القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch68 | ALFKR

Ch68 | ALFKR




ابتسم تشين وان بـ راحة : “ مرحباً تشاو شينغهي …

أنا تشين وان ,, هل ستكون معي ؟ لا حاجة لأن تلاحقني .”


: “ بل تحتاج ...” نظر إليه تشاو شينغهي مباشرةً و بنبرة ثابتة :

“ أنت تحتاج ذلك ”


{ المفاجآت في المواعيد ، الزهور ، الهدايا ، 

التوصيل والانتظار—كل ما يحصل عليه الآخرون ، 

يجب أن يحصل عليه تشين وان أيضًا، بل وأكثر }


تشاو شينغهي:

“ أنا شخص جاد ، حتى في مسألة ملاحقة شخص . 

لستَ مضطرًا للموافقة بهذه السرعة .”


تسارعت دقات قلب تشين وان

حدّق في عينيه للحظة ، ثم أدار وجهه بابتسامة فيها بعض العجز


أنزل رأسه واقترب قليلاً ، ثم سأل : “ تشاو شينغهي…

هل يمكنني أن أعرف لماذا ؟ 

متى بدأت تحبني ؟”


لكن تشاو شينغهي لم يجب ، بل واجهه بكلمات مباشرة :

“ هل تظن أنك لا تستحق أن تُحَب ؟”


أجاب تشين وان بصدق : “… لا أدري ”


فمن لم يُحَب قط، لا يعرف أصلًا لماذا قد يحبه أحد


فكر تشاو شينغهي للحظة ، ثم قال:

“ لم تكن هناك لحظة محددة . 

الانجذاب إليك كان شيئًا غامضًا ، لكنه محتوم ”


قالها من دون ذرة ارتباك ، بتعبير هادئ وكأنه يناقش أمرًا في العمل ، 

لكن صوته حمل طبيعية وصدقاً يصعب إنكاره


: “ لا يمكن لأحد ألا يحبك يا تشين وان 

أنا أحبك ، ليس لأنك تحبني . لا حاجة لأن تبحث عن سبب

وجودك وحده… هو الجواب ”


كلمات تشاو شينغهي كانت تحمل وزنًا كبيرًا ، 

ويقينًا مطلقًا

يمكن وصفها فقط بأنها مجاملة تدوم مدى الحياة


شعر تشين وان بدفء عميق يتسرب إلى صدره، فتح شفتيه، 

لكنه لم يستطع قول شيء


رن هاتفه عدة مرات—لياو تشيوان، تشين بينغشين، سونغ تشينغمياو


لكن تشاو شينغهي أغلق كل اتصال بصمت ، ثم وضع الهاتف في جيبه الخاص


منذ تلك اللحظة  ——-

بدأت عزلة تشين وان على يد تشاو شينغهي


وكما تمنى ، أصبح بالفعل رهينته — رهينة تُنقل في سيارة 

رولز رويس عبر غابة الليل ، 

كما لو كانت عربة ملكية تأخرت طويلًا ، 

لكنها أخيرًا جاءت لتأخذه إلى المنزل


كانت الإذاعة في السيارة مضبوطة على محطة هونغ كونغ 

التي يفضلها تشين وان


وكانت فقرة الليل تبث مجموعة من أغاني مغنيات أوائل الألفينات :


“ أكتب هذه الرسالة العاطفية

أحدث بها نفسي

أجعلها كتابي المقدس

إن لم أحب نفسي

فكيف أحب غيري؟

وما الخير الذي يمكنني أن أقدمه لمن أحب ؟”


بدأ تشين وان يستعيد هدوءه تدريجيًا

لمعة خفيفة لمعَت في عينيه —-

قال بنبرة هادئة :

“ تشاو شينغهي ….

ذلك المزاد… هل كنت تعرفني حينها ؟”


أدار تشاو شينغهي عجلة القيادة بانعطاف يمين ، 

وعيناه على الطريق : 

“ أي مزاد ؟ لا أذكر "


ابتسم تشين وان : “ آووه فقط كنا في المزاد نفسه . 

ربما لم تلاحظني ، 

في ذلك اليوم ، قُطع علي الطريق بسيارة رولز رويس ”


أومأ تشاو شينغهي وضغط على دواسة الوقود : 

“ إذًا عليك تغيير سيارتك قريبًا . 

سنذهب نختار واحدة غدًا .”


“…”


توقفت الرولز رويس في منطقة خليج شالو —-

هذه أول مرة يزور فيها تشاو شينغهي منزل تشين وان


منزل واسع من طابق واحد ، 

مع شرفة تطل على البحر ، 

يوفر إطلالة رائعة


لكن تشين وان فكّر في نفسه أن عليه مستقبلاً شراء فيلا 

مستقلة تليق بإقامة تشاو شينغهي


قاد تشين وان ضيفه إلى الداخل ، 

وطلب منه أن يتصرف بحرية وكأنه في بيته

 بينما ذهب لغلي الماء ، 


لم يتجوّل تشاو شينغهي كثيرًا ، 

لكنه سرعان ما لاحظ خزانة عرض ضخمة من خشب النانمو 

الذهبي في القاعة الجانبية


كانت ضخمة فعلاً… وفخمة جدًا


من النوع الذي تنفق عليه الفتيات الثريات ثروة لعرض 

مقتنياتهن الثمينة


نظر إليها تشاو شينغهي بنظرة عابرة، ورفع حاجبًا


أزرة أكمام من مجموعة “عمر بلا حدود” بتصميم وادا 

( ch18 )


ساعة باتيك فيليب، 


عطر نادر من دار مصممين، 


وسجادة تركية مصنوعة يدويًا من صوف ناعم…


أشياء مترفة ومفرطة الاصطفاف في الرفوف العليا


أما القسم السفلي، فكان عالماً مختلفاً :  


كرة تنس قديمة ، 


قلم فيسكونتي مكسور ، 


وورقة خريفية محفوظة ….


لم تكن هناك الكثير من القطع ، وكانت بالية ، 

لكنها احتلت نصف مساحة الخزانة دون خجل ، 

مما جعل الأشياء الفخمة أعلاها تبدو مبالغة فيها — زائدة بلا روح


مهما كان بريق المجوهرات ، فهؤلاء هم الأسياد الحقيقيون وروح الخزانة ——


بدأ تشاو شينغهي يتأمل كل قطعة بصمت ، 

منحني الرأس ، غارقًا في تفكيره


حين عاد تشين وان وفي يده كوب دافئ من مولاندو وجده واقفًا وهو يمسك بورقة صفراء بالية


احمرّ وجه تشين وان فورًا


رفع تشاو شينغهي حاجبًا


شعر تشين وان بقشعريرة في فروة رأسه وسارع يبرر بتوتر:


شعر تشين وان بوخز في فروة رأسه، وسارع يبرّر :

“ أنـا… لم أسرقها ! 

لقد رميتها في القمامة بعد انتهاءك من قاعة الامتحان .”


أومأ تشاو شينغهي : “ همم ….”

ثم أعاد الورقة بحذر إلى مكانها ، 

كأنها شيء ثمين لا يُقدّر بثمن ،  

وربّت على ظهره ليطمئنه :

“ لم أقل إنك سرقتها .”



و تحركت يده من ظهره إلى معصمه وأمسكه بإحكام ، 

ثم التقط كرة التنس القديمة وسأله بلطف :

“ وهذه؟… هل تخبرني قصتها ؟”


اشتعل وجه تشين وان من الخجل ، 

كأنه طُلب منه أن يقرأ بصوت عالٍ رسالة حب، 

لكنه لم يجد مهربًا، فيده كانت محتجزة بقوة


قال أخيرًا :

“ كانت في السنة الثانية من المرحلة الثانوية ، 

أثناء التدريب من أجل الدوري على مستوى البرّ الرئيسي .

ربما لم تكن تحب الازدحام في ملاعب الحرم الرئيسي ، 

فكنت تأتي للتمرين وحدك خلف مبنى ييفو في وقت الغداء …

وأنا كنت أدرس عادةً هناك .”


: “ هل كنت تراقبني ألعب كل يوم؟”


: “… همم ...” لكن تشين وان سارع يقول موضّحًا:

“ لكن الكرة فعلاً تدحرجت حتى قدمي وحدها . 

لم أسرقها منك .”


ردّ تشاو شينغهي على الفور:

“ لا بأس ...”

ثم سأله :

“ ولماذا لم تُعدها إليّ ؟”


أشار تشين وان إلى انبعاج في الكرة :

“ ظننت أنك لم تعد تريدها . انظر هنا… إنها مضغوطة ”


أن يُعيد لشخص ما كرة تنس تالفة بدا له ذريعة متكلفة لبدء محادثة


خاصةً أن تشاو شينغهي كان قد جاء إلى الحرم الفرعي لتجنّب الإزعاج أصلًا


نظر إليه تشاو شينغهي وكأنه يحاول النفاذ عبر عينيه 

الداكنتين ليصل إلى ' تشين وان ' ابن السادسة عشرة

{ هل كانت عيناه بهذا السواد العميق وقتها أيضًا ؟


وهل تعلّمتا إخفاء المشاعر في ذلك السن المبكر ؟ }


كان الأمر أشبه بعاصفة رعدية محبوسة في صدره ، 

دون مخرج لتنفجر


في تلك السنوات الغافلة ، كان تشاو شينغهي محبوبًا حبًّا 

شاملًا، دقيقًا، ومخلصًا إلى أقصى حد


واليوم فقط، تلقّى صدى ذلك الحب أخيرًا—مرتدًا إليه 

بصوتٍ صاعق يزلزل كيانه


الفتات الذي تاه في ركام الطفولة ، التقطه تشين وان قطعةً 

تلو الأخرى ، واحتفظ به بعناية


هكذا، رويدًا رويدًا، بنى بذلك طريقًا ليواصل حياته


اقترب منه تشاو شينغهي قليلًا ، وخفض صوته :

“ أزرار الأكمام… كانت لي أيضًا ؟”


أجاب تشين وان بهدوء، دون مرارة عميقة : “ نعم ”


لقد كانت رحلة كنزه الخاصة ، 

وها هو صاحب الكنز ورفيق اللعب قد وصل أخيرًا


ابتسم تشين بابتسامة عاجزة

: “ في تلك المرة في جزيرة باي ، ظننت لوهلة أنك 

ستتشاجر معي من أجلها .

لكنها كانت دائمًا مخصصة لك

لو كنت سألتني ، لكنت أعطيتك إياها .”


: “ فهمت ….” أمال تشاو شينغهي رأسه قليلًا ، 

يحدّق فيه بتمعّن : 

“ ظننت أنك ستقدّمها لصديق ما "


: “…  ليس لدي أصدقاء ”


: “ والبطانية الصوفية ؟”


: “ اووه …” نظر إليه تشين وان بنظرة عاجزة وقال:

“ مقعد النافذة في حجرتك على الخليج رخامي ويبدو باردًا ، 

وأنت تحب العمل هناك ،

خفت أن تصاب بالزكام ، خصوصًا أثناء الأعاصير أو تغيّر المواسم ...”

نظرات تشين وان صادقة تمامًا :

“ أنا حقًا لا أريدك أن تمرض مجددًا ”


شعر تشاو شينغهي بوخز حاد في صدره


قبضته على معصم تشين وان تركت آثارًا خفيفة ،

وعيناه بدأت تفحص الرفوف بنظرة طويلة

: “ لماذا اشتريت لي كل هذا ؟”


أجاب تشين وان بعفوية :

“ لا لشيء محدد . فقط… لم أستطع أن أمنع نفسي .

كنت كلما رأيت شيئًا جميلاً ، رغبت في شرائه لك ”


كان حبه بسيطًا —- لا أكثر من ذلك


تشاو شينغهي الطفل لم يتلقَّى الكثير من الهدايا ، 

ولم يكن يترقّب الأعياد


لكنه أدرك الآن


منح الهدايا وتلقيها لا يحتاج إلى مناسبة أو سبب


وبما أن الأمر قد انكشف ، قرر تشين وان أن يفتح قلبه بالكامل:

“ لاحظت الساعة وأنت تشتري لي أزرار الأكمام .

كنت أرغب في التجوّل أكثر ، لكنك لم تبدُ مهتمًا ، 

فعدتُ لاحقًا وحدي .”


: “……”


: “ لكن كل هذا وفق ذوقي أنا .

إن لم يعجبك شيء ، لا بأس . 

في المستقبل، أي شيء يعجبك ، سأشتريه لك ”


: “ هل يمكنني الحصول على أي شيء أريده ؟”


: “ نعم ”


كان تشاو شينغهي ينصت لكل كلمة بتركيز ، 

يحاول أن يسترجع كل لحظة حب مرّت به وفاتته أن يراها ،

كل لحظة لم يعد يستطيع الإمساك بها الآن


ذلك النوع من السعادة المختلطة بالندم ، 

هو الذي يبقى في القلب أطول من غيره ….




كبح تشاو شينغهي العاصفة التي تعصف بقلبه


قال إنه لا يمانع أن يلتقط تشين وان شظايا ماضيه، 

بل شكره على الهدايا، وقال أنه يحبها


طوال الوقت ، بدا كريمًا ، ممتنًا ، مليئًا بالرضا


لكن --------- في الليل ، حينها تم ضغط تشين وان على خزانة 

الخشب الذهبي —- لم يكن كذلك مطلقًا—كان عنيفًا


وأثناء  اندفاعه داخله وحركته العنيفة  — بدأ يأمر تشين 

وان بارتداء كل هدية أهداها له— تلك التي بالكاد رأت النور يومًا


“ تشين وان …..

الساعة ”


كان تشاو شينغهي رجلًا مهذبًا ، لكن شدة أفعاله كانت 

تتناقض تمامًا مع رقة صوته


“ هل أستطيع تجربة خاتم الإبهام ؟”


كان مؤدبًا إلى أقصى حد، 

و يمسح العرق المتصبب من جبين تشين وان، 

ثم يسأله بنبرة تفاوضية :

“ هل ترتدي العقد أيضًا ؟”


أصابع قدمي تشين وان انكمشت، توترت، ثم ارتخت ببطء من جديد


“ حتى الأقراط اشتريتها ”


ياقوت أزرق وحجر السبج


عبث بها تشاو شينغهي قليلًا ، ثم قال بصوت منخفض يحمل بعض الأسى:

“ لكن أذني غير مثقوبتين ….

لكن… إن كنت تريد رؤيتها ، يمكنني أن أخرق أذني من أجلك ”


كادت أنفاس تشين وان تتقطع ، 

حتى أصابعه ترتجف

صوته خرج ضعيفًا جدًا :

“ ل-لا داعي للثقب…

سيؤلمك ذلك ”


صمت تشاو شينغهي لحظة ، تأمّله ، ثم ازداد عنفًا ——-


كان قلب تشين وان وجسده قد امتلآ بالكامل ، 

ولم يعد فيهما متسع لأحد سوى تشاو شينغهي


ومهما اشتدّت قسوته ، 

لم يقابله تشين وان إلا بنظرات غارقة بالحنان


شد تشاو شينغهي على عنقه بقوة ، نظر إليه من أعلى ، وسأله بوجهٍ خالٍ من التعبير :

“ تشين وان ! من منحك الحق في أن تحتفظ بهداياي عني ؟”


{ هل حقًا كنت لن آخذها أبداً ؟ }



كان تشين وان بالكاد يستطيع التنفس


رفع يده بصعوبة ، لمس وجه تشاو شينغهي المبتلّ بالعرق، 

فكّر للحظة ، ثم لم يجد ما يقوله سوى :

“ سأشتري لك المزيد… أفضل منها ”


ثم جذب رأس تشاو شينغهي إلى عنقِه ، 

وأطلق وعدًا بصوت خافت


ومنذ تلك اللحظة ، لم يعد تشاو شينغهي عنيفًا كما كان


فالرقة والحب ، كافيان لإذابة كل خوفٍ أو غموض يعتري العلاقة


——————-



عندما يتعلّق الأمر بالملاحقة العاطفية ، 

كان تشاو شينغهي حاسمًا لا يلين ، 

تمامًا كما هو في عمله


تخلى كليًا عن تحفظه المعتاد ، 

حتى التقطته عدسات باباراتزي هاي ميديا ليلتين متتاليتين 

أمام فندق برينس إيست


كان تشين وان في اجتماعات طويلة حتى المساء ولم يخرج


أما المصورون، فبدوا مصرّين على عدم المغادرة حتى 

يكشفوا هوية هذا “الصديق المقرب الغامض” الذي جعل 

تشاو شينغهي ينتظر ساعتين كاملتين



حين لاحظ تشاو شينغهي وجود شخص يترصّد المبنى، 

طلب من سائقه فتح الباب، 

ثم ناول مصوّر الباباراتزي زجاجة ماء


لم يكن المصور يتوقع أن يُكشف أمره رغم اختبائه بإحكام


ارتجفت يداه وهو يأخذ الزجاجة، 

لكنه سرعان ما تذكّر القصص التي تُروى عن المصائر 

المتعددة لمن تجرأوا على إغضاب تشاو شينغهي، 

والتي لا تقل عن عشرة، فقبض على كاميرته وهرب بسرعة


سأل تشاو شينغهي: “ لِمَ غادر ؟”


فأجاب السائق بتخمين : “ ربما الطقس بالخارج بارد جدًا .”


عاد تشاو شينغهي إلى اللابتوب وأكمل عمله بهدوء


لكن، ومع تكرار ظهوره أمام المبنى، 

تمكّن أحد المحظوظين من التقاط صورة له في النهاية


كانت الصورة مشوشة ، 

وملامح الوجه غير واضحة ، 

لكن الشائعات بدأت تدور حول هوية “الصديق المقرب”


بالنسبة للغرباء ، لم يكن الأمر واضح


لكن لمن يعرفونهم ، كان الأمر واضحًا وضوح الشمس


في أحد اللقاءات المسائية التي تغيب عنها تشين وان بسبب 

عمله حتى وقت متأخر ، 

شتم تان يومينغ تشاو شينغهي بحدة واصفًا إياه بالوحش~~~


قال: “ تشين وان خارج نطاق العبث ! 

إن كنت تبحث عن لهو ، فهناك الكثيرون لذلك .  

لكن ليس هو ”


فقد كان تشين وان شخصًا يعتبره تان يومينغ صديقًا حقيقيًا ، 

وليس مجرد أحد يمكن العبث به كما يشاء الآخرون


سأله تشاو شينغهي: “ تصف الأمر بالعبث ؟”


وتدخل شين تسونغنيان متسائلًا : “ أنتم على علاقة فعلًا ؟”


أجاب تشاو شينغهي بهدوء : “ لا. أنا أُلاحقه ”


“…”


تان يومينغ بسخرية : “ هل أنت تعرف كيف تلاحق أحد أصلاً ؟”


“…”


اجتاح نظر تشاو شينغهي الهادئ وجوههم واحدًا تلو الآخر


كان وجه شين تسونغنيان خاليًا من التعابير ، 

وتان يومينغ غاضبًا بشدة ، 

وجيانغ يينغ لم يفهم الصورة كاملة بعد ~ ، 

أما تشو تشي شوان—الذي تسبب في المشاكل في المرة 

السابقة — فقد بقي صامتًا طوال الأمسية ، لا يجرؤ على الكلام


طرق تشاو شينغهي بأطراف أصابعه على الطاولة وقال: “ هكذا تشعرون حيال علاقتي ؟”


فرد تان يومينغ سريعًا : “ وكيف تريدنا أن نشعر ؟ 

هل تعتقد أن تشين وان من السهل التلاعب به فقط لأنه 

طيب الطباع ؟”


: “ لا ” بدا تشاو شينغهي غير مكترث بآرائهم 

ما كان يفعله لم يكن طلبًا للموافقة ، بل إعلانًا رسميًا


شخص مثل تان يومينغ، الذي يفتقر للحكمة، لا يهمه كثيرًا


لكن تشو تشي شوان، الذي كان حاضرًا أيضًا، يُعد قلة من المقرّبين لتشين وان


تشاو شينغهي وضع كفيه على الطاولة وشبّك أصابعه قائلًا بوضوح :

“ أنا جاد جدًا "


“…”


------------


بعد العشاء ، 

اتجه الجميع نحو مواقف السيارات تحت الأرض


تشاو شينغهي: “ تشي شوان ابقَ للحظة ”


تصلّب تشو تشي شوان في مكانه { ها قد أتى اليوم الموعود }


رأى تشاو شينغهي ملامح وجهه وسكت لحظة ، 

كأنه حائر من ردة فعله ، ثم قرر أن لا يخيفه ، فقال :

“ إن واجهت متاعب مع عائلتك ، تعال إلي ”


ففي ذاكرته ، لا يزال تشو تشي شوان ذاك الصبي الذي كان 

يركض إليه أو إلى تان يومينغ طلبًا للمساعدة حين تنفذ 

أمواله أو يتورط في ورطة

أما الآن ، فقد بات شجاعًا كفاية ليمد يد العون لتشين وان في أمور كهذه ….


تشو تشي شوان أصيب بالذهول — 

فهذا لم يكن الحساب الذي كان يتوقعه

: “ أأنت… لا تلومني؟”


أجاب تشاو شينغهي:

“ يستطيع أن يقتل ويسرق كما يشاء ، لكني أريد أن أمتلك 

الحق في المعرفة ”


وفجأة ، شعر تشو تشي شوان وكأن الأخ الأكبر من أيام 

طفولتهم قد عاد حقًا


لكن تشاو شينغهي أضاف بنبرة لا تحتمل التهاون :

“ شكرًا لك على كل ما مضى من سنوات ، 

لكن لا تدع هذا يتكرر .”


كان صوته حازمًا وسلطته لا تُناقش، 

فأومأ تشو تشي شوان برأسه فورًا ، 

وركب بسرعة سيارة بنتلي الخاصة بـ تان يومينغ


في هذه المرة ، تسبّب تشو تشي شوان بمشكلة بسبب 

مساعدته لتشين وان ، فقررت عائلته معاقبته بقطع بطاقاته 

البنكية وسحب سيارته


لم يكن أمامه خيار سوى طلب توصيلة للعودة إلى المنزل


كان شين تسونغنيان هو من يقود السيارة

وبينما يلف بالمقود، سأل بهدوء :

“ تشاو شينغهي وبّخك ؟”


ولم يكن تشو تشي شوان قد نطق بكلمة ' لا ' بعد ، 

حتى استدار تان يومينغ من المقعد الأمامي وقال له بازدراء:

“ يستحق ذلك !”


كان يعتقد أن تشين وان وتشو تشي شوان متهوران بنفس الدرجة


ولو لم يصرخ في وجهيهما تشاو شينغهي، لكان هو من فعل


وبرغم سحب السيارة وإيقاف المال ، بدا تشو تشي شوان 

بمزاج جيد ، 

وابتسم لـ شين تسونغنيان قائلاً بخفة :

“ هههء ، لم يصرخ عليّ حتى ”


“…”


استدار تان يومينغ ببطء وحدّق فيه برعب ، 

ثم أمسك بذراع شين تسونغنيان وقال بقلق :

“ انتهى أمره ، لقد صرخ عليه حتى صار غبياً !!!! ”



⸻⸻



تغيب تشين وان عن عدة لقاءات نظّمها تان يومينغ

لكن قبل دخول ديسمبر ، أنهى أخيرًا عملية الاستحواذ 

الكاملة على حصصه


ظل محافظًا على أسلوبه المعتاد المليء بالمخاطرة 

والخروج عن المألوف ، 

لكن هذه المرة، اختار أن يكون صريحًا مع تشاو شينغهي منذ البداية


استمع له تشاو شينغهي بصمت ، ولم يُعلق ، بل اكتفى بالنظر إليه


ابتسم تشين وان بلطف، لكن نبرته كانت حازمة 

كان عليه أن يوجه الضربة بنفسه


انحنت عيناه بابتسامة هادئة ، 

ولم يتدخل تشاو شينغهي هذه المرة ، 

بل كرر عبارته المعتادة التي باتت كأنها وعد خفي :

“ اقتُل واسرُق كما  تشاء، فقط أعطني حقّ المعرفة ”


ولم يعرف تشين وان هل يضحك أم يبكي — 

حقًا لم يفهم ما الذي فعله ليُصنّف هكذا


وفي اجتماع المساهمين السنوي الأخير لشركة رونغشين، 

ظهر تشين وان علنًا للمرة الأولى—رغم أنه لم يسبق له 

الحضور من قبل—فأثار ظهوره ضجة كبرى


وكانت هذه أيضًا أول مرة يرى فيها تشين بيشين ابنه منذ 

حادثة حفل عيد الميلاد التي صدمت الجميع


سواء أرسل ابنه الأكبر تشين يو أو حضر بنفسه لطلب 

اللقاء ، كان الجواب دائمًا بالرفض القاطع


فقد كان تشاو شينغهي يحرس تشين وان كما لو أنه قلعة حصينة


رغم كل النظرات التي وُجهت نحوه ، بقي تشين وان متماسكًا ، 

لا يتأثر بمديح أو ذم، جالسًا بهدوء في مقعد يبعد مقعدًا 

واحدًا فقط عن تشين بيشين


و في لحظة ما، قد أصبح يمتلك حضورًا يُشبه هالة 

تشاو شينغهي المرعبة المعتادة


بعد أن أنهى تقريره أمام مجلس الإدارة ، 

أثار تشين وان نقطة مفادها أنه، بسبب التغير في توزيع 

الحصص، فقد تشين بيشين حق ' النقض '


بدا وكأن تشين بيشين قد شاخ عشر سنوات دفعة واحدة


ارتفع ضغط دمه بشكل خطير ، 

وغضبه أثّر على صحته


لم يعد قادرًا على ضبط مشاعره في الأماكن العامة ، فصرخ قائلًا:

“ يا لك من نذل جاحد ! 

شركة رونغشين بنيتها بيدي ، أنا أعرفها أكثر من أي شخص ، 

وأملك أعلى سلطة فيها ! 

أنت تسلّلت إلى هذا المقعد بالخداع والمكر ، ولا تفقه شيئًا ، 

والآن تجرؤ على رفع إصبعك عليّ ؟”


لكن تشين وان بقي هادئًا ثابتًا ، صوته بارد وواضح :

“ حتى المؤسسون ملزمون بالقانون . 

القرارات التي تُتخذ بالمخالفة لقانون الشركات باطلة . 

آمل أن يدرك الرئيس تشين أن الزمن قد تغيّر . 

لم يعد مجلس الإدارة لعبة بيد شخص واحد .”


اسودّت عينا تشين بيشين غضبًا ، 

لكن تشين وان تجاهله كليًا ، وقبل أن يرد، تابع قائلًا:

“ بناءً على اقتراح لجنة الرقابة ، فإن الحصص التي يملكها 

المديران تشين يو ولياو تشيهي تحتوي على مخالفات . 

بالإضافة إلى ذلك، شارك الاثنان في اختلاس أموال الشركة 

تحت ستار نفقات التصدير أثناء صفقة التبغ . 

أطالبكما بتحمّل المسؤولية وتقديم استقالتكما .”


تغيرت ملامح المذكورين تمامًا ، 

وتصبّب العرق البارد من جباههم


لم تُتح لهم فرصة للدفاع عن أنفسهم ، إذ أصدر تشين وان 

تحذيره الأخير ببرود :

“ إذا لم تُقبل الاستقالة ، فسأفعّل قانون تشاو شينغهي 

وأطلب من لجنة الرقابة فتح إجراء رسمي .”


وما إن خرجت هذه الكلمات من فمه ، 

حتى انفجرت قاعة الاجتماعات في ضجة عارمة


ومن النظرة المنكسرة المظلمة في عيني تشين بيشين ، 

رأى تشين وان إمبراطورية قديمة تنهار أمامه ، 

بلا قدرة على المقاومة


وفي تلك اللحظة ، شعر بأن الحمل الثقيل الذي أثقله لأكثر 

من عقد من الزمن ، قد انهار دفعة واحدة


وبحلول منتصف ديسمبر ، 

غطت العناوين العريضة المثيرة الصفحات الأولى لجميع 

المجلات الاقتصادية في هايش ، وجاء بعضها كالتالي :


[ صدمة !! إمبراطورية آل تشين التي دامت 30 عامًا 

تسقط في الميناء المركزي . 

تشين وان يقتل رونغشين بيده .]


[ بعد ثلاث سنوات ، قانون تشاو شينغهي يعود إلى 

ساحة الأعمال . 

ابن السماء يظهر مع ' صديق مقرّب ' للقاء رئيس غرفة التجارة .]


[ مؤسس رونغشين يظهر بشيب واضح وضعف ظاهر ، 

يشتم الصحفيين: “ اختفوا يا كلاب لا قيمة لكم !” (صور وفيديو مرفق)]


[ كبير التنفيذيين لياو في رونغشين يُهان كخنزير؛ 

فاقد للسيطرة على نفسه لأسبوعين ومكروه من الجميع .]



------------------------



هايش دخلت الشتاء رسميًا


في الجزيرة ، لا يتساقط الثلج أبدًا ، 

لكن الرياح كانت قوية ، والنهار قصير ، والليل طويل

و الفجر يتأخر كثيرًا


توقّف تشاو شينغهي بسيارته عند بوابة شركة تايجي لإنزال تشين وان


الجو كان غائمًا قليلًا


أشجار البوهينيا فقدت كل أوراقها ، 

وأغصانها العارية تمايلت مع الريح الباردة


كان كثير من الموظفين يعبرون الجسر العلوي ، 

أنيقين ، يبدون ناجحين ومفعمين بالحيوية


لكن إن تمعنت النظر ، للاحظت في وجوههم برودة وحدّة ، 

كالدم الشاب الذي لا حياة فيه يتسرب ببطء إلى مجمع الأعمال الفارغ


هذا اليوم الثاني عشر على التوالي الذي يذهب فيه تشين وان إلى العمل


شركة رونغشين قد صارت شبه حطام ، 

لكن ما لم يُنقّب عن جذورها حتى آخر أثر ، فلن يشعر براحة


مدّ تشاو شينغهي يده إلى المقعد الخلفي ، 

وأخرج وشاحًا لفّه حول عنق تشين وان


النقشة الاسكتلندية الكلاسيكية التي زينت الوشاح اختارها بنفسه ، 

ربما بدافعٍ فطري نحو التحكم


من مشبك ربطة العنق إلى الحزام ، والولاعة ، 

وأزرار الأكمام—كل تفصيلة في إكسسوارات تشين وان جاءت منه


وبالطبع، كان تشاو شينغهي عادلًا جدًا وديمقراطيًا


فقد سلّم منذ زمنٍ بعيد لتشين وان كامل صلاحيات 

التحكم بملابسه وطعامه وسكنه وتنقله


أما أزرار الأكمام التي يرتديها اليوم من طراز ' الخلود ' فقد 

ركبها تشين وان بنفسه — رغم أن أصابعه كانت ما تزال ترتجف


قال تشاو شينغهي وهو يضغط الوشاح برفق على عنقه:

“ دفع السيدة جي شي باتجاه تحويل الأسهم يمكن إبطاؤه 

بعض الشيء

الدفعات المجزأة أفضل 

وإن توفرت الظروف ، من الأفضل أن تظهر والدتك علنًا لفترة قصيرة .”


فذلك سيخفف فقط من الشكوك العامة والتكهنات حول 

تلاعب تشين وان في الخفاء ، 

و سيؤكد أيضًا أن سونغ تشينغمياو كانت فعلًا على صلة 

وثيقة بجي شي، وأن الصور والتقارير لم تكن مجرد استعراض


تابع تشاو شينغهي : “ لكن طبعًا ، هذا مجرد اقتراح . 

القرار بيدك ”


: “ حسنًا ….” قال تشين وان وهو ملفوف بإحكام بفضل اعتناء الآخر ، 

ينظر إلى ملامح شينغهي التي لاتزال مشبعة بقليل من كسل الصباح ، ثم مازحه :

“ إذًا لا توصلني غدًا . خذ فترة أطول من النوم ”


رد تشاو شينغهي: “ هذا ليس أسلوب من يلاحق من يحب ”


: “ إذًا لا تلاحق ، اجعلها علاقة رسمية ”


تشاو شينغهي: “ لا. لم تنجح بعد ”


: “ هاه؟” تشين وان بدا مذهولًا


منذ تلك الليلة التي ذهب فيها تشاو شينغهي إلى قصر 

رونغشين ليأخذه معه بالقوة، لم يفارقه


في الأيام الماضية ، ظل يحتضنه كمن يحتفظ بشيء ثمين 

في كف يده ، يدفئه كالنار


تشين وان شعر وكأنه سيذوب


لم يفهم تشين حقًا : “ ما الذي تريده أكثر من ذلك ؟”


نظر إليه تشاو شينغهي وقال بنبرة هادئة: 

“ لم أكن جيدًا بما يكفي ” 

{ لو أنني فقط كنت أكثر وعيًا ،،، أكثر تدخلًا… }


أنزل تشين وان الوشاح قليلًا ، اقترب منه وهمس:

“ وما الذي لم يكن جيدًا يا تشاو شينغهي ؟”


: “ تشين وان هل تقارنني بشخص آخر ؟”


: “ هاه؟” عبس جبين تشين وان بحيرة


: “ لا تقارنني بأحد . إن أردت أن تحكم ، فقارنني بنفسك ”


كان معيار تشاو شينغهي الدائم هو تشين وان نفسه ، 

ولهذا كان دائم الشعور أنه متأخر بخطوة


ففي الحب ، كان تشين وان قد فعل كل شيء بكل ما أوتي من طاقة


ومهما اجتهد تشاو شينغهي، شعر وكأن الآخر لم يعرف بعد 

كيف يكون موضع حب حقيقي مثلما أحب هو


ذلك لم يكن منصفًا


لكن حين يكون الأمر متعلقًا بهذا الشخص، 

فلا يمكنك سوى أن تريده أن ينال الأفضل، ثم الأفضل، 

ثم أكثر. لا يوجد طريق آخر


ضحك تشين وان مستمتعًا: “ إذًا ما إذا كنتَ قد ربحت قلبي أم لا، القرار بيدك ؟”


: “ بيدك أنت …. " ذكّره تشاو شينغهي : " لكن التساهل لا يصلح "


"…"  


حين نزل تشين وان من السيارة ، تعثّر في فتح الباب من أول محاولة

ثم بدا وكأنه تذكّر شيئًا فجأة، فاستدار، واقترب من تشاو شينغهي وهمس له:  

" لن أتساهل . 

لكن، رغم أننا لسنا رسميين بعد… 

هل يمكنني الحصول على قبلة ؟"  


تشاو شينغهي: "يمكنك"


وبعد أن حصل على قبلته ، فتح تشين وان الباب بسهولة وغادر


تشاو شينغهي راقب ظله يختفي، 

ثم قاد سيارته مبتعدًا عن شركة تايجي


لم يتجه مباشرةً إلى مينغلونغ، بل استدار نحو اليمين

عبر نفق المقاطعة الغربية ، وتوجّه إلى تسوين وان


لقد زار عيادة مونيكا مرتين برفقة تشين وان


أما اليوم ، فهي المرة الأولى التي يذهب فيها وحده


كان هناك أمور أراد مناقشتها مع مونيكا على انفراد، 

ويبدو أنها أيضًا كانت تنوي التحدث معه دون وجود تشين وان


لكن نظرًا لوجود اجتماع صباحي، لم يطُل الحديث


وقبل الساعة الحادية عشرة ، كان تشاو شينغهي قد عاد بالفعل إلى مينغلونغ


كان مشروع خليج باولي على وشك الدخول في جولة 

ترويجية تستمر شهرًا داخل وخارج البلاد


وكان على تشاو شينغهي إنهاء استعداداته لمشاريع 

مينغلونغ الأخرى مسبقًا


حضر الاجتماع كل من شين تسونغنيان وتان يومينغ 

إلى جانب شركاء ومستثمرين آخرين


امتد الاجتماع من الظهيرة حتى العصر مع استراحة قصيرة فقط


وأثناءها ، ألقى تشاو شينغهي نظرة على هاتفه ، 

فلم يجد أي رسائل جديدة



—————



كان تشين وان مشغولًا بالمفاوضات طوال اليوم في تايجي


حيث أبدت السيدة جي شي اعتراضات على بعض الأسهم المعيبة ، 

واقترح تشين وان انتقالًا تدريجيًا للملكية


وبعد أخذٍ ورد ، توصّل الطرفان أخيرًا إلى إطار أولي يسمح 

بوجود خلافات جزئية ، لكنه يحافظ على التوافق العام


كان هاتفه في الوضع الصامت


وخلال الاستراحة ، أخرج من جيبه قلمًا من 

نوع ' فيسكونتي '


لم يكن من الطراز نفسه الذي يحتفظ به في خزانة مجموعته ، 

لكنه ينتمي إلى نفس السلسلة


بدا أنه إصدار خاص ، يحمل شعارًا شخصيًا صغيرًا وغير ظاهر


التقط تشين وان صورة للقلم وأرسلها إلى تشاو شينغهي


بعد لحظة، جاء رد تشاو شينغهي:  

[ كيف وصل هذا إليك ؟ ]  



تشين وان : [ القط لا يعلم .jpg ]  [ إنه ليس خطأ القط .jpg ]  


"…" 

تشاو شينغهي أدرك فورًا أن تشو تشي شوان قد أرسل له 

حزمة ملصقات جديدة مجددًا


كان تشين وان غالباً يجد في جيوبه أشياء لا تخصه —

منديل ، قلم حبر ، قفاز ، ولاعة ، ليست هدايا رسمية ، 

بل ممتلكات شخصية وحميمة تخص تشاو شينغهي


كما لو أن شينغهي خبأ قطعة حلوى خلسة في معطفه —

شيء يمكنه أن يصادفه فجأة ، 

كمفاجأة صغيرة غير متوقعة ….


كانت أيضًا طريقة من طرق فرض السيادة — علامة تملّك 

ناعمة ، تذكير صامت ، استجابة ، ومرافقة


الكنز الذي طالما سعى إليه ، بات أخيرًا في المتناول


انتهى الاجتماع قرب الرابعة مساءً


وعندما غادر تشين وان شركة تايجي عائدًا إلى kxيانغ ، 

كانت السماء قد بدأت تمطر


أرسل رسالة إلى تشاو شينغهي يقول فيها أنه لا داعي لأن 

يأتي لاصطحابه :


تشين وان : [ سآتي إليك أنا ]

[ قطة تركض بأقصى سرعة.jpg]


ردّ عليه تشاو شينغهي بكلمة واحدة فقط :

[ لا ]


تشين وان: [ ……]


بعد يوم طويل من الاجتماعات ، 

كان تان يومينغ مرهقًا لدرجة أنه بدأ يرسم سلحفاة ونمرًا 

على دفتر ملاحظات شين تسونغنيان، ينتظر فقط أن ينتهي الاجتماع


وحين عادوا إلى مكتب تشاو شينغهي

سقط تان يومينغ على الأريكة بتنهيدة تعب مسموعة، 

واقترح أن يخرجوا جميعًا للاسترخاء


قال تشاو شينغهي، وهو يغلق الدرج ويقابل نظرة شين تسونغنيان بهدوء:

" اذهبوا أنتم ... سأذهب لأُقلّ تشين وان. 

تمطر الآن، وإذا لم ترغبوا بالخروج ، يمكنكم تناول العشاء 

هنا في مينغلونغ "


ناول تان يومينغ دفتر الملاحظات إلى شين تسونغنيان، 

ونظر من النافذة نحو السماء الرمادية الكئيبة:

" مع هذا الطقس الجحيمي ستهطل أمطار غزيرة حتمًا ،

لما لا ترسل السائق ؟ "


سحب تشاو شينغهي معطفه الطويل عن علاقة الملابس وارتداه قائلاً :

" لأني أنا من يلاحقه وليس السائق "


" …….… "


إصرار تشاو شينغهي على الذهاب بنفسه لاصطحاب تشين وان لم يكن بسبب المطر

فالأخير لديه سائقه الخاص


لكن أكثر ما يهم في الحب لا يمكن توكيله للآخرين


تشاو شينغهي ببساطة لم يرغب في إرسال أحد


قد لا يفهم تان يومينغ ذلك — المسألة لم تكن أن تشين 

وان بحاجة لأن يأتي تشاو شينغهي لاصطحابه، 

بل أن الأخير يريد أن يراه في أقرب وقت ممكن


يريد أن يمسك بيده تحت المطر ، أن يعانق كتفيه ، 

أن يقبّله، أن يضمه إلى صدره


لقد دخل حياة تشين وان متأخرًا


وحتى لو أحبّا بعضهما البعض كل يوم من الآن فصاعدًا ، 

كان تشاو شينغهي لا يزال يشعر أن ذلك لن يكون كافيًا


{ لكن، ما الحل ؟ }  هكذا فكّر ، 

وهو يحافظ على تعبير فارغ على وجهه


أن تحب أحدهم ، يعني أن تدخل سباقًا ضد الزمن نفسه


{ يا له من قدر قاسٍ }


وعندما دخل المصعد ، 

تلقّى رسالة من شين تسونغنيان:

[ تم إيقاف تصنيع رقاقة موديل 0659]


عندما أغلق تشاو شينغهي الدرج في مكتبه قبل قليل 

لمح بعينه قطعة نصف مكتملة تشبه إلى حدّ كبير نموذج 

الروبوت الحساس للطقس، 

الذي سبق أن بنياه معًا، والذي فاز بجائزة وتم عرضه في 

مبنى ييفو بالمدرسة


لا يدري إن كان لا يزال موجودًا هناك حتى الآن


فأجاب:

[ سنصنع واحدًا لا يتوقف عن التحديث أبدًا ]


{ واحدًا… لا يتوقف أبدًا عن العمل }


يتبع


Erenyibo: من طول الفصل لما خلصت اخر جزء فيه 

اشتغلت ف راسي اغنية راشد الماجد 

( ويللااااااه ضضاااق الصدر ، 

ماصار مني خطا 😔 غير العطا ~ )

موود موود

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي