Ch25 برج الأبروش
دعا غو تشون فانغ هاو للخروج معه إلى نادي ديستني ،
لكن فانغ هاو في النهاية اعتذر ، أولًا ، لأن أخاه الأصغر فانغ شنغجي ما زال يقيم عنده ،
فاتخذ قضاء الوقت مع أخيه عذرًا لرفض الدعوة بلطف ،
وثانيًا ، لأنه لم يكن يشعر أنه بخير مؤخرًا ، ربما بسبب
الضغط النفسي وقلة النوم ، وأراد أن يستغل إجازته في الراحة ،
غو تشون بذكائه المعتاد ، فهم تلميحه ولم يلح عليه مجددًا ،
وللمرة الأولى منذ فترة ، نام فانغ هاو حتى استيقظ بشكل طبيعي من دون منبّه ،
لكن سرعان ما رفع فانغ شنغجي بطانيته وسأله بحماس إن
كان بإمكانهما دعوة تشن جيايو للعب معه على جهاز
النينتندو سويتش الذي اشتراه فانغ هاو
شعر فانغ هاو بالحرج وأجاب:
“ دعنا نترك الأمر ... نحن… لم نعد على وفاق في الآونة الأخيرة .”
تفاجأ فانغ شنغجي وسأل باستغراب:
“ ماذا حدث ؟”
لم يرغب فانغ هاو في شرح تفاصيل الخلاف المرتبط بالعمل ،
فالأمر معقد أكثر مما ينبغي ، فاكتفى بالقول:
“ حدث خلاف في العمل ، ثم تشاجرنا بالكلام ،
والآن… لم نعد نتحدث كثيرًا .”
سأله شقيقه :
“ إذن أنت غاضب منه ؟”
تنهد فانغ هاو :
“ بل هو الغاضب مني ”
فقال فانغ شنغجي بنبرة جادة:
“ ولماذا لا تعتذر له؟ الرجل الحقيقي يعرف متى يتنازل ”
نظر فانغ هاو إلى ملامح أخيه الصادقة ، ثم هز رأسه قائلاً :
“ لقد حاولت… ولكن بلا جدوى "
عبس فانغ شنغجي بحاجبيه بأسف :
“ مؤسف حقًا . أنا أحببت الأخ جيايو "
فكّر فانغ هاو { ومن لا يحبه؟ من لا يحب تشن جيايو؟
فهو متوازن ، سمعته جيدة ، وشكله ملفت طبيعيًا ،
الشائعات كثيرة عنه لكنها لم تحمل شيئًا سلبيًا }
بعد تلك المحادثة ، حاول فانغ هاو بوعي أن يضع جانبًا كل
أفكاره عن الخلاف بينه وبين تشن جيايو ، و للحظة خطرت
له فكرة أن يسأل أصدقاء مشتركين ليعرف ما يجري ،
لكنه تجاهل الفكرة ، ورغم إحساسه بالضيق ، ذكّر نفسه
بأنهما في النهاية مجرد صديقين عابرين
الحل الذي وجده هو أن يترك للوقت مهمة تهدئة الأمور ،
حتى يعودا إلى حالة ' المعارف الغرباء المألوفين ' ،
بلا ارتباطات أو تعقيدات ،
…..
في يوم الثلاثاء ،
رنّ هاتف المناوبة في برج المراقبة —— كان المتصل سون ياويانغ، مراقب جوي جديد ،
وأخبره أن هناك شخصًا يزعم
أنه كابتن يسأل عن فانغ هاو
فانغ هاو { هل يمكن أن يكون…؟
هل يعقل أن تشن جيايو قرر أخيرًا تفعيل موضوع ' نتحدث
في يوم آخر ' ؟؟؟ ,,
ولكن لماذا يتصل على هاتف المناوبة بدلًا من رقمي المباشر؟
هذا لا يشبه أسلوبه أبدًا … }
أسرع والتقط السماعة ، لكنه سرعان ما اكتشف أن ظنه كان خاطئ …..
: “ فانغ هاو ، مر وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا .
أعتذر عن التأخير ، فقد كنت منشغلاً بالرحلة الرابعة ،
أغيب أسبوعًا أو أسبوعين كل مرة ،،
ما رأيك أن أعزمك على الغداء اليوم ؟”
كان الصوت شابًا وحيويًا، وتعرّف عليه فانغ هاو على الفور—
إنه لانغ فنغ، الكابتن الصيني في الخطوط الملكية الهولندية
(KLM)، الذي لا يزال يتذكر حادثة انفجار الإطار قبل
شهرين، ويريد مكافأته بوجبة
نظر فانغ هاو إلى ساعته ووافق:
“ لا داعي لأن تعزم ، لكن يمكننا تناول الغداء معًا ،
ما رأيك بمطعم جيوفاني الساعة الثانية عشرة والنصف ؟”
جيوفاني مطعم إيطالي راقي نسبيًا في صالة المطار ،
مشهور بخدمته الممتازة وقائمة نبيذ جيدة ،
وبما أن فانغ هاو كان على رأس عمله ويعاني من نزلة برد ،
فلن يشرب الكحول ، لكنه فكر أن لانغ فنغ قد يستمتع بكأس بعد رحلته
لم يكن المطعم بعيدًا عن مقهى كوزا ، وكانت له نوافذ
كبيرة من الأرض حتى السقف ،
جلس فانغ هاو بجانب النافذة ، وبعد فترة قصيرة وصل
لانغ فنغ ، وعانقه بحرارة ثم جلس بشكل طبيعي أمامه
لم يكن فانغ هاو مستعدًا ذهنيًا لهذا اللقاء ، لكنه فوجئ
بشعوره بالاسترخاء ، فبعد كل شيء ، لم يكن مدينًا لانغ فنغ بأي شيء ،
وإذا كان لدى لانغ فنغ أي نوايا خفية ، خطط فانغ هاو
للرفض بلطف ، وإذا أمكن ، يمكن أن يكونا مجرد أصدقاء ،
وهو أفضل سيناريو ممكن ،
دخل لانغ فنغ مباشرةً في صلب الموضوع — بعد جلوسه ،
طلب شريحة لحم وكأسًا من النبيذ الأحمر ، شرب منها
قليلًا ثم بدأ الحديث
: “ كنت مشغولًا جدًا بعد لقائنا الأخير ، واستغرق الأمر أكثر
من شهر حتى أتمكن من التواصل معك ”
لم يمانع فانغ هاو:
“ أنت مهذب جدًا ، وبصراحة ، لم نفعل الكثير لمساعدتك حينها ،
أنت تعاملت مع كل شيء في الجو ...” توقف قليلًا ثم أضاف :
“ بصراحة ، يجب أن نشكرك أنت ومساعدك في الرد
السريع والتواصل الواضح معنا. بدون ذلك، كنا سنصبح أكثر توترًا وإجهادًا "
ابتسم لانغ فنغ :
“ أعتقد… حسنًا، لنقل فقط أن هناك بعض القدر بيننا .”
كان رده غامضًا بعض الشيء ... فرفع فانغ هاو كأس الماء وأخذ رشفة وتمتم : “ ربما "
غير متأثر برد فانغ هاو المبهم ، استمر لانغ فنغ قائلاً:
“ في الواقع ، تفاجأت قليلاً عندما رأيتك أول مرة ، لكن لم يكن الوقت مناسبًا وقتها ،
منذ ذلك الحين ، كنت أبحث عن فرصة لأسألك مباشرةً—
هل أنت أعزب ؟”
تفاجأ فانغ هاو مجدداً بصراحة لانغ فنغ ، وبالنظر إلى الأمر ،
أُعجب بصراحته ووضوحه ،
رغم أن لانغ فنغ ذو شعر أسود وبشرة أسمر قليلاً ويتحدث
الصينية بطلاقة ، إلا أنه نشأ في أمستردام وفرانكفورت ،
من حيث طريقة التفكير ، كان غربيًا جدًا ، كريمًا في المديح
والاعتراف بالجميل ، ويعبّر عن مشاعره مباشرةً ،
كان لانغ فنغ يتمتع بهالة شاب ، فعّال ومتحمس ، واجتماعي ،
رغم تقدير فانغ هاو له وإدراكه لجاذبيته ، إلا أن لانغ فنغ ليس من نوعه ،
منذ أول لقاء ، لم يشعر فانغ هاو بأي انجذاب عاطفي ،
بالإضافة إلى ذلك ، وضع قاعدة لنفسه بعدم المواعدة ضمن نفس الدائرة ،
لعق فانغ هاو شفتيه وابتسم ، شرب رشفة ماء أخرى ،
ثم قال بصراحة :
“ أنا أعزب "
و دون أي تردد ، سأل لانغ فنغ :
“ إذن هل يمكن أن أعزمك على وجبة أو نشاهد فيلمًا ؟”
أمام صراحة لانغ فنغ ، لم يجد فانغ هاو إلا أن يعطي إجابة مباشرة ، وقال محرَجًا :
“ آسف "
كان ينوي قول المزيد ، لكن صراحة لانغ فنغ فاقت قدرته
على إيجاد كلمات مريحة في تلك اللحظة
ضحك لانغ فنغ بخفة ، مُحبط قليلًا ، لكنه تدارك الأمر بسرعة مازحًا :
“ هذا على الأرجح أسرع رفض تلقيته في حياتي ... إذن ،
هل لديك شخص يعجبك ؟”
كان ردة فعل فانغ هاو الأولى النفي:
“ لا، فقط… أتعرف على الناس من حين لآخر ،
لكن أُفضّل ألا أواعد ضمن نفس الدائرة ، الأمور تصبح معقدة جدًا "
أومأ لانغ فنغ بفهم:
“ حسنًا ، فهمت . سأكفّ عن المحاولة إذن "
رؤية استجابته بهذا الشكل أراح فانغ هاو قليلًا ، قال وهو يبتسم:
“ إذا كنت أعزب ، أستطيع أن أعرفك على بعض الأشخاص المناسبين ،، أنا متأكد أن هناك الكثير ممن يودون التعرف عليك .”
و تذكر على الفور شخص واحد على الأقل—تشو تشيتشن ،
الذي أعرب سابقًا عن إعجابه بلانغ فنغ بصراحة —- ch9
ورغم طبيعة تشو تشيتشن الصريحة أحيانًا وصعوبة إيصال فكرته ،
فإن أسلوب لانغ فنغ اللطيف قد يوازن الأمور بشكل جيد ،،
أخرج فانغ هاو هاتفه ومرّر قائمة جهات الاتصال حتى وجد تشو تشيتشن على ويتشات ، :
“ اووه هذا صديقي ... هو يود مقابلتك . هل تود أن تضيفه ؟”
عادةً لم يكن فانغ هاو من النوع الذي يلعب دور صانع الثنائيات ، بل غالبًا يكون على الطرف المتلقي ،
لكن اليوم شعر بأنه مدين لانغ فنغ ويريد الوفاء بوعده بسرعة ،
ابتسم لانغ فنغ بأدب ووافق على الفور ، وأضاف :
“ أعتقد أنني على الأرجح سأعرفك على أحدهم ،
بما أنك تفضل عدم المواعدة ضمن دائرتك ، ما رأيك ببعض
الهولنديين الوسيمين؟ أعرف الكثير منهم "
أخرج الاثنان هواتفهما وتصفّحا جهات الاتصال
فتح لانغ فنغ ألبومات الصور مباشرةً ، وعرض على فانغ هاو
صور الشباب الوسيمين واحدًا تلو الآخر حسب رأيه —-
ما بدأ كعشاء غامض قليلًا تحول فجأة إلى حدث لتعريف
الأشخاص ببعضهم ، مما جعل فانغ هاو يضحك قليلًا
حين مر تشن جيايو عبر أكثر محطات الترمينال 1 ازدحامًا ،
شاهد هذا المشهد ——
في المطعم الإيطالي ، كان فانغ هاو مبتسمًا — و أمامه يجلس لانغ فنغ ، بشعره الأسود وعينيه الداكنة يرتدي زي الطيار ،
شعار الخطوط الملكية الهولندية مثبت على صدره ،
وعلم أحمر وأبيض وأزرق يزين القبعة الموضوعة على الطاولة ،
أشرطة الرتبة الفضية ذات الأربع خطوط على أكمام لانغ
فانغ الخاصة بالكابتن — تتلألأ تحت الإنارة
ورغم جلوسهما وجهًا لوجه ، كانا يميلان برؤوسهما نحو
بعضهما على الطاولة ، كما لو أنهما غارقين في متابعة شيء على الهاتف
في ذهن تشن جيايو ، نادرًا كان فانغ هاو يظهر بهذه الابتسامة المسترخية وغير المحسوبة ،
راقب المشهد لثوانٍ إضافية ، لكن لانغ فنغ أول من لاحظه ، رغم أنه لا يعرفه جيدًا ،
وعندما التفت لانغ فنغ — تبع فانغ هاو نظره ورآه أيضًا —-
إدراكًا منه أنه يحتاج للمواصلة في طريقه ، أومأ تشن جيايو
في اتجاههما ثم واصل المشي —-
{ ربما فانغ هاو يجلس هناك طوال الوقت ...
فقد اختفى الشخص الذي برتبة الأربع خطوط ( يقصد نفسه ) ،
لكن الحياة تستمر دائمًا مع وصول أفراد جدد }
ضحك تشن جيايو على قلقه السابق بشأن المكاسب
والخسائر وعدم اليقين بنفسه
{ حتى هذه اللحظة ،،،، علاقتي بفانغ هاو لم تتجاوز حدود الصداقة ،
ليس نبات أعتمد عليه ، ولا هو قمر يدور حولي ،
وحتى بدوني يبدو أن فانغ هاو يعيش حياته برضا تام ،،
الأمور التي كنت قلق بشأنها ، سواءً السمعة أو المظهر ،
كانت بلا أهمية عند البعض … لقد بالغت في التفكير ،
وفي النهاية ، أفكاري هي التي حبستني …. }
يتبع
جيا صدق زعولي 😂😩
ردحذف