القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

ch188 tgcf

 الفصل مئة وثمانية وثمانين : الشبح الأبيض البارد؛ كلمات دافئة تربك ولي العهد -٢-.






صرخ شي ليان فجأة بصوت مذعور، فقفز فنغ شين من مكانه دهشة.


"ماذا؟ ما الأمر؟؟"


أشار شي ليان إلى المرآة ووجهه شاحب:

"هو! أنا... أنا، وجهي...!"


تبع فنغ شين إشارته ونظر إلى المرآة، وبعد لحظة طويلة، التفت إلى شي ليان بحيرة وقال:

"...ما بك؟"


كان الرعب قد تغلغل في أعماق عظام شي ليان، فأمسك بيد فنغ شين بقوة، بالكاد قادرًا على نطق الكلمات:

"وجهي! وجهي! ألا تراه؟! الشيء على وجهي؟!"


حدّق فنغ شين في ملامحه ثم تنهد، مما أربك شي ليان أكثر. عندها قال فنغ شين:

"سموك، هل أدركت أخيرًا أن هناك خدوشًا وجروحًا على وجهك؟"


كأن شي ليان قد سقط فجأة في قبو جليدي.


لماذا؟ كيف يحدث هذا؟ لماذا يقول فنغ شين هذا؟

هل من الممكن أن فنغ شين لا يرى القناع على وجهه في المرآة إطلاقًا؟


تفجّر شي ليان قائلاً: "ألا تراه؟ هناك شيء على وجهي!"


ارتبك فنغ شين أكثر: "أي شيء؟ عمّ تتحدث بالضبط؟ لا أرى شيئًا."


نظر شي ليان مرة أخرى إلى المرآة: "هذا مستحيل! أنا..."


لكن عند هذه اللحظة، اختفى القناع من انعكاس المرآة، وما ظهر لم يكن سوى وجهه المذعور.


كان وجهه مغطى بكدمات وخطوط من الجروح المتشابكة، ملامحه شاردة ومضطربة، في غاية الإهمال، كعامل صغير ضُرب بوحشية من قِبل سيد غني. تجمد شي ليان مذهولًا، يتحسس خده متسائلًا في أعماقه:

"...هل هذا أنا؟"


في تلك اللحظة، قال فنغ شين:

"سموك، هل أنت... متعب للغاية ربما؟ أو مستنزف من الغضب على ذلك الوغد الحقير؟ استمع إليّ، لا تخرج في الأيام القادمة، فقط ارتح قليلاً."


أفاق شي ليان من صدمته ورأى فنغ شين يوشك على الخروج، القوس على ظهره ويمسك بمقعد في يده.


أسرع قائلاً: "لا! أنا..."


لكن فنغ شين دفع الباب وهو يلتفت: "هل هناك شيء آخر؟"


وصلت الكلمات إلى شفتي شي ليان، لكنه ابتلعها قسرًا، إذ خطرت له فجأة فكرة مرعبة: حياته الآن صعبة بما يكفي، فلو أخبر فنغ شين أن الأبيض عديم الوجه قد يعود لمطاردتهم، ماذا سيفعل؟


فنغ شين نفسه ما زال يحمل جراحًا نفسية من لقائهم السابق به. ماذا لو فكّر في التراجع؟ ماذا لو تركه مثلما فعل مو تشينغ؟


بينما كانت الأفكار السوداء تتزاحم في ذهنه، كان فنغ شين قد غادر بالفعل، وأغلق الباب. فلم يجد شي ليان سوى أن يعود إلى سريره، متكورًا تحت الأغطية، عازمًا على أخذ غفوة أخرى.


لكن فجأة، شمّ رائحة نتنة.


نهض شي ليان متقززًا. في البداية ظنّ أنها رائحة طعام تعدّه الملكة مجددًا، أو فأر ميت في زاوية. فتش كل مكان، لكنه اكتشف في النهاية أن مصدر الرائحة كان... نفسه.


عندها فقط تذكّر أنه مضت أكثر من أسبوعين دون أن يغتسل أو يغيّر ثيابه، فمن الطبيعي أن تنبعث منه تلك الرائحة.


حبس أنفاسه غارقًا في موجة من كراهية الذات. مجرد التفكير أن والديه وفنغ شين لا بد أنهم لاحظوا هذا ولم يخبروه، جعله يغرق في خجل مضاعف. فتح الباب بخفية، وتأكد من خلو المكان، فأخذ ثيابًا نظيفة لنفسه، وقرر أن يغلي بعض الماء للاستحمام.


بعد عناء طويل، غطس أخيرًا في حوض الاستحمام. غمر نفسه في الماء، حابسًا أنفاسه حتى كاد يختنق، ولم يخرج إلا عندما شعر أنه على وشك الإغماء. ثم أخذ يفرك وجهه بعنف.


وحين انتهى، مدّ يده نحو ثيابه ليرتديها. كان يهز أرديته بلا مبالاة ليستعد لارتدائها... لكن فجأة لاحظ أمرًا غريبًا.


لم تكن تلك ثيابه على الإطلاق، بل كانت كفن الأبيض عديم الوجه، الرداء الجنائزي الباهت ذو الأكمام العريضة!!!


تجمدت الدماء في عروقه، وشعر وكأن الماء الساخن قد تحول إلى جليد، وشعره انتصب رعبًا. صرخ بفزع:

"مَنْ؟! مَنْ فعل هذا؟!"


من الذي غيّر ملابسه خفية دون أن يلاحظ؟!


قفز من الحوض مبللًا، الماء يتساقط من جسده، وقلب الحوض رأسًا على عقب. انسكب الماء بغزارة حتى غمر الكوخ كله، مما أرعب الملك والملكة في الغرفة المجاورة.


دخلت الملكة مسرعة وهي تسند الملك، لتجده ملقى على الأرض عاريًا، والماء يغمر المكان. هرعت نحوه لتضمه بصدمة وهي تصرخ:

"بني ! ما الذي جرى لك؟!"


كان جسد شي ليان يقطر ماءً، شعره مبعثر، وعيناه دامعتان. رفع رأسه وعانقها قائلاً:

"أمي! شبح... هناك شبح... شبح يلتصق بي! إنه يلاحقني باستمرار!"


بدا كالمجنون تمامًا، فلم تعد الملكة قادرة على الاحتمال، فانهارت تبكي وهي تحتضنه. أما الملك، فظل يحدّق به مذهولًا، رجل في الأربعين وقد بدا وكأنه تجاوز الستين.


لسعة برد الشتاء جعلت شي ليان ينتفض، فأشار إلى الثياب:

"أنظري! الثياب!..."


لكن حين نظر مرة أخرى، كيف كان ذلك رداءً جنائزيًا؟! أليست مجرد ثيابه البيضاء المعتادة الخاصة بالتدريب؟


غمره الغضب فجأة، فضرب الحوض الخشبي بقبضته، صارخًا:

"ما الذي تريده مني بحق الجحيم؟! هل تلهو بي؟!"


حبست الملكة دموعها وهي تضمه من جديد:

"بني، لا تغضب، فقط ارتدِ ثيابك أولاً، لا تصب بالبرد..."


في ذلك اليوم، عاد فنغ شين متأخرًا جدًا، والإرهاق مطبوع على ملامحه أكثر من أي وقت مضى.


كان شي ليان قد انتظره طويلًا، وبادره بنفاد صبر:

"فنغ شين، لدي أمر بالغ الأهمية لأخبرك به."


كان الأبيض عديم الوجه قويًا على نحو مرعب، وحتى لو أخبر فنغ شين، فلن يفيد ذلك كثيرًا في الاستعداد. ومع ذلك، شعر أنه لا ينبغي أن يخفي شيئًا بهذه الخطورة عنه، وقرر أن يبوح له بالحقيقة.


لكن المفاجأة أن فنغ شين لم يبادر بسؤاله، بل قال ببساطة:

"جيد، فأنا أيضًا لدي شيء أود قوله لك."


ظن شي ليان أن أمر الأبيض عديم الوجه أهم بكثير، وأي أمر آخر يمكن أن ينتظر، لكنه جلس وقال:

"تفضل، أنت أولاً. ما الأمر؟"


تردد فنغ شين قليلًا، ثم قال:

"سموك... الأفضل أن تبدأ أنت."


لم يعد لدى شي ليان طاقة للمجاملة، فتمتم بصوت خافت:

"فنغ شين، يجب أن تكون حذرًا للغاية. لقد عاد الأبيض عديم الوجه."


"...."


تغير وجه فنغ شين على الفور:

"عاد الأبيض عديم الوجه؟ لماذا تقول ذلك؟ هل رأيته؟"


"نعم!" أجاب شي ليان باضطراب. "لقد رأيته!"


شحب وجه فنغ شين:

"هذا... هذا غريب. لماذا ظهر لك أنت؟ ولماذا ما زلت بخير بعد أن رأيته؟!"


دفن شي ليان وجهه بين كفيه قائلاً:

"...لا أعلم! لم يقتلني، بل إنه..."


بل إنه عانقه وربّت على رأسه كما لو كان شيخًا محبًا، وقال له: "تعال إلى جانبي."


وبينما كان فنغ شين ينصت إلى الأحداث الغريبة التي عاشها شي ليان في الأيام الماضية، خفتت صدمته تدريجيًا، ليحل محلها ارتباك عميق:

"ما الذي يفكر فيه بحق؟"


قال شي ليان: "مهما كان، فهو بالتأكيد لا ينوي خيرًا، ويبدو أنه يتعقبني في كل مكان. على أي حال... فقط كن حذرًا! وساعدني في تذكير والديّ بالحيطة أيضًا، لكن دون إخافتهم."


ردّ فنغ شين: "حسنًا. لن أخرج في الأيام القادمة. الأشياء التي تركها ذلك الوغد... ستكفينا لبعض الوقت."


كان من المحرج قول ذلك، لكن حين رحل مو تشينغ ترك وراءه كل ما جلبه معه. ورغم أن شي ليان، في لحظة غضبه، رماه بأشيائه وصرخ أنه لا يحتاجه ولا يحتاج مساعدته، إلا أنهم بعد أن هدأوا... التقطوا كل شيء خفية في النهاية.


تنهد شي ليان وأومأ. ثم تذكر وقال:

"صحيح، ما الذي أردت قوله لي؟"


تردّد فنغ شين مجددًا، ثم حكّ رأسه بارتباك وقال متلعثمًا:

"في الواقع... سموك، هل ما زال لديك مال؟ أو أي شيء يمكننا رهنه؟"


لم يخطر ببال شي ليان قط أن يطرح سؤالًا سخيفًا في وقت كهذا، فاستغرب قليلًا وقال: "هاه؟ لماذا تسأل هذا الآن؟"


ارتبك فنغ شين ومسح عرقه ثم أجاب بجرأة: "...لا شيء... فقط، إن كان لديك بعض المال، هل يمكنك... أن تقرضني؟"


ابتسم شي ليان بمرارة وقال: "...أتظن أن لدي شيئًا أصلًا؟"


تنهد فنغ شين قائلًا: "كنت أعلم ذلك."


فكر شي ليان قليلًا ثم قال: "لكن، ألم أمنحك الحزام الذهبي من قبل؟"


تمتم فنغ شين: "هذا لا يكفي... بعيد جدًا عن الكفاية..."


صُدم شي ليان وقال: "فنغ شين؟ ماذا فعلت بالضبط؟ كيف لا يكفي حزام ذهبي؟ هل اقترضت مالًا؟ هل تشاجرت مع أحد واضطررت لدفع تعويض؟ قل لي الحقيقة!"


أدرك فنغ شين زلته فأسرع يقول: "لا، لا! لا تفكر كثيرًا، كنت فقط أسأل لا غير!"


ورغم أن شي ليان سأله مرارًا، ظل فنغ شين مصرًّا على أن الأمور بخير، فقال شي ليان بقلق: "إن حدث أي شيء، يجب أن تخبرني، يمكننا أن نجد حلًا معًا."


لكن فنغ شين أجابه: "لا تقلق عليّ، الحلول لا تسقط من السماء. يا سموك، اهتم أنت بمشاكلك أولًا."


وبمجرد أن سمع ذلك، انقبض قلب شي ليان مجددًا. وكما توقع، في الأيام التالية، ظل ذلك الكائن يطارده دون انقطاع، ولم يتركه وشأنه.


كان شي ليان يرى ذلك القناع الباكي المبتسم أو تلك الهيئة البيضاء في أماكن غير متوقعة؛ أحيانًا عند رأس سريره في عمق الليل، وأحيانًا في انعكاس الماء، وأحيانًا عند فتحه للباب، وأحيانًا حتى واقفًا خلف فنغ شين. 


بدا أن الأبيض عديم الوجه يتخذ من إخافته تسلية، متعمدًا أن يجعله الوحيد القادر على رؤيته. وفي كل مرة كان شي ليان ينهار ويصرخ مشيرًا إليه، كان الآخرون يلتفتون سريعًا، لكنه يختفي فورًا. وهكذا عاش شي ليان أيامه في توتر واضطراب، غارقًا في مرارة جعلته يتمنى أن يمسك ذلك الكائن ويمزقه إربًا، لكنه لم يستطع حتى أن يطأ ظله. شيئًا فشيئًا انقلب ليله نهارًا ونهاره ليلًا، وأصبح منهكًا جسدًا وروحًا.


وفي ليلة ما، انتفض فجأة من نومه وهو يشعر بعطش شديد. ولأنه لم يشرب شيئًا كافيًا طوال اليوم، نهض ليلًا متوجهًا ليبحث عن ماء. غير أن أصواتًا خافتة وضوء شمعة ضعيف تسللا من خارج الغرفة، فأُخذ على حين غرة، واختبأ خلف الباب وقلبه يخفق بقوة. قال في نفسه: "من يمكن أن يكون؟ إن كانوا أبي وأمي وفنغ شين، فلماذا يتسللون هكذا؟" لكنه فوجئ فعلًا بأن من يتسلل هم أبوه وأمه وفنغ شين.


قال فنغ شين بصوت خافت للغاية: "سموه نائم الآن، أليس كذلك؟"


أجابت الملكة بصوت منخفض: "نعم، إنه نائم."


فقال الملك: "أخيرًا. لا توقظوه مبكرًا غدًا، دعوه ينام أكثر."


تقلص قلب شي ليان عند سماع ذلك، ثم سمع أمه تقول: "آه... إن استمر الأمر هكذا، فمتى سيتعافى ولدي؟"


شعر شي ليان أن في كلماتها أمرًا مريبًا، ثم جاء صوت فنغ شين هامسًا: "إنه على هذه الحال فقط لأنه مرهق من كثرة ما حدث مؤخرًا. أرجو من جلالتيكما أن تراقباه جيدًا، وإن لاحظتما أي شيء غير طبيعي فأخبِراني فورًا، لكن لا تخبراه، ولا تقولوا أي شيء قد يستفزه..."


كان شي ليان يتنصت من خلف الباب، عقله فارغ والدم يتدفق بعنف في رأسه. "ما معنى هذا؟ ماذا يقصدون؟" صرخ داخله: "أنا لست مجنونًا! لم أكذب! كنت أقول الحقيقة!"


رفع يده وضرب الباب بقوة ففتح بعنف. ارتعب الثلاثة في الداخل، ونهض فنغ شين على الفور.


"سموك؟ لماذا لم تنم بعد؟"


قال شي ليان غاضبًا: "أأنت لا تصدقني؟!"


تجمد فنغ شين وقال: "بالطبع أصدقك! أنت..."


قاطعه شي ليان: "إذًا ماذا قصدت بكلامك قبل قليل؟ أتقول إن كل ما رأيته مجرد أوهام؟ أنني أتخيل؟"


حاول الملك والملكة التدخل، لكن شي ليان صرخ: "لا تتكلما! أنتما لا تفهمان شيئًا!"


قال فنغ شين بلهفة: "لا! أصدقك يا سموك، لكنك مرهق أيضًا، وهذه حقيقة!"


نظر إليه شي ليان بصمت، لكن قلبه كان يضطرب ببرودة قاتلة. كان يعتقد أن فنغ شين يؤمن به، لكن ليس إيمانًا كاملًا. ربما بنسبة ثمانين في المئة فقط. لكنه لم يعد كافيًا. لأن فنغ شين في الماضي كان يثق به بلا شك مهما حدث. أما الآن، فحتى عشرون في المئة من الشك أصبحت لا تطاق!


امتلأ قلبه بالغضب والمرارة، لكنه لم يعرف تجاه من يوجههما: إلى الأبيض عديم الوجه؟ إلى فنغ شين؟ إلى الجميع؟ أم إلى نفسه؟ لم ينطق بكلمة، بل استدار وغادر. لحقه فنغ شين يسأل: "سموك، إلى أين أنت ذاهب؟"


قال شي ليان وهو يحاول التماسك: "لا شأن لك، لا تتبعني، عد."


أصر فنغ شين: "لا، لكن إلى أين ستذهب؟ سأرافقك!"


حينها حسم شي ليان أمره فجأة وبدأ يركض بجنون. لم يتمكن فنغ شين من مجاراته، وبقي يناديه من الخلف. خرج الملك والملكة أيضًا ينادونه، لكنه تجاهل الجميع وأسرع أكثر.


لم يكن أمامه سوى أن يهاجم أولًا! فإن كان الأبيض عديم الوجه يريد قتل شي ليان أو فنغ شين أو والديه، لفعل ذلك بسهولة. لكنه لم يفعل، بل ظل يلعب به كدمية.


ركض شي ليان في ظلام الليل وهو يصرخ: "اخرج! أيها الوغد الحقير! اخرج الآن!"


كان واثقًا أنه سيتبعه، لكنه لم يسمع هذه المرة أيًا من ضحكاته المعتادة، ولم يظهر خلفه فجأة كما اعتاد.


ركض أميالًا وهو يصرخ حتى أنهك تمامًا، فانحنى يتنفس بصعوبة، وصدره وحلقه ممتلئان بطعم الحديد الصدئ. وبعد برهة رفع رأسه وتابع السير يتمتم: "...إذن تريد أن تطيل الأمر معي؟ حسنًا، فلنطِلها!"


واصل السير وحيدًا وسط الحقول المقفرة، عبر الغابات العتيقة والجبال العميقة، لا يدري كم مضى من الوقت، حتى أخذ الضباب يزداد كثافة. كانت الأشجار السوداء العتيقة تحيط به كأنها تمد مخالبها، مائلة إلى الأمام وكأنها تدعوه إلى أرض محرمة لا عودة منها.


أدرك شي ليان أن ما ينتظره أمامه ليس خيرًا، لكنه لم يستطع التراجع. كان لا بد أن يضع حدًا لهذا، عاجلًا أم آجلًا. لذا، بوجه مظلم، واصل التقدم. وبينما يسير وسط الضباب، ظهرت أمامه صفوف من الأضواء اللامعة كجدار متوهج.


لم يرَ شيئًا كهذا من قبل، فعبس قليلًا وحبس أنفاسه. لكن ذلك "الجدار" بدأ يزحف نحوه!


توتر شي ليان، فانتزع غصنًا من الأرض قابضًا عليه استعدادًا، ولمّا اقترب "الجدار" منه إلى أقل من مترين، اكتشف بدهشة أنه لم يكن جدارًا، بل حشودًا من نيران الأشباح. كثرتها جعلتها من بعيد تبدو كجدار مشتعل أو شبكة عظيمة.


كانت تلك النيران غريبة، لكنها لم تُظهر أي نية للقتل، بل انسابت صامتة باتجاهه لتحجب طريقه. حاول الالتفاف حولها، لكنها غيرت اتجاهها وسدت طريقه مجددًا. وفي الوقت نفسه، سمع أصواتًا متعددة:


"لا تذهب هناك."


"لا تقترب."


"ما من خير أمامك."


"ارجع، لا تكمل السير!"


كانت تلك الأصوات باردة ومكثفة كالمدّ، تبعث قشعريرة في ظهره. وبين تلك النيران لاحظ كرة لهب واحدة أكثر توهجًا، وأشد صمتًا من سائرها.


ورغم أن نيران الأشباح لا عيون لها، إلا أنه حين نظر إليها، شعر وكأن نظرة حارقة تحدق فيه. بدا أن هذه النار هي الأقوى بينهم، والبقية مجرد تابعين لها.








يتبع...

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي