القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

ch207 tgcf

 الفصل مئتان وسبعة : طلب المودة؛ ملك الأشباح يتظاهر بالاستياء .






"...."


مع أن هوا تشينغ لم يلقِ سوى نظرة واحدة، إلا أن شي ليان كان واثقاً تماماً من أنه لم يخطئ في العد. قالها بصوت منخفض بحيث لم يسمعها أحد سواه. عندها ألقى شي ليان بدوره نظرة سريعة على الحلقة.


الجميع كان يمسك بأيدي بعضهم، فمتى انضم شخص إضافي؟


هل من الممكن أن شي شينغ شوان أخطأ في العد؟


سأله شي ليان:

"هل أنت متأكد أنك أحصيت العدد بشكل صحيح؟ لم يفوتك أحد؟"


أقسم شي شينغ شوان:

"مستحيل! ألم تقل إن العدد مهم؟ لذلك كنت أعد مراراً، ومن انسحبوا في منتصف الطريق حذفتهم من الحساب أيضاً. عددنا مئة وثمانية وأربعون. ما الأمر؟ هل حدث شيء؟"


لم يكن الوقت مناسباً للشرح، ولو فعل فسوف يثير الذعر بلا داعٍ. ولم يكن بإمكانه أن يطلب من الناس أن يشيروا إلى الوجوه غير المألوفة، لأن الأغلبية هنا لا يعرفون بعضهم أصلاً.


لذلك أجاب ببساطة:

"لا، كنت أتحقق فقط."


أما من جهة أصحاب التعويذات، فكان من المستبعد أن يخطئوا أيضاً، إذ أبلغ كل واحد عين السماء بعدد تلاميذه وأتباعه قبل أن يجمع الأرقام، فلا يمكن أن يجهلوا كم منهم قد جاء.


قال شي ليان بصوت خافت:

"متى اندسّ هذا الشخص؟ وما الذي يخطط له؟"


أجاب هوا تشينغ:

"إما أنه كان هنا منذ البداية، أو أنه انضم عندما التحق المزارعون . لكن المؤكد أنه إنسان."


على الأقل لم يكن شبحاً. فلكي تكتمل هذه المصفوفة كان يجب أن يكون الجميع بشراً، وإلا لما استطاعوا حجز الأرواح الناقمة.


كما بدا أن هذا الشخص لا يريد كشف نفسه حالياً أيضاً. فإذا ما ترك قبضته فجأة وترك فراغاً، لانهارت المصفوفة كلها. ومع ذلك، حتى الآن ظل ثابتاً، مما يعني أنه يؤدي دور "قضبان القفص" بشكل صحيح.


ولهذا السبب تحديداً لم يكن على شي ليان أن يتصرف بتهور. فلو شعر هذا الشخص بأنه اكتُشف، فقد يفرّ مباشرة. كما أن العثور عليه بين هذا العدد دون إثارة الفوضى لن يكون سهلاً.


لكن سرعان ما خطرت فكرة لشي ليان. التفت إلى هوا تشينغ وسأله:

"سان لانغ، هل يمكنك أن تجعل فراشاتك الشيطانية تطارد الأرواح الناقمة فقط دون قتلها؟ أعني، توجهها نحو جهة تحددها أنت؟"


فهم هوا تشينغ فوراً مقصده:

"نعم، أستطيع."


بما أن هذا الشخص انضم طوعاً، فلا بد أنه ليس عادياً، ولم يخف من الأرواح الناقمة.


لو وجه هوا تشينغ الأرواح نحو أطراف الحلقة، فستبحث لا محالة عن ثغرة للهروب. وكل إنسان عادي قد يكون ثغرة محتملة، إلا شخصاً واحداً: ذاك الذي تسلل من تلقاء نفسه!


قال شي ليان:

"لكن هذه الفكرة محفوفة بالمخاطر. إن لم نكن حذرين فقد يذعر أحدهم ويترك مكانه، فنكون نحن من جنى على نفسه."


رد هوا تشينغ بهدوء:

"لا تقلق. قبل أن يحدث ذلك سأكون قد قضيت على الأرواح."


بعد أن اتفق الاثنان على الخطة، رفع شي ليان صوته فجأة قائلاً:

"انتبهوا جميعاً! الأرواح الناقمة ازدادت قوة فجأة! تمسّكوا جيداً ولا تخافوا!"


صرخ عين السماء:

"ماذا؟! ولماذا ازدادت قوة فجأة؟!"


بينما ظل هوا تشينغ في مكانه، بدأت فراشاته الشيطانية تطارد الأرواح التي راحت تتخبط محاولة الهرب. الآخرون لم يفهموا ما يجري، لكن المزارعين شعروا بأن هناك أمراً مريباً.


زمجر عين السماء بغضب:

"هوا تشينغ... تشو! ماذا تفعل؟؟"


لكن الاثنين داخل الحلقة لم يلتفتا إليه، بل راقبا الموقف بتركيز. وفعلاً، وسط فوضى الدخان الأسود الكثيف، كان هناك شخص واحد لم تجرؤ الأرواح على الاقتراب منه، والمنطقة أمامه كانت فارغة على نحو لافت.


لقد كان هو!


اندفع شي ليان بسرعة، أمسك بيدي الرجل، ووصل بين يدي من بجانبه ليغلق الفراغ، وسحبه خارج الحلقة.


ارتبك عين السماء وأتباعه أكثر:

"ما الذي يحدث؟!"


فأجاب هوا تشينغ بخشونة:

"لا شأن لكم."


وبينما كان يتكلم، كان قد وصل إلى جانب شي ليان ليحرسه تحسباً لما قد يفعله ذلك الرجل. أمسك شي ليان به بإحكام ثم أدار وجهه إليه. وعندما التقت أعينهما، ابتلع شي ليان الكلمات التي كادت تخرج من فمه: "من أنت"، واتسعت عيناه بدهشة.


وتمتم وهو يحدق في وجهه:

"غوشي... إذاً كان الأمر صحيحاً..."


حتى الرجل نفسه ارتبك، وبعد لحظة تمتم:

"سموك..."


كان هذا الوجه مألوفاً للغاية، ومع ذلك بدا غريباً. ففي ذاكرته، كان غوشي رجلاً في الثلاثينيات، هادئاً متزناً، يكتفي بلمسة من رداءه وهيبته ليخدع أي أحد. لكن الرجل أمامه الآن لم يبدُ أكبر من خمسة وعشرين أو ستة وعشرين عاماً، أي قريباً من عمره هو.


حتى بعد أن سمع صوته وهو متجسد في روح الجبل بجبل تونغ لو، ظل يشك في أنه ربما أخطأ. وحتى حين حذره جون وو قائلاً: "معلمك لم يكن شخصاً عادياً، كن شديد الحذر"، كان يظن أن الإمبراطور قد يخطئ. لكن الآن لم يعد هناك مجال للشك: إنه معلمه، وآخر غوشي لمملكة شيان لي— مي نيان تشينغ!


تجمد الهواء بين الثلاثة داخل الحلقة المكونة من ثلاثمئة شخص، وكأن الزمن توقف. لكن عندما استعاد مي نيان تشينغ وعيه، فعل ما لم يتوقعه أحد.


فبينما كان شي ليان ما زال مذهولاً، هجم فجأة ومد يديه ليخنقه!


غير أن هوا تشينغ كان واقفاً بجانبه، فكيف يسمح له بالنجاح؟ لم يحتج حتى أن يتحرك، فاندفع مي نيان تشينغ بقوة كأنه طُرح بعيداً، وسقط أمتاراً. هذه الضوضاء المفاجئة أرعبت من يمسكون بأيديهم في الحلقة.


"لماذا بدأوا القتال؟!"


"ما الذي يجري؟!"


"من يهاجمون؟!"


ناداه هوا تشينغ بقلق:

"غاغا ! هل أنت بخير؟"


أجاب شي ليان بسرعة:

"أنا بخير!"


لكن غوشي لم يكن بخير إطلاقاً؛ إذ بصق دماً وهو ينهض مترنحاً، محاولاً الفرار عبر الحشود.


رآه شي شينغ شوان مقبلاً نحوه، فصرخ مذعوراً:

"ماذا تنوي أن تفعل؟! هيه! أحذرك! لا تقترب مني! يا سموك! إنه يحاول كسر الحلقة!"


هتف شي ليان:

"اذهبي!"


فاستجابت رويي وانطلقت! لكن قبل أن يلتف حول مي نيان تشينغ، سقط سيف من السماء مغروساً أمامه ليقطع طريقه. وفي اللحظة التالية، سطع ضوء أبيض من الأعالي، وانحدرت عدة أشعة معه. ومن خلال هذا الستار من النور، هبط مسؤول عسكري يرتدي درعاً أبيض من السماء، ليسد الطريق على غوشي!


