القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch67 | ALFKR

Ch67 | ALFKR



كان تشاو شينغهي شخصًا يصعب فهمه منذ البداية


وفي هذا العالم، إن قرّر حقًا إغلاق بابه في وجه أحد، 

فلن يتمكّن ذلك الشخص من الاقتراب منه ولو بخطوة


التميّز الذي أحرزه تشين وان، بقدرته على معرفة عادات 

تشاو شينغهي وتفضيلاته وأفكاره، لم يكن لأنه شديد 

الذكاء، أو الدقة، أو قوة الملاحظة


حتى لو امتلك كل ذلك، فالسبب الحقيقي كان دومًا واحدًا:

تشاو شينغهي كان يسمح له—كان يمنحه هذا الحق 

بصمت، بصدق، بتساهل


فإذا زال هذا الامتياز ، عاد تشين وان إلى مجرد فرد عادي بين الحشود


بدأ تنفّس تشين وان يتسارع


نظر إليه تشاو شينغهي بهدوء


لم تكن في عينيه قسوة، ولا عتاب—بل برودة خالصة، وهو 

يقول بصوت ساكن:

“ تشين وان لا داعي لأن تشعر بالسوء .

أنت من عاملني هكذا .

أحضرت لي اليراعات، و قدمت  لي علامة شجرة عيد الميلاد ، 

وقدّمت لي زهور الفاوانيا و الهيدرانجيا ، 

قلت إنك تريد أن تراني سعيدًا .

لكنني… لم أكن سعيد

تشين وان ..

اليوم… هو أتعس يوم في حياتي ”


احمرّت عينا تشين وان


حين قال له تشاو شينغهي إنه لا يحب شيئًا ، لم يبكِي


لكن حين قال إنه لم يكن سعيدًا — هنا شعر تشين وان 

بألم حقيقي ، عميق ، يخترق صدره


ومع ذلك ، لم يُبدِ تشاو شينغهي أي نية لمواساته


فإغراء تشين وان أو تليينه بالمجاملات أو الإرشاد لم يعد مجديًا


الآن، لم يبقَ سوى أن يطعنه في أكثر ما يعتز به


لأنه إن لم يتألّم ، فلن يتغيّر


تشاو شينغهي:

“ حين كنت صغيرًا ، ظننت أنني لن أنال السعادة التي 

يحصل عليها الآخرون بسهولة .

ثم أيقنت أن الحب أيضًا… سيكون صعبًا عليّ .

والآن، يبدو أنني لن أحظى حتى بذرة من الثقة ! ”


كان صدر تشين وان يعلو ويهبط بشدة


لم يكن تشاو شينغهي بحاجة لأن ينظر إليه ليعرف أنه يبكي


حتى دموع تشين وان، لم تُصدر صوتًا


قال مجددًا ، بصوتٍ خافت :

“ أنا آسف ”


لكن تشاو شينغهي لم يرد حتى بـ ' لا بأس '


المطر ازداد غزارة ، 

يضرب نوافذ السيارة كما لو كان حبرًا أسود سميكًا يُمزّق الزجاج ، 

حاجبًا الرؤية تمامًا عن العالم الخارجي ،

ومثل ذلك ، لم يستطع تشين وان أن يرى طريقه هو الآخر


فسأل مجددًا ، بصوتٍ خافت يائس:

“ تشاو شينغهي…

هل لا يزال بإمكاني أن أتابع ملاحقتك ؟”


كأنه لم يعد يعرف كيف يقول شيئًا آخر


لم يبقَى له إلا تكرار هذا السؤال مرارًا


السماء ثقيلة كالحديد ، 

والغيوم ملبدة بالرعد ، 

والرياح تعوي كذئب جريح


استدار تشاو شينغهي أخيرًا ونظر إليه ، ثم قال بنبرة هادئة:

“ من الأفضل ألّا تفعل ”


توقف تشين وان تمامًا

تحرّكت عيناه ببطء، 

وارتجف جسده كله كما لو كان طائرًا أبيض غمره المطر حتى العظم


“…  فهمت ”

بصوت بطيء ، بارد


وفي رأسه ، تعبر آلاف الأفكار المظلمة—مجنونة، متهورة—


{ كيف يمكن جعل الاختطاف أسرع ؟


كيف يمكن تنفيذ الحبس دون أن أُكشف ؟


كيف يمكن منع كل هذا من الانهيار ؟ }


لكن من الواضح أن وعيه لم يعُد قادرًا على السيطرة على جسده


و بدأت الأعراض تظهر


ارتجفت يداه، وارتعشت شفتاه


كان تشاو شينغهي يراقب فقط ، 

حتى أصبح تنفّس تشين وان متقطع ، 

وبدت ملامحه متلوّية من الألم


عندها فقط، قال أخيرًا:

“ إذا كنت لا تعرف كيف تُلاحق شخص … فلا تفعل ذلك 

دعني أتولى الأمر ”


ظل تشين وان مطأطئ الرأس


مرّت عدة ثوانٍ حتى استعاد أنفاسه ، وكأن صدره تذكّر فجأة 

كيف يتنفس ، 

و بصوت خافت سأل :

“ ماذا ؟”


لم يُجِب تشاو شينغهي على الفور


بل اكتفى بالنظر إليه ، 

ينتظره حتى يهدأ ويدرك ما قيل لتوّه


ثم أعاد بهدوء :

“ قلت إنك لا تعرف كيف تُلاحق أحد

علّمتك مرارًا ، ولم تتعلم . 

لذا… دعني أنا من يفعل ذلك .”


بعد لحظة ، خرج صوت بكاء تشين وان أخيرًا


لكن تشاو شينغهي لم يسارع إلى مواساته


ظلّ يراقبه بهدوء ، ثابتًا ، 

تركه يبكي وحده لبعض الوقت ، 

ثم مدّ يده أخيرًا وسأله :

“ هل تودّ أن تأتي إليّ ؟”


أجاب تشين وان فورًا :

“ نعم ”


حرّك تشاو شينغهي مقعد السائق إلى الخلف ، 

ثم رفع تشين وان برفق من المقعد المجاور ، 

وأجلسه في حضنه


كان ذهن تشين وان ضبابيًا، مشوشًا


أراد أن يعانقه على الفور ، 

لكن تشاو شينغهي دفع كتفه برفق ومنعه


قفز قلب تشين وان إلى حلقه ،  

ولم يجرؤ حتى على أن يرمش


جسده يرتجف كدمية مربوطة بخيط ، ومشاعره كلها—

سعادته ، غضبه ، حزنه ، أمله — مرهونة بيد الشخص 

الجالس أمامه


راقب تشاو شينغهي توتره يتصاعد بصمت ، 

منتظرًا حتى أوشك على الانهيار ، 

ثم منحه أخيرًا عناقًا خفيفًا


ورغم أنه لم يكن عناقًا عميقًا ، 

إلا أنه بالنسبة لـتشين وان كان كالمطر يهطل على أرض عطشى


و بدأ قلبه ينبض من جديد


ظلّ يحدق في تشاو شينغهي دون أن يرمش ، 

ومع ذلك، شعر أنه هو من يُراقَب—أن أنفاسه ودقّات قلبه 

تتحرك بإيقاع يُحدّده الآخر


وبعد لحظات قصيرة ، أبعده تشاو شينغهي مجدداً 

قال بصوت خافت ، لكنه بارد:


“ تشين وان ،

لن أقول إننا يجب أن ننفصل …”


ارتخت أنفاس تشين وان للحظة ، ثم ما لبثت أن انقبضت من جديد


“ لكن ، من الآن فصاعدًا ، سأعاملك كما تعاملني ،،،،


إن أخفيتَ عني أمرًا ، سأخفي عنك عشرة .

وإن أخفيتَ عشرة ، سأخفي مئة .

وإن ظللنا نخفي عن بعضنا البعض ، سنبتعد شيئًا فشيئًا ،،،

وفي النهاية ، سننفصل .”



ثم سأل بنبرة قاطعة :

“ هل تريد أن تنفصل عني يا تشين وان ؟”


اشتدت قبضتا تشين وان ، ولم تبتعد عيناه عن عيني الآخر


شعر تشاو شينغهي بقطرة ماء تسقط على وجهه


تشين وان لا يبكي أبدًا… إلا على السرير


نظر إليه طويلًا ، ثم وضع يده على ظهره ، 

وتنهّد بنبرة فيها تأنيب خفيف :

“ أخطأت خطأً بهذا الحجم… والآن فقط تبكي ؟”


الدموع التي لم تخرج من عيني تشين وان منذ الطفولة، 

انهمرت كلّها اليوم


لكن تشاو شينغهي لم يحاول مواساته


وقد فهم تشين وان ذلك : أن يكون قادرًا على البكاء أمام 

تشاو شينغهي… كان بحد ذاته نوعًا من النعمة


سحب تشاو شينغهي يده ونظر إليه ببرود وقال:


: “ إن كنتُ أنا من سيلاحقك ، فستكون الأمور على طريقتي ،

هل توافق ؟”


: “ همم "


عينا تشين وان محمرّتين


ورغم أنه كان من المفترض أن يكون هو الطرف الذي يُلاحق ، 

بدا تشاو شينغهي مليئًا بالشروط والقيود

“ حين ألاحق شخص ، لا أخفي الأمر . لا ألجأ إلى الحِيَل . 

هل يمكنك تقبّل ذلك ؟”


كانت نبرته ، وتعبيره ، وكل تصرفاته تنطق بالهيمنة والقطع


كأنه قرّر كل شيء سلفًا ، لكنه مع ذلك ، سأل إن كان تشين وان يوافق


: “ همم "


حتى موافقته بدت باردة ، ميكانيكية ، كأنها بند في عقد


تابع تشاو شينغهي:

“ حين ألاحق أحد ، لا أضحي بنفسي ولا أتنازل 

نتقاسم المكاسب ، ونتحمّل الخسائر سويًا . هل توافق ؟”


: “ همم ”


: “ لقد اقترفتَ الكثير من الأخطاء بحقي ، 

والآن تتصرّف وكأن شيئًا لم يكن 

من الصعب عليّ أن أثق بك من جديد .”


فجأة، أمسك بيد تشين وان ، ورفع ذقنه قليلًا ، 

ثم أمره بهدوء قاطع :

“ تشين وان احلف يمينًا .”


في ليلٍ ممطر ، بدا وجه تشاو شينغهي قاتمًا ، مهيبًا ، 

كأنه رسول من عالمٍ آخر ، يطلّ من فوق 

كلمة بكلمة ، قال :

“ إن كرر تشين وان خطيئته ، فلن يعرف تشاو شينغهي 

السعادة مجددًا ، ولن تتحقق له أمنية .”


دوّى الرعد في السماء كصوتٍ جبار ، 

وشق البرق الظلام إلى أشلاء


شحُب وجه تشين وان رعبًا ، وبدأ يومأ رأسه يائسًا ، 

محاولًا تحرير يده من قبضة تشاو شينغهي


لكن بلا جدوى—كان تشاو شينغهي يُمسكه بقبضة من حديد


أضاء البرق وجهه مجددًا ، 

فظهر كـ شبح لا رحمة له ، وهو يعلن :

“ هناك من سمع . وقد تمّ النذر ”


كان صوته جادًا ، وملامحه صارمة ، 

كأن اليمين قُطع أمام السماء نفسها


انهار تشين وان بالبكاء مجددًا ، ملطّخًا قميص تشاو 

شينغهي بالدموع


بعد شدّته الأولى ، رقّ قلب تشاو شينغهي قليلًا ، 

فبدأ يربّت على ظهره برفق 


: “ تشين وان إن حاولتَ أي شيء مجددًا… 

سأحبسك فعلًا ”


ولم يكن في تشين وان أي اعتراض

لكنه، وربما لأول مرة، سأل بصوتٍ خافت، مكسور :

“ تشاو شينغهي… هل أنت معجب بي فعلًا ؟”


ساد الصمت طويلًا


ثم أجاب تشاو شينغهي ببطء :

“ يمكنك أن تفهمها على أنها محبة ، 

على أنها…”


ثم أنهى جملته بوضوح لا يحتمل التأويل:

“ أنا أحبك تشين وان ”


في تلك اللحظة ، احمرّت عينا تشين وان من جديد ، 

كما تتفتح بتلات زهرة البوهينيا في المطر—شفافة ، متألقة ، 

مبللة بالحياة


حتى هو نفسه ، لم يسبق له أن قال كلمة “أحبك” لـتشاو شينغهي


لاحظ تشاو شينغهي أنه بدأ يعاني في التنفس مجددًا، فقبّل زاوية عينه، بشفتيه الدافئتين، الرقيقتين، 

ملامسًا بشرته الندية بنعومة ومواساة


وقال بهدوء :

“ وإلا ، لما كنتُ لأُخدع من نفس الشخص… مراتٍ عديدة ”


تملّك تشين وان عاطفة مفاجئة ، 

وكأن شيئًا واحدًا كان يتمسّك به قد انتزع منه فجأة —- :

“ أنا كنتُ أول من أحبك يا تشاو شينغهي ..

أنا أحبك أكثر من أي شيء ”


ربّت عليه تشاو شينغهي مطمئنًا :

“ أعلم ….”

{ فـتشين وان هو أكثر من يستحق في هذا العالم قول 

هذه الكلمات }

: “ أنا أُصدقك ”


ظلّ تشين وان يبكي بلا توقف


قبّل تشاو شينغهي وجهه مرارًا ، واحتضنه بشدّة ، 

لكن لا شيء بدا كافيًا ليواسيه


ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها تشين وان 

بهذا القدر من العناد والصدق والواقع أمام تشاو شينغهي


تنهد تشاو شينغهي ، وهو يقنعه وبهدئه بين ذراعيه ، 

وقال بهدوء :

“ تشين وان … أنت تحب أن تبكي كثيرًا ”


لم يكن تشين وان يقصد أن يفقد السيطرة بهذا الشكل، 

لكن بعد طول كبت، تهيّجت عواطفه فجأة، 

واشتدّت أعراض مرضه الجسدية أكثر من المعتاد


كان تشاو شينغهي يعرف أن النوبة قد بدأت، فسأله فقط:

“ ما خطبك ؟”


تردد تشين وان للحظة ، ثم اعترف بصدق :

“ تشاو شينغهي … أنا آسف ….. أنا مريض ”


بدت إجابة تشين وان مرضية له.

أخرج علبة الدواء من جيبه وقال:

“ إذاً ، خذ دواءك ”


لم يستطع تشين وان قراءة أي شيء في وجهه ، 

فلم يجد سوى أن يقول “آسف” مجدداً ، 

لأنه كان يريد أن يمنح تشاو شينغهي نسخة صحية ، سليمة منه


نظر إليه تشاو شينغهي بنظرة غريبة متعمدة وقال ببرود:

“ هل تعتذر لأنك تأخذ دواء ؟”


فقد تشين وان القدرة على الرد


أخرج تشاو شينغهي الحبوب ، وفتح زجاجة الماء ، 

ورفعها إلى شفتي تشين وان قائلاً:

“ من لا يمرض ؟”


معه ، لم يكن شيء يبدو مهمًا أو كبيرًا


بعد أخذ الدواء ، هدأ تشين وان كثيرًا


نظر إلى تعبير تشاو شينغهي البارد للحظات ، 

ثم لف ذراعيه بلطف حول عنقه ، وعانقه ، وهمس :

“ شكرًا”


لم يقل تشاو شينغهي ' عفواً '

بل اكتفى بأن يمسكه بإحكام


و بعد المطر 

، عادت الطيور الليلية لتظهر من جديد ، تحلق في أسراب


حطّت واحدة على المرآة الخلفية


لاحظ تشاو شينغهي أن مزاج تشين وان لا يزال متعكرًا


لم يكن قد سبق له أن واسى أحدًا حقًا ، وبعد تفكير قصير ، 

أشار إلى الخارج وقال:

“ تشين وان هل تعتقد أنها تستطيع رؤيتك ؟”


قال تشين وان بخجل متأخر :

“ قل لها أن تتوقف عن التحديق ….”

مسح وجهه وتنهد : 

“ أبكي هكذا وأنا على وشك الثلاثين ”


لم يفقد تشين وان، الرجل الناضج، السيطرة على نفسه 

أمام أي شخص بهذا الشكل من قبل


وجاءه الخجل بعد فوات الأوان


تشاو شينغهي :

“ لا يوجد قانون يمنعك من البكاء في الثلاثين .

يمكنك أن تبكي معي حتى في الستين .”


كان وجود تشاو شينغهي الثابت يشعره كأخ أكبر يمكن الاعتماد عليه

استقر قلب تشين وان تدريجيًا، وعانقه أكثر قوة



في الخارج ، 

توقف المطر تمامًا


وفي ضباب الشتاء ، 

بدا قصر عائلة تشين كسراب يلوح فوق البحر—هشًّا ، 

وكأنه على وشك الانهيار في أي لحظة


تشاو شينغهي بهدوء : “ تشين وان هل نشأت هنا ؟”


كان تشين وان قد غمر رأسه في أحضان عنق تشاو شينغهي


أومأ برأسه، 

ثم أشار إلى جهة معينة وقال، “ هذا هو بيت كلب عائلة تشين "


: “ همم ” احتضنه تشاو شينغهي بقوة أكبر قليلاً


: “ كان هناك ثلاثة كلاب سيبيرية وسانت برنارد ”


: “ همم ”


: “ عشت معهم سنة ونصف ”


سكت تشاو شينغهي طويلاً ، 

كابحًا الظلمة التي تلمع في عينيه ، 

ثم سأل بلطف : “ قبل أن تذهب إلى جبل شياولان ؟”


توقف تشين وان للحظة ، لكنه لم يكن متفاجئ


إذا أراد تشاو شينغهي كشف شيء ما، فلن يكتفي بالمظاهر السطحية


أنزل رأسه لينظر إلى تشاو شينغهي وقال بخفوت : 

“ هل تشعر بالشفقة تجاهي الآن ؟”


هزّ تشاو شينغهي رأسه ببطء : “ ليست شفقة . 

لو وُجدت كلمة لوصف ذلك ، لأردتك أن تفهمها على أنها رحمة ”


الرحمة، والعاطفة، والتقدير هي أشكال أخرى من الحب


ابتسم تشين وان ابتسامة خفيفة : “ لا حاجة لأن تراني 

شخصًا مثيرًا للشفقة . 

أنا تسببت لهم بالكثير من المتاعب كل يوم . 

في النهاية، لم يعد واضحًا من كان يُعذِّب الآخر أكثر .”

 بصوت أخف :

“ وأنا… رأيتك هناك لأول مرة . لكن ربما لا تتذكر .”


تشاو شينغهي:

“ هل تستطيع أن تخبرني ؟”


تشين وان:

“ في عامي الثالث هناك ، جاء بعض المسؤولين لاختيار أشخاص .”


كان جبل شياولان مرتعًا للجرائم الجنسية، 

حيث تقدم “القرابين” بانتظام مقابل الحماية في صفقات 

فساد جنسية مكشوفة داخل الطبقة العليا في هايش


: “ هربت ... أرسلوا الكثير من الناس للبحث عني . 

وفي ذلك اليوم ، أنت كنت تحضر فعالية خيرية في مركز 

الرعاية ، في المرحلة الثانية من جبل شياولان .”


{ يا للسخرية—مركز الرعاية والمصحة بُنيا جنبًا إلى جنب }


ظهر في عيني تشاو شينغهي بريق قاتم ينذر بنيّة قتل

لكن صوته ظل مستقرًا :

“ هل التقيتُ بك؟”


: “ اقتحمتُ صالة الاستراحة الخاصة بك بينما كنتُ أركض بلا هدف ، 

لأنني رأيتُ سكينًا على الطاولة من خلال النافذة .”

رغم أنها كانت مجرد سكين فواكه


: “ كنتَ تغفو ، وقد أيقظتك عن غير قصد . 

نظرتَ إليّ للحظة ، وظننت أنني أطمع في الفاكهة ،

فناولْتني ثمرة مانجوستين ”





في ذلك الحين ، كان تشاو شينغهي لا يزال في ريعان شبابه، 

لم يصبح بعد الرجل البارد المتجمد الذي هو عليه اليوم


: “ لم آكلها . 

و أنت ظننت أنني لا أعرف كيف ، فشرحتَ لي أن أقشر 

القشرة السوداء الخارجية ، وآكل اللب الأبيض من الداخل .”


صمت تشاو شينغهي لحظة ، 

ثم لامست شفتاه الجافتان خدّ تشين وان ، 

وصوته الثقيل انتشر في ظلمة الليل مثل الحبر الأسود :

“ هل تحدثنا ؟”


: “ ربما ظننتني طفلًا من دار الرعاية 

وسألتني كيف انتهى بي الأمر هنا .”


: “ وهل أجبتني وقتها ؟”


: “ لا.”


: “ لماذا ؟”


: “ كان اليوم الرابع من إصابتي لحمّى شديدة . 

لوزتايّ ملتهبتين ، وحنجرتي محترقة بالكامل . 

لم أكن قادرًا على الكلام منذ مدة .”


لكن أكثر من ذلك… لم يستطع تشين وان أن يقول الحقيقة


فهو لم يكن طفل دار رعاية

كان المجنون من المصحة النفسية المجاورة


: “ ثم تم استدعاؤك بعد وقت قصير 

أخبروك أن الحفل الخيري على وشك أن يبدأ

و قبل أن ترحل ، قلت لي إن بإمكاني أخذ أي نوع من 

الفاكهة على الطاولة .”


لكن تشين وان لم يأخذ شيئ

ولا حتى ثمرة مانجوستين التي قُشرت لأجله


ما أخذه فقط هو تلك السكين


تشين وان ذو الاثني عشر عامًا ، المحتجز في مصحة عقلية ، 

لم يكن بحاجة إلى فاكهة حلوة وعطرة ،

كان بحاجة إلى سكين فواكه يمكنه استخدامها للدفاع عن نفسه


وبتلك السكين بالذات… طعن الوحش الذي حاول سحبه إلى الجحيم


—حتى وإن تمت مصادرتها في النهاية


كان تشاو شينغهي قد نسي تمامًا ما إذا كان قد سأل طاقم 

دار الرعاية عن ذلك الطفل بعد إلقائه الخطاب


{ غالبًا ، لم أفعل }


تشاو شينغهي لم يكن من النوع المتدخل، 

وشخص مثل جده تشاو ماوتشنغ، الذي يرى أن الوقت مال، 

لم يكن ليسمح له بمثل هذا “العبث”


حتى لو سأل ، لم يكن اسم تشين وان ليظهر في السجلات


لكن ولأول مرة ، ندم تشاو شينغهي على لامبالاته وغروره وقتها


رفع تشين وان رأسه ، عيناه تتلألآن وهو يقول له:

“ في ذلك الوقت ، لم أكن أظن أنني سأخرج حيًا من جبل شياولان

وإن خرجت، فسيكون إلى قفصٍ آخر فحسب ….

لكن ….

لم تُتح لي الفرصة لأعرف اسمك .”


توقف تشاو شينغهي طويلاً ، ثم ههمس أخيرًا بصوتٍ خافت :

“ مم ...”

ثم ارتجفت مشاعر عميقة خلف عينيه ، وقال :

“ اسمي تشاو شينغهي "


يتبع


زاوية الكاتبة :

تبدأ نظرة شين وان المثالية لطيبة قلب شينغهي ونزاهته 

من اللحظة في جبل شياولان 






  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي