البطانية ، كان جيانغ شو ينام وظهره مواجه له،
يعانق أرنبًا ورديًا، بينما شعر شين فانغ يو أن كامل ظهره يشتعل وخزًا
فتح عينيه لينظر إلى القمر في الخارج ويلتقط أنفاسه
–ولتجنب البقاء في السرير طويلًا ، كان جيانغ شو عادة لا
يسحب الستائر في أيام العطلة
وكان منزله يتمتع بإطلالة جميلة ،
وشين فانغ يو كان يحب في السابق الجلوس على مفرشه
الأرضي لمشاهدة المنظر
لكن لم تمضِ دقيقة على نظره حتى جاءت غيمة بلا أي إحساس ،
وانزلقت بصمت لتغطي القمر شيئًا فشيئًا
شين فانغ يو: “……” { يا للبخل }
بعد أن لعن الغيوم الداكنة في سرّه،
لم يستطع منع نفسه من الالتفات والنظر إلى ظهر جيانغ شو
كان جيانغ شو يحب النوم وجسده منحنٍ ورأسه مدفون تحت البطانية،
وهو ما كان شين فانغ يو يصفه كثيرًا بطريقة نوم انتحارية،
إذ قد يختنق يومًا ما
وكما هو متوقع ، كان جيانغ شو قد لف البطانية فوق رأسه مجددًا
سحب شين فانغ يو البطانية ليُخرج رأسه،
لكن على الأرجح بسبب هذه الحركة، تمتم جيانغ شو بضيق،
وصفع يده، ثم استدار
هذه المرة، لم تعد البطانية تغطي فمه وأنفه،
وأنفاسه صارت قريبة جدًا،
و تنساب على فك شين فانغ يو، دافئة ورطبة، مما أشعل قلبه
وبشعور من الذنب، استدار شين فانغ يو بظهره إلى جيانغ شو محاولًا الابتعاد،
لكن قلبه بدأ يخفق أسرع فأسرع،
حتى لم يستطع إلا أن يمد يده ليغطي أذنيه
ورغم أن الأصوات التي كان يسمعها ربما جاءت من انتقال
الاهتزاز عبر العظام،
فإن تغطية أذنيه لم تكن ذات فائدة حقيقية،
لكنها منحت شعورًا ضئيلًا بالراحة على أي حال
لكن، وبشكل غير متوقع، وقبل أن يهدأ،
قرر القدر أن يضاعف الأمر سوءًا
فجأة ، رفع جيانغ شو يده وعانقه من الخلف وكأنه كان يتوقع ذلك
ارتجف شين فانغ يو، وتيبّست ذراعاه المقيّدتان، غير قادر على الحركة تمامًا
وبخلاف النوم ظهرًا لظهر ، حين عانقه من الخلف صار كامل
ظهر شين فانغ يو ملتصقًا بصدر جيانغ شو، الذي كان دافئًا وناعمًا
بل إنه استطاع أن يشعر بشيء يضغط على أسفل ظهره
—-– بطن جيانغ شو المنتفخ… طفلتهما
عند هذا الإدراك ، ابتلع شين فانغ يو بصعوبة ،
واشتعل دماغه بحرارة
استلقى بلا حراك على السرير وكأنه مسحور ،
مثل تمثال جف منذ زمن
وكأن كل أعصاب جسده قد تجمعت في ظهره ،
فأصبح حساسًا لدرجة أن أي حركة طفيفة قد تفجّر فروة
رأسه وتطلق أفكاره في كل اتجاه
ومضى وقت طويل؛ حتى الغيوم التي حجبت القمر قد
رحلت ، لكن جيانغ شو لم يتركه بعد
جسده صار متصلبًا ومؤلمًا، وقلبه يخفق بجنون،
حتى أن شين فانغ يو شكّ أنه إن لم يتركه جيانغ شو قريبًا،
فسوف يضطر إلى الاتصال بـ 120 لطلب سيارة إسعاف ~
وبشكل غير متوقع، وفي اللحظة التي كان شين فانغ يو على
وشك فيها أن يدفع جيانغ شو بعيدًا بعد ساعات لا تُحصى
من بناء نفسيته ، تحركت يد جيانغ شو الملتفة حول جسده فجأة
تنفّس شين فانغ يو الصعداء، لكن قبل أن يُكمل تنهيدته ،
ضغطت يد جيانغ شو على ذراعه
بدأت اليد تتحرك صعودًا وهبوطًا على ذراعه،
وكأنها تبحث عن شيء ما، إلى أن توقفت أخيرًا عند أذنه، وسحبها بجدية
تجمّد شين فانغ يو في ذهول
: “ لماذا أذناك قصيرتان ؟”
وأخيرًا، أدرك السبب الذي جعل جيانغ شو يتمسك به ولا يتركه
{ لقد أخذني على أنني الأرنب الوردي !
مستحيل ! }
أراد شين فانغ يو أن يدفعه ويستدير ليخبره أن الأرنب
الوردي الذي يفكر فيه ملقى خلف ظهره ،
بارد وبائس ويحتاج إلى عناق
لكن عندما رفع يده، تردد عن الحركة
مد شين فانغ يو يده نحو هاتفه ليرى كم الساعة ،
لكنه تراجع خوفًا من أن يزيده الوقت إحباطًا
وبينما يتردّد ، أرخى جيانغ شو ذراعيه فجأة
: “ شين فانغ يو؟”
ظهر اسمه في غمغمة حلم جيانغ شو
فشعر شين فانغ يو بتأثر شديد كاد أن يبكي
{ لقد أدرك جيانغ شو أخيرًا أنه كان يعانق الشخص الخطأ ! }
وكما كان متوقع ، بحث عن الأرنب الوردي البارد الآن ،
واحتضنه بين ذراعيه
أرخى شين فانغ يو عضلاته وعظامه برفق ،
واستلقى على ظهره ، ممددًا ساقيه وقدميه أخيرًا
و أغمض عينيه عازمًا على أن ينام قليلًا بسرعة ،
لكن جيانغ شو تمتم مجددًا :
“ شين فانغ يو ألا تستطيع فعلها ؟”
شين فانغ يو: “……”
{ متى سيتوقف جيانغ شو عن شتمي أثناء النوم ؟ }
بدأ يتساءل إن كان عليه أخذه إلى المستشفى للعلاج،
فالإفراط في الكلام أثناء النوم ليس أمرًا جيدًا
ثم أضاف جيانغ شو، وكأنه يتحداه: “ افعلها مرة أخرى إذا كنت قادرًا .”
ورغم أن صوته كان مبحوحًا وكلماته غير واضحة،
فإن شين فانغ يو سمعه جيدًا
فقفز قلبه قفزة عنيفة
شعر شين فانغ يو وكأن كل الدم في جسده اندفع إلى
دماغه ، يحرقه حتى الجنون
' شين فانغ يو، لا تستطيع فعلها .
افعلها مرة أخرى إذا كنت قادرًا '
– هذه الجملة نفسها التي ظهرت في عدة أحلام ' ربيعية' له
في الحلم ، كان جيانغ شو سكرانًا ومليئًا بالشغف ،
لكن ذلك لم يمنعه من استفزاز شين فانغ يو
ولا رجل يمكنه تقبّل أن يُقال له إنه لا يستطيع الأداء في السرير ،
بما فيهم شين فانغ يو،
لذا فإن بقية الحلم كانت بطبيعة الحال ملونة للغاية ومليئة
بالتقلبات ، حتى أنه لم يعد يتذكر عدد المرات
اختفى النعاس عن شين فانغ يو على الفور
صار مستيقظًا لدرجة أنه شعر وكأنه يستطيع خوض 800 اختبار طبي إضافي
لطالما كان غير قادر على التمييز بين ما إذا كانت أحلامه
حقيقية أو مجرد تفريغ عصبي من دماغه ،
لكنه لم يتخيل أبدًا أن هذا الجزء قد يكون حقيقيًا
{ لكن الآن، بما أن جيانغ شو كان يقول هذه الكلمات في الحلم ،
فهل هذا يعني أن تلك المحادثة قد حدثت بالفعل ؟
إذا كان هذا صحيح ، فقد مضى وقت طويل ؛
فلماذا ما زال جيانغ شو يحلم بتلك الليلة ؟ }
شين فانغ يو شعر أنه لن يهدأ حتى لو قفز الآن وخرج ليركض ثلاثة كيلومترات
كان يعرف أنه وفقًا لقوانين النوم ،
لا تُحفظ ذكريات الحلم إلا إذا استيقظ المرء أثناءه ؛
أما إن استيقظ جيانغ شو طبيعيًا في الصباح ،
فالأرجح أنه لن يتذكر الحلم
في تلك اللحظة ، راوده شعور برغبة في هزّ جيانغ شو
وإيقاظه للتأكد مما يحلم به، لكنه بعد لحظة تفكير، سحب يده بحذر
{ لا أزال أحب حياتي !
فلو اكتشف جيانغ شو الأمر ، فلن أحتاج حتى إلى التفكير في
كيفية مصالحة جيانغ شو، لأنني سأكون قد دُفنت بالفعل }
لكن عندما نظر إلى جيانغ شو النائم،
لم يستطع منع نفسه من أن يسأل بتردد، وبشيء من الترقب:
“ في الحقيقة… تلك الليلة… لم تكن سيئة، أليس كذلك ؟”
{ إذا كان جيانغ شو يريد مني أن ' أُعيد فعلها '
فهل هذا يعني أن مهاراتي لم تكن سيئة ؟ }
مسح شين فانغ يو وجهه
{ انتهى الأمر ، لن أنام هذه الليلة }
———
عندما استيقظ جيانغ شو في الصباح ،
رأى هالتين سوداء كبيرة تحت عيني شين فانغ يو، فاستغرب:
“ لم تنم جيدًا ؟”
أجاب شين فانغ يو، الذي ظل مستيقظًا طوال الليل، وهو يتنفس بصعوبة قليلًا :
“ بفضلك ، نمت جيدًا جدًا .”
شعر جيانغ شو بالرضا عن جوابه:
“ أرأيت ؟ كان عليك أن تستمع إلي عندما أخبرتك أن تنتقل
إلى السرير في وقت أبكر .”
ضحك شين فانغ يو ضحكة جافة ،
وفكّر أن من حسن الحظ أنه لم ينتقل إلى السرير أبكر ،
وإلا لكان قد مات من السهر لليالي طويلة ،
في اليوم التالي ، وقبل النوم ، قدّم شين فانغ يو كوب حليب
لجيانغ شو وصبّ واحدًا لنفسه
تفاجأ جيانغ شو قليلًا، فقال شين فانغ يو بتجريبية:
“ أنا أيضًا بحاجة لتعويض الكالسيوم .”
: “ و خرجت تركض الليلة لتحصل على الكالسيوم أيضًا ؟”
كان جيانغ شو قد عاد مباشرة من العمل ،
لكن شين فانغ يو أصرّ على الخروج للجري في الحي ،
وعاد بعد ساعة مبللًا بالعرق ،
حتى أن جيانغ شو كان على وشك أن يطرده
شين فانغ يو: “ مجرد بعض التمارين استعدادًا للطفلة .”
لم يرغب في الاعتراف بأنه كان قلقًا من السهر مجددًا الليلة
لكن، وبشكل غير متوقع، ما إن استلقى بجانب جيانغ شو،
حتى عاد وعيه المرهق للحياة فجأة
كان جسده ثقيلًا ومتعبًا من الجري،
لكن روحه كانت وكأنها على منشطات،
وكل ما كان يفكر فيه هو كلمات جيانغ شو: ' افعلها مرة أخرى إذا كنت قادرًا '
أخذ نفسًا عميقًا ، وأمسك بجهازه اللوحي ،
وقال لجيانغ شو قبل أن يغرق في دوامة أفكاره :
“ لنلعب بعض الألعاب .”
{ إلهاء بسيط سيكون فكرة جيدة ! }
تفاجأ جيانغ شو قليلًا عندما فتح شين فانغ يو اللعبة
الوحيدة الموجودة على جهازه اللوحي، وظهرت الأصوات والرسوم المألوفة
سأل جيانغ شو: “متى حصلت أنت أيضًا على هذه اللعبة؟”
شين فانغ يو: “ قبل أيام ، بعدما استخدمت حسابك في غرفة المناوبة .
لعبت بشكل سيء جدًا ، مما أغضبني ، فحملتها لنفسي .”
جيانغ شو: “ إذًا حتى الآن لم تقتل رئيس القرية ؟”
“……” شين فانغ يو : “ لابد أنه تدرب على سحر شرير ! "
كان أول شرير في اللعبة هو رئيس قرية المبتدئين ،
وفي نسخة الكمبيوتر كان خصمًا تافهًا للغاية
لم يكن جيانغ شو معتادًا على أسلوب التحكم باللمس في
نسخة الهاتف من اللعبة ،
ومع تكرار عملية قتل الوحوش المملة لجمع النقاط ورفع المستوى ،
فقد اهتمامه بسرعة ،
مكتفيًا ببعض الحنين الذي جعله يحتفظ باللعبة على جهازه
اللوحي حتى اليوم ،
نظر جيانغ شو إلى ملابس الشخصيتين الممزقة والسيوف
الحديدية في أيديهما،
وتذكر المعدات البراقة واللامعة المتنوعة في نسخة الكمبيوتر ،
فتنهد على التغيرات التي جلبها الزمن
الانتقال من البساطة إلى الرفاهية أمر سهل ،
لكن العودة من الرفاهية إلى البساطة أمر صعب
لقد نسي كم كان صبورًا في مراهقته ، وهو يضرب وحشًا تلو
الآخر ببطء ، جامعًا الخبرة والمعدات تدريجيًا
كان شين فانغ يو يحدق فيه بحبس أنفاس ،
وكأنه لن ينام حتى يلعب جيانغ شو
{ حسنًا ، فلألعب معه إذن} فكّر جيانغ شو وهو يقبل طلب
الصداقة وطلب الفريق من شين فانغ يو
لكن بشكل غير متوقع، قاده شين فانغ يو مباشرةً إلى باب منزل رئيس القرية ،
ومن دون انتظار رد فعل جيانغ شو، دخل المعركة فورًا
وعندما قُتل جيانغ شو، الذي جُرّ إلى القتال قسرًا، على الفور
على يد روح العنكبوت التي استدعاها رئيس القرية، أدرك
أخيرًا سبب موت شين فانغ يو بسرعة في غرفة المناوبة ذلك اليوم
ربّت جيانغ شو على كتف شين فانغ يو بوجه خالٍ من التعابير وقال:
“ انظر إلى مستواه ، ثم انظر إلى مستوانا .”
{ لا عجب أن شين فانغ يو لم يستطع هزيمة رئيس القرية بعد اللعب لعدة أيام ؛
فربما لم يلعب منذ وقت طويل لدرجة أنه لم يعد يملك
حسّ ضرورة رفع المستوى أولًا }
قال شين فانغ يو بذهول: “ لا أتذكر أن علينا رفع المستوى بقتل الوحوش !”
يمر الزمن بسرعة ، والذاكرة محدودة
ومع مرور الوقت ، ينسى المرء بشكل لا إرادي الكثير من
التفاصيل الباهتة في الماضي،
ولا يتذكر سوى متعة القتال حينما كانت المعدات
والمستويات في القمة
ومع ذلك، حتى لو كان المستوى مرتفعًا والتحكم ممتازًا ،
فعند العودة إلى قرية المبتدئين، عليك أن تبدأ بقتال الأرانب
وبعد نصف ساعة من مقاتلة أرانب القرية ،
بدأ النعاس يتسلل إلى جيانغ شو حتى تثاءب
وأخيرًا، حصل الاثنان على ما يكفي من الخبرة لمواجهة
رئيس القرية، وتم استبدال قمصانهما الممزقة بملابس
المبتدئين النظيفة التي تغطي جسديهما
لوّحت روح العنكبوت بساقيها العديدة ،
وهي تبتسم للرجلين العائدين إلى رئيس القرية
كان جيانغ شو مليئًا بالثقة ، فأطلق مهارة مألوفة لديه ،
ثم نظر بتوقع إلى شريط دم روح العنكبوت
لكن روح العنكبوت، التي ظلت ساكنة لثانية، اندفعت فجأة نحوهما
شين فانغ يو، الذي كان يقف جانبًا بانتظار جني ثمار القتال،
أصيب بالذهول لدرجة أنه نسي إطلاق أي مهارة، حتى ضربه جيانغ شو وقال:
“ اهررررب .”
عندها فقط استعاد شين فانغ يو وعيه بسرعة، وحرّك
شخصيته ليفلت من مخالب روح العنكبوت
لقد تغيّر الزمن —-
حين كان الاثنان يطاردان من قبل روح العنكبوت الضخمة،
أدركا أخيرًا أن الماضي قد مضى، وأن زمن قتل شرير من
مستوى SSS بضربة واحدة من سلاح أسطوري قد أصبح مجرد تاريخ
رفعت روح العنكبوت ساقها وأطلقت صاعقة كهربائية،
فانخفضت أشرطة الدم لديهما حتى كادت تلامس الحافة،
وفي لحظة اختفى نصف كمية جرعات استعادة الدم التي
اشترياها مسبقًا
انحنى شين فانغ يو على جدار الكهف وألقى حبلًا نحو جيانغ شو
تفادى جيانغ شو الهجوم بينما استخدم الحبل لصدّ ضربات
روح العنكبوت، ثم طعنها في رأسها في اللحظة الحرجة
روح العنكبوت: –1 نقطة دم
جيانغ شو، شين فانغ يو: “……”
طوال بقية المعركة ، قضى الاثنان تقريبًا كامل الوقت مطاردَين ومضروبَين،
مع فرص نادرة جدًا للهجوم المضاد
كانت أشبه بلعبة كرّ وفرّ ؛ أنا أضرب وأنت تضرب ، ثم نهرب بلا توقف
لم يكن لديهما وقت حتى للنظر إلى ما تبقى من شريط دم روح العنكبوت
لم يشعر جيانغ شو بمثل هذا الإحراج في لعب لعبة طيلة حياته ،
وبحلول نهاية القتال كانت يداه تؤلمانه من شدة الإجهاد
ومع ذلك، كان تركيزه في ذروته، ولا يمكن إنكار أن الأمر كان مثيرًا
ومرة أخرى ، صرخت روح العنكبوت ،
واندفعت أعداد لا تُحصى من العناكب الصغيرة نحو وجهه،
متفجرة في كل اتجاه
كانت العناكب الصغيرة على وشك محاصرة جيانغ شو
وإغلاق طريق هجومه تمامًا،
حينها استدار شين فانغ يو، وبانفجار قصير من مهارة خاصة،
حطم الحصار الذي أقامته العناكب
قفز جيانغ شو للأمام ، وقطع بسيفه
بوف!
وأخيرًا اخترق سيف المبتدئين الخام الحاجز، وبتناغم
صامت، غرس نفسه بدقة في قلب روح العنكبوت
صرخت روح العنكبوت بصوت مفعم بالأسى،
واستدعت صغارها باكية ، منهيةً تلك المعركة التي بدت بلا نهاية
وبينما رئيس القرية يخرج ببطء ،
انطلقت موسيقى الخلفية المهدئة ،
وغلفت سحابة ذهبية الشخصيتين الصغيرتين على الشاشة،
عندها أدرك جيانغ شو فجأة:
“ نحن… فزنا ؟”
كان شين فانغ يو بالكاد أفضل حالًا منه ، فأجاب بذهول:
“ أعتقد ذلك ؟”
وبعد لحظات ، تكلّم رئيس القرية بابتسامته المعتادة، مؤكدًا شكوكهما:
“ مبروك للفارسين الشابين على اجتياز منطقة المبتدئين .”
رمى شين فانغ يو جهازه اللوحي جانبًا : “ جيانغ شو !”
ومد يده ليصافحه بحماس ،
رافعًا صوته عدة درجات :
“ لقد فزنا حقًا ! نحن رائعان !”
كان جيانغ شو متحمسًا أيضًا ، فاستدار لا شعوريًا وصافحه بقوة
لقد مضى وقت طويل منذ شعرا بمثل هذه الفرحة
البسيطة بالانتصار في لعبة،
فحياتهما البالغة مشغولة جدًا، وضغط الواقع يثقل كاهلهما كجبل
وفجأة، شعر جيانغ شو وكأنه عاد إلى تلك الليلة قبل أكثر
من عشر سنوات، حين عمل هو وشين فانغ يو بتناغم
لتجاوز خمس عقبات وقتل ستة جنرالات
{ كان شعورًا رائعًا }
وفي تلك اللحظة، خطر في باله فجأة
{ لو لم نتخاصم بعد ظهور النتائج آنذاك ،
لربما تبادلنا معلومات الاتصال وأصبحنا أعز الأصدقاء }
كان شعور التعاون مع شخص آخر للنجاة من وضع ميؤوس
منه وتحقيق النجاح في النهاية شعورًا رائعًا،
حتى أن وجهه احمر من الحماس، وقلبه بدأ يخفق بسرعة
لم تعد المصافحة العادية كافية للتعبير عن حماسه
الداخلي في تلك اللحظة، فرفع ذراعيه بلا وعي وعانق شين
فانغ يو —- مربتًا على ظهره
كان الأمر أشبه بأول مرة يفوز فيها بسباق تتابع مع زملاء
صفه في سن المراهقة ،
أو أول مرة يسهر فيها الليل كله للعب لعبة مع أصدقائه ،
أو أول مرة يفوز فيها بمباراة كرة سلة —
لقد كان متحمسًا إلى درجة أنه لم يستطع كبح نفسه
لم يدرك جيانغ شو أن راحتي يديه احمرّت من كثرة الربت
إلا حين لاحظ أنه، منذ لحظة عناقه لشين فانغ يو، لم يُصدر
أي صوت، ولم يهتف بحماس، ولم يصفق، ولم يربّت عليه بالمثل
هدأ فجأة ، وشعر ببعض الإحراج
شين فانغ يو لم يكن أحد زملاء صفه أو أصدقائه القدامى
الذين كانوا سيحتفلون معه بهذه الطريقة
في الواقع، حتى هو نفسه لم يشعر بمثل هذه السعادة منذ زمن طويل
كان هذا التصرف بعيدًا كل البعد عن صورة النخبة،
وبعيدًا عن شخصية جيانغ شو المعتادة
كان طفوليًا، تمامًا كما يتصرف شين فانغ يو أحيانًا
فالإنسان يتأثر بسهولة بمن حوله، خاصة إذا كان يعرفهم منذ فترة طويلة
قبل وقت قصير، كان لا يزال يتحدث عن كيف أثرت رين مياو على رين هان وجعلتها أكثر مرحًا ؛
ولم يتوقع أن يُظهر هو نفسه جانبًا مختلفًا أمام شين فانغ يو
هذا الإدراك أضفى لمحة من الإحراج على عينيه
لكن، وبشكل غير متوقع ، وبينما يفكر في كيفية إنهاء هذا
العناق المفاجئ دون أن يحرج نفسه، شدّت اليد على ظهره قليلًا
رفع جيانغ شو رأسه بلا وعي ،
لكن يد شين فانغ يو ضغطت على مؤخرة رأسه بلمسة مهدئة ،
وجذبته أقرب إلى صدره
التصق جانبَا عنقيهما ببعضهما بشكل حميم ،
ولا بد من القول إن العناق ربما كان أعجب فعل في العالم…
فمجرد تغير طفيف في التفاصيل والمشاعر يمكن أن يحوّل
عناقًا بين أصدقاء إلى عناق بين عشاق دون أي إنذار
شعر جيانغ فجأة أن غرفة النوم أصبحت هادئة جدًا
هادئة لدرجة أنه استطاع أن يسمع بوضوح أنفاسهما الثقيلة ودقات القلب
ولوهلة، لم يستطع أن يميز ما إذا كان النبض الذي يسمعه
هو نبضه هو أم نبض شين فانغ يو
كل ما استطاع أن يشعر به هو دفء صدره الملاصق لصدر الآخر،
وكأنه على وشك أن يحرق جسده
هذا الإدراك أربكه ، فحاول أن يتراجع قليلًا ،
لكن ما إن تباعد جسداهما قليلًا حتى تحرك يد شين فانغ يو
من مؤخرة رأسه إلى جانب عنقه ،
مانعاً انسحابه برفق لكن بحزم لا يقبل الجدل
شعر جيانغ شو بوخز في فروة رأسه ، وارتجف قلبه بلا سبب واضح
كان عنقه حساسًا للغاية،
ودفء أصابع شين فانغ يو كان واضحًا لدرجة أن بشرته اقشعرت،
وأفكاره تشتتت قليلًا
ولم يدرك إلا بعد أن توقف عن محاولة التراجع أن شين فانغ يو،
وكأنه حسب الأمر بدقة، أبقى المسافة بينهما قصيرة،
حتى أصبحا وجهًا لوجه
كانا قريبين جدًا لدرجة أن جيانغ شو استطاع أن يشعر
بحرارة أنفاس شين فانغ يو
واحمرّ وجهه لسبب ما، وفكّر بلا وعي… إن هذه الوضعية ليست أفضل من السابقة
فعلى الأقل في العناق، لم يكن مضطرًا للنظر في عيني شين فانغ يو
وفي تلك اللحظة، رأى أن عيني شين فانغ يو الدافئتين كانتا
مثبتتين على النصف السفلي من وجهه
حتى أنه شعر بأن شين فانغ يو ينظر إلى شفتيه ……
هذا الشك أربك أفكار جيانغ شو قليلًا ،
وجعله يشعر باضطراب غير مبرر
لكن ما إن أدار رأسه مبتعدًا لتجنب تلك النظرة ،
حتى شدّت اليد على مؤخرة عنقه قليلًا
كانت المنطقة الحساسة تلك قد لُمِسَت مرارًا ،
فشعر وكأنه يغرق في مياه عميقة ،
وعقله يعاني من نقص لا يمكن السيطرة عليه في الأكسجين
لقد أخبر شين فانغ يو بوضوح ألا يلمس عنقه مرة أخرى
لكن، قبل أن يتمكن جيانغ شو من الغضب،
رفع شين فانغ يو يده فجأة،
ونزع نظارته ببطء بينما كان جيانغ شارداً
وبدون حاجز النظارات ، التقت عيونهما مباشرةً ،
ورغم أن رؤية جيانغ شو كانت ضبابية قليلًا من دونها ،
إلا أن صورة شين فانغ يو أمامه كانت واضحة وضوح الشمس
رموشه طويلة، وعيناه الحنونة تحملان ابتسامة خفيفة،
كزهرة كركديه في خريف هادئ
لعق جيانغ شو شفته السفلى بلا وعي، وشعر بعطش غريب يتسلل إليه
توقف تفكيره للحظة ، ثم رأى شين فانغ يو يقترب منه ،
ويقبلّه قبلة رقيقة جدًا على شفتيه
كانت ساخنة… وكذلك قلبه
تجمد جيانغ شو في مكانه ، ناسياً أن يتنفس للحظة
لم يكن يعرف ما هي المشاعر التي كانت في عيني شين فانغ حين تبادلا التصفيق ،
ولا كيف بدا وجهه في تلك اللحظة التي اجتاحه فيها حماس اللعبة ،
جيانغ شو الذي نادرًا يُظهر مشاعره — كان مختلفًا هذه المرة ؛
عيناه لامعتين بلا حواجز ،
عيناه عكست صورته …
وكأن الشاب جيانغ شو والبالغ الهادئ — و الطبيب جيانغ
التقيا فجأة عبر سنوات طويلة
….
انعكس ضوء المصباح البرتقالي الليلي في عيني جيانغ ،
مثل قمر هبط في مجرة ، يغوي من تحرك قلبه
انبهر شين فانغ يو بهذا الانعكاس في عيني جيانغ ، فاضطرب قلبه
ومنذ أن عانقه جيانغ شو، شعر وكأن قلبه توقف فجأة
مرّ في ذهن شين فانغ يو [ دليل الحب ] حول كيفية ملاحقة شخص خطوة بخطوة بسلاسة ،
ثم تبخر في السحاب ، متلاشيًا بلا أثر ،
تاركًا وراءه فقط الدماء التي غلت في عروقه
قبل القبلة بثانية واحدة ، صرخ النصف العقلاني من دماغه بصوت عالٍ :
" هل تدرك ما الذي تفعله ؟ "
لكن النصف غير العقلاني لم يحتاج حتى إلى الرد
كان الأمر أشبه بخريطة كنز طُويت طويلًا ،
ثم فُتحت أخيرًا بإشارة من حكيم ، لتُكشف أمام المحارب
ثم —- و بصوت مغرٍ مليء بالمرارة ،
همست تلك الخريطة للمحارب :
" هذا ما تريده "
وهكذا —- ، أطلق شين فانغ يو العنان لكل مشاعره
أظهر رغبته أمام عيني جيانغ شو ،
هاجم البركة ونهب الأرض —— دون تردد ——
يتبع
رحلة فانغ من المفرش على الارض الى السرير ثم خارج البيت 😂😭
ردحذفالبوس 🦋🦋💖✨ احب فانغ ياخي
ردحذف