مع انسداد الأمام والخلف، لم يعد أمام مي نيان تشينغ مفر. ولدى التفاته ارتطم برويي الذي بدا كأنه يرقص بجنون، فاندفع نحوه ولفه بشدة حتى طرحه أرضاً.


تقدم شي ليان خطوة وقال:

"جلالتك ؟ كيف جئت بنفسك؟"


وقف جون وو بوجه جاد:

"لقد استقر جبل تونغ لو مؤقتاً، فجئت لأرى ما يجري هنا عندكم."


سأله شي ليان:

"وكيف تمكنت من تثبيته؟"


أجاب جون وو:

"أنشأت حاجزاً جديداً، وحبست فيه مؤقتاً أرواح الجبال الثلاث والكائنات غير البشرية الأخرى."


لكن ما شغل بال شي ليان لم يكن تلك الأرواح أو الأتباع الصغار. بل سأل على الفور:

"إذن... الأبيض عديم الوجه ؟"


هز جون وو رأسه ببطء:

"لم أجده في جبل تونغ لو. أخشى أنه قد فرّ منذ زمن إلى مكان آخر."


نظر شي ليان من حوله، فإذا بهم محاطون بحقل من الضوء الساطع، يفصلهم عن الثلاثمئة شخص الذين يشكلون الحلقة. في هذه اللحظة لم يكن بإمكان أولئك البشر رؤية ما يحدث داخل الحاجز. ثم نظر إلى الأرض حيث كان غوشي يتقلب، وحين وقعت عيناه على جون وو، تذكر على الأرجح المعركة الدامية بينهما في الماضي. بدا عليه الذهول والغضب في آن، لكنه أكتفى بالصمت رغم الغليان الذي يعتمل داخله.


أومأ جون وو برأسه أيضًا، يرمقه من أعلى بنظرة متعالية قبل أن يتحدث ببطء:

"غوشي شيان لي ، مضى وقت طويل منذ آخر لقاء."


اقترب هوا تشينغ بخطوات متكاسلة، وألقى نظرة سريعة على مي نيان تشينغ قبل أن يقول:

"هذا الغوشي يبدو ضعيفًا جدًا، كيف تمكن من الهرب حينها؟"


فأجاب جون وو:

"لم يهرب بقوته الخاصة. في ذلك الوقت، كان هناك ثلاثة مساعدين إلى جانبه. إنهم نوّاب غوشي الثلاثة الآخرين لمملكة شيان لي ."


عند هذه النقطة، لم يستطع شي ليان كبح نفسه أكثر، فسأل:

"غوشي... من أنت حقًا؟"


كان مي نيان تشينغ يحدق في جون وو بعتمة، ويداه مشدودتان في قبضتين، والعروق بارزة على ظهر كفيه، سواءً كان غاضبًا لأن جون وو دمّر خططه، أو لأنه مستاء لأن شي ليان كشف أمره، لم يكن بالإمكان الجزم.


وبعد لحظة، تمتم بصوت منخفض:

"ألم تخمن بالفعل، يا صاحب السمو؟"


أحد الحُرّاس الأربعة لولي عهد "وويونغ"!


ضغط شي ليان أكثر:

"وذلك ولي عهد وويونغ... هل هو الأبيض عديم الوجه ؟"


فوجئ جون وو بسؤاله وقال:

"شيان لي ، ولي عهد وويونغ هو...؟"


وفجأة تذكر شي ليان أنه لم تتح له الفرصة بعد لإبلاغ جون وو بما حدث في وويونغ. وبعد أن تمكّن أخيرًا من القبض على غوشي، كان لديه الكثير ليبلغه به، والكثير ليسأله عنه، لكن لم يكن هذا المكان مناسبًا لذلك.


فقال:

"جلالتك ، دعنا نتحدث بعد عودتنا إلى السماء."


فأجاب جون وو:

"قد يكون ذلك أفضل."

ثم تمتم للحظة وأكمل:

"لكن، معظم الأرواح الناقمة من جبل تونغ لو تم إرسالها إلى العاصمة الملكية، ولا يمكن قمعها سريعًا. حتى لو كنتُ أنا من يقوم بالتطهير، فسيتطلب الأمر سبعة أيام بلياليها على الأقل."


سبعة أيام كاملة قبل أن يتمكنوا من استجواب غوشي؟ سيكون ذلك متأخرًا جدًا.فالأبيض عديم الوجه ما زال طليقًا! وبينما كان شي ليان غارقًا في التفكير بما يجب فعله، سمع صوت هوا تشينغ:


"اترك الفوضى هنا لي. يمكنك الصعود كما تشاء."


استدار شي ليان لينظر إليه، لكن هوا تشينغ كان قد خمّن بالفعل ما أراد قوله.


فقال:

"لا داعي لقول أي شيء آخر. سأنتظرك هنا. إن كان غاغا يريد حقًا شكري، فليعد إليّ بسرعة بعد ذلك."


قال جون وو:

"هل سيكون ذلك مناسبًا؟"


ابتسم شي ليان بارتياح:

"نعم."


لكن فجأة، ظهر ظل يتحرك خارج ستار الضوء، وشخص اقتحم من الخارج وهو يعرج ويقفز، صارخًا:

"يا صاحب السمو! يا صاحب السمو، ماذا تفعل هنا؟ هل أنت بخير؟"


لقد كان شي شينغ شوان. فعندما هبط جون وو وأسدل ذلك الستار الضوئي، لم يعرف أحد في الخارج ما الذي كان يجري، فارتعبوا جميعًا. عندها تحلّى شي شينغ شوان بالشجاعة واندفع ليرى ما يحدث. لو كان شخصًا آخر لتم منعه، لكن بما أنه كان يعمل يومًا ما كمسؤول سماوي، فقد تعرّف الستار عليه وسمح له بالدخول.


وما إن دخل حتى جمد في مكانه مذهولًا:

"ج-ج-ج-ج-جلالتك ؟؟؟ كيف... جئت بنفسك؟؟؟"


ابتسم جون وو ابتسامة خفيفة عند رؤيته وقال:

"سيد الرياح، كيف حالك؟"


"...."


كان شي شينغ شوان مترددًا وخجِلًا، يشعر ببعض الإحراج. فبعد كل شيء، لم يعد يخفى عليه قصة تغيير شي وودو لمصير شقيقه الأصغر وإرساله إلى السماء ؛ تلك القصة انتشرت وستثير بلا شك فوضى. لذلك، عندما رأى رئيسه السابق، لم يشعر سوى بالعار والذنب. لكن جون وو لم يذكر شيئًا، بل عامله بلباقة واحترام كامل. في هذه الأثناء، سحب شي ليان رويي، فيما نهض مي نيان تشينغ ببطء بمفرده.


وبعد أن تخلص شي شينغ شوان من خجله، سأل بحيرة:

"من هذا؟ ما الذي يحدث الآن؟"


نظر إليه مي نيان تشينغ فجأة وقال:

"أنت شي شينغ شوان، أليس كذلك؟"


تفاجأ شي شينغ شوان:

"ومن أنت؟ كيف تعرف اسمي؟"


لكن الأهم، كيف تعرّف عليه رغم هذه الهيئة؟؟


أطلق مي نيان تشينغ همهمة بازدراء وقال:

"اسمك بشع."


"هاه؟" ارتبك شي شينغ شوان.


غير أن مي نيان تشينغ لم ينطق بكلمة أخرى، بل تبع جون وو بهدوء، متصرفًا بانصياع. ربما لأنه أدرك أنه، من دون مساعدين بجانبه الآن، لم يعد قادرًا على الهرب من قبضة جون وو.


قال جون وو:

"شيان لي ، سأخذه معي أولًا. ستلحق بي بعد قليل؟"


أجاب شي ليان:

"نعم."


أومأ جون وو برأسه، ثم رحل مع مي نيان تشينغ.


استدار شي ليان نحو هوا تشينغ، لكن الأخير سبقه بالحديث:

"غاغا ، لا داعي للقلق. كل ما في الأمر مراقبة هذا الدائرة والتأكد من أنهم لا يثيرون شيئًا. الأمر ليس صعبًا."


وأضاف شي شينغ شوان:

"سموك ، هل ستصعد؟ اذهب، اذهب، سأراقب الأمور هنا أيضًا، لا تقلق!"


فأومأ شي ليان:

"شكرًا لكما على جهدكما."


لو كان الأمر في الماضي، لرد هوا تشينغ على الأرجح بـ"لا بأس" أو ما شابه ذلك. لكن على غير المتوقع، هذه المرة، شبك ذراعيه وتنهد:


"آه، في الحقيقة الأمر متعب."


"...."


شعر شي ليان أنه يلمّح لشيء ما. بينما شي شينغ شوان، كعادته، لم يفهم شيئًا وقال بحماسة:

"نعم! تذكر أن تكافئنا بعد تعبنا هذا، أليس كذلك؟ ما رأيك بمأدبة في أفضل مطعم في العاصمة الملكية؟ هاهاها..."


ما زال يفكر بالطعام، وشي ليان في داخله تنهد:

"...سيد الرياح، أرجوك لا تتحدث أكثر، فهذا لم يكن ما يقصده أبدًا..."


أما هوا تشينغ فحرّك بلؤم خرزة المرجان الأحمر المربوطة بضفيرة شعره الصغيرة، ورفع حاجبيه، وقال بصوت متهاون ظاهريًا:

"لو كان غاغا بجانبي لكان الأمر سهلاً. لكن التفكير بأن غاغا سيصعد مجددًا ويتركني هنا وحدي... همم، أشعر أن الأمر أثقل عليّ."


وأخيرًا، لاحظ شي شينغ شوان أن كلامه غريب، لكنه لم يفهم، بل قال مبتسمًا:

"يا زهرة المطر القرمزي ، كلماتك مضحكة جدًا. تبدو وكأنك تقول إنك ستشعر بالوحدة الآن بعد أن عاد سموّه إلى السماء... تمامًا مثل عروسين جديدين، هاهاها..."


"لم يخطئ..." فكر شي ليان ، "أليس هذا ما قصده تمامًا؟؟؟"


ضحك شي شينغ شوان ضحكة متكلّفة، حتى لم يعد شي ليان قادرًا على الاحتمال، فتنحنح قائلًا:

"أم، سيد الرياح... هل يمكنك الخروج أولًا؟ للحظة فقط، حسنًا؟"


رد متعجبًا:

"؟؟؟ لماذا؟"


لم يستطع شي ليان أن يفسر:

"فقط... فقط اخرج أولًا. نحن فقط نودّع بعضنا."


خرج شي شينغ شوان وهو في حيرة، وبقي الاثنان وحدهما داخل ستار الضوء، لا ثالث لهما. استدار شي ليان مجددًا، فوجد هوا تشينغ ما زال يرمقه بحاجب مرفوع، وكأنه ينتظر منه أن يقول شيئًا أو يفعل شيئًا.


عندها جمع شي ليان شجاعته، ووضع يديه المتصلبتين على كتفي هوا تشينغ، ثم، بعد أن ثبّت نفسه للحظة، قفز قليلًا وطبع قبلة سريعة على وجنته.


وبعد أن فعل ذلك، أخذ يتلفّت حوله بقلق وكأنه لص، ولم يطمئن إلا حين لم يجد أحدًا. لكن فجأة، شعر بذراعين تلتفان حول خصره؛ لقد كان هوا تشينغ يعانقه بقوة.


قال بصوت ممتعض، نصفه جدي ونصفه مصطنع:

"غاغا ، ألستَ فقط تطيب خاطري؟"


ارتبك شي ليان وقال بسرعة:

"لا! لستُ كذلك!"


فقال هوا تشينغ:

"حقًا؟ لكنك لم تكن هكذا أبدًا عندما استعرْتَ قوتي الروحية. هل لا أحصل على مثل هذا الوداع إلا عندما لا أُقرضك قوتي؟"


"...."


حين فكر بالأمر، أدرك شي ليان أنه ربما لم يكن صادقًا حقًا. وبعد لحظة، قال بصوت خافت:

"...آسف. لم أقصد ذلك."


لكن بعد أن اعتذر، كلما فكّر أكثر، شعر أن الأمر بدا وكأنه يقصد ذلك فعلًا، وأخذت أجراس الإنذار تدوي في رأسه. وقبل أن يرد هوا تشينغ، تحرك جسده تلقائيًا قبل تفكيره؛ قفز وأحاط ذراعيه بعنق هوا تشينغ، وجذبه إليه بقوة. وهذه المرة، قبّله كاملًا في المكان الذي أراده هوا تشينغ.


لكن، ومن سوء الحظ، جاء صوت شي شينغ شوان فجأة في تلك اللحظة:

" سموك ، ظللت أفكر، وكلما فكرت شعرت أن الأمر غريب. إن كان مجرد وداع، لما احتجت أن تطردني؟ أنا فقط...سموك ؟ لماذا غادر بهذه السرعة؟"


كان شي ليان قد فرّ متعثرًا ومرتبكًا.








يتبع...

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي