الفصل مئتان وستة : سطران بسيطان؛ ملك الأشباح يشعل روح القتال.
قال شي شينغ شوان:
"وماذا سيحدث بعد أن يقعوا في الفخ؟"
كان شي ليان وهوا تشينغ قد اصطفّا بالفعل في مركز الدائرة البشرية.
فأجاب شي ليان:
"بعد ذلك، اتركوهم لنا. سنبقى نحن هنا داخل المصفوفة ونتعامل معهم ببطء، ونتأكد أن واحداً منهم لن يفلت. كل ما نحتاجه هو الوقت. الأهم الآن هو أن نمنعهم من التفرق. والسبب الذي جعلني أقول إن الأمر قد يكون خطيراً، هو أن عددنا الآن أقل من خمسمائة، لذلك من الصعب القول إن الدائرة ستصمد، أو أن تلك المخلوقات لن تتمكن من كسرها."
ابتلع أحدهم ريقه وسأل متوترًا:
"و... وماذا لو تحطمت الدائرة وخرجوا؟"
قال شي ليان بهدوء:
"لن يكون المنظر جميلاً. أولاً ستتلبسكم الأرواح الناقمة، ثم تصيبكم بالطاعون..."
فقاطعه آخر بخوف:
"وإذا—أقول فقط إذا—أحدهم أفلت من الدائرة وركض بعيداً، ماذا سيحدث؟"
أجاب شي ليان:
"إذا انكسرت الدائرة، فربما الأرواح الناقمة ستتلبسكم أيضاً."
صرخ أحدهم:
"إذن في كلتا الحالتين ستتلبسنا الأرواح!"
لكن الأكثر فطنة فهموا الفارق وقالوا:
"لا، الأمر مختلف. في الحالة الأولى، الأرواح ستتلبسكم وتعديكم بالمرض بشكل مؤكد، أما في الثانية فهي 'ربما' فقط. يعني إذا تركت الدائرة وهربت، قد تكون لديك فرصة للبقاء."
ابتسم شي ليان:
"تماماً. لهذا أسأل الآن: هل هناك أحد يريد الانسحاب قبل أن نبدأ؟ بعد أن تنطلق المصفوفة ، لا رجعة، لكن قبل ذلك، لا بأس إن خرج أحد. وآمل ألا يلوم أحد من يقرر المغادرة، فهذا عمل خطير بالنهاية."
كان لا بد من قول هذه الكلمات، وإلا فلن يتمكنوا من معرفة من يملك حقاً الشجاعة والإصرار. وبعد لحظات، انسحب بالفعل بضع عشرات واحداً تلو الآخر، برؤوس منحنية وعجلة، فانكمشت الدائرة قليلاً.
تنفّس شي ليان الصعداء.
"الشكر للالهة ."
فصرخ شي شينغ شوان:
"الشكر على ماذا؟! لقد صار عددنا أقل!"
لكن شي ليان ابتسم:
"العدد ما زال كافياً، بل أكثر مما توقعت."
كان قد فكر مليًّا مسبقاً في ما قد يفعله لو انسحب نصف العدد، لكن لم يخرج إلا القليل، فكان ذلك مفاجأة سارة.
وفجأة، جاء صوت من بعيد:
"انتظروا، هل تعرفون مَن هؤلاء؟ لا تثقوا بهم بسهولة، وإلا ربما خدعوكم!"
التفت شي ليان، فكان القادم هو عين السماء ورفاقه.
زمجر شي شينغ شوان على الفور:
"ومن أنتم بحق السماء؟ إن لم تساعدونا فلا تزيدوا الطين بلة! أؤكد لكم أنهم لن يؤذوا أحداً."
لكن جماعة المعلّمين الروحانيين لم يكترثوا لكلام متسوّل أشعث قذر.
"ومَن أنت أصلاً؟ كم يساوي كلامك؟ فلسين؟"
عندها انتفخت عروق شي شينغ شوان غضباً، فأشار إلى وجهه:
"هاه؟! تتكلمون عن المال أمامي؟! لا أظنكم تعرفون مع من تتحدثون! أنا متأكد أنكم جميعاً سجدتم أمام هذا ال... كُح كُح..."
وبعد أن قال الكثير، شرع يسعل وتراجع قليلاً. فظن الروحانيون أنه لم يعد قادراً على التبجح، فتوقفوا عن الاهتمام به.
قالوا بدلاً من ذلك:
"أنتم لا تعرفون ما الذي يخطط له هذان الاثنان، انتبهوا كي لا تفقدوا حياتكم من أجل لقمة!"
كان شي ليان على وشك أن يوضح أن المتسولين هنا بدافع الصداقة والعدل، وليس من أجل الطعام، لكن هوا تشينغ تكلّم ببرود:
"هذا غير صحيح. لم يأتوا من أجل لقمة، بل جاؤوا لينقذوا العالم."
تملكه شيء من الحيرة: لماذا قال هوا تشينغ ذلك؟ لكن الطرف الآخر بدأ يتهكم.
"إنقاذ العالم؟ أي هراء هذا؟! يكفي أن ينقذ كل واحد نفسه!"
"نعم، لا داعي لأن يتدخل المتسولون. عودوا أدراجكم ولا تزيدوا الفوضى!"
ابتسم هوا تشينغ بكسل وقال:
"أوه؟ إذن تعنون أن المتسولين لا يحق لهم إنقاذ العالم؟ هل لأنهم عاجزون... أم لأنهم غير جديرين؟"
وفور أن خرجت هذه الكلمات، ضجّ المتسولون بالسخط.
فقال عين السماء غاضباً:
"هذا ليس ما قصدناه!"
لكن شي شينغ شوان اندفع ثانية مشيراً إليه:
"أو أو أو! هذا بالضبط ما قلتموه! ونبرة كلامكم مليئة بالازدراء أيضاً، أليس كذلك أيها الجميع؟!"
فصاح المتسولون معاً:
"نعم! ماذا قصدتم بذلك؟! كيف نكون غير جديرين؟!"
"نأكل سواء اتينا أو لم نأتي، هل تظنون أن حضورنا فقط من أجل الطعام؟ توقفوا عن احتقار الناس!"
التفت شي ليان نحو هوا تشينغ ، فإذا به يرفع حاجبيه نحوه وكأنه يقول: بمنتهى السهولة. عندها فهم شي ليان الأمر: صحيح أن الكثيرين بقوا، لكن عزيمتهم لم تكن راسخة بعد. فعندما أظهر عين السماء ورفاقه احتقارهم بلا قصد، استغل هوا تشينغ الموقف، وحرّض مشاعر التحدي داخل المتسولين: تظنون أننا عاجزون؟ سنثبت لكم العكس!
وهكذا ارتفعت روح القتال بينهم كالأمواج. واشتد الجدال بين الطرفين، فالتفت شي ليان إلى جماعة عين السماء وقال:
"إذا كنتم قلقين فعلاً، يمكنكم الاكتفاء بالمراقبة. وإن فعلنا ما يضر الآخرين، يمكنكم التدخل حينها."
ابتسم هوا تشينغ بجانبه وأضاف:
"لكن من الأفضل ألا تعرقلونا."
"...."
لقد تبع الروحانيون شي ليان وهوا تشينغ طوال الطريق، والآن، بعدما لم يتمالكوا أنفسهم وقفزوا ليتظاهروا بالشجاعة، لم يمض وقت طويل حتى أرعبهم ابتسامة هوا تشينغ المزيفة المرعبة، فتراجعوا.
ثم التفت هوا تشينغ وقال:
"غاغا ، انظر إلى السماء."
رفع شي ليان نظره معه، فرأى الظلال السوداء أمام القمر المكتمل قد صارت أوضح، وكأنها اقتربت بصمت أكثر فأكثر.
وفي أثناء انشغالهم بجمع المساعدين، لا يعلم كم مضى من الوقت، لكن تلك المخلوقات كانت على وشك السقوط!
ارتجف قلب شي ليان: لقد نفد الوقت للبحث عن مزيد من الناس! لكنه لم يُبدِ هذا على وجهه، وصرخ على الفور:
"الجميع، إلى مواقعكم! تشبثوا جيداً!"
كان شي شينغ شوان قد وقف بالفعل في وضع الاستعداد.
"سموك ... أوه، شي، عددنا قليل جداً، ألن يخترقونا بسرعة؟"
هذا كان عالم البشر في النهاية، أي صراخ عشوائي قد يسبب سوء فهم ويجلب المتاعب بلا داعٍ.
قال شي ليان:
"سأبقى هنا للحراسة، وأتفقدكم باستمرار. وعندما يكون هناك مكان على وشك الانكسار، سأذهب لإصلاح المصفوفة . بهذه الطريقة سنكسب وقتاً أطول."
بمعنى آخر، إصلاح متواصل لأي ثغرة تتسرّب منها القوة.
رد شي شينغ شوان بتوتر:
"أووه، ح... حسناً، حياتنا الآن في يدك، بما فيهم أنا أيضاً، يا سمو... أوه، يا سيد شي، يجب أن تبذل قصارى جهدك، حسناً؟ قصارى جهدك! أنا مجرد بشر الآن!"
ابتسم شي ليان:
"لا تقلق، سيد فينغ، سأفعل ما بوسعي."
كانت كفوف الجميع تتصبب عرقاً، ووجوههم مشدودة. وما إن تشابكت الأيدي بإحكام حتى انطلق فجأة في سماء الليل الصامت صراخ حاد، يقترب أكثر فأكثر، أسرع فأسرع!
لقد وصلوا!
اختار شي ليان التوقيت المناسب وأمر:
"الجميع، انفخوا الهواء إلى الأمام!"
لم يفهم الناس السبب، لكنهم اتبعوا التعليمات. نفخوا خدودهم وأطلقوا أنفاسهم بكل قوتهم. وفي ليلة شتاء قارسة، حين أطلق هذا الحشد الكبير دفعة واحدة من الهواء الساخن الأبيض، لم يكن للأنفاس أن تصل بعيداً، لكنها حين امتزجت بهالة الـ يانغ أصبحت مربكة للغاية. أضف إلى ذلك أن هوا تشينغ قد ألقى خلسة تعويذة تمويه، فعَمت عيون المخلوقات ومنعتها من رؤية ما يجري.
الأرواح الناقمة التي كانت ستتفرق وتفلت من السيطرة، أحسّت فجأة بمكان يفيض حرارةً وهالة حياة، يتماوج ويضطرب كأنه نابض بالحياة. فاعتقدت بطبيعة الحال أن هذا هو الهدف، وانقضّت نحوه بحماسة، مشكلةً عموداً أسود هائجاً!
في تلك اللحظة، غطّى السواد بصر شي ليان بالكامل تقريباً.
فصرخ:
"الجميع، انتبهوا! لا تفلتوا أيديكم! لقد دخلوا القفص!"
وعندها، انطلقت آلاف الفراشات الفضية من خلف هوا تشينغ ، وانتشرت في الأرجاء.
أضاء نورها الشاحب المرعب، فمزّق الضباب الأسود أمام عيني شي ليان على الفور. ورأى هوا تشينغ يمد يده نحوه.
"غاغا ، تعال إلى جانبي."
ارتبك شي ليان لحظة، لكنه أمسك يده فوراً. وبمجرد أن جذبه هوا تشينغ بخفة، اندفع إلى جانبه، حيث طوقه بيده من خصره، وجال ببصره بثبات. وعلى الرغم من أن تلك الأرواح الناقمة ظلت محبوسة داخل الفرن ألفي عام حتى فقدت عقولها من الجنون، فإنها لم تجرؤ على الاقتراب منهم. وفي محيط متر كامل حولهما لم توجد هالة مظلمة واحدة.
حينها فقط أدركت الأرواح الناقمة التي سقطت في الدائرة شيئاً غريباً: لقد كانت تعضّ وتمزّق بجنون، لكن لماذا لم تهاجم أحد الأحياء، بل انقلبت على بعضها البعض؟! وكان هناك اثنان لم تستطع لمسهما، وفوق ذلك كانت الفراشات الفضية ترفرف كالسيوف والسهام، تهجم وتذبح، بينما تصاعدت صرخات الأرواح المخترقة حتى ملأت السماء!
أخيراً أدركت الأرواح أنها وقعت في فخ. لقد صاروا كوحوش متوحشة محتجزة داخل قفص قتال ناري، أما أولئك المئتان من البشر فلم يكونوا متفرجين خارج القفص، بل هم قضبانه الحديدية نفسها!
وحين استوعبوا ذلك، جنّ جنونهم. أخذوا يصرخون بوحشية في وجوه المتسولين الذين وقفوا متشابكي الأيدي، وأفواههم تتسع كأنها ستلتهم رؤوسهم، شعورهم واقفة من الغضب، وأجسادهم الملتوية مشوهة بمنظر مريع.
تراجع بعض المتسولين خطوات من الرعب، لكن رفاقهم بجوارهم أوقفوهم فوراً.
"لا تتحرك!"
وصاح شي ليان بدوره:
"لا تتحركوا! طالما المصفوفة سليمة فلن يتمكنوا من إيذائكم!"
حين سمعوا هذا شعر الجمع بشيء من الطمأنينة. بل إن بعض المتسولين بصقوا بقوة نحو الأرواح الناقمة الصارخة وهم يهتفون:
"تففف! سأوسخكم! سأوسخكم! اخرجوا من هنا!"
كان هذا على الأرجح لأنهم سمعوا أن الأشباح تخاف من القذارة، فلم يعرف شي ليان هل يضحك أم يبكي.
"لا حاجة لذلك! هم لن يخافوا!"
وفي تلك اللحظة، لمح فجأة بقعة في الدائرة البشرية على وشك الانهيار، ثغرة تكاد تتسرب. فالتفت بسرعة، ليرى متسولاً نحيلاً تحدّقت عيناه وجحظتا بلا تركيز، أنفاسه متقطعة، يكاد يسقط من فرط التوتر!
وقد لاحظت الأرواح الناقمة أيضاً أن روحه تضعف، فانقضّت نحوه دفعة واحدة. أسرع شي ليان، ولوّح بسوطه، فصرخت الأرواح وهي تتشقق بفعل الضربة. سحب الرجل للخلف بسرعة، وأمر من يقف عن يمينه ويساره أن يتشابكوا ليغلقوا الفجوة.
لكن لم يكد يلتقط أنفاسه حتى ظهرت ثغرة أخرى على بعد ستة أمتار باتجاه الجنوب الغربي. وقبل أن يندفع إليها، وجد أن ثغرة أخرى أبعد ظهرت هذه المرة بجوار شي شينغ شوان نفسه!
فالأرواح الناقمة كانت كثيرة جداً، وهذه لم تكن سوى الموجة الأولى فقط، وستتوالى الموجات دون توقف!
أدرك أنه لن يتمكن من اللحاق بها جميعاً، فصرخ:
"سان لانغ!"
لكن هوا تشينغ لم يتحرك، وقال بهدوء:
" غاغا ، لا تقلق."
رفض شي ليان أن يصدق أن هوا تشينغ لم يلحظ الأمر، أو أنه سيتجاهله، لكن تلك الثغرة كانت على وشك أن تُستغل من الأرواح!
وفي اللحظة الحاسمة، طارت فجأة تعويذة صفراء وانفجرت قرب شي شينغ شوان!
لم تقتل التعويذة الأرواح، لكنها جعلتها تتراجع مذعورة، رؤوسها تنسحب للخلف. واتضح أن مطلقيه هم مجموعة المعلّمين الروحانيين الذين كانوا يراقبون طوال الوقت.
اندفعوا صارخين:
"قلنا لكم ألا تتورطوا! لكن طالما تورطتم، فعليكم الصمود حتى النهاية! إن عجزتم فأنتم فقط تزيدون الطين بلة!!!"
التفت هوا تشينغ إلى شي ليان قائلاً:
"أرأيت؟ قلت لك لا تقلق."
أجابه شي ليان بحزم:
"نعم!"
لم يتمالك عين السماء وبقية المزارعين أنفسهم أخيراً، فانضموا هم أيضاً. كانوا بالفعل محترفين، يتحركون بسرعة وخفة، وكل منهم أمسك بيدي شخصين، فاصلاً بينهما ليحل مكانهما رابطاً الدائرة.
فاندمج العشرات منهم مباشرة في المصفوفة ، فتوسعت على الفور.
وصاح عين السماء:
"أيها الزملاء! بسرعة، بسرعة، من لديه مدارس أو تلاميذ في العاصمة فليستدعهم فوراً!!!"
"اذهبوا! اذهبوا!"
"سأستدعي تلميذي أيضاً!"
وبعد قليل، اندفع أكثر من مئة شخص عبر الشارع.
وكان هؤلاء المئة جميعاً مذهلين، كهنة، مزارعون، ومشعوذون! كل منهم بكامل عتاده، يخطون بخطوتين كأنها واحدة، هيئاتهم بطولية مهيبة.
تهلل قلب شي ليان في داخله، بينما فتح المتسولون أفواههم وعيونهم ذهولاً.
وعندما رأى القادمون الجدد المنظر المهيب لعمود الظلام الهائج، صُدموا للحظة، لكنهم أسرعوا بالانضمام. وما إن اندمجوا حتى توسعت الدائرة أكثر، حتى كاد الشارع الرئيسي للعاصمة لا يتسع لهم.
ولم يقتصر الأمر على شجاعتهم، بل كان كل منهم مجهزاً بأدوات روحية مختلفة، مما زاد من قوة المصفوفة بشكل هائل.
عندها صار شي ليان واثقاً بنسبة تسعة أعشار على الأقل. فنادى بصوت ثابت وهادئ:
"الجميع، لا تخافوا، الكفة بدأت تميل لصالحنا. عددنا يزداد باستمرار، وإن صمدنا جيداً، فلن يكون القضاء عليهم سوى مسألة وقت!"
وقد رأى الجمع بأنفسهم أن الوضع يتغير لصالحهم، ومع ظهور الأمل صار كل شيء أسهل. امتلأوا حماساً وصرخوا بحماسة:
"سنسحقهم!"
وعلى الجانب الآخر، صاح عين السماء:
"لدينا مئة وثمانية وستون رجلاً! كم عددكم أنتم؟ كم تظنون سنصمد؟"
أما شي شينغ شوان، زعيم المتسولين، فقد عدّ مرات عدة وأجاب بصوت عالٍ:
"عددنا مئة وثمانية وأربعون داخل المصفوفة !"
قال شي ليان:
"إذن لدينا معاً ثلاثمئة وستة عشر رجلاً. نحتاج فقط أن نجد..."
لكن هوا تشينغ قاطعه:
"هذا غير صحيح."
التفت إليه شي ليان:
"ما الذي تقصده بغير صحيح؟"
تأمل هوا تشينغ شي ليان بجدية وقال:
"العدد غير صحيح. الآن، يوجد ثلاثمئة وسبعة عشر شخصاً هنا."
يتبع ...
تعليقات: (0) إضافة تعليق