القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra1 | DJPWNK

 Extra1 | DJPWNK




في الشهر الأول بعد الولادة ، معظم العائلات يكونون أطفالهم للنوم والأكل فقط ،

لكن الشهر الأول لشياوشياو الصغيرة قضته في الأكل ، 

والنوم ، وسماع الإنجليزية ~


قبل أن يلد جيانغ شو ، حقق الموظف تشنغ تشي في أمر باو 

نيان — المربية التي استأجروها لفترة النفاس ، 

وجعلها توقع على اتفاقية سرية ،

وبعد العملية ، أحضر تشنغ تشي باو نيان بنفسه إلى منزلهم في الضواحي ،


لم تكن باو نيان كثيرة الكلام ، لكنها كانت دقيقة جدًا في عملها ، 

سواءً في العناية بشياوشياو أو في إعداد الطعام لتعافي المريض ،


لذا بعد خروج جيانغ شو من المستشفى ، 

تمكن الطبيبان من توفير وقتهما وبدء التحضير لبحثهم 

بوتيرة محمومة 


كان شين فانغ يو يقضي أيامه إما في رعاية الطفلة أو كتابة البحث


يكتب بصوت مرتفع على اللابتوب ، 

وبعد أن ينتهي من قسم ، يقرأه على جيانغ شو


ولأن المريض حديث الولادة قد يتأذى بصره من النظر 

للشاشة طويلاً ، كان جيانغ شو يغلق عينيه ويستمع إليه ، 

ثم يناقشان معًا ويدققان كل جملة بعناية


عدة مرات ، ما إن تستيقظ شياوشياو — حتى تجلبها باو 

نيان للعب مع والديها


كان جسد جيانغ شو ومواضع الغرز لا يزالان في فترة 

التعافي ، فلم يكن يجرؤ على حمل الطفلة طويلًا


في الغالب يحملها قليلاً بين ذراعيه ثم يسلمها إلى شين فانغ يو


كانت الفتاة الصغيرة ذات عينين كبيرتين ، 

وجسمها كله صغير وناعم ، وكان شين فانغ يو يلعب بيديها 

الصغيرتين بينما يقرأ البحث لجيانغ شو


لكن لم يمر وقت طويل حتى بدا أن شياوشياو لم تستطع المقاومة أكثر


تغمض عينيها ثم تفتحهما من جديد، 

ثم تغفو أخيرًا في نوم عميق


كان جيانغ شو يقلق سابقاً أن تكون الطفلة كثيرة الحركة ولا 

تحب النوم ، لكنه لم يحتج أبدًا للقلق


بعد أن تكرر ذلك عدة مرات ، لم يستطع جيانغ شو إلا أن 

يقلق من زاوية أخرى: “ لماذا تنعس بمجرد أن تسمع الإنجليزية ؟ 

ماذا لو لم ترغب في تعلم الإنجليزية في المستقبل ؟”


احتضن شين فانغ يو الطفلة ونظر إلى وجهها النائم 

مبتسمًا ، وقال: “ إن لم ترد التعلم، فلا داعي . 

المهم أن تكون سعيدة .”


نظر جيانغ شو إليه بنظرة حادة ، 

فتوقف شين فانغ يو فورًا عن الابتسام وقال بجدية: “معك 

حق ! يجب أن تتعلم الإنجليزية !  وليس الإنجليزية فقط ، 

بل الألمانية ، الفرنسية ، اليابانية ، الإيطالية ، الإسبانية ، 

ولا تفوّت أي واحدة منها !! .”


وفجأة ، وكأنها شعرت بخطر ما، استيقظت شياوشياو التي 

كانت نائمة بعمق من غفوتها


اتسعت عيناها الدائريتان الكبيرتان بتيقظ، 

وحدقت في شين فانغ يو للحظة ثم انفجرت فجأة في بكاء مدوٍّ


وكمولودة حديثة ، لم تستطع إنتاج دموع ، بل كل ما تفعله هو العويل ، 

لكن ذلك لم يمنعها من صب كامل استيائها ،

ومع كل صرخة ، كان قلب جيانغ شو ينقبض ألمًا


أسرع جيانغ شو ينهض من السرير : “ ما خطبها ؟ 

هل تحتاج لتغيير الحفاض ؟”


: “ ابقَ مكانك ، لا تتحرك . استلقِ وأنا سأهتم بالأمر ” أوقفه 

شين فانغ يو بسرعة


لكن تربية أطفال الآخرين شيء ، والاعتناء بطفلك الخاص 

بك شيء آخر تمامًا


فرغم أن شين فانغ يو كان بارعًا إلى حد ما في تهدئة الأطفال ، 

إلا أنه كلما سمع بكاء ابنته ، لم يستطع منع نفسه من الارتباك والذعر


أسرع يضع شياوشياو في سريرها واندفع لإحضار حفاض جديد


لكن بكاء الطفلة بدا كصفارة إنذار ، يزداد حدة وإلحاحًا


ارتجفت يداه من التوتر ، فأسقط عن غير قصد كل منتجات 

الأطفال المكدسة على الطاولة


جيانغ شو: “…”


لحسن الحظ، كانت أذن باو نيان جيدة ، فاندفعت إلى 

الداخل بسرعة البرق، ناسية أمر الحليب الذي كانت 

تسخنه، لتنقذ الغرفة من الفوضى


قال شين فانغ يو معتذرًا وهو يأخذ الطفلة من بين ذراعيها 

بعد أن هدأت قليلًا : “ أخت باو… شكرًا لتعبك "


ابتسمت باو نيان بهدوء : “ لا بأس ، هذا جزء من عملي.” 

لكنها في داخلها تنهدت وبدأت تجمع الأغراض المبعثرة على الأرض


فالأهل الجدد دائمًا يكونون هكذا، يفزعون من أي حركة 

صغيرة يصدرها طفلهم


لم يكن الأمر غريبًا ، إذ اعتادت أن تراه كثيرًا


{ لكن جعل الطفلة تستمع لورقة بحث علمي كل يوم منذ ولادتها… }


تساءلت باو نيان إن كانت حقًا تواكب اتجاهات التربية 

الحديثة ، فهي لم ترَى شيئًا كهذا من قبل


———–



حين كان شين فانغ يو يستعد لتقديم بحثه إلى إحدى 

المجلات العلمية ، جاء تشنغ تشي للزيارة مجددًا ، 

لكنه هذه المرة اصطحب معه رجلًا آخر يعرفه شين فانغ يو: 

البروفيسور تشو، أحد المؤسسين الرئيسيين لإحدى 

المجلات المحلية التي شهدت تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة


في المنزل ، 

جلس شين فانغ يو بجوار جيانغ شو على السرير ، 

ونقل له رسالة تشنغ تشي: 

“ هو يريدنا أن ننشر مقالتنا في مجلة محلية . 

من جهة ، يمكن أن يفتح لنا بابًا خلفيًا ويضمن أسرع نشر ، 

حتى لا تستبق المجلات الغربية الأمر وتسرّب الخبر خلال 

فترة المراجعة ، مما قد يضع دعاية بلدنا في موقف سلبي ،


ومن جهة أخرى ، فمنذ عشر سنوات ، أنفقت السلطات 

العليا الكثير من المال لإعادة البروفيسور تشو من المجلة 

الأعلى تصنيفًا في دولة M، 

وظلت تسعى لرفع مستوى المجلات المحلية الصادرة بالإنجليزية ….”


و تابع: “ أنت تعرف مجلة البروفيسور تشو

لطالما كانت مدعومة من الدولة ، وتطورها في السنوات الأخيرة كان ملحوظ . 

صحيح أن معامل التأثير فيها ليس بمستوى المجلة التي 

خططنا لتقديم بحثنا إليها ، 

لكنه أيضًا ارتفع تدريجيًا في السنوات الأخيرة .


بحثنا سيحظى بالتأكيد بمعدل استشهاد مرتفع ، 

وإذا نشرناه في مجلة محلية ، فسيدفعها خطوة إضافية إلى الأمام . 

وربما يرتفع معامل التأثير فيها العام المقبل .


لكن تشنغ تشي قال أيضًا إنه لا بأس إن أردنا التقديم لمجلة غربية ذات معامل أعلى . 

هو فقط يقدم اقتراحًا ولن يتدخل في قرارنا .” ثم نظر إلى جيانغ : “ لم أعطه جوابًا مباشرًا بعد . 

أردت أن أعود وأسمع رأيك .”


ظل جيانغ شو صامتًا لبعض الوقت : “عليك أن تفكر جيدًا. 

إن قدّمت لمجلة محلية ذات معامل أقل، فسوف يؤثر ذلك 

على قيمة تقييماتك في أمور مثل الترقيات الوظيفية .”


فمعظم أنظمة التقييم الحالية تستند أساسًا إلى المقالات المنشورة ، 

ومعاملات المجلات وتصنيفاتها تُعتبر ذات وزن كبير ،


شين فانغ يو: “ كنت أفكر أننا منذ البداية لم نقرر نشر هذا

البحث لأجل تقوية سيرتنا الذاتية أو للحصول على ترقيات، 

بل لنساهم في تطوير مجال الطب في بلدنا .

أينما نُشر هذا البحث ، سيحقق معدل استشهاد مرتفعًا . 

وسيأتي الجميع للاطلاع على مجلاتنا المحلية . 

حتى لو كان معاملها أقل قليلًا ، لا بأس . لا يهمني ذلك . 

لكن إن ضاعت منا هذه الفرصة الذهبية للترقية، فلن تعود .”


كان على وجه شين فانغ يو مكتوب بوضوح ' أريد أن أقدّم لمجلة محلية '


ثم سأله شين فانغ يو : “ لو كنتَ أنت ، أين كنت ستقدّم البحث ؟”


قبل لحظة فقط، كان جيانغ شو يحاول إقناعه، لكنه أجاب 

بحزم: “ المجلة المحلية .”


ابتسم شين فانغ يو وقال: “ كنت أعلم أن لدينا نفس الرأي حول هذا ...

حسنًا ، إذن سأقدّم لمجلة محلية .”


كتبوا البحث بسرعة ، ونُشر بسرعة أيضًا بفضل كفاءة المجلة ، 

الأمر الذي وفّر عليهم الكثير من وقت الانتظار


في يوم نشر المقال ، 

أظهرت وسائل الإعلام الرسمية في دولة Z هدوءًا ورصانة في الظاهر ، 

لكنها في الواقع أحدثت ضجة كبيرة في الداخل ، 

وضمنت أن معظم العلماء الغربيين ، بمن فيهم الطبيب كين، قد علموا بالأمر


حتى أن الموظفين المعنيين لم يجرؤوا على شرب الماء من شدّة الانفعال


تلقى الطبيب كين الإشعار من مساعده قبل أن يخلد إلى النوم ،

كان حينها يغفو على موسيقى هادئة ، لكن ما إن سمع الخبر 

حتى انتفض جالسًا على سريره ،

صرخ: “هذا مستحيل!”


وبعد أن صب غضبه على مساعده ، 

بدأ يتمشى ذهابًا وإيابًا في غرفة النوم عدة مرات ، 

وهو يطلق سيلاً من الشتائم ، 

وفي النهاية كرر بإصرار: “ هذا مستحيل تمامًا !”


لم يكن الطبيب كين وحده ، 

بل إن عددًا لا يحصى من وسائل الإعلام الغربية شكّكت في المقال ، 

وسعت إلى خبراء لتحليل البحث والبيانات المتعلقة بها


حتى أن الطبيب كين حمّل المقال بنفسه وسهر الليل كله 

يقرأه بعناية من بدايته حتى نهايته، 

دون أن يغفل عن دقيقة واحدة من الفيديو الجراحي الذي 

استمر عدة ساعات


كان يظن في البداية أن المريض من دولة Z الذي تركه ، 

لا بد أنه ذهب إلى الطبيب ألبرت ،

ولم يتوقع أبدًا أن يكون هناك أطباء من بلده الأصلي قادرون 

على إجراء هذه العملية ،


في البداية ، اتخذ موقفًا نقديًا جدًا ، 

وظن أن المقالة على الأرجح مزورة ،

فالغش ليس أمرًا نادرًا في الساحة الأكاديمية


بل وأحضر ورقة وقلمًا ليسجل أي ثغرات قد تظهر في 

المقال أو الفيديو ليبرهن على شكوكه


لكن مع مرور الوقت، ومع تعمّقه في القراءة حتى أواخر الليل، 

بدأت نوبات الغضب وعدم التصديق تتبدّد تدريجيًا.


وفي دفتر ملاحظاته… لم يُكتب حتى حرف واحد


بصفته طبيبًا محترفًا، كان الطبيب كين يعلم جيدًا بعد أن 

قرأ البحث كاملاً أنها حقيقية


فالحالة كانت شديدة الشبه بالعملية التي أجراها، 

لدرجة أنه بمجرد النظر يمكنه أن يميز إن كانت مزيفة أم لا


بل إن الجراح خصّص جملة في نهاية المقالة يشكر فيها الطبيب كين على تشجيعه وإلهامه


لم يكن كين متأكدًا إن كانت الجملة تواضعًا أم سخرية، 

لكنه مال إلى الاعتقاد بأنها سخرية 


جلس على أريكة جلدية حمراء في غرفة المعيشة، 

دخّن نصف علبة سجائر تحت الضوء الخافت للمساء


وسط الدخان ، بدا الطبيب الذي يحظى باحترام كبير متعبًا 

بعض الشيء


تذكر ذلك الطبيب ' شين ' لقد سأله مرات كثيرة إن كان 

بإمكانهما تبادل تفاصيل العملية ، 

لكنه لم يرغب في تضييع وقته مع طبيب من بلد Z فلم 

يعره أي اهتمام تقريبًا

ولم يظن قط أن شخصًا عاديًا كهذا قد يمتلك مهارة عظيمة كهذه


صحيح أن الجراح لم يفعل سوى إعادة تطبيق خطته الجراحية ، 

لكن الجراحة ليست مسألة نظرية


كان الطبيب كين يدرك أن التطبيق أصعب بكثير من التخطيط


فهذه العملية لم يكن من السهل تقليدها، 

حتى هو نفسه لم يكن يملك الثقة المطلقة في أن يكررها مرة أخرى


إن الجرأة على المحاولة، والقدرة في النهاية على إتمام العملية، 

لا تدل إلا على أن ذلك الجراح يتمتع بمهارة رفيعة وذهن هادئ ومتزن


{ كيف يمكن أن يكون طبيبًا من بلد Z؟ }


بل إن الطبيب كين شكّ أحيانًا أنه ربما يكون طبيبًا أجنبيًا يعمل في دولة Z


لكن المعلومات على الإنترنت سرعان ما بددت هذا الاحتمال


لقد كان بالفعل طبيبًا محليًا صينيًا… لم يسبق له أن درس حتى في دولة M


لم يكن الطبيب كين شابًا بعد الآن، 

وقد بدا أن ذاكرته ما زالت عالقة في العشرينات والثلاثينات من عمره


ففي ذاكرته، كان الأطباء المتميزون من بلد Z يأتون إلى 

الولايات المتحدة للتبادل والدراسة والحصول على بطاقة الإقامة


وكانوا يقولون إن بلد Z لا يملك بيئة جيدة أو تعليمًا رفيع المستوى، 

لذا اعتقد بشكل طبيعي أن الأطباء المحليين هناك 

يستخدمون أرخص المعدات لإجراء عمليات لا تستحق الذكر


حتى هذا اليوم، حين بدأ لأول مرة يتساءل إن كان قد حكم 

عليهم بأفكار نمطية متحيزة أكثر من اللازم


…….



كما وصل الخبر إلى الطبيب ألبرت ، فاتصل بشين فانغ يو 

بعد أن أنهى قراءة البحث


في ذلك الوقت، كان شين فانغ يو قد أنهى لتوّه المقابلة التي تم ترتيبها سابقًا، 

وعندما تلقى اتصال الطبيب ألبرت، سأله بابتسامة:

“ هل اتصلتَ لتهنئتي ؟”


: “ بالتأكييييييد !” ظهر صوت الطبيب ألبرت حماسيًا : 

“ لقد فعلتها شين! 

أشعر بسعادة كلما تخيلت حالة الطبيب كين الآن. 

لا يمكنك أن تتصور كم أتمنى أن أرى تعبير وجهه .”


ضحك شين فانغ يو ضحكة باهتة بلا مشاعر ، 

ولم يرد على كلمات الطبيب ألبرت 


في الواقع كان تشنغ تشي قد أخبره أن خبراء أجانب يعملون 

ليلًا ونهارًا لتحليل الفيديو والصوت اللذين رفعهما، 

بحثًا عن أي أثر لتقطيع أو تعديل أو مونتاج، 

كما يدققون في جميع البيانات التي أرفقها بدقة شديدة، 

وكأنهم يبحثون عن ثغرة صغيرة للنقد


ومع ذلك ، فقد كانوا هم أيضًا على استعداد 

للرد على أي ' ماء عكر ' تصبه وسائل الإعلام الغربية في أي لحظة


فالتمييز ما زال موجود


البحث نفسه ، عندما نشره الطبيب كين، قوبل بالثناء 

والاحتفاء فقط ، 

أما عندما جاء دور شين فانغ يو، فقد استقبله الآخرون 

بالشكوك والانتقادات ، 

المعايير المزدوجة كانت في كل مكان


لكن كما قال الأستاذ هاو : سيكون لبلد Z المزيد والمزيد 

من الحق في الكلمة مستقبلاً


الطبيب ألبرت: “ لكن يا شين…!

يوجد أمر لا ينبغي لي أن أقوله ، لكني لا أزال أشعر بالأسف من أجلك .

هذه العملية متشابهة جدًا مع عملية الطبيب كين . 

كنتَ محظوظًا بأن سارت الجراحة بسلاسة ، لكنك أيضًا غير محظوظ . 

لقد تبنيت تقريبًا بشكل كامل خطته الجراحية والعلاجية ، 

وهذا سيجعل مقالتك تبدو متواضعة مقارنةً بمقاله الأصلي ، 

ويقلل كثيرًا من تأثيرها الدولي . 

هو طبيب الحظ ، وأنت طبيب الدراسة . بلا تميز، بلا إثارة، 

بلا ابتكار أو اختراق .”


من الواضح أن مسألة سرقة الطبيب كين لحق التأليف الأول 

ما زالت تطارد الطبيب ألبرت حتى اليوم


فحين خرج بحث شين فانغ يو، كان كل ما يخطر بباله هو هذه القضية


: “ طبيب الدراسة ؟” كرر شين فانغ يو ببرود ، ثم سأله : 

“ هل هذه هي العبارة الصحفية التي حضرتها لي؟”


ارتبك الطبيب ألبرت فجأة وتوقف لثوانٍ : “ شين…”


قال شين فانغ يو بابتسامة بدأت تبرد تدريجيًا : 

“ أعلم أن لقب طبيب الحظ كان من تدبيرك ، 

ويمكنني أن أخمّن كيف تريد استخدام عملي الجراحي 

لتلميع صورتك ...”

أخذ نفسًا عميقًا وتابع : “ لا بأس ، من حقك أن تستخدم 

هذا الأسلوب لتروّج لنفسك ، 

لكن يا طبيب ألبرت…”

بنبرة حاسمة : “ أنا لست تعيس الحظ . 

سواء كانت هذه العملية أو غيرها ، فأنا لا أرغب في أن 

تحدث انعطافات مفاجئة أو صعوبات درامية فقط لأثبت كم أنا بارع . 

أنا سعيد بأن أُتاح لي أن أكون طبيب الدراسة .”


ابتسم الطبيب ألبرت ابتسامة مريرة : “حسنًا… في الواقع، 

إن كنت ترغب في توسيع نفوذك، يمكنني أن أساعدك. 

لدي فريق ترويج محترف من الدرجة الأولى، صحيح أن 

السعر مرتفع قليلًا، لكن النتيجة لن تخيب أملك .”


عضّ شين فانغ يو على شفتيه وقال: “أنا ممتن جدًا 

لتوجيهاتك قبل الجراحة، وأشكرك أيضًا على تهنئتك ….”

بحزم : “ لكنني لا أريد أن أكون طبيبًا مشهورًا .”


أنهى شين فانغ يو حديثه وأغلق الخط، 

ولم يتصل به الطبيب ألبرت مرة أخرى بلباقة


كان لقاءً عابرًا في رحلة مختلفة ، 

والطرق التي لا تلتقي لا داعي للإطالة فيها


—————



بعد مرور شهر على نشر بحث شين فانغ يو

تخلّى العلماء الغربيون الذين كانوا يدققون بالمجهر بحثًا 

عن ثغرات عن محاولاتهم أخيرًا


لاحقًا ، لا يُعرف من الذي أطلق القول بأن أبناء بلد Z 

يدفنون أنفسهم في العمل ، 

ومعظمهم لا يجيد التعبير عن نفسه ، 

فكيف بطبيب من بلد Z لم يدرس في الخارج وقد لا 

يتحدث الإنجليزية بطلاقة ؟

ولذلك، بعث بعض السياسيين ذوي الأجندات الخفية دعوةً 

إلى شين فانغ يو لحضور مؤتمر في بلد M، بنية انتقاده وجهًا لوجه


وإن لم يحضر ، فسيكون من السهل عليهم التشكيك 

والتساؤل عمّا إذا كان يخفي شيئ


وبعد نقاش مع تشنغ تشي ، وافق شين فانغ يو في النهاية على حضور المؤتمر


كان جيانغ شو قد تعافى لتوّه ، 

وأراد من جهة أن يخرج للترويح عن نفسه ، 

ومن جهة أخرى كان قلقًا من أن يتعرض شين فانغ يو 

لمتاعب في الخارج ، فقرر أن يرافقه


أما تشنغ تشي فقد أرسل مساعدَين لمرافقتهما طوال الوقت ، 

بينما شين فانغ يو يتلقى وابلًا من الأسئلة أثناء المؤتمر

جلس جيانغ شو مرتديًا بدلة سوداء في القاعة الكبرى ، 

يتأمل حبيبه الذي يُقاطع مرارًا أثناء العرض ، 

ومع ذلك ظلّ يحافظ على ابتسامة هادئة وليست متعجرفة ، 

ويجيب بسلاسة عن أسئلة أولئك الخبراء


المؤتمر ، الذي كان من المفترض أن يستمر ساعة واحدة فقط ، امتد لأربع ساعات بسبب أسئلة الطرف الآخر المتكررة


وقف شين فانغ يو وتحدث لأربع ساعات متواصلة ، 

من دون توقف تقريبًا ، حتى بُحّ صوته في النهاية


وأخيرًا، بعد أن أجاب على سؤال أحد الأساتذة الشباب، 

انتظر طويلًا ، لكن لم يرفع أي خبير في القاعة يده ولم 

ينهض أحد مجددًا


ربما جعلتهم جولة الأسئلة والأجوبة المتواصلة يدركون أن 

إيجاد ثغرة في هذا الجانب ليس أمرًا سهلًا ، 

أو ربما بعد استماعهم لهذا العرض أدركوا حقًا قيمة بحث شين فانغ يو


فالتفاصيل والإلمام الحقيقي لا يمكن اصطناعهما


قدرته على تذكّر كل تفصيل صغير في هذه الجراحة ، 

والإجابة تلقائيًا من دون تفكير ، بل وشرح مسار تفكيره — 

هذا شيء لم يستطع حتى الطبيب كين أن يفعله في عرضه


تنفّس شين فانغ يو الصعداء ، 

ثم التقط الكوب الحراري على الطاولة وأخذ رشفة ماء ، 

ثم ابتسم قليلًا وقال للخبراء الصامتين:

“ هل لديكم أي أسئلة أخرى ؟”


لم يستطع جيانغ شو أن يتمالك نفسه، فغطّى وجهه بيده وضحك بخفوت


سواء في مناظرات أيام الدراسة أو في العروض الأكاديمية لاحقًا ، 

كان شين فانغ يو دائمًا يتصرّف بهذا الشكل ،


في مجاله المهني، كان واثقًا ومتعجرفًا، 

يعرف تمامًا أن الطرف الآخر قد أعجزه منطقه، 

ومع ذلك لا بد أن يتظاهر بالتواضع ويقول : هل لديكم أي أسئلة أخرى ؟


كان ذلك يثير غيظ خصومه ، لكنه لم يمنع جيانغ شو من أن 

يشعر بالفخر والسعادة في هذه اللحظة


وفجأة، رفع صحفي صغير يجلس في زاوية القاعة يده 


بدا أنه ليس خبير ، إذ لم يكن يفهم تلك الأحاديث الطويلة، 

لكنه على الأرجح أُوكلت إليه مهمة جلب خبر للمكتب


حدّق في الكوب الحراري بيد شين فانغ يو وسأل:

“ بروفيسور شين ، هل لي أن أسأل لماذا لا تشرب من الماء 

المعبأ الذي أعدّه المنظمون ؟”


كان هذا السؤال في الواقع سهل التصعيد ، 

ومن اليسير تحويله إلى تكهنات شتى ، 

مثل اعتباره ازدراءً للمنظمين أو تكبرًا ،


لكن شين فانغ يو أجاب بهدوء:

“ لأن هذا ماء مغلي دافئ أعدّه لي شريكي هذا الصباح .”


شعر جيانغ شو بالعجز أمام الطريقة التي يوزّع بها الطبيب 

شين ' طعام الكلاب ' ( أي استعراض حبهم)

 حتى في مثل هذا الموقف 


فالتقط جيانغ كوبًا حراريًا مشابهًا من على الطاولة ، وأخذ رشفة ، 

ثم ابتسم وهو يُنزل رأسه


امتلأت القاعة بأحاديث عن ' الماء المغلي الدافئ ' 

فهناك من سأل عن ماهيته ، 

وآخرون تساءلوا إن كان صالحًا للشرب أو إن كان طعمه سيئ


فكّر جيانغ شو { قد يكون من الصعب على الغرب تقبّل 

المشروبات الشرقية الغامضة ، 

لكن الأكاديميين الشرقيين سينالون في النهاية اعتراف الغرب }


وللمفاجأة ، بعد انتهاء العرض ، تقدّم رجل كان جالسًا في 

الصف الأمامي طَوال الوقت من دون أن يتفوه بكلمة 

واحدة، واقترب من شين فانغ يو


كان يرتدي بدلة أنيقة ويبدو كرجل أعمال بارز


كان جيانغ شو يساعد شين فانغ يو على ترتيب المواد التي 

تناثرت على الطاولة حين رآه يقترب، 

فظن أنه سيطرح سؤال ، لكن المفاجأة أنه مدّ 'غصن زيتون' مباشرًا لشين فانغ يو

 ( فرصة عظيمة )


قال وهو يعرّف بنفسه :

“ مستشفانا مشهور جدًا في بلد M، وأظن أن البروفيسور شين قد سمع به. 

طالما أنك على استعداد للانضمام إلينا، فالهجرة، والراتب، 

وحتى تعليم أطفالك، كلها ليست مشكلة . 

وإذا كان لديك متطلبات أخرى ، يمكننا مناقشتها .”


لكن شين فانغ يو رفض قائلًا :

“ آسف ، حياتي وعَمَلي في وطني جيدان ، 

ولا أفكّر في الهجرة حاليًا .”


ومع ذلك، لم يؤثر رفضه المباشر على الرجل، 

بل نظر إلى الخواتم المتطابقة في أصابع جيانغ وشين فانغ 

ثم سأل باستفزاز :

“ وماذا عن الزواج؟ هل بلدكما… يسمح بزواج المثليين؟

الطبيب شين ، أنصحك ألّا تتخذ قرارًا متسرعًا . 

يمكننا أن نتحدث أولًا .”


حتى لو كانا فعلًا على علاقة عاطفية ، فإن مثل هذا التخمين 

الوقح بشأن ميولهما الجنسية بهذا الأسلوب العرضي كان مهينًا للغاية


فتغيّر وجه شين فانغ يو على الفور وبرودت ملامحه وهمّ بالرد ،

 لكن جيانغ شو أمسك بيده


قال جيانغ شو بصوت خافت لكنه قوي:

“ على حد علمي ، بلد M بلد يحترم الخصوصية كثيرًا ولا 

يُسيء إلى مواطنيه بهذه الطريقة . 

ربما لأننا من بلد Z، تظن أنه يمكنك التكهّن عنا بلا قيود ...”

و تابع:

“ أنت تُقدّر موهبة الطبيب شين لكنك لا تحترم خصوصيته . 

وهذا وحده لا يمكن أن تعوّضه أي مزايا ...”


رفع عينيه إلى الرجل الأشقر وتابع ببطء :

“ قبل عقود ، لم تصدقوا أن الاشتراكية يمكن أن تترسخ في هذه الأرض . 

وبعد أن نكث الاتحاد السوفيتي بالمعاهدة ، 

لم تصدقوا أن بلد Z يمكنه تصنيع السلاح النووي . 

وقبل أشهر فقط ، لم تصدقوا أن أطباء بلد Z قادرون على 

إجراء هذه الجراحة . 

تمامًا كما لا تصدقون أن يومًا ما ستُضمن حقوق مجتمع 

المثليين بالكامل في بلدنا ...”

ثم سأله:

“ من دون احترام وثقة ، كيف يمكن أن نتحدث عن تعاون ؟

قد يكون وطننا ما يزال بحاجة إلى التطوير والتقدّم في 

بعض الجوانب ، لكنني مستعد للانتظار… والطبيب شين مستعد للانتظار أيضًا .”


تغيّر لون وجه الرجل الذي كان يحاول زعزعتهم بين الأخضر والأبيض ،

ابتسم ابتسامة محرجة ، 

ولم يتذكر حتى أن يعطيهم بطاقة عمله ، ثم استدار وغادر 


أسند شين فانغ يو ذقنه على يده، وحدّق بجيانغ شو بعينين مملوءتين بالابتسام وهو يثني عليه قائلًا :

“ يا باوبي المثير صرتَ تُجيد الكلام أكثر فأكثر ”


نظر جيانغ شو إليه بنظرة جانبية ، ودسّ في يده علبة أقراص للحلق قائلًا ببرود :

“ خُذ دواءك .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